15 عام مضت 15 عام فى الطريق

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 12:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-30-2004, 04:28 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
15 عام مضت 15 عام فى الطريق

    كل عام وثورة الانقاذ بالف خير
    الكلام قليل والعمل كثير
    عقبال الف عام وعام
    عاشت ثورة الانقاذ ... سير سير يالبشير
                  

06-30-2004, 04:32 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15 عام مضت 15 عام فى الطريق (Re: waleed500)

    من حق الإنقاذ وهي تحتفل اليوم بعيدها الخامس عشر أن تعدد ما حققته من إنجازات وما أحدثته من إصلاحات في عدد كبير من المجالات، منها الاقتصادية والتنموية وتأسيس وتأهيل البنيات التحتية في قطاعات عديدة، شملت النقل والاتصالات والطرق، الى جانب جهود أخرى في القطاعات الخدمية وخاصة قطاع التعليم العالي، الذي أحرزت فيه الإنقاذ نجاحاً مهماً بتوسيع فرص الدراسة الجامعية من خلال إنشاء أكثر من عشرين جامعة وكليات عديدة منتشرة في بقاع الوطن كافة. وفي تطرقنا لتلك الإنجازات لابد لنا من القول هنا إن أهمها يتجسد في دخول السودان مجال الصناعة الثقيلة من سيارات وشاحنات وجرارات. كما شهدت سنوات الإنقاذ التوسع في صناعة السكر أفقياً عبر مشروعات كبيرة ومدروسة، بعضها نُفِّذ في وقت قياسي والبعض الآخر شُرع في تنفيذه.

    ومما لا شك فيه أن الإنقاذ توجت إنجازاتها الاقتصادية تلك باستخراج وإنتاج وتصدير البترول وفي ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، وتحت واقع عرف حصاراً ومقاطعة اقتصادية متصلة للسودان عبرالسنوات الأخيرة، ونشير هنا الى أن التوسع ما زال جارياً في قطاع البترول، وفقاً لخطط تعكس رؤية متقدمة لأهمية مواصلة تلك الإنجازات على الصعيد الاقتصادي، وهي إنجازات لا يمكن أن يجحدها أو ينكرها إلا مكابر، حيث أنها تتحدث عن نفسها حتى لو لم تعددها الإنقاذ وهي تحتفل بعيدها المذكور، إذ أنها أصبحت حقيقة معاشة يلمسها ويجني ثمار بواكيرها المواطنون في كل الولايات بالبلاد.

    إن المراقب في تتبعه لمسيرة الإنقاذ السياسية يرى أنها قد تجاوزت (الشرعية الثورية) بتحولها الى (الشرعية الدستورية) مستصحبة تجاربها على نحو صحيح أدى الى فتح مغاليق العلاقات مع العديد من الدول. فلم يكن أحد يتصور مثلاً أن تتم زيارة لوزير الخارجية الأمريكي كولن باول الى البلاد، وهي زيارة ترتبط بما أسهمت به واشنطون في تحقيق السلام السوداني بعد أن كانت قد قصفت -قبل أعوام- الخرطوم بالصواريخ وذلك حينما كانت العلاقات متأزمة. ونشير في هذا الإطار الى ما حدث بشكل عام من توثيق للعلاقات مع الكثير من دول الجوار، فمثلاً نجد أن العلاقات مع إثيوبيا قد شهدت تطوراً إيجابياً، وكذلك الأمر بالنسبة للعلاقات مع كينيا التي أسهمت بقدر كبير في تهيئة مناخ تحقيق السلام بالسودان. كما نشير الى التطور الملموس لمسار العلاقات مع مصر وإقرار «الحريات الأربع» كإنجاز متقدم، وكذلك تطور علاقات السودان مع دول عربية كثيرة، لتنتقل تلك العلاقات من القطيعة الى التعاون والشراكة، في ظل تجاوب السودان مع المتغيرات الإقليمية والدولية، وذلك الأمر لم يكن نابعاً عن ضعف وإنما يمثل إدراكاً عميقاً لضرورات الواقع السياسي وتطورات العلاقات الخارجية للسودان مع دول العالم كافة.

    إن الواقع يقول بأن الإنقاذ أنجزت بالفعل وأوفت بما وعدت على الصعيد المالي والتنموي فأحدثت كثيراً من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية، واتخذت نهجاً متوازناً في التعامل مع إيجابيات الواقع أو سلبياته على السواء، فهي قد أحدثت تحولاً عميقاً في المفاهيم والأفكار التي تسود المجتمع، في محاولة لتطوير إيجابيات الواقع والبناء على ما هو قائم بالفعل مع صياغته بشكل يتفق مع طبيعة العصر ومستجداته.

    ولكن هنالك أوجهاً أخرى للإنجاز ما زالت تنتظر الإنقاذ رغم المشوار الزمني الطويل الذي قطعته، ورغم الإنجازات التي حققتها والتطورات والإصلاحات التي أحدثتها، وهي إنجازات سياسية لا يستقيم الهدف الذي جاءت من أجله (الإنقاذ الثورة) إلا بها. وهي إنجازات تتعلق بوعود قطعتها على نفسها خلال مراحل مختلفة من عمرها، وصبر الناس على محاولات الوفاء بها تقديراً منهم لأولويات عديدة اقتضت الضرورة منحها مزيداً من الوقت لتكتمل وتتبلور. لذلك نرى في هذا السياق أن السلام يعد إنجازاً تاريخياً في مسيرة الوطن لا يماثله إلا إنجاز الاستقلال، فيكفي الإنقاذ فخراً إنجازها للسلام، حتى لو كان ذلك يمثل إنجازها الوحيد، فيكفي أنها قد وضعت البلاد على طريق التنمية وتثبيت الاستقرار. لكننا نرى بالإضافة الى ذلك أن هنالك تحدياً أساسياً لا يزال يواجه الإنقاذ وهو كيفية تثبيتها للوحدة، الذي لا تستطيع بلوغها إلا بحشد القوى السياسية كافة من حولها، حتى تبدد كل الشكوك لدى البعض من الذين ينظرون الى الإنقاذ بمنظار الريبة والتوجس، معتبرين أنها لا تختلف عن غيرها من الأنظمة التي وصلت الى السلطة بوسائل عسكرية وتريد الاستئثار بها، وذلك يعني أن أولئك يضعونها في خانة (الأنظمة الشمولية)، وهي تهمة لا نحسب أن المدركين لأبعادها من أهل الإنقاذ يقبلون أن يوصموا أو يوصم نظامهم بها، علاوة على أنه إذا ما استشرت هذه التهمة بين الناس فسوف توغر صدورهم كقدر مفروض عليهم ولا فكاك لهم منه، وبالتالي فإن ذلك الأمر من شأنه أن ينتقص من قيمة كل تلك الإنجازات التي تحدثنا عنها، إذ أنه ليست هنالك تنمية اقتصادية مقنعة أو تأمين الوطن من الشروخ والتشرذم، إلا إذا كانت محصنة من أية سلبيات ومدعومة برضاء الناس عنها، وذلك لن يتوفر إلا إذا كان البناء قائماً على أساس من التحولات الديمقراطية الحقيقية التي تكفل احترام حقوق الإنسان والتداول السلمي للسلطة، وهي مفردات وآليات التحول الديمقراطي التي يحفظها الجميع عن ظهر قلب. وكي تكمل الإنقاذ هذه الإنجازات التي أشرنا إليها، فإنه لا يضيرها وهي مسنودة بكل تلك الإنجازات أن تزيل على الفور أي شكوك في أذهان الناس بخصوص نواياها المستقبلية، لأنها لم تعد الآن بحاجة الى التعامل بلغة المناورات والمكايدات فهي إذا حققت هذه المطالب، فإن إنجازاتها تلك سوف تكون رصيداً لها إذا ما احتكم الناس الى صناديق الاقتراع والذين سيأتون بها في هذه المرة الى السلطة برغبتهم، لأنها قد عملت لأجل تحقيق ذلك الإنجاز طواعية وقناعة منها بجدوى تلك التحولات، وفي تلك الحالة ستكون الإنقاذ أكدت أنها بالفعل ثورة جاءت من أجل الإصلاح وليست إنقلاباً جاء من أجل السلطة، ونشدد هنا على أهمية أن تثبت الإنقاذ هذا المفهوم وأن تجسده على أرض الواقع بشكل لا لبس فيه أو غموض. ونقول هنا إننا نريدها ثورة قومية يكون خيرها عميقاً على كل السودانيين وأن لا تكون ثمارها وقفاً على فئة بعينها من الناس. وان هذا التحول سيجعل الكثير من أهل السودان يساندونها أما إذا ضلت الطريق إلى غير ذلك الاتجاه، فسيكون ذلك خصماً على كل حصيلة الإنجاز التي حققتها لأنها الى تلك الحالة لن تكون قد أتت بجديد، ونضيف القول بأن هنالك نظامين (هما نظام عبود ونظام نميري) قد سبقاها الى تحقيق إنجازات تنموية عديدة، لكنهما فشلا في وضع الركائز الأساسية لحكم ديمقراطي مستند على رأي الشعب. ولذلك نرى أن التحدي بإقرار التحول الديمقراطي المتمثل في تجسيد نظام الحكم الرشيد، سوف يمثل أصعب التحديات التي ستواجه مسيرة الإنقاذ في المرحلة المقبلة. وإننا نعتبر أن الأيام القادمة ستكشف ما إذا كانت ستقف على الجانب الصحيح أم أنها ستقف على الجانب الخاطئ من التاريخ وتطورات أحداثه.

    ادريس حسن
                  

06-30-2004, 04:47 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15 عام مضت 15 عام فى الطريق (Re: waleed500)

    ربيع الإنقــــــــــــاذ وبـــــــــــؤس العـــــــــــدوان الخــــــــــــــارجي

    سنوات الإنقاذ مرت كلمح البصر.. والتحدي الأساسي

    يتمثل في وقوف الســـــودان قوياً أمــــام الهجمـة الدوليـــة

    ... لعل كاتب هذا المقال لم يصدق أن ثلث عمره انصرف في ظلال الإنقاذ.. ولعله الثلث الأهم في حياة كل شاب سوداني لأنه الثلث الذي يؤذن ببلوغ الأربعين وما بعدها.. (سن النضج).. (حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين) (الأحقاف آية 15).. ولا أخفي عليكم أن رأسي قد اشتعل شيباً في ظل الإنقاذ.. وربما كان هذا حال الآلاف من أندادي الشباب الذين تابعوا معي سنوات الإنقاذ وهي تمر كما يقول الفنان المبدع عبد الدافع عثمان:

    ... (مرت الأيام كالخيال أحلام

    وانطوت آمال كم رواها غرام

    مرت ومرّ نعيم كان ظني فيه يدوم

    لكنه مرّ سريع خلَّف وراه هموم

    آلامه ما بتزول...)

    وهكذا مرت أيام الإنقاذ بسرعة كأنها خمس عشرة ساعة وليست كخمسة عشر عاماً.. ولعلها سنوات كانت حبلى بالمفاجآت.. وكانت حبلى بالتوترات.. وكانت حبلى بالأشواق.. وكانت حبلى بالإنجازات.. وكانت تعني التحدي.. تحدي أن يقف السودان على قدميه معتمداً على ذاته في وجه الاستكبار العالمي.. وفي وجه الهجمة الدولية..

