منصور خالد أول القصيدة سفه وكفر ....محمد ابراهيم الشوش

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 11:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-05-2004, 08:31 PM

Omar
<aOmar
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
منصور خالد أول القصيدة سفه وكفر ....محمد ابراهيم الشوش

    منصور خالد أول القصيدة سفه وكفر
    انتظرت بشغف حقيقى أملاه حسن ظن في غير موضعه، ما وعد به منصور خالد من مساهمة اسبوعية في صحيفة «الرأي العام» فجاء الرجل منتفخ الأوداج نافشاً ريشه يختال زهواً اختيال الهلوع الذي ظن انه تمكن وامتلك الحسام واقترب من تحقيق أحلام ظن انها تبددت وضاعت..

    كعادته فيما يكتب، امتلأ مقاله الذي نشره بصحيفة «الرأي العام» أول أمس السبت 3 يوليو بكلمات طبولية صاخبة لا تعني شيئاً ولا تدل على شيء، فهو يعرَّف اتفاقية السلام بأنها «أول محاولة جادة لاعادة تشكيل السودان سياسياً وادارياً واجتماعياً واقتصادياً» وأنها «تزيل الاحتقانات وتنهي التشوهات». ثم يكرر هذا التعريف الدخاني بأن الاتفاق في مجمله «زلزال سيهز عند تطبيقه الألواح التكتونية للجسم السياسي السوداني». والألواح التكتونية واحدة من عدة كلمات أجنبية - لا تضيف جديداً - رصع بها مقاله لابهار البسطاء والغوغاء، وليسعد بها بعض متوسطى الثقافة الذين يحومون حوله..

    وفي هذا السياق الهوائى يصف القضية التي هو بصددها بأن «وراءها فكراً سياسياً، والفكر السياسي صناعة مفهومية لها فروض. من تلك الفروض يقوم الباحث بتشخيص الواقع واستنباط الحكم»..

    ويتصل بأسلوب الاستعراض والإبهار، فن أتقنه منصور خالد وهو التعالى غير المبرر على قراء مجهولين ينسب اليهم كل نقيصة ويشير اليهم بصفة التعميم مثل الصفوة، او بعض القراء أو المثقفين، يحتمى بذلك من المواجهة اذا حدد الجهة المقصودة. وذلك لون من استغفال القارىء انه أمام عقلية جبارة وعليه ان يرتفع الى مقامها ولا يكون مثل الذين يتهمهم منصور خالد بالجهل والفشل وعدم الفهم والتخلف العقلي. وذلك كحديثه في هذا المقال عن: «إمّعة من المثقفين» وعن «الاكروبات اللفظية» وعن «التحليل الكاريكاتيري» وعن «مدرسة التفسير البوليسي التي انجبت جحافل من سفهاء الأحلام» وعن «أولئك الذين في جوفهم حقد يكفي لقتل المئين من الرجال»..

    وكل الذين تغلبوا على الملل والضجر واستطاعوا ان يقرأوا صفحات من «ادمان الفشل» و«المخيلة العربية» أو غيرها، وكلها كتاب واحد مكرر يعرفون هذا الميل العدوانى الى السباب والشتائم عند منصور خالد وهو ميل يخفي حالة حادة من حالات الشعور بالنقص..

    بعد أن أوغل منصور خالد في الهجوم العشوائى على مجهولين بسيف دون كيشوت الخشبى وادرك ان ما يقوله تهويش لا طائل من ورائه اعتذر «بأن حدثاً كهذا - يعني الاتفاقية - لا يجب ان يخضع لحديث مختزل يحمل فيه المتحدث حملاً على تكثيف الأفكار وتشفير الكلمات». واعداً انه سيفصل القول في مقالات عشرة أحسب انها خلاصة تحليل أعدت سلفاً حول الاتفاقية صادفت طلب رئيس تحرير «الرأي العام» لتقع على نافوخ القاريء المسكين..

    وقد وعد ان يكشف لنا في هذه المقالات كيف ان ثنائية الاتفاق نتاج ظروف موضوعية وليست وليدة تآمر. وعن ضروب الاصلاح الادارى العميق الذي سيترتب على الاتفاق والذي قد يصيب جمهورية المدن الثلاثة في مقتل. وعن التحولات الاقتصادية الجذرية التي ستنجم عن الاتفاق، وكيف ان اقتسام الثروة ليس هو حساب لوغاريثمي لاسلاب توزع، وانما هو في جوهره بداية تحول أساسي في النموذج المثالي لمناهج التنمية. بالله عليكم ما معنى هذا؟

    وليس ذلك فقط ولكنه بما أوتى من مهارة الحواة سيثبت ان الحركة حين رضت لحلفائها بنسبة 15% مع آخرين لم تستهن بهم: وادعى للضحك كيف ان هذه الاتفاقية تمثل تحولاً ديموقراطياً. ربما بمفهومه للديمقراطية التي مارسها تحت حكم نميرى ولم يكن في يوم من الأيام أحد مناصريها مذ كان يافعاً..

    وباسلوب الثعلب الماكر قدم لمقالاته المزمعة بمحاولة مسح جوخ لمجموعة من الكتاب على سبيل تأمين المواقع منهم محمد الحسن أحمد، وحيدر ابراهيم وحسن مكى والشفيع خضر ومحمد ابوالقاسم حاج حمد وكمال الجزولى وكلهم من الذين يكتبون بانتظام مما يحتم تأمين جانبهم أو هكذا يظن..

    وانتقل الكاتب الى مجموعة ثانية خلط في شأنها النقد بالمدح وحاول ان يتودد للسيد الصادق المهدى ذلك الذي أعلن ضده حرباً لئيمة ووصفه بأبشع الأوصاف في إطار حملة الحركة الشعبية لابعاد حزب الأمة من التجمع الديمقراطي. ومنصور خالد انما يلجأ هنا الى خصائص الطيبة والتسامح عند السودانيين والتي كثيراً ما كان يهزأ بها..

    ومن مظاهر الزيف زعمه ان ردى عليه كان سابقاً لمقالاته. وما كان ردى على مقالاته، وانما كان تعليقاً على مقابلة صحفية معه نشرت بالفعل في «الرأي العام» وقد التبس عليه الأمر لما يحدث من تكرار في كل ما يكتب ويقول..

    ونقل حديثي عن بقاء الجنوب ككيان موحد متماسك وتقسيم الشمال الى كيانات متعددة، كما لو كان ادعاءً باطلاً من عندي وهو يعلم جيداً ان ذلك قد تم بقرار من التجمع الديمقراطي بايعاز من الحركة كخطوة أولى نحو مخطط هيمنة الجنوب على كيانات الشمال..

    ومن صيغ الزيف اتهامه الباطل لكل الذين يتمسكون بهويتهم العربية الاسلامية وهو من حقهم كما هو من حق الذين ينتمون الى الهوية الافريقية وذلك حين يقول: «ان الهوية السودانية عند هؤلاء هي الهوية العربية الاسلامية ولا يصح ان تلوثها الثقافات الافريقية المستحقرة». وهذا بهتان وتحريض خبيث فليس هناك فيمن اعرف من المتمسكين بهويتهم العربية الاسلامية - وأفخر انني منهم - من يتناول الثقافة أو الهوية الافريقية بالذم أو الاستحقار، أو يرفض ان تكون احدى الهويات السودانية في بلد متعدد الثقافات والأعراق. ولكنني استطيع ان أذكر عشرات من الذين يدعون الانتماء الافريقى ممن جعلوا شغلهم الشاغل تحقير الانتماء العربي والاسلامي والاساءة اليه بل والتهديد بمحوه وازالته..

    بقي أمر آخر ما كنت أحب ان أشير اليه ولكني أدرك أهميته في مجتمع شخصاني يحب بعض الناس فيه التندر بالتفاهات في مجالسهم الخاصة..

    فقد عرض بي في نهاية مقاله حين تحدث عن جاهلية سفيانية ثم أردف فيما يشبه الضربة القاضية في نظره: «والبلوى ان يكون ابوسفيان مشلخاً» وجعلها في ختام مقاله على غرار ما فعله جرير حين اطفأ السراج بعد قوله «وغض الطرف». وهذه بضاعة غير رجولية لا أتعامل بها، وليس في أهلى من يتعامل بها. ولو شئت لأريته في شكله وما قيل فيه العجب العجاب. ولذكرته بما قيل في بشار بن برد وكان أمرد «غير مشلخ»:

    يا أقبح من قرد اذا ما عمى القرد

    واشارته تلك والتي لا تليق برجل مثقف هي مبلغ فهمه لالتزامه - كما يدعى - بتقاليد البحث العلمى للقارىء ولنفسه. ولو كان يملك أي قدر من الاحترام لنفسه - ولو مثقال ذرة - لما فعل الذي فعل..
                  

07-05-2004, 08:35 PM

Omar
<aOmar
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منصور خالد أول القصيدة سفه وكفر ....محمد ابراهيم الشوش (Re: Omar)

    أجرأ من رأيت بظهر غَيبٍ

    بقلم: د. منصور خالد

    تقاطع حديث الإمام الحبيب حول رغبة الكاتب في "تنمير" قرنق (أي تحويله إلى نميري)، مع توصيف الكاتب الأديب لهذا الكاتب بـ"النخبوية التي لا تؤمن بإرادة الشعب"، "ووضعه ثقته في "دكتاتور متوسط الثقافة، ومنحه عصارة فكره وجهده". كما أردف مُخبراً عما أسماه سعي الكاتب "لتحقيق عمل وطني مشهود إعتقد أنه ممكن تحت ظل طاغية مستبد" (الرأي العام 23/6/2004). هذا وأيم الحق كلام كبير ينبغي التوقف عنده في بلد ما فتئ العسكر يستولون فيه على الحكم، ويقوضون الأنظمة الديمقراطية، وما زال فيه الساسة المدنيون، والدكاترة المثقفون، وأرباب الفكر والقلم منقسمين بين "الناجين" بأنفسهم من العسكريتاريا، والمؤيدين لها أصحاباً وتابعين ثم تابعي تابعين. فلننظر أين كانت مواقع المتربصين، أكانوا مع الفئة الناجية، أو مع المؤيدين.

    وعلنا نميز ابتداءً بين الإمام الحبيب والكاتب الأديب. فالإمام سياسي ديمقراطي ذو صولات ومواقف شعبية في ساحات العمل الوطني لافي مقاهي الكلام ولهذا جَدُر له الحديث عن إرادة الشعب. محنته هي التناقض المربك في أقواله، وبين أقواله وأفعاله. وكنا سنلتزم الصمت إزاء تهجينه لنا بالمايوية ـ بل نقل له صدقت يا مولاي ـ لو كان موقفه منها هو موقف الراحل العظيم الشريف حسين الهندي الذي مات في سبيل الديمقراطية وهو ثابت كرضوى على موقفه منها. أما الأديب النحرير فمحنته أشد، إذ هو ظنين، والظنين أهل أن يَُتهَمَ صِدقُه ويُرَدَ باطلُه، لا سيما وهو يروي تجارب تستعصي على النسيان لأن شهودها أحياء. كنت أيضاً سأتجاوز الحديث المسيخ الذي درج عليه الصادق، والحديث الأشد مساخة الذي يردده الكاتب الأديب الذي حلت به نخوة الديمقراطية على غير موعد، ينسبان فيهم كل أزمات السودان للانقلابات العسكرية لولا أن في المزعم تعدياً لميزان الحق.

    أنا زعيم أن ليس بين كل الباحثين في أمر الحكم المايوي من تناول تلك الفترة بالإفاضة التي تناولتها به، وبالنقد الموضوعي لأدائها بقدر ما يستطيع المرء أن يكون موضوعياً في نقد ذاته. ما كتبت في هذا الموضوع مبسوطاً على القراء، لا هو طامس ولا دارس. ولم تكن الإفاضة في البحث لتوفر الوثائق عندي بحكم عملي، فالوثائق أيضاً مبسوطة لكل من أراد تقصي خبر تلك الفترة وفق منهج علمي ضابط، لا إصدار الأحكام الجزافية عنها بالتحامل الأيديولوجي أو الانحياز السياسي. سبب الإفاضة إن فترة مايو كانت ـ قبل وصول الإنقاذ للحكم ـ هي أكثر فترة اتيح فيها لحاكم أن يعيد تشكيل السودان في أفق زمني ممتد وبالحد الأدنى من التناشز في الحكم. بعض ما كتبت نشر في السودان يوم أن كان للكلام ثمن (لا خير فينا إن لم نقلها، جريدة الأيام ثم دار جامعة الخرطوم للنشر)، وبعضه نشر في الخارج في صحيفة سيارة (جريدة القبس الكويتية) ثم تضمنه كتاب نشرته بحر مالي رغم تبرع الشريف حسين بنشره خلال زيارة قام بها لداري في لندن بصحبة ابنه رفيق دربه الدكتور جلال يوسف الدقير، وهو حي يرزق. تأبيت ذلك شاكراً، لأنني لم أكن يوماً من سواس الخيل الذين يبدلون أحصنتهم في منتصف العَدو، ولم أرد أن يظن أحد ذلك. وشكراً للراحل الدكتور الزين النيل الذي قام هو وصديقي، صديق عمره، حسن كشكش بتوزيع الكتاب في قطر مما أعانني على النشر. كتب لي الزين يقول: "عفارم، لم تنتظر موت الزعيم لتخرج علينا بـ "الصامتون يتكلمون"، ولم تنتظر رحيل الآخر لتبرز لنا بـ"خريف الغضب". الذي قرأ الكتاب وما تلاه مما كتبنا مثل "النخبة السودانية وإدمان الفشل" يدرك أنني تعاونت مع نظام مايو بشرف، واختلفت معه بشرف. لم اغمط نميري أشياءه ولم أتنكر لما صنعت معه وتحت قيادته.

    ليس هذا هو المهم، أهم منه أولاً قولي فيما كتبت أنني مدين باعتذار للشعب السوداني عن أخطاء نظام كنت في قلبه، أتحملها بموجب مفهوم المسئولية الجماعية في العمل السياسي. فأنا مسئول عن كل خطأ ارتكبه النظام، طالما كنت عنصرا فاعلاً فيه، بما في ذلك ماتم رغم اعتراضي عليه. ذلك قول كررته في الحوار مع أحمد المهنا لتلفزيون أبو ظبي. ومن تلك الأخطاء لعلم الكاتب الأديب، قرارات تطهير الجامعة، وهذه إشارة قد يَكتَرِبُ لها رجال.

    لا معنى، إذن، لقول الكاتب إن منصور "كابر وفصل بين عهدين: عهد شارك فيه وكان خيراً كله، وعهد خرج من نعمائه وكان شراً كله" (الرأي العام 23/6/2004). ولعل الذي قرأ ما كتبناه بعقل مفتوح وعين بصيرة، لا بعقل مسدود وعين مطفأة لم يلمس هذا فيما كتبت، أو يطلع على ما يوحي أن فترة العمل المايوي كانت أكثر مراحل حياتي شقاء. نعم كانت لنا في مايو أيام نضرات تحققت فيها أحلام كبار: إيقاف نزيف الدم لمدة عشر سنوات، وبناء صروح في الصناعة والزراعة والطرق والجامعات، وجعل التنمية هَماً أساساً للحاكم. ولتحقيق هذا سعدت بالعمل مع مهنيين أفذاذ متمهرين في فنونهم اذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر إبراهيم منعم منصور، ويحي عبد المجيد، وجعفر بخيت، وزكي مصطفى، وعبد الرحمن عبد الله، وبدر الدين سليمان، وبشير عبادي، وعون الشريف، وبونا مالوال، وفرانسيس دينق، وبيتر جات كوت، وابيل الير، وهلاري لوقالي، وعباس عبد الماجد، وغيرهم كثر. هؤلاء رجال يتكثر بهم الرجال وسأظل وفياً للإحياء منهم، وأنا جد فقير برحيل من هجرنا منهم إلى رحاب أب أكرم. بيد أن كل هذا لا يغني عن الحق شيئاً لان مقتل النظام كان في طبيعته، كعب أخيل في كل الأنظمة الشمولية أو الاستبدادية. فسلطة الحزب الواحد تصبح سلطان الرجل الواحد، وتقليص هامش الحرية يقود لوأدها، وغياب الشفافية والمحاسبة يفتح الطريق طرداً لاستشراء الفساد، وكل ذلك يقود للترخص في تبرير الاستبداد.

    قلت أيضاً فيما كتبت ـ وأكرر القول ـ إن نظام مايو ما كان له أن يستقر لولا تداعي القوى السياسية إلى رحابه بدءاً باليسار و "قواه الحديثة"، وعبوراً بالمصالحة الوطنية مع حزب الأمة وانتهاء بالتحالف مع الأخوان المسلمين. فانقلاب مايو، أو ثورة مايو، أو سمها ما شئت، خلقت نظاماً تدافعت جميع القوى السياسية ـ كل في موسمه ـ لتحتل موقعها في طوابيره، وكان بحق نظاماً لكل المواسم. فالقوى الحديثة، مثلاً، تداعت في يونيو 1969 إلى الساحات لا لتُعلي رايات مواثيق حقوق الإنسان، أو لتحمي الديمقراطية التعددية، وإنما لتحمي "ثورتها" ضد القوى الرجعية التي هي الأحزاب، ولتستأصل شأفة "الثورة المضادة" التي هي الحرب التي شنها الإمام الهادي والشريف الهندي ومن تبعهما ضد "ثورة مايو". لم تكن تلك القوى التي تزاحمت في طرقات الخرطوم في ذلك التاريخ تحمل بيارقها في "زفة" تتباهى فيها بمهنها: "العز لمين للنجارين، العز لمين للحدادين"، فالعِز يومذاك كان كله للثورة التقدمية المجيدة، "وبالروح، بالدم، نفديك يا ثورتنا". ولم يكن الطابع الأيديولوجي لانقلاب مايو أمراً غريباً على المنطقة التي نعيش فيها، فأكثر الانقلابات العسكرية في الوطن العربي منذ عقد الستينات كانت انقلابات ذات طابع أيديولوجي غذاها بفكرهم ووجدانهم وشعاراتهم المثقفون العروبيون أو المتعاربون (مصر، وسوريا، والعراق، واليمن، والجزائر، وموريتانيا، وليبيا). تلك هي انقلابات بالروح بالدم التي شملت نصف الوطن العربي، وكان لهتافها ذلك صدى في سودان مايو. ولم تنجُ أفريقيا جنوب الصحراء من الانقلابات (وكان أولها بالمناسبة هو انقلاب عبود) إلا أنها ـ باستثناء واحد ـ (إثيوبيا منقستو) كانت انقلابات عسكرية بحتة (نيجيريا، وغانا، وتوغو، وزائير، ويوغندا، ورواندا، وبروندي، وبنين، وسيراليون، وليبيريا، وغينيا، ومالي، والنيجر) أي 13 دولة من قرابة 35 دولة. ولعلنا لا نغالي أن قلنا إن جميع الأحزاب السودانية ـ باستثناء الحزبين الكبيرين ـ سعت لخلق بؤر لها داخل الجيش: الشيوعيون، والإسلاميون، والبعثيون، والناصريون.

    ولا يحدث تسلط العسكر على السياسة ـ أياً كانت صفته ـ إلا بسبب فراغ أوجده في البدء السياسيون المدنيون لأن السياسة لا تقبل فراغاً. ليس هذا تبريراً للانقلابات أو تسويغاً لها وإنما هو إبانة لدواعيها. فمن خطل الرأي بعد كل التجارب التي عايشنا أن يحسب أي منا أن الأنظمة العسكرية ستكون أكثر قدرة على الحكم من الأنظمة المدنية، خاصة في الأوطان المركبة أو التي ما زالت في طور التكوين. عجز الأنظمة العسكرية عن التعامل مع هذه الظاهرة يصدر عن عجز عضوي، فنجاح العسكر في مهمتهم الأساسية (الحرب) يقوم دوماً على تحقيق أكبر نصر بأقل تضحية مما يستلزم قطع الزوايا (cutting corners). هذا أسلوب لا يصلح في عمليات الإصلاح الاجتماعي أو المجتمعي societal) وفي البناء الوطني، بل هو مغامرة غير محمودة العواقب. وعندما يصبح الحكم العسكري نظاماً شمولياً ويُحَجِّم الحريات بذرائع مثل "لا حرية لأعداء الحرية" أو "الحرية للشعب ولا حرية لأعداء الشعب" (كما كان يقول ميثاق العمل الوطني المصري) ينفتح الباب للفساد والخراب، ويستشرى النفاق لأن النظام الشمولي المغلق يصاب بالعمى والصمم، لا يرى ما يدور حوله ولا يسمع غير صوت الرضا.

    بيد أن للظاهرة في السودان أبعاداً أخرى منها إقحام الجيش موضوعياً في السياسة بتسخيره لمعالجة مشكلة سياسية هي حرب الجنوب التي كان من الممكن أن تُحَل سياسياً كما أثبتت التجارب: (مؤتمر المائدة المستديرة، إعلان كوكادام، مبادرة السلام السودانية، منابر الحوار المتعددة مع نظام الإنقاذ). في جميع هذه الحالات عجزت القوى السياسية عن الحل السياسي لا لاستحالته أو غموضه وإنما لأسباب تتراوح بين المزايدات المتبادلة، أو الاستمساك بخيارات سياسية بشرية باعتبارها ثوابت من سنن الكون لا محيص عنها، أو بخوف الزعامات من اتخاذ القرار وكأنها مسكونة بوسواس قهري. ومن المدهش أنه في المرتين التي تم فيها حل سياسي أو مشروع حل "أديس أبابا 1972، ونيفاشا 2004" كان ذلك لأن القيادات آثرت أن تقود من الأمام لا من الخلف، وأن تجترئ على اتخاذ القرار الصعب.

    يصعب على المرء كثيراً، إزاء كل هذا، أن يدرك لماذا يعجز الإمام الحبيب وهو جالينوس السياسة العليم بأسرارها عن إدراك الأسباب التي تجعل السلطة تنفلت من يد المدنيين؟ ولماذا يتلبسه، أكثر من كل زعماء السودان السياسيين، هاجس مايو؟ أكثر من الشيوعيين الذين آزروها ثم قلبت لهم ظهر المجن وآذتهم آذى كبيراً. وأكثر من الاتحاديين الذين ظل جناح منهم رابضاً في مواقعه ضدها. وأكثر من الإسلاميين الذين حاربوها ثم ناصروها ثم انقلبت عليهم وأسمتهم اخوان الشيطان. وأكثر من الجنوبيين الذين فرحوا بها فرحاً كبيراً ثم انقلبت عليهم فناصبوها عداءً بعداء. حقاً للصادق ما يضطغن على النظام المايوي: استلاب الحكم من حزبه، والقضاء على آماله العراض في الحكم، وتقتيل أهله وأنصاره وإيذائهم. ولكن يستعصي على الفهم اختزان " الإمام الحبيب" لكل هذه المرارات بعد أن عفا وصالح وانضم لمايو في موسمه. ومازال الإمام الحبيب يعفو "عفواً متبادلاً" ويصالح أنظمة تلت مايو واقتلعت الحكم منه شخصياً لا من حزبه.

    نشهد له أنه حشد العسكر المَجْر وسار إليه الأنصار عُرجاً ومكاسير لمجابهة نظام مايو. لم يكن مثل جده العظيم السيد عبد الرحمن الذي بارك ـ هو والسيد علي ـ نظام عبود قائلاً للعسكر "السياسيون أبناؤنا وأنتم أبناؤنا وسنمنحكم الفرصة كيما تحكموا البلاد لوضع الأمور في نصابها ثم تعيدوا الحكم للسياسيين". ذلك منطق يفهمه المرء من راعيي الديمقراطية الأولى بنظرتهم الأبوية ـ أو إن شئت البطرقية ـ للمجتمع. ولكن نعرف أيضاً أنه بارادته ترك رفاق سلاحه في صحراء الكفرة ليصالح النظام الذي أعد العدة لمنازلته، وينضم إليه، ثم يؤدي له يمين الولاء ويده على المصحف. ولم تكن تلك موالاة لمارشالية، أو لسلطة انقلابية طغوانية، بل قسم عظيم لتأييد "ثورة مايو الاشتراكية"، أردفه بالعفو عما لحق بعمه بحسبانه ولي الدم. ويعرف الفقيه الصادق ما يعنيه العفو في الشرع، فلا قود ولا قصاص بعد عفو. نتمنى أيضاً أن لا تكون يمينه غموساً، وسميت بالغموس لأنها تغمس صاحبها في الإثم، وحاشا الأئمة الإثم.

    ما نرويه لا نبتغي من ورائه تزيداً على أحد، فقد قدرنا للصادق موقفه عند ما قال في مايو إنه آثر حقن الدماء، وخشي أن تصبح المعارضة من الخارج أداة كيد للوطن، ولخدمة مصالح ليست هي بالضرورة مصالح وطنية. كما بذلنا، من بعد، جهداً كبيراً لإدراك موقفه بعد هجرته للشرق ليقوي من شوكة رفاق له آخرين ويُثَبِتهَم في حربهم لاستعادة الديمقراطية ثم هجره لهم عائداً أدراجه يضفي مشروعية على "المارشالية" الجديدة. بذلنا ذلك الجهد لحسباننا أن الأمام الحبيب، مهما كانت درجة الخلاف معه، هو قائد لجماهير لا يستهان بها.

    أما الصديق الذي لا يرعى ذمة فقد أخطأ مرماه حيث ظن أنه أصاب، ليس مرة واحدة وإنما مرات. أخطأ في البدء عندما رمانا بالتهجم عليه. روى: "قيل لي إنه هاجمني في بعض شطحاته الاستفزازية التي يُشرعها كضربات وقائية حين يستشعر الخطر يهدد مواقفه التعسفية التي يحب أن يمررها على مريديه وأصدقائه بلا سؤال ولم أجد جدوى في قراءة ما كتب" (الرأي العام 21/6/2004). هذا كاتب مدرار، واكاديمي باحث يقضي بالرأي في كل شئ. ومع ذلك لا يبالي يقول إنه لا يرى جدوى في قراءة ما يكتبه من يحاورهم. هذا الترفع الموهوم يكشف عن مقاتل الكاتب وما هو إلا بطولة رجل فارغ أمُره مُدَغمس. حقاً، ما تعودت التهجم على أحد، ولكني في ذات الوقت لم أحجم أبداً عن رد الصاع صاعين للمتهجمين علىّ أو على صحبي ورفاقي، وليس من بين أولئك الصحب والرفاق من يقبل ما أقول دون سؤال. ثم ذهب الكاتب الأديب للفحص في أمر مايو فأوقع نفسه في حفرة لن نردمه فيها، "لئن بسطت إلى يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي لأقتلك". سنخرجه من تلك الحفُرة كما أخرج صدام لنسلط الضوء على وجهه وفمه ومناخيره، ثم نحمله حملاً حتى يرى وجهه في مرآة مستقيمة من بعد افراطه النظر إلى وجهه في المرايا المقعرة.

    الذي يرمينا بالتهجم عليه أوردنا حوله فقرتين في كتاب واحد مما كتبنا (جنوب السودان في المخيلة العربية، دار تراث للنشر، صفحة 266 - وصفحة316). وليس من بين ما ذكرنا عنه كلمة واحدة أفحشنا فيها القول، كل ما قلناه يدخل في باب ما يسميه أهل الصحافة ورجال القانون بالتعليق الكيِّس أو المنسجم مع القواعد fair comment). وكان ذلك رداً على مقالات ظل يكتبها على مدى بضع سنين توحي بأن كاتبها أضحى صاحب قضية واحدة هي الحركة الشعبية ورئيسها جون قرنق ومن والاه مثلنا، أو تناصر معه مثل التجمع الوطني الديمقراطي. أوليس من الغريب، إذن، أن يرى الكاتب الذي يتهمنا بالرغبة في تمرير الأفكار دون حوار أن في التعليق على ما يقول تجنياً وتهجماً. ولماذا، إذن، يكتب الكاتب أصلاً إن كان يخشى المجادلة. ومن المثير أن الأديب الأكاديمي، رغم إفراطه في الحديث عن الديمقراطية، لم يشحذ قلمه الذي سخره ضد الحركة، وضد التجمع، وضد منصور خالد مرة واحدة للحديث عما يدور في جامعته المفعول بها وكأن الفاعل مستتر وجوبا. لم يسطر حرفاً واحداً حتى على طريقة الازهريين عندما كانوا يتظاهرون ضد الملك ويهتفون تقية "يسقط رجل نعرفه نحن".

    لا نجحد الكاتب حقه في أن يكون فارس الميدان الواحد، ومحامي القضية الواحدة، ولكن نعجب لِمَ لا يرضيه أن يجادله من يخالفه الرأي؟ ولماذا تصبح المجادلة تهجماً؟ ومن الطريف أن هذا الكاتب الوديع الذي يدمى بنانه لمس الحرير جاء بحديثه حول "التهجم"؟ في نفس الفترة التي شن فيها هجومه غير المبرر على رجل لا يعرفه من آدم. كتب لهذه الصحيفة في17/5/2004م يستنكف حديثاً للفريق عبد الرحمن سعيد نائب رئيس التجمع حول سير مفاوضات نيفاشا. وكان الحديث في حفل الافتتاح لمؤتمر الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي وجه الدعوة لسعيد ليخاطب المؤتمر نيابة عن التجمع، ولا شك بموافقة فصائله المختلفة. نَقدُ الكاتب للفريق شابه تهجم غريب من بداية المقال، فعنوان المقال: "من أنت يا سيدي"، وتضمن تساؤلاً أغرب: "كيف وصلت إلى منصب نائب التجمع الوطني الديمقراطي؟ بأي تاريخ نضالي أو سياسي وصلت إلى أن تكون الشخص الثاني في تجمع يفترض أن يضم كل قوى المعارضة"؟ " الجنرال مجهول الهوية" هذا هو نائب لرئيس تجمع سياسي يضم أحزاباً هي في مجموعها أحزاب السودان المعارضة للنظام، والتي تمثل، إن صدقنا مقالات الكاتب عن انتصار الشعب على مايو في الانتفاضة، قيادات ذلك الشعب المنتصر. بل كان هو أمين سر المجلس العسكري الذي أطاح بنميري. ومن سوء حظ الكاتب أن الذين جلسوا في المنصة يستمعون للجنرال "مجهول الهوية" كانوا هم الورثة الفعليون لـ "السفاح نميري" (أحمد الميرغني، والصادق المهدي، وإدريس البنا، ومحمد الحسن عبدالله يس). في هذه الحالة لا تصبح القضية هي ما الذي يبيح لرجل البرتا أن يوجه سؤالاً كهذا لرجل بوأه أهله مكاناً رفيعاً، وإنما ما هي أحقية رجل يتقحم في شئون غيره بهذه الصفاقة أن يصف نقد الآخرين بالتهجم، أو حتى أن يستنكر أي تهجم عليه إن كان ثمة تهجم. حقاً

    وأجرأ من رأيت بظهر غيب


    على عيب الرجال ذوو العيوب
    ذهب الأديب النحرير من بعد ليرميني بالنخبوية، قال منصور "شخصية نخبوية يفضل أن يطل على الجمهور من عَلٍ ولا يسير معهم في الأسواق" (الرأي العام 21/6/2004). لا أدري باسم من يبتغي الكاتب أن يعبر منصور. منصور ليس بحاجة لمن يذكره بالنخبوية فقد كتب عنها كثيراً ونسب نفسه إلى أهلها. ومن الجلى أن الكاتب الأديب يكتب دوماً عمن يريد، وعما يريد، وبالوجه الذي يريد، ولا يقرأ أبداً لمن ينقد إلا ما يريد. لا أخاله قرأ ما قدمنا به "كتاب النخبة السودانية وإدمان الفشل" قلنا: "لا مساغ لنكران دور الصفوة أو النخبة من المتعلمين في صنع الأمجاد في تاريخ السودان، إلا أن هذه الصفوة، بنفس القدر، مسئولة عن كل ما أصاب السودان من بلاء وإزراء". ثم أضفنا ـ بعد الإشارة إلى النخبة القائدة من أهل السياسة ـ "أن المسئولية لا تقف عند صانع القرار وحده بل تشمل كل عناصر النخبة التي ننتمي إليها" (صفحة 17). على أي لا تعني النخبوية التعالي فالذي يدافع عن المستضعفين لا يتعالى. ولا تعني الانعزال في الأبراج العاجية، فالذي يقتطع من وقته وماله ما ينفقه على العمل العام لا يعزل نفسه عن قضايا الناس. ولا هي وضع طبقي استغلالي. أنا مثل كل أبناء جيلي أنتمي لطبقة اجتماعية محددة، تعرضت لمؤثرات داخلية وخارجية معينة، واستقرت على مفاهيم تتعدد دلالاتها بتعدد الجهد البشري في الاقتراب منها أو الاستئناس بها. كما لتلك الطبقة مصالحها ومطامحها. من يقول غير ذلك كاذب أو مغالط، والكذب والمغالطة ديدن المثقفين الطواويس الذين يثيرون الفتن في مقاهي الكلام دون أدنى اهتمام لمرجعيات الحقيقة. وأول ضحايا الفتن هو الكرامة، خاصة كرامة المثقفين الذين يشنقون الحقائق.

    أنا أيضاً لا أعاني من مشكل وجودي هاملتي، أو من تمزق نفسي كالتمزق الفاوستي الذي يقاسيه أشرار كثر في عالمنا. خلقني الله وقدر لي أن أكون ما كنته. نشأت في كنف أسرة سعيدة عابدة مستورة الحال، وكان دعاء أبيها الأكبر "إن شاء الله أولادي لا يغنوا لا يفقروا". ذلك كان هو دعاء رسول الله «صلى ا لله عليه وسلم» لآله "اللهم اجعل رزق آل محمد كفافاً". سئل ما الكفاف؟ قال "جوع يوم وشبع يوم". مع ذلك، ما تعللت بالأمل في حياتي، ولا رضيت بالأقل. "ليس التعلل بالآمال من أربي، ولا القناعة بالإقلال من شيمي". تعلمت وسعيت وكدحت فآتاني الله خيراً أحسنت به اللبس، وزينت النفس ثم اتخذت لي سكناً منيفاً وحدائق غُلباً حيثما حللت. فلله الحمد على ذلك، وإن كان فيه ما يغيظ الحانقين فليموتوا بغيظهم.

    اتاحت لي الحياة أيضاً فرصاً لم تُتح لغيري عمقت من وعيي الإنساني وقلصت كثيراً من ضيق الأفق الذي يصحب التمركز في الذات. ولعل هذا أكسبني جرأة أكثر من غيري على تحطيم التابوت. ومع طول ترحالي وكثرة أسفاري كان أكثر سفري في داخل ذاتي، لم أفر منها أبداً. كم راق لي الاستشهاد أكثر من مرة بقول جيمز جويس (والعالم يحتفل هذا العام بمئويته) عندما سئل إبان هجرته في باريس: "متى ستعود لمدينتك دبلن"، قال: "وهل تركتها أبداً". أياً كان الأمر، ظل ذلك الوعي الإنساني مدخلي إلى، بل الحافز الرئيس للاهتمام بالظلم الاجتماعي، وبفقدان التوازن المجتمعي، وبالغلو غير المعافى في بلادي. وفي سبيل ذلك لم أتوسل بـ "الثورية" أو "الشعبوية" أو ادعاء "الالتحام بالجماهير" حتى وان كانت هي جماهير البرتا. هذا اسفاف غوغائي تركته للمثقفاتية الذين لم يجدوا ما ينعتوننا به غير "النخبوية"، ودوماً من مواقع اقامتهم الكائنة في أمريكا الشمالية. نعم للغوغائية دوى قوى صارخ يخرق الآذان، وما مصدر قوته إلا من صفاقته.

    تصالحت مع النفس أيضاً لأني أنظر لوجهي في المرآة كل صباح فأرى فيها سمرة النوبيين وهي سمرة تتوقد فيها شموس. لله دره القاص النوبي حجاح ادول، قال: "نحن قوم سمر ولكنا نحمل الشموس في وجوهنا". تلك هي الشموس التي أضاءت معابر التاريخ منذ نبتة. وأتحدث بلسان عربي مُبين ولا أرد نفسي إلى قريش كما يتساعى المهمومون بالتفاخر العرقي، ومنهم أبو سفيان المشلوخ، وإنما أرد بلاغتي إلى كتاب الله أولاً، فعبره ولج أهلي وولجت إلى ذخائر الأدب العربي وتسوفت عبيرها. من بعد تجيء الأنساب والأرحام التي أورثتني ما أورثتني، وأنا بكليهما سعيد.

    صديقي غير النخبوي هذا يكره طغيان العسكر كرهاً بلا حدود، والنموذج المثال لذلك الطغيان في نظره هو نظام مايو، أو هذا على الأقل هو ما توحي به مقالاته. على أن نظام مايو لم يكن هو النظام الوحيد الذي جاء للحكم عبر انقلاب عسكري، فقد سبقه انقلاب آخر (عبود 1959-1964) وتلاه ثالث (انقلاب الجبهة 30 يونيو 1989 والى حين إشعار آخر). ذلك النموذج المثال للطغيان لم يبدأ طغيانه في النصف الثاني من السبعينات عندما أنهى خدمة الدكتور الشوش كملحق ثقافي في لندن، وكان ذلك في عهدي وعلى يدي ولأسباب ليس من بينها معاقبته على مشيه في الأسواق اللندنية طلباً للحرية، ودفاعاً عن الديمقراطية. نعم مايو "اتولد" قبل ذلك بكثير، وارتكب جنايات شتى في حق الأفراد والجماعات. تلك الجنايات، وينبغي أن تكون جنايات من منظور الكاتب الديمقراطي، شملت حل الأحزاب، وتأميم الصحف، وتدجين النقابات، ومصادرة الممتلكات، والزج بالأزهري رافع العلم في السجن، ولم تقف عند ذلك. فعلت مايو أفاعيل أخرى يجدر أن يهتم بها الأكاديميون مثل الكاتب الأديب، ومثال ذلك تطهير الجامعة وإصدار قانون لها يحدد واجبها في نشر "الفكر الاشتراكي"، لا نشر العلم وبث المعارف أياً كان مصدرهما. وممن كان التطهير؟ لم يكن من المقصرين في الأداء، أو العاجزين عنه، أو الفاسدين خلقياً، وإنما من "أعداء الثورة" و"المعوقين لمسيرتها" والعاجزين عن "مواكبتها". كل هذه أحكام بُنيت على قيم معيارية سياسية محازبة لفريق أو منتمية لعقيدة، وفي ذلك خرق لحقوق الإنسان وإجهاض للديمقراطية خاصة من منظور الديمقراطيين غير النخبويين الذين يمشون في الأسواق.

    هذه هي الحفرة التي نريد أن ننتشل منها "صدام" الحقائق لنلزمه طائره في عنقه، لا سيما وصديقنا الديمقراطي لم يستتر يومذاك تُقية فالمستتر تُقية "يَلبِد". وبالقطع لم يخرج ليجاهد ضد العسكرية كما خرج رفاق له. كان في قلب الحلبة، والحلبة هي لجان تطهير الجامعة. كان يلهث وراء مديرها الراحل عمر عثمان، ويتسابق إلى الظهور مع الثوار الأحرار. وكان أكثر من عُنى بأمر تطهيره أستاذه عبد الله الطيب فأقصاه من موقعه ليحل محله عميداً لكلية الآداب في العهد المايوي السعيد وحق لنا أن نقول إنه كان من أوائل "أصحاب المصلحة الحقيقية في الثورة". ذلك العمل غير الصالح لم يَرضَ عنه الرجل الذي جاءت به السياسة كرئيس لمجلس الجامعة، القاضي النصيف صلاح حسن، فكان أول تساؤل له عندما قُدمت له قائمة "المطهرين" : "عملوا ايه منصور علي حسيب وعبد الله الطيب عشان يطردوا من الجامعة". تلك القائمة الثورية ضمت إلى جانب الأستاذين الفاضلين أساتذة آخرين لا سبيل للطعن في تأهيلهم لأداء واجباتهم نذكر منهم الراحل زكي مصطفى، وفريد عتباني، ومدثر عبد الرحيم. أغلب هؤلاء ردت لهم مايو الإعتبار فيما بعد فمنهم من أصبح مديراً للجامعة، ومنهم من أصبح وزيراً، ومنهم من صار سفيراً. ذلك الحدث أيضاً جعل الراحل عبد الله الطيب يأتي بقول له ذاع فيما بعد :"أبغض في العربية ثلاث شينات، شين في الشيوعية وشينان في الشوش".

    الغلو ذهب بصديقي الأديب لاطلاق أوصاف على نميري لا تفيد الحوار، خاصة وهي لا تتعلق بأدائه السياسي أو ممارساته في الحكم. وصَفَه بالثور متوسط الثقافة. ومن حق المرء أن يتساءل كيف قرر عميد الآداب في مجلس الأساتذة بجامعة الخرطوم منح درجة الدكتوارة الفخرية لذلك "الثور" الفحل. وان كان ذلك هو رأيه فيه فلماذا لم يحذُ حذو رفيقه فريد فريد عتباني الذي قال بعدم استحقاق الرجل "الثوري" للتكريم. نصيب عتباني كان هو الطرد، وفريد كما عرفته، صليب رأي كما هو حقاني. لاغرو، فقد نشأ في بيت فقه كزميله في البنك الدولي سعيد النجار، وكلاهما ترك وطنه استنكافاً لبدع السياسة. وكما نشأ فريد تحت قدمي شيخنا العالم أحمد متولي، نما النجار تحت رعاية عبد الرازق السنهوري وانتهى بزواج ابنته. وفي بدايات الثورة طولب النجار بتدريس الاشتراكية لطلابه في جامعة القاهرة فقال :"لم أدرس ست سنوات في مدرسة لندن للاقتصاد لأعلم الطلبة كلاماًُ فارغاً". النجار ترك مصر، كما ترك فريد السودان ليلتحقا بالبنك الدولي، وظل الأخير ـ حتى رحيله في الشهر الماضي ـ داعية لليبرالية بعيداً عن الغوغائية ودون أن يمشي في أسواق القاهرة أو يلتحم بجماهيرها. أما فريد فقد ظل يوالي عمله في الداخل والخارج عائساً على عياله وبعيداً عن البطولات الزائفة الكاذبة، فلتلك أهلها. أقاصيص صديقي الأديب مع الأنظمة العسكرية لا تنتهي، وتعود إلى عهود أبعد كثيراً من عهد مايو. ففي مطلع الستينات قررت حكومة عبود تكوين لجنة للإعداد لإنشاء المجلس المركزي كمحاولة منها لامتصاص الغضب المتنامي الذي كانت جامعة الخرطوم الصاعق الذي فجره في أكتوبر. تلك اللجنة، التي عرفت بلجنة عوض عبدالرحمن، ضمت بين أعضائها فتى خَفي أمره على كثيرين، اسمه الدكتور محمد إبراهيم الشوش. وليس في الحديث عن خفاء أمره استنكاراً لهويته بل هو مقدمة لقصة لا تخلو من الطرافة. كنت آنذاك في الأمم المتحدة ووفد إلى زيارتي الصديق الراحل المهندس معاوية أبوبكر، ولعله كان في مهمة رسمية. سألته عن أخبار الديار فروى ما روى ثم جاء ذكر اللجنة فساءلني: "الدكتور الشوش ده أخو مجذوب؟ قالوا صاحبك". قلت "نعم بلحيل، وهو أديب مرموق". قال: "وايه دخله باللجنة"؟ قلت له :"ربما اختير ليمثل المثقفين". قال: "غريبة، المثقفين دول مش نحن، واحد لاشفناه في معارك السياسة في الاتحاد بين الشيوعيين والأخوان والمستقلين، ولا شفناه في المظاهرات، ولا اتلم علينا في المقرن يمثلنا كيف". رحم الله معاوية، فقد كان له أسلوبه الساخر في التعبير.

    هذا ما كان من أمر الكاتب الديمقراطي الذي حلت به، كما قلنا، نخوة الديمقراطية على غير موعد، حاله في عهدين مازال شهودهما أحياء، ولم يصبحا بعد من الأمور الغائرة التي تحتاج لحفر اركيولوجي للوصول إليها. ما كان أغنانا وأغناه عن كل هذا فعلم الله، تقديراً لصداقة قديمة، واحتراماً لصداقة مشتركة مع رجل يرعى الذمم هو الأستاذ الطيب صالح، أحجمنا طويلاً أن نأخذ هذا الرجل ونَعتِله إلى حيث لا يريد (خذوه فاعِتلوه إلى سواء الجحيم). أما وقد أراد غير ذلك فمن حقنا على أنفسنا أن نكشف عن أمره ونرد عاديته. كما من واجبه نحو نفسه ونحو القراء أن يبين لهم ـ إن لم يكن للكتاب الذين لا يقرأ لهم ـ كيف يمكن التوفيق بين مواقفه الماضية ونظرته الاستعلائية والاستعدائية الراهنة بأسلوب يسميه الفرنجة "holier than thouس. فإن كان قد ارتضى مواقفه السابقة في ظل الأنظمة العسكرية عن اقتناع فذلك اختيار طوعي يتحمل نتائجه كما تحمل غيره نتائجه. وان كان قد فعل ثم قَدَر من بعد أن فعلته تلك كانت سقوطاً، فذلك سقوط إرادي ينبغي أن يعتذر عنه أولاً قبل أن يرتدي مسوح الناصحين. وإن كان قد ارتضى ذلك الموقف لنفسه تقية وخشية فذلك انكسار نفسي تصبح معه بطولات اليوم استشراس أدعياء. فليقل لنا على أي جنب كان مصرعه في المايوية حتى نكون جميعاً على بينة من الأمر. الكاتب الأديب نموذج لكثيرين شهدناهم تحت دوحة مايو تتساقط عليهم ثمارها وزارات ووكالات وسفارات ومفوضيات ثقافية وعمادة كليات، وكانوا بكل ذلك غابطين

    والمرء في زمان الاقبال كالشجرة


    والناس من حولها مادامت الثمرة
    حتى إذا أسقطت كل الذي حملـت


    تفرقوا وأرادوا غيرهـا شجـرة
    كما هو نموذج لآخرين تزاحموا على مآدب مايو، لا تدري إن كانوا من الطهاة، أو الآدبين، أو غاسلي الصحون بعد انفضاض السامر. فمن أنت من هؤلاء يا سيدي؟ نتساءل إقتباساً لا تهجماً. نعم نريد أن نكون جميعاً على بينة من الأمر، بدلاً من تلوين الحديث. فإضفاء الأصباغ على الكلام، وهو أمر يحسنه الكاتب، لن يفيد القارئ في شيء، وهو في نهاية الأمر تزوير. ولأهل مصر وصف رائع للذين يسعون لتلوين الحديث بهدف تورية المعاني: "يا اخي ما تلونش، جيبها من آخرها". أقول قولي هذا واستغفر الله لي وله.
                  

07-06-2004, 00:50 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48584

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منصور خالد أول القصيدة سفه وكفر ....محمد ابراهيم الشوش (Re: Omar)

    نعم كلام الدكتور منصور خالد سام وفاتك.. والسودانيون يقولون عن الرجل الشرير الخبيث: "فلان لقى السم القدُر غداهو".. وفي ظني أن الدكتور الشوش وجد هذا النوع من السم..

    الشكر للدكتور منصور خالد على توثيق تاريخ النخب السودانية التي لا يستثني نفسه منها..


    فوووق..

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 07-06-2004, 11:17 PM)

                  

07-06-2004, 01:36 AM

قلقو
<aقلقو
تاريخ التسجيل: 05-13-2003
مجموع المشاركات: 4742

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منصور خالد أول القصيدة سفه وكفر ....محمد ابراهيم الشوش (Re: Yasir Elsharif)

    الأخ عمر..
    شكرا على نقاك للمقالتين او بألأحرى المقالة الواحدة لأن رد الشوش كان ردا متهالكا كله محاولة ساذجة للوقيعة بين د.منصور وبعض كتاب صحيفة الرأى العام.اما باقى الرد فحدث ولا حرج..
    بالمناسبة انا لدى طفل فى الصف الخامس بمرحلة الأساس ولو كان كتب مقالا بألأسلوب الذى كتب به دكتور الشوش لأرجعته للصف الأول بمرحلة الأساس .
                  

