Quote: Dear Luai, salamat and I hope you enjoy your summer time I read your postings at sudaneseonline and your direct transmission by phone with Osman Mustafa and that was good. here I attached a short story which has been published in Azza last year, I appreciate if you could post it at sudaneseonline under the same title as it is and don't forget to convey my deep greetings and respect to Elmosely and Adil A.Ati
Thanks and take care
وصلتنى الرسالة أعلاه من الأخ الدكتور معاوية عبدالقادر ( أب كريك ) ، والتى أنقلها إليكم/ن هنا مع القصّة المرفقة والتى نشرها العام الماضى فى مجلّة (( عزّة )) والتى تصدرها الجمعية السودانيّة بمدينة أوبسالا فى السويد .
د. معاوية يبعث بتحيّاته الخاصّة للأستاذين الموصلى وعادل عبدالعاطى .
لؤى ود بانديّة ـــــ لما كان الزمان جميلاً والطفولة نضيرة كان جابر ود باندية يأتى يومياً لنفس الامكنة فى نفس الزمان ليفرغ الدلاء يحمل على كتفيه (جوزية ) ويقود جملاً أغبر يسحب حاوية كبيرة كانت خضراء يوماً ما ، لايدرى أحد لما اخترع الانجليز هذا النظام العجيب وهل كانوا سيستعملونه لو تزوجت الملكة فكتوريا يونس ود الدكيم ! ، حتى قبل ان يظهر فى الطريق كانت رائحته تسبقه وكانت تلك الاشارة لهم حتى يخرج الصبية من كل فج عميق لمضايقته (جسيولدا جستابعا الجسبنديا جسقنيطا جستابعو جسميه) بالرطانة واحياناً ( ود باندية عجائزه مية ) وكانو قد استبدلوا تلك الكلمة العاميّة بكلمة عجز لان صديقهم فيلسوف الصف قد حدثهم مرة ان تلك الكلمة العاميّة تعنى( عجز) بالفصحى ولايدرى احد لماذا جمعوا الكلمة (بعجائز).
حتى اللحظة كانوا مثاليين حتى فى مضايقتهم له ولم يريدوا ان يجرحوا مشاعر اهل الحى ، كان هو اصغرهم ولكن اكبرهم فى الهوس ، كان من الشجاعة ان يمرق اسفل الجمل دون ان يكتم انفاسه ودون ان يلهب جابر ظهره بسوطه او ان يمسك به وكان جابر يطاردهم وينعتهم ( باولاد الحرام ) ، استطاع جابر مرة ان يقسم ظهره بسوطه حتى تركت اثراً ، ورآه احد اولاد الحى المجاور الذى كان يقف بعيدا متفرجا كعادته ثم نشر الخبر فى المدرسه ، كان هو ايضا يجلس معهم فى نفس الكنبه وكان ياتى يوم الكنس فى الرابعة صباحا ويكنس الفصل وحده ثم كانوا هم يجلدون فازداد غضبهم عليه بعد قصة جابر ود باندية فقرروا الانتقام ، اقنعوه ذات مره بان ياتى معهم لمضايقة جابر بطريقتهم المعتاده ، اوقعوه ارضا وهربوا فامسك به جابر وادخل يديه فى جردل القاذورات ، لم ياتى للمدرسة لمدة يومين وعندما حضر فى اليوم الثالث عرفوا بان امه كانت تقوم حتى باطعامه ولم تجدى محاولات اقناعه بان ليست هناك رائحة فى اياديه ، حدثوه بان يضع عليها الحناء حتى تزول الرائحة ففعل وعندما عاد مخضب اليدين اشاعوا بانه خُتن وعندما انكر طلبوا منه امام الجميع ان يثبت العكس ، فخلع سرواله امامهم ، ليطلقوا عليه لقباً من يومها.
حكى ود غيلان اليمانى ان جابر اتاه من تحته وخاطبه عندما كان يقضى حاجته(ان ابعد منى اولاد الحرام) . ثم ان الزمان دار دورته وكبروا هم ولم يكبر جابر فكان اول حمارى ود نوبه يعمل فى زريبه عم على فى سوق ام سويقه ،كانت تربطه علاقة ود عميقه مع عم على وود الحكارى صديقه ، لم يكن يبخل بلبن حمارته عندما تجتاح ( الكتكوته) الحى وكان جابر مسيحيا تراه كل احد يركب (بص الحلبه) فى طريقهم للكنيسة القبطيه وكان ايضا اول المصلين فى صلاة العيد حيث تراه يجلس مع عم على ويردد معهم (الله اكبر لااله الاالله الله اكبر ولله الحمد) ثم ايضا كان (ضباحا ) من طراز فريد (يوضب )الخروف بطريقه مذهلة ويذبح لاهل الحى فى العيد بلا مقابل وياخذ نصيبه( شرموطا)، سالته مره (بت الريس) عندما كان يحلب( ام بوالة) الخروف فى الفشفاش ، انه مسلما او مسيحيا فقال لها ان الله واحد، فلم تزد.
كان يعشق شراب (البغو والشريلا والكمنجانى) وكل انواع المرايس ويظهر ذلك فى احمرار عينيه الدائم ورائحة فمه المميزه ولكن ليس فى سلوكه وعندما اختفى مره اسبوعا من الزريبه طلب عم على وودالحكارى من صاحبنا ان يذهب معهم لتفقده وقد صار طبيبا وعلامة السوط لاتزال فى ظهره لاتبارحه وعندما ولجوا منزله فى القمائر كان جابر يرقد مرتديا( عراقى ) مهترئ وعتيق وكانت (الوِردة ) تقتلعه من كراب العنقريب ورجله ملفوفه ببقايا منديل او هكذا يبدو ، بها جرح متقيح قال ان( معزة) سكرى كانت تتلذذ من (مشك ) جوار انداية (عشه ام باغات) عقصته فى رجله رفض الذهاب للمستشفى وقال ان ( سفوفة ولبخة) من ود الحكارى سترد له العافية وطلب من صاحبنا ان يذهب الى انداية (عشه ام باغات) يسدد قيمة( عبارين ) لم يدفعها وتقاتل عم على وود الحكارى فى من سيقوم بالدفع وتشاركوا المبلغ ثلاثتهم فى نهاية الامر.