    وبات كثير من الناس يتكلمون عن صاحب هذا القلم وكيف أنه كثيراً ما يثني على رئيس الجمهورية أو على نائبه الأول أو على النظام.. وكيف لا يكون موقفنا إيجابياً من هؤلاء ونحن نرى أن النظام الدولي كله ينقض على السودان.. وإذا كانت اسرائيل والأقلام اليهودية المتصهينة ترمي السودان.. وأمريكا ترمي السودان.. فهل كان المطلوب من كاتب هذا المقال أن يتخندق في خندق أمريكا وفي خندق الصليبية.. ويتخندق مع الذين يريدون إشعال حريق السودان. أم يكون مدافعاً عن البشير وعلي عثمان وكل رموز الإنقاذ الطاهر أولئك الذين يتخندقون في خندق الدين وعمارة الأرض وتحركهم تلك الفكرة ويتدافعون الى تنزيلها على أرض الواقع.. ولكن ماذا يجدي قلم كاتب المقال إزاء الأقلام المجندة للنيل من هذا النظام التي حاولت تلطيخ سمعة السودان وتفكيكه ووصف أهل السودان بأنهم تجار رقيق وأنهم يتاجرون في الأطفال وينتهكون الحرمات ويغتصبون النساء.. وماذا بقي من التاريخ السوداني؟ ومن التراث السوداني؟.. والحرب ليست فقط بتبادل الطلقات ولكننا نعلم أن الحرب أولها كلام.. وأن الكلام هوالذي يشكل عقول الرجال؟ وهو الذي يشكل الوجدان؟ وهو الذي يشكل الأعصاب؟

    لذلك نحن هنا للدفاع عن السودان وللدفاع عن الوطن وللدفاع عن التاريخ وللدفاع عن حركة الثقافة الإسلامية والعربية.

    وأيضاً حينما رفضنا من قبل ما يحدث في الصومال ليس لأننا كنا نساند (سياد بري) ولكن من أجل ألا يحترق الصومال وتتقطع أوصاله.. وحينما رفضنا ضرب العراق ليس لأننا كنا نؤيد (صدام حسين) ولكن لأننا نرفض اجتياح العراق واستباحته لأن ذلك (إراحة) لإسرائيل ولتخليصها من أهم جيش عربي وقوة عربية.. وبالفعل كان أشد الناس فرحاً باحتلال العراق هو اسرائيل.. وكذلك هي الآن أشد الناس فرحاً بما يحدث في دارفور.. وبما يحدث في شرق السودان.. وبما يحدث من هجمة دولية على السودان.. فهل يريدنا هؤلاء أن نكون في ذلك الصف المعوج؟!.. وقد آلينا على أنفسنا الثبات مع الشجعان والثبات على الفكرة والثبات على المبادئ... وهبها كانت (القاضية) فإننا لن نحني لها رأساً ونفضل أن تقطف الرؤوس ولا تقطف الكرامة والرجولة.

    ورغم ما يقال عن (الإنقاذ) وما يحاط بها إلا أنها في عامها الخامس عشر استطاعت أن توقد خمس عشرة شمعة للتنمية والنهضة. ولعلنا فزنا بشمعة هذا العام حينما مررنا بصيف دون قطوعات في الإمداد الكهربائي وذلك يعني أن الصناعة تتحرك مما يعني توفير الأيدي العاملة.. وأن ذلك ستصحبه نهضة زراعية ستوفر العمل للأيدي العاملة.. ولعل هذا التحسن في الإمداد الكهربائي يجئ في إطار رمية تحت الإعداد وهي رمية شمعة أخرى بتشييد خزان الحامداب الذي يتكامل مع شارع (هيا- بورتسودان) وإكمال كوبري عطبرة بما يعني اختصار طريق بورتسودان الى نصف المسافة.. فبدلاً من (16) ساعة يقضيها البص السريع للوصول الى بورتسودان سيختصر ذلك الى ثماني ساعات من الخرطوم.. ومع تقاصر المسافات ستزداد حركة الإنتاج.. ومعناه أن تزيد كثير من المركبات.. وهذا معناه إتاحة المزيد من فرص العمل على مستوى السائقين والمناولين والتجار وأصحاب المطاعم والبقالات وهكذا تدور حركة الاقتصاد وتدور حركة الحياة.

    وفي هذا الإطار كذلك فإن كيفية معالجة مشاكل السودان بدأت تبرز للعيان على مستوى الطاقة وعلى مستوى الكهرباء وعلى مستوى الطرق.. وها هي البشريات تترى ففي العام القادم سيصل إنتاج البترول الى أربعمائة ألف برميل بعون الله ومشيئته وتوفيقه وهذه شمعة.. وملحمة إنتاج البترول نفسه شمعة.. وإنتاج الغاز الذي فاض في الأسواق وانخفض سعره شمعة.. وثورة التعليم العالي التي خرَّجت عشرات الآلاف من الأطباء والمهندسين والمهنيين والمعلمين الذين انتشروا للعمل في بلاد العالم قاطبة شمعة.. وثورة الاتصالات شمعة.. ولكنهم يريدون إطفاء كل هذه الشمعات؟!.. وقناة السودان الفضائية والتي مهما قالوا عنها تُعدُّ شمعة لأنها وصلت السودانيين سواء كانوا في أمريكا أو إفريقيا أو أوربا أو آسيا أواستراليا بعبق السودان وترابه.. وسلام الجنوب شمعة.. والمشروع السياسي للانفتاح والحريات والتعددية شمعة.

    إذاً شموع الإنقاذ الوضيئة كثيرة ومتعددة ولعلها أكثر من سنواتها الخمسة عشرة.. وقبل (15) عاماً أى في 29 يونيو حينما جاء الرئيس البشير الى الخرطوم من (ميوم) عن طريق كردفان لم يكن يحمل سوى إرادته وبضعة جنيهات تكفيه لشراء قطرات من البنزين من السوق الأسود لتحريك عربته القديمة حتى يستطيع أن يدخل القيادة العامة ويذيع بيانه.. لم يكن يملك وقتها من أدوات النصر إلا الإيمان بالله سبحانه وتعالى.. وكذلك كان الشباب الذي وقفوا معه وآزروه وأيدوه.. وكذلك الأيدي التي خططت وباركت في ظروف كانت صعبة لا غاز ولا بنزين ولا أمن ولا مواد تموينية حتى كان كثير من الناس يفكر ويسعى للاستحواذ على السلاح الناري لأن الخرطوم أصبحت حبلى بالأخطار.. وكانت هنالك أخطار وطنية تحيط بالبلاد.. وكانت هنالك مخاطر عظمى تحيط بالرجال.. وفي تلك الظروف انبلج صوت البشير وهو (البشير).. والبشير نفسها كلمة قرآنية وكلمة مباركة.. وعندما استمع ضباط القوات المسلحة لصوت البشير باركوا ذلك المسعى وساعدوه وقاموا بتأمين وحداتهم العسكرية.. وخرج الشارع السوداني مباركاً.. إذاً ذلك الانقلاب كان يعبر عن إرادة سياسية غالبة وكان يعبر عن إرادة سودانية جياشة وطاهرة.. ولذلك لم ترق فيه قطرة دم واحدة إلا حالة واحدة حدثت عن طريق الخطأ والتجاوز في عمل كبير.

    وسارت سفينة الإنقاذ هكذا.. وجوبهت.. ومن عجب أن الإنقاذ لم تجابه بالوسط لأنها خرجت من رحم الوسط.. ولأنها كانت تمثل عقل الوسط.. ومن خيرات وروح الوسط السوداني.. ولذلك باركها الوسط الشعبي والجماهيري وأيدها.. ونعني بالوسط الوساطة في العقل وفي الرؤية وفي الجغرافيا ونعني بالوسط تلك النخب التي تفكر وتقدر ولذلك لم تمتحن الإنقاذ قط في فترة الأعوام الخمسة عشر إلا في ذلك الانقلاب الرمضاني الذي حدث في بداية عهد الثورة الذي تم إحباطه بكل سهولة.. ولم تجابه الإنقاذ في الوسط بعمل سياسي كبير.. بل أن الوسط كان دائماً يبارك خطواتها لأنه كان ينظر برؤية عقلية وكان يقارن وكان يميز.. والمقارنة والتمييز والخيارات إنما تأتي نتيجة لتراكمات عقلية واختبارات عملية.. ولا تزال الإنقاذ هي خيار الوسط.. ولكن تحركت الأطراف نتيجة لكيد إقليمي ودولي ونتيجة لتداخل المصالح ونتيجة للتخطيط الأجنبي.. ولذلك أيضاً برزت أحداث (1997/199 حينما أُحيط بالسودان وحينما قدمت أمريكا السلاح لأريتريا وإثيوبيا لضرب السودان.. وحينما تم تطبيق العقوبات على السودان.

    ونحن مع إيماننا بدور مصر في الحفاظ على السودان نقول إن مصر نفسها في تلك الأيام غفلت.. ففي تلك الأيام أيضاً كان مهندس العقوبات وللأسف الشديد هو أمين الجامعة العربية الحالي الذي باركها في الأمم المتحدة وباركها في غيرها من المحافل الدولية والإقليمية. ولكن ها هو يعود ليكفر عن خطئه وليت الآخرين أيضاً يكفرون عن أخطائهم ولكن العقل السياسي الذي عادى الإنقاذ والذي يمثل الصليبية والصهيونية ويمثل اليمين الحاقد يريد تفكيك وتقويض الإنقاذ. ليس لأن اسمها الإنقاذ وليس لأنها بدأت بانقلاب عسكري فنحن نعرف أن الدولة المصرية تتعاون مع الانقلابيين ومع العسكريين ورحبت بانقلاب الإنقاذ منذ أول يوم طرح فيه نفسه.. ولكن القوى التي تريد معاقبة الإنقاذ تريد معاقبة الوسط السوداني لأنها لا تريد هذا الوسط.. خصوصاً ونحن نعلم أن هذا الوسط هو نتاج للانقلاب (السناري) وتحالف العبدلاب مع الفونج.. وأن هذا التحالف هو الذي ولَّد الدولة السنارية.. أو السلطنة الزرقاء.. التي كانت فردوساً في قلب إفريقيا والتي جاءت كتعويض وكبديل لما فقده العالم الإسلامي في (الأندلس).. فكأنما فردوس يفقد هناك في أوربا وفردوس ينبت هنا في قلب إفريقيا. وأنه من رحم هذا الفردوس الجديد تشكل العقل السوداني ونحن نعلم أنه منذ أن برز هذا الفردوس الجديد أرسل (البابا) رابين اليهودي ليعرف من هو (عمارة دنقس) ووصل رابين في العام 1500 ميلادي وكتب عن عمارة دنقس وظلت مخطوطته هي المخطوطة الوحيدة التي عالجت أمر عمارة دنقس وكشفت عن سماته وملامحه وطوله وزوجاته.. وأن هذا اليهودي جاء متدثراً بأثواب أشراف مكة كما يفعلون اليوم.. فإذا جاءوا بالأمس متدثرين بأثواب شريف مكة فإنهم يأتون اليوم أحياناً متدثرين بأثواب خبراء في الجامعة العربية ليتحدثوا عن قضية دارفور وعن انتهاكات حقوق الإنسان في دارفور (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً) (سورة الكهف الآية- 5).. لأنهم بكارت دارفور يريدون أن يخدموا جدول أعمال آخر.. ويريدون تقويض الإنقاذ ويريدون ارتهان الإنقاذ ويريدون فرض تعيينات لإضعاف نصيب الإسلاميين في السلطة تارة باسم جنوب السودان.. وتارة باسم الغرب وتارة باسم الشرق.. حتى تكون هنالك حصص طائفية في السلطة. ونحن بذلك ننبه السلطة التي تحتاج للعقل الذكي وتحتاج للقدرات وتحتاج لأهل الخبرة لمواجهة هذا الوضع.. ولأنه في هذه الأيام تداعت على السودان كل أساطين الدهاء العالمي وزيرة خارجية سويسرا التي لم تسمع بإفريقيا إلا في الإعلام. ووزير خارجية إيطاليا ووزير الخارجية الأمريكي ووزير التعاون والتنمية البريطاني ووزير الخارجية الفرنسي ووزير الدولة للشؤون الخارجية في فرنسا الذي ذهب وقابل قرنق في الكرمك.. وكذلك أعداء السودان في الكونغرس الأمريكي والذين يأتون فرحين مع هؤلاء يجب أن لايفرحوا بهم لأن هؤلاء يمثلون العقل العالمي الذي يدس السم في العسل. ويعمل لإحداث انقسام داخلي آخر على حجم الانقسام الذي حدث في (الرابع من رمضان).. ويريدون أن يضعفوا الصوت الوطني.

    إذاً كيف يمكن للإنقاذ وقد اشتد عودها وتماسكت وكسبت خبراتها في ظل خمسة عشرعاماً أن تقابل مثل هذا التحدي؟.. ولعل في تقديرنا أن الإنقاذ يجب أن تقابل هذا التحدي بوحدة العقل الإسلامي وبوحدة اللسان الإسلامي وبوحدة الصف الوطني وبوحدة العقل الذكي.. حيث للنشطاء مكانهم بالتأكيد.. ولرجال الأمن والقوات المسلحة مكانهم.. وكذلك لأصحاب العقول في هذا اللحظات مكانهم ولأصحاب الأقلام كذلك.. لأن الصف الوطني لا يمكن أن يخاطبه إلا من يثق فيه المواطنون.. ولعل الصف الوطني يحتاج الى التماسك والى التعبئة ويحتاج للتوعية.. ولا يمكن أن تكون التوعية مجرد توعية (بالشعار) ولا يمكن أن تكون بالصراخ أو مهرجانات مستعجلة أو مجرد خطب نارية.. إنما يجب أن تقوم على وعي وعلى منهج وعلى خطط وعلى فهم وإدراك.

    ولأن النار من مستصغر الشرر.. يجب أن ينتبه الإعلام والعقل السوداني الى المخطط الكبير وألا ننشغل بقضايا صغيرة تثيرها الصحف عن ما يحدث في جامعة الخرطوم من حادث صغير لا يرقى الى المخاطر العظيمة التي تجابه الوطن أو مثل حادث نزاع في محكمة أو حادث نزع وتمزيق خمار أو غيرها. فكلها محاولات مدروسة ومخطط لها لصرف العقل الذكي والعقل الوطني والصف الوطني عن المخاطر الكبيرة التي تحاك للوطن فيجب أن ينتبه العقل السوداني الآن ماذا يريد هؤلاء من السودان؟.. وماذا فعلوا في دارفور؟.. وما هو مستقبل تطور الأحداث وتداعياتها في دارفور على الأمن الوطني وعلى الخرطوم وعلى ثورة الإنقاذ وكيف يمكن مجابهة ذلك بعمل سياسي كبير على مستوى توحيد الصف الوطني وعلى مستوى توحيد الفعل الإسلامي وعلى مستوى توحيد العقل الإسلامي وعلى مستوى التعبئة.. يجب أن نفكر بالمسارات الكبيرة. ويجب أن نفكر بالمسارات العليا التي تصنع التاريخ.. ويجب علينا أن لا نختنق ونتشنج ونكون أسرى لأحداث صغيرة لا معنى لها في هذا الوقت وفي هذا الظرف الحرج.

    علي اسماعيل العتباني
                  

07-01-2004, 08:42 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15 عام مضت 15 عام فى الطريق (Re: waleed500)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de