07-06-2004, 02:25 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منصور خالد أول القصيدة سفه وكفر ....محمد ابراهيم الشوش (Re: قلقو)

    شىء مؤسف جدا ان نقرا فى القرن الواحد والعشرين مقالات هجاء من اشخاص هم فى قمة الثقافة فى السودان بمثلما كان يحدث فى العصر الجاهلى والعباسي والاموى من هجاء فى الشكل والحسب والنسب والوظيفة ..تذكرت جرير والفزدق والحطيئة وغيرهم الصعاليك الذين يتفاخرون بحسبهم ونسبهم واسرهم والوانهم ليمتد ذلك الهجاء الى امهاتهم وقبائلهم ..
    منصور خالد كاتب ومؤلف اعظم الكتب واحسن من كتب عن قضايا السودان السياسية ينحدر فجاة نحو الهاوية ليهاتر دكتور الشوش ودالشوش نفسه يكيل له الصاع صاعين وهو الاديب وعميد الاداب العالم بكل فنون الادب والثقافة العربية انه لشىء مؤسف حقا ..
    وفيم الخلاف ..اختلاف فى وجهات النظر ليس الا ..من حق اى واحد منهما ابداء وجهة نظره وعلى الاخر الرد عليها باحترام ولكن لم نجد الاحترام المتبادل المتوقع من امثالهما ليكونا قدوة لنا ولسوانا .
    ارجو من الاخوة البورداب الا ينحازوا لاى واحد من الطرفين ومحاولة قفل هذاا الموضوع لاننا نربا بهما وبسمعتهما السياسية والادبية من يصيبها ما اصاب اشياء كثيرة سمحة فى مجتمعنا السودانى ..
                  

07-06-2004, 03:02 AM

قلقو
<aقلقو
تاريخ التسجيل: 05-13-2003
مجموع المشاركات: 4742

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منصور خالد أول القصيدة سفه وكفر ....محمد ابراهيم الشوش (Re: الكيك)

    الأخ الكيك..
    تحياتى
    والله الموضوع ماموضوع انحياز لطرف ضد طرف آخر,لكن رد دكتور الشوش كان ردا ضعيفا للغاية ولا يليق بشخص يحمل الدكتوراه..ولكن والحق يقال ان دكتور الشوش لم تكن لديهاى رد امام الحقائق التى طرحها دكتور منصور..ولكن وعندما تنعدم الحجة فكل بلاغات وفصاحات العالم لا تستطيع ان تقلب الحق باطلا.. ليته لم يرد..ولا رأيك شنو؟
    مع تحياتى.
                  

07-06-2004, 06:25 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48584

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منصور خالد أول القصيدة سفه وكفر ....محمد ابراهيم الشوش (Re: الكيك)

    Quote: ارجو من الاخوة البورداب الا ينحازوا لاى واحد من الطرفين ومحاولة قفل هذاا الموضوع لاننا نربا بهما وبسمعتهما السياسية والادبية من يصيبها ما اصاب اشياء كثيرة سمحة فى مجتمعنا السودانى ..

    عزيزي الكيك،
    تحية
    أعتقد أن الدكتور الشوش أراد أن يغبش وعي الناس وقد اعترف بأنه لم يقرأ.. ولا أظن أنه قرأ ما كتبه منصور في كتابه "النخبة السودانية وإدمان الفشل" بعمق، وكان حريا به أن يفعل قبل أن يلجأ إلى السب.. والحق يقال: الدكتور منصور لم يسبه، وهو أيضا لم يهرب من ماضيه وإنما انتقده بأمانة..

    ثم أن هذه المقالات منشورة في الصحف السيارة فلماذا لا يتناولها البورداب؟؟

    ولك شكري..

    ياسر
                  

07-06-2004, 09:42 AM

Hussein Mallasi
<aHussein Mallasi
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 26230

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منصور خالد أول القصيدة سفه وكفر ....محمد ابراهيم الشوش (Re: Yasir Elsharif)

    حكاية عائلية:

    عمنا خالد عبدالماجد – رحمه الله - كان يريد ( في العام 1976)

    تسمية اكبر ابنائه (الذكور) منصور ....

    فلفت احدهم نظره الى ما سيكون عليه اسم الابن كاملا.....

    فما كان منه الا ان فزع و تراجع ......
                  

07-06-2004, 10:19 AM

Omar
<aOmar
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منصور خالد أول القصيدة سفه وكفر ....محمد ابراهيم الشوش (Re: Hussein Mallasi)

    الأخ ياسر
    و الأخ قلقو
    تحياتى,,,

    ما لم أفهمه فى مقال د.كتور الشوش هو قوله "وكل الذين تغلبوا على الملل والضجر واستطاعوا ان يقرأوا صفحات من «ادمان الفشل» و«المخيلة العربية» أو غيرها، وكلها كتاب واحد مكرر" إنتهت مقولة د. الشوش.
    حقيقة لم أفهم لم كتب هذه السطور لأن كتابات د.كتور منصور لا يختلف إثنان على إهتمامه فيها بالتوثيق و التحقيق الشديد فى كل ما يورده، كما أننى أجد كتاباته تؤرخ لتاريخ عشنا جزءا منه .. كما أننى أجد كتاباته Educating ...
    تاريخ الناس الذى يتطرق إليه د. منصور فى كتابته مهم لمن لم يعايشهم ... فهو شديد الزهو بمن تكون مواقفه مليئة بالقيم السودانية الجميلة ، بنفس القسوة التى يباشر بها من يرفض مواقفهم أو تصرفاتهم فى ظرف تاريخى معين عايشه أو قرأ توثيقا له...


    تحياتى لكل الأخوة .....
                  

07-06-2004, 09:32 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منصور خالد أول القصيدة سفه وكفر ....محمد ابراهيم الشوش (Re: Omar)

    الاخوان الاعزاء
    انا لا اريد الدخول فيما قالاه وكتباه ولكن فى اسلوبهما الجديد فى فحش القول ومحاولة اظهار النقائص والتشهير بالاوصاف ..هذه اشياء قبيحة لا تليق بكليهما
    مع تحياتى للجميع
                  

07-06-2004, 10:20 PM

Omar
<aOmar
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منصور خالد أول القصيدة سفه وكفر ....محمد ابراهيم الشوش (Re: الكيك)

    عزيزي الكيك

    أتفق معك في تجاوز الكاتبين في بعض ما قالاه ... و يبدو أننا نشهد اختصارا في هذه المقالات لصراع جيل كامل بمختلف مدارسه .. كما يبدو واضحا أن التاريخ الشخصي للاثنين ألقى بظلاله على مقالاتهم ...

    أتمنى أن نستمتع في ما سيأتي من مقالات د. منصور خالد برؤيته لما تقدم عليه البلاد مع السلام القادم بكل استحقاقاته...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de