جيرارد قالوشي: نملك صوراً من الأقمار الصناعية لقرى قبل أن تحرق وبعد إحراقها

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 01:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-21-2004, 10:08 AM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جيرارد قالوشي: نملك صوراً من الأقمار الصناعية لقرى قبل أن تحرق وبعد إحراقها



    الاربعاء21يوليو2004


    جيرارد قالوشي القائم بالاعمال في حوار مع (الرأي العام)

    الحقائق في دارفور واضحة.. ونملك صوراً من الأقمار الصناعية لقرى قبل أن تحرق وبعد إحراقها

    حاوره: رئيس التحرير

    ü شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيداً واضحاً في سياسات ومواقف واشنطون حول قضية دارفور، واتسمت لهجتها تجاه الحكومة السودانية بتشدد ملحوظ قبل زيارة وزير الخارجية الأمريكي كولن باول للخرطوم، وازدادت لهجتها حدة ومواقفها تعنتاً، عقب انتهاء تلك الزيارة مما يوحي بأن محادثاته مع المسؤولين في السودان لم تسفر عن نتائج مرضية بالنسبة للأمريكيين، بل أن بعض المحللين يرون من تلك اللهجة التي طبعت وتيرة تصريحات المسؤولين في الإدارة الأمريكية بأنها تنبئ عن خلافات ظاهرة وتباعد في المواقف بين الجانبين، ويشيرون في ذلك الى أن الحوار بين الطرفين لم يتسن خلاله تضييق فجوة الخلافات مما دفع الإدارة الأمريكية الى التهديد باللجوء الى مجلس الأمن، وهو ما يعده المحللون مؤشراً سالباً يشير الى أن العلاقة بين الخرطوم وواشنطون قد باتت مرشحة للمزيد من التوتر بدلاً من المزيد من الانفراج، وذلك يقرأ على خلفية تعهد إدارة الرئيس بوش برفع العقوبات وإزالة اسم السودان من «لائحة الإرهاب» وتطبيع العلاقات بشكل كامل حينما يتحقق السلام، ونشير الى أن قطار السلام في السودان هو الآن في محطته قبل النهائية، منتظراً الإيذان بالتحرك بعد أن تكتمل المسائل الإجرائية، له من طرفي عملية السلام، اللذين لا يزالان عاكفين على بحث تفاصيل تلك المسائل الإجرائية، وبدلاً من أن تمضي أمريكا في إنفاذ تعهداتها، برزت مشكلة دارفور كعنصر جديد في العلاقات السودانية- الأمريكية التي كانت أصلاً في حالة من التوتر، فأججت الاستقرار النسبي الذي شهدته تلك العلاقات خلال فترة مفاوضات السلام وماقبلها بقليل.

    ونجد أن الإدارة الأمريكية من جانبها تتهم الحكومة بأنها لم تقم بإدارة أزمة دارفور بشكل جيد وأنها لم تتمكن من معالجة المشكلة على النحو المطلوب، وأن واشنطون تصر على أن المتسببين في الأحداث التي عرفتها دارفور موالون للحكومة، فيما تنفي الأخيرة علاقتها بالمليشيات المتسببة في الأحداث وتؤكد إنها مضت في تنفيذ المعالجات المحددة للمشكلة وفقاً للقرارات التي أصدرها الرئيس البشير. ونجد أيضاً أن الحكومة تقول بأنها استجابت لكل مطالب الإدارة الأمريكية، ونشير الى أن كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة الذي كان يتحدث بذات اللهجة قبل زيارته الى دارفور، قد بدل لاحقاً من وجهة نظره وآرائه المسبقة حول وجود تطهير عرقي أو إبادة جماعية في دارفور وإزاء هذا التصعيد المستمر والأزمة الصامتة أو المكتومة على الأقل من قبل الخرطوم التي آثرت احتواء التصعيد بدلاً من التعامل معه بردود الفعل، التي ربما عمقت الأزمة وزادتها تفاقماً.

    إزاء ذلك سعينا الى لقاء القائم بالأعمال الأمريكي السيد جيرارد قالوشي في الثانية من بعد ظهر الأحد الماضي، لنطرح عليه كل هذه القضايا لتسليط الضوء عليها.

    ü بدأت معه الحديث بالقول بأن لقائي السابق به، كان مفيداً وأحدث أصداءً واسعة وأزال كثيراً من الإبهام الذي أحاط بتداعيات الأحداث مبرراً علامات الاستفهام حول بعض التساؤلات التي كانت مطروحة آنذاك وقلت له: ولكن منذ ذلك الوقت جرت مياه كثيرة تحت الجسر واستجدت أحداث عديدة في السودان. ورأينا أنه لابد من وقفة معكم نستجلي فيها ماران من غموض حول علاقات بلادكم مع السودان التي باتت أشبه بعملية شد الحبل بين الجانبي، وتتحكم فيها الى حد كبير «سياسة العصا والجزرة» التي كثيراً ما اتخذت أمريكا على ضوئها قرارات من حجم كبير مبنية على معلومات خاطئة، اضطرتها للدخول في تناقضات واضحة فكأنها تكيل بمكيالين وأنها كثيراً ما تعمد الى جعل الكفة الراجحة-الكفة التي تحقق لها مصالحها- حتى ولو كان ذلك على حساب العدل نفسه. وقد حاولنا من خلال هذا اللقاء أن ننقل للقائم بالأعمال الأمريكي الكثير من هذه النقاط التي أشرنا إليها وذلك في إطار تلك التساؤلات التي أملت الحديث معه بصراحة مبادئين بمشكلة دارفور التي نرى من جهتنا أنها تحتوي موقفاً عدائياً من قبل أمريكا ضد حكومة السودان.. ربما يعود ذلك الى أسباب تتعلق بالإدارة الأمريكية نفسها، التي حاولت فيها أن تتجاوز النظرة المنطقية ومن ذلك مسألة اقتراب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة حيث رأت الإدارة الأمريكية أن انحيازها الى صف المتمردين بدارفور يقوي موقف الرئيس بوش. ونحن هنا لم نشر الى أن تلك المواقف تمثل خيارات بعينها من جانب الإدارة الأمريكية وإنما أردنا كشف الحقائق التي باتت متوارية خلف ستار سميك من الشكوك وهذا ما جعلنا نتوقع من أمريكا (الشئ ونقيضه) في ذات الوقت. ولذلك قلنا للسيد قالوشي إن الموقف الأمريكي يبدو كأنما يعني تنصلاً من تعهدات واشنطون تجاه السلام حيث أنها دأبت على الحديث عن تطور العلاقات بدلاً من تطبيعها بشكل كامل بعد رفع العقوبات عن السودان وإزالة اسمه من قائمة الإرهاب وذلك بعد الوصول الى السلام وها هي الاتفاقية قد تمت.. ولم يتبق على توقيع الاتفاق النهائي سوى أسابيع معدودة فإذا بواشنطون تنكص عن ذلك التعهد متراجعة عن موقفها بالقول إن كل الذي وعدت به من قبل أصبح الآن رهيناً بتحقيق السلام في دارفور.. وأن ربط دارفور بهذه المسائل دليل على أن الإدارة الأمريكية تعد ولا تفي بوعودها وتقول ولا تفعل.

    = قال السيد قالوشي (بعد صمت وكأنه يستعيد شريط أحداث دارفور): أعتقد أنه يتوجب علينا كي تفهم موقف الولايات المتحدة حول ما يجري في دارفور -من الوقوف على حقيقة الأوضاع. والحقيقة هي أن نحو مليون ونصف المليون شخص يعيشون في معسكرات داخل السودان وفي تشاد، وبعضهم هائم على وجهه في التلال (ويبدو أنه يريد أن يرسم صورة مأساوية للوضع الإنساني في دارفور بغية أن تأتي الصورة شبيهة بما تنقله بعض الفضائيات التي ظلت تردد هذه الأقوال- وكأن بينها وبين الحقيقة خصومة- هذا إذا ما أحسن الظن بها).

    وقال إن هؤلاء النازحين جميعهم يعتمدون على العون الخارجي كي يبقوا على قيد الحياة. وأن للناس في دارفور مشاكل فظيعة لا تقتصر على الطعام والماء والصحة والمأوى النظيف والصرف الصحي فحسب بل في العنف المستمر والمتجدد. وقال إنه ليس بخافٍ أننا فكرنا في دفع الأمر الى مجلس الأمن لأن الحكومة لم تتحرك بفعالية لوقف أعمال العنف التي يمارسها الجنجويد. ومتهماً الحكومة بدعمها، بالإضافة الى ما تقوم به القوات المسلحة من عمليات وقال إننا مع ذلك نقدر للحكومة جهودها في إيصال العون الغذائي للمتضررين وكذلك منح تأشيرات الدخول للعاملين في المنظمات. وقال نحن نعمل من جانبنا والحكومة تعمل. ولن يتخذ قرار دولي إلا بعد مشاورات في نيويورك.

    ü قلت له إنني أريد أن توضح لك أن دارفور منطقة شاسعة ومترامية الأطراف وتعادل مساحتها مساحة فرنسا وتجاورها ثلاث دول يعاني بعضها من اضطرابات داخلية وحالة الأمن فيها ليست مستقرة وبعضها عاش نزاعات مشابهة لما يحدث في دارفور قبل سنوات وكان من إفرازات ذلك إلحاق الضرر بالأوضاع الأمنية في دارفور نتيجة لانتشار السلاح والتداخل القبلي والسكاني- فكيف يتسنى لحكومة ذات إمكانات محدودة مثل حكومة السودان أن تحقق بسط الأمن داخل حدودها وكذلك تكبح جماح المتسللين ومن حدود شاسعة في فترة وجيزة في وقت يتلقى فيه المتمردون دعماً كبيراً من الخارج. علماً بأن أمريكا نفسها وبكل جبروتها لم تستطع أن تحقق الأمن في العراق أو توقف المتسللين إليه من خارجه.

    وقلت له نحن بالطبع ندرك أن أمريكا دولة عظمى لها دورها وتأثيرها في مجريات الأحداث في العالم. ونحاول منذ مدة أن نجعل منها دولة صديقة بالرغم من كل ماحدث. بل وحليفة إذا ما أمكن ذلك. ولكن من المستغرب أن لا تقدر الإدارة الأمريكية ماتقوم به الحكومة السودانية من خلال إمكاناتها للتغلب على مشاكلها الداخلية ومن بينها مشكلة دارفور؟.

    = قال قالوشي لقد نشرنا بياناً يوم الاثنين الماضي طالبنا فيه الجانبين بوقف العدوان والسماح بانسياب العون الإنساني- وفعلنا ذلك بحياد كامل بين طرفي النزاع ونطالبهما بوقف أعمال العنف. ولهذا نرى أنه ليس من الصواب القول بأننا لم نناشد الطرفين بوقف إطلاق النار مشيراً الى أن بلاده على اتصال مستمر بقادة التمرد هناك وأضاف: قلنا لهم إنه لاينبغي أن تستغلوا وقف إطلاق النار، مع تجنب القيام بأي أعمال استفزازية.

    ü قلت له إن قولك هذا هو الموقف الصحيح ولكن هنالك تساؤلات: لماذا الضغط على الحكومة السودانية وحدها علماً بأن واشنطون لديها معلومات أكيدة بشأن خروقات عديدة لوقف إطلاق النار ورفض المتمردين المستمر للتفاوض والحوار وهو السبيل الأمثل للحل السياسي. وعلى سبيل المثال تقدم المتمردون بشروط تعجيزية لا يمكن أن تقبلها أية دولة ذات سيادة. ونحن بالضرورة نتساءل: أليس بمقدور دولة في مكانة الولايات المتحدة ولها كلمة مسموعة في معظم أنحاء العالم، أليس في مقدورها أن تمارس ضغوطاً على مجموعات من المتمردين حتى يستجيبوا لصوت العقل ويعودوا الى طاولة المحادثات؟

    = قال قالوشي: هذا ما سنفعله بالضبط. وأضاف قائلاً إن خطاب الرئيس البشير في السادس والعشرين من يونيو الفائت حمل في طياته أن ما طبق في نيفاشا على منطقتي جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق يمكن تطبيقه على بقاع السودان بما فيها دارفور. وذكر قالوشي بأن لدى الحكومة السودانية أجندة للمحادثات تنبني على اللامركزية وأنهم يشجعون المتمردين على التفاوض على ضوء هذه الأجندة. ويدركون أيضاً أن للصراْ بعداً قبلياً وظلوا يتحدثون منذ فترة مع زعماء العشائر ومازالوا يواصلون الحديث معهم في محاولة لتخفيف حدة الصراعات بين القبائل لتعود الى ما كانت عليه من قبل حتى تستعيد روح المصالحة التي كانت سائدة في السابق وكانت وسيلة التعايش بين كل القبائل هنالك.

    ü قلت له: لا شك أن هذا الموقف من الولايات المتحدة موقف صحيح -لكن الحكومة السودانية ظلت محل اتهام من قبل واشنطون بأنها تتحدث كثيراً ولا تفعل شيئاً. بالرغم من أن الحكومة أعدت برنامجاً شاملاً وشرعت في حراك واسع في طريق الحل السياسي وسمحت للاتحاد الإفريقي بالتدخل وقبلت بالاجتماع الذي تم في أديس أبابا ولكن المفاجأة كانت أن هؤلاء المتمردين طرحوا شروطاً تعجيزية لا يمكن القبول بها -بأية صورة من الصور. وإذا نظرنا للموقف الأمريكي لا نجد به ثمة تقدم في الطريق الصحيح (جرى الحوار قبل البيان الذي صدر عن السفارة الأمريكية أخيراً) وحتى صديق السودان الذي كان له دور كبير في انطلاق العملية السلمية السيناتور دانفورث قال إن الأمر قد يرفع لمجلس الأمن ولن يمنحوا الحكومة سوى بضعة أيام وليس شهوراً. أليس في هذا انحياز ضد الحكومة وممالاة للمتمردين؟

    = قال السيد قالوشي على الفور بنظرة لا تخلو من العتاب: نحن كما قلت من قبل لا نريد أن نستغل هذه القضية ضد الحكومة السودانية ولكننا نرى أكثر من مليون شخص يواجهون خطر المجاعة والأمطار والأمراض واغتصاب النساء عندما يخرجن للاحتطاب. وقال أيضاً إن مندوبي الاتحاد الإفريقي ذكروا بأن ثماني صبايا صغيرات حرقن حتى الموت وشاهدوا بقايا أجسادهن ويقولون إن (الجنجويد) هم المسؤولون عن هذه الفظائع، وقالوا إنهم تحدثوا في هذا الصدد الى الحكومة وموضحين لها أن الموقف عصيب ولا يحتمل التأخير. وهذا ليس مطلباً أمريكياً أو مطلباً من الأسرة الدولية فحسب ولكنه من صميم الدواعي الإنسانية التي لاتقبل التأجيل.

    ü قلت له: إننا ندرك أن الموقف عصيب حقاً وأن هنالك صعوبات جمة تكتنفه غير أن الحكومة تفعل كل ما تستطيع لتحقيق الاستقرار وهو لا يأتي برغبة طرف احد. ومن الواضح أن الحكومة تعمل من أجل هذه الغاية والطرف الثاني على النقيض من ذلك تماماً. فماذا يستطيع مجلس الأمن أن يفعل؟

    العقوبات الدولية والتدخل الأجنبي لا يحلان القضية.. ولهذا ليس هنالك معنى للتلويح بهما.. ألا ترى أن السبيل الأجدى هو المساعدة على حل القضية؟ غير أن هذه المساعدة لا تجدي فتيلاً إذا كانت تقوم على مناصرة طرف دون الآخر. فلماذا تستعملون من جانبكم أسلوب العصا والجزرة؟ وشعبنا الذي يقدر رغم ذلك للولايات المتحدة دورها في إحلال السلام في السودان. وهو أمر كثير ما لقي الإشادة. إلا أن شعبنا في حيرة من أمره.، وفي حالة من الارتباك وهو يرى حكومته تحرص على الالتزام بتعهداتها ومع ذلك فالحكومة الأمريكية لا تقدر هذا وإنما تتعامل معها بإجحاف وشعبنا قد بات لا يدرك حقيقة الموقف الأمريكي الذي يبدو تارة متناقضاً وتارة مرتبكاً.

    = قال قالوشي: إنني لا أنتهز هذه المقابلة الصحفية للضغط على حكومة السودان لأنها تعلم ما نطلبه منها ونحن نعمل معاً.

    أما فيما يختص بالتناقض الذي يبدو في الموقف الأمريكي فهذا قد يكون مرده الى أن بلادنا بلاد ديمقراطية وتتأثر بموقف الرأي العام فيها وأن هنالك انتخابات وأن هنالك تنافساً ودوائر انتخابية. ويبدو أن ديمقراطيتنا (أكثر من اللازم) ونحن نتصدى لغضب الجمهور ونعمل مع الحكومة من جهة أخرى.

    ü قلت له: أنا أوافقك القول بأن حكومتكم ديمقراطية تقوم على المؤسسات وإرادة الشعب وأن الحكومة تستجيب للضغوط الداخلية من شعبها. ولكن أين مسؤولية الولايات المتحدة تجاه الأسرة الدولية وتجاه الآخرين كحكومة مسؤولة. السودان بلد يؤكل من أطرافه. أين أمريكا باعتبارها أكبر دولة في العالم والقطب الأوحد. ونحن دولة صغيرة تبحث لنفسها عن مكان تحت الشمس. ونحن لا نريد أن تكون قضايا بلادنا سلعة انتخابية تعرض للمزايدة من خلال حمى التنافس بين الأحزاب في بلادكم.

    ومن المعروف أن هنالك قوى معادية للسودان تتحرك داخل الولايات المتحدة ولها نفوذ كبير ولها دوافع دينية أو عنصرية، وهذه الجماعات ظلت على الدوام تقف الى جانب أية حركة متمردة في السودان على مر العهود الديمقراطية والشمولية. ولم يحدث أن أدانت تلك الفئات حركة التمرد السابقة في الجنوب أوحركة التمرد الحالية في دارفور. وما لم تنظر أمريكا نظرة عادلة الى الأمور فإن مواقفها تلك تشجع على بروز كثير من النزاعات ذات الطابع الجهوي أو غيرها، وأن دارفور لن تكون الأخيرة بل قد ينتشر الشرر الى أنحاء كثيرة من السودان. وهذا يعني تبديد الجهد والوقت فيما لا طائل من ورائه، وذلك على حساب التنمية والاستقرار وتوجيه الموارد المتاحة على شحها لتوفير أمن المواطن، لأن الأمن له أولوية وضرورة ملحة. ومع ذلك كله نحن نعتبر أن الإدارة الجمهورية هي أفضل من سابقتها- إدارة الديمقراطيين- الذين ناصبوا بلادنا العداء خلال العقد الماضي حيث قاطعونا وفرضوا علينا كل القرارات الجائرة التي نكتوي بنارها حتى اليوم. ونحن نذكر بكثير من التقدير الجمهوريين لأنهم بدأوا الحوار والذي لولاه لما لاحت بشائر السلام في الأفق. وعلى الجمهوريين أن يواصلوا جهودهم لمساعدتنا لأن الظروف المحيطة بالسلام الآن ستجهضه.

    ü قال قالوشي: هذه حقيقة فنحن نحاول أن نساعد في تحقيق السلام. وأضاف: قبل أن تتهمونا، هل أرسلت صحيفتكم وفداً الى دارفور لزيارة المناطق الثلاث حتى تتمكنوا من التغطية المتوازنة أم أنكم قصرتم جهودكم على التقارير الحكومية.

    = وقال إنه لم ير تغطية شاملة من صحافتنا وحتى لو كانت هنالك مغالاة وتهويل فإنهم ذهبوا الى تلك الأصقاع وزاروا المعسكرات ولم تقم الصحافة بهذا الدور.

    ü قلت له: لقد بعثنا بمندوبينا للمناطق الثلاث وأعدوا تقارير وافية وفقاً لما حصلوا عليه من معلومات وزيارات ميدانية (وطلب موافاته بالتقارير ليطلع عليها. ونحن الآن بصدد إعدادها والاستجابة لطلبه).

    ü وقلت له في ما يتعلق بالمعلومات التي تحدثتم عنها وتحدث عنها الوزير باول خلال زيارته الأخيرة حين قال إن له كثيراً من المعلومات، ونحن نتشكك أن هذه المعلومات من جهات معادية للسودان أو من جانب المتمردين الذين يلقون عطفاً من قبل كثير من المنظمات والدول ويؤخذ ما يقولون كقضية مسلمة. دون الالتفات لمعلومات الطرف الآخر.

    كما أن هنالك اتفاقاً تم بين الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ووزير الخارجية الأمريكي كولن باول بإنشاء لجنة مشتركة لتنفيذ خطة شاملة. وشرعت الحكومة السودانية في تنفيذها واتخذت كل الإجراءات التي تمكن مندوبي الأمم المتحدة من تقييم الموقف. وبالرغم من ذلك تشتد الحملة على السودان وتنشر الأنباء غير الصحيحة مما يضع مصداقية منظمات حقوق الإنسان الدولية في موضع شك. ونحسب أن التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي باول تتناقض مع ما تم الاتفاق عليه وتشكل ضغطاً غير مبرر مما يعوق تنفيذ ذلك الاتفاق.

    = قال قالوشي: إن لديهم مصادر عديدة للمعلومات بعضها من الأقمار الصناعية وعرض علينا أنموذجاً من هذه الصور لقرى قبل أن تحرق وبعد إحراقها. وقال هذه حقائق واضحة وأضاف: إننا ندرك أن المتمردين هم الذين بدأوا الصراع ونحن على اتصال مستمر بزعمائهم وكشف أنهم حثوهم على إطلاق سراح أحد زعماء العشائر أخيراً (الصادق عباس ضوالبيت ناظر عموم قبائل شرق دارفور) فاستجابوا لذلك وأخلوا سبيله. وقال إن ما يقلقنا الآن هو أن هنالك كارثة إنسانية بدأت تطل برأسها في دارفور وأن عشرات الألوف من المواطنين مهددون بالموت مرضاً أو جوعاً. وأود أن أؤكد لك مجدداً أننا لا نسعى لاستغلال أزمة دارفور للنيل من حكومة السودان.

    ü قلت له متسائلاً حول الدوافع التي تجعل واشنطون تلوح بنقل القضية الى مجلس الأمن بغية فرض عقوبات معينة على السودان دون الالتفات لما تقوم به الحكومة السودانية التي شرعت في تنفيذ ما جاء به كولن باول وما أكدتم عليه من اتفاق. هذه المواقف تتعارض مع القول بأن الولايات المتحدة تتدخل لأسباب إنسانية بحتة وليس بدوافع سياسية. ونحسب أن تشدد الموقف الأمريكي مدعاة لتفاقم القضية لأنه يجعل المتمردين يغالون في تشددهم فيقدمون الشروط التعجيزية المسبقة لأنهم يدركون أن الولايات المتحدة بقضها وقضيضها تدعمهم وتساندهم.

    = أجاب قالوشي وكأنه فوجئ بالسؤال نافياً أنهم يساعدون المتمردين وقال إنهم بعكس ذلك تماماً يحثونهم على التوجه الى أديس أبابا وإجراء محادثات مع الحكومة «قال هذا قبل انهيار المحادثات وكأنما يريد أن يوضح أن تدخلهم جاء لأسباب إنسانية ووفقاً لمعلومات من الاتحاد الإفريقي» فعلى سبيل المثال أنه في 3 يوليو الجاري قامت قوات حكومية مدعومة بمليشيات (الجنجويد) بشن هجوم على قرية (ياسين) جنوب دارفور.. وقال إن الأمر في نظره ليس في حاجة الى كبير عناء لتحديد هذه الانتهاكات.. والأسرة الدولية بما فيها الولايات المتحدة تتعامل على ضوء هذه الحقائق ونريد أن نشارك في وضع اتفاقية السلام التي تختص بمشكلة جنوب السودان موضع التنفيذ وأن نزيل اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع العقوبات عنه. ولكن الأسرة الدولية تتطلع الى وضع أفضل في دارفور. ونتوقع أن تبذل الحكومة قصارى جهدها في هذا الصدد.

    ü قلت له: نحن أيضاً نتطلع الى أوضاع أفضل في دارفور والمعلومات التي ذكرتها هي بالطبع موضع اعتبار ولكن لدينا تجارب معكم وللعالم أيضاً تجارب معكم تجعلنا نتشكك في مصادر المعلومات الأمريكية. وبالنسبة لنا فقد اكتوينا بنارها يوم أن أدت تلك المعلومات الى تعرض مصنع عادي لإنتاج الدواء للقصف بالصواريخ نتيجة لمعلومات استخبارية خاطئة جاء فيها أن ذلك المصنع مخصص لإنتاج مواد لصناعة الأسلحة الكيماوية واعترفت الإدارة الأمريكية السابقة بذلك.

    وعلى المستوى العالمي إن القضية التي تشغل بال العالم تدور حول المعلومات الاستخبارية التي بُني عليها قرار غزو العراق واحتلاله بزعم وجود أسلحة دمار شامل تهدد الولايات المتحدة ودول الجوار. وثبت للعالم أنها مجرد فبركة أُستخدمت لتبرير العدوان لأسباب تتعلق بأجندة أخرى. لذا أصبحت مصادر معلومات الحكومة الأمريكية موضع شك. ونحن نعرف أن الأوضاع في دارفور ليست على هذه الدرجة من القتامة. بل أن الأزمة مبالغ فيها ومفتعلة.

    = قال القائم بالأعمال الأمريكي: إذا أردت أن تعرف رأيي فأنا لدي ثقة في الاستخبارات الأمريكية. وهنالك حوالي (400) منظمة إنسانية تعمل في دارفور من بينها عدد من المنظمات الأمريكية ونستقي معلوماتنا أيضاً من مصادر عديدة من بينها الأقمار الصناعية. وقد قابلنا عدة أطراف من بينهم موسى هلال.

    üü الى هنا انتهى بنا الحديث لأن الزمن المحدد قد تجاوزناه ببعض الوقت. وكان الحديث مع السيد جيرارد قالوشي لا تنقصه الصراحة وطرحنا عليه كثيراً من الأسئلة وحاولنا أن نضعه في خانة (الباك) أي في خانة المدافع بلغة كرة القدم ولكن الرجل بما له من قدرات هائلة وسعة أفق أجاب على أسئلتي بقدر عالٍ من الدبلوماسية ولعل القارئ يلاحظ ذلك من سياق بعض إجاباته. وتظل العلاقات السودانية الأمريكية متأرجحة ولايستقر لها قرار، ذلك لأن واشنطون لا تنظر الى الأمر نظرة موضوعية تكرس لعلاقة إيجابية مع الخرطوم يتبادل فيها الطرفان المصالح. وربما يكون السبب في ذلك أنها متأثرة بطبيعة الأحداث التي شهدتها في الحادي عشر من سبتمبر العام 2001 ودفعتها لإعلان الحرب ضد عدو مجهول اسمه (الإرهاب)، وهي حقيقة تستهدف عنصرين في العالم دون غيرهما. وهذا ما بينته تطورات الأحداث في ما بعد. فهي تفسر الإرهاب بأنه يتمثل في الخروج على الشرعية قطرية أو دولية، وهي كثيراً ما تنتقد دولة مثل السعودية رغم جهودها لمكافحة الإرهاب من قبل العناصر المتفلتة، ولكنها تؤيد في نفس الوقت المتمردين في دارفور، وتقول إن ذلك التأييد ينبني على «أسباب إنسانية». ونجد أنه حتى في حربها للإرهاب فهنالك تناقض ظاهر في مواقفها إذ لا يمكن لها أن تتعامل مع الحكومة الشرعية وفي ذات الوقت تتعامل مع المتمردين، وهذا يمثل قمة التناقض، فمثلاً الذين تسببوا في أحداث دارفور وتسببوا في قتل الناس ونزوحهم عن ديارهم يحظون الآن بتأييد أمريكا الأمر الذي يعكس تناقضاً صارخاً. لذا نرى أن العلاقات بين واشنطون والخرطوم تحتاج الى وقفة متأملة. فلذلك سنظل متى ما أُتيحت لنا الفرصة نطرح ما لدينا من أسئلة ملحة الى أن ينجلي الأمر وتستقيم تلك العلاقة على نحوٍ خالٍ من التناقض وتحكمه ضوابط المنطق والعقلانية. ان الوضع القائم حالياً -عبر هذه العلاقات- هو وضع غير طبيعي، وسنظل نواصل الرصد والتقييم.، ولهذا نقول إنه لا تزال لدينا بقية من أسئلة سنحاول طرحها للقائم بالأعمال الأمريكي في المستقبل، خاصة أنه قال لي -في ختام اللقاء به- إنه يأمل أن تتكرر مثل هذه المقابلات. وذكرأنه كان سعيداً بالمقابلة السابقة، وفي هذه المرة فهو سعيد للغاية بما دار خلالها من حديث وحوار. ونشيرالى أننا نقلنا كل إفادات السيد قالوشي بالكامل، لأننا نثق أنه من خلال ذلك يتسنى لنا فهم رؤية الآخرين من خلال نقل حديثهم مفصلاً، إذ أن المطلوب هو التعامل بذهنية مفتوحة في إطار هذه العلاقات بين الخرطوم وواشنطون، لأنه ليس هنالك أفضل من الصراحة والوضوح والشفافية.




    أطبع هذه الصفحة
    العودة الي الصفحة الرئيسية

    alrayalaam newspaper

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de