كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 إنك لضعيف وانها لأمانة
|
إنك لضعيف وانها لأمانة
فقيري حمد , جامعة بروك, كندا , اونتيريو
[email protected]
صحيح ان الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون يتحمسون لقضايا شعوبنا وفق اجندتهم ومصالحهم غير ان الحق الذي لا مراء فيه هو ان مشاكل السودان تتفاقم كما النار في الهشيم لا لأن الولايات المتحدة تضمر حقدا بالاسلام كما يدعي آئمة الفشل والدجل في الخرطوم بل لان البشير تأبط شرا منذ ان غدر بشعبه انقلابا على الشرعية الدستورية ونصب نفسه حاكما رغم انه كان لايصلح قائدا لسلاح المظلات بحكم التسلسل العسكري والكورسات الحتمية التي امضاها ناهيك ان يكون رئيسا لدولة معقدة في ظروف دولية بالغة التعقيد . ولم تشبع الرئاسة غرور البشير حتى بويع اميرا للمؤمنين وظلا لله في ارضه . منذ بيعة الدجل اعتبر البشير كل محاولات الحد من طغيانة واستبداده استهدافا سافرا للاسلام وكأن الخرطوم هي غار حراء اذا غارت عليها الغرب غربت شمس الاسلام . رفع البشير باكرا شعار ( في سبيل ديننا في حماك ربنا ) ولكنه لم يترجم قيم الدين عدلا وسماحة ورحمة بل استل سيف البغي والعدوان كما الحجاج وابن ابيه وابن المهلب وغيرهم من جبابرة بني امية مع الفارق في المهارات والمقاصد . في سبيل ديننا ابطل البشير مشروع السلام الذي كان قاب قوسين او ادنى رغم ان السلام من قوام ديننا. كما ابطل المؤتمر القومي الدستوري الذي كان مقدر له ان يعالج قضايانا المزمنة جذريا وقوميا وديمقراطيا . في سبيل ديننا ارتكب البشير موبقات شتى لممها اذل شعبنا والجم جيشنا وانهك اقتصادنا وروع اطفالنا ورمل اخواتنا وشرد خبرائنا وافقر تجارنا وافسد فقرائنا وخاصم جوارنا ولطخ سمعة بلادنا واستباح العرض والارض والدم والمال وظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الانقاذ. في سبيل ديننا لم يشبعنا البشير قهرا وفقرا فحسب بل مزق عرى الدولة السودانية ومقوماتها من جيش وشرطة وقضاء وخدمة مدنية كما مزق النسيج الاجتماعي من رحمة بين الناس وتكافل وتوادد وتعاون فضلا عن ذلك انهى البشير مسؤلية الدولة تجاه مواطنيها من حماية وعمالة وصحة وتعليم وضمان اجتماعي في حده الادنى . في سبيل ديننا افرغ البشير الخدمة المدنية من محتواها المهني والقومي وافرغ التعليم من محتواه التربوي والتنموي وافرغ القضاء من محتواه العدلي والحيادي وافرغ الشرطة من محتواها الامني والاجتماعي واصبح جهازا حزبيا للتجسس وتتبع عورات المواطنين. في سبيل ديننا الحق البشير بالنقابات والاتحادات والمنظمات والاحزاب ضررا بالغا والتي كان السودان يحتاجها بالحاح بالغ الالحاف لاكتمال نموه الاجتماعي والديمقراطي وتماسكه الوطني والقومي . في سبيل ديننا ايضا افرغ البشير القوات المسلحة السودانية من محتواها القومي والوطني والمهني وتحول الى جيش اسلامي في دولة متعددة الديانات فأطلق ظباط الجيش اللحى وقصروا الثياب وحملوا العصى وشمروا عن ساعد الجد لحماية دولة الخلافه من المواطنين الكفرة , قياسا على ماذكرته وبناءا على مايعرفه القاصي والداني من اهل السودان وجواره فان مشاكل بلادنا ليست من الامريكان ولكنها من الانقاذ فلسفته وسياسته وتحالفاته واسلوبه العقيم في معالجة قضايا السودان المزمنة. ولن تحل هذه المشاكل ولن يرسي السودان الى بر تطلعاته المشروعة مالم يستدرك البشير ان المسؤلية الوطنية تفرض عليه الاعتراف بسوء سياسته وضعف مقدراته وامكانياته السياسية والعقلية. والتي لا تؤهله لحل قضايا شائكة في بلد مضطرب يكاد ينفرط عقد بنائه الاجتماعي تأكل الحرب يابسه واخضره يعجز جيشه الوطني في ضبط اطراف دولته وتامين مواطنيه لان البشير ورفاقه لم يدركوا بان الاطراف لا تضبط بالقهر والتسلط والجبروت ولكنها تضبط بالعدل والرحمة والحكمة والروية والقسمة بين الناس بالسوية في الماء والناروالكلأ .الاطراف لا تضبط الا اذا تواضع الحاكم لرعيته وتحمل مسؤلياته على اساس من الفهم الواعي للمشاكل والازمات التي تواجه بلاده قال الامام علي اذا اجحف الوالي برعيته اختلفت هناك الكلمة وكثر الادغال في الدين وتركت محاج السنن ويؤس في بقاء الدولة ) وعندها تنهار الدولة على روؤس الجبابرة :
وعاجز الرأي مضياع لفرصته حتى اذا فات امر عاتب القدر
ليت البشير يتعظ بالغابرين الاولين من الجبارة من امثال مروان ابن محمد وصدام حسين وملوك بني الاحمر الذين قالت لهم الملكة الام( ابكوا بكاء النساء على ملك لم تحافظوا عليه حفاظ الرجال) حين مارات على وجوههم سيماء المذلة وعلى خدودهم دموع الحسرة والندامه ليت البشير استدرك نفسه وشعبه و آب الى رشده واعتذر لضحاياه بدلا من ان تاخذه العزة بالاثم وينادي بالجهاد ضد الانجليز والامريكان على البشير ان يعترف بان الغرب قادم لا حقدا على الاسلام ولكن حماية للمسلمين من ظلم الدولة الاسلامية الظالم قادتها . قال ابن تيمية ( ان الله ينصر دولة الكفر العادلة على دولة الاسلام الظالمة ) . الغرب قادم الامريكان والانجليز والالمان والفرنسيون الحلفاء والمحور قادمون ولن ينطلي على احد ان هنالك كارثة ماحقه في السودان وان المسلمين الامنين يهجرون ويذبحون ويقتلون في قراهم الامنة في دارفور تحت سمع وبصر الحكومة بل بدعم مباشر منها تجنيدا وتدريبا وتمويلا . الحلفاء قادمون لحماية الشيوخ الركع والاطفال الرضع من دولة بني امية الثانية . الحلفاء قادمون لان البشير لم يستدرك بان عالم اليوم اكثر استعدادا للتدخل الدولي لحماية الاقليات ومواجهة الاضطهاد الديني والعرقي بل واسقاط الانظمة واخذ جلادي الشعوب الى محاكم العدالة الناجزة طالما عجزت الدولة عن حماية مواطنيها وعجزت المعارضه عن اسقاط النظام واعادة ترتيب الاوضاع امنيا وسياسيا وترسيخ حكم القانون والدستور.السودان ليس بدعا من الدول فقد تدخل العالم في رواندا وليبيريا وكوسوفو والسيراليون والعراق وهايتي وسيتدخل في السودان لامحال ان لم يتخذ البشير قرارات عاجلة وعاقله ويتجنب اخطاء صدام وغيره من الذين تمترسوا خلف العنتريات التي ماقتلت ذبابة ثم حصدوا الرماد. اذا كان البشير بارا بوطنه كمايدعي محبا لشعبه يخشى عليه عواقب الصوملة والبلقنه عليه ان يسارع بطوق النجاة ولامنجاة من المهلكة الا باستقالته من موقعه واسناد الامر لمن هو اهل له. اقول للبشير انك لضعيف وانها لامانة قالها من هو خير منا جميعا لمن هو خير منك فلا مقارنة انجوا بنفسك واحفظ ماتبقى لهذا الوطن و لو بقي فيك خشية من هول يوم تشخص فيه الابصار و تريد ان تجنب شعبك مآل العراق عليك بنموذج نيجيريا فحينما اشكل الامر على الجنرال عبدالسلام ابوبكر استدعى ابا سانجو بمالديه من تاريخ وخبرات. هلا رجعت لعقلك ورشدك واستدعيت الفريق اول عبدالماجد حامد خليل لقيادة الدولة في مرحلة انتقالية قوامها خمسة اعوام يتألف عليها اهل السودان قاطبة الفريق عبدالماجد بحكم خبرته ورتبته وسيرته يحظى برضى الجيش بل يستطيع ان يرجع للعسكرية السودانية قوميتها ومهنيتها الفريق عبدالماجد ايضا بحكم انه كان نائبا اول لفترة معقولة في دولة متماسكة قادر على قيادة الدولة بوعي واقتدار . الفريق عبدالماجد سيحظى برضى القوى السياسية السودانية وقد كان وزيرا للدفاع في العهد الديمقراطي الثالث فبالتالي سيكون امينا وحريصا على عودة الديمقراطية التعددية وبسط حكم القانون والدستور في دولة مدنية ديمقراطية تعلوا فيها قيم المواطنة على كل الاعتبارات العرقيه والجهوية والدينية وتحقق العدل والسلام الاجتماعي والوحدة الوطنية وتجنبنا مئالات الانشطار والتمزق. أخيرا اقول للبشير ماقاله ابو العتاهية لاحد الجبابرة :
اذل الحرص والطمع الرقاب وقد يعفو الكريم اذا استرابا
و ليس بحاكم من لا يبالي اخطأ في الحكومة او أصابا
اراك وكل مااغلقت بابا من الفتنة فتحت عليك بابا
الم ترى ان كل صباح يوم يزيدك من منيتك اقترابا
و ان من الشعر لحكمة
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Al-Masafaa
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست