عبدالله الطيب..بعض من خواطر عجلى - إدريس محمد نور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 09:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-20-2004, 07:43 AM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عبدالله الطيب..بعض من خواطر عجلى - إدريس محمد نور

    فقيد العروبة.. عبدالله الطيب..بعض من خواطر عجلى

    إدريس محمد نور

    ما من شخصية تجذّرت وعي الناس بهذه الكثافة والتلقائية وعمق الرسوخ مثل استمالة العلامة الكبير عبدالله الطيب وجدان أهل السودان وأمزجتهم ودفاتر يومياتهم.
    لست في معرض ايراد لفضائل الرجل ودلائل عبقريته الفذة حيث ان ما جاء في حيثيات تسليمه جائزة الملك فيصل للأدب العربي من انه (محيط بالشعر العربي وتاريخه وقضاياه احاطة قل ان تتوافر لكثير من الدارسين) ما يعبر بجلاء عن تمكنه من ناصية هذا الفن الواسع بدقائقه واسراره وجمالياته. وفي هذا التعاطي المدهش مع الحضارة العربية الاسلامية في تحولاتها وتبدلات مواقعها ومن استيعاب مثير للاعجاب لقبائل العرب وأنسابها ووقائعها وايامها ما حوله الى ما يشبه الاسطورة في مطارحات الناس ومؤانساتهم في مدن البلاد وقراها النائية.
    حاولت مراراً ان اجد تفسيراً لظاهرة عبدالله الطيب.. كيف تسنى له ان يتحول هكذا الى شاغل مستمر للناس؟ هل عجبوا لأفندي يحاكي اللندنيين في لباسهم كيف تأتّى له ان يستنزل الحارث بن حلزة والنابغة الجعدي وعبديغوث وعبيد الجرهمي بينهم.. ويحدثهم عن سجع الكهان وداحس والغبراء وقس بن ساعدة. ويعرج مفصلاً وهو يتكئ على فصول من المعارف الجمة راوياً السيرة النبوية العطرة بإتقان أخاذ من ذاكرة هي احدى أعاجيب عبدالله يستحضر دار الندوة والحجابة واللواء والسقاية والرفادة وانتقال ولاية البيت الى غبشان من خزاعة ويستوقفه حلف الفضول فلقاء بني هاشم وبني المطلب وأسد بن عبدالعزى وزهرة بن كلاب وتيم بن مرة وبيعة العقبة الاولى ونقض الصحيفة، مضفياً احاطته المتمكنة بالموضوع على حوادث السنة الاولى من الهجرة وتحويل الكعبة وأشهر السرايا والمغازي وسبي هوازن واسهامات الاوزاعي وابن جريج وحماد بن سلمة وسفيان الثوري.. وهكذا تتداعى الصور المفتوحة دائماً على نهم التفاصيل وتمددها محولاً كعادته حديثه الى بانوراما غنية من الفنون الشجية حيث يتداخل السرد بالتاريخ والشعر والمقامة بالنحو والبلاغة وعلم الكلام بتأثيرات ارسطوطاليس ممارساً هوايته الاثيرة في تتبع جذ
    ور المفردات وبيان تمايز لغات العرب وتقاربها.. وينحو تارة باتجاه اضافات الفرنجة - كما - يناديهم - فيتحدث عن شكسبير وكيتس وكوليردج وصاحب The Waste Land عارضاً اقتباسات ت. س. اليوت واستفادته من فضاءات امرئ القيس التصويرية وغيره في مقارنة معمقة للنصوص العربية والانجليزية التي أتقن أخذها وردها.
    وكم عجبنا ونحن صغار حين كنا نسمع ان طلاب الطب والهندسة والبيطرة والزراعة كانوا يهجرون محاضراتهم عندما يترامى الى اسماعهم موعد حديث ثقافي وشيك لعبدالله الطيب في احدى قاعات جامعة الخرطوم.. وازددنا عجباً عندما سمعناهم وهم يحفظون مقاطع طويلة من محاضراته وبذات الطريقة المشوقة التي يلقي بها.. انه حب جارف للرجل تعاطاه الجميع بعاطفة جياشة لم ينفك من أسر سحره حتى زملاء عبدالله الطيب.
    على ان ما جعل هذه العاطفة عميقة تجاه عبدالله الطيب برنامجه الاذاعي ذائع الصيت ذلك الذي انبرى فيه لتفسير القرآن الكريم كاملاً بلغة وسيطة راوحت بين الافادة والامتاع أتاحت تجاذباً مدهشاً مع قطاع شعبي واسع خلبته طريقته السهلة الممتعة في ايصال أعقد قضايا الاعجاز اللغوي والمواقف والمفاهيم ومصائر الامم وتبدل الايام وشواهد صعودها وأفولها.
    واني لأجزم ان ما من موعد اتفق اهل السودان عليه كالتفافهم حول المذياع ساعة بث هذا البرنامج الشائق الامر الذي حول معده ومقدمه الى بطل شعبي ورمز انساني غني عميق التأثير لتتسع تجربته الاذاعية الثرة الى احاديث جامعة، وليشهد فيما بعد ميدان التلفاز عروضه الادبية البارعة مصاحباً بتلك البسمة الخفيفة العذبة التي تجلل وجهه لتعزز الفة طالما اراحتنا طوال حديثه عن المتنبي وشارحه ابن جني وأبي فراس والمعري والبحتري والاصمعي والوليد بن عبدالملك وابن الفارض والحمدانيين بحلب وطه حسين واحمد شوقي والعقاد ومحمود شاكر يوالف بينهم صاعداً بمشهدية اللحظة وبراعة الربط الى لذة معرفية تغري بالاستفاضة.
    وفقيد العربية والاسلام لم تصب ذاكرته المتقدة دوماً إلا حين داهمه المرض أخريات ايامه وتلك من مزايا شخصيته الخصبة المميزة حيث اتاحت له استرسالاً ودفقاً معلوماتياً غزيراً. وحين احتفى به معهد العالم العربي بباريس في ثمانينات القرن الفائت استفاض مقدم الحفل في تقريظ علمه واستحسان ذاكرته.. قائلاً انه كان كثيراً ما يشاغب عبدالله الطيب كلما وجده في محفل عام بسؤاله كم تحفظ من اشعار العرب.. واضاف انه كان يخشى ان يكون رده كرد ابي بكر الخوارزمي عندما هم بالدخول الى مجلس الصاحب بن عباد تلميذ ابن العميد ووزير البويهيين فاستوقفه الحاجب قائلاً: ان ابن عباد لا يأذن بحضور مجلسه إلا لمن يحفظ خمسين الف بيت من اشعار العرب.. فرد عليه الخوارزمي: أخبر سيدك ان كان يريدها من اشعار الرجال ام النساء.. والحديث عن قوة حافظته واستطراداتها الكثيفة يطول شرحه.
    ان الكلام عن اسهامات العلامة الفذ المولود بقرية التميراب قرب مدينة الدامر بشمال السودان في يونيو 1921والحائز على دبلوم الآداب من كلية غوردون التذكارية عام 1942ثم البكالوريوس من جامعة لندن في التخصص ذاته والدكتوراه في الدراسات الشرقية من جامعة لندن عام 1949والذي عمل أستاذاً بكلية الآداب بجامعة الخرطوم وعين بالجامعة أستاذاً مدى الحياة عام 1979وشغل منصب مدير الجامعة واول مدير لجامعة جوبا عام 1975واول رئيس للمجمع اللغوي بالخرطوم والعضو بالعديد من المجامع اللغوية وابرزها مجمع القاهرة منذ 1961م والحائز على تقدير واعتراف العديد من المنظمات والمؤسسات على المستوى الاقليمي والعالمي في خدمة اللغة العربية والاسلامية لا ينتهي.
    ومن أياديه البيضاء عمادته لكلية اللغة العربية بجامعة احمدو بيلو ينيجيريا عام 1964وتأسيسه هناك كلية باييرو بمدينة كانو التي صارت فيما بعد جامعة كاملة وخوضه تجربة ثرة بالتدريس في السنغال في سبيل توطيد عرى اللغة العربية وعمله أستاذاً للغة العربية بجامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس بالمغرب وأستاذاً بجامعة الدار البيضاء عام
    1978.حتماً ستظل اضافاته الابداعية الشعرية والنقدية الوفيرة التي زادت على العشرين مصنفاً ومنها دواوينه (اصداء النيل) و(بانات رامة) و(سقط الزند الجديد) وعدة مؤلفات يتقدمها منجزه الموسوعي الضخم (المرشد الى فهم اشعار العرب وصناعتها) الذي مكث عليه قرابةنصف القرن بجانب (الاحاجي السودانية) و(من نافذة القطار) و(مع أبي الطيب) وغيرها عنواناً لشخصية تواقة للمثابرة والتحدي صدمت دوماً قناعاتنا البائسة في الاطلاع والتلقي، بجسارة شخصية احالت المستحيل الى ممكن واستطاعت بحرفية دؤوبة وألمعية نادرة ان تستعيد ابهى خطابات العصور اشراقاً وحضوراً.
    تلك شذرات من حياة رجل استطاع ان يمنح لغة العرب مودة خالصة من خلال اعادة صياغة القطيعة الذوقية معها الى نكهة مألوفة.. اذ انه أحال جفاف المادة الى رواء.. ووحشي مفرداتها الى نشيد شعبي حميم وهنا فقط تكمن فرادة وعبقرية هذا الرمز العربي الاسلامي الكبير.. البروفسور عبدالله الطيب.
    اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله



    http://www.alriyadh.com.sa/Contents/03-07-2003/Mainpage/Thkafa_6768.php
                  

06-22-2004, 02:46 AM

Ehab Eltayeb
<aEhab Eltayeb
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 2850

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالله الطيب..بعض من خواطر عجلى - إدريس محمد نور (Re: sympatico)

    للرفع.. احياء لذكري البروف عبدالله الطيب..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de