دارفــور ... والملاذ... ربيع جابر / الحياة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 11:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-27-2004, 11:40 AM

ahmed haneen
<aahmed haneen
تاريخ التسجيل: 11-20-2003
مجموع المشاركات: 7982

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دارفــور ... والملاذ... ربيع جابر / الحياة

    دارفور... والملاذ
    ربيع جابر الحياة 2004/07/28


    نحيا في عالم هائج. الأدب يستطيع ان يعكس هذا الاضطراب: هذا العالم الواقعي. لكن الأدب يستطيع أيضاً ان يكون ملاذاً. الملاذ ليس درب هروب من العالم. الملاذ واحة, ونقطة راحة خيالية. كل انسان متطور الحساسية لا يقدر ان يبقى على قيد الحياة بلا ملاذ. بلا بيت كيف يحيا الانسان؟ بلا غرفة هادئة - في أعماقنا - كيف نعثر على التوازن المنشود؟ هذا عالم هائج, لكن الحياة ثرية بلا حدود. أقصى درجات الألم تجتمع مع أقصى درجات الحبور في بناية واحدة, في بيت واحد, وأحياناً في غرفة واحدة. الكوارث تحدث, لكن ما هو خير يحدث أيضاً. كيف نحفظ الأمل من الدمار؟ تفتح التلفزيون فترى صوراً من فلسطين والعراق والسودان. ترى مخيمات النازحين على حدود تشاد, ثم تعبر الصورة على أرض محروقة خالية من البشر: هذه ليست أميركا الحرب الأهلية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. هذه دارفور غرب السودان. الطائرات تقصف والجنجاويد يشنون الغارات. قرى تُحرق وناس يفرّون. أين يذهبون بعد احتراق بيوتهم؟ شمالاً عبر الصحراء الى ليبيا؟ غرباً الى تشاد؟ جنوباً الى افريقيا الوسطى وأوغندة؟ لكن الدرب طويلة. والشمس - مثل الرصاص - تقتل. الملاريا بدأت تنتشر. والذبّان على الوجوه الطفلة السوداء.

    هذا على شبكات الاخبار العالمية تراه. فإذا فتحت الفضائية السودانية رأيت رجلاً طيب النظرة يلبس الزي التقليدي الأبيض ويخبرك عن الربابة وموسيقى الربابة, منشرح الوجه.

    يحوي عالمنا ما يحويه. من دون ان تذهب الى دارفور أو غزة, من دون ان تغرق مع سبعين رجلاً وامرأة في عوامة تقطع الماء بين قريتين في بنغلادش, تعلم ان الدمار يهدد الكائن كل لحظة.

    منظمة العفو الدولية تقول ان ميليشيات الجنجاويد تستعمل الاغتصاب كسلاح حرب في اقليم دارفور. بعثة طبية مصرية عائدة أخيراً من السودان الى القاهرة ترفض هذا القول: منصور حسن رئىس البعثة المذكورة التي أمضت 21 يوماً بين 8 مخيمات للنازحين في شمال دارفور وغربها قال ان البعثة التقت أعداداً كبيرة من النساء والفتيات ولم تتحدث أي منهن عن تعرضها للاغتصاب.

    خبر منظمة العفو الدولية أتى في 19 تموز (يوليو) الجاري. لا تتكلم المنظمة من رأسها. عندها أرقام وشهادات تُظهر نسقاً في عمليات الاغتصاب التي ترتكبها ميليشيات الجنجاويد. خبر البعثة الطبية المصرية أتى بعد تقرير منظمة العفو الدولية ونشرته الصحف يوم السبت الفائت (24 تموز / يوليو الجاري). ما ظهر في "الحياة" أمس (الثلثاء) وأول من أمس (الاثنين) يُظهر صحة تقرير منظمة العفو الدولية.

    تفتح الصحيفة وتقرأ. ترى الصور ثم تقرأ. ما هذا؟ كل يوم يتكرر الجنون ذاته. ومع هذا الجنون نعيش. نتأقلم ولا نسقط. فن الحياة يجري مع الدم في عروق الانسان. لكن البعض حظه أطيب من حظ البعض الآخر. ان تولد في مانهاتن ليس كأن تولد على جزيرة سيلان أو على الحدود بين السودان وجمهورية افريقيا الوسطى.

    تتأقلم. تبحث عن ملاذ. كسينغيان هرب من بكين الى الأرياف, وأطل من نقطة عالية على أودية تتساقط, بغرفٍ منقورة في الصخر, وغربان تحوم بين الغابات. حين دخل غابة قديمة خرج من العالم. حين دخل غابة قديمة ولج العالم الذي لا نراه. عالم مرئي وغير مرئي معاً. هذا هو الملاذ. الغابة في أعماقنا. هنا يُقتل بشر وهنا يبقى بشــر. لا البكاء ينفع ولا الضحـــك. كل هــذه الاحزان! كل هذه المسرات! ماذا يستطيع الانسان غير الصلاة؟ ترفع وجهك الى سماء تعبرها الغــيوم وتتــخـيل الأحسن. الأنهار تجري والوقت يبدل كل شيء. هذا أمل الانسان من قبل هيراقليطس. لكنك أنت - الذي تقرأ هذه الكلمات - محظوظ بما يكفي: أنت تستطيع ان تقرأ هذه الكلمات! لست واحداً من هؤلاء الذين يُغطي الذبان وجوههم على حدود السودان - تشاد.
                  

07-27-2004, 10:54 PM

Zoal Wahid

تاريخ التسجيل: 10-06-2002
مجموع المشاركات: 5355

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفــور ... والملاذ... ربيع جابر / الحياة (Re: ahmed haneen)

    UP
                  

07-29-2004, 12:49 PM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفــور ... والملاذ... ربيع جابر / الحياة (Re: Zoal Wahid)

    ربيع , ذلك الشاب البيروتي النهم للكتابه , يكتب في الحياه عن البلاد السودانيه
    بعد أن خرجت عنه للعالم ما يذيد عن 12 روايه جميله وهو لم يتجاوز الخامسه والثلاثين ,
    في آخر أعماله ( بيروت مدينه العالم ) حكى ربيع جابر عن مدينته وتاريخها وتحرك في
    ثقافة المكان الثريه , متناولا تلك الايام التي كانت بيروت تتهيأ فيها لأن تصبح : مدينة
    العالم , سوى انها مثل كل البلاد الجميله كان في ابنائها قتله وسفاحون فذبحوها ورموها
    على طرف التاريخ ..

    شكرا يا أحمد حنين , على التحريك ده , وهو مهم , فالحياه وغيرها من الصحف العاليه لا تصلنا
    في السودان , وتجدنا يا عزيزي في حوجه الى الموافاه والمواكبه ..

    شكرا كمان

    طلال
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de