عندما ذهب صاحبنا عرف تماما لما سميت (بام باغات) فقد كان لها ردفان كبيران جدا وكانت هى توزع السعاده فى عبارات انصاف القرع فلم تكن المره الاخيره لدخوله الانداية بعد ذلك ، بعدها طلب منه عم على ان يعود جابر ودالنوبه ، وعندما عاده وجده فى اتم صحه وكان سعيدا لان اللبخه والسفوفة قد فعلاها ، تامل الغرفة التى كان يسكنها جابر ود باندية كان بها كانون وفانوس ،عنقريب وسحاره من الصفيح وعلى مسمار فى الحائط تتدلى لبسة ميرى كاكية اللون وبجوارها صوره بلاستيكيه كبيره للزعيم الصينى (ماو تسى تونج) تاملها وسال جابر ان كان يعرف صاحب الصوره فقال انه الرئيس (اماتونج) عندما زار الخرطوم والمح ان الصينين (شينين) ولو كانوا سود البشره لكانو اولاد نوبه ثم عاد جابر الى سوق ام سويقا هو وحمارته وكان كما ظل دائما،و مرة وعندما كان جابر يكسر الحطب امام منزل بت الريس استعدادا لعواسة رمضان كان صاحبنا متكئا على باب السنط يراقبه وساله لمن اعطى صوته فى الانتخابات فقال انه اعطى صوته لمحمد يوسف لانه من بيت المال (وشويعى ) كمان كان محمد يوسف مرشح الاتحاديين . وساله ان كان يشعر بالقرف عندما كان (ود بانديه ) يفرغ فضلات الناس بيده العاريتين فاجابه ان فى ذلك الزمان كانت قاذورات الناس نظيفه مثل نفوسهم وسرائرهم.
وعندما ضاق الوطن باهله هاجر صاحبنا الى اوروبا طامعا فى الافضل وكان يكنس شوارع اوروبا ولم تفارق خياله لحظه صورة جابر ود باندية وكانه هو . ولما عاد بعد سنين فى اجازه كان عم على قد رحل وود الحكارى ايضا فبكى على اطلال الزريبه التى حاول احدهم ان يحولها الى مشتل ففشل ، ثم طفق يبحث عن جابر فدلوه على منزله وكانت تفاصيل الاشياء قد تبدلت لكن المنزل ظل كما هو، فقط كان جابر بقايا انسان هدته الشيخوخه وقد عرفه حتى بعد هذه السنين فبكيا ، كان جابر ودبانديه ممددا على كراب العنقريب كان روحه ستفارق الجسد العجوز قال انه سعيد بعودته وانه لايزال يذكر كيف كانت بت الريس تترك له باقى( الكستر) حتى يقوم بلحسه من قعر الحله وضحكا ، قال ايضا انه تمنى ان يكون مع هاشم العطا ويحب مصطفى سيد احمد وقال ان كل هولاء( اولاد نوبه) وطلب من صاحبنا ان يزيح صورة ( ماو) من الحائط وخلفها كانت كوه بها علبة من الصفيح قال ان بها ماء زمزم اهدته اياها بت الريس بعد حجتها الاخيره قبل شهرين من رحيلها وكان هناك ايضا صليبا نحاسيا اخضر اللون من القدم وطلب منه ان يلبسه البدله الميرى الكاكيه وكانت هناك على مسمارها وكانت هناك كل هذه السنين وقد فعل ، قال ان روحه ستغادر الجسد العجوز وعلى صاحبنا ان يضع له الصليب على صدره ويرشه بماء زمزم وان يدفنه فى فناء منزله هذا ، اخر كلمات همس بها انه كان سعيدا بكونه (ود بانديه) وليس (ود الجـ ......) ولم يكملها ، بكى صاحبنا كما لم يبكى من قبل والحسره تملا كانه وتمزقه وفعل مثلما طلب منه جابر ود بانديه وواراه الثرى فى حوش منزله كما اراد.
عندما عاد بعد 15 عاما وصورة جابر ود بانديه لم تبرح خياله لحظه ، توجه لزياره قبره فوجد مكان منزله( مركز صحى القمائر ) وكان على باحته مزار وقبر محاط بسور وبه رايات ، سأل واخبروه عندما كانوا يعدون للبناء وجدوا قبرا صاحبه فى احسن حال يرتدى بدلة ميرى كاكيه وعليه صليب فعرفوا انه قبر رجل صالح فصار القبر مزارا واضحى جابر ود باندية ( الفكى ابو صليب) . تأمله لساعه ثم علق على سوره شريطا احمرا ومضى ...........
معاوية عبد القادر
08-11-2004, 06:45 AM
aymen aymen
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 708
أولاً شديد إعتذارى لتأخيرى الشديد فى الرد ويعود الأمر لظروف سفر لم أتمكن خلاله من مطالعة المنبر . والقصّة كتبها الأخ الصديق دكتور معاوية عبدالقادر وهو رجل يمتلك موهبة ويتمتع بأسلوب مميز جداً فى طريقته فى السرد .
لك الوُد
08-25-2004, 10:59 AM
خضر عطا المنان خضر عطا المنان
تاريخ التسجيل: 06-14-2004
مجموع المشاركات: 5191
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
لؤى
aymen
خضر عطا المنان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست