|
|
 مقاطع من الرواية المصادرة سقوط الامام + حوار مع كاتبتها نوال السعداوي
|
فصول الأزمة في رواية نوال السعداوي
لم ينقطع الجدل الثقافي والديني في مصر منذ صدور قرار بمصادرة كتاب "سقوط الإمام" للكاتبة نوال السعداوي، وتزايدت حدة الجدل وانطلقت معركة كلامية بين المثقفين المصريين ورفضهم لأي قرار بمصادرة كتب، ورأي مجمع البحوث بان الابداع ليس من شأنه ان يمس بالدين وثوابته.
وتقول الكاتبة في بداية روايتها التي اصدرتها في عام 87 تحت عنوان بداية البحث:
ليلة العيد الكبير. بعد المطاردة الطويلة وقبل ان يطلع الفجر اصابني احدهم من الخلف. كنت أجري في الظلمة أبحث عن أمي وليس معي إلا كلبي. أصابوني بالطعنة في ظهري. استدرت وأعطيتهم وجهي فإذا بهم يتلاشون. لا يستطيعون النظر الي ضوء الشمس. ينامون النهار وفي الليل ينهضون. لا يعرفون شرف المبارزة أو الحرب. وفي الظهر يضربون.
قبل أن اسقط وانسي الحروف تساءلت. لماذا تتركون الجاني وتقتلون الضحية ولازلت في أول الشباب وأمي ماتت عذراء. قالوا امك ماتت مرجومة بالحجارة وأنت بنت الزنا. قلت قبل أن أنسي الحروف وأفقد الوعي أكن بنت الزنا وكانوا ينادونني في بيت الأطفال "بنت الله" ومهما فقدت الذاكرة لا أنسي وجه أمي. تركتني منذ ولدتني لتحارب الأعداء. ماتت شهيدة الوطن. قالوا لم تعرف أمك الولاء للوطن والله والإمام وماتت كافرة مأواها النار. قلت قبل أن يخلو الدم من عقلي وتضيع الذاكرة لم تكن أمي خائنة وهرب منها أبي قبل أن أولد. قالوا ومن هو أبوك؟ قلت إنه الإمام. قالوا إخرسي قطع لسانك.
قبل الموت حكموا عليها بقطع اللسان. كان الإمام يحكم بشريعة الله. رجم الزانية وقطع يد السارق وقطع لسان كل من يردد إشاعة الموت بالاشعاع وإلقاء الخمور في النهر.
ليلة العيد بعيدا عن عيون الإمام يهبطون الي النهر ويشربون إلي حد فقدان الوعي. ثم ينهضون وقد عاد إليهم الوعي يندمون. يطلبون المغفرة. يعفو عنهم الإمام ليلة العيد الكبير. تفتح أبواب السجون والمعتقلات. يخرج منها الموتي وشهداء الحرب والاشعاع والمرجومات والمقطوعي الأيدي والأرجل من خلاف. ويأتي دورها لتخرج إلي الحرية لكن عيون الإمام تلمحها. تجري هاربة في الظلمة ومن خلفها كلبها. تكاد تفلت قبل طلوع الفجر لكن الطعنة تصيبها في ظهرها. قبل أن تسقط تتساءل لماذا تتركون الجاني وتذبحون الضحية؟! وتتلاشي الأصوات ويصبح عقلها بلون الظلام وذاكرتها سوداء أو بيضاء بلا حرف إلا اسم أمها.
مرة واحدة في التاريخ
أصابتني الطلقة من الخلف وأنا أجري ومن خلفي مرزوق. قبل أن أنسي الحروف وأفقد التاريخ تذكرت. كنت أرتدي ملابسي كاملة. ورأيتهم يشيرون بأصابعهم إلي وجهي. عورتك هي هذا، وارتج جسدي رغم الموت. قلت من قال لكم هذا؟ قالوا انها كلمة الله. قلت لكنها كلمة مكتوبة وأنتم لا تعرفون القراءة. سكتوا طويلا. نظر بعضهم إلي البعض. رفعوا عيونهم نحو السماء. أشاروا الي الصورة المعلقة فوق أقواس النصر.. قالوا سيدنا الإمام رأي الله وعرف كلمته. قلت وأين رأي الإمام الله؟ قالوا زاره الله في المنام. وتذكرت قبل أن تضيع الذاكرة.قلت وأنا أيضا زارني الله في المنام، قالوا الله لايزور امرأة ولا يظهر لها في الرؤيا. قلت زار الله مريم العذراء وهي امرأة. قالوا حدث ذلك مرة واحدة في التاريخ والله منزه عن التكرار. قلت زار الله النبي محمدا وظهر في الرؤيا لإبراهيم فلماذا يكرر الزيارة للإمام؟ سكتوا طويلا. نظر بعضهم للبعض. رفعوا عيونهم نحو الصورة المعلقة في السماء وقالوا إنه رأي الله وهم لم يروا الله.
الله مع الإمام
سمعت الطلقات بأذني وكنت رافعا عيني نحو عرش السماء. هي لحظة واحدة غفلت فيها عن عرش الأرض. انتهز غفلتي وأطلق النار. لم أر وجهه ولم أعرف من هو علي وجه التحديد. واحد من أعضاء حزب الشيطان. أعرفهم وجها وجها وأعرف رئيسهم. كان مهملا منسيا فأخرجته من الظلمة الي النور. منحته الوجود من العدم وأصدرت الأمر فأصبح رئيس المعارضة الشرعية. قلت له تعارض القرارات إلا قراراتي فأنا الحاكم الوحيد فوق الأرض والرئيس الأعلي لحزب الله. وأنت لك قصر في ميدان الحرية ومعونة شهرية وجريدة يومية ومقعد في مجلس الشوري والبرلمان.
رأيته يبتسم ووجهه أشرق. كان زميلي في المدرسة. يغمض عينيه ويحلم بصورته منشورة في الصفحة الأولي. حلم يتكرر كل يوم. وأنا مثله يراودني الحلم ذاته. والصفحة الأولي لا تنشر إلا صور رؤساء الدول أو رؤساء الأحزاب أو صور السفاحين والسفاحات والحاملات السفاح. وفي المدرسة كان يجلس إلي جواري وسرواله من الصوف الغالي. وسروالي مثقوب من الخلف أخفيه بيدي. أبي كان فلاحا فقيرا يراني في الحلم خفيرا في بلاط الإمام. أبوه كان غنيا سافر إلي التعليم وراء البحار عرف اللغات الأجنبية وارتدي ملابس الأفندية. تزوج امرأة تؤمن بالمسيح ولا تعرف العربية. شقراء بيضاء الساق يشف بياضها من تحت اللحم كحوريات الجنة. أرمقها بعين محروم لم يعرف في حياته المرأة.
عرفت من النساء كثيرات لكن الفقر يحوطني كجلدي والخوف من الجوع يلازمني ومهما أكلت لا أشبع ومهما أمنت المستقبل لا آمن. وكل يوم أري صورتي منشورة في الصحف. معلقة في كل مكان تحت الأضواء. وأغمض عيني ليراودني الحلم القديم. أن أجلس علي عرش الأرض والسماء. منذ الطفولة وأنا نائم أري الله. له وجه أبي ملئ بالتجاعيد. خطوط الزمن والجدري القديم، فوق النِّنِّي الأسود في عينه اليمني نقطة بيضاء بقايا الرمد الصديدي. يرتدي جلباب الفلاحين وطاقية رأس منحولة الصوف. يناديني بصوت أبي الجهوري يا إمام، وأقول نعم يا ربي. سأعطيك الرزق بغير حساب في الدنيا والآخرة بشرط واحد. وأقول ما هو يا ربي؟ يمد يده نحوي قابضا علي شيء. أصابعه سمراء مشققة كأصابع أبي. يفتح أصابعه وأري المسبحة حباتها صفراء. ثلاث وثلاثون حبة. إذا حركت الحبة الواحدة ثلاث مرات يكون عددها تسعا وتسعين. مع كل حبة أذكر اسما من اسمائي. هذا هو أمري. ومن لا يطيعك عليك بهذا. ما هذا؟ وشد من جراب طويل في جلبابه سيفا لامعا وكاد بوزه الحاد يدخل صدري. تراجعت الي الوراء وفي حركة التراجع فتحت عيني وصحوت من النوم. رأيت أمي وجهي شاحبا وفي قلبي رعدة. قالت مالك يا ابني وجهك ليس هو وجهك. قلت لها رأيت الله قالت الله خير فلماذا ترتعد؟ قلت كان معه سيف وكاد السيف يخرق صدري . بصقت في فتحة جلبابها الأسود وقالت إنه الشيطان وليس الله. انهض واغتسل وصلي ليغفر الله لك.
أمي كانت تصلي الفجر قبل أن تذهب إلي الحقل وتعود بعد المغرب لتصلي العشاء. أبي لم أره يركع ركعة واحدة. وفي رمضان يأكل ويشرب ويدخن الشيشة ويوزع لياليه بين أربع زوجات بغير عدل. يعطي الزوجة الأخيرة ثلاث ليالي وأمي ليلة واحدة. وأسمعه يقول يغفر الله الذنوب جميعا إلا أن نشرك به. إله واحد في السماء هو الله وحاكم واحد فوق الأرض هو الإمام. قبل أن يموت زار قبر الرسول في مكة ثم عاد يرتدي عباءة بدل الجلباب. وسمعته يقول زيارة قبر النبي تمسح الذنوب ولا يبقي منها شيء. ومات أبي طاهرا بغير ذنوب. وقبل أن تموت أمي. قلت لها لماذا لا تزورين قبر الرسول لتلحقي بأبي في الجنة. قالت باع أبوك المحصول ولم يعطني شيئا. ليس معي ثمن التذكرة إلي مكة. ولم تمسح أمي ذنوبها. مسحت دموعها بكفها وقالت إذا فتح الله عليك يا ابني ابواب الرزق فاشتري لي تذكرة إلي قبر النبي. قلت هذا وعد يا أمي لن أنساه. ونسيت الوعد ونسيت وجه أمي. مضت السنة وراء السنة، عشرون سنة دون أن أراها. كانت تسكن في بيت بعيد في أقاصي الجنوب. وأنا أرفع رأسي ناحية السماء. لا أري إلا الله وأعضاء حزب الله. نسيت أن هناك حزبا آخر هو حزب الشيطان. ولولا أمري ما كان له وجود ولا شرعية. قلت لنفسي إذا لم يكن هناك شيطان بين الناس فلن يكون هناك خوف. وإذا لم يكن هناك خوف فلن يبقي حاكم ولا إمام فوق العرش، وهو يلعب في مجلس الشوري دور المعارضة. يقول لا أمام الناس وفي أذني يقول نعم. ورث عن أبيه الأرض والمال ولم يبق أمامه إلا الشهرة ودخول التاريخ. زار الرسول في قبره وأطلق علي نفسه اسم الحاج. قلبه خال من الإيمان وزوجته لا تعرف التوحيد. ترسم الصليب علي صدرها وتركع للثالوث. الأب والابن والروح القدس. بيضاء كالشهد ممشوقة كالغصن تتكلم سبع لغات. يتفاخر بها أمام الناس وتجلس إلي جواره في الحفلات. زوجتي كنت أخفيها تحت الحجاب وفي الشارع تمشي ورائي. لا تكتب ولا تقرأ كتاب الله. ناقصة العقل مملوءة بالشحم. رأسها صغير وردفها ثقيل. مخلوقة من ضلع أعوج بلا حسب ولا نسب. تزوجتها قبل أن يفتح الله لي أبواب الرزق. جمعنا الفقر كالرباط المقدس.
وبعد اعتلاء العرش لم تعد الزوجة القديمة تناسب حياتي الجديدة. وفي مجلس الشوري قالوا الإمام له الحق في بيت جديد وزوجة جديدة وعباءة جديدة من أجود الأنواع. وجاءوا لي بالصوف المستورد الغالي. وزوجة مستوردة من أجود الأنواع بيضاء كالشهد وعيون بلون البحر تتكلم لغات الأرض. قالوا هذا حق الإمام فهو أفضل الرجال وزوجته أفضل النساء لا تعلو عليها امرأة في جمال أو علم أو مال. تصاحبني في رحلاتي وتنوب عني في الافتتاحات. ترتدي الزي الرسمي وتهتف مع الجماهير في الحفلات وفي أعياد النصر تتلقي فوق صدرها الوسام. وفي الهزائم تلبس زي الممرضات تقدم لمشوهي الحرب "البونبون".
وتغني مع أرامل الشهداء والشهيدات ومن فوق أقواس النصر ترفرف صورة الإمام، وعيناي مرفوعتان نحو السماء. رأيت الله وانكشف عني الحجاب. اتمتم بآيات الحمد وبين الشفتين ابتسامة تتسع لحب الشيطان. وتدوي في أذني الهتافات فأحرك يدي اليمني في الهواء. وتنحني شفتي السفلي فوق ذقني بتواضع الأنبياء. وأنا واقف فوق المنصة ممشوق القوام مرتديا وجه الإمام. فوق جبهتي علامة الإيمان وفوق صدري وسام النصر. عن يميني رئيس الأمن وعن يساري كاتبي الكبير ثم معارضي الشرعي. ومن خلفنا صفوف الوزراء ومندوبو القوي العظمي والكبراء.
الله معك. دوي الهتاف من حناجر الرجال والنساء وتلاميذ المدارس بزي الكشافة والبنات بملابس الممرضات والجنود بالسراويل الكاكي والعمال بالبدل الزرقاء والفلاحون بالجلاليب والطواقي وفرق الفنون الشعبية بالراقصات والصاجات. يرتفع الهتاف والأناشيد ودقات الطبول وصواريخ العيد تملأ الدنيا بآلاف الالوان. تنطلق في السماء حمائم السلام تتلوها الطائرات حاملات القنابل من نوع انتهي مفعوله منذ مائة عام. وفي أذنيه يسري الهتاف "الله معك" وعيناه نحو الله تسألان: إذا كنت معي يارب فلماذا الهزيمة ولماذا تحجب عني سر القنبلة النووية؟ لماذا تعطي السر لأعدائنا الكفار وتحرم عبيدك المؤمنين المخلصين؟ استغفرك فأنت لا تسأل عن الحجج والعلل. هذه إرادتك وليس لي أن أعارضك. فالمعارضة ضررها اكثر من نفعها. وكنت أظن ان هذا الشيطان الواقف الي جواري سيلعب دور المعارض الشرعي في حدود إرادتي العليا. ويضع علي صدري وسام الحرية والديمقراطية. لكنه افتري وتكبر وملأ الصحف بصورته فوق صورتي، يبتسم في وجهي كالملاك ومن الخلف يصوب لي الضربات، يقف الي جوار القوي العظمي في الحفلات ويصوب الي شرفة الحريم النظرات.
زوجتي الجديدة درست علم السياسة وراء البحار. ولها نظرية في فن الحكم وترويض الرجال. قالت امسك العصا من الوسط ولا تضرب طول الوقت. أربت علي الكتف مرة بحنان الأم، والمرة الثانية أضرب فوق الرأس. وأنا وأنت نتبادل الأدوار، فاذا ضربت أنت جئت أنا باسمة كالملاك. وإذا تهاونت أنت أو تنازلت أمسكت أنا العصا واللجام. قلت لها عليك بالمعارضة وأعضاء حزب الشيطان. قالت سأروض الرجال منهم فالرجل طفل برئ وإن رفع راية العصيان والمرأة هي الحية والشيطان وإن تلفعت بالحجاب ودخلت حزب الرحمن. قلت أعدائي كلهم رجال يضمرون الحقد منذ الطفولة. وبين النساء ليس لي أعداء إلا اثنتان. زوجة قديمة خلعتها عني مع جلبابي القديم. وابنة غير شرعية جاءت في نزوة طيش مع الخمر. قالت زوجتك القديمة مكسورة الجناح وليس منها خطر. لكن ابنتك تضمر لك السوء ولن يشفي غليلها إلا القتل. قلت لا تقتل البنت أباها وإن اغتصبها كالذئب. وهي تحبني وتعترف لي بالولاء. قالت أنت تحبها والحب أعمي وأنت واقف تحت الضوء وهي خلف الصفوف في الظلمة تنتهز الفرصة لتصوب الضربة. قلت لن يضربني إلا عضو من حزب الشيطان أو مأجور من الأحزاب السرية أو عدو من خارج البلاد. قالت أعداؤك كثيرون وكلما رفعك الله زاد أعداؤك ولا تخرج إلي الشارع بدون قميص الوقاية. قلت الواقي هو الله. قالت الله وحده لا يكفي إذا انطلق الرصاص. قلت استغفر الله العظيم يالك من كافرة لم تنزعي عن صدرك الصليب. ألا تثقين في قدرة الله علي حمايتي؟ ألا تؤمنين بالله والنبي محمد؟ قالت منذ ليلة زفافنا أخرجت من قلبي المسيح وامنت بك وبالله والرسول ولكني أخاف عليك من أعدائك والوقاية خير من العلاج. قلت لست ذاهبا للقاء الأعداء سألتقي بشعبي الحبيب وجنودي الأعزاء قلوبهم تفيض بالحب والولاء وأصواتهم تهتف بحياتي إلي الأبد ألا تسمعين الهتاف يا امرأة؟
خيانة مشروعة
منذ ماتت أختي بالحب تذكرت أنني لم أر وجه أمي منذ ولدتني. والجدة العجوز نناديها ستنا الحاجة. نتجمع حولها في بيت الأطفال تحكي لنا عن أرواح الجان. جنية البحر تمشي في الليل علي حافة البحر. رأسها امرأة وذيلها سمكة. يتحول الرجل بين يديها إلي مخلوق آخر. تسحره أو تسخطه فيصبح قرموط سمك أو عجلا صغيرا أو خروفا. يمأمئ بصوت خافت ويتمسح بساق امرأة أخري قادرة علي السحر. تفك طلسم المرأة الأولي وتعيده بشرا. يصبح رجلا من جديد. يسير مختالا برجولته ناسيا المرأة التي خلقته. يسعي إلي امرأة اخري تسخطه من جديد قردا أو جروا صغيرا مقطوع الذنب. يمسح برأسه بين قدمي امرأة جديدة ساحرة. وتدور حكايات ستنا الحاجة. الليلة وراء الليلة. ألف ليلة وليلة تذوب البداية في النهاية كما يذوب النهار في الليل. وصوتها لا ينقطع وحكاياتها لا تنتهي حتي تبدأ من جديد. تخشي الانقطاع. كأنما انقطاع الحكاية يعني انقطاع حياتها مثل شهرزاد. من هي شهرزاد ياستي الحاجة؟ وتبدأ الحكاية من جديد. ترك الزوج امرأته الي امرأة اخري وحين عاد وجد امرأته بين احضان العبد الأسود. قتل الزوجة وأقسم أن يقتل كل ليلة عذراء. كان الزوج أبيض البشرة من سلالة الملوك يجلس علي عرش الأرض. وفي كل ليلة يمتطي سيفه ويسأل الله. كيف تفضل المرأة عبدا اسود علي الملك شهريار؟ ويأتيه صوت من أعماقه يشبه صوت أبيه: لأن النساء خائنات بالطبيعة مثل أمهن حواء.
وقاطعتها وهي لا تكف عن الحكاية. لكن الملك كان يخون الملكة مع جارية سوداء. وقالت: وما له يابت؟ خيانة الرجل مشروعة بأمر الله لكن خيانة المرأة من الشيطان.
تساءلت وأنا طفلة لماذا كانت بشرة الملوك دائما بيضاء وبشرة العبيد سوداء؟ كانت بشرتي سمراء فهل أنا من سلالة العبيد؟ بصقت ستي الحاجة في فتحة جلبابها وصاحت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. الشر بره وبعيد. أنت من سلالة الأسياد.
منذ فتحت عيني علي الحياة في بيت الأطفال وأنا اسمعهم ينادونني بنت الله. ومنذ ماتت ستي الحاجة وأنا أنظر إلي بشرتي السمراء في المرآة. وفي احلامي أري وجه أبي ابيض كوجه الملك شهريار. من أين جاءتني البشرة القاتمة؟ هل خانت أمي أبي مع عبد أسود؟ هل أنا بنت الشيطان ولست بنت الله؟
وأري نفسي أجري هاربة في الظلمة وليس معي إلا كلبي مرزوق. ومن خلفي رجال كثيرون يجرون ورائي فوق رؤوسهم قبعات عسكرية ومن خلفهم كلابهم تلهث. وأكاد أفلت حين أصعد الهضبة بين البحر والنهر. ويملأ صدري هواء المكان. في صدري حنين منذ الطفولة لهذا الهواء ورائحة أمي قبل أن تموت. وقدم أبي محفور فوق المكان قبل أن يهرب. كان يمكن أن أفلت منهم وأنجو لكني تذكرت وتوقفت. وفي الوقفة أصابتني الطلقة في ظهري. كانوا يضربون من الخلف وأبدا لا يواجهونني وجها لوجه. وقبل أن أنسي الحروف وتتلاشي الذاكرة سمعتهم يقولون: ثمرة الخطيئة ولمن يقتلها جائزة في الدنيا والجنة في الآخرة.
بنت الله مع الإمام
ليلة العيد والفرح لم يكن هو اختياري. ساقوني إليه في يدي سلسلة ومن حولي ثوب أبيض بلون أرواح الملائكة وكفن الموتي. وفي سرير مزركش من الرخام الغالي كقبور الملكات وجدت نفسي عارية كما ولدتني أمي. وتذكرت. لم أر أمي منذ ولدت وفي بيت الأطفال كنت أمشي في النوم أبحث عن وجهها في الظلمة. وفي الحلم أسمع صوت الله كصوت أمي يناديني فأجري إليه أعانقه أحتمي في صدره من أرواح الجان والشياطين. وأنام الليل والله معي. وأصحو في الصباح ومعي المسيح. أحسه في أعماقي يتحرك. بأرجل ناعمة كالقطيفة. أحوطه بذراعي من تحت جدار البطن وأرفعه إلي أعلي تحت ضوء الشمس ليراه الله والوطن والإمام. أبتسم في الوجوه والوجوه لا تبتسم. تتقلب العيون داخل الجفون وتسقط الوجوه من فوق الرؤوس وتصبح الرأس حمراء بغير شعر والوجه يغطيه الشعر. والصوت الناعم الحنون يصبح عواء الذئب يطاردني في النوم وأنا أمشي في الظلمة أبحث عن أمي.. ومن خلفي أسمع الصوت يدوي كصوت الشيطان وأنا أجري وأقدام كثيرة من ورائي تجري. مائة قدم أو ألف كدبيب جيش لا يكف. مائة يد أو ألف تمتد تضربني من الخلف. وحين أستدير يهربون. يخافون المواجهة وجها لوجه. يخاف الواحد منهم أن يسير وحده. لا يشعر بالقوة إلا وفي يده آلة قتل. يسيرون علي شكل صفوف متعرجة وسيقانهم متعرجة وعيونهم معوجة. أعرفهم واحدا واحدا وأعرف وجه رئيسهم ووجوه كلابهم. يرتدي الكلب في النهار وجه الحمل وفي الليل يرتدي وجه الذئب. يسير الرجال في المقدمة ومن خلفهم الحراس ومن خلفهم الكلاب والقطط أيضا تأتي تكشف عن أنيابها وتدب فوق الأرض بأقدام صغيرة مليئة باللحم خالية من العظم عيونها تلمع بالشبق وبطونها منتفخة يملؤها الحرمان كالهواء الراكد في الغرف المغلقة.
كنت أجري ومن بعيد أري أمي واقفة عند الصخرة تنتظرني فوق الهضبة بين البحر والنهر. ذراعاها ممدودتان نحوي، وأكاد أصل اليها وأنجو لولا أنني توقفت عند الطلعة أملأ عيني بالمكان حيث علامة الامان وحيث ولدت. وأصابوني من الخلف بالطعنة. واستدرت قبل أن أسقط وأنسي الحروف وقلت أتقتلون الضحية وتتركون الجاني؟ قالوا من هو الجاني؟ وأشرت إلي وجهه المعلق فوق عمود طويل ممدود حتي السماء.
وانكمشت تحت العطاء كما كنت أفعل في بيت الاطفال. رأيته واقفا أمامي عاريا كما ولدته أمه. وقلت من أنت؟ قال أنا الإمام ألا تعرفين وجهي؟ قلت لا أعرفك. قال ألم تري وجهي من قبل؟ قلت لا أعرفك. قال ألا تقرئين الصحف ألا ترين الشاشة ألا تنظرين الي الصورة فوق أقواس النصر ألا تشترين طابع البريد أو ورقة دمغة؟ قلت ما هي الدمغة؟ قال ألا تعرفين الدمغة؟ قلت أول مرة أسمع هذا الاسم. قال أنت لا تعيشين في هذه الدنيا ولست واحدة منا. واذا لم تعرفي الإمام فأنت لا تعرفين الوطن وإذا لم تعرفي الوطن فأنت لا تعرفين الله. وقال ألم تسمعي الهتاف "الله الوطن. الإمام"؟ قلت لم أسمعه. وضرب كفا بكف وتعجب غاية العجب وقال أنت في حزب الله أم في حزب الشيطان؟ قلت لا هذا ولا ذاك. قال هذا عجيب هل قرأت كتب التراث؟ قلت أنا لا أقرأ. قال اذا كنت لا تقرئين أفلا تسمعين؟ ألم تسمعي عن حكايات ألف ليلة وليلة والملك شهريار؟ قلت من هو شهريار؟ قال ألا تعرفين الملك شهريار الذي خانته زوجته البيضاء كالشهد مع عبد أسود. قلت لا أعرفه. قال أتعرفين لماذا تفضل الزوجة البيضاء عبدا أسود علي زوجها الملك الأبيض؟ قلت لأنها تحبه أكثر من زوجها وضرب كفا بكف وتعجب غاية العجب وقال: هل يمكن للمرأة أن تحب رجلا أكثر من زوجها؟ قلت نعم. قال: حتي ولو كان زوجها الملك أو الإمام؟ قلت نعم. قال: وماذا يكون عند هذا العشيق ولا يكون عند الإمام؟ قلت الحب. قال مقهقها بصوت كجلاجل طبول العيد فاردا ذراعيه يحتضن الكون: عندي من الحب ما يكفي جميع الناس وقلبي يتسع للجميع. قلت: إذا اتسع قلبك للجميع فلا أحد فيه.
كان راقدا علي وسادة مزركشة من ريش النعام مستندا بكوعه الأيمن علي الأرض فوق سجادة من العجم عليها صورة الكعبة. وفي يده اليسري كأس الخمر. وكوعه يصنع في الكعبة حفرة عميقة. واهتز الكأس في يده قليلا، وانسكب قليلا من الخمر في الحفرة داخل الكعبة. واعتدل قليلا بجسده العاري يغطيه الشعر. وثبت عينيه فوق جسدي العاري الخالي من الشعر. وقال لماذا لا تركعين بين قدمي؟ قلت لم أركع في حياتي لأحد، قال لست أي أحد وجميع النساء تركع. قلت لست أي واحدة. قال وماذا تكونين أنت؟ قلت امرأة بلا اسم ولا أب ولا أم ولا أكتب ولا أقرأ ولكني لا أحبك وفي قلبي حب آخر.
وهنا اهتز الكأس في يده وانسكب الخمر كله مغرقا الحرم والكعبة وقبر الرسول. وانتصب واقفا عاريا والشعر فوق جسده منتصبا وعظامه أيضا انتصبت حتي النخاع. هاجت شهوته وعقله ذهب فلا شيء يلهبه ويأخذ عقله قدر امرأة غير مملوكة له. ولا يطفئ النار إلا أن يمتلكها بين يديه ورجليه ولا يستبقي منها شيئا حتي اللحم فوق العظم.
كان جالسا أمامها يمصمص عظامها ويكسر العظمة كعود القصب فوق ركبته ويمص النخاع وهي أمامه ترقبه كما ترقب خروف العيد يدخل دكان جزار وعيناه غائرتان في الوجه حتي العظام. ولا شيء يملؤهما إلا الخوف لا يشبع مهما أكل، ومهما امن لا يأمن.. وهي تناوله العظمة وراء العظمة ولوحة الكتف والإلية والطحال. وامتلأت معدته حتي الحافة وانتفخت كقربة من جلد الماعز. وهي تناوله لا تكف حتي سمعت صوت الانفجار ورأت وجهه يسقط الي الأرض وعيناه تتسعان بالدهشة لا يكاد يصدق وقالت أوله لعب وآخره عطب وانطلقت كالغزال تركض ومن خلفها كلبها.
2- تحقيقات
قالت إن مؤلفاتها تعرضت لجميع أشكال المنع
دافعت د.نوال السعداوي عن روايتها "سقوط الإمام" كما دافعت عن جميع مؤلفاتها.. ولم تكتف بالدفاع، ولكنها فتحت النار علي الكثير من الاطراف.. هاجمت الأزهر وقالت انه يترك كتب الجنس الرخيصة فوق الارصفة و"ماسك" في كتبها.. وقالت ان كتبها تتعرض للمصادرة منذ ايام عبد الناصر، واشارت الي المجلس الاعلي للثقافة باتهام المشاركة في المصادرة، واضافت ان لجنة القصة بالمجلس تضم اشخاصا بعضهم لم يكتب قصة واحدة في حياته.. ودافعت عن كتاباتها قائلة: انها تنطوي علي نظرة انسانية للجنس لا تتضمن أية إثارة وان مصادرة كتبها تعني تحريضا للتيارات المتطرفة ضدهها.
وأكدت ان الحكم علي أي كتاب أو عمل ادبي من حق القارئ وحده وهو الناقد الوحيد.. وطالبت بالانضمام لعضوية مجمع البحوث الاسلامية متسائلة انا ما أدخلش مجمع البحوث ليه؟.
> "سقوط الإمام" ليس أول كتاب يمنع تداوله أو نشره للدكتورة نوال السعداوي من مجمع البحوث الاسلامية؟
- هذه المصادرة تعني تحريض التيارات الارهابية المتطرفة بان هذه الرواية المؤلفة تعارض الدين وتسخر من القيم، فهو نوع من وانا ضد استخدام الدين في تعمية العقول، وفرض حجاب علي العقل، وطبعا وضعنا في السجن، وقتل بنفس المجموعة، وبكل أسف فإن أطرافا في الحكومة المصرية تتبع سياسة السادات وتلعب دورا ازدواجيا.
فالسادات كان يشجع الفكر الديني المتشدد والمتطرف والذي كان تشجعه الولايات المتحدة الامريكية في ذلك الوقت وكان يشجع التيارات الاسلامية الاصولية والقبطية في مصر.
واحيانا يكون هناك تناقض بينهم، لكن فكرهم واحد وخطتهم واحدة في "الاطار العام" ويستهدفون الكتاب الذين يربطون ما بين السياسة والتحليل السياسي والاقتصادي وتحليل المرأة، والازهر عنده "آلاف الكتب الجنسية" الرخيصة علي الأرصفة، وعندنا فساد وسيبين كل هذا وماسكين في كتابات نوال السعداوي "دراسات عن المرأة والجنس" وكنت أحاول طرح قضية الأخلاق للنقاش الصريح واقضي علي الازدواجية الجنسية، وارفع الجنس الي المستوي الانساني ومن خلال تجربتي كطبيبة قاومت موضوع الختان الذي منعه وزير الصحة الان.
ان الأزهر يترصد المفكرين والكاتبات الذين يربطون بين الاستعمار الاجنبي الامريكي والتيارات الاسلامية والفقر الموجود والتنمية الاقتصادية وتحرير المرأة، وهذا كل شغلي فكل رواياتي ستجد فيها هذا السرد موجودا والسمة المميزة لكتاباتي هي الربط بين السياسة والجنس والدين وكشف العلاقة بينهم باستغلال النساء والفقراء، وطبعا هذا الربط يجننهم.. وقد حاولوا التفريق بيني وبين زوجي بحجة قيامي بازدراء الدين وانا بأعتبر ان مؤسسة الازهر مفروض ان تلعب دورا فكريا بل هي راقدة وشبه ميتة وتحاول احياء نفسها عن طريق هذه المقصات، وهذا رأيي.
> هل هذه أول مرة يمنع فيها أحد مؤلفاتك؟
- لا.. لا.. جميع كتبي صودرت تقريبا، إما الكتاب كله او اجزاء منه منذ ايام عبد الناصر.
> ولكن كلمة صودرت كلمة تعني الكثير؟
- أنا تعودت عليها صودرت ومنعت وقطع منها اجزاء، يعني جميع اشكال المنع، فاحيانا يصادرون الكتاب كله، أو يحذفون اجزاء كبيرة جدا منها وهذا ما فعله المجلس الاعلي للثقافة مع كتاب صدر من استاذة عربية امريكية اسمها فدوي دوجلاس، وكان دراسة علمية عن رواياتي باللغة الانجليزية، فقرر جابر عصفور ترجمتها واتفق مع فخري لبيب وأعطاه 7 آلاف جنيه وترجم الكتاب وبعد كدا الدكتور جابر عصفور اخذ يحذف منه قطع قطع حتي صادره نهائيا وهذا في المجلس الاعلي للثقافة وليس الازهر.
> إذن ليست جهة واحدة التي تعمل علي المصادرة؟
- لا.. المجلس الاعلي للثقافة صادر ومنع طبع كتاب دراسة عن شغلي، بعد ان امر الدكتور جابر عصفور بترجمته وتم دفع ثمن الترجمة، ولا أريد أن أقول ان الازهر فقط يتورط والمفروض ان اصحاب الاعمدة عندما يحدث شيء كهذا يكتبونه.
> معني هذا أن أي كتاب تقومين بتأليفه يصبح لديك احساس بأنه ستتم مصادرته؟
- لا توجد توقعات 100% بل هي 50%.
> وهل هذا سببه تجارب سابقة؟
- من أول ما كتبت منذ 50 عاما، وانا نشأت في الريف من اسرة فقيرة وتعلمت وكنت متفوقة وعندي مخ ورأيت في مجال الطب والاخلاق والسياسة فساد كبير جدا، فقلت لابد ان اكشف هذا الفساد وكشفته في الكتاب، وقدمت دراسات وادب والاشياء التي لم استطع كتابتها علي شكل رواية، كتبتها علي شكل دراسة مباشرة فيها الرجل والجنس والمرأة.. والجنس والمرأة والصراع النفسي، وكشفت العلاقة ما بين الجنس والاقتصاد وهذا من واقع دراسات علمية عن علاقة القهر السياسي والاقتصادي بالقهر الجنسي والنفسي، فأنا طبيبة واستخدمت معلومات دراستي.
> ألا ترين أن وسيلة المصادرة اصبحت وسيلة عقيمة في ظل وجود الانترنت؟
- ليس فقط الانترنت، هم بيلعبوا دور في نشر الكتاب فسقوط الامام نشر منذ عشرين عاما وهو كتاب ليس بجديد.
> هنا سؤال يطرح نفسه بقوة: لماذا تمت مصادرته الان بعد مرور 20 عاما؟
- هذا الكتاب نشر منذ عشرين عاما، وبدأت كتابته وانا في السجن وفكرته مستوحاة من السادات، فلو قرأت سقوط الامام ستجد الامام رئيس دولة وشبيه بالسادات الي حد كبير، والرواية عبارة عن بوليس يطارد البنت غير الشرعية للإمام والتي قتلت والدها، ومن خلال هذه المطاردة يتكشف الفساد.
> الآن تمت مصادرة كتاب تواجد في الاسواق المصرية لمدة عشرين عاما فأين كان مجمع البحوث الإسلامية وهل هناك تدخل من جهة ما بعد مجمع البحوث الاسلامية؟
- ليس فقط الاسواق المصرية بل العربية والاجنبية وترجم الي 15 لغة.
> هل هناك جهات اخري تدخلت في هذا الموضوع؟
- كل شيء ممكن والسياسة بحورها "غويطة" هما بيخافوا مني لأن لساني طويل.
> سألنا بعض علماء المجمع لماذا تصادرون مؤلفات أو مطبوعات؟ فقالوا نحن لا نصادر ولكن نوصي بالمنع فقط، ونكتب رأينا؟
- الحكومة بتصادر وكفاية يكتبوا فقط.
> عندما نطبق هذا علي الواقع نجد تناقضا كبيرا جدا، فلماذا لم ترجعي للهيئات القضائية؟
- أنا طالما القضاء المصري لان البوليس هو الذي يصادر.
> لماذا لم تأخذي حقك بالقانون؟
- حاولت اخذ حقي، ولكن هذا يتطلب نقود وقضاء ووقت وانا مشغولة، ولجأت للقضاء المصري والقضاء جزء من المنظومة ولما يحكم لحد بالعدل أحيانا كدا علشان يقول لدينا شوية ديمقراطية ومجلس الدولة لم يعمل شيئا عند اغلاق الفرع المصري لتضامن المرأة العربية وحتي اليوم القضية في المجلس ولم تخرج منذ عام 91، 13 سنة ولم تخرج القضية وطبعا تأجيل العدل ظلم.
> إذن فمجمع البحوث الاسلامية ليس الجهة الوحيدة للمنع او المصادرة، وبعض علماء المجمع قالوا ان عملهم هو منع تداول الكتاب الذي يصل الينا ونجد فيه ما يسئ للدين الاسلامي، فهل روايتك بها ما يسئ للدين حتي يمنع تداولها سواء من قريب أو بعيد؟
- بالعكس هذه الرواية تقف مع الدين، زي كتاباتي، عندما اكتب عن المرأة والجنس يقولون دكتورة نوال كتبت عن الجنس لكني بأكتب عن الجنس لأطهر الجنس من الازدواجية الجنسية والفساد وهناك فرق ما بين شخص يتحدث عن الجنس ويكتب شيئا فاسدا لاثارة الشباب وهناك من يكتب عن الجنس بطريقة علميه لينقي الجنس ويجعله انسانا ونظيفا.
وهذا هدف "أنسنة الجنس" تحويل العلاقة بين الرجل والمرأة الي علاقة إنسانية رفيعة وكذلك الكتابة في موضوع ديني، فوالدي كان استاذا وتخرج من الازهر وايضا عمي، وانا دارسة للقرآن وقارنت الاسلام باليهودية والمسيحية وبأديان كثيرة.
> ولكن ما علاقة الدين بالادب والرواية.. إذن نحن في حاجة الي متخصصين فما هو رأيكم؟
- أنا معاك، نحن لدينا جهات متخصصة مشلولة، أو لا تعمل، مثل نقابة الاطباء وكان وزير الصحة يحول لنا اشياء من مجلس الشعب حتي نفتي فيها فنحن لدينا لجان علمية وادبية.
والفكرة ليست في انشاء لجان جديدة، فهي موجودة ولكنها تتملق الاسلاميين لان الحكومة والاسلاميين وجهان لعملة واحدة، وأنا طردت من لجنة القصة بعدما كنت عضوا بها ايام توفيق الحكيم، وعندما جاء السادات اخرجني منها وأنا صحيا خارجة عنها، وحاطين في لجنة القصة اناس غير ادباء وهناك في اللجنة من لم يكتبوا قصة واحدة في الحياة، وأنا لست عضوة رغم كتابتي للقصة والكل يعمل مثل الازهر.
> علماء الأزهر يؤكدون انهم يتعاملون مع الجهة التي ترسل لهم المطبوعة او المؤلف، يعني الرقابة علي المطبوعات والمصنفات ترسل لهم المؤلف او مباحث أمن الدولة أو وزارة الداخلية وهم يوصون فقط بعدم التداول ولسنا ملزمين لجهة بان تأخذ برأينا، فالجهة تنفذ كلامنا ونحن لم نلزمها.
- الرقابة علي المصنفات؟ ايه الرقابة علي المصنفات اللي اعرفه انها علي السينما، وانا كل رواياتي منعت في التليفزيون والسينما.
> هل انت مع الرقابة علي الفكر والابداع أم مع اطلاق حرية الفكر والابداع بلا رقابة؟
- كتبت كثيرا في هذا، موضوع مين اللي يحكم علي العمل الادبي القارئ، هو نفسه اللي بيشتري الكتاب من عدمه وهذا هو الناقد الحقيقي، وانا ضد أي لجنة للرقابة لا في وزارة الثقافة ولا الازهر،
وايضا استخدام القانون.. هل يمكن تجريم الخيال؟ مثل أن تحلم بحلم ويجرمون هذا الحلم.
> أمين المجمع في احد حواراته أكد علي ان المجمع يؤمن بحرية الفكر والابداع ويري ان الانفلات وترك الحبل علي غاربه يمكن المارقين "أصحاب الفكر" واصحاب الفكر المنحرف لممارسة عدوانهم الفكري علي ثقافة الشعوب الاسلامية فما هو رأيك؟
- أنا أري أن كلامه متناقض بمعني، لانه يقول نحن مع حرية الفكر والابداع، ثم وضع نفسه حكم علي الفكر والابداع، وجعل هذا منحرفا وهذا لا وهذا ليس من حقه، هذا هو صلب التناقض.
> هل نحلم في يوم من الايام ان يضم مجمع البحوث الاسلامية المتخصصين والنساء؟
- نعم، فالحديث الشريف يقول "خذو نصف دينكم عن هذه الحميراء" اللي كان عمرها 18 سنة، أنا ما ادخلشي مجمع البحوث ليه؟
المصدر / صحيفة نهضة مصر الاكترونية
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مقاطع من الرواية المصادرة سقوط الامام + حوار مع كاتبتها نوال السعداوي (Re: musadim)
|
Salaam ya Musadim
I did not condemn or join the petition that you asked for in a previous related posting, simply, I do not know what she said nor what alazhar said either. However, interestingly this posting in specific shows the hypocracy and nifaq of those who joined the petition and of the sudanese intellectuals in general. This posting is rather poorly read and commented to (I mean this one) on the other hand when it was time to condemn, or join a petition or whatever hundreds teamed up, not even half of them clicked here to read the text in this related posting. Isn't ironic that this chorus of munafiqeen, they love to condemn anything at anytime or any place specially when religion is part of the picture. My God, this posting made the rest of the day. x
Thank you
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مقاطع من الرواية المصادرة سقوط الامام + حوار مع كاتبتها نوال السعداوي (Re: zoul"ibn"zoul)
|
الأخ مصادم
شكرا للإستجابة وعرض مقتطفات من الرواية المصادرة، قبل إبداء رأي متعجل أقوم بقراءة ما عرضته علينا بتمعّـن إضافة للبحث الذي بدأته في مصادر أخرى عن نوال السعداوي، ما وجدته عنها يدعو للاستغراب ولا يدعو لحسن الظن بها وأحاول الآن التثبت مما قرأت قبل إيراده هنا، أرجو أن يتسع صدرك لمخالفيك الرأي فنحن هنا للاستفادة والإفادة، كما أرجو من الإخوة المشاركين بالرأي التحلي بالموضوعية والتركيز حتى لا يتشعب الموضوع فنخرج عن خطه المرسوم.
أحمد الريّـح
| |
|
|
|
|
|
|
| |
musadim
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست