الجنجويد في دارفور.. القصة الكاملة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 10:24 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-18-2004, 04:05 PM

Esameldin Abdelrahman

تاريخ التسجيل: 02-17-2004
مجموع المشاركات: 2296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الجنجويد في دارفور.. القصة الكاملة

    العربية نت/خاص
    رغم أن اسم "الجنجويد" وجد سبيله إلى أجهزة الإعلام العالمية وشق طريقه إلى أروقة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، إلا أن حقيقة هذه المليشيات المتهمة بأعمال العنف في إقليم دارفور بغربي السودان ظل مجهولا بصورة جعلت منها شبحا غامضا.

    وفي ظل تحريك دولي كبير لملف الجنجويد ومطالبة واشنطن بمعاقبة قادتهم، سعت "العربية.نت" لفتح ملف الجنجويد في دارفور والتعرف على حقيقتهم مستنطقة سياسيين ومحللين المختصين بالإضافة لبعض المتهمين -في نظر واشنطن- بقيادة الجنجويد، وخرجت من ذلك بروايات مختلفة.

    الرواية الرسمية جاءت على لسان وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل الذي قال لـ"لعربية.نت" إن الجنجويد ليسوا إلا مجموعة من قطاع الطرق ونشاط هؤلاء أدى إلى تفاقم العنف في دارفور، وفي هذا السياق نفى إسماعيل الاتهامات التي توجه إلى حكومته بتسليح قبائل عربية في الإقليم للقيام بعمليات تطهير عرقي، وأشار إلى أن هجمات الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة قرنق في منتصف التسعينات على مناطق في جنوب دارفور، كانت سببا في تسليح بعض القبائل هناك لحماية مصالحها.

    الجنجويد.. لغز دارفور!

    شاع أن اسم الجنجويد مستمد من عبارة "جن جاء على فرس"، وهذا ما أكده أيضا القيادي البارز في حركة تحرير السودان "دارفور" محجوب حسين. وأضاف حسين لـ"العربية.نت" أن الجنجويد تاريخيا معروفون أنهم "مجموعة من الصعاليك الأميين محدودي الثقافة يحاولون تنفيذ قانون الغاب"، لكن الإفادات التي تحصلت عليها "العربية.نت" من قبل عدد من السياسيين والباحثين، تجعل من المتعذر الاتكاء فقط على هذا التعريف.

    وفي حين تحدثت مصادر حكومية لـ"العربية.نت" عن الجنجويد بوصفهم لصوص يعود تاريخهم إلى الصراع المسلح بين القبائل العربية وقبائل الفور في الثمانينات من القرن الماضي، جزم سياسي سوداني يتحدر من دارفور أن أصل الكلمة لا يعود إلى اللغة العربية.

    وقال مادبولـ"العربية.نت" إن الاسم عائد إلى اللغات المحكية في تشاد المجاورة، مشيرا إلى أن اللفظ مقترن تاريخيا بعصابات السرقة. وزاد مادبو أن قبائل صغيرة في المنطقة معروفة بإرث تاريخي في هذا الجانب.

    "يطلق على المجموعات المنظمة التي تغير على القرى للسلب والنهب اسم الجنجويد في شمال دارفور واسم جاغت في جنوبها"


    ويشير الأمين العام للهيئة الشعبية لتطوير دارفور علي أبو زيد إلى الاسم بوصفه متداولا في السودان وتشاد. ورد أبو زيد في حديث لـ"العربية.نت" اسم الجنجويد إلى فترات زمنية سابقة في تاريخ دارفور. وعرف أبو زيد الجنجويد بأنهم مجموعات منظمة تغير على القرى لتسلب وتنهب، مذكرا أن الجنجويد يطلق عليهم في جنوب دارفور اسم "جاغت".

    ويفيد الباحث السوداني الطيب زين العابدين أن مصطلح الجنجويد شائع الاستعمال في دارفور منذ زمن بعيد. ويعني مصطلح الجنجويد بحسب زين العابدين الشباب المنفلتين من قبائلهم والذين لا يتورعون عن ارتكاب الموبقات من نهب وفاحشة واعتداء على الغير. لكن زين العابدين لا يتغافل في سياق مقاله عن الجنجويد عن الإشارات التي وردت في تعريف المصطلح بـ"الجن الذي يركب جوادا".

    ويقول زعيم قبيلة المحاميد الشيخ موسى هلال إن الجنجويد بوصفهم لصوص ينهبون القرى، لا تعود ثقافتهم لجذور سودانية، وإنما تعود هذه العادات إلى تشاد المجاورة.وأفاد الشيخ هلال أن قبيلته (300 ألف نسمة) استجابت للاستنفار الحكومي في مواجهة التمرد المندلع في دارفور منذ أبريل 2003، مشيرا إلى أن مجموعات من القبائل الإفريقية ذاتها استجابت للاستنفار. لكنه نفى في الوقت نفسه أن تكون مجموعات غير سودانية تشترك في القتال الدائر في دارفور. وكانت تقارير صحفية أشارت إلى وجود مقاتلين من موريتانيا وتشاد تحارب إلى جانب المليشيات العربية.

    ويقول بعض شهود العيان الذين أدلوا بإفاداتهم لعدد من المنظمات الدولية ومن بينها منظمة العفو الدولية، إن أعضاء مليشيات الجنجويد يأتون إلى القرى على ظهور الخيل والإبل. ويؤكد بعض أولئك الشهود أن المليشيات المذكورة تستخدم سيارات من طراز "لاندكروزر" أحيانا. وبحسب إفادات شهود عيان، فإن الجنجويد يحرصون على ارتداء زي شبيه بزي الجيش الحكومي، ويحمل الواحد منهم شارة على كتفه مرسوم عليها فارس على ظهر جواد.

    وفي مقابل هذه الروايات يؤكد مصدر حكومي في دارفور غربي السودان رفض الكشف عن اسمه أن اسم "الجنجويد" ملفق ومغرض "يحاول المتمردون إلصاقه بالقوات النظامية العاملة هناك". و يشير مصدر في المعارضة السودانية إلى أن 30 ألفا من القوات شبه الحكومية في دارفور قد يكون مقصودا بها اسم الجنجويد. وينفي المصدر ذاته ضلوع القوات النظامية أو شبه النظامية في ارتكاب فظائع، متهمة لصوص من كل قبائل دارفور بالقيام بذلك.

    "يحرص الجنجويد على ارتداء زي شبيه بزي الجيش الحكومي ويحمل الواحد منهم شارة على كتفه مرسوم عليها فارس على ظهر جواد"


    ويوضح نائب رئيس حزب الأمة المعارض آدم موسى مادبو أن اسم الجنجويد يطلق في دارفور على عصابات قطع الطرق. ويضيف مادبو الذي يتحدر من قبيلة الرزيقات العربية في دارفور لـ"العربية.نت" أن عدد قطاع الطرق لا يتجاوز المئات. وينفي مادبو أن تكون مشكلة دارفور ذات طبيعة اثنية، مشيرا في الوقت ذاته إلى الاحتكاكات التي تحدث بين قبيلة الرزيقات من جهة وقبيلتي المعالي والمسيرية من جهة أخرى وكلها قبائل عربية.

    ويرى عبدالله آدم خاطر أن الهدف النهائي للجنجويد هي أموال الضحايا وأرضهم على زعم أنها مملوكة لأسر المتمردين وامتدادتهم الاجتماعية. ويتابع في مقال له بعنوان "الجنجويد" نشرته جريدة "الأيام" السودانية بتاريخ 12/7/2004 أن أهم مجالات نشاط الجنجويد تمثل في اجتياح القرى الآمنة وترويع المواطنين ونهب ممتلكاتهم، مضيفا " وقد ارتبط كل ذلك بظواهر مخجلة".

    30 ألف مقاتل !

    ويؤكد أمين دائرة الإعلام والاتصال في حركة تحرير السودان التي تقاتل الحكومة في دارفور محجوب حسين أن أعداد الجنجويد تبلغ 20 – 30 ألفا من المقاتلين. ويتهم حسين الذي تحدث لـ"العربية.نت" عن الجنجويد القبائل العربية كلها في دارفور بلعب دور فاعل في إمداد الجنجويد بالرجال والسلاح والمال. وأضاف حسين أن مجموعات من قبائل عربية من تشاد وموريتانيا تشارك في القتال، مضيفا أن الحكومة السودانية تسعى إلى توطين 10 آلاف منهم في دارفور بعد إجلاء ذوي الأصول الإفريقية.

    ويقول الأمين العام للهيئة الشعبية لتطوير دارفور علي أبوزيد إن قبائل الفور والزغاوة والمساليت ذات الأصول الإفريقية تشكل عماد التمرد الذي تقوده حركتا "العدل والمساواة" و"تحرير السودان" في دارفور، مشيرا إلى أن الحركتين أطلقتا اسم الجنجويد على "المجموعات المدنية المسلحة التي تساند الحكومة". وحدد أبو زيد القوات شبه الحكومية التي تقاتل إلى جانب الجيش في الدفاع الشعبي واستخبارات الحدود بالإضافة لما اسماه "النفرات الحدودية".

    "يطرح باحث سوداني رؤية تقول بمشاركة عناصر موريتانية وتشادية في القتال إلى جانب الجنجويد"


    ويؤكد باحث سوداني مشاركة أطراف غير سودانية في القتال إلى جانب الجنجويد. ويقول الطيب زين العابدين القريب من حكومة الإنقاذ في مقال حمل عنوان "مرتزقة الجنجويد في دارفور"، إن السلطات الممسكة بملف دارفور عمدت إلى تجنيد عناصر منفلتة من القبائل العربية في دارفور ومن تشاد وبنين وموريتانيا.

    غير أن منظمة "هيومان رايتس ووتش" تنظر إلى الأمر باعتباره نزوعا من الحكومة السودانية لضرب قبائل "الفور" و"الزغاوة" و"المساليت". وتقول المنظمة الدولية عينها في تقرير نشر في مطلع يوليو2003 إن كثرة من أمراء القبائل العربية في دارفور يشكلون قيادة الجنجويد.

    هل هو صراع إثني؟

    يدفع كل طرف باللائمة على الطرف الآخر، وتتوه الخيوط كثيرا حين البحث بجدية عن المتسبب بالكارثة الموصوفة أنها أسوأ كارثة إنسانية في الوقت الحاضر. وتشير جهات حكومية في دارفور إلى أن القبائل العربية وحدها انخرطت في "الدفاع الشعبي" الذي كونته الحكومة مطلع التسعينات من القرن الماضي، مما أدى لمحاولة تشويه صورة القوات النظامية السودانية بواسطة "الحركات المتمردة في دافور" على حد وصف مسؤول حكومي بارز في المنطقة فضل عدم ذكر اسمه.

    وأضاف المسؤول ذاته لـ"العربية.نت" أن "المتمردين يحاولون إلصاق اسم الجنجويد بالقوات النظامية"، مشيرا إلى أن الجنجويد الحقيقيين لا يعدو أن يكونوا مجموعة غير معروفة من اللصوص وقطاع الطرق.

    لكن منظمة "هيومان رايتس ووتش" تؤكد اعتراف الحكومة السودانية بصلتها بالجنجويد، مشيرة إلى حديث أدلى به وزير الخارجية السوداني بتاريخ 24 أبريل الماضي. وذكرت المنظمة الدولية أن المسؤول السوداني أعترف أن "لحكومته والجنجويد قضية مشتركة".

    وزادت هيومان رايتس ووتش في تقرير لها عن علاقة الحكومة بالجنجويد أن الوزير السوداني قال "ربما تكون الحكومة قد غضت الطرف عن المليشيات، وهذا صحيح، لأن المليشيات تحارب التمرد". لكن الوزير السوداني نفى بشدة أن تكون حكومته مشاركة في أية عمليات للتطهير العرقي.

    "ربما تكون الحكومة قد غضت الطرف عن المليشيات وهذا صحيح لأن المليشيات تحارب التمرد{وزير خارجية السودان مصطفى إسماعيل"


    ولا ينكر الأمين العام للهيئة الشعبية لتطوير دارفور علي أبو زيد مسؤولية "قوات غير منضبطة" في الجانبين الحكومي والحركات المسلحة في دارفور عن الأحداث الملتهبة هناك.

    وقال أبو زيد لـ"العربية.نت" إن المعلومات بشأن حرق القرى والاغتصاب والقتل "حقيقية في كثير من الأحيان وتقوم بها مجموعات غير منضبطة من الجانبين".

    ويعتبر القيادي بحركة تحرير السودان "دارفور" محجوب حسين النائب الأول لرئيس الجمهورية السوداني علي عثمان طه، مسؤولا بشكل مباشر عن دعم الجنجويد وتسليحهم.

    وقال حسين لـ"العربية.نت" إن حركته على علم بالأجهزة الأمنية السرية الخاصة التي يشرف عليها عثمان طه شخصيا، وتقوم بتنسيق عمليات الجنجويد.

    الخرطوم والجنجويد.. ماهية العلاقة

    يرى الباحث السوداني الطيب زين العابدين أن الحكومة السودانية اعترفت ضمنيا بعلاقتها بالجنجويد. ويقول زين العابدين في مقاله "مرتزقة الجنجويد في دارفور"، إن وزير الخارجية السوداني فضلا عن مسؤولين حكوميين آخرين وردت منهم إشارات تؤكد صلة الحكومة بالجنجويد.

    ولا يرى زعيم قبيلة المحاميد الشيخ موسى هلال الأمر من هذه الزاوية أوتلك، فالشيخ هلال يعتبر إطلاق اسم الجنجويد على المجموعات العربية التي تحاول الحفاظ على مصالحها في وجه هجمة شرسة من المتمردين على حد وصفه، محاولة من "حركة العدل والمساواة" التي تحمل السلاح ضد السلطات السودانية للتشويه والتضليل.

    وأضاف أن الحركة المشار إليها فاوضته سابقا للانضمام إليها، لكنه رفض أن يحمل السلاح ضد الدولة، مما دفعهم لتشويه صورته على حد وصفه. واتهم الشيخ هلال حركتي "العدل والمساواة" و"حركة تحرير السودان" في دارفور بتنفيذ أجندة سياسية خفية تهدف لإجلاء القبائل العربية خارج دارفور.

    ويلخص القيادي في حزب الأمة آدم مادبو الأزمة في عوامل هي الدولة التي لم توفر قوات كافية وبتجهيزات حديثة للحفاظ على الأمن، علاوة على الحدود المفتوحة التي تسهل تدفق مجموعات غير سودانية تخلخل الأمن نتيجة النزاعات حول سبل كسب العيش فضلا عن ثقافاتها وعاداتها المختلفة عن العادات السودانية، بالإضافة للفقر والبطالة التي تفشت في الآونة الأخيرة محفزة على النهب والسطو.

    "الشعور العام بتهميش دارفور سياسيا وتنمويا نشط المطالبة بالحقوق "

    نائب رئيس حزب الأمة المعارض

    ويضيف مادبو أن الحكومة السودانية الحالية بحثا وراء الكسب السياسي والتأييد عمدت إلى إعادة تقسيم الإدارات الأهلية مما أورث ترهلا إداريا، فضلا عن الشعور العام بتهميش دارفور سياسيا وتنمويا مما نشط المطالبة بالحقوق، وأدى لحمل السلاح أسوة بمجموعات سودانية أخرى في الجنوب والشرق رفعت السلاح بوجه الخرطوم فاضطرت الأخيرة للتفاوض معها. وختم مادبو بالإشارة إلى العامل الأخير المتمثل بسهولة الحصول على السلاح في دارفور نتيجة انسيابه من الأقاليم الجنوبية المجاورة التي تدور فيها الحرب الأهلية السودانية منذ 20 عاما، بالإضافة لدول الجوار.

    جذور الحوار بالبندقية

    تختلف المصادر حول حادثة العنف الأولى في دارفور التي يبلغ عدد سكانها 7 مليون تقريبا وفقا لإحصاء أجري في 1993. وتعيش في دارفور 85 قبيلة عربية إفريقية بحسب مصادر سودانية. وتبلغ نسبة الأفارقة بين سكان دارفور 60% فيما تبلغ نسبة العرب 40% بحسب الأمين العام للهيئة الشعبية لتطوير دارفور علي أبو زيد. وتعيش قبائل الزغاوة والمساليت والفور ذات الأصول الإفريقية على الزراعة على الأرجح، في حين تعتمد قبائل بني هلبة وبني فضل والتعايشة والهبانية والزيادية والرزيقات والبقارة ذات الأصول العربية على الرعي في الغالب. ويبلغ عدد قبائل دارفور بحسب مصادر سودانية 85 قبيلة.

    "تبلغ نسبة الأفارقة بين سكان دارفور 60% فيما تبلغ نسبة العرب 40%"

    ويتهم مسؤولون حكوميون في دارفور القبائل الإفريقية في المنطقة بالتمرد على السلطة، رادة جذور المشكلة إلى حقبة الثمانينات من القرن الماضي حين اندلع صراع مسلح بين قبائل الفور والقبائل العربية. ويقول مسؤول حكومي في دافور رفض الكشف عن هويته لـ"العربية.نت" إن القبائل العربية هي وحدها التي انخرطت في القوات شبه الحكومية التي شكلتها الخرطوم منذ مطلع التسعينات.

    ويرى الشيخ موسى هلال الذي يتزعم قبيلة "المحاميد" في دارفور أن هجمات المتمردين والنهب المسلح والجنجويد منذ 1979 إلى غاية الآن، هي التي أدت لتسليح القبائل كلها في المنطقة دفاعا عن النفس.

    وأضاف الشيخ هلال لـ"العربية.نت" أن تدفق السلاح إلى دارفور منذ 1976 حين قامت المعارضة السودانية ضد جعفر نميري آنذاك بالتسلل من ليبيا إلى الخرطوم عبر دارفور، ثم الحروب الليبية التشادية في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، أدى لانتشار السلاح بشكل كبير بين قبائل دارفور بما فيها قبيلته.

    لكن قياديا بارزا في حركة تحرير السودان التي تقاتل الحكومة السودانية في دارفور، يتهم بدوره حكومة الخرطوم التي كان يقودها الصادق المهدي في 1986 بدعم قبائل عربية في دارفور، وتشجيعها تلك القبائل لإجراء تطهير عرقي بحق جنوبيين من أصول إفريقية كانوا تدفقوا من الأقاليم الجنوبية التي تحد دارفور. وكانت محصلة التطهير العرقي بحسب أمين دائرة الإعلام والاتصال في الحركة المذكورة محجوب حسين ذبح ما يزيد على 1000 من قبائل الدينكا الجنوبية في مدينة "الضعين" في دارفور.

    وكانت الخرطوم قد كونت الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية وقوات السلام في فترات مختلفة من عقد التسعينات لمواجهة هجمات الحركة الشعبية بزعامة قرنق، التي حاولت في منتصف التسعينات نقل الصراع المسلح إلى جنوب دارفور بعد إفلاحها في نقله إلى جنوب كردفان في مناطق جبال النوبة حسب المصادر الحكومية.

    النهب المسلح.. شرارة استحالت حربا

    ويشير باحث سوداني يتحدر من دارفور إلى أن الجفاف الذي ضرب الإقليم في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، مؤديا إلى نزوح القبائل الرعوية إلى مناطق القبائل التي تعتمد في معيشتها على الزراعة، وما رافق ذلك من احتكاكات نشأت عن التزاحم على سبل كسب العيش.

    ويقول الباحث حسين الحاج آدم في مقال له بعنوان "دور دارفور في الحركة الوطنية السودانية الحديثة" أن مدينة "نيالا" في جنوب دارفور عرفت في تلك الفترة شرارة "النهب المسلح" إذ سطت عصابة على أحد بنوك المدينة في 1986 مؤرخة بذلك لتحول لافت في الإقليم الذي لطالما نعم بالهدوء والتعايش بين قبائله المختلفة.

