الطيب مصطفي:....قبل أن يقتحم ...هولاكو.... السودان الجديد الخرطوم فاتحاً

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 09:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-17-2004, 05:07 PM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الطيب مصطفي:....قبل أن يقتحم ...هولاكو.... السودان الجديد الخرطوم فاتحاً

    قبل أن يقتحم هولاكو السودان الجديد الخرطوم فاتحاً

    احذروا حصان طروادة من شياطين الإنس
    لم أدهش لتصدى كل من د. منصور خالد ووراق لمقاليّ الأخيرين، فما كنت أرجو من الرجلين خيراً أو أوبة الى الحق أو موضوعية فى الطرح فما عهدتهما إلا مكابرين تتجسد فيهما العبارة القرآنية " أخذته العزة بالاثم " وسأعود لاحقاً باذن الله للصغير منصور خالد الذى يصر على أن يظل صغيراً ومعادياً للإسلام مناصراً لاعدائه حتى بعد أن بلغ من العمر عتياً وبات علي حافة القبر، وأخصص هذا المقال لوراق الذى يقول بأنه لا خوف علي الإسلام من دخول قرنق الخرطوم لأن الإسلام لم يمت حين إستباح المغول بغداد التى ذكر وراق أن هجمتهم عليها «أغرقت المسلمين في أنهار من الدماء وأغرقت الكتب العربية والإسلامية فى أنهار بغداد» وعجبى من هذه الجرأة التى تجعل وراقاً لا يستحي من التقليل من شأن إحتلال بغداد قديماً علي أيدى المغول والتى حدثت فيها إحدى أبشع المجازر في التاريخ مما عبر عنه وراق بأنهار الدماء والتي فقد فيها الإسلام من كتب التراث ما غيّر مدادها لون الفرات، ويقول وراق ذلك حتى نستسهل غزو الخرطوم من قبل هولاكو السودان الجديد (قرنق) حتى ولو أغرق ذلك الغزو الخرطوم والشمال السوداني في أنهار من الدماء ويا له من مثال بائس ذلك الذى ساقه للانتصار لرأيه.. لكن الرجل لم يذكر ما حدث للإسلام حين دخلت جحافل الصليبيين الأندلس بدعم من شيوعيي ذلك الزمان من المسلمين، ولم يذكر محاكم التفتيش التي يعترف المؤرخون الاوربيون أنفسهم بأنها تمثل إحدى اكثر الصفحات سواداً في التاريخ الأوربي، ولم يذكر ما حدث في زنجبار من مقتلة للعرب مما كان قرنق قد شهد أحداثه حينما كان طالباً في جامعة دار السلام مع صديقه موسفينى الذى لا تزال قواته ومنذ سنوات تسرح وتمرح في جنوب السودان بعد أن كان مفترضاً أن تقيم ستة أشهر فقط، كما أن قوات أفورقى تحتل همشكوريب القرآن مع قوات قرنق منذ سنوات، ولا حول ولا قوة إلآ بالله..
    لا أظن أن وراقاً هذا يجهل ضعف حجته لكن العزة بالاثم وفساد الفكر والاعتقاد لا يبقيان للرجل ذرة من مكرمة تهديه الى الحق المبين أو تجعله يتحلي بأقل قدر من الموضوعية.
    ثم إن وراقاً يزعم أني أعبر عن رأي بعض الإسلاميين الإنفصاليين الخائفين علي «إبل الاحتكارات والامتيازات » ووالله أنه ليشق علىّ أن أدفع هذه التهمة عن نفسي لأن ذلك يضطرني إلى الحديث عن «الأنا» الفانية لكن ما يخفف عنى أنى أجد في علي بن أبى طالب ما أتأسى به حين تحدث عن مناقبه فى معرض دفاعه عن نفسه فى وجه من أتهموه بقلة الخبرة بفنون الحرب فبربك يا وراق - أو قل بشرفك الماركسى - هل يبحث عن الامتيازات والاحتكارات من يدفع بابنائه الأربعة الى ساحات القتال ويحتسب أحبهم الي قلبه شهيداً باذن الله وهل تعوضنى أموال الدنيا عن إبني الشهيد الذى كان بمقدوري أن أصده عن الجهاد إن أردت، وهل يفصح الخائفون علي مناصبهم وامتيازاتهم فى العادة عن آرائهم أم يصمتون تجنباً لما قد يصيبهم جراء ذلك ؟!.. معاذ الله أن أدعو على وراق بأن يذيقه الله مرارة فقد الأبن بل سأدعو له أن يخرج من صلبه من يخشى الله ويدعو الى سبيله فهو وحده سبحانه القادر على إخراج الحي من الميت.
    أما حديث وراق عن خوفي من المنافسة على المشاريع السياسية ومن صناديق الاقتراع فهو تبسيط مخل للقضية التى انافح عنها وادعاء يعلم اكثر من غيره مقدار خطله فالرجل لم يفتح الله عليه بكلمة عن الوثائق الدامغه التى أوردتها ومحاضرات قرنق ونصوص دستوره وتصريحاته وبالطبع لن يقرأ الرجل ما ورد في الصحيفة التى يكتب فيها بتاريخ 12/7 الجارى عن تصريحات قرنق - النائب الأول لرئيس جمهورية السودان وفق الاتفاقيات التى تم توقيعها بالفعل - حين قال انه «لن يسمح (لحكومته) بمواصلة الهجمات التى تنظمها الدولة فى دارفور والتى وصفها بأنها جريمة بالغة الخطورة» وطالب قرنق بتكثيف الضغوط الدولية علي الحكومة التى سيكون عما قريب نائباً لرئيسها وذلك بغرض الزامها بانهاء العُنف في دارفور وقال النائب الأول لرئيس حكومة السودان إن الجنجويد جزء لا يتجزأ من الحكومة ثم تحدث عن الشرق الذى يعانى حسب قوله من أوضاع بالغة السوء!! لن استطرد فى الحديث عن هذا الأمر وانما سأترك ذلك عند الرد على منصور خالد لكنى فقط أريد أن أنتهز الفرصة لاذكر بأنى لم اكن عالماً بالغيب عندما تحدثت فى مقالات سابقة عن استحالة تطبيق هذه الاتفاقية وعن ضرورة تحسب الحكومة لمآلاتها وعواقبها، واضعة في الإعتبار أن قوات قرنق لن تكون حينها قابعة في شرق الاستوائية وإنما في قلب الخرطوم المرشحة لحرب أهلية لا تبقى ولاتذر، ولن أمل تكرار ما أورده تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية بواشنطن والذى يجرى تنفيذ توصياته حالياً من قبل أمريكا والأمم المتحدة بصورة حرفية فالتقرير الذى صدر فى يناير هذا العام تحدث عن ضرورة نشر قوات حفظ السلام في السودان وقوات التدخل السريع وهو ما تم ويتم تنفيذه من خلال مجلس الأمن وأكد التقرير كذلك علي خطورة المرحلة المقبلة واحتمال إنهيار السودان كدولة وعن طول الفترة الانتقالية وغير ذلك كثير من النذر الخطير
    إنه لمن العجيب أن يتردد اسم الجنجويد علي لسان بوش بصورة توشك أن تبلغ درجة ترديد اسم العراق أو صدام حسين كما أنه من الغريب أن تبلغ مشكلة دارفور مرحلة أن يتجول وزير خارجية أمريكا وأمين عام الأمم المتحدة فى صحرائها القاحلة وعجيب كذلك أن يقول النائب الأول قرنق عن الجنجويد وعلاقتهم بالحكومة مالم يستطع باول أو كوفي عنان قوله في ذات اليوم الذى اعتدى فيه متمردو دارفور - وليس الجنجويد - علي برام واللعيت والطويشة وقتلوا المدنيين ونهبوا الأموال والعربات واختطفوا ناظر شرق دارفور ولا أقول هذا الكلام تعاطفاً مع الجنجويد بقدرما اقوله أسفاً علي أزدواجية المعايير التى تخصص الحملة على طرف دون آخر حتى ولو قام المتمردون من غير الجنجويد بنهب عربات تابعة لأحدى المنظمات البريطانية ولن أستفيض في تبيان حقيقة أن الضغط على الحكومة لاستئصال الجنجويد مع الأبقاء علي العناصر الموالية لقرنق من عصابات الشيوعي عبدالواحد محمد نور المسماة بحركة تحرير السودان وعصابات خليل ابراهيم الذى تخلى عن دينه واخلد الى الأرض وانحاز لعنصره ونفسه التى بين جنبيه ليفسد فى الارض ويسفك الدماء ماهو الا جزء من مخطط اقامة السودان الجديد خاصة وأن الجنجويد يوصفون دائماً بالعرب ومعلوم أن قرنق هو الذى أشعل دارفور وهو الذى ثبت تزويده حتى اليوم للمتمردين بالسلاح وقد أثبتنا بالوثائق في مقالات سابقة أن قرنق يدعو الي تغيير هوية السودان الى هوية افريقية مجردة من الشق العربى الأسلامي وبالتالي يتعين علي الحكومة إبادة ما يسمى بالجنجويد وكل القوى الأخرى التى يمكن أن تحول دون زحف قرنق على السودان الشمالي أما المتمردون الآخرون وغيرهم من (قوى تحرير السودان) فيجب أن يبقوا لتلك المهمة التى لن تكون صعبة في ظل الانكسار الحكومى الذى نشهده اليوم سواء في دارفور أو نيفاشا أو الخرطوم وفي ظل الغثائية التى تعم الساحة السياسية الشمالية بصورة عامة وفضلاً عن ذلك فان أحد أهداف فتنة دارفور هو تمزيق النسيج الاجتماعى للمنطقة بغرض ايغار صدور ما يسمى بالزُرْقة على العرب حتى يحتشدوا خلف قرنق وسودانه الجديد وينحازوا لعنصرهم لا الى دينهم بالرغم من أن كلا الطرفين يدينان بالاسلام وهو ما ظل يكرره الشيوعى عبدالواحد محمد نور حين يقول أن المعركة هى بين العرب وغيرهم نظراً لأن الجنجويد (العرب) - حسب زعمه - يشنون الحرب على المسلمين من غير العرب وهو ذات المخطط العنصرى الذى يستخدمه قرنق لاقامة السودان الجديد العلمانى المقتصر على الهوية الافريقانية ونحن اذ ندافع عن هويتنا العربية الإسلامية الافريقية لا ننطلق من عنصرية جاهلية منتنة بقدرما ننحاز الى لساننا العربى وثقافتنا العربية الافريقية القائمة على الإسلام فاسماعيل ابوالعرب لم يكن عربياً بالعنصر لأنه ابن ابراهيم الممنوع اسمه من الصرف لعجمته كما أن هاجر النوبية لم تكن عربية.
    إذن فان تداعيات الاتفاقيات الإطارية بما فيها تمدد الجنوب السياسي شمالاً فيما يُعرف بالمناطق الثلاث وانتقال الحرب إلي دارفور وتدخل المجتمع الدولي المساند لقرنق وزيارات باول وعنان وأخيراً وزير خارجية المانيا فيشر وقرارات مجلس الأمن والتداعيات الاخرى اللاحقة مع انتفاش قرنق وتهديده ووعيده وتضاؤل الحكومة وعجزها وغياب رؤية استراتيجية واضحة لها مع ضعف الساحة الشمالية وتداعيات اتفاقية الترتيبات الأمنية خاصة بما تحمله من أخطار جسيمة على الشمال واتفاقية الثروة بما تحويه من ظلم فادح للشمال الذى أتضح أخيراً أنه سيدفع كذلك كلفة جيش قرنق بكل ما يحمله ذلك من اخطار داهمة علي الخرطوم والشمال كل ذلك يرجح رؤية مركز الدراسات الاستراتيجية الأمريكى حول احتمالات انهيار الدولة وما مثال الصومال عنا ببعيد وكم يدهشنى موقف الحكومة التى تتغاضى عن هذه الحقائق وتتجاهل كل ما يجرى حولها من أحداث تشهدها الخرطوم يومياًُ ومنها علي سبيل المثال اقتحام محكمة محلية الأزهرى فى وضح النهار واخراج المتهمين منها عنوة وشرب الخمر جهاراً نهاراً فى جامعة الخرطوم ونزع حجاب المسلمات فى جامعة النيلين هذا قبل أن تدخل جحافل قرنق الخرطوم على أن الأخطر من ذلك كله تلك الطائرة المحملة بالاسلحة والتى حطت فى جبل مرة دعماً للمتمردين ثم تصريحات قرنق الأخيرة التى نادى فيها بتكثيف الضغط الدولى على الحكومة لوقف حملة الابادة والتطهير العرقى وذلك قبل أن يجف مداد الاتفاقيات الموقعة معه فكيف بربكم نثق في رجل كهذا وننصبه نائباً أول لرئيس الجمهورية ونتيح له أن يدخل بقواته المستقلة تماماً عن الجيش السودانى الى الخرطوم.. كيف وهو يهدد ويتوعد وعلي رؤوس الأشهاد بأنه مصمم على اقامة السودان الجديد الذى أوضحت معانيه سابقاً كيف ورمضان محمد عبدالله ممثل قرنق فى الخرطوم يتحدث فى الحاج يوسف أمام جماهير حركة التمرد والذى أوردته (الرأى العام) بتاريخ 13/7 مسمياً قرنق بمانديلا السودان الذى حرر السودان وقال كلاماً كثيراً عبر فيه عن أن اسرائيل تمثل القدوة بالنسبة اليهم وذلك رداً للجميل الذى طوقت به أعناقهم!!
    أعجبنى مقال د. الطيب زين العابدين في (الرأى العام) يوم 14/7 حين تحدث عن دور اللوبى الصهيونى فى أمريكا فى اشعال الحرب على السودان مركزاً على فتنة دارفور وأورد معلومات ثره وموثقة حول الأمر وكنت قد أشرت الي دور اسرائيل فى السودان منذ فجر الاستقلال وفى قضية جنوب السودان وعلاقاتها مع جوزيف لاقو وقرنق وغيرهما والدعم الذى قدمته لجنوب السودان وتغيير استراتيجيتها باتجاه وحدة السودان فى اطار مخطط قرنق لحكم السودان وفقاً لتصور السودان الجديد ويا لها من بلاد عجيبة تلك التى يؤيد رئيسها فلسطين ويؤيد نائبه الأول اسرائيل فهل بربكم من شركاء متشاكسين في التاريخ البشرى أكثر من هذا؟!
    إن صمت الخرطوم عن كل ممارسات قرنق والتهوين من كل ما يصدر عنه أمر خطير بحق ولقد رأينا كيف هاجت الحركة الشعبية وماجت لمجرد صدور تصريح من د.قطبى المهدى نفاه فيما بعد تحدث فيه عن أخطار المرحلة المقبلة ومعبراً عن خوفه من تكرار مأساة الأندلس لكن الحكومة لا تتحرك ولا تحتج حتى لو أحرق قرنق دارفور وأطلق أقسى العبارات ضدها وطالب بممارسة الضغط الدولى عليها ولا أدرى مم تخاف الحكومة التى تنسى أن سكوتها هذا يغرى بالمزيد من التمادى والصلف ويخيف شعب شمال السودان من مستقبل محفوف بالاخطار خاصة فى ظل ما يراه امام ناظريه من نذر الشر المستطير.
    وراق يصر على أن يقول بأنى أعبر عن رأى الإسلاميين وذلك حتى يحول بين أفكارى وبقية أبناء الشعب السودانى ويتجاهل الرجل أنى خرجت برأيى هذا عن خط المؤتمر الوطنى الذى لا أذيع سراً إن قلت إن أمينه العام قد عاتبنى وحذرنى كتابة لاثنائى عن رأيى الذى أعلم من خلال استطلاع للرأى أجري فى احدى المناطق بالخرطوم بأنه يحظى بتأييد كاسح من أبناء السودان الشمالى ولم يقنعنى أحد حتى الآن بالسبب الذى يحول دون منح ابناء شمال السودان الحق فى تقرير مصيرهم أسوة بأبناء الجنوب كما لم يقنعنى أحد بسبب واحد يحول دون اجراء استفتاء عام حول هذه الاتفاقيات الإطارية التى أعتبر القبول بها أكبر خطر يتهدد السودان وهويته وثقافته منذ قيامه .
    أرجو من الحكومة أن تتخذ موقفاً شجاعاً يعبر عن كرامة هذا الشعب وإبائه حتى لو اقتضى الأمر سحب مفاوضيها الى أن تتلقى توضيحات من الحركة حول علاقتها بما يجرى فى دارفور وحول تصريحات قرنق وسترى كيف يلتف الناس حولها بما فى ذلك المجاهدون الذين يسوؤهم هذا الانكسار وهذا التراجع وكذلك الشهداء الذين يقتضى العهد معهم أن لا نطاطىء رأساً أو ننحنى لغير الله وأن نظل اوفياء للرسالة التى سقطوا من أجلها لا أن نسمح لقرنق واتباعه فى الخرطوم بأن يبشروا بسودان علمانى جديد يتململ الشهداء فى عليائهم حين يسمعوا أعداءهم يلوكونه صباح مساء في قلب الخرطوم وعلى رؤوس الأشهاد.
    إن وراقاً لا يصدر فى مساندته لقرنق عن اقتناع بديمقراطيته وانما عن عداء للمشروع الإسلامي والشريعة التى يعمل قرنق على اجتثاثها من خلال طرحه للسودان الجديد ذلك أن قرنق نفسه لم يدّع فى يوم من الأيام بأنه ديمقراطى ولا ينبغى له بعد انهار الدماء التى ولغ فيها ليس من أجساد أعدائه الذين يطالبهم بعض اليساريين باحراق أسلحتهم وكسر اقلامهم حتى يخلو الجو لحلفاء قرنق ليبيضوا سماً زعافاً ويفرخوا نتناً وقيحاً وحتى تفتح جحافل قرنق وآلياته الخرطوم لاعلان دولة السودان الجديد.. اقول الدماء التى ولغ فيها قرنق ليس من اجساد أعدائه فحسب وانما من أجساد اقرب اتباعه عندما اختلفوا معه مما ورد فى مقال حاج حمد الذى أشرت اليه فى المقال السابق فضلاً عن أن قرنق لم يلق السلاح حتى إبّان ما يسمى بفترة الديمقراطية الثالثه بعد انتفاضة رجب ابريل 1985 والتى يُعرِّفها البعض بفترة الإباحية السياسية التى بلغ السودان فيها شأوأ من الممارسة الديمقراطية لم تبلغه بريطانيا وأمريكا .
    كنت ومنذ سنوات غابرات اقول بأن الماركسية هي أكبر وأخطر مخترعات الشيطان في القرن العشرين لفتنة الشباب عن معتقدات اهليهم وما من باطل تزين وتبرج بأشد واكثر أساليب الدعاية تأثيراً مثل الماركسية التى علا صوتها خلال فترة الستينات حتى الجأت معارضيها الى التودد اليها رغباً ورهباً خاصة فى السودان الذى كان حزبه الشيوعى الأكثر قوة فى العالم الثالث وبلغت جرأة القوم درجة أن يقدموا فكر رجل كافر مثل ماركس أو لينين على الله ورسوله فى احتقار عجيب لكل تراث آبائهم وأجدادهم الذين دمغت معتقداتهم بالتخلف والرجعية وغير ذلك من قبيح الألفاظ والصفات وذلك فى استعلاء مدهش وغرور مذهل وبدلاً من أن ينزوى الماركسيون خجلاً بعد فجيعتهم فى افتضاح حقيقة عجل السامري الذى أمضوا أعمارهم سدى تعبداً فى محرابه على غرار الأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعاً تحولوا إلى صنم جديد هو صنم الفكر الليبرالى الرأسمالي العلماني الذى كانوا قديماً ينعتونه بأقذع الصفات وظل عداؤهم للاسلام كمنهج حياة ربانى ذات العداء لكنهم استبدلوا نعوت ماركس وأوصافه لمخالفيه بنعوت جديدة تواكب المرحلة مثل الظلاميين والجنونيين والجاهلين والعنصريين وما إلي ذلك من صفات اطلقها وراق علىّ فى مقالاته الأخيرة هذا طبعاً علاوة على عبارة (الجنجويد) الرائجة هذه الأيام كما وصفنى وراق كذلك بالكذب (سبحان الله) وبأوصاف أخرى برع وراق فى استخلاصها من انائه الذى ينضح بهذا النوع من السباب ووالله انى لمندهش لجرأة هذا الرجل ورفاقه الذين كنت أتوقع منهم الإنكفاء والتراجع خجلاً من ذلك السلوك الذميم وأن يحمدوا الله على نعمة إنكشاف الوهم وهم أحياء قبل أن يهلكوا كما هلك بعض رفاقهم قبل أن ينسف عجل السامري فى بحر الموت الزؤام... أقول انه بدلاً من أن يحمدوا الله علي ذلك ويتوبوا مستغفرين منيبين فيما اتاح لهم من أيام وليال كان يجدر بهم أن يغتنموها تقرباً الى الله زلفى ظل القوم فى ضلالهم القديم مستبدلين طاغوتاً بطاغوت وسيداً بسيد ولعل ما يحز فى النفس ويدعو الى الشفقه أن أولئك القوم لا يعرفون فضيلة محاسبة النفس ولم يسأل أى منهم نفسه عن كيفية تعويض تلك السنوات الضائعة من عمره فى محراب الماركسية حتى يستقى من ذلك العبرة والعظة التى يمكن أن تعصمه من الغرق فى بحر الغفلة والضلال لكن يأبى هؤلاء الا أن يمضوا فى طريق الهلكى حتى يلقوا الله وهم فى غيهم يعمهون!! ألم أقل لكم أن الماركسية هى أسوأ صرعات الشيطان فى القرن الماضى لاغواء بنى الأسلام وهل مهمة الشيطان إلا أن يعد الغافلين ويمنيهم وما يعدهم الا غروراً، وهل من وعد كاذب اكبر من دعاواهم يومها وأمانيهم بأن يحيلوا العالم الى يوتوبيا من الخير والرفاه والجمال عن طريق ذلك الصنم الذى لم يلبث أن ترنح الى القاع بينما بقي الإسلام الذى ناصبوه العداء لانه دين الله الحي الباقي بينما نظرياتهم هى تخريفات الانسان المغرور الفاني. ألم تروا كيف رجع أبناء الغرب من المعسكر الاشتراكي قديماً بعد تحطم صنم الماركسية إلي أديان أهليهم ومعتقداهم بينما تحول ماركسيو السودان - إلا من رحم الله - من صنم كذوب إلي آخر اكذب بينما الحق المبين بين أصابعهم ولكن هل يبصر عميان البصر والبصيرة الذين يعلمون أنه حتى الطفل الجائع أو صغير الحيوان الظامىء لا يبحث عن الطعام والشراب عند جيرانه قبل أن يطرق ثدي أمه .. لكن هؤلاء تنكروا لتراث أمهاتهم وآبائهم وأجدادهم وأعلنوها حرباً شعواء استخدموا فيها أبشع عبارات الاحتقار لذلك التراث (الرجعي المتخلف) الى أن انكشف الوهم وتبينت الحقيقة
    إن ظاهرة إعتراف الحكومة بالأقوياء فقط من حملة السلاح والاغداق عليهم بما لا يستحقون وتجاهل غيرهم من المسالمين توشك أن تشعل السودان كله ويجب أن يتوقف هذا المسلك كما يجب منح المليشيات المسلحة المعارضة لقرنق - وعددها يقارب الثلاثين - وضعيتها حتى لا نستبدل تمرداً بتمرد آخر وهذا لن يتأتى إلا إذا أعيد النظر فى الاتفاقيات الموقعة التى سلمت قرنق الجنوب بكامله ومنحته حصة مقدرة فى الشمال عامة وفى المناطق الثلاث خاصة وحرمت رئيس الجمهورية حتى من سلطة تعيين خفير فى جنوب السودان!!
    إن قرنق واهم إن ظن أن مواطنى الخرطوم - فيما عدا اتباعه من الجنوبيين وحفنة الشيوعيين - سيستقبلونه بالورود ... ذلك الوهم الذى اكتشف بوش غباءه عندما دخلت قواته بغداد وليعلم قرنق أن الديمقراطية التى رفضها طويلاً لن تحمله إلى مقعد الرئاسة لإقامة السودان الجديد لأنها لا تختلف عن تلك التى نصبت علاَّوى عميل الاستخبارات الأمريكية رئيساً لوزراء العراق كما أن الاتفاقيات الموقعة تقضى باقامة الشريعة فى الشمال على الأقل طوال الفترة الإنتقالية لكن قرنق المراوغ وخارق العهود يصر على اقامة السودان الجديد من خلال السيناريوهات الأربعة التى ظل يرددها منذ محاضرته فى فرجينيا قبل عامين وحتى اليوم وهى الحرب (المشتعلة فى دارفور الآن) والضغط الدولى (الذى بلغ مالم يبلغه فى أى وقت مضى) والانتفاضة الشعبية (التى يعد لها الآن فى أطراف وقلب الخرطوم من خلال الندوات التى اشرنا اليها) والمفاوضات (التى حقق من خلالها مكاسب لم يكن يحلم بمعشارها
    وراق يقول أن الحكومة الإنتقالية التى تولت مقاليد السلطة في السودان عام 1954 ظلمت الجنوبيين في قضية السودنة وهو ما برر به تمرد توريت الذى اندلع فى 13 مدينة ومركزاً وقُتل خلاله مئات الشماليين واشتعال التمرد بعد ذلك لنصف قرن من الزمان فبربكم هل تملك حكومة انتقالية سلطة حقيقية أم انها مثل سلطة مجلس الحكم الإنتقالى الذى يأتمر باوامر بريمر فى العراق ثم هل يبرر عدم منح الجنوبيين فرصاً عادلة فى السودنة بالرغم من ضعف مؤهلاتهم حينها قتل المئات من أبناء الشمال ولماذا يتجاهل الرجل حقيقة الحقد العنصرى الذى زرعه الأنجليز فى نفوس ابناء الجنوب من خلال قانون المناطق (المقفولة) وتزويرهم مؤتمر جوبا باعترافهم وهل تشهد أمريكا حرباً أهلية كالتى شهدها السودان بالرغم من كل ما فعله البيض بالمهجرين الافارقة؟... عجيب والله ان يهاجم وراق النخبة الشمالية متهماً اياها بفرض العروبة والأسلام على الجنوبيين وينسى ما حدث عكس ذلك تماماً من الانجليز من خلال قانون المناطق (المقفولة).. إنه الغرض وتزوير الحقائق الذى برع فيه الشيوعيون!
    من عجب أن وراقاً، أمام الحقائق الدامغة، أعلن عن معارضته لاصرار الحركة الشعبية على فرض الهوية الافريقانية التى تمثل مشروع السودان الجديد وبالرغم من ذلك يؤيد الحركة ويدافع عنها فاي تناقض هذا الذى يجعل الرجل يهرف بما لا يعرف ويتخبط تخبط عشواء ويسير كحاطب ليل لا يفرق بين الغث والثمين فهو يؤيد الحركة لانها ستريحه من الانقاذ خالطاً بذلك بين الثابت والمتغير ومضحياً بالثابت حتى ولو كان ذلك على حساب هويته فزوال الانقاذ التى لن تدوم بأى حال مهما طال حكمها مقدم عند وراق والشيوعيين على الحفاظ على هوية السودان ودينه وثقافته وانتمائه الحضارى وما أردت بهذا الهجوم على الشيوعيين غير أن أنبه الغافلين لدور حصان طروادة الذى يمارسونه الآن ولاحقاً عند اقتحام سنابك قرنق الخرطوم كأنه لم يكف الشعب السوداني ما أصابه منهم منذ فجر الأستقلال وأشهد أن للشيوعيين قدرات فائقة على استخدام أسلوبهم السفسطائى في الباس الباطل ثوب الحق مما يجسده تمكنهم قديماً من خداع أعين الناس حتى أروهم ملك الماركسية العارى مهندماً بابهى الثياب وأجملها إلي أن سقط سقوطه المدوي فيما بعد..
    إنى لارجو أن تقوم الحكومة بمبادرات جريئة لجمع أهل القبلة فى الشمال من خلال أحزابهم وتنظيماتهم السياسية فهم الأقرب اليها بالقطع من قرنق والأولى بتقديم التنازلات الضخمة التي قُدمت لقرنق الذى لم يثنه ذلك كله عن المضي قدماً لتحقيق أهدافه الأستراتيجية بكل أبعادها المهددة للسودان هوية ووجوداً وهى مسؤولية عظيمة أسأل الله الا تتحمل وزرها أمام الله وأمام التاريخ
                  

