|
|
 ودقاسم الرجل الحديدى...يضع النقاط فوق الحروف
|
كلما رفعنا صوتنا بأننا سودانيين ترفع رودا بأننا كيمان عديدة ، كلما تساءلنا من هم السود في السودان ومن هم البيض ؟ جاءت رودا لتقول أن العرب هم البيض وأن الأفارقة هم السود ،، هذا والله رأي الحاقدين ، ورأي الذين لا يسرهم أن يروا أبناء السودان موحدين متناسين جراحهم يتجهون لبناء سودان جديد ،، هؤلاء المتسلحون بسلاح الضغينة لا يصلحوا أن يصبحوا جزءا من السودان الجديد حتى ولو كانوا يظنون أنهم من الداعين إليه ،،
رودا ،،، من قال أن هناك من هو ابن ناس ومن هو ليس بابن ناس ،، من يقول بهذا يقطع لسانه في الحال ،، من يقول هذا يدان من كل المجتمع ،، ولا يهم أن يقول به سفيه أو مارق أو متخلف ،، ولم يقل به عاقل أو مثقف ، ولم يقل به سياسي ولم يتبناه حزب أو مؤسسة مدنية ..
ترى رودا أن الاهتمام سيكون أكبر لو أن رباح كانت إحدى من تعرضن للاغتصاب ( لا قدر الله ) وأقول لا قدر الله اغتصابا لأي من نساء السودان ، أو حتى نساء العالم ،، وأقول لرودا أنني اتفق معك ،، كان سيكون الاهتمام أكبر والتدافع أكبر وسيكون هناك موت ،، ولكن الشؤال لماذا يمكن أن يرفع اغتصاب رباح وتيرة الموت هذه ؟؟
من المعروف بداهة ومما لا يختلف فيه اثنان أن الجريمة التي تقع للأخت أو الأم أو غيرها من القريبات من الدرجة الأولى يكون وقعها أكبر على الإنسان ،، ويتألم الإنسان السوي لوقوع أي جريمة اغتصاب أو جريمة أخرى مشابهة وقعت في أي بقعة من العالم ،، لكن درجة تأثره وتفاعله مع الجريمة يقل وينقص بقدر علاقته بمن وقع عليه فعل الجريمة ،، والمعروف بداهة أن رباح ابنة الصادق المهدي زعيم حزب الأمة وإمام الأنصار ،، ومعروف أن حجم الأنصار في دارفور أكبر من أي كتلة أخرى ، والانتماء للأنصارية يرتفع فوق كل انتماء عرقي ،، والمعروف أن الأنصار يمنحون قدسية نسبية لإمامهم ،، إذن رباح في نظر هؤلاء تستحق التدافع من أجلها،، لكن المجتمع لم يصدر صكا لرباح بأنها فوق البشر في السودان أو أنها شخص فوق العادي ،، إلا أنه بحسابات بسيطة جدا نجد أن كتلتها السياسية والدينية أكبر من كثير من نساء السودان وبالتالي فإن من يتأثرون بما يمكن أن يحدث لها أكبر من غيرها ،، ولرودا ومن يشاركها الرأي أن يقارن بين مناسبة عزاء في بيت آل المهدي وعزاء آخر في قريتي أنا مثلا ،، فسنجد أن لا مقارنة من ناحية العدد الذي يؤم ذلك العزاء ، وما يتبعه من عويل وصراخ ،، فهل نستغل هذا العزاء لنقول أن آل المهدي استحوذوا على تعاطف غالبية أهل السودان ونرى في ذلك ظلما ؟
قضية دارفور ليست مهملة من أهل السودان ،، فأهل السودان يقفون مع أهل دارفور بكل ما يملكون ،، فحزب الأمة مثلا منشغل تماما بحل القضية ، وكشف ما تحاول الحكومة إخفاؤه ،، والصادق المهدي شخصيا يبدي اهتماما كبيرا بقضية دارفور ، ويقدم مقترحات للحل ويرفع صوته بإدانة الحكومة ومشعلي الفتنة ،، هيئة شئون الأنصار مهتمة بقضية دارفور وقد قدم الشيخ عبد المحمود أبو رئيس هيئة شئون الأنصار ندوة بالرياض ، وقائعها موجودة على هذا المنبر ،، وقد عرض فيها قضية أهل دارفور وتحدث عن تحركه الميداني وتواصله مع مختلف القبائل والقرى في دارفور ،، رباح نفسها كتبت عن دارفور وصاغت مشاعرها شعرا ومقالا وكله موجود على هذا المنبر ،، التجمع الوطني الديمقراطي مهتم بقضية دارفور وقد ضم إليه حركة تحرير السودان وضحى باتفاقية جدة الإطارية ، وأخيرا رضخت الحكومة وأعادت العمل بالاتفاقية ،، وفي بيانه الختامي في مؤتمره الأخير احتلت قضية دارفور حيزا كبيرا ، الحركة الشعبية لم تتوقف عن تعاطفها مع أهل دارفور وتصريحات قادتها تدعم أهل دارفور وتضغط على الحكومة باتجاه الحل ،، المواطنين العاديين في السودان احتلت قضية دارفور جزءا من اهتمامهم اليومي ،، الحكومة - وهي المدان الأكبر - هزتها قضية دارفور وجعلتها تنهزم وتتراجع عن طغيانها وجبروتها لتنظر إلى مطالب أهل دارفور ،، العالم كله تحرك نحو دارفور ، فجاء إلى السودان أناس لم يكونوا ليأتوه أبدا لولا اشتعال قضية دارفور ،، كولن باول ، كوفي عنان ، وزراء خارجية الدول الأوروبية ،، الاتحاد الأفريقي ،، لم يبق أحد لم يستنفر ،، وكل هؤلاء استنفروا لإنهاء الفظاعات التي تتم في دارفور ،، ولم يكن من بينها أبدا مس برباح الصادق ،،
أعتقد أننا في حاجة لمعالجة جراحنا ، وفي حاجة لتحديد عدونا ، وتوحيد هجمتنا ، وفي حاجة لتجاوز مراراتنا وفي حاجة لأن نغفر للأجيال الجديدة ما فعلته الأجيال القديمة،، نحن في حاجة لأن نعطي كل ذي حق حقه ،، ويجب علينا أن لا نقول لأي من مواطنينا أنت ابن فلان ولذا نحن نكرهك أو أن عدم حبنا لأبيك أو جدك يؤثر على علاقتنا بك ،،
رباح الصادق امرأة من هذا السودان ، قدّر لها أن تكون ابنة الصادق المهدي ، كما قدر لنا أن نكون أبناء آبائنا وأمهاتنا ،، لكن عطاء رباح لا ينكره أحد ،،
اغفروا لي أخطاء الطباعة ،، فقد كتبت مباشرة ودون مراجعة ..
|
|
 
|
|
|
|
abuguta
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست