الرأسمالية الطفيلية وباء يدمر حضارة عصرنا «1-2» :د. محمد سعيد القدال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 07:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-25-2004, 06:04 PM

merfi
<amerfi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 685

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الرأسمالية الطفيلية وباء يدمر حضارة عصرنا «1-2» :د. محمد سعيد القدال

    -------------------------------------------------------------------------------------
    الصحافة 16/6/2004

    الرأسمالية الطفيلية وباء يدمر حضارة عصرنا «1-2»

    د. محمد سعيد القدال

    إلى متى نظل نطعن في ظل الفيل؟ فقد كثر الحديث في المجالس الخاصة والعامة وطفح في صفحات بعض الصحف، عن الفساد والرشوة والاختلاسات وبيع أراضي الدولة، وصاح الناس في حيرة مشوبة بالأسى أين السكة الحديد، وأين مشروع الجزيرة، وأين وزارة الأشغال، وأين جامعة الخرطوم، وأين الخدمات الطبية عندما كان الأطباء يطوفون على مرضاهم صباح مساء بلا أجر، وأين النظام التعليمي الراسخ ومعهد بخت الرضا درة المعاهد، وأين المصانع التي كانت تعج بها المنطقة الصناعية وأين وأين؟ وتحول التساؤل إلى وقوف الناس على الأطلال بكيَّا، وكأنهم لم يسمعوا سخرية أبي نواس من الأعراب عندما قال:

    قل لمن يبكي على رسم درس واقفاüüü ما ضر لو كان جلس

    إلى متى نظل أسرى هذه الحيرة التي قد تمتد إلى عشرات الأسئلة دون ان يقر بنا قرار. فهذا مجرد طعن في ظل الفيل. يجب ان نسعى بجد لنصل إلى الفيل ونطعنه في عرقوب أخيل، وإلا سنظل ندور في فراغ هذه الأسئلة بلا نهاية، بل ستظل الأسئلة تتوالى. ان الوقوف على هذا الدمار الماحق، يستوجب ان نغوص إلى القاع، ونطرح الأسئلة بلا وجل.

    السؤال الأساسي هو: لماذا حدث هذا؟ كيف تنهار مؤسسات شيدت بجهد جهيد خلال قرن من الزمان منذ ان حط الاستعمار «البغيض» في هذه البلاد؟ ان ما شيد في قرن دمر في حقبتين متى ظهر هذا الدمار؟ عندما نرجع بالبصر القهقري نرى ان البداية كانت مع بروز الرأسمالية الطفيلية فقبل ظهور ذلك البلاء كانت الأمور تسير صعوداً وهبوطاً ومداً وجزراً، ولكن الطفيلية سارت بالأمور في تدهور متلاحق فما هي الطفيلية وكيف تسربت إلى خلايا المجتمع، وماهو الفرق بينها وبين الرأسمالية؟ فالخلط بينها ضار وعدم التمييز لا يقل ضرراً.

    نبدأ بالرأسمالية: برز النظام الرأسمالي واشتد ساعده في القرن التاسع عشر. فقد شهد ذلك القرن الانتصار الحاسم للبرجوازية الأوروبية على الأنظمة الإقطاعية المستندة على الكنيسة، واستولت على السلطة السياسية في أغلب البلاد الأوروبية، وأدى انتصارهم إلى إفساح المجال لإنطلاق النظام الرأسمالي وتطوره، لأن الصناعة التي تقوم على الإنتاج الآلي الضخم لا تعمل بكفاء تحت نظام سياسي مثل الملكية المطلقة أو تحت نظام إقطاعي. فكان القرن التاسع عشر عصر تنمية رأسمالية وعصر ثورة ديمقراطية لبرالية تسعى لتخرج العالم كله من مستويات التخلف الاجتماعي عامة، سواء أكان إقطاعاً غربياً أو شرقياً أو نمطاً آسيوياً للإنتاج أو قبلياً أو عشائرياً. فلأول مرة يصبح العالم كله معرضاً ومؤهلاً للتوحد في إطار نظام اقتصادي شامل ومتقدم على الأنظمة السابقة، وهو النظام الرأسمالي وفجرت الرأسمالية ثورة علمية، وأصبحت الجامعات منارات هدى بعد ان أنفلتت من قبضة الكنيسة وهيمنة فكرها الظلامي فكانت الرأسمالية في ذلك الوقت حمَّالة لواء التقدم، فهي التي حررت الجماهير من التخلف، وأطلقت قدراتها الاقتصادية والسياسية والمعرفية . فكانت التعبير الحي عن طموحات وأماني تلك المرحلة.

    وتحدث المؤرخ البريطاني فشر عن المستوى الرفيع الذي بلغته الحضارة الأوروبية فقال: ما ان أطل القرن العشرين، حتى كانت غالبية شعوب أوروبا قد بلغت ذروة من الحضارة ورغد العيش لم تبلغها قط من قبل. وأدرك رجال السياسة ان الحكم هو فن السعادة البشرية. فأجازت البرلمانات القوانين لحماية الضعفاء. وأزيلت المظاهر الوحشية للعصر الوسيط. وعم التعليم وازدهر وأطال الطب الوقائي من أعمار البشر. واختفى الموت جوعاً وأدى التقدم الكبير للعلم إلى اختفاء كل مظهر من مظاهر الركود الذهني وأقبل الناس على الكتاب الذين يهاجمون الأنظمة الغاشمة وتوفرت أسباب الإطلاع العام بتقدم آلات الطباعة والمكتبات العامة والصحافة.

    وأغدقت الكهرباء خيرها على الجنس البشري وأمطرتهم ببركات الحرارة والآلات والجرارات والتلغراف والتلفون والسينما. وامتدت خطوط السكة الحديد، وحصل تحسن نسبي في حياة العاملين وينتهي إلى ان كل ذلك حطمته الحرب العالمية الأولى، ولكنه نسى ان يقول ان العنف الذي مارسته أوروبا ضد المستعمرات انتقلت عدواه إلى أوروبا نفسها.
    ولكن النقلة التي احدثتها الرأسمالية في مجرى التاريخ البشري، صاحبتها سلبيات. فقد راكمت أرباحها باستغلال العمال. وكان استغلالاً بشعاً في أيامه الأولى قبل ان تبرز النقابات ويشتد عودها. ثم أفرزت الرأسمالية الاستعمار الرأسمالي فخرجت أوروبا بأسلحتها وأساطيلها تجوب مشارق الأرض ومغاربها بحثاً عن مصادر المواد الخام وأسواق لمنتجاتها. وبرز مفكرون يبررون الاستعمار وصاغوا نظريات مثل عبء الرجل الأبيض وتفوق الجنس الآرى، فكانوا من المفكرين الذين انحطوا بمعرفتهم إلي درك سحيق، مثلهم مثل كثير من المفكرين الذين باعوا فكرهم. كما ان الجري اللاهث وراء تراكم الأرباح أدخل أوروبا في تنافس حاد أخذ يشتد حتى أدى إلى إندلاع حروب مدمرة.

    وأقحم الاستعمار بلدان العالم الثالث في دائرة السوق الرأسمالية العالمية، فأدخل عليها أنظمة اقتصادية لتتلاءم مع مقتضيات النظام الرأسمالي، وهنا تكمن جرثومة الطفيلية. فالرأسمالية التي كانت نقلة حضارية، حملت معها الاستغلال الداخلي والنهب الخارجي.

