ظاهرة العض... من دارفور إلى كوبر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 05:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-26-2004, 08:46 PM

Rama


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ظاهرة العض... من دارفور إلى كوبر

    لا ندري ما إذا كان من حسن حظ أبناء دارفور أنهم يملكون في أميركا وبريطانيا هذا «اللوبي» الفعال وعلى مستوى القمة، أم أن ذلك هو من سوء الحظ. ولا ندري ما إذا كانت هذه الشريحة من السودانيين عرباً أقحاحاً أو عرباً من أصول أفريقية تدري ما الذي يرميه كبار المسؤولين في كل من أميركا وبريطانيا، ومعهم بعض رموز العمل السياسي الأوروبي، من هذا التعاطف المفاجئ معهم وكيف أن وزير الخارجية الأميركية كولن باول، الذي هو دارفوري من حيث السحنة واللون، التقى مع رئيس الحكومة البريطانية طوني بلير، الذي استحضرَ أيام التاج البريطاني في السودان، وهو يعلن بالصوت الأعلى انه قد يرسل قوات إلى دارفور، بينما هو في صدد إنقاص عدد أفراد الجيش لمواجهة العجز، مكرراً في ذلك استحضاره لأيام التاج البريطاني في العراق وهو يشارك الإدارة البوشية حربها التي قد تتوقف بغتة بفعل الإفلاس وليس بفعل انحسار الرغبة في اعتماد الحرب على الآخرين، أسلوب تَعامُل تنتج عنه كوارث ويسقط من جرائه ضحايا لا تفسير لها سوى أنها نزوة مَنْ امتلكوا القرار ورأوا أن قوته هي في استعماله وليس في امتلاكه.. وتلك رؤية من يفكر بعضلاته أو عضلات من يحيطون به من مستشاري السوء، وليس بعقله وعقول من يختارهم إلى جانبه من مستشاري الحكمة والرأي السديد.
    وما فعله الرئيس بوش الابن والرئيس طوني بلير بالنسبة إلى الحالة الدارفورية ظاهرُه إنساني لكن باطنَه غير إنساني. فالإنسانية لا يمكن أن تتجزأ بمعنى أن يكون الرئيس بوش وأقطاب إدارته إنسانيين بالنسبة إلى أبناء دارفور ويكون الرئيس بلير ووزير خارجيته جاك سترو ومعهما بعض أركان الحكومة على الإنسانية نفسها، لكن الطرفين الأميركي والبريطاني عديما الإنسانية تجاه بشر آخرين وتصل عدم الإنسانية إلى حد التلذذ بالمأساة التي يعيشها هؤلاء، ولنا في ما يعانيه الشعب الفلسطيني وما يعانيه الشعب العراقي المثال على ذلك. ومنذ أربع سنوات بوشية وأطماع بتجديدها أربع سنوات أخرى، وثماني سنوات أمضاها بلير في الحكم، داعياً إلى إبقائه خمس سنوات أخرى، فإن المأساة التي لا تزال تستشري في أوساط الشعبين حصاراً وعدواناً وتدميراً وتجريفاً واغتيالاً وانتهاكاً للكرامات وللحرمات وللأبدان لم تحرِّك ضمير كل من هذين الرئيسين وبحيث ينشطان كما هي حالهما مع موضوع دارفور من أجل وضع نهاية للمعاناة التي نشير إليها. وإذا كان الاثنان يريان أن قوافل المبعوثين ومشاريع الحل الوهمية هي نوع من الاهتمام، فإن الرد على ذلك هو أنه ليس اهتماماً وإنما هو تحرّْك بغرض عدم الحسم.. ونكاد نقول إنه بغرض تقويض الفرص وعلى نحو ما تريد إسرائيل الشارونية التي تدمر مشاريع التسوية والمبادرات الموضوعية والرؤى الحكيمة من نوع رؤية ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز التي أجمع العرب عليها، بمثل تدميرها لمنازل الفلسطينيين، وذلك لأن من هو مجبول على العدوان والحرب وسفك الدم مثل ارييل شارون لا يمكن أن يكون رجل سلام.
    ومن المؤكد أن هذا الاهتمام من جانب الإدارة البوشية والحكومة البريطانية كان سيبعث الارتياح في النفس لو أنه صادق، وكان الذين من أجلهم يحدث هذا الاهتمام سيلهجون بالشكر والامتنان، ويدعون للرئيس بوش بتجديد الولاية أربع سنوات أخرى، وللرئيس بلير بعدم الاسقاط والبقاء خمس سنوات على نحو ما يطالب رداً على الاستطلاعات التي ترى ضرورة انصرافه. لكن الاهتمام يخلو من الصدق ومبعثه الحاجة إلى ورقة يواجه بها كل منهما إخفاقات ما حدث ويتواصل حدوثه في العراق، وما يتواصل منذ نصف قرن وبضع سنوات في فلسطين، وبلغ الحد الذي لا قدرة لشعب غير «شعب الجبارين» على تحمله. وما تعكسه التداعيات والتطورات اليومية على أراضي بلاد الرافدين وعلى امتداد الأراضي الفلسطينية تؤكد مدى انعدام الشعور الإنساني لدى الطرفين الأميركي والبريطاني، ويأتي الموضوع الدارفوري ليؤكد أن مسألة الشعور الإنساني لديهما خاضعة للتشغيل بمفتاح، ثم التحريك بواسطة الـ«ريموت كونترول». بل قد يجوز القول إن انتهاكات «الحكم الإنقاذي» في دارفور سواء عن اضطرار على الأرجح، أو بفعل تخطيط يشبه تخطيط الرئيس صدام حسين عام 1995 لإغراق الكويت بعد غزوها بالأكراد واحلال مغاربة ومصريين في مناطق كردية وشيعية في العراق، جاءت فرصة العمر للإدارة البوشية والحكومة البريطانية المنهوكتي القوى في العراق والسمعة في فلسطين، كما أنها جاءت فرصة مماثلة للكونغرس المتصهين الباحث عن مناطق ألغام في مناطق الجوار الملاصق والبعيد والأبعد للدولة العبرية لكي يشعل الفتيل فيها، وبحيث لا يعود أهالي تلك المناطق مشدودين إلى الظلم الشاروني والتعاطف مع أبناء الانتفاضة التي لا تنطفئ جذوتها. وما يجوز قوله في شأن فرصة العمر هذه إنها محاولة تبييض من جانب الوجه الدارفوري الكثير السمرة للوجه الأميركي ـ البريطاني الكثير البياض. والمؤسف أنها ربما ستنتهي خدمة مجانية ولن يكون الجني الدارفوري منها سوى شحنات من السكر والأرز والسمن والحليب المجفف... وخلاف ذلك من مساعدات الغذاء المتكدسة في المخازن الأميركية الخاصة باحتواء الفائض مما لا يأكله الطرفان الأميركي والبريطاني.
    وعندما نقول ذلك لا نقصد بكلامنا أن الأمور طيبة في دارفور وأن هذا الإقليم ليس مُدرجاً في لائحة الإهمال التي هي أقل من التهميش. وهذا الإهمال سببه طول حرب الجنوب من جهة وحرص الحكومات على الاهتمام بالعاصمة ثم الانتقال بالتدرج إلى بقية المدن والمناطق. وإلى ذلك فإن اكتشاف الثروة النفطية يجعل بطبيعة الحال كل طالب حاجة وكل من يشكو وطأة الحرمان يخرج على الناس طارحاً بالصراخ أو التمرد مطالبه، عملاً بقول الإمام علي « عجبتُ لإمرئ جائع كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه». لكن مشكلة دارفور لا تتحملها وحيدة الحكومة البشيرية الحالية المكتظة بالدارفوريين، ومنهم علي حسن تاج الدين مستشار الرئيس، وإنما يشاركها في التحمل الزعيم السياسي لطائفة الأنصار السيد الصادق المهدي كونه صاحب الحضور البرلماني الأقوى تاريخياً في الإقليم. كذلك يتحمل المسؤولية الدكتور حسن الترابي كونه صاحب الحضور السياسي الأقوى في أوساط النخبة الدارفورية المثقفة والتي كان لبعض رموزها، أمثال التيجاني آدم الطاهر ومحمد الأمين خليفة وعلي الحاج، تأثير في مجرى القرار السياسي أيام كان الترابي شريكاً في الحكم وبنسبة تتجاوز الخمسين في المائة. لكن ماذا في استطاعة الاثنين أن يفعلاه إذا كان الصادق يواصل عض النواجذ ندماً على تحالفات إضطرارية سابقة، وضيقاً بعلاقة مبغوضة بينه وبين الحكم الإنقاذي الذي عمل على شق الصف الأنصاري بالإغواء والتصديع، وإذا كان الشيخ حسن يواصل «صيامه الإسلامي» الذي يقتصر على الماء والتمر منذ ثلاثة أسابيع في «سجن كوبر»، متحملاً هذه الاستهانة به، وعض بعض رفاق الماضي على اليد الترابية التي بنت لهم حكماً ومكانة، إضافة الى تحمُّله، وهو الصائم الفريد من نوعه في تاريخ «كوبر»، هدَمَ الله جدرانه حجراً حجراً، عضَّ الفأر له الأمر الذي تسبَّب له على نحو ما كشفت عنه يوم الثلاثاء 13 يوليو الحالي زوجته السيدة وصال عبد الرحمن المهدي شقيقة الصادق، بمضاعفات صحيحة لا يقوى عليها من بات في الثانية والسبعين من العمر، أنقذه الله من تأديب «الإنقاذ» الترويضي وأطال عمره.
    وفي ظل هذه الأجواء يأتي عض الرئيسين بوش وبلير على الحكم الإنقاذي البشيري الذي لم يصل بعد لقمة السلام مع قرنق إلى الفم حتى يأتي لخطفها هذان الشغوفان بالحروب على الأهداف السهلة مثل العراق والسودان والفلسطينيين، الموجسان خيفة من الحرب على الأهداف الصعبة مثل كوريا الشمالية خشية أن يكون العض على الطريقة التي ابتكرها كيم إيل سونغ وأورثها إلى كيم الابن سامة... ولا يفيد فيها أي ترياق.




    منقوووووووووول
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de