خريف الهرج (2) حزب الشعب موديل 2004 من يقف خلفه ؟؟؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 07:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-24-2004, 07:05 PM

محمد امين مبروك
<aمحمد امين مبروك
تاريخ التسجيل: 12-23-2003
مجموع المشاركات: 1599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خريف الهرج (2) حزب الشعب موديل 2004 من يقف خلفه ؟؟؟

    خريف الهرج (2)

    حزب الشعب الديمقراطي موديل 2004 ..... من يقف خلفه ؟؟؟



    بقلم : محمد أمين مبروك

    سكرتير العلاقات الخارجية – اتحاد طلاب جامعة الخرطوم (دورة 2002-2003)

    [email protected]





    ( ان جماهير الحزب الاتحادي الديمقراطي جماهير واعية ، هي جماهير صنعت الاستقلال ، هي جماهير مارست الديمقراطية ، هي جماهير مارست الفرز السياسي ،هي جماهير تعلم ما يراد ان يخفى عليها ، وهي جماهير تعرف كيف تختار ، هي جماهير تتكلم وتعلم الآن كل هذه المؤمرات وكل هذه المناورت ، ونحن آلينا على انفسنا لو استمرت يوماً واحداً بعد الآن ، سنكشف من الحقائق ما تشيب له الولدان ) الشريف حسين الهندي .. من " رسالة الى المتساقطين في احضان الديكتاتورية ."





    · يعول "حيران" حزب الشعب الديمقراطي موديل 2004 م كثيراً على مقولة متداولة بينهم يلوكونها دون تبصر ويؤمنون بها بيقين خامل دون تفكير موجب او حتى دون تفكير ، رددها امامي اكثر من واحد من "الحيران" الجدد قائلين : ( نحن بقيادة الميرغني حزب الجماهير العريضة واولئك الذين ذهبوا – لاحظ ذهبوا – الى الهيئة العامة ليس لديهم جماهير )!!

    · وهذا الحديث رهيف ذو ثقوب يسهل النفاذ عبرها ودحضه دون كثير عناء ، ذلك انه لم تعد ثمة جماهير خلف قيادة الميرغني دعك عن كونها (عريضه) او( نحيفه ) فالجماهير اصلاً لا تقف خلف اعدائها ، وسياسات حزب الشعب الديمقراطي الجديد موديل 2004 م المتماهية مع حكومة الانقاذ الوطني تجعل بينه والشارع دوماً ما صنع الحداد. ويتجلى هذا التوافق بين مجموعة الميرغني والحكومة في "مذكرة التفاهم" المبرمة بينهما ، وفى مسخرة جدة - لايستطيع "حيران كبار" الدفاع عن هاتين الوثيقتين الدامغتين داخل الجامعات أو حتى خارجها - ودلائل اخرى شهيرة تشير الى تعاون شخوص فى هيئة شئون الختمية وليس عموم الختمية مع نظام الانقاذ منذ ايامه المبكره ودونك اسماء لا يستطيع اكثر المراقبين حصافة ان يحدد هل هم جبهة اسلامية ام ينتمون لجهة اخرى ، دعك عن انتمائهم للاتحادي الديمقراطى الذي كانت عناصره (تداوس ) الانقاذ ضحى في كردفان والخرطوم والقضارف وبورتسودان وفي الجامعات التى استحالت في حقبة التسعينات قلاع خضراء لا تساوم ، رغم محاولات اتباع الميرغني- اكثر من اجهزه نظام الخرطوم- محاربتها و ليّ ذراعها الصلب . و حين كان الاشقاء يفصلون بالعشرات في جامعات الفاشر وبخت الرضا والقضارف وغيرها ويعتقلون بالمئات في الخرطوم والجزيره والنيلين ونهر النيل وكسلا وبقية هاتيك القلاع ، حين ذاك كانت قيادات هيئة شئون الختمية و دون ان يرمش لها طرف حياء تقدم الغالي والنفيس دعما للحكومة نفسها التي يطالبها مرشد الطريقه بأن ( سلم تسلم ). فانظر وربك وتأمل ....... ولا تندهش!! اقرأ التاريخ يبطل عجبك !!

    · ولنقل إن لهم من الاعذار ما يكفي ولكن لا عذر لنا اذا لم ننتبه ، فمصالح الاسرة الاقطاعية الكهنوتية والتي تحيطها بسياج صلب من اصحاب المصالح الراسمالية ، تتناقض كليا مع مصالح جماهير الشعب التي يعيش اكثر من 95 % من ابنائها تحت خط الفقر .. يعيشون (هم) في بحبوحة العيش وينتظرون من هؤلاء ( الرعاع ) ان يتبعوهم كالسوائم .. وما ضرت العلياء فينا إلا عمائم تسوم فينا وهى السوائم .. والله لقد ضلوا ضلالا بعيدا .

    · حزب الشعب الجديد ولا علاقة للشعب به ، حزب القناطر الخيرية ولا خير يرجى منه ، لا يقف خلفه الا بائعـو قضايا الوطن ببخس الثمن ، الرجال( العّراض ) ، رجال لكل العصور ، شعب كل حكومة ، ويقف معه الانتهازيون الاغبياء والجبناء حتى في انتهازيتهم ، اغبياء لأن هذا الطريق افضل منه أن يصيروا أعضاء فى المؤتمر الوطني مباشرة وتلك انتهازية بالطبع (مفيدة خلاص) ! ثم جبناء لأنهم آثروا أن يكونوا آخر الساقطين . وبعد.. يقف خلف هذا الحزب الشائه المتطفلون في كل مائدة ، آكلو فتات الموائد القذرة ، الموائد التي تطبخ وتصنع من دموع اطفال الصالح العام ، الاموال التي جمعت جهارا نهارا باسم هؤلاء الاطفال وباسم المعارضه ثم ذهبت الى حيث لايعلم الا الله ( الى حيث لا تنفق لا في خير ولا في شر) او هكذا تحدث الحسين .

    · لن يجد هذا الحزب مكاناً في سماء السودان الا بقدر ما توجد هذي النتوءات في جسد الوطن ، او كما قال شاعرنا ( ليس هناك امام، وليس هناك رفاق) . ابناء الشعب السوداني سيقفون فقط مع من يقف مع مصالحهم ، تعليمهم ، صحتهم ، اكلهم وشرابهم . يقفون مع من يوقف عنهم جبايات الانقاذ وقهرها ولستم من يفعل ذلك فأنتم من علمتم الانقاذ فنون الجباية . وانتم الآن تدعون لان ترفع الدولة يدها عن الخدمات الاساسية لأن مصالح مجموعتكم تريد ذلك . حدث هذا في مسخرة جدة وفيما (سيأتي) من اتفاقيات لا زال سيدي آية الله (الصغرى) محمد الحسن يهرول سالكا الطريق "الشاقي" المطار حيث يقبع رجال المؤتمر الوطني ولا بأس عندي لو مرّ سريعا على الرجال القابعين في مبني جهاز الامن الوطني التمس اليهم ان يدعوه يمضي على اتفاق ، اتفاقين..... فمن شابه اباه فما ظلم .

    · وعوداً على بدء وردا على اكذوبة ذهاب (المرجعيات) بكل الجماهير ، دعونا نستدعي التاريخ ، والاتحاديون شغوفون باستدعاء وتقمص التاريخ دائما ، ان كان لابد من ( سيدي علي جديد) فليكن هناك ( ازهري جديد ) ومن التاريخ ما يكفي للاستدلال :

    · في يونيو 1956، بعد خمس اشهر فقط من اعلان الاستقلال ، انقلب الختمية على حزب الحركة الوطنية وشكلوا حزبهم المستقل تحت اسم الشعب الديمقراطي حيث تواطأ نوابه مع حزب الامه واسقطوا حكومة الاستقلال بزعامة الازهري وكونوا حكومة جديدة برئاسة عبدالله خليل في يوليو 1956 فيما عرف بحكومة السيدين ( المهدي والميرغني ) . وانحازت الجماهير للوطني الاتحادي لانه يمثلها ، انحازت له جماهير المدن والمثقفين والتجار والموظفين والطرق الصوفية ، كل مكونات الوسط في السودان ، لم يبق مع حزب الشعب سوي (بعض ) الختمية ، فقد وقف مع الحزب الوطني الاتحادي انذاك السيد الحسن الميرغني ، وخلفاء الطريقة الختمية الأقوياء الأحرار أمثال عبدالرحمن سليمان ووقيع الله سيد أحمد ، وزعماء القبائل مثل الشيخ محمداحمدابوسن ناظر قبيلة الشكرية ، وابراهيم فرح ناظر الجعليين ، ومحمد الصديق طلحة ناظر البطاحين ، والشيخ محمد المر ناظر عموم الكبابيش ، كل هؤلاء لم يتبعوا حزب الشعب في ضلاله لانه وببساطة لا يعبرعنهم ولا عن مصالح جماهيرهم .

    · حين جاء انقلاب نوفمبر 1958 ، قام عبدالله خليل بتسليم الحكومة الى عبود ، وبارك له السيدان ذلك ، واستمر اعوان حزب الشعب في دعم حكومة عبود العسكرية علانية شأنهم شأن (كرام المواطنين) حتى أسقطها (السفلة) فى ثورة اكتوبر 64 ، ثم عاقب هؤلاء (السفلة) هذا الحزب الكليل في انتخابات 65 ، فحين حصل الوطني الاتحادي على 56 مقعدا ، احرز حزب "الشعب" 3 مقاعد فقط ، ثم ادعى زورا مقاطعة الانتخابات ، وفي ذلك قال شاعر الاتحاديون :

    هزموك الاشقاء وجيت الطيش يا الله

    ..... وحتى يتسني لنا القاء مزيد من الاضواء في مساحات وسوانح اخرى نقول ان هؤ لاء الذين تمرجعوا او فلنقل تمرمغوا ، الذين بعثوا من القبور ، الذين صمتوا حين كان للحديث ثمن ، هؤلاء الذين لايجمع بينهم سوى الطمع في المال والطمع في السلطة ، هؤلاء ليسوا باتحاديين وليسوا بديمقراطيين .. لا يمثلون الحزب بل يمثلون به ......... اما من يقف خلف مهزلة المرجعيات فذاك حديث اخر ذو شجون ، نعود اليه لاحقاً.
                  

06-24-2004, 07:10 PM

محمد امين مبروك
<aمحمد امين مبروك
تاريخ التسجيل: 12-23-2003
مجموع المشاركات: 1599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف الهرج (2) حزب الشعب موديل 2004 من يقف خلفه ؟؟؟ (Re: محمد امين مبروك)

    هذه مساهمه متن احدى المتابعين وصلتني عن طريق الاخ هاني
    ==================================
    الاحظ بياناتكم الناقدة، وأن كنت لا اقرأها كلها، والتي تنتقد زعامة السيد محمدعثمان الميرغني للحزب وتنتقد ما يقوم به في قضايا السودان الحاضرة ـ وأراكم تقدمون انفسكم كشباب أو طلاب ثائرون علي القديم و تتطلعون نحو التجديد ـ هذا شئ حسن ـ

    أود أن ادلي ببعض الملاحظات عن الوضع الحزبي، رغم اني لست سياسيآ او اتحاديآ ملتزمآ ـ أقول أن الحزب الاتحادي الديمقراطي بطبيعته كيان السوداني الوسط ذو المزاج الاسلامي الصوفي الغالب في السودان ـ وهو تاريخيآ الند لحزب الامة ذو الفكرة المهدية ـ والبعد التاريخي الذي لا يمكن انكاره بقسم السودان مذهبيآ وحتي جهويآ، للأسف ـ وهذه حقيقة لا يمكن تجاوزها ـ يعني الحزب اساسآ يعتمد تاريخيآ علي المرجعية الدينية الصوفية ـ وبهذه الطبيعة تجد أن طبيعة جماهيره هي الوسطية الصوفية التي تتبع مشائخها بصفتهم هداة لهم في مسيرة الحياة ـ والمعروف أن بيت المراغنة مشهود له بالريادة عند أهل التصوف ويكنون له كل التقدير والتبجيل الذي يليق بهم ـ وتقدير المشائخ للطريقة الختمية لا يختلف عن تقدير كافة الطرق الصوفية لبعضها البعض والذي يصل لدرجة التلاحم ـ لذلك تري مثلآ المريد القادري او السماني لا يفرق بين توقيره لشيخه وشيخ طريقة أخري ومن ضمنها الختمية ـ وهذا المريد هو النواة الاساسية لجماهير الحزب ـ لذلك اكرر وأقول أن الولاء للحزب في عمقه ولاء ديني ! ـ وزعامة الميرغني لا يجب أن ينظر اليها كتسلط سياسي، بل فقط رعاية ومظلة تجمع شتات الجماهير الاتحادية المتصوفة ـ يمارس تحتها السياسيون سياستهم بأحترام لذهنية جماهيره الدينية دون استخفاف بها واعتبارها كتوابع عمياء ــــ من هنا تنبع شرعية الميرغني كمرشد يجمع ولا يفرق ـ فلو كان اتباعه يرون انه يريد رياسة لما تبعوه !ـــ
    للأسف أستطيع أن أقول أن الطبقة المشتغلة بالسياسة في الحزب والذين يصفون انفسهم بالطبقة المستنيرة ليميزوا انفسهم عن عامة الجماهير، يريدون فقط ذلك السند الجماهيري كاصوات انتخابية يظنونها ساذجة ، بينما هي في الحقيقة الدعامة الاساسية للحزب والذي كما قلت، ان دعامته الولاء الروحي لمشائخ الطرق ومن ثم الختمية، وهي الطريقة الصوفية التي لها ضلوع في السياسة ـ
    وهذا معناه أن كل من يريد أن يبني الحزب علي الشعارات البراقة التي تتشدق بها كل الاحزاب، تقليدية كانت أو تقدمية، فهو يبنيه علي جرف هار !! ـ لأن هذه الشعارات استهلكت وفقد المواطن ثقته بالمنادين بها بدون فكر مقنع ـ وأنا أري أنه لكي يكسب الطلبة الاتحاديون قاعدة كبيرة وسط الطلاب علي سبيل المثال يجب أن تدعم الشعارات بفكرة وايدلوجية فلسفية واضحة يتناقش فيها الشباب لتنقذهم من الفكر السلفي المتزمت والفكر الليبرالي الجامح ـ فلتكن من ضمن كوادر الحزب الطلابية من يعكسون الفكرة الاسلامية الوسطية المتصوفة، وهنا نجد أن السلوك المنضبط الجاد والقدوة مع المنطق السديد هو المحك ، وليس كثرة ميكرفونات وهتافات ـ أنظر مثلآ للأخوان الجمهوريين ، وكيف انهم استطاعوا مع قلة امكاناتهم كسب احترام كل الطلاب ، بل وتجنيد الكثير من أذكي الطلاب ـ وكانوا بمنطقهم القوي أكثر التنظيمات تأثيرآ وتحريكآ لعقول الطلاب ـ ولولا شطحات الفكرة الجمهورية وخروجها عن النص المقبول لأنخرط معظم الطلاب في صفوفها ـ دعنا ننظر الآن ما سر احترام الجامعيين للفكرة الجمهورية؟! ـ السبب هو أن الأخوان الجمهوريين أقتبسوا منهجهم من فلسفة التصوف !! ـ فقد استطاعوا أن يقارعوا حجج خصومهم بمنطق المشائخ المتصوفة! ـ واستطاعوا أن ينبهوا الطلاب الي أن ما ظل السلفيون يصفونه دجل وشرك هو في الواقع قمة التقوي والتوحيد ـ عيبهم أنهم لغموا منهجهم بالافكار الشاطحة لاستاذهم محمودمحمدطه، وهو ما نفر منهم الناس ـ
    لذلك ارجع واعيد قولي أنه ما لم يستند الطلاب الاتحاديون علي فكرة وفلسفة واضحة تقنع جماهير الطلاب وتشبعهم عقليآ وروحيآ فلن تقوم لهم قائمة ـ لأن الخطاب أن أصبح شعارات حرية وديمقراطية ونضال و..و.. الخ، فمؤتمر الطلاب المستقلين هو البديل الطبيعي لأي طالب لا يريد أن يتجبهج أو يتشوعن ـ هذا هو التحدي الذي امامكم، فهل انتم جاهزون ؟ !! ــ
                  

06-24-2004, 07:12 PM

محمد امين مبروك
<aمحمد امين مبروك
تاريخ التسجيل: 12-23-2003
مجموع المشاركات: 1599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف الهرج (2) حزب الشعب موديل 2004 من يقف خلفه ؟؟؟ (Re: محمد امين مبروك)

    up
                  

06-24-2004, 07:14 PM

محمد امين مبروك
<aمحمد امين مبروك
تاريخ التسجيل: 12-23-2003
مجموع المشاركات: 1599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف الهرج (2) حزب الشعب موديل 2004 من يقف خلفه ؟؟؟ (Re: محمد امين مبروك)

    up
                  

06-26-2004, 08:56 AM

محمد امين مبروك
<aمحمد امين مبروك
تاريخ التسجيل: 12-23-2003
مجموع المشاركات: 1599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف الهرج (2) حزب الشعب موديل 2004 من يقف خلفه ؟؟؟ (Re: محمد امين مبروك)

    المرجعيات «ميس» الطائفية .. وكل يغني ليلاه في الهيئة العامة
    هذا ما اورده الاستاذ/ عادل ابراهيم حمد في الصحافه 26/7
    يظل الحزب الاتحادي الديمقراطي هو الساحة الرحبة والمريحة ذلك لأنها غير مثقلة بتكثيف ايدولوجي مرهق بدون ان يعني ذلك خلوها من موجهات فكرية عامة، وهى موجهات تتسم بالتبسيط والمباشرة فتنسجم بذلك مع المزاج السوداني المتمهل بغير إبطاء بل والمزاج الانساني العام الذي لا يحتمل نقل قاعات الدرس الى الشارع العريض. هذه العافية الاتحادية لم يحسها الكثيرون إلا بعد ان دبت فيهم امراض الدكتاتورية والعقائدية، إذ وصل للسلطة من يسفهون اطروحات الحزب (التقليدي) مزهوين بحصيلة ضخمة من التقعير والحذلقة ولكن (الفاهمين) اسرى (الدوغما) وارقاء التنظير سقطوا في ابسط اختبار فلم يحتملوا بعضهم بعضاً فضربوا الرقاب مرسلين المفكر الشيوعي الاول الى المشنقة، وسيق النقابي الاول الى المشنقة ورفاق الأمس الى الدروة.. ولما جاء دور العقائديين الآخرين لم يكونوا احسن حالاً لما نبذوا الديمقراطية المبدأ الاتحادي البسيط (الساذج) فاقتيد الشيخ الى السجن لما اصبح الامر سلطة لا غير، يحتال عليها بخلاف وهمي حول طريقة اختيار ولاة الولايات!!



    ولما كانت حصيلة (الفاهمين) هى جهد ضخم يبدد في الحذر والتوجس والارتياب في مفكري الثورة وآبائها اضطر قارئو المجلدات الى العودة بنا خمسين عاماً يحدثونا عن التعددية والتداول السلمي للسلطة واحترام الرأي الآخر والمواطنة اساساً للحقوق، وهى مبادئ حملها الاتحاديون ومارسوها بتلقائية فلم يحتاجوا بذلك لان يطلقوها هتافات جوفاء تملأ الاجواء ضجيجاً لا ينفع الناس.. وقد ترجل الاتحادي الاكبر الزعيم اسماعيل الازهري عن صهوة السلطة لما كان ذلك هو رأي البرلمان وبرهن على صدق قوله (ما دامت إرادة الشعب هي دستورنا فسنمضي في طريق العزة والمجد) فقدم بذلك اصدق دليل على إيمانه بالديمقراطية ضمانة لاستقرار هذا البلد ولم يستعصم بأنه بطل الاستقلال ولم يلذ بجناح عسكري للحزب.



    بعد خمسين عاماً عادوا بنا الى التعددية والتداول السلمي للسلطة واحترام الرأي الآخر والمواطنة اساساً للحقوق عادوا الى المبادئ الاتحادية البسيطة ضمانة الاستقرار والعافية التي ما افتقدوها إلا بعد ان تمكن منهم المرض.



    هذه المبادئ حفظت الاتحادي الديمقراطي رغم مؤامرات الاقصاء والتغييب، ورغم الاخطاء العديدة التي وقع فيها الاتحاديون لقد حفظته وبقيت للوطن مبادئ الفطرة السليمة التي لا تحتاج لعنت ماكينات الدعاية الضخمة ولكن، «ولكن هذي لمَّ لا تدعني»؟



    ولكن هذه المبادئ العظيمة لا تكفي وحدها لأن تجعل الحزب فاعلاً ويبرز دائماً التساؤل وماذا هو فاعل بعد ان يصل سلمياً إلى السلطة.



    لعل اهم ضمانات فاعلية الحزب هى الوعي بطبيعة تركيبته، وإلا تشوهت اللوحة الاتحادية واحتلت قوى مواضع هى ليست لها فيختل التوازن في الحزب ويسوده الارتباك كما هو حادث الآن. إن هذا الحزب يستند في قواعده الى قوى تقليدية وتقوده ممثلة عقله ودليله قوى حديثة.. وقد امكن خلق التوافق بين هذه القوى ورضا كل فريق بموقعه لأن القوى التقليدية في الحزب الاتحادي لا ترى في التحديث تعارضاً معها بل يرى بعضها في التحديث مثالاً تتطلع اليه. وفي الجانب الآخر لم تفرض القوى الحديثة رؤاها على طريقة الوصاية فتزعم أنها تقدم للناس ما ينفعهم لا ما يروقهم وتعتبر ذلك ذريعة للانعزال عن القواعد فعملت قوى الحداثة في الحزب على سوق القوى التقليدية برفق من دون احداث مخاشنة أو اغتراب. ويكون مفيداً في هذا المقام ان نعدد أسماء مثل اسماعيل الازهري ومبارك زروق والشريف حسين وعبد الماجد ابو حسبو وخضر حمد واحمد خير وابراهيم المفتي وحسن عوض الله وحماد توفيق واحمد دهب وحسن بابكر وابو حريرة ويعقوب شداد.



    كي ندلل على هراء المزاعم الباطلة بأن قوى الحداثة قد احتكرتها قيادات الاحزاب العقائدية وتركت للحزب التقليدي الجلابة والجهلة وغير ذلك من إدعاءات فضحتها الوقائع التاريخية المثبتة.



    هذه القوى الحديثة المستنيرة قدمت رؤيتها للارتقاء بالمجتمع السوداني في برامج مباشرة تعنى بتعليم المواطن وصحته ورفاهيته، وقد تجسدت فكرة المدرسة والمستشفى والشارع والحديقة في المدينة اكثر منها في الريف فالتفت جماهير المدن حول هذا البرنامج بحماس اكبر والتفت حوله جماهير الريف، إما تطلعاً او بالإقناع الرفيق واصبح اسماعيل الازهري ورفاقه زعامات تحبها الجماهير قبل نشأة الحزب منذ ايام المؤتمر لما نفذ المؤتمر مباشرة الى بناء المدرسة الاهلية وملجأ القرش ونظم المهرجان ويوم التعليم.



    قوى الحداثة هذه موقعها في قيادة الحزب كما اسلفنا وقد حققت بواقعية برامجها واخلاص قادتها نجاحاً كبيراً جذب لها الجماهير وأبان بوضوح ان قادة الحداثة في الحزب سوف يكتسحون الساحة السياسية السودانية فاحست بعض قوى التقليد في الحزب بالغيرة ثم بالخطر ولما تأكد استحالة وصولها لقيادة الحزب آثرت الخروج عليه بل والتحالف مع عدو تقليدي، ثم عاد الختمية للحزب لاستحالة استمرار تحالف استراتيجي بين الختمية والانصار وقد عاد الختمية لموقعهم في الحزب دون أن يتبوأوا منصب القيادة فقد بقى الازهري يمثل القوى الحديثة في رئاسة الحزب، ولابد لي هنا من تصحيح فهم بعض الاتحاديين الذين يريدون محاكمة الازهري بمعايير اليوم فيزعمون ان الازهري قد اخطأ بدمج الوطني الاتحادي والشعب الديمقراطي واقول لهؤلاء إن الازهري لم يخطئ ما دام قد حفظ للقوى الحديثة موقع القيادة والريادة وما دام الختمية قد ارتضوا موقعهم وما دامت القوى الاتحادية مجتمعة قد سعت بذلك لقطع الطريق امام الامام الهادي الممثل الابرز للقوى التقليدية للوصول الى رئاسة الجمهورية.



    الى هنا والحزب الاتحادي بخير ولكن القوى التقليدية التي فشلت في السابق في الوصول للقيادة وإيقاف المد الازهري فاضطرت للخروج للحزب نجحت هذه المرة في الوصول لقيادة الحزب فاختلت بذلك موازينه، كان طبيعياً بعد وصول الميرغني الى الحزب انه يضمحل الدور التنظيمي والعمل السياسي. لقد وصل مرشد الطريقة الى رئاسة الحزب، وصل من لا يناقش ولا يساءل ولا يراجع الى موقع المناقشة والمساءلة والمراجعة.. كان طبيعياً ان تغيب القواعد فلم يعد لها دور في صنع القرار وتصعيده فقد سلم أمر الحزب الى قيادة قائمة على التقديس ولم يعد امام القيادات الاخرى إلا التسليم اما رضوخاً للواقع او تحقيقاً للمصالح، وتحولت القيادات الوسيطة اما الى حواريين يروجون لخوارق السيد او تبريريين يدعون للاعتراف بالواقع الجديد، واصبحت الغايات الكبرى هى من يتولى منصب الأمين العام أو النائب الثاني في سباق محموم مضماره ود السيد البارع في استخدام أدوات الترغيب والترهيب أحياناً. وتجسدت الغاية الكبرى في «شكل» تنظيمي يلم فيه السيد بعض المتمردين لا رجاء لخيرهم بل اتقاءً لشرهم، اما البرامج والاحلام الواقعية بنقل المجتمع الى مصاف الحداثة فقد اصبحت خيالات وتهويمات مثقفاتية يتندر بها الخلفاء والتقليديون المنبهرون بالسيد.. وانحصر دورهم في استمالة سيد احمد الحسين وارضاء ميرغني عبد الرحمن واختراق جماعة علي محمود حسنين وتحييد حاج مضوي والتشكيك في القوى الحديثة. فهل ينتظر من هذا الحزب ان يطرح رؤى عن الحكم اللامركزي ونظام الانتخابات والمناهج التعليمية وعلاقات الانتاج ومشكلة دارفور ومستقبل العلاقة مع الجنوب. وهل ينتظر في حزب القيادة الطائفية ان يسأل عضو عن وعود سلام الميرغني الذي اصبح سراباً بعد مشاكوس وانكشف خطل الحسابات والرؤى.



    مرحلة ما بعد مشاكوس:



    كما اسلفنا اوكل كل امر الحزب في العهد الطائفي الى سيد (يجب) أن تطمئن جماهير الحزب الى حنكته وان تثق ان أمور الحزب على ما يرام وليس بالضرورة ان تعرف الجماهير تفاصيل ذلك إذ يكفي ان السيد يدير امراً ما مع قرنق وانهما معاً سيصلان بالسودان الى جنة موعودة ولما ادرك السياسي جون قرنق ان مبتغاه يمكن الوصول اليه باتفاق مع الحكومة لم يتردد في التخلي عن حليفه الذي لم يكن عند قرنق سوى وسيلة يكتسب بها قرنق بعداً قومياً احتاج له في مرحلة سابقة، وبما ان قرنق لم يلق بكل ثقله في اتجاه واحد تمكن من التحول بسهولة الى حيث يحقق مبتغاه ولم يجد الميرغني ما يفعله بعد ان القى بكل ثقله مع الحركة الشعبية، ولم يجد الميرغني سوى ان يعقد مؤتمر المرجعيات بعد ان ظل يستخف طويلاً بفكرة المؤتمر العام باعتبار انه لا يحتاج اليه وهو الذي سوف يعود منتصراً يسلب لبَّ الجماهير بانجازه الخارق في الديمقراطية والسلام.. هبط حلم السيد من العودة المظفرة الى مؤتمر يخلق فيه شكلاً تنظيمياً واضطر للتعجل بعد بروز فكرة الهيئة العامة والدعوة لانعقادها داخل الوطن فعمدت جماعة السيد لانجاح آخر فرصة للطائفية، ولما كانت اقصى غايات مؤتمر المرجعيات هى الاعلان عن شكل تنظيمي استهدف السيد ضم الاستاذ سيد احمد الحسين وعلي محمود من الهيئة العامة لضمان تماسك ظاهري للتشكيل المرتقب. ولكن هل كان الامر يحتاج الى اكثر من خطاب يرفع فيه الميرغني الاستاذ سيد احمد الى منصب الأمين العام وتعيين تاج السر محمد صالح وفتحي شيلا نائبين له هل كان الأمر يحتاج الى جوازات وتجديد وتأشيرات وتذاكر؟ اذ لم يفعل المؤتمرون سوى التأمين على قرارات عرفت قبل عقد المؤتمر وعاد حتى بعض المقربين من السيد يشكون من سوء اخراج القرارات الفوقية.



    لم يكن في مقدور الميرغني بعد مشاكوس ان يصعد فوق سقف المرجعيات القريب انه اقصى ما يمكن للطائفية فعله لقد وصلت الطائفية في القناطر الى الميس واطلقت آخر طلقة.. فشنك.. لم تصب ولم تدوش. واكتفت مضطرة بأن تسند الامانة العامة الى سيد احمد الحسين وان تعهد بنائب الرئيس الثاني للاستاذ حسنين وهما قنبلتان موقوتتان، ومعروفان بموقفهما من السيد والطائفية وقد ينفجر في اية لحظة هذا الوضع الهش الذي صاغه السيد بعد مشقة ومعاناة .



    الهيئة العامة



    * هى البعبع الذي عجَّل بعقد مؤتمر المرجعيات وكيف لا فقد كانت تضم كل قيادات الداخل وعرف بعضهم بمقاتلتهم للسيد وخروجهم عليه وكيف لا وقد روَّجت لفكرة عقد مؤتمر الحزب داخل الوطن في مقابل الفكرة الغريبة بأن يرحل الحزب للخارج.. فاذا انعقدت الهيئة العامة فور اكتمال عضويتها وفي وجود القيادات الاربع لصعب على السيد جداً استعادة نفوذه وهيمنته في الحزب، ولكن دخلت الهيئة في دوامة تأجيل لم تخرج منها حتى الآن.



    بدأ التأجيل بتحفظ من محمد الازهري على تكوين الهيئة ولما ازيلت أسباب التحفظ لم تنعقد الهيئة، وبدا ان ثلاثة من القياديين يعملون والثقة بينهم مفقودة، وظل الاستاذ علي محمود يتساءل عن سرِّ التأجيل الى ان وقر في قلبه أن امراً ما يدبره محمد الازهري. ولما كان حسنين كثير المخاوف والهواجس من مؤامرات ضده فقد تهيأ مبكراً للفرار من الهيئة العامة، متى ما وجد عرضاً مضموناً من الجانب الآخر. ورغم عدم قناعتي بقوة دوافع حسنين إلا أنني لا اجد تبريراً مقنعاً لميل الازهري الدائم لفكرة التأجيل المستمر واجد العذر لمن يتهمه بالخوف من لحظات الحسم والركون الى السكون، بل لقد ارتفعت أصوات بعد مغادرة سيد احمد وحسنين ان الكل يضغط بالهيئة لايجاد وضع افضل في حزب السيد الموحد.ولذلك ظلت الهيئة العامة تحبس انفاسها خوفا من ان يخذلها هذا الزعيم او ذاك وهذه حالة مرهقة ما كان للهيئة ان تعيشها لو انها تجاوزت من البداية فكرة الرهان على الاشخاص وثبت خطأ الفكرة لما حدث الخذلان بالفعل.



    تمهيد للمفاصلة أم للمصالحة



    خلافات القادة او اداؤهم الضعيف والرهان عليهم ليست اكبر عيوب الهيئة ان عيب الهيئة الاكبر هو انها لم تحدد بوضوح موقفها الرافض للقيادة الطائفية ولم تؤكد على دورها في اعادة قوى الاستنارة والحداثة إلى قيادة الحزب وبذلك فإنها لم تثبت وعيها بطبيعة تركيبة الحزب وهو وعي ضروري لكل ساع للتصحيح وإلى ان تصل الهيئة العامة لهذا الموقف الجلي فإنها ستظل جامعة لتيارين احدهما يعتبر الهيئة تمهيدا لمفاصلة مع الطائفية وآخر يعتبرها تمهيدا لمصالحة بعد ان نكمل الهيئة تشكيل مكتبها وهكذا يغني كل فريق ليلاه في الهيئة العامة.



    يؤخذ ايضاً على الهيئة تركيزها على رفض هيمنة السيد وهذا تعريف سالب للهيئة إذ لا يكفي ان تعلن الهيئة رفضها لهيمنة السيد من دون ان تحدد رؤيتها البديلة، وكان من ابرز دلائل ضباية الرؤية في الهيئة العامة محاولات تقديم قيادي طائفي بديل وكأن الخلاف مع السيد خلاف شخصي لا موقف مبدئي.



    انشغلت الهيئة كثيراً بالتحضير وبتجويد التحضير حتى كاد يصبح غاية وحتى ظن الحزب ممثلاً في الهيئة انه معفي مما يدور في البلد من احداث جسام ولسان حال الهيئة يقول نحن معذورون الآن لأننا مشغولون بالمؤسسية في الحزب.



    واصيبت الهيئة في مقتل لما اعترتها فوبيا الانشقاق فأصبح التردد والخور والتلكؤ سمات واضحة في عمل الهيئة فما ان تنضج فكرة وتقدم للتطبيق الا وتجهض خوفا من تهمة السعي للانشقاق ومن المفارقات ان قيادات الهيئة توجه ذات الاتهام للسيد وهو ماض في خططه غير آبه بالاتهام.
    ورغم كل ذلك مازال الامل معقوداً على الهيئة العامة فقد اجتمع لها من اسباب النجاح الكثير فهى منعقدة داخل الوطن وتشكل تمثيلاً للقواعد ما انعقد لاى تنظيم في عهد قريب.
                  

06-26-2004, 09:07 AM

محمد امين مبروك
<aمحمد امين مبروك
تاريخ التسجيل: 12-23-2003
مجموع المشاركات: 1599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف الهرج (2) حزب الشعب موديل 2004 من يقف خلفه ؟؟؟ (Re: محمد امين مبروك)

    التأسيس الفكري

    عبد الماجد عباس محمد نور عالم/دبي
    [email protected]

    لا شك في أن المجهود المبذول لبلورة الإطار التعريفي التنظيمي وتحديد حدود المسؤولية و تفصيلها بما يتوافق مع جماعية القيادة ويتسق مع معايير الضبط الديمقراطي للقرارات التنظيمية والذي ينسجم مع الطرح الفكري الاتحادي ومن خلاله تتحدد مواقف الحزب السياسية و التكتيكية وتظهر إمكانيات التحالفات القادمة و حتى يكاد أن يسمي و يشير للكتل التي يمكن أن تبني معها تحالفات قائمة علي أرضية من التقارب الفكري والالتزام الوطني .. أن مثل هذا الجهد الباحث عن هياكل واضحة القنوات و مؤسسة بينة القسمات ينبثق من المساجلة الفكرية الحوارية و المناقشات التنظيمية التي تنير تجمعات الاتحاديين علي اختلاف نحلهم و أطيافهم و قد يعتبر هذا بحد ذاته إنجاز غير مسبوق في مسيرة الحزب الاتحادي إذ انه للمرة الأولى التي نري فيها أسئلة تبحث عن تفصيل المسؤوليات و تطالب بتحديد المهام و الاختصاصات و ربطها بإطار ٍ زمني محدد لتنفيذ تلكم المهام التأسيس المعلنة و هذا هو زبدة الأمر و مفاصله الفاصلة .. و خلاصة الجهد و جوهرة القول لعل هذه البداية قد تكون أول عتبات التأسيس .. و ما دمنا نؤمن بأن الحزب فكر و مؤسسة فأن الحوار المسنود بالفكر و التنظيم هو الطريق المفضي إلى المؤسسية و في ذلك يكون الفكر الاتحادي هو الأساس و المرتجع الذي يحكم المسيرة ويحتكم إليه الناس عندما يختلفون في الأسلوب و النهج الناجم عن فهمهم للنصوص و الذي يختلف بدوره باختلاف الأشخاص و مستوي التفاعل الذهني لديهم هو ما أسميه بالخلاف الإيجابي لأنه قائمٌ علي إطار و نص سوى إن كان النص فكرياً أو تنظيمياً و هو ذلك الخلاف الذي يثري المفاصل التنظيمية و الفكرية و ينتج ثقافة فكرية و أدبياتٌ تنظيمية تقف علي مضمون الوعي و الحوار وحضور الذهن المبدع المنتج ... هل يصلح ما تقدم لفتح حوار حول هذه القيم التأسيسية و تبادل وجهات النظر حولها بغية تنميتها و توسيع فلسفتها وزرعها كأرضية تقنينية و صراطاً سوياً نسلكه و جينة ٌ يمكن أن تحمل ملامح الحزب القادم و شجرة ً تنتج و تثمر أدب تنظيمي عبر حوار المثاقفة و المبادلة التجريبية ... دعونا نقرر حقائق مبدئية و هي أن الفكر قابل للتحوير و التبديل لأنه نتاج يتلاءم مع متطلبات الأزمنة و الحاجات الإنسانية التي تختلف باختلاف الأمكنة و الأزمنة .. و هو أيضاً قابل للخطأ و الصواب لأنه محصلة جهدٍ و اجتهاد و عمل محكومٌ بقوانين المد و الجذر .. مد المتغيرات و جذر الزمن المتبدل كما أن الفكر إن لم يجابه بالتحديات و الأسئلة و المناقشة و المحاورة يموت و يكون جثة ميتة و متحجرة متيبسة لا رجاء فيها و لا حياة .. أذن فالحوار هو حياة الفكر و طريق المؤسسة و التأسيس لذا فأن الفكر التأسيسي قابلٌ للتعديل و التحوير بما يتلاءم مع متطلبات المراحل المختلفة و التي تختلف في شكلها و مضمونها و حتى قوانينها و طرحها من مرحلة ٍ إلى مرحله وهذه النقاط في جملتها مهمة و جوهرية و سنصطحبها معنا في هذه المحاورات و المناقشات .

    إن الحديث عن التأسيس و المؤسسية ينبني علي مستويين المستوي الفكري النظري و المستوي التنظيمي التقنيني وكل واحدٍ منهما يؤطر الآخر و يلازمه تلازم الروح للجسد فلا يمكن أن تجد حزب أو تنظيم لا يحمل فكراً أو بصمة فكرية و لا يبني أو يوجد لنفسه وعاء يشكل فيه رؤيته و طرحه ثم يقدمه من خلال أسلوبه لحل المشكلات التي تنشأ في واقع المجتمعات التي تواجهها تحديات البناء والتنمية و إشكاليات خلق التناغم بين تياراتها المتضاربة الميول و المختلفة الاتجاهات و تذويب التناقضات الناجمة عن طبيعة التكوين فيها و من ثم يفرغ اجتهاده في كيفية تحقيق الوطن المتسع لكل ألوان الطيف الثقافي و الأثني و الديني و يوزع حقوق المواطنة علي الجميع بالقسط والعدل و يقف علي أقدام الحق و الواجب طرحاً و تطبيقاً و هذا هو محتوي الماعون و حاسمة الطرح و حسامه في شأن الحكم و السياسة .. فنحن نتعامل مع وطن ٍ ذاخر ٌ بالتنوع علي مستوي الجغرافيا و الثقافة .. ونزعم أن الفكر الاتحادي كله قائمٌ علي وحدة هذا التراب و لعل الوحدة الوطنية كمرتكز فكري هي الأعمق و الأرسخ في الفكر الاتحادي و كل المرتكزات الأخرى تعتبر مساعدة مساندة لهذا العمود الفقري الناهض بالطرح الاتحادي و هو الطقس و المناخ المكيف لحركة و مسيرة الحزب الاتحادي في مراقي تكوينه و نشأته الأولى و نموه التي شكلت مواقفه السياسية منذ فجر الاستقلال و الذي قد تمكن فيها من تحقيق الوحدة الجغرافية الوطنية فأصبح السودان المعروف بحدوده الجغرافية الحالية مليون ميل مربع من حلايب في أقصي شمال السودان إلى نمولي الوادعة والرقدة في تخوم الجنوب ومن مشارق النور و الإصباح و ثغرته الباسمه في الشرق بورسودان حتى مرتع الطيبة و الألفة في الطينة ونبع العطاء المتكئة علي الركن الغربي من السودان و حتى حلايب المنسية في أقصى شمال الشموخ ... كان الاستقلال بداية لتحقيق الوحدة الجغرافية وهي الخطوة الأولى نحو تشكيل وطن يتحد علي مستوي الجغرافية و يسعى نحو أتواطن الثقافي .. و نعني بالتواطن الثقافي هو التوحد التلقائي الطوعي الذي ينشأ من التآلف الثقافي المتنوع و المنصهر تلقائياً في بعضه ليكون قسمات الشخصية القومية التي تستوعب مكونات هذا المليون ميل مربع بلا تمايز و لا تعالي و يكون بذلك قد أكمل اللبنة المفقودة و هو ذلك الجانب المتمم للوحدة الجغرافية و يكون بذلك أيضاً رسم معالم الشخصية القومية المتحدة علي مستواها الثقافي و الجغرافي .. كان هذا هو التسلسل المنطقي لمآلات المرتكز الفكري الاتحادي للوحدة الوطنية . و الذي يعني في مجمله الالتحام الجغرافي الثقافي التلقائي المعبر عن جميع الوطن .. و الارتضاء به شرعة ً و منهجاً و طرحاً تنحل به معضلة الهوية وتتشكل فيه معالم الوطن السياسية و تفاصيل أجهزة الحكم بآليتها الديمقراطية و سياجها القانوني هو ذلكم الدستور المعبر عن كل الكتل الثقافية و الأثنية و الدينية بلا تمايز و بتطبيق صارم يتيح للجميع التساوي عند ميزان الواجب و الحق و يقرر بأن الوطن حق ٌ للجميع بحق ٍ و حقيقة و الحاكم فيه من يمتلك غالب صوت الجماهير عبر العراك الديمقراطي النزيه و كل ما تقره أدبيات الممارسة الديمقراطية الرشيدة .. أن التلاحم الجغرافي الثقافي لن يكتمل حتى ينبثق من دستور متعارف عليه و يعبر عن كل الكيانات المتواجدة فوق مساحة المليونية و ينسج من إرثها الثقافي و تجارب الحكم المتنوعة فيه و المركوزة في عمق تاريخه الموغل في القدم و التي أنتجت خبرات تراكمت في كل كيان من كياناتها المتعددة و المتدفقة منذ أن عرف السودان كأرض حاضنة للجماعات البشرية المستوطنة و الوافدة فتراكمت تجارب الإدارة و أنماط الحكم و أساليب الممارسة السياسية طبقة ً اثر طبقة إلى أن جاء السودان في شكله الحديث ليجمع بداخلة كل هذا الكم الهائل و المختلف الأنماط في تجربة كل كيان بشأن التعاطي و الممارسة السياسية المستقلة و المختلفة ... كان رهان الحزب الاتحادي الديمقراطي في شأن التحول من مرحلة الوحدة الوطنية الجغرافية إلى مرحلة التواطن الثقافي و إنتاج الدستور الناجم من الانصهار الثقافي الاثني التلقائي لينتج دستوراً يعبر عن الوطن و إنسان هذا التراب المتعدد المتنوع مرهوناً بالممارسة الديمقراطية و التداول السلمي للسلطة و الحكم و تهيئة أجهزة الدولة كأدوات لتشكيل هذا التواطن عبر إتاحة حرية التعبير من داخلها لكل التيارات الثقافية للتعبير عن نفسها و التبشير بمورثاتها و تراكم خبراتها المعرفية في أساليب الإدارة العامة كان الرهان علي استمرار المناخ الديمقراطي و ديمومته رهاناً خاسراً فانهار العهد الديمقراطي سريعاً و تآكلت الوحدة الجغرافية حتى من قبل استقلال السودان كان ذلك بموقع بني شنقول في أقصي شرق السودان التي وقعت تحت الإدارة الأثيوبية ثم حلايب من بعدها. ثم صار التآكل الجغرافي مستمراً و لم يستطع السودان أن ينتقل إلى مرحلة التواطن الثقافي و ذلك لأكثر من فعل و سبب منها طبيعة الأنظمة الانقلابية و الحكومات القسرية المتكئة علي قوة السلاح و زناد البندقية و محاولتها لفرض أيدلوجياتها عنوة ً و استعلاءها علي كل التجارب السياسية و الثقافية و عدم اعترافها بالآخر
                  

06-26-2004, 09:10 AM

محمد امين مبروك
<aمحمد امين مبروك
تاريخ التسجيل: 12-23-2003
مجموع المشاركات: 1599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف الهرج (2) حزب الشعب موديل 2004 من يقف خلفه ؟؟؟ (Re: محمد امين مبروك)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de