    ورغم الرأسمالية فقدت الطاقة التي تضئ بها أفق المستقبل، وفقدت الكثير من مقومات بقائها تاريخياً، إلا ان هذا لا يعني أنها ستجمع أطرافها وتنسحب من مسرح الحياة. فمازالت تمتلك القدرة للمحافظة على مصالحها الآنية، فالاكتشافات العلمية والترسانة الحربية والميكانزم التلقائي السبرناطيقي، كلها قادرة على خلق توازن على حساب العمال وعلى حساب بلدان العالم الثالث. فمازال للرأسمالية دورها الذي تلعبه في البلدان الذي تتعثر في دروب التنمية الشاقة في ظل التكوينات السابقة للرأسمالية، حيث تنفتح أمامها فرص الاستثمار والنهب.

    وبدأت العلاقة بين الدول الاستعمارية والفئات التجارية المحلية في المستعمرات مع الكمبرادور، وهم وكلاء رأس المال الأجنبي، ثم نشأت فئات رأسمالية في المستعمرات، ولكنها رأسمالية هامشية أو طرفية. وقد فصل أمرها سمير أمين في عدد من مؤلفاته. والرأسمالية المحلية سواء أكانت كمبرادورية أو هامشية، فإن دورها ثانوي ولا تقوى على منافسة الشركات الرأسمالية، وهي ان فعلت فبعد جهيد. كان هذا هو الوضع في المستعمرات، ومن بينها السودان.
    ثم نال السودان استقلاله. ولكن الوضع الاقتصادي كان مذرياً فنصيب الفرد من الدخل القومي لا يتعدى 5.26 جنيهاً في العام «تساوي أقل من عشر دولارات بسعر الصرف في ذلك الوقت». ولا يزيد نصيب الصناعة من مجمل الناتج الأهلي عن 9 %ومازالت جرثومة الطفيلية كامنة، ولكن الآمال التي كانت تضئ في سماء الوطن حدت من نموها.

    وفي عام 1958م وقع الانقلاب العسكري الأول الذي حكم البلاد حتى عام 1964م، وأدخل الخطة العشرية التي فتحت الباب لرأس المال الأجنبي والفئات الرأسمالية السودانية التي نمت على حواشيه، وأدى كبت الحريات إلى انعدام الرقابة على النشاط الاقتصادي وإلى بروز الفساد والإفساد ولكن بإحجام أقل من ما حدث بعد ذلك، ومازالت جرثومة الطفيلية كامنة.

    وبعد انقلاب مايو 1969م، حدثت تطورات لها دلالات مهمة. أولها التأميم والمصادرة وسيطرة القطاع العام على جوانب كبيرة من الاقتصاد والقطاع العام في ظل الدكتاتورية مدعاة للفساد وقد أشرت في مناسبة سابقة إلى ما قاله لورد آكتون.

    من ان السلطة تفسد ولكن السلطة المطلقة تفسد فساداً مطلقاً. (power corrupts, and absolute power corrupts absolutely) وبعد هزيمة حركة هاشم العطا، خرجت جرثومة الطفيلية من مكمنها مفتوحة الشهية ومسعورة وأنيابها سامة. فما هي الطفيلية، وكيف تحولت جرثومتها إلى وباء؟

                  

06-25-2004, 06:05 PM

merfi
<amerfi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 685

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرأسمالية الطفيلية وباء يدمر حضارة عصرنا «1-2» :د. محمد سعيد القدال (Re: merfi)

    2004

    الرأسمالية الطفيلية وباء يدمر حضارة عصرنا ــ«2-3»

    د.محمد سعيد القدال

    ما هي الطفيلية، وكيف تسربت الى خلايا المجتمع؟ يعيش النشاط الطفيلي على الفائض الاقتصادي دون ان يسهم في انتاجه وتجديده او تعميره. ودون أن يسهم في الخدمات الضرورية التي تساعد على اكتمال دورة الانتاج والتوزيع. وتسعى الطفيلية الى الربح السريع باية وسيلة، فتعمل في المضاربة بالعملة وافتعال الندرة لرفع الأسعار. وتعمل بهمة في شراء وبيع الأراضي بطرق مشروعة وغير مشروعة. وتستغل المصارف للحصول على تسهيلات ولو بأساليب ملتوية. «راجع خطاب المعارضة الديمقراطية في البرلمان عام 1986». وتستورد الاطعمة الفاسدة التي تضر بصحة الناس، ما دامت تأتي بربح وفير، مثل استيراد البيض الفاسد، فالطفيلية جزء من النشاط الاقتصادي وليست جزءا منه. فالنشاط الاقتصادي يربح وفي نفس الوقت يبنى ويشيد، أما الطفيلية فتنهب ولا تشيد بل تخرب وكثيراً ما تدمر.