07-17-2004, 05:28 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب مصطفي:....قبل أن يقتحم ...هولاكو.... السودان الجديد الخرطوم فاتح (Re: omar ali)

    أنه من الغريب أن تبلغ مشكلة دارفور مرحلة أن يتجول وزير خارجية أمريكا وأمين عام الأمم المتحدة فى صحرائها القاحلة


    هــذا هـو مفتـاح عقل هـذا الرجـل!

    فهو يستغـرب زيارة اكبر شخصيـة دبلوماسيــة فى العالم للزغاوة والفور فى صحــرائهـم القاحــلـة..
    اليس هـذا هو نفســه (راى) ام حسن البطل الذى نشــر هنا من يومين?!!!
                  

07-17-2004, 10:43 PM

democracy
<ademocracy
تاريخ التسجيل: 06-18-2002
مجموع المشاركات: 1707

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب مصطفي:....قبل أن يقتحم ...هولاكو.... السودان الجديد الخرطوم فاتح (Re: omar ali)

    موضوع جميل قابل للتحليل والدراسة المتانية
                  

07-19-2004, 08:44 AM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب مصطفي:....قبل أن يقتحم ...هولاكو.... السودان الجديد الخرطوم فاتح (Re: omar ali)

    شكرا لابي ريش وديمقراسي
    هذا واحد من معاتيه الجبهة الاسلامية
    اول كلامه افك...الحركة الشعبية عمرها مانادت بفرض الهوية الافريكانية بل نادت بالسودان الجديد الذي تتعايش في جميع الاثنيات دون تعالي واحدة علي اخري
    ..يعني الطيب مصطفي الافريقي الاسود اذا شايف نفسه عربي.. ما في احد حيرمه انو يعيش في وهمه..بس ما يحاول يفرض علينا وهمه
                  

07-19-2004, 09:15 AM

مارد

تاريخ التسجيل: 04-24-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب مصطفي:....قبل أن يقتحم ...هولاكو.... السودان الجديد الخرطوم فاتح (Re: omar ali)

    Quote: اقول الدماء التى ولغ فيها قرنق ليس من اجساد أعدائه فحسب وانما من أجساد اقرب اتباعه عندما اختلفوا معه مما ورد فى مقال حاج حمد الذى أشرت اليه فى المقال السابق


    ما شـــــــاء الله !! هل يمكن أن نضيف للقائمة أعلاها الأفعى الشيخ السجين وعلى الحاج وصلاح كرار الهاربين وبقية العصابة جناح المنشية " المتآمرين" على الإنقاذ ياهولاكو الألفية الثالثة !؟ .. يافاقد البصر والبصيرة !؟
                  

07-20-2004, 09:32 AM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب مصطفي:....قبل أن يقتحم ...هولاكو.... السودان الجديد الخرطوم فاتح (Re: omar ali)





    Quote: هل يمكن أن نضيف للقائمة أعلاها الأفعى الشيخ السجين وعلى الحاج وصلاح كرار الهاربين وبقية العصابة جناح المنشية " المتآمرين" على الإنقاذ ياهولاكو الألفية الثالثة


    الاخ مارد
    ان المعتوه يتكلم دون هدي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de