    "بعد حادثة السطو على بنك نيالا توسعت ظاهرة النهب المسلح تدريجيا ومما ساعد على استشرائها انشغال حكومة الخرطوم آنذاك بالحرب في جنوب السودان"

    بعد حادثة البنك توسعت ظاهرة النهب المسلح وقطع الطرق تدريجيا، ومما ساعد على استشرائها انشغال حكومة الخرطوم آنذاك بالحرب في جنوب السودان، علاوة على الاضطراب الذي كان يسود حدود السودان مع ليبيا وتشاد. كانت قوات "ابن عمر" التشادية المعارضة في تلك الفترة تحارب حكومة حسين هبري بدعم من ليبيا. وشهدت الفترة ذاتها مناوشات على الحدود بسبب اضطرار قوات ابن عمر للتسلل إلى داخل السودان ومهاجمة القوات الحكومية التشادية من داخل السودان، وكانت تتبع تلك المناورات هجمات ارتدادية ينفذها الجيش التشادي داخل السودان أيضا.

    لم يكتب لمحاولة ابن عمر ومن خلفه ليبيا النجاح، وعدا عن النتائج التي زرعتها بين السودان وتشاد، وتمثلت بزعزعة الثقة بين الطرفين إلى درجة اقتحام السفارة السودانية في العاصمة التشادية انجمينا واحتجاز طاقمها، ولّد الوضع الأمني المتدهور مناخا مواتيا لتدفق السلاح إلى دارفور. وأضحى يسيرا على القبائل العربية والإفريقية في دارفور اقتناء أسلحة متطورة وبكميات كبيرة.

    وترجع المجموعة السودانية لحقوق الإنسان جذور قصة الجنجويد والعنف في دارفور بشكل أساس إلى الحروبات الليبية التشادية، والتشادية نهاية الثمانينات من القرن الماضي. وتؤشر المجموعة ذاتها في سياق تقرير لها صدر في 15 نوفمبر 2003 إلى دخول القوات الليبية شمال دارفور واقتحام الفيلق الإسلامي وقوات ابن عمر للأجزاء الشمالية منها وتمركزها في قواعد ثابتة بدءاً من مارس 1987. وتفيد المجموعة السودانية في تقريرها أن حربا اندلعت بين المجموعات العربية الوافدة من تشاد ضد قبيلة الفور تحديداً مما أودى بحياة 3000 وحرق 650 قرية فضلا عن تشريد 10000 شخص.

    وتشير تقارير لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" إلى أن جذور الجنجويد تعود إلى حقبة الرئيس السوداني جعفر نميري (1969- 1985)، حين لجأ إلى تجنيد "المرحلين" من قبائل الرزيقات والمسيرية في جنوب دارفور وكردفان لمواجهة قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة قرنق التي بدأت قتالها ضد القوات الحكومية في 1983. وتقول المنظمة ذاتها أن "المرحلين" انضموا إلى المليشيات الرسمية للحكومة السودانية في 1989 في أعقاب استيلاء الرئيس عمر البشير على السلطة.

    آلاف القتلى.. حصاد حرب دارفور

    وتتهم مصادر في الحركات المسلحة التي تخوض قتالا ضد الجيش الحكومي السوداني في دارفور منذ أبريل 2003، الجنجويد بقتل قرابة الـ 50 ألفا من ذوي الأصول الإفريقية الذين يدينون بالإسلام. لكن هذا العدد يبدو مبالغا فيه بنظر عدد من المراقبين لأن منظمة العفو الدولية على سبيل المثال تؤكد أن عدد القتلى 30 ألفا، فيما تكتفي مجموعة الأزمات الدولية بالإشارة إلى قتل عشرات الألوف، غير أن مصادر المعارضة السودانية في الخرطوم - من أصول تعود لدارفور- ذكرت لـ"العربية.نت" أن 10 آلاف قتيل يبدو العدد المرجح للقتلى. وأدى القتال أيضا إلى نزوح ما لا يقل عن 830 ألفا طبقا لمصادر الأمم المتحدة.

    "مستعد لأي تحقيق عادل يجرى معي سواء داخل السودان أو خارجه"

    الشيخ موسى هلال المتهم بقيادة الجنجويد


    من جهته يرفض الرجل الذي تتهمه واشنطن بقيادة مليشيات "الجنجويد" في دارفور غرب السودان التهم الموجهة إليه واصفا إياها أنها "تشويه وتضليل". وقال الشيخ موسى هلال لـ"العربية.نت" إنه مستعد لأي تحقيق عادل يجرى معه سواء داخل السودان أو خارجه، شرط أن تقبله قوانين السودان وتتوفر له ضمانات العدالة.

    وأكد الشيخ هلال رفضه التام لأي إجراء غيابي يتخذ بحقه ليقود إلى حكم بتجريمه على حد وصفه. وأضاف "أرفض أن أكون كبش فداء". ويؤمن الشيخ هلال على حد قوله بالدعوة إلى حل النزاع سلميا وتنحية السلاح.

    وكان مسؤولون أمريكيون قالوا أمام الكونغرس الأمريكي في 26 يونيو الماضي أنهم يعتبرون الشيخ موسى هلال منسقا عاما لمليشيات الجنجويد. ووضعت الإدارة الأمريكية الشيخ هلال على رأس قائمة من المطلوبين تتألف من 7. وضمت القائمة إلى جانب الشيخ هلال وحامد ضواي وعبد الله أبو شنبات وعمر بابوش والعمدة سيف معادي وأحمد دخيري وأحمد أبوكماشا. وقال نائب الناطق باسم الخارجية الأمريكية آدم ايرلي وقتئذ إن واشنطن تدرس نسبة مشاركة قيادات الميليشيات في الجرم لتطبيق عقوبات تتناسب مع جرمهم.

    أرض الخلاوى تحترق !

    بالنسبة لمواطني دارفور فإن كل الجدل الدائر بخصوص "الجنجويد" أوالحركات المسلحة ضد حكومة الخرطوم، قد لا يعني شيئا. فالرجل الذي فقد عائلته كلها، والفتاة الصغيرة التي اغتصبت بوحشية، والأسر التي لا زال يطاردها شبح الحرق والقتل، يهمهم أن تكف المدافع عن الزئير. ولا يرجو ن هؤلاء أكثر من عودة الأمن والسلام إلى ولاية عرفت السلام طويلا وتغنت به. وعاش الناس هناك قرونا لا يأبهون لفوارق الاثنيات والألوان.

    وكانت عنايتهم موجهة أكثر إلى خلاوى تحفيظ القرآن التي اشتهرت بها الولاية، وإلى ترسيخ نمط حياتي ألفوه طويلا، يتمثل بكسب العيش من خلال الزراعة بالنسبة لغالبية الأفارقة، والرعي بالنسبة لغالبية العرب. ذلك النموذج الذي اكتسب عبر الزمن مقدرة فائقة على "التعايش" و"المحبة".

    وكان بمقدور مواطني دارفور دوما تقديم "غصن الزيتون" مضمخا بعبق القرآن إلى السودانيين عموما بما عرفوا به من التقوى والصلاح. فهل تنطوي صفحة الدم والحرائق، لتدخل دارفور مرة ثانية عهد سلام اجتماعي
    from sandroses
                  

08-19-2004, 03:54 AM

Esameldin Abdelrahman

تاريخ التسجيل: 02-17-2004
مجموع المشاركات: 2296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنجويد في دارفور.. القصة الكاملة (Re: Esameldin Abdelrahman)

    up
                  

08-19-2004, 07:29 AM

ahmed haneen
<aahmed haneen
تاريخ التسجيل: 11-20-2003
مجموع المشاركات: 7982

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنجويد في دارفور.. القصة الكاملة (Re: Esameldin Abdelrahman)

    الأخ عصام

    واصل واصل
    وثق وثق
                  

08-20-2004, 02:40 AM

Esameldin Abdelrahman

تاريخ التسجيل: 02-17-2004
مجموع المشاركات: 2296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنجويد في دارفور.. القصة الكاملة (Re: ahmed haneen)

    الاخ احمد
    تحياتى
    لكى لا ننسى
                  

08-21-2004, 10:35 AM

Esameldin Abdelrahman

تاريخ التسجيل: 02-17-2004
مجموع المشاركات: 2296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنجويد في دارفور.. القصة الكاملة (Re: Esameldin Abdelrahman)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de