    والطفيلية تمتص دمنا وجهدنا وتراكم به ثروتها في لهفة وبجهد لا يساوي ما جمعته من ثروات. وهي في لهفتها تلك تدمر. فهي كالجراد يهبط على الزرع ويلتهم المحصول ولا يخلف وراءه سوى اليباب وفضلاته الرثة. لا شيء يهم لديها سوى تراكم الأرباح التي تصعد عالية فتحجب الضياء واشراقة الأمل.

    والرأسمالية الطفيلية لها آثار سلبية ضارة، فلها عدوى سريعة الانتشار في مجتمع ما زالت قاعدته الانتاجية ضعيفة، فهي تخلق مناخاً من الأحلام والأوهام التي تدغدغ خيال مختلف الفئات الاجتماعية، حتى الطبقات الدنيا التي تعيش على فتاتها، فينتشر التهريب والسوق الأسود والتهرب من الضرائب والرشوة. ولان ثروتها جمعت بالنهب السريع، فهي تصرف اموالها في الصرف البذخي والتباهي الزائف، فالأموال التي جمعت بجهد قليل، يتم صرفها بنفس الاسلوب، فمجتمع الطفيلية مجتمع زائف بلا عمق اجتماعي. ولكن هذا الزيف يؤثر على فئات اخرى لا تمتلك القوة المعنوية الكافية لمقاومته.

    وتضعف الطفيلية القيم الخيرة التي ظل يجاهد من أجلها الأنبياء والرسل والفلاسفة وكوكبة من المفكرين. فلا يصبح للأمانة والصدق والوفاء بالوعد مكاناً امام الغش والاحتيال والسرقة. ولا تهز ضمير الطفيليين والمتحلقين حولهم. فيصبح الثراء السريع الشيء الوحيد الذي له قيمة.

    وتقوم الرأسمالية الطفيلية بتهريب أموالها الى الخارج لانها لا تضمن سلامتها داخل الوطن. وفي الخارج تودع اموالها في اماكن تضمن لها ربحاً عالياً، حتى ولو كان ذلك المكان جزر البهاما، حيث تستثمر مؤسسات المال في كل مجالات الربح السريع، بداية بالمخدرات والدعارة حتى الصفقات المريبة في اعالي البحار. وهي بهذا الاسلوب تهدم بنياننا الاقتصادي على هشاشته، فتحيل حياة السواد الأعظم من اهل البلاد الى شقاء وكد وجري لاهث صباح مساء بحثاً عن ضروريات حياتهم.

    ولا تطيق الطفيلية العمل التنموي الصبور البناء، فهي تدرك أن دورة حياتها محدودة، لذلك تعمل في مجالات النهب السريع الذي لا يحتاج لجهد وصبر. ولا يمكنها ان تمارس اسلوبها في النهب العجول في ظل الأوضاع الديمقراطية المنفتحة، فهي تحتاج دوماً الى أداة تقمع بها الناس كلما حاولوا نقدها او خرجوا ساخطين تحت وطأة الظروف المعيشية الضاغطة.

    ولعل اكبر جوانب الدمار التي احدثتها الطفيلية كان في حقل التعليم، او ربما ان صلتي بهذا الحقل مكنتني من الوقوف على بعض ما حدث فيه. ولكن ايضاً لان التعليم يؤثر على مستقبل الأجيال الناشئة، التي تعتمد عليه ليكون مفتاحاً لمستقبلها. كما أن تدهور التعليم ينعكس سلباً على الجوانب الفنية والمهنية. لقد اصبح الكسب السريع في اي مجال في معمعان السوق اجدى من الجلوس لساعات للتحضير والدرس.

    وعندما ينحط التعليم يدمر قدرات الاجيال الناشئة التي يعتمد عليها مستقبل الوطن. وقد نشر الدكتور محمد العوض جلال الدين كتاباً بعنوان «الارتباط بين التعليم العالي وعالم العمل والانتاج» وقال فيه: ان التعليم ما زال يركز على المستويات المعرفية الدنيا. وهي التعرف والفهم دون المستويات العليا. وهي التحليل والتفكير المنتظم والتطبيق، كما أن الجوانب الوجدانية تركز على قضايا الأخلاق والدين، أكثر مما تركز على صقل ملكة الخيال والتفكير المستقل وحب المعرفة والبحث عنها. كما يتم التركيز على المواد الأدبية والدينية على حساب علوم العصر، بما فيها الرياضيات والعلوم الأساسية واللغات الحية. ولا يبدو ان الطلاب يلمون بصورة مناسبة بالتحديات المحلية والاقليمية والعالمية التي تحيط بهم. ومنها قضايا الحرب والسلام ومفاهيم التسامح وثقافة السلام وقضايا البيئة والفقر والتنمية «ص 23».

    فأصبح التعليم في ظل الطفيلية يقوم على غسيل المخ. ومثل هذا التعليم هو أخصب تربة لنمو الطفيلية وملحقاتها من هوس ديني وضعف معرفي. وتدهور التعليم الجامعي وبلغ دركاً سحيقاً في ما يسمى القبول الخاص، وهو الطفيلية في احط ممارساتها. وقد مارست مهنة التعليم قرابة النصف قرن، ولم يدر بخلدي ان يأتي اليوم الذي يصبح فيه التعليم سلعة تباع وتشترى. وقد تناولته بعض الصحف بالنقد المركز، كما ان إعطاء ابناء الشهداء درجات اضافية بدعة اخرى.

    ولكن الدمار الاكبر في التعليم العالي، كان افتتاح الجامعات بلا ضوابط اكاديمية، فالجامعات لا تنشأ من يومها الأول كاملة النمو وكأنها طفل يولد باسنانه. تبدأ الجامعات اولاً في شكل معاهد ثم كليات ثم كليات جامعية. وتكون خلال فترة نموها تحت رعاية جامعة لها وزنها. وهي التي تتولى رعايتها خلال فترة تطورها حتى يشتد ساعدها وتصبح قادرة على تولي مهمتها الجامعية. ولكن الطفيلية في تلهفها العجول لا تحفل بذلك النمو الوئيد، فتفتح الجامعات مثلما تفتتح دكاناً للبقالة، فتدهور اداؤها حتى ان بعض الدول العربية اصبحت لا تعترف بشهاداتها.

    كما أن الجامعات تضم مختلف التخصصات، لذلك تسمى جامعة. ومن خلال تداخل تلك التخصصات وتشابكها ينضج الطلاب اكاديمياً. ولا يشترط أن يجلس الطلاب في قاعات المحاضرات لكل المواد. ولكن وجود التخصصات المختلفة هو الذي يعطي الجامعة أفقها الاكاديمي العريض. وقد وصلت الطفيلية الملتحفة بالهوس الديني دركاً في احدى البلاد العربية، فأنشأت ما يسمى جامعة الايمان. لقد عاش الناس طوال قرون ينعمون بايمانهم دون الحاجة لجامعة تغرس برد اليقين في نفوسهم. ولم تهتز جدران يقينهم. وتعتقد الطفيلية أنها عندما ترفع رايات دينية، فهي كافية لحمايتها. ولكن تلك الشعارات لن تنفعها حتى ولو احتمت بالجودي.
    http://www.alsahafa.info/news/index.php?type=3&id=2147490277
    _________________
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de