وردي:الحلنقي شاعر بلا ضفاف ومواقف..وصلاح ادريس ناشئ والحانه الحان الخمسينات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 03:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-02-2004, 03:35 AM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وردي:الحلنقي شاعر بلا ضفاف ومواقف..وصلاح ادريس ناشئ والحانه الحان الخمسينات

    الفنان الموسيقار محمد وردي في حديث لاهب يفند دعاوى الحلنقي ويقول:
    حــــوار:طاهر محمد علي طاهر
    الحلنقي شاعر بلا ضفاف أو مواقف .. يهيم في رومانسية انتهى عهدها
    لن أنافق صلاح ادريس في ألحانه التقليدية .. لأنها لا تصلح إلا لحقبة الخمسينات
    فجر حوارنا مع الشاعر اسحاق الحلنقي الاسبوع الماضي كوامن الخلاف الخفي بين الفنان محمد وردي والحلنقي، حيث اشار الاخير الى ان عدداً من القصائد ظلت حبيسة ولمدة عامين دون أن يعلم عنها شيئاً. واكد على نيته في دخول مشروع جديد لتغني بعض المطربين لاغانيه اضافة الي دخول ملحنين جدد.
    الفنان محمد وردي كشف من خلال هذا الحوار عن ازمة كبرى بين الطرفين، مشيرا الى ان ثنائيته مع الحلنقي في سبيلها الي طلاق بائن، موضحا في الوقت نفسه اسباب الازمة.
    «الصحافة».. اعترافا منها بحق الرد اتاحت الفرصة للفنان وردي ليعقب على حديث الحلنقي مفندا عدداً من الدعاوى التي حواها حديثه.
    * استاذ محمد وردي.. قبل بداية حوارنا طلبت ان تتحدث عن الانفلات الحادث في مسارات الساحة الفنية؟
    - نعم فهناك فوضى حادثة في الوسط الفني، لكن اتحاد الفنانين منتبه لهذا الامر من خلال عدة اجراءات لغربلة الصالح من الطالح. وايقاف بعض العبث والتسيب. ويبدو ان ما يحدث في البلد عموما اثر على قطاع الفنانين. ونحن بصدد اصلاح ما يمكن اصلاحه اذا استقرت احوال البلد. وهذا سينعكس على المجتمع المدني وسيجد حريته..



    * الساحة الفنية تشكو من دخلاء استطاعوا التأثير على بعض ثوابتها؟



    - اذا قصدت ما يُقال عن اتحاد الفنانين خلال انتخاباته الاخيرة، فالمسألة كانت في اطار ديمقراطي. واثمرت عن رئيس جديد للاتحاد في مقابل الرئىس السابق محمد الامين الذي رشح نفسه ولم يتحصل على الاصوات التي تؤهله للرئاسة. وكان عضوا باللجنة الجديدة لكنه رفض الا ان يكون الرئيس رغم اصواته البسيطة. ولكن لابد من تغيير الاجيال. ولا يمكن ان يكون اتحاد الفنانين حكرا على كبار السن. وارى ان القائمين على أمر الاتحاد مجتهدون بقدر الامكان حسب امكانياتهم. وهم جيل من الشباب يمكنهم أن يتعلموا ويتمرنوا ويكتسبوا بعض الخبرات الادارية.



    * هل نفهم من ذلك انك لن تعود لقيادة اتحاد الفنانين اوالنقابة؟!



    - انا مواصل ذهابي للنادي واسهم في مساعدة اللجنة الحالية ببعض الارشادات. واجد منهم كل احترام ومعاملة جيدة كفنان ذي خبرة .. لكن هنالك ما يمنع قيامي باعمال ادارية خاصة من ناحية صحية. واري ان هنالك تحامل بلا سبب على هؤلاء الشباب بقيادة حمد الريح. واعتقد ان الجمعية العمومية التي تواضع الناس على ديمقراطيتها كانت الفيصل. وكل من يأنس الكفاءة في نفسه فليطرح اسمه في الانتخابات القادمة. واشير الى ان هنالك فنانين كبارا لا يمارسون فضيلة التواصل مع الاتحاد او الوجود في النادي، امثال ابراهيم عوض والكابلي وصلاح مصطفى وابن البادية وعثمان حسين الذي لا يذهب الى النادي بتاتا. وهذا امر غير حميد. ولا ارى سببا يجعلهم يقاطعون الاتحاد لمجرد عدم جلوسهم على كرسي الرئاسة.



    * استاذ وردي هنالك قطيعة فنية بينك والشاعر اسحق الحلنقي .. ما هي الاسباب؟



    - هذه القطيعة بدأها اسحق.. لكن عندما كنت مريضا في الدوحة ارسل لي بعض القصائد وشرعت في تلحينها. وكانت العلاقة بيننا متينة حتى عودته الاخيرة للخرطوم، فاتصل بي وكنا في منتهى الود، لكن فوجئت بانه يتحدث عني كثيرا بلا سبب، كما انه استغرب رأيي في الحان صلاح ادريس الذي يغني له عثمان مصطفى. واعتبره مثقفا اكثر من محمد وردي، فعثمان أول من أظهره وردي بأول اغنية. وتحدث الحلنقي عن عبد القادر سالم صاحب الماجستير الذي يستعد لنيل الدكتوراة، متناسيا ان محمد وردي اول فنان اخذ الدكتوراة من جامعة الخرطوم. هذا في عمومه لا يهم، لكن الحلنقي نسي الاعمال الجيدة التي قدمتها له وعرفته بالناس. وأعلم ان الحلنقي مدفوع من جهة ما ليقول عني ذلك لانه غير مبدئي. وهو شاعر جمال فقط وليس لديه موقف في الحياة. ويعاني من فراغ ذهني. ويمكنه أن يتحدث اي حديث لا يؤاخذ عليه.



    * كثير من الناس يريدون أن يطمئنوا على أن ثنائية وردي والحلنقي يجب أن تكون على ما هي عليه؟!



    - أنا لم أقف منه موقفاً. وليس هو آخر الشعراء ولا أنا آخر الفنانين، فالشعراء كثر وهم أكثر من المستمعين في السودان. وانا شخصيا أتعامل واتعاون مع شعراء ليست لديهم هذه النرجسية، فهنالك شعراء يكتبون بصمت وتواضع شديد. واستمررت معهم حياة كاملة. ومتفقون معي في الافكار وفي نظرتنا للحياة، اما اسحق الحلنقي فيمكن ان استغني عنه. واذا اردت شعرا مثل شعره فيمكنني أن أكتبه بنفسي!!



    * لكن الحلنقي ذكر أن هنالك عدداً من الاغنيات بينكما لم يعرف عنها شيئا وظلت حبيسة لديك؟!



    - يا أخي .. الأغاني يمكن ان تظل حبيسة لسنوات. وليس بالضرورة ان افرخ اغنية كل يوم او شهر او سنة، فالاغاني تمر بها ظروف معينة لتخرج الى الناس، لكن اذا رغب الحلنقي في مطاردتي بقصائده كل يوم اخرج له لحناً مسلوقاً، فليأت لاخذها مني.



    * الحلنقي اتجه اتجاهاً جديداً نحو مشروع يعتمد فيه فنانين وملحنين جددا. وصرح بأنه لا يخاف على تاريخه، فماذا يضير في ذلك ؟ ومارأيك ؟!



    - هذه خطوة جيدة أن يكون هنالك ملحنون وشباب مطربون جدد، لكن بدون مقارنات، لكن الشباب الجديد غير راسخ والدنيا تتطور. وسيأتي الناس بلا شك ليقيموا هذا المشروع. وعن هؤلاء الشباب فنحن قلنا رأينا فيهم قبل ان يسمع الحلنقي بعادل مسلم وآمال النور. واشرنا الى انهم جيدون، لكن القضية في الالحان التي يمكن أن تقدم لاغنياتهم.



    * لكن هل من السهولة أن يتنازل وردي عن ثنائيته مع الحلنقي؟



    - الحلنقي امتداد لاسماعيل حسن في الرومانسية. وعهد الستينات كان عهداً رومانسياً في كل مجالات الحياة، في الشرق والغرب. ولعل اسماعيل حسن خرجت منه أغنيات واضحة تصب في هذا القالب، مثل «نور العين» و«ذات الشامة». وحاول في الآخر ان يخرج من هذه الرومانسية الصرفة بأغنية «وا أسفاي» و«بعد إيه»، لكن الحلنقي مازال مصراً على القالب نفسه، اضف الى ذلك انه منذ الستينات لم يسجل اي موقف تجاه هذا البلد، فجعل من نفسه شاعراً بلا ضفاف وبلا موقف او وجهة نظر في ما يحدث وفي ما حدث.



    * لكنه قال في حواره معنا انه لا يفهم في السياسة. وانما هو مبدع عليه ان يجمل حياة الناس بالكلمة الطيبة؟!



    - ابدا.. هذا الحديث خطأ، لانه هائم في الفراغ. والشاعر لا يمكن ان يكون في دائرة مغلقة وحديقة للورود لا يرى فيها سوى الفتاة الجميلة او الشعر الطويل او العين الواسعة، فمن هذه الزاوية يمكن ان يكون مطبلا. وبالفعل اصبح شعره مطبلا، فمتى ما رأى فتاةً في بيت عرس غنى لها. وما ان يرى فتاة جميلة الا وهام بها. ومتي ما رأى اعيناً غنى لها. وهو لا يعرف ان هذه الاعين هل بها تراكوما او رمد طبيعي .. يا عزيزي هذه الرومانسية انتهت في عالم الفن اليوم. واتمني ان يعيد الحلنقي النظر في فكره، فالشاعر فيلسوف والشاعر مفكر ومساهم في عصره باشياء كثيرة. وليس مادحا للجمال فقط. والحلنقي ليس بأشعر من محمود درويش او من محجوب شريف او الفيتوري، فهم يحبون الجمال ويكتبون عنه، لكنهم بجانب ذلك يكتبون عن أشياء حياتية مرتبطة بمصير الانسان ومستقبل الدنيا والبلد.



    اما ادعاؤه بأنه لا يفهم في السياسة، فهذا ينم عن فكر خاوٍ. وكان الاجدر به الا يهيم في جنون النرجسية بهذا الهيام. وانصحه بأن يراجع نفسه، خاصة انه على الاقل دخل مرحلة النضج. وأن يتحلل من مرحلة «الدموع دائماً حبايبي» ومرحلة «أقابلك» و«العنبة الرامية فوق بيتنا». ويدخل الى مرحلة الاحساس بنيفاشا ودارفور والانسان السوداني وما حدث له جراء الشموليات وغيرها، أما بكاء الحلنقي عن الغربة اذا كان حقيقة، فعليه أن يفلسف هذه المرحلة في شكل يمكن ان نقبله!!



    * استاذ وردي.. حتى نربط القارئ بكل التفاصيل ... ما أوردته كان بشأن الحلنقي.. فما هو موقفك من صلاح ادريس كملحن؟!



    - بادي ذي بدء صلاح ادريس رجل صديقي. وقد قلت ان اياديه بيضاء على الفنانين وعليَّ انا بالذات، لكن لا يمكنني ان اكون شاهد زور .. فصلاح ادريس كملحن فهو كأي ناشئ يعزف على العود ويدندن لنفسه والحانه لا تتعدى الحان الخمسينات .. هذا كان رأيي في تلحينه، لكن كانسان احترمه ويحترمني. ونحن نعرف ما بيننا.



    * أنت بهذا لم تظلمه.. لكنك برأت ساحتك وذمتك؟!



    - نعم .. وأنا مصر على قول هذه الحقيقة ولن أنافقه، كما لا يمكنني أن اسمع لحناً فطيراً وأنا فنان لدي تجربة خمسين عاما، حتى اقوم بمدحه في مراء ونفاق ظاهر.



    * هل سمعت معظم ألحانه؟



    - نعم سمعت بعض الالحان وهي تقليدية ولا جديد فيها
                  

08-02-2004, 03:55 AM

degna
<adegna
تاريخ التسجيل: 06-04-2002
مجموع المشاركات: 2981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وردي:الحلنقي شاعر بلا ضفاف ومواقف..وصلاح ادريس ناشئ والحانه الحان الخمس (Re: omar ali)

    الاخ العزيز عمر علي تحياتي

    شكرا كتير لايراد هذا الحوار المثير لنا هنا

    لماذا وردي دوما يستصغر غيره ؟
    لماذا هذه العنجهية والغرور في حديثه ؟

    قد اتفق معه في ان الشاعر يجب ان يكون ذو احساس وطني ايضا

    ولكن لماذا الفنان العملاق يقزم نفسه بهذه الاحاديث الاستعلائية تجاه زملاءه في الفن ؟

    ارجوا ان تورد لنا حديث الشاعر اسحاق الحلنقي
    للصحيفة حتي نقيم الحوارين معا اكثر من ذللك

    وتحياتي لك ولي عودة

    علي احمد
                  

08-02-2004, 05:23 AM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وردي:الحلنقي شاعر بلا ضفاف ومواقف..وصلاح ادريس ناشئ والحانه الحان الخمس (Re: omar ali)







    الاخ العزيز دقنة
    بناءآ علي طلبك الكريم اليك نص اللقاء الذي
    كانت جريدة "الصحافة" قد اجرته مع الحلنقي

    Quote: العدد رقم: 4007
    2004-07-24
    الشــاعــر إسحــق الحلنـــقي فــي إفـــادات مثيرة لـ«الصحـــافة»

    لا أخشى على تاريخي الفني... وتكفيني شهادة سيد عبد العزيز وود الريح!!
    حاوره -طاهر محمد علي طاهر:
    أغنياتي لازالت مجمدة عند وردي... وبينــــنا غمـــامة غطـــت على الأنجـــم
    يظل الشاعر إسحق الحلنقي عند كثير من عشاق الغناء السوداني فارس الرومانسية الأول الذي استطاع ان يحوذ بمفرداته الشعرية على إعجاب لا متناهي، وإلى أغنيات تصدرت القائمة عند فنانين كبار أمثال محمد الأمين، ومحمد وردي وغيرهما إسحق الحلنقي أتجه أخيراً نحو فنانين جدد، وملحنين جدد يرى فيهم مشروعاً تجريبياً جديداً ويثق من نجاحه مراهناً بتاريخه الفني الطويل الذي بلغ المائة وخمسين أغنية، وأربعين عاماً من السنوات التقينا الحلنقي بالخرطوم ودار الحديث عن إفادات مثيرة من شأنها ان تمنح هذا الحوار بعضاً من نقاط ساخنة وقضايا لاهبة:



    * مازال الحلنقي مخاصماً لمطار الخرطوم في اتجاه العودة النهائية للوطن؟
    - لا يمكن ان اخاصم مطار الخرطوم لأنني إذا خاصمته سأكون قد حكمت على نفسي بالنفي إلى أرض بلا سماء... مطار الخرطوم هو الخطوة الأولى للدخول إلى ممالك الحنين والرقة والشفافية والناس الطيبين، وكل ما أنتمي إليه في هذه البلدة التي تربيت في أحضانها ورضعت من صدرها...
    خصام مطار الخرطوم لا يمكن ان يكون له مكان في نفسي لأنه المطار الوحيد الذي تمنيت ان تنزل عليه طائرة أيامي، وان تحلَّق منه إلى جبال أحببتها، وأنهار أعشقها، وإلى عيون عذاري البطانة، وجميلات أم درمان.
    * برز في الفترة الأخيرة اتجاهك لمشروع شعري جديد ربما يختلف عن سابقه أو يتفق، لكنه يتجه إلى مطربين شباب، وملحنين جدد؟؟
    - أنا أؤمن بالشباب، ونحن مطالبون كشعراء ان نقدم لهم ما عندنا من جمال حتى نسمح للورود ان تتفتح، والذي أتمناه من الإخوة الشعراء ان يتجهوا معي للبحث عن اللآلئ في الأعماق البعيدة، وان نسمح للشموع بأن تضئ من خلال الكلمة واللحن الجميل... العمالقة موجودين، ولكن أي كبير لابد وان يتلاشى يوماً، وان يمنح الراية لمن بعده للشباب الواعد المتدفق بالفن.
    *ماهي رؤيتك لهذا المشروع ... ماذا رأيت في عادل مسلم وآمال النور؟
    - كثير من الفنانين الشباب لديهم مستقبل كبير جداً لان يعطوا الناس الجمال المكنون في أعماقهم، ولكن الظروف التي تقف أمامهم ظروف متعارف عليها في الوسط الفني، وهي غابات من الأشواك تنتشر أمام كثير من المبدعين في بداياتهم، فإذا كان عادل مسلم وآمال النور وغيرهم من المبدعين تمكنوا من اجتياز هذا النفق فبلا شك ستكون هناك شموس منتظرة هذا الشعب.
    * المعجبون، وعشاق حلنقي لا يرضون لهذا التغيير ان يتم، باعتبارك اسهمت في زمان الغناء الجميل حيث غنى لك وردي، ومحمد الأمين وغيرهما أجمل ما غنوا فرسخت في خارطة الغناء و الشعر السوداني، ويعتقد هؤلاء ان دخول ملحنين جدد يعتبر خصما على حلنقي وشعره؟
    - أنا أؤمن بالتغيير .. لا يمكن ان يظل الفنان خالداً في مكانه يعطي ويتوهج، لابد ان يخبو هذا الوهج يوماً ما بفعل الطبيعة، أوالأيام، أو بفعل المؤثرات التي يتعرض لها صوت الفنان، ومهما أعطت هذه الشجرة فإن الخريف لابد ان يطوف عليها ويتعامل مع أوراقها بالصفرة والذبول، لكن الشتلات الجديدة هي التي لها فرصة النمو والتفتح .. تعاملت مع فنانين كبار وعلى مستوي عال، ولكن هذا لا يمنع ان تلد هذه الأرض محمد وردي آخر، أو محمد الأمين آخر وقد تلد من يتفوقون على أولئك إبداعاً... كان في يوم من الأيام كرومة ولكنه ذهب ليأتي محمد وردي، وسيذهب وردي ليأتي فنان آخر وهكذا الزمن لا يثبت على شخص واحد بعينه.. لابد ان يتم التغيير... لابد ان يتم التغيير «كررها مرتين».
    * إذن أنت متفائل بمستقبل حلنقي مع الجدد؟
    - لابد وان نتعامل مع الآثار الجديدة، ولا يمكن ان نظل عشاقاً لبعض الفنانين، وان نتناسى بأن هناك فنانون في الطريق، وقد تكون شموعاً مخبأة بالضباب وعلينا ان نزيل هذا الضباب وان نسمح لهذه الشموع بأن تطل علينا، ولنرى يا أخي ربما بين هؤلاء الفنانين من يستلم الراية التي نعتز بها، وكل فنان يولد
    صغيراً لكنه يكبر ويكبر إلى ان يصير عملاقاً.. ليس هناك فنان كبير لم يكن صغيراً في يوم من الأيام.
    * ألا يخشى حلنقي على تاريخه الذي صنعه في خارطة الغناء السوداني؟
    - أنا لا أخشى على تاريخي، فهناك شعراء ثبتوا بقصيدة واحدة وظلت هذه القصيدة تضئ على جبينهم وتعرفهم ،وتجمَّلهم عند الناس... أنا كتبت مائة وخمسين أغنية لذا لا أخاف على نفسي... ويكفي ما أعطيت من غناء لفنانين كبار ودعوني اتعايش مع هذه الورود التي تهفو إلى الشمس فحرام عليَّ ان أراها كذلك ولا أمدّ لها يدي بقليل من المساعدة .. وكما قلت لك هذه الأرض التي انجبت كرومة وسرور وبطران وتوفيق صالح جبريل ومحمد عثمان كجراي تأكد بأنها ستلد إبداعاً وجمالاً، ويكفي أنها أرض السودان..
    * رغم الضجيج الذي يثار حول الأغنية السودانية هل ترى بأنها تسير نحو الأفضل؟
    - صراحة أنا مطمئن لها، لسبب بسيط يتمثل في أننا كشعب نحترم الفن، ونجلَّه، ونقدّره، ولم أر شعباً كهذا إلاَّ الشعب السوداني الذي تمتزج أنفاسه بالفن.
    أقول هذا وأنا عشت وخالطت شعوباً عديدة، فالأب السوداني يمكن ان يحرم أطفاله من الطعام نظير ان يشتري تذكرة مشاهدة ليستمع إلى فنان يحبه، والدليل على ذلك عندما يأتي إلينا فنان ونحن في بلاد بعيدة نتجمع كالفراشات شرقاً وغرباً لحضور حفلاته.
    * إلى أي مدى أنفعل الحلنقي بما يحدث الآن في السودان، حيث كان الناس يتطلعون لبزوغ فجر جديد بحلول السلام لكن تكالبت محنة أخرى من خلال دارفور؟
    - السودان الآن يصبو إلى السلام وسنصل إليه بالرغم من كل الجراحات والتراكمات، وطالما ان هناك ضوء في أعماقنا سنجتاز هذا النفق، وسنحتضن الشمس بإذن الله.
    * رسالة المبدعين، وأدوار لابد ان يلعبوها في خارطة الوطن؟
    - المبدع عليه رسالة ان يجمَّل والسياسي عليه أيضاً رسالة وكل له مهنة يدفع بعطائه لتقدم هذا البلد وإزدهاره، أنا من ناحيتي ككاتب كلمة عليَّ ان أجمَّل دواخل الناس بالكلمة الطيبة، ولكن كمبدع لا أفهم في السياسة كثيراً لهذا أتركها لمن يعلم عنها، ويفهم كيف يعزف الأوركسترا التي تجعل الناس يرقصون حوله طرباً.
    * هل خرجت بعض القصائد التي تصب في هذا الإطار؟
    نعم هناك قصائد أريد لها ان تكون مفاجأة تحمل ذلك المضمون.. وأؤكد لك أنها ستكون أجمل ما قيل في السلام.
    * وماذا عن قصائدك الغنائية الأخرى؟
    - لدّي أغنية بعنوان «أعذريني» وسيتغنى بها الأخ سيف الجامعة، وهي من القصائد الرقيقة التي تحمل معاني للسماحة، وأذكر في إحدى البروفات ان سيف كان يتغنى بها، ويبكي إلى جانب الحضور، وهي من ألحان علي أحمد الذي أثبت من خلالها أنه فنان يبكي المشاعر، ويتدفق حناناً.
    * وأين أغانيك مع محمد وردي؟
    - كان بيننا عملين غنائيين قبل أعوام، لكنهما لم يخرجا، وبيني ومحمد وردي غمامة غطت على الأنجم.. لذلك لم أسمع عن هذه الأعمال شيئاً إلى اللحظة.
    * ومع الآخرين؟
    - لدَّي عدد من الأغاني أولها لدى آمال النور وهي أغنية الكروان التي أجسد فيها غربتي وأبكي فيها من خلال الكروان الذي تقاسم معي غربة طويلة، ضف إلى ذلك أغنية أخرى بعنوان «سمح الطبائع» وأتوقع ان هذه الأغنية ستفتح الأبواب أمام آمال النور، وتجعل كل الناس تؤمن بهذه الفنانة التي تمتلك صوتاً ملائكياً .. من الأغنيات الأخرى أغنية «الكواكب» لعادل مسلم، و«أنت مافي، أي حاجة بتبقي مافي» لجمال فرفور إضافة إلى «بساط الريح».
    * أستاذ حلنقي خلال مسيرتك الطويلة لم تلتق عثمان حسين في أغنية مشتركة رغم أن هناك مفردات تشابه أسلوب وغناء عثمان حسين؟
    - حينما كنت أتعامل في فترة الستينيات مع كل الفنانين كان هناك الشاعر حسين بازرعة، ومنَ ومِنْ الشعراء يجرؤ لكي يقدم أغنية لعثمان حسين، ومن خلفه حسين بازرعة؟! هذا العملاق الذي لا يضاهى، والذي لا ولن يتكرر، ولن يأتي شاعر يكتب كما كتب بازرعة.. هذا ما كان بيني وعثمان حسين، طالما كان هناك بازرعة فالأحسن لأي شاعر ان يبتعد لأنه سيضيع وسط أنوار هذا العملاق...
    * شرق السودان أنجب بازرعة، وكجراي، وأبو آمنة حامد والحلنقي أي سرَّ في ذلك الجزء يجعل منه مصنعاً للمبدعين؟
    - لأن الشمس تشرق من هناك، وتبدأ بمنحنا الضوء في البداية لهذا أعلنت الشمس ان شعراء الشرق لهم الأولوية في حمل ألوية الجمال ثم يأتي شعراء السودان من مختلف الاتجاهات.
    * من هو الفارس القادم من الشرق خلفكم؟
    - دون منازع عبد الوهاب هلاوي الذي يكتب برقة وشفافية ، وجمال .. فقط أطلب منه ان يزيدنا قليلاً ويجعل بستانه أكثر برتقالاً.
    * وعلى مستوى السودان؟
    - هناك محمد يوسف موسى، والتجاني حاج موسى، ومختار دفع الله الذي اعتبره نجم النجوم التي تتفتح الآن، إضافة إلى تاج السر عباس وعبد الرحمن مكاوي الذي شهد معي طفولتي الأولى، وكبرنا ونشأنا مع بعضنا البعض إلى ان وصلنا إلى مرحلة النضج، ونحن معاً على طريق واحد، وعلى محبة واحدة طيلة هذه السنوات، ولم أسمع منه إلاَّ كل جميل، كما لم يسمع مني إلاَّ كل جميل، وهكذا يفترض ان يكون المبدعين بهذا الطريق وان ننشأ على المحبة، وان نتجمع عليها ونوزعها على الناس ان كان هناك ما تبقى.
    * هل من كلمة أخيرة في خواتيم هذا الحوار؟
    - أرجو ان تكتب عني ان الفن السوداني بخير، وسيظل كذلك، ونحن كسودانيين عشاق للفن، وسيظل هذا الفن مثل شجرة الصندل يعبق رغم تناول بعض الأقلام الجارحة للمبدعين بأشياء ربما تكون طبولاً من كرتون ليس لها صوت...
    * لعلك تشير هنا إلى تجاوز المسألة النقدية لإطارها المرسوم في سبيل تطوير الفن؟!
    -النقد الصحيح هو نقد المحبين فالمحب ينتقد بحب ولا ينتقد بكره .. هناك فرق بين ان تنتقد وانت تكره، وبين ان تنتقد وأنت تحب، وأرجو ان يكون النقد بداية على حب ، ولهذا أنا أقبله وأخضع له أعمالي، ولكن النقد الذي يأتي عن كره أرفضه وأغلق الأبواب التي تأتي برياحه ولا أقبله إطلاقاً لأنه يذكرني بصفعة الخادم على وجه سيده، وهو أمر مرفوض بالنسبة لي.
    * عبر مسيرتك الشعرية هل تضررت كثيراً من النقد؟
    - لم أتضرر من النقد الجميل، لكن النقد القبيح يؤلمني قليلاً سرعان ما أنساه، وأتجاوزه لأنني إذا توقفت في هذه المحطات الشوكية فإن ورودي لن ترى النور أبداً، ولن ألحق بستاني لكي أمنحه سحباً، وأمنحه ظلاً ونبتاً، لهذا لا أخشى النقد ولن أخشاه طيلة مسيرتي الفنية التي بلغت حوالي الأربعين عاماً، وقد واجهت الكثير، الكثير من النقد القبيح لكن تجاوزته لأن الظلام لا يمكن ان يتغلب على النور، والحق لا يمكن ان يتغلب عليه باطل.
    * من كان يعينك على نقد قصائدك، وماهو المعيار النقدي لها؟!
    - في البداية كنت أقرأ شعري لعبد الرحمن الريح ولإسماعيل حسن وسيد عبد العزيز، وهذا الثلاثي كان يكون حقيقتي كمبدع، وحين أخذت جواز المرور من هؤلاء بأنني أكتب الشعر لم أعد أسأل في أي بشر مهما كان، لأنني كنت اعتبر هذا الثلاثي قمة، وهذه القمة أجازت فني كشاعر وكلمتي الشعرية، وأكدت لي بأنني أملك كل الأدوات الجميلة التي تصنع مني مبدعاً، فيكفني هؤلاء، ويكفي ان يكون إسماعيل حسن وسيد عبد العزيز، وعبد الرحمن الريح أساتذتي..
    * ختاماً أرجو ان تهدي القارئ باقة من آخر أزاهيرك؟
    أنت مافي
    «إنت مافي أي حاجة بتبقى مافي
    الشمس ألقاها مافي، والبحر من غير مرافئ
    والمدن تصبح منافي... والحنين يبقى جافي
    والعسل ما ببقى صافي... وأنت مافي
    أي حاجة بتبقى مافي.. ومافي ذاته بتبقى مافي».





    «


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de