مناظرة بين مجموعة من القساوسة و علماء المسلمين

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 07:23 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-03-2004, 01:03 AM

مهاجر
<aمهاجر
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 2997

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مناظرة بين مجموعة من القساوسة و علماء المسلمين

    اخوتي احببت ان تقراوا معي هذه المناظلاة بين قساسوة وعلماء مسلمين
    ساورد كل يوم جزء منها



    بشارة أحمد فى الإنجيل
    مناظرة بين مجموعة من القساوسة و علماء المسلمين
    إعداد و تأليف
    محمد الحسينى الريس



    مقدمة مراجعة و تعليق
    فضيلة الشيخ / معوض عوض إبراهيم فضيلة الشيخ / الحسينى مصطفى
    من علماء الأزهر من علماء الأزهر

    ذلك الكتاب
    الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، أحمد الفعال، والأسوة الحسنة على كل حال، والرحمة المهداة الذى كان حفيا وفيا لأنبياء الله ورسله وهو يبلغ القرآن إلى البشرية حتى أخر الزمان، ورادا قاله لسوء عن المصطفين الأخيار ، كاشفا عن أقدارهم في أقوامهم منذ اصطفاهم مولاهم و أرسلهم مبشرين ومنذرين فى إعصارهم بعد أن دعا الخليل إبراهيم وهو يرفع وإسماعيل القواعد من البيت ( ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا انك أنت التواب الرحيم ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك أنت العزيز الحكيم ) (128 -129) البقرة .
    وقال عيسى عليه السلام ( يا بنى إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدى من التوراة ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد ) الصف 6 .
    وقد أورد أبو نعيم فى الحلية حديثا قدسيا فيه حوار بين الله وبين موسى عليه السلام يؤكد أن "أحمد" من أسماء النبى محمد صلوات الله وسلامه عليه. وقد صح تنويه النبى بأنه دعوة إبراهيم وبشارة عيسى ورؤيا أمه.
    وهذا الكتاب خليق بأن يتحدث عن نفسه وأن نرهف له الإسماع فدوافعه جليلة وأصوله ومصادرة من الصدق والوضوح إلى استقامة المنهج ويسر العرض وسمو المقصد وشرف الغاية تؤهله لكل رعاية واهتمام.
    يصطنع الأمانة العلمية وإفساح الصدر لمن يجادلون فى الحق بعد ما تبين بقدر سكينة نفس وهو كلام بعض من انصفوا الإسلام ورسوله وشمائله من وراء الساحة ومن لم يذعنوا جهرة للحقيقة الإيمانية فى السياق الذى استهدفه "أبو احمد" وهو شهادة الكتب المقدسة باسم "أحمد" صلوات الله عليه على نحو يثير اليقين ويضاعف الثقة فى المؤلف الفاضل وجهده المستعلن فى كل سطر بل و فى كل جملة من جمل هذه الباكورة المباركة التى تمس الحاجة إليها والى أمثلها فى مواجهة ما يشغب به كثيرون على الإسلام ورسوله اليوم من أحفاد الذين حكى القرآن من أقوالهم "وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون" فصلت 26 .
    و ها نحن فى الخمس الأول من القرن الخامس عشر للهجرة والقرآن يتألق نوره ويشيع شذاه وعبيره والى الأبد إن شاء الله "وما يبدىء الباطل وما يعيد" سبأ 49
    ولقد انتهى أبو أحمد من رحلته البرة فى هذا الكتاب بصفحتين أوجز فيهما ما بسط وأجمل ما فصل زيادة فى تمام الإفادة به والانتفاع منه ودلالة على انه من اليقين الذى قد يتكرر الإعراب عنه فلا يزيده التكرار إلا جلاء ووضوح مراد وسطوع حجه .
    و الله أسأل أن يتقبل بقبول حسن عمل "أبى أحمد" الأستاذ محمد الحسينى الريس، وأن يثبت به إيمانه ، وهو يحتسب عند ربه وحيده و ليده ( أحمد ) وأن يخلف لك و لزوجك قرة عين ، وبركه فى الدرتين الغاليتين و هو حسبنا و نعم الوكيل .
    الشيخ / معوض عوض إبراهيم
    ربيع الأول 1419 هـ

    الإهداء
    أهدى هذا الكتاب إلى كل من يطلب الحق و يبغض الباطل و يؤمن بما جاء عن رسل الله فى حقيقة محمد  و الإيمان به و التصديق بما جاء به عن الله كما أهدى هذا الكتاب إلى روح ابني أحمد الذى كنت أمله أن يواصل بعدى ما بدأت به من التحقق فى حقيقة محمد  و ذلك من الكتب المقدسة السابقة فآثر جوار الله على جوار الناس و أختاره الله تبارك و تعالى و هو يافعا ينبض بالحياة ، كما أهدى هذا الكتاب إلى والدي الذين لهم أثر فى تربيتي و نشأتي سائلا الله أن يجعل هذا الكتاب فى ميزان حسناتي يوم أن ألقاه عز و جل.
    المؤلف

    بسم الله الرحمن الرحيم
    لقد تخيلت جمعا يحاول كل منهما مناظرة أخيه فى مسألة عقدية يهتم بها الناس جميعا على اختلاف ألوانهم وعقائدهم وديانتهم ولأهمية هذه المناظرة فقد تخيلتها وإننى أدير حوارها بين طائفتين مختلفتين وفكرتين متعارضتين وانه ليشرفنى إدارة هذا الحوار من أجل الوصول إلى الحقائق التى تظهر الطريق الصحيح إلى مرضاة الله أننى لأشكر جميع الحاضرين الذين قبلوا الحوار وقبلوا أن ينتقد عملهم وعلى سعه صدر الجميع بلا تشنج ولا عصبيه مما جعل هذا الحوار قيما لقد أدرت هذا الحوار الذى حضره مجموعه من قساوسة النصارى وعلماء المسلمين فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر فجمعت آرائهم من خلال كتبهم وجعلت هذا الحوار الذى أهديه إلى كل البشرية وإلى كل الأديان نموذجا لعدم التشنج والحوار الهادئ الذى يولد الإحساس بالاحترام المتبادل كما أهدى هذا العمل إلى والدى الذى علمنى الحوار الهادئ واحترام جميع الآراء لعلنا نستفيد من مجمل الآراء ولعل هذا الرأى المخالف يكون مصباحا يضئ لنا طريق الحق وأسأل الله أن يوفقنى إلى ما يحب و ير ضاه .
    المؤلف

    حضر من أرباب الفكر قساوسة النصارى
    القس / نقولا يعقوب غبريال
    الأنبا / غريغوريوس
    د . القس / منيس عبد النور
    د . القس / لبيب ميخائيل

    وأيضا فقد حضر من علماء المسلمين
    الشيخ / أحمد ديدات
    البروفيسور / عبد الأحد داود ( قسيس سابق )
    الشيخ / إبراهيم خليل أحمد ( قسيس سابق )
    سليمان شاهد مفسر ( قسيس سابق )
    المستشار / محمد عزت الطهطاوى
    د/ احمد حجازى السقا
    اللواء / أحمد عبد الوهاب
    الشيخ /جعفر السبحانى

    * والآن فليتفضل القس /نقولا يعقوب غبريال بالحديث
    * شكرا لكم جميعا , تحية طيبة لكم جميعا
    يدعى اخوننا المسلمون أن أسم نبيهم محمد قد ورد في الإنجيل استناداً إلى ما ورد في القرآن ( و إذ قال عيسى بن مريم يا بنى إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة و مبشراً برسول يأتى من بعدي أسمه أحمد )(1) و قالوا إن معنى باراكليت اليونانية الواردة في الإنجيل أحمد و أحمد و محمد سيان، و بعضهم يدعى إن الإنجيل مبدل لأن هذه البشارة ليست فيه الآن، مع أنها لا تزال مدونة كما كانت في أيام محمد في اللغة اليونانية و لكن مـا فهمه القرآن من الكلمة المقصودة في الآية في غير محله، لأن الكلمة في اليونانية هكذا IIAPAKAHTOE و ليست هكذا IIEPIKAHTOE و بالحروف الإفرنجية هكذا PARACLETOS و ليست PERICLETOS تعريبها باراكليتس و ليست بركليتوس فالأولى معناها المُعزى و الثانية المشهور و المحمود .
    و هذه الآية لم تزل في الإنجيل برهاناً على أنه لم يتغير. و لنرجع الآن إلى إيراد الآيات التي فيها لفظة الباراكليت لنفهم معناها من القرائن، و لنرى هل يصح أن تنسب إلى عهد محمد كما يدعى إخواننا المسلمون ؟
    أولاً :
    قول المسيح " و أنا أطلب من الأب فيعطيكم معزياً باراكليت آخر ليمكث معكم إلى الأبد، روح الحق، الذي لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه و لا يعرفه، و أما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم و يكون فيكم "(2).
    ثانياً :
    قول المسيح " و متى جاء المعزى الباراكليت الذي سأرسله أنا إليكم من الأب، روح الحـق الذي من عند الأب ينبثق فهو يشهد لي "(3) .
    ثالثا :
    قول المسيح " لأنه إن لم أنطق لا يأتيكم المعزى باراكليت و لكن إن ذهبت أرسله إليكم و متى جاء ذاك يبكت العالم على خطية و على بر و على دينونة"(4).
    رابعا :
    " و فيما هـو ( المسيح ) مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم، بل ينتظروا موعد الأب الذي سمعتموه منى، لأن يوحنا ( يحيى) عمد بالماء، و أما أنتم فستتعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه الأيام بكثير"(5).
    1 - سورة الصف، الآية (6) 3 - إنجيل يوحنا (15 : 26) 5 – إنجيل يوحنا (1 : 4 – 5)
    2- إنجيل يوحنا (14 : 16 – 17) 4 - إنجيل يوحنا (16 : 7 –
    خامساً :
    " و لما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة. و صار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة و ملأ كل البيت حيث كانوا جالسين. و ظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار و استقرت على كل واحد منهم. و امتلأ الجميع من الروح القدس و إبتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا "(1).
    لا يخفى أن المسيح كان معلم الحواريين مدة إقامته بينهم، و كان مرشدا و معزيا لهم و مدافعا عنهم حتى تعلقت قلوبهم به، و هو سابق علمه عرف أن فراقه بواسطة الموت سيحزنهم جدا. و تحقق أنهم في حاجة إلى مساعدة سماوية للتقوية و الإرشاد و التعزية بعد فراقه، لذلك سبق فوعدهم بالروح القدس المعزى الآخر، كما رأيت في الآيات السالفة الذكر و بعد إنعام النظر في هذه الآيات يتضح لنا أن الشخص الموعود به لا يمكن أن يكون محمدا نبي المسلمين لأسباب تراها في نفس الآيات : أن الموعود به غير ذي جسم "روح الحق" لذلك لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه و هذا الوصف لا يصدق على محمد لأنه ذو جسم و قد رآه العالم المؤمن و الكافر.
    أن الموعود به جاء ليمكث مع الحواريين إلى الأبد "ليمكث معكم إلى الأبد" و هذا أيضا لا يصدق على محمد، لأنه لم يأت في زمن الحواريين، و لم يمكث في العالم أو معهم إلى الأبد.
    أن الموعود به كان وقتئذ مع الحواريين "لأنه ماكث معكم" و هذا أيضا لا يصدق على محمد لأنه لم يكن مع الحواريين.
    أن المسيح أوصى الحواريين " أن لا يبرحوا من أورشليم بل ينتظروا " ذاك المعزى الروح القدس، و هم إطاعة لأمر سيدهم (و المسلمون يعتقدون أن الحواريين طائعون) انتظروا عشرة أيام في أورشليم حتى جاء ذلك المُعزى " و امتلأ الجميع من الروح القدس " و هذا أيضا لا يصدق على محمد، و إلا كان يجب على الحواريين أن ينتظروا في أورشليم نحو ستمائة سنة إلى مجيء محمد، و أنى لهم هذا العمر. و خصوصا أن المسيح وعدهم بإرسـال هذا الروح المعزى على عجل ، و إلا فليس من فائدة للتعزية و هم موتى ، فتعزية لهم قال : "و أما أنتم فستتعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه الأيام بكثير"(2).
    و لست أظن أن الأخ المسلم يريد أن يعتقد أن المسيح هو الذى أرسل محمدا ، لأن الآيات السالفة تبين أن المسيح هو الذى أرسل الروح المعزى. فإن كان ذلك كذلك فلنا معه بحث لآخر، فيه يضطر أن يسلم بألوهية المسيح المرسل، لأن محمدا كان يدعى أنه رسول الله
    1 – أعمال الرسل (2 : 1 – 4)
    2 – أعمال الرسل (1 : 5)

    فتأمل ؟ الله أسأل أن يهب أخى المسلم هذا الروح القدس كما وهب الحواريين، كى يرشده إلى الحق و يهديه سواء السبيل، و ينير ذهنه ليعرف الغت من السمين(1). و شكرا لكم جميعا.
    * شكرا للقس نقولا و الآن فليتفضل د / القس لبيب ميخائيل .
    * شكرا لكم جميعا .
    المعزى الذى تحدث عنه المسيح لتلاميذه، لم يكن نبيا آتيا بعده، وإنما كان الروح القدس كما أوضح له المجد بفمه المبارك قائلا " وأما المعزى الروح القدس الذى سيرسله الأب باسمي فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم "(2).
    فالمسيحيون لم ينتظروا نبيا آخر يأتى بعد المسيح، بل كان رجاؤهم ومازال فى عودة المسيح ثاني بعد صعوده إلى السماء كما وعدهم " وها أنا أتى سريعا وأجرتى معى لأجازى كل واحد كما يكون عمله "(3).
    ولذا فإن صلاة المسيحيين الحقيقيين فى كل العصور تركزت فى الكلمات " آمين. أيها الرب يسوع "(4) وهى آخر كلمات اختتم بها سفر الرؤيا(5)، أخر أسفار الكتاب المقدس و شكرا لكم جميعا على حسن استماعكم لى.
    * شكرا للقس لبيب والآن فليتفضل القس منيس عبد النور .
    تحيه لكم جميعا وكماله للبحث السابق نقول من هو هذا المعزي ؟
    (1) " المعزي " وفي اليونانية " باراكليت" تعني " المؤيد " أو " الوكيل " ولقب " المؤيد والوكيل " لا يصح إسنادهما إلى مخلوق، لأنهما من ألقاب الله .
    (2) لم تستعمل كلمة الباراكليت " المعزي " في أسفار العهد الجديد إلا للدلالة علي الروح القدس راجع ( يوحنا 14 : 16 ، 17 : 26 ، 15 : 26 ، 16 :13 ) وجاءت أيضا للتلميح إلي المسيح ( يوحنا 14 : 16 ، 1 يوحنا 2: 1 )
    (3) لا يمكن أن يكون الباراكليت ( حسبما ورد في هذه الآيات ) إنسانا ذا روح وجسد، بل هو روح محض غير منظور، روح الحق الذي عندما قال المسيح عنه انه يأتي، كان ( أي الروح ) حينئذ ماكثا مع التلاميذ ( يوحنا 15 : 26 , 16 : 17 )
    (4) إن الذي يرسل " الباراكليت " هو المسيح ( يوحنا 15 :26 ، 16 : 17 )
    (5) عمل الروح القدس أن يبكت علي الخطية ، وجوهر الخطية عدم الإيمان بالمسيح ( يوحنا 16 : 9 )
    (6) قيل عن الروح القدس انه متي جاء يمجد المسيح ولا يمجد نفسه، لأنه يأخذ مما للمسيح ويخبرنا ( يوحنا 16 : 14 و 15 )
    1 - مباحث المجتهدين (ص ص 107 – 111) 3 - الرؤيا (22 : 12) 5 – هل المسيح هو الله (ص 209)
    2 - إنجيل يوحنا (14 : 26) 4 - الرؤيا (22 : 20)
    (7) قيل عن الباراكليت انه سيسكن في قلوب المسيحيين الحقيقيين ( يوحنا 16 : 14 قابل 1 كورنثوس 6 : 19 ورومية 8 : 9 )
    ( وعد المسيح أن الروح القدس يجب أن ينزل من السماء علي التلاميذ بعد صعوده بأيام قليلة (يوحنا 14 :26 ) وأمرهم أن لا يباشروا خدماتهم كرسل حتى يحل عليهم الروح القدس ( متي 28 : 19 , 20 وأعمال 1 : 25 ) وبناء علي أمره مكثوا في أورشليم إلي أن تم هذا الوعد ( انظر لوقا 24 : 49 وأعمال 1 : 4 و 8 و 2 : 1 - 36 ) .
    فهل تظنون أن مراد المسيح أن ينتظر تلاميذه بدون أن يمارسوا عملهم حتى يجيء نبي بعده؟ هذا محال وعليه فالنبوة هنا تشير إلي ما حدث يوم الخمسين بعد صعود المسيح بأيام قليلة ( انظر أعمال الرسل 2 ) ومن بعد ذلك الوقت نالت جماعة الرسل قوة فائقة وحكمة واسعة و جالوا يكرزون بالإنجيل في الأرض كلها وشكرا لكم جميعا لعلكم تصلون إلي الحقيقة شكرا(1)
    شكرا للدكتور / القس منيس عبد النور وعلي الإضافات القيمة 0
    والآن فليتفضل الأنبا غريغوريوس بالحديث
    شكرا لكم جميعا والي جميع الحاضرين أن حديث كل من القس /نقولا و القس / منيس لهو حديث شامل ولا أضيف سوي اختصارا بسيط وهو أن روح الحق هو " الروح القدس " وليس محمد بناء علي تحقيق وعد المسيح لتلاميذه ورسله وحوارييه عنه في يوم الخمسين ، كما أورده سفر أعمال في إصحاحه الثاني وشكرا لكم(2) 0
    * شكرا للسادة القساوسة والآن هل أحد من الجمهور الحاضر يضيف شيء علي ما قاله القساوسة فليتفضل 0
    وقام أحد الجمهور من الحاضرين وتقدم إلي الميكرفون وبدأ بالحديث
    بسم الله الرحمن الرحيم أنني أتفق مع ما قاله القساوسة وأنه حسب النص فان النبي " محمد " لم يرسله الله ( الأب ) باسم يسوع، بل أرسله باسمه، باسم الحق، ولم يرسله يسوع بل أرسله رب العالمين، ولم يرسله لتمجيد يسوع وأخذ كلامه ونشر رسالته، بل لتمجيد الله وهداية البشر وتطهرهم من دنس الشرك والخطيئة وهذا واضح من أدني تتبع للنص وهل يمكن ألا يراه العالم ولا يعرفه وان لم يقبله كما عبر أول النص ؟
    فالمراد من روح الحق هو الروح القدس الذي يدعي تلامذته أنه عليه السلام أخبرهم بأنه سيقيم معهم ويكون فيهم وسيظهر عليهم بعد ذهابه من العالم فما رآه البعض غير صحيح من أن الباراكليت هو محمد(3) وشكرا لكم جميعا.
    * والآن أجد أحد الجالسين يطلب أن يشارك معنا فى هذا الحوار فليتفضل
    1 – شبهات وهمية حول الكتاب المقدس (ص ص 402 – 403) 3 – المسيح بين القرآن و الإنجيل (ص 182)
    2 – اللقاء بين الإسلام و النصرانية (ص ص 18 – 22)
    شكرا لكم لو رجعنا إلى قاموس الكتاب المقدس تحت أشراف نخبه من أساتذة الكتاب المقدس 27 من صفوه علماء الكتاب المقدس إذا رجعنا إلى كلمه (مُعز ): ( يوحنا 14 : 16 و 15 : 26 و 16 : 7) هو الروح القدس. ولم ترد إلا فى إنجيل يوحنا والكلمة الأصلية اليونانية " براكليتيس " وتعنى " معز" و " معين " و " شفيع " و " محام " وتشير إلى عمل الروح القدس لأجلنا(1) هذا ما قاله قاموس الكتاب المقدس وشكرا لكم جميعا.
    * شكرا لجميع الحاضرين وجميع المتكلمين والآن جاء دور علماء المسلمين ولنبدأ بالشيخ / أحمد ديدات حيث طلب العلماء الأفاضل تقديمه عليهم فليتفضل الشيخ / أحمد ديدات بالحديث
    بسم الله الرحمن الرحيم " وإذ قال عيسي بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد "(2)صدق الله العظيم السيد الرئيس السادة الأعزاء إن المسلم يحتار لغرور و عناد المسيحي و الرؤيا الضيقة التي تمنعه من أن يرى الضوء في المصباح الذي في يديه من أن يستمع إلى صوت الضمير لكي يتعرف على الحقيقة فيما سبق و بالمقابل فإن المسيحيين يحتارون و يندهشون لغلظة قلوب اليهود و عنادهم(3) فتذكروا أنه حتى القرن السادس من التقويم المسيحي حينما كان محمد صلى الله عليه و سلم يرتل كلام الله الذي أوحى به إليه لم يكن الإنجيل قد ترجم بعد إلى اللغة العربية و لم يكن يستطيع أن يعرف كبشر أنه كان ينجز و يحقق ما تفوه به سلفه عيسى عليه السلام إلى أبعد مدى(4). لقد بشر الإنجيل برسولنا الأعظم فإذا نظرنا إلى اسم وجدناهما يعنيان أحمد و محمد تعنى موضع الثناء و الحمد و هي تترجم في اللغة اليونانية دائما بكلمة بيريكليتوس و إنجيل يوحنا حاليا في الآيات 14 : 16 ، 15 : 26 ، 16 : 7 يستخدم كلمة COMFORTES ( معزى ) من النسخة الإنجليزية كترجمة للكلمة اليونانية باراكليتوس و التي تعنى شفيع أو مدافع و هو الشخص الذي يدعى لمساعدة آخر أو صديق رحيم أكثر مما تعنى معزى والأساتذة المتخصصون في اللاهوت يقولون إن باراكليتوس هي تحريف في القراءة للكلمة الأصلية بيركليتوس، وفى القول الأصلى ليسوع المسيح فيه تنبؤ لنبينا أحمد بالاسم وحتى لو قرأنا باراكليتوس فإنها تدل على النبي الكريم الذي كان رحيما بكل الخلائق(5). و من فضلك عدد ضمائر " هو " he’s المستخدمة لوصف الباراكليت :
    Hom brit when he the spirit of truth is come, he will guide you into all truth for he shall not speak of himself, but what so ever he shall hear that shall he speak and he will show you things to come.
    ستجدهم سبعة ضمائر مذكرة في جملة واحدة . لا توجد آية أخرى في الـ 66 سـفرا لإنجيل
    1 – قاموس الكتاب المقدس (ص 626) 4 - محمد  الخليفة الطبيعى للمسيح (ص ص 31 – 32)
    2 – سورة الصف (الآية 6) 5 - محمد  الخليفة الطبيعى للمسيح (ص 3
    3 – محمد  الخليفة الطبيعى للمسيح (ص ص 24 – 25)
    البروتستانت أو الـ 73 سفرا لإنجيل الكاثوليك بها سبعة ضمـائر مـذكرة و سـوف توافقني أن كل هذه الضمائر المذكرة من آية واحدة لا يمكن أن تدل على GHOST ( شبح أو طيف أو روح ) سواء كان مقدسا أم لا(1).
    عندما نوقشت في هذه النقطة الخاصة بالسبعة ضمائر المذكورة في آية واحدة من الإنجيل في مناظرة في الهند بين المسلمين و المبشرين المسيحيين غيرت النسخة الأردية من الإنجيل و هو خداع معتاد من المبشرين خاصة في اللغات الإقليمية. آخر حيلة عثرت عليها في الإنجيل باللغة الإفريقية في هذه الآية موضع البحث فقد غيروا كلمة معزى ( مساعد COMFORTER ) إلى كلمة وسيط ( MEDIATOR ) و أقحموا فيها جملة الروح القدس و هي التي لم يجرأ أي دارس إنجيلي في إقحامها إلى النسخ الإنجليزية المتعددة لا و لا حتى جماعة شهود يهوا. و هكذا يصنع المسيحيون كلمات الله(2). إذا رجعنا إلى الكلمة ( الروح القدس في الأصل اليوناني " بنيوما PENUMA ". و معناها النفس أو الروح أو الغاز أو الهواء و لا توجد كلمة واحدة منفصلة للتعبير عن الروح في الكتب المقدسة اليونانية، و بالنسبة لمحرري نسخة الملك جيمس و التي تسمى أيضا النسخة المرجع و نسخة الرومان الكاثوليك أعطوا أفضلية لكلمة GHOST بمعني الطيف أو الشبح بدلا من كلمة SPIRIT بمعني الروح عندما يترجمون كلمة PENUMA اليونانية(3) ويمكن أن نلاحظ أن أي دارس إنجيلي من أي مستوي لم يحاول أن يوازن أو يقارن في المعني بين كلمة باراكليتوس في النسخ الأصلية اليونانية وبين الطيف القدسي HOLY GHOST ونستطيع الآن أن نقول بكل ثقة وبدون تردد أنه إذا كان المعزي أو المساعد هو الروح القدسي أو الإلهي إذا فان الروح القدسي أو الإلهي هو النبي القدسي أو الإلهي ونحن كمسلمين نقر ونؤمن بأن أي نبي مرسل من قبل الله عز وجل هو نبي قدسي وبدون أي خطيئة(4) أن يوحنا الذي ينسب إليه الإنجيل وكتب ثلاث رسالات هي أيضا أجزاء من الإنجيل المسيحي استخدم تعبير الروح الإلهي للدلالة علي النبوة الإلهية " أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلي العالم "(5).
    وفي استطاعتك أن تلاحظ أن كلمة استخدمت هنا مرادفة لكلمة النبي، الروح الحقيقي هو النبي الحقيقي والروح المزيف هو النبي المزيف(6). لكن القديس يوحنا لم يتركنا معلقين في الهواء لكي نخمن الحق من الباطل ولكن أعطانا اختبارا حاسما للتعرف علي النبي الحق. فيقول "
    1 - محمد  الخليفة الطبيعى للمسيح (ص ص 89 – 90) 5 – إنجيل يوحنا (4 : 1)
    2 - محمد  الخليفة الطبيعى للمسيح (ص ص 90 – 91) 6 - محمد  الخليفة الطبيعى للمسيح (ص ص 48 – 49)
    3 - محمد  الخليفة الطبيعى للمسيح (ص ص 44 – 45)
    4 - محمد  الخليفة الطبيعى للمسيح (ص ص 47 – 4
    بهذا تعرفون روح الله كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله "(1).
    وتبعا لكلمات يوحنا التفسيرية السابقة فمعني روح مرادفة لكلمة نبي وعلي هذا فمعني روح الله في الآية هي نبي الله ومعني كل روح هو كل نبي(2).
    وبذلك يكون المساعد أو المعزي المذكور في إنجيل يوحنا لا يمكن أن يكون هو الروح القدسي (HOLY GHOST) لأن المسيح عليه السلام قال " وأنا أطلب من الأب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلي الأبد "(3) أنني أحب أن أو كد هنا علي كلمة " آخر " من الآية معناها شخص بخلاف الأول شخص إضافي ولكن من نفس النوع وان كان يختلف بوضوح عن الشخص الأول0
    من إذا هو المعزي الأول ؟(4)
    لكن المعزي الموعود يمكث معكم إلي الأبد أنها معجزه القرآن 0
    شروط قدوم المعزي : -
    المعزي ليس هو الروح القدس بكل تأكيد لأن قدوم المعزي له شروط لا تنطبق علي الروح القدس كما نلاحظ من النبؤة " لكن أقول لكم الحق انه خير لكم أن أنطلق ، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي ولكن إن ذهبت أرسله إليكم "(5) إذا لم أذهب لا يأتي ولكن إذا ذهبت أرسله(6) أما الروح القدس كان يساعد عيسي عليه السلام في وظائفه وواجباته الدينية - الروح القدس كان يساعد الحواريين أيضا في مهامهم التبشيرية الوعظية والانتقالية ، وان كان لا يزال عندكم شك في مفهوم وظيفة الروح القدس ارجوا أن تقرؤوا هذه الآية" فقال لهم يسوع أيضا سلام لكم كما أرسلني الأب أرسلكم أنا ولما قال هذا نفخ وقال لهم أقبلوا الروح القدس"(7)( إذا حاولتم فهم النبوءة موضع الدراسة بطريقة محايدة مع تشديد النطق علي الضمائر الواردة في النبوءة فسوف توافقني بدون أي شك أن المعزي القادم يجب أن يكون رجلا وليس روحا. " وأما متي جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلي جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم ( هو ) بأمور آتيه "(9)، " ذاك ( روح الحق ) يمجدني (عيسي) لأنه يأخذ مما لي ويخبركم "(10)، " ومتي جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الأب روح الحق الذي من عند الأب ينبثق فهو يشهد لي "(11)(12) ملايين المسلمين اليوم يؤمنون بعيسي عليه السلام كأحد أولي العزم من الرسل انهم يؤمنون أنـه المسيح ويؤمـنون
    1 – إنجيل يوحنا (4 : 2) 7 - محمد  الخليفة الطبيعى للمسيح (ص 5
    2 - محمد  الخليفة الطبيعى للمسيح (ص 50) 8 - إنجيل يوحنا (20 : 21 : 22)
    3 - إنجيل يوحنا (14 : 16) 9 - إنجيل يوحنا (16 : 13)
    4 - محمد  الخليفة الطبيعى للمسيح (ص 51) 10 - إنجيل يوحنا (16 : 14)
    5 - إنجيل يوحنا (16 : 7) 11 - إنجيل يوحنا (15 : 16)
    6 - محمد  الخليفة الطبيعى للمسيح (ص 56) 12 - محمد  الخليفة الطبيعى للمسيح (ص 105)
    بميلاده المعجز و الذي لا يؤمن به الكثير من المسيحيين من الأساقفة منهم و يؤمنون بمعجزاته الكثيرة بمـا فيها إحيــاء الموتى بإذن الله ويشفي الأعمى والمجزوم بإذن الله(1).
    لا أطيل عليكم كثيرا فالمطلوب من المسيحيين الحياد في فهمهم لهذه النقاط السابقة . وأخيرا اشكر الجميع علي سعه الصدر والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
                  

10-03-2004, 10:36 PM

مهاجر
<aمهاجر
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 2997

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة بين مجموعة من القساوسة و علماء المسلمين (Re: مهاجر)

    والآن جاء دور سليمان شاهد مفسر فليتفضل +++++++
    بسم الله الرحمن الرحيم أيها السادة الأفاضل أن هذا البحث لهو من الاهتمامات التي دفعتني لأن أشهر إسلامي يعتقد بعض العلماء أن ما قاله عيسي بلغته الآرامية، أقرب إلى الكلمة اليونانية PERIKLYTOS التي تقابلها كلمة " محمد " في العربية، وقد ثبت أن ثمة حالات كثيرة مماثلة في العهد الجديد، حلت فيها كلمة محل أخري، أضف علي ذلك أن هناك احتمال آخر، وهو أن الكلمة كانت PERIKLTOS ، ثم أغفل الكتبة إحداهما لتشابههما الشديد مع الأخرى وقربها المكاني منها، وإذا صح هذا الغرض، فسيكون معني النص اليوناني " فيعطيكم معزيا آخر، محمد" بدلا من " فيعطيكم معزيا آخر " وقد ظهرت مثل تلك الأخطاء في كتابة أناجيل العهد الجديد لعدم وجود مسافات بين الحروف في النص اليوناني، وذلك قد ينتج عنه أن تغفل عين الكاتب كلمة تشبه أخرى أو تقاربها فى المكان(2) أما بالنسبة لكلمة " روح " التي وردت في هذا الموضوع أن النبي القادم سيكون من جنس البشر، ففي أناجيل العهد الجديد أطلقت هذه الكلمة أيضا على من يتلقى الوحي الإلهي، وعلى من يمتلك القدرة على الاتصال الروحي وبناء على ذلك " روح الحق " هو ذلك الشخص الذى لديه قوى اتصال روحيه، أى ذلك الشخص الذى يتلقى الوحي الإلهي، والذي يتميز بأنه مكرس للحق كليتا في حياته وسلوكه وشخصيته(3) وأن عيسي عليه السلام قد ذكر أن ذلك النبي سوف يكشف عن أمور يجهلها عيسي نفسه، ولو كان عيسى قد جاء " بجميع الحق " لما كانت هناك حاجة لأن يأتى نبى من بعده يحل للناس " جميع الحق " أن " المعزى " سيكون مثل عيسى، بشرا نبيا، وليس روحا. يقدم لنا النص اليونانى الإجابة الواضحة على ذلك السؤال لأنه يستخدم كلمه allon وهى مفعول به مذكر من كلمه allos التى معناها " آخر من نفس النوع " أما الكلمة التى معناها ” آخر من نفس مغاير " فهى hetenos وهى غير مستخدمة فى النص اليونانى، و هذا يحسم المسألة ، فسيكون " المعزى " إذن " آخر من نفس النوع "، أى مثل عيسى وموسى الذى قال " مثلى " أى بشر وليس روح ويمكننا أن نرسم معالم الصورة التى يبرزها لنا العهد الجديد ، ونتوصل إلى شكل واضح ومحدد لذلك الرسول الذى ابرز سماته أنه :
    1 – يأتى بعد أن تنتهى رسالة عيسى .
    1 – محمد  الخليفة الطبيعى للمسيح (ص 106) 3 – عيسى عليه السلام رسول الإسلام (ص 34)
    2 – عيسى عليه السلام رسول الإسلام (ص 33)
    2 - رحمة ونصحا لبنى آدم " معزى " paraclete و لذلـك سيعـرف بأنه " محمد " الشخص المعزى " periclyte "
    3 - يشتهر بالصدق .
    4 - يبلغ " جميع الحق" .
    5 – يظل لعهده أثر يبقى .
    6 - يمجد عيسى ( يوحنا 14 : 16 ، 17 - 16 : 13 )(1) وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    * شكرا لسليمان شاهد .
    * والآن البروفيسور / عبد الأحد داود فليتفضل بالحديث .
    بسم الله الرحمن الرحيم. لقد قام الأستاذ الفاضل الشيخ أحمد ديدات بشرح قضيه أن "المعزى" ليس " الروح القدس " وأثبت أنه شخص وليس شبح وكذلك سليمان شاهد ولكنى أكمل البحث من وجهه نظرى الخاصة الإنجيل الرابع فهو مثل أى كتاب أو سفر آخر من العهد الجديد، فقد كتب باليونانية وليس بالآرامية التى كانت اللغة الوطنية لعيسى وتلاميذه ما هى الكلمة أو الاسم الذى استعمله عيسى فى لغته الأصلية و التى نقلها الإنجيل الرابع بلفظ " البرقليط أو الفرقليط " ثم ترجمت إلى " المعزى " فى جميع نسخ ذلك الإنجيل والآن نتقدم لنعرى وندحض الخطأ النصرانى حول " الفرقليط " وسأحاول أن أبرهن فى هذه الحلقة أن الفرقليط كما تعتقد الكنائس النصرانية ليس هو الروح القدس ولا تعنى كلمة " الفرقليط " المعزى أو الشفيع، وبعد ذلك أبين بوضوح أن الكلمة التى تعنى أحمد بمعنى الأشهر والأكثر حمدا وشهرة هى ليست باراكليت paraclete، بل هى بيروكليت.
    1- الروح القدس موصوف فى العهد الجديد بأنه شئ آخر غير شخصى إن دراسة دقيقة للعبارات التالية فى العهد الجديد سوف تقنع القراء أن الروح القدس ليس هو " الأقنوم " الثالث للثالوث كما أنه ليس شخصية مستقلة، ولذلك فهذا الفرق الأساسى بين الأمرين حجة قاطعة ضد الافتراض بأنهما نفس الشخص.
    ( أ ) " فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة فكم بالأحرى الأب الذى فى السماء يعطى الروح القدس للذين يسألونه "(2) يقال إن الروح القدس " هبة من الله ".
    (ب) " ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذى من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله"(3) يوصف هذا " الروح القدس " بصيغه المجد " الذى لا هو مؤنث ولا مذكر " الروح من الله ويذكر القديس بولس بوضوح أنه كما أن الروح التى فـى الإنسان تجعله يعرف الأشـياء
    1 – عيسى عليه السلام رسول الإسلام (ص ص 37 – 39) 3 – سفر الكورنثيين الأول (2/12)
    2 – إنجيل لوقا (11/13)
    التى تخصه، فإن روح الله تجعل الإنسان يعرف الأشياء التى تخصه، يعرف الأشياء الإلهية ( حيث أن روح المرء هى التى تمكنه من معرفة ذاته كذلك فإن روح الله تمكن المرء من معرفة الأمور الإلهية)(1) و بالتالى فإن الروح القدس هنا ليس هو الله ولكنه منفذ أو طريق أو وسيط يختص الله بواسطته من يشاء من عباده بالتعليم والتنوير والإلهام.
    (ج) مرة أخرى ( أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذى فيكم الذى لكم من الله وأنكم لستم لأنفسكم )(2) نقرأ أن عباد الله الأتقياء يطلق عليهم " هيكل الروح القدس " تلك التسمية التى " تقلدها من الله " وهنا مرة أخرى دليل على أن الروح الإلهي ليس شخصا أو ملاكا ولكنه كلمة الله أو قداسة الله أو قوة الله ودينه.
    (د) فى الرسالة الموجهة إلى الرومان ( وأما أنتم فلستم فى الجسد بل فى الروح إن كان روح الله ساكنا فيكم)(3) فإن هذه الروح نفسها التى " تعيش " داخل المؤمنين بشيء " روح الله " و "روح المسيح " بالتناوب وفى هذه العبارة فإن الروح تعنى ببساطة الإيمان ودين الله الحقيقى الذى نادى به عيسى وبالتأكيد فإن هذه الروح لا يمكن أن تعنى المثل الأعلى النصرانى للروح القدس أى " ثالث الثلاثة الأخير " أما بالنسبة للروح القدس فى معادلة فهو ليس شخصا أو روح فرد، بل وسيلة أو قوة أو قدرة الله التى يولد بها الإنسان أو يهدى إلى الدين والى معرفة إله واحد.
    ماذا يقول الآباء النصارى الأولون عن الروح القدس.
    (أ) يفهم هرماس ( التثنية 5 : 5 -6 ) أن الروح القدس يعنى العنصر الإلهي فى المسيح.
    (ب) جوستين المسمى بالشهيد ( 100 - 167 م ) وتيفيلس يفهمان أن الروح القدس تعنى أحيانا نوعا غريبا من إظهار الكلمة وأحيانا صفة الهبة. ولكن لا تعنى شخصا إلهيا أبدا.
    (ج) يقول أثيناغوراس (110 - 180 م ) إن الروح القدس هى فيض من الله يأتى منه ويعود إليه كأشعة الشمس ، ويقول أيرينايوس ( 130 - 202 م ) إن الروح القدس والابن خادمان لله. وإن الملائكة يخضعون لهما. والفرق الشاسع بين الإيمان والمفاهيم لهذين الأولين عن الروح القدس أوضح من أن يحتاج إلى أى تعليق.
    وخلاصه القول يمكننا أن نفهم أن الروح القدس ما لم توصف بصورة محددة كشخصية. أنها قوة الله ونعمته وعطاؤه وعمله وإلهامه .
    ونعود إلى شرح للفرقليط فالهجاء للكلمة هى ( parakiytos ) وقد جعلتها كتابات الكنسية تعنى " شخص يدعى للمساعدة ،محام ، وسيط " ( القاموس اليونانى - الفرنسى ) تأليف "إسكندر " لكن البديهى أن الكلمة اليونانية التى تقابل مـعنى المـعزى ليـست ( باراكليتوس
    1 – سفر الكورنثيين 2 (11/12) 3 – رسالة بولس (8/9)
    2 - سفر الكورنثيين الأول (6/19)
    paraklytos) بل ( بارا كالونparakalon ) وقد وردت هذه الكلمة الأخيرة فى الترجمة السبعينية اليونانية مقابل كلمة ( مناحيم ) العبرية التى تعنى ( معزى ) ( انظر سفر مراثى إرميا 1 : 2 ،9 ، 16 ، 17 ، 21 ..الخ )، وهناك كلمة يونانية أخرى مرادفة لكلمة (معزى) وهى باريجوريتس (parygorytys ) مشتقة من ( أنا أعزى ) أما المعنى الأخر وهو ( الوسيط أو المحامى ) الذى تعطيه الأدبيات الكنسية لكلمة برقليط فإن الكلمة اليونانية (بارا كالون parakalon ) أيضا وليس ( باراكليتوس paraklytos ) هى التى تؤدى معنى مشابها لذلك حيث أن الكلمة ( parakalon ) مشتقة من فعل باراكالو( parakaloo ) الذى يعنى "ينادى، يدعو، يحث، يعزى، يرجو، يناشد " وهناك أيضا كلمة sunegorus اليونانية التى تعنى ( الوسيط ) أو ( الشفيع ) ولقرون طويلة كتب الأوروبيون واللاتينيون الجهلة اسم Muhammad على أنه Mahomet وأسم Mushi على أنه Moses فهل من عجب أن يكون أحد الرهبان النصارى أو النساخين قد حرف اسم ( أحمد periqlytos ) إلىparaklytos ؟
    ذلك أن أحمد يعنى ( الأشهر ، أو الجدير بالحمد ) ؟
    أما الكلمة المحرفة فهى تعنى العار لأولئك الذين جعلوها تحمل معنى المعزى أو المحامى منذ ثمانية عشر قرنا .
    إن النص قبل التحريف هكذا " وسوف أذهب إلى الأب وهو سيرسل لكم رسولا آخر ( أو الرسول الأخير ) سيكون اسمه " البرقليطوس" لكى يبقى معكم إلى الأبد " وبالكلمات التى أضيفت، يعود تواضع عيسى الذى سلب منه، كما نتعرف على طبيعة " البرقليطوس " وسبق أن رأينا أن " البرقليط " ليس بالروح القدس، أى أنه ليس شخصا إلهيا، ولا هو جبريل، أو أى ملاك آخر ويبقى الآن أن نثبت أن البرقليط أو " البرقليطوس" لا يمكن أن يكون معزيا ولا محاميا أو وسيطا عن الله والبشر أن " البرقليط " ليس هو " المعزى " ولا " الوسيط " ولقد أظهرنا بوضوح استحالة العثور على معنى " العزاء " أو " الوساطة " والمسيح لم يستخدم كلمة " paraqalon " " باراكالون" ، يضاف إلى ذلك أنه من ناحية دينية وأخلاقية، فإن فكرة التعزية أو الوساطة ليست مقبولة.
    وبعد أن أثبتنا أن البرقليطوس المذكور في إنجيل القديس يوحنا لا يعني ولا يمكن أن يعني "المعزي أو المحامي أو أي شيء البتة " وأن الكلمة صورة مشوهة عن كلمة أخرى برقليطي periqlytos ، بعد أن فعلنا ذلك نرجو أن نتابع مسيرتنا في مناقشة هذا الأمر وإبراز أهميته الحقيقية . إن كلمة برقليطوس تعني من الناحية اللغوية البحتة " الأمجد والأشهر والمستحق المديح " ، وإنني أتناول قاموس الإسكندر الإغريقي بالفرنسية حيث يفسر كلمة periqleitos فيقول هذا الاسم المركب مكون من مقطعين الأول ( peri ) والثاني (kleitos) وهذا مشتق من التمجيد أو الثناء والاسم الذي أكتبه بالحروف الإنجليزية وهو " periqleitos " أو " periqlytos " يعني بالضبط ما يعنيه اسم احمد باللغة العربية أي المشهور والممجد. والصعوبة الوحيدة التي ينبغي حلها والتغلب عليها هي اكتشاف الاسم السامي الأصلي الذي استخدمه عيسي المسيح إما بالعبرية أو الآرامية فإن الصيغة الآرامية لابد أنها كانت " مْحَاَمْداً" أو " حَميداً " و ذلك لتتناسب مع كلمة " محمد " العربية أو " أحمد " و البرقليط اليونانية لا يوجد أدنى شك أن المقصود " بالبرقليط " هو محمد أى أحمد - فالاسمان لهما نفس الدلالة بالضبط، واحد باليونانية و الآخر بالعربية، لهما معنى واحد هو " الأشهر أو أكثر حمداً " ورأينا أن ترجمة الكلمة إلي ‎‎ " معُز " أو " محام " مستحيلة وخاطئة والصيغة المركبة لبراقلون " paraquion " مشتقة من الفعل المؤلف من " para-qulo " بينما " periqlyte" مشتقة من " peri-qlue " والفرق واضح كل الوضوح فلنفحص علامات ال " periqlyte " التى لا توجد إلا فى أحمد ومحمد من الواضح تماما فى وصف الإنجيل الرابع أن برقليط اسم شخص محدد المعالم وروح مقدسة مخلوقة، ستأتى جسما بشريا، لتؤدى العمل الهائل المحدد لها من قبل الله، ذلك العمل الذى لم يقم به أو ينجزه قط أحد من الأنبياء بما فيهم موسى وعيسى وغيرهما أنه محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين(1) وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
    شكرا للبروفيسور / عبد الأحد داود
    وحقا بحثا مختلف كل الاختلاف فى طبيعته
                  

10-04-2004, 02:08 AM

سكرا

تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة بين مجموعة من القساوسة و علماء المسلمين (Re: مهاجر)

    السلام عليكم اخي المهاجر
    فعلا ان هذة المناظرات ممتعة خاصة التي تلي
    الشيخ احمد ديدات ..نشكرك وجزاك الله خير
    ....
    ....
    هل من مزيد ؟؟؟
                  

10-04-2004, 07:48 AM

مهاجر
<aمهاجر
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 2997

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة بين مجموعة من القساوسة و علماء المسلمين (Re: سكرا)

    الاخت العزيزة اولا سعيد لعودتك وارجو من سعادتكم ان لا تطيلوا غيابكم علينا
    نعم هناك المزيد


    * والآن المستشار / محمد عزت الطهطاوى فليتفضل .*********
    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين أما بعد فشكرا لكم جميعا وعلى إنصاتكم لكل ما قيل وهذا أن دل فأنه يدل على حبكم لمعرفة الحقيقة التى يمكن أن نصل إليها جميعا، لن أكرر إثبات أصل كلمه باركليتوس أو أنها تعنى ( أحمد ) ولا إثبات أن الباركليتوس ليس الروح القدس وإنما هنا سوف نرد على نقاط أثارها القساوسة أن روح الحق ليس هو روح القدس كما تزعم النصارى لأن روح الحق إنسان وله صفة السمع ( فلا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ) كما جاء فى قوله ( كما يخبر عن الأمور الآتية فى المستقبل وذلك عن طريق سماعها من قبل الله )(2).
    وهذا الوصف لا ينطبق إلا على نبى الإسلام ( محمد ) صلى الله عليه وسلم، إذ كان لا يقرأ ولا يكتب، وكان يبلغ رسالته وكلام الله عن طريق ما يسمعه من الوحي الذى يأتيه من
    1 – محمد  كما ورد فى كتاب اليهود و النصارى (ص ص 132 – 14
    2 – إنجيل يوحنا (16 : 13)
    السماء، وذلك معنى قوله تعالى فى القرآن الكريم ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )(1)، وقد استطرد المسيح عليه السلام فى أقواله الواردة بالإصحاح سالف الـذكر إلـى القول ( ذاك يمجدنى لأنه يأخذ مما لى ويخبركم ) ولم يمجد المسـيح نبى ظـهر بعده إلا نبى الإسلام ( محمد ) فهو قد أثنى عليه وبين فضله ومنزلته وأشاد بمكانته السامية بين الأنبياء والمرسلين كما سمعه من قبل الله، وذلك عن طريق الوحى الذى أوحاه الله إليه فى القرآن الكريم أو فى الأحاديث النبوية التى تكلم فيها عن المسيح عليه السلام، وأنه كان صلى الله عليه وسلم يأخذ من نفس المعين المقدس الذى كان يأخذ منه المسيح من الرب وهو معين التوحيد والآداب الفاضلة ويخبر قومه عنها مثل ما أخبر عنها المسيح عليه السلام.
    أما روح القدس فهو الذى كان يحل على الأنبياء عليهم السلام أى العناية الربانية.(2)
    * شكرا لكم جميعا والسلام عليكم ورحمه الله
    * شكرا للمستشار / محمد عزت الطهطاوى
    والآن الدكتور / احمد حجازى السقا فليتفضل
    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاه والسلام على أفضل المرسلين سيدنا محمد أما بعد ....
    لقد قال عيسى عليه السلام ( وأما أنتم فتعرفونه ) وكان الصواب أن يقول ( وأما أنتم فترونه وتعرفونه ) ولما كان قد حذف الرؤية دل على أن المقصود بالرؤية المعرفة الحقيقية، لا الرؤيا البصرية وهنا معناه " أن النبى إذا جاء لن يعرفه أهل العالم معرفة حقيقية، بينما يعرفه التلاميذ معرفة حقيقية، لأن عندهم خبر عنه.
    ( وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم ) قوله ( ماكث معكم ) لا ينطبق على الروح الإلهى ، لأن الروح الإلهى على زعم النصارى ما كان قد نزل بعد، ولو كان هو ماكث فلماذا وعدهم بنزوله عليهم ؟ ولو كان هو ماكث ما كان من داع أن يطلب من الله أن يرسله ليمكث، وما كان يقول ( إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى ) وهذا القول من أقوى الإشارات على بطلان قولكم بنزول الإله والمعنى الصحيح لهذا القول تفسره الجملة التالية له وهى ( ويكون فيكم ) أى : يكون مستقبلا وعلى ذلك فالمكث يكون مستقبلا أيضا وقول المسيح عليه السلام ( ومتى جاء المعزى الذى سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق الذى من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لى وتشهدون أنتم أيضا لأنكم معى من الابتداء ) هذا الكلام لا يصح انطباقه على الروح الإلهى، لأن الإله لا يرسل إلها مثله، والمعنى أن هذا ( الباراكليت ) سيأتي من عند الآب وحده أى سيرسل من الله وحده والنص اليونانى هكذا ( يشهد لى وستشهدون أنتم أيضا ) وهذا يعنى أن عيسى عليه السلام سيطلب من الله إرساله، ليفيد تلاميذه أنه يجب عليهم احترامه وتوقيره لأنه تسبب فى إرساله.
    1 – سورة النجم (الآيتين 3 – 4) 2 – البرهان بورود اسم محمد و أحمد فى الأسفار (ص ص 28 – 32)
    النصارى يضطرهم الناس إلى هذه الشهادة هل نبى الإسلام صادق أم لا ؟
    ( ومتى جاء المعزي يبكت العلم على خطية وعلى بر وعلى دينونة كلمة ( يبكت ) جاءت ( يفحم ) و ( أفحمه )، أسكته فى خصومة أو غيرها والمعنى : أن النبى الآتي سيكون من شأنه توبيخ(1) العالم بحيث يفحمهم عن الرد عليه، ولا يستطيعون مع هذا التوبيخ مناقضة كلامه، لكن من المقصود بالعالم ؟ يقول النصارى " العالم اليهودي والأمم " ونقول معهم اليهود والأمم. فهل لما نزل الروح الإله وبخ ( يبين مساوئ ) اليهود والأمم ؟ ( أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي ) وهذا لا ينطبق على الروح الإله لأن التلاميذ ساعة نزوله على حد قولكم، كانوا مؤمنين بعيسى نبيا رسولا إنما ينطبق على نبى الإسلام صلى الله عليه وسلم لأنه وبخ (يبين مساوئ ) اليهود فى عدم إيمانهم برسالة عيسى عليه السلام ووبخ غير اليهود الذين ألصقوا بعيسى صفة الربوبية، والذين أنكروه أصلا، وأنكروا رسالات السماء ( وأما متى جاء ذاك روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به) أى إذا جاء نبى الإسلام صلى الله عليه وسلم فإنه سيرشدكم إلى جميع الحق، والحق الذى عرفتكم به وأنا معكم، سيذكركم به وحق سيأتي به من عند الله، هذا كله سيخبركم به، لأن الله هو الذى سيوحي إليه، ولن يتكلم بشيء من تلقاء نفسه، والروح الإله لما نزل يوم الخمسين لم يتكلم كلاما حقا أو باطلا.
    وفى النهاية يشهد عيسى عليه السلام شهادة قيمة لنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم بقوله (ذاك يمجدنى ) إنه يعظم رسالتي ويعترف بفضلى وعلى ذلك فلا تحتقروا رسالته ولا تنكروا فضله، بل أتبعوه وعظموه ومجدوه، كما يمجدنى وهذا التمجيد منه لى ( لأنه يأخذ مما لى ويخبركم )(2) إنه يأخذ من الله ما هو معد لى من علم الله، أى من نفس العلم الذى أخذت منه، ونسب لى لأني أنا الذى أتكلم معكم. كلانا فى الهدف سواء، ومن هذا المصدر الذى أخذته منه، سوف يأخذ ويخبركم.
    وأما عـن وصف عيسى لنبي الإسلام وهـو (سيخبركم بأمور آتية) فهذا تشير إليـه الآيات
    1 – "توبيخ العالم" هذا لفظ لا يليق بمقام النبوات و إنما محمد جاء "شاهدا و مبشرا و نذيرا و داعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا"(سورة الأحزاب ، الآيتين 45 و 46).
    2 – آيات القرآن تبين أخذ العهد و الميثاق على الرسل السابقين لمحمد بأن الله سيبعث رسولا يرشد الناس و على أتباع الرسل متى جاء أن يصادقوا به و يؤمنوا بدعوته و يقومون بنصرته و تأييده و أشهدهم على ذلك بل و قارن الله شهادته بشهادتهم "و إذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب و حكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به و لتنصرنه قال أأقررتم و أخذتم على ذلكم إصرى قالوا أقررنا قال فاشهدوا و أنا معكم من الشاهدين" (سورة آل عمران، الآية 81). لما ذكر الله تعالى خيانة أهل الكتاب بتحريفهم كلام الله عن مواضعه، و تغييرهم أوصاف رسول الله  الموجودة فى كتبهم حتى لا يؤمنوا بمحمد  إن أدركوا حياته، و أن يكونوا من أتباعه و أنصاره، فإذا كان الأنبياء قد أخذ عليهم العهد أن يؤمنوا به و يبشروا بمبعثه فكيف يصح من أتباعهم التكذيب برسالته؟ ثم ذكر الله تعالى أن الإيمان بجميع الرسل شرط لصحة الإيمان و بين أن الإسلام هو الدين الحق الذى لا يقبل الله دينا سواه.
    الكريمات (آلم غلبت الروم فى أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون فى بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويوميذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلـمون يعـلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون )(1) وأيضا قوله تعالى ( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم مالم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا )(2)، وقول عيسى عليه السلام ( ذاك يمجدنى ) يشير إليه قوله تعلى ( ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون )(3).
    1 - أما بالنسبة لكلمه باراكليتوس فهى لفظه يونانية، تعنى شخصا بشريا يأتى بعد عيسى عليه السلام، ليبلغ الناس شريعة الله والكلمة اليونانية التى وضع بدلها لفظ المعزى كما يقول الأب متى المسكين " كلمة يونانية قديمة مكونه من مقطعين : الأول " بارا " ويفيد الملازمة، والثاني " كليتوس" ويفيد الدعوة للمعنه وينحصر على الصفة القضائية للشخص الذى يمكنه القانون من الدفاع والمحاماة، والشفاعة عن آخر، وقد وردت فى اصطلاحات الربيين اليهود بهذا المعنى. وبالذات فى كتابة العلامة فيلو اليهودي، وإنما كانت تنطق باللغة العبرية هكذا ( البرقليط ) وهذا النطق عينه هو الذى اشتق إلى الأخذ فى اللغة العبرية البرقليط، ووردت أيضا بهذا المعنى فى كتابات الأباء الرسوليين، وبالذات فى رسالة برناباس، وتوجد وثيقة فى كنيسة ( فينا ) ليدسابيوس القيصرى وردت فيها كلمة البراقليط كصفة أطلقت على شخص تبنى مسئولية الدفاع عن المساحيين المتهمين بمسيحيتهم. وهى مقالة ممتعة فيها ينعت المسيحيون هذا الشخص، وأسمه " فيتوش أيب، أجانوس " بالبراكليتى، لأنه حامى عنهم، وتشفع لهم جهارا معرضا حياته للهلاك ... وهذه الوثيقة تصور كلمة الباركليت تصويرا واقعيا حيا. إنما على مستوى بشرى.
    2- ومما يدل على أن لفظ بيرقليط : يعنى نبيا آتيا من بعد عيسى عليه السلام - أن مونتانوس ادعى النبوة فى القرن الثانى للميلاد، وزعم أنه البيرقليط الذى وعد بمجيئه عيسى، وكذلك مانى الفارسى فى القرن الثالث. وهذا يدل على أن هذه اللفظة تعنى شخصا بشريا، وإلا ما جرؤ هذان على هذا القول.
    ويقول الأنبا اثناسيوس " إن لفظ باراقليط إذا حرف نطقه قليلا يصير بيريكليت ومعناه الحمد أو الشكر وهو قريب من لفظ " أحمد ".
    1 – سورة الروم (الآيات 1 – 7) 3 – سورة المائدة (الآية 75)
    2 – سورة الفتح (الآيتين 27 ، 2
    3 - الأوصاف التى جاءت فى إنجيل يوحنا بعد هذا الاسم تدل على شخص بشرى، وإذا دلت على شخص بشرى، يكون اللفظ الذى نطق به المسيح هو بيرقليط، لا باراقليط، وإذا ترجم إلى اللغة اليونانية GREEK يكون " بيركليتوس " لا " باراكلى طوس " ومما يجدر الإشارة إليه هنا أن اليونانية تزيد حرف السين فى آخر كل أسم والدليل على أن " بيركليتوس" أسم : مجيئا فى اللغة اليونانيه بالسين. مثل بومباي. يقولون : بومبيوس، ومثل " بيركليتوس" فى إضافة السين كلمة " باراكليتوس " إلى هذا الحين فى التراجم اليونانية. ومما يدل على أنها أسم : أن حروف المد - وهى : الألف والياء والواو - لم تكن قبل القرن الخامس الميلادي. فباراكليتوس هى نفسها فى رسم الكلمة بيركليتوس. ولذلك فإن التراجم اليونانية تكتبها " باراكليتوس " بالين، لأنها أسم، وليست صفة فى نظر المترجمين.
    إن الاسم الذى فاه به عيسى هو " المنحمنا " بضم الميم وفتح الحاء والميم وتشديد النون مفتوحة، باللغة السريانية(1) وشكرا لكم جميعا والسلام عليكم ورحمه الله
    * شكرا للدكتور / احمد حجازى السقا
    * والآن الأستاذ / إبراهيم خليل فليتفضل
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    سوف أبدأ حديثي عن كلمه " البراقليط " ثم بعد ذلك الدليل على نبوه محمد صلى الله عليه وسلم الكلمة الإغريقية "البراقليط " قد وردت معناها فى قاموس اللغة اليونانية على هذا النحو:
    1 - المعزى
    2 - المحامى
    3 - الشفيع
    4 - أل محمد
    5 - المحمود
    و مهما اعتقد العلماء الباحثون أن حديث المسيح عن المعزى بلسانه الآرامى بأنه يمثل فى دقة متناهية الترجمة اليونانية Peroklytos التى تعنى المعجب Admirable أو الممجد Glorified فكلمة ( الباراقليط ) تطابق كلمة ( محمد) أو ( محمود ) فى اللغة العربية. إن ملحوظة باهرة تستوقف الانتباه و هى التشابه بين كلمتى Periklytos و Parakletos اليونانيتين. فالحروف الساكنة تتشابه تماما و إنما الاختلاف فى الحروف المتحركة فقط. الأمر الذى يزيد فى احتمالات استعاضة كلمة مكان أخرى أو حذف كلمة نتيجة عبور البصر (تخطى البصر) عند النسخ. و يوجد فى كتاب العهد الجديد الترجمة اليونانية حالات من هذا القبيل مؤكدة و كثيرة، أخرى هذه الاحتمالات تكمن فى أن النص اليونـانى الأصـلى يشتمل
    1 – بيركليت اسم نبى الإسلام فى إنجيل عيسى عليه السلام حسب شهادة يوحنا (ص ص 36 – 6
    على الكلمتين و نظرا للتشابه التام فى التهجئة و التقارب الدقيق الواحدة للأخرى فى الجملة التامة. فإن احتمال أن إحدى الكلمتين قد سقطت سهوا من الناسخ و مثل هذه الأخطاء تموت فى النسخ بسبب أن النصوص القديمة نجد كتـاباتها متقاربة الحروف بعضها لبعض، الأمـر الذى قـد تتعرض له فى النسخ للتخطى لكلمة متشابهة فى التهيئة أو متقاربة فى وضعها مع الأخرى(1).
    فجاءت فى ترجمتها العربية " المعزى " فى النصوص الآتية :-
    1 - ( وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد )(2).
    2- ( ومتى جاء المعزى الذى سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذى من عند الآب ينبثق فهو يشهد لى )(3).
    3- ( وأما المعزى الروح القدس الذى سيرسله الآب بأسمى فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم )(4).
    4 - ( لكنى أقول لكم الحق إنه خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى ولكن إن ذهبت أرسله إليكم )(5).
    5- ( وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية )(6).
    وجاءت فى ترجمتها العربية " الشفيع " فى النص التالي : ( يا أولادى أكتب إليكم هذا لكى لا تخطئوا وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار )(7) لقد تنبأ يسوع قائلا ( إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي. وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد روح الحق الذى لا يستطيع العلم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم )((9).
    كان يصلى ليرسل الله معزيا آخر وحسب النص اليونانى ( Ho parakletos allon ) فإذا قال "آخر " فإنه يعنى أن هناك " مسيا " أول فيكف نستدل على المسيا الأول. يجيب عن هذا يوحنا فى رسالته الأولى فيقول وحسب النص اليونانى ( وإن أخطأ أحد فلنا (parakletos) عند الآب يسوع المسيح البار )(10).
    إن كلمة ( allon ) تعطى حقيقة يقينية وهى تعنى آخر مماثل والكلمة ( Heteros ) التى تعنى آخر مغاير، لم تستخدم لتؤكد أن نبوءة عيسى عن النبى الذى يأتى بعده مثلما تنبأ موسى
    1 – محمد  فى التوراة و الإنجيل و القرآن (ص ص 51 – 52) 6 – إنجيل يوحنا (16 : 13)
    2 – إنجيل يوحنا (16 : 14) 7 – رسالة يوحنا الأولى (2 : 1)
    3 – إنجيل يوحنا (15 : 26) 8 – إنجيل يوحنا (14 : 15 – 17)
    4 – إنجيل يوحنا (14 : 26) 9 – محاضرات فى مقارنة الأديان (ص 110 – 112)
    5 – إنجيل يوحنا (16 : 7) 10 – رسالة يوحنا الأولى (2 : 1)
    من قبل(1).
    إن الفعلان اليونانيان ( LAlEO ، AKOUO ) يعنيان فعلين ماديين لا يمكن أن يخصا إلا كائنا يتمتع بجهاز للسمع وآخر للكلام، وبالتالي فتطبيق هذين الفعلين على " الروح القدس " أمر غير ممكن إن نـص هذه الفقرة من إنجيل يوحنا، كمـا تسلمه لنا المخطوطـات اليونانية، غير مفهوم بالمرة إذا ما قبلناه فى تمامه مع كلمتي " الروح القدس " فى الآية 26 من الإصحاح 14 وهى " paraklet " الروح القدس الذى سيرسله الآب بأسمى … " الخ … أنها الجملة الوحيدة فى إنجيل يوحنا التى لاتثبت تطابق بين ال " paraklet " والروح القدس ولكن إذا حذفنا كلمتي الروح القدس من هذه الجملة (to pn euma to agion) فإن نص يوحنا كله يقدم عندئذ دلالة شديدة الوضوح ويضاف إلى ذلك أن هذه الدلالة تتخذ شكلا ماديا وذلك من خلال نص آخر ليوحنا وهو نص الرسالة الأولى حيث يستخدم هذه الكلمة "paraklet " للإشارة ببساطه إلى المسيح باعتباره الوسيط لدى الله(2).
    ومما سبق إثبات لنبوه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبمراجعه إنجيل يوحنا بخصوص البشارة نجد أن.
    1- البشرى بنبي يوحي إليه بآيات هى الأعجاز العلمي :
    جاء إنجيل يوحنا ( وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية )(3).
    " روح الحق " تأكيد لشخصية النبى الذى يأتى بعد يسوع أنه روح الحق وقد جاء فى يوحنا ( روح الحق الذى لا يستطيع العلم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم )(4).
    أنه روح الحق، وهذا لاريب يدحض افتراءات المستشرقين والمبشرين بأن عيسى تنبأ عن النبى الكذاب فى قوله ( احترزوا من الأنبياء الكذبة )(5) هؤلاء الذين يفترون على محمد صلى الله عليه وسلم جهلا أو تجاهلوا سياق الكلام بحجه أن المسيح قال عن الأنبياء الكذبة ( ليس كل من يقول لى يارب يارب يدخل ملكوت السماوات. بل الذى يفعل إرادة أبى الذى فى السماوات كثيرون سيقولون لى فى ذلك اليوم يارب يارب أليس باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا الشياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة. فحينئذ أصرح لهم أنى لم أعرفكم قط. اذهبوا عنى يا فاعلى الإثم)(6) ويقول يوحنا ( أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح بل أمتحنوا الأرواح هل هى من الله لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العلم)(7)( هذا عن الأنبياء الكذبة.
    1 – محاضرات فى مقارنة الأديان (ص 113) 4 – إنجيل يوحنا (14 : 17) 7 – رسالة يوحنا الأولى (4 : 1)
    2 – محاضرات فى مقارنة الأديان (ص 114) 5 – إنجيل متى (7 : 15) 8 – محاضرات فى مقارنة الأديان (ص 117)
    3 – إنجيل يوحنا (16 : 13) 6 – إنجيل متى (7 : 21 – 23)
    " فهو يرشدكم إلى جميع الحق " إن وظيفة النبى الذى يأتى بعد يسوع هى التى ترشد للحق ولذلك يقول الله فى القرآن الكريم ( ليس عليك هداهم ولاكن الله يهدى من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون)(1).
    " ويخبركم بأمور آتيه "
    دلالة واضحة على الأعجاز العلمي فى القرآن الكريم، ولقد حضرت المؤتمر الطب الإسلامي الدولي عن الأعجاز العلمي للقرآن الكريم المنعقد بجامعه الدول العربية بالقاهرة فى الفترة ( من 22 - 26 سبتمبر 1985 ) وكانت المفاجأة السارة والمبهرة فى مساء الخميس (26سبتمبر 1985 ) بفندق ماريوت بالزمالك إذ نطق البروفسيور / أليسون بالمر رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر المئوي للجمعية الجيولوجية الأمريكية نطق قائلا " أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله " فى حضرة مندوب رئيس الجمهورية والأمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر وفضيلة الدكتور وزير الأوقاف وقال : إن القرآن الكريم لاريب هو كلام الله، ثم تلا قوله سبحانه ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقه فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين )(2)، وقوله تعالى ( الذى أحسن كل شئ خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون )(3)، وصرخ قائلا على رؤوس الأشهاد إن العلماء قد قضوا سنوات، مضنية من البحوث من نشأه الجنين فى رحم المرأة وكيف تدب فيه الحياة، ولقد انبهر بالقرآن الكريم حينما استمع لتلاوة الشيخ عبد المجيد الزندانى لهذه الآيات وأبصرها بنفسه وقرأها فى تدبر، وقال إن القرآن الكريم سبق العلم الحديث فى هذا المضمار العلمى، ومن ثم فإن القرآن الكريم هو كلام الله حقا، وإن محمدا هو رسول الله حقا وله الشرف الكبير أن يعلن إسلامه ويبرأ من كل دين يغاير دين الله.
    2- البشرى بنبي يدافع عن عيسى ويدفع عنه الشبهات:
    جاء فى إنجيل يوحنا ( ذاك يمجدنى لأنه يأخذ مما لى ويخبركم )(4).
    أثار ظهور يحيى بن ذكريا والمسيح عيسى ابن مريم بلبلة بين اليهود دفعتهم أن يسألوا يوحنا المعمدان قائلين ( وهذه هى شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من أورشليم كهنة ولآويين ليسألوه من أنت فاعترف ولم ينكر وأقر أنى لست أنا المسيح. فسألوه إذا ماذا. إيليا أنت فقال لست أنا. النبى أنت. فأجاب لا )(5).
    1 – سورة البقرة (الآية 272) 3 – سورة السجدة (الآيات 7 – 9) 5 – إنجيل يوحنا (1 : 19 – 21)
    2 – سورة المؤمنون (الآيات 12 – 14) 4 – إنجيل يوحنا (16 : 14)
    وفطن عيسى إلى هذه البلبلة فسأل تلاميذه قائلا ( وفيما هو يصلى على انفراد كان التلاميذ معه. فسألهم قائلا من تقول الجموع أنى أنا فأجبوا وقالوا يوحنا المعمدان وآخرون إيليا. وآخرون إن نبيا من القدماء قام )(1).
    فى مجمع نيقية عام 325 م قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم اجتمعوا لباحثة حياة المسيح فزادوا حياته تعقيدا وتمخضت هذه المجامع عن شبهات خمسة رئيسية هى : -
    1 - الإله المتجسد .
    2 - النبوة الإلهية .
    3 - الثالوث المقدس .
    4 - الخطيئة الأصلية .
    5 - الفداء ( الصليب ) .
    هنا تنبأ عيسى المسيح عن محمد صلى الله عليه وسلم قائلا ( ذاك يمجدنى )(2) أى ذاك يدفع عن الشبهات(3). وقد اشتملت هذه الآيات على ثلاث أمور:
    1- أن المعزى الذى يأتى بعد عيسى ( يكبت ) الناس ويوبخهم على عدم الإيمان بعيسى عليه السلام، وذلك معنى قوله أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي.
    2 - أنه يوبخهم على اعتقادهم الفاسد من أنهم قتلوه وصلبوه وأهانوه يرشدهم إلى الحقيقة وهى أن الله رفعه إليه وذلك معنى قوله ( وأما على بر فلأني ذاهب إلى أبى ولا ترونني ) وذلك الفهم لابد منه فى هذه الجملة وإلا كانت لغوا من القول لأنه لا معنى لتوبيخهم على البر إلا هذا. فهو يوبخهم على ما فعوا من اضطهاده وما قصدوه من إرادة قتله ويبين لهم أنهم فشلوا فى ذلك وباءوا بالخزى والعار بدون أن ينالوا منه شيئا لأنه ذهب إلى ربه وهم لم يروه.
    3- يوبخهم على انقيادهم لرئيسهم ورئيس أمثالهم فى العالم وهو إبليس اللعين الذى أستحق الطرد من رحمة الله وصار مدانا بخروجه على ربه. فهم بانقيادهم إليه ومسارعتهم إلى العمل بما يوسوس لهم من اضطهاد الأنبياء وقتلهم قد أصبحوا مدانين مثله لهم نار جهنم خالدين فيها أبدا.
    شكرا لكم جميعا والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
    * شكرا للأستاذ / إبراهيم خليل
                  

10-05-2004, 00:51 AM

مهاجر
<aمهاجر
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 2997

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة بين مجموعة من القساوسة و علماء المسلمين (Re: مهاجر)

    * والآن فليتفضل الأستاذ / احمد عبد الوهاب***************///////////3
    بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد أما بعد...
    1 – إنجيل لوقا (9 : 18 – 20) 3 – محاضرات فى مقارنة الأديان (ص ص 119 – 122)
    2 – إنجيل يوحنا (16 : 14)
    سوف أتكلم عن خصوصيات هذه البشارة
    1 - روح الحق إنسان :
    ولقد بين يوحنا التلميذ أن روح الحق يطلق على الإنسان الصادق فى القول والعقيدة فقال (أيها الأحباء ،لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هى من الله ... نحن من الله
    فمن يعرف الله يسمع لنا ، ومن ليس من الله لا يسمع لنا من هذا نعرف : روح الحق : وروح الضلال(1) من ذلك يتبين أن اللغة الشاعرية التى كتب بها يوحنا التلميذ إنجيله ورسائله، تعنى أن: روح الحق هو إنسان صادق، هو من الله - وأن روح الضلال هو إنسان كاذب ليس من الله فى شئ.
    ولقد أكدت ذلك حاشية كتاب أورشليم الفرنسى ( المقدس ) فأشارت إلى أن " روح الحق " الذى تكلم عنه يوحنا فى رسالته الأولى هنا (4 : 6 ) هو ما سبق أن ذكره فى إنجيله (14 : 17 ).
    2 - روح الحق غير الروح القدس :
    لقد ذكرت نبوءة المسيح اسم " روح الحق " ثلاث مرات وذلك فى الفقرات 3 : ا، ج، هـ
    ( 14 : 17 ، 15 : 26 ، 16 : 13 ) بينما استبدل كاتب إنجيل يوحنا هذا الأسم بـــ"الروح القدس " مرة واحدة فقط وذلك فى الفقرة 3 : ب (14 : 26 ) لقد عالج الدكتور موريس بوكاى هذه المشكلة فى كتابه المعروف باسم : الكتاب ( المقدس ) والقرآن والعلم، إذ بينت المقارنة مع مخطوطة سريانية شهيرة اكتشفت بدير سيناء عام 1812 أن النص الوارد فى ( 14 : 26 ) يخلو من كلمة " القدس " أى أنه يتحدث عن " الروح " فقط، وليس " الروح القدس " وهو ما يعنى أن كلمة " القدس " قد أضيفت بفعل أحد النساخ مما سبق يتبين ضرورة إسقاط كلمتي " الروح القدس " التى حرفها قلم الكاتب فى ( 14 : 26 ) واعتبارهما " روح الحق " التى ذكرت فى ذلك النبوءة ثلاث مرات متتاليات.
    3 - مجيء الروح القدس غير مرتبط برحيل المسيح :
    تقول الفقرة ( 3 : د ) من النبوءة، على لسان المسيح ( أقول لكم الحق إنه خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى )(16 : 7) إنها تقرر هنا شيئا هاما وهو أن المسيح وذلك الرسول المعزى لا يجتمعان فى الدنيا معا، مما يؤكد مرة أخرى أن المعزى لا يمكن أن يكون الروح القدس الذى أيد المسيح طيلة حياته.
    1 - رسالة يوحنا الأولى (4 / 1 – 6)


    4 - الله وحده هو مرسل المرسلين وليس المسيح :
    تقول الفقرة ( 3 : ا ) إن المسيح سيطلب من الله أن يرسل لمن سيرحل عنهم رسولا آخر، وذلك فى قوله ( أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ) ( 14 : 16 ) وفى ترجمة أخرى دقيقة فإن هذه الفقرة تقرأ هكذا ( أتوسل إلى الآب ... ) ثم تطور ذلك آلي الفقرة (3 : ب ) إلى القول (سيرسله الآب بأسمى ) ( 14 : 26 ).
    ثم تطور مرة أخرى ليكون فى الفقرة (3 : ج) (الـذى سأرسله أنـا إليكم مـن الآب) (15 : 26)، و فى الفقرة (3 : د) (إن ذهبت أرسله إليكم) (16 : 7) لكن الذى لا مريه فيه هو أن الله وحده هو مرسل المرسلين وليس المسيح. إن هذا هو ما أعلنه المسيح على رؤوس الأشهاد وبينه قولا وفعلا من أنه ليس له من الأمر شئ، وأن الأمر كله لله فقال (تعليمي ليس لى، بل للذي أرسلني .. إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف التعليم هل هو من الله أم أتكلم أنا من نفسي من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه وأما من يطلب مجد الذى أرسله فهو صادق وليس فيه ظلم )(1).
    ( إني لم آت من نفسي ، بل ذاك أرسلني )(2) ومن ثم يتبين أن كل حديث عن إرسال المسيح " لروح الحق " بعد رحيله عن الدنيا، إنما هو زعم باطل وافتراء على الحق.
    5 - روح الحق ( ما ينطق عن الهوى ) :
    ( لأنه لا يتكلم من نفسه ، بل بكل ما يسمع يتكلم به )(3).
    6 - روح الحق يعلم الناس الدين الكامل :
    ( فهو يعلمكم كل شئ ، ويذكركم بكل ما قلته لكم ... وهو يرشدكم إلى جميع الحق)(4).
    7 - ما جاء به روح الحق باق إلى الأبد :
    إن لغة الكتاب ( المقدس ) تعتبر الحديث عن الأنبياء مكافئا صحيحا للحديث عن الكتب التى جاء بها هؤلاء الأنبياء ومن أمثلة ذلك ما ذكره لوقا فى قصة الغنى الذى استمتع بالدنيا وكانت عاقبته الجحيم، و لعازر الفقير الذى كانت عاقبته النعيم فى حضن إبراهيم أن يرسل لعازر من الأموات لينذر أهل بيته، ( حتى يشهد لهم لكيلا يأتوا هم أيضا إلى موضع العذاب هذا ) فعلى ضوء ذلك يفهم معنى قول المسيح فيما يجئ به الرسول الآتي بعده حين أعلن لتلاميذه أنه ( يمكث معكم إلى الأبد )(5)(6) أن تلاميذ المسيح الذين قال لهم هذا الكلام لم يمكثوا إلى الأبد، لكنهم ماتوا أو قتلوا - جميعا - منذ تسعه عشر قرنا. فهذا القول لا يصلح للتأويل حرفيا ولكنه يعنى أن ما يأتى به " روح الحق " إلى الأجيال المتلاحقة سيبقى إلى يوم الديـن
    1 – إنجيل يوحنا (7 : 16 – 1 4 – إنجيل يوحنا (14 : 26 ، 16 : 13) 5 – إنجيل يوحنا (14 : 16)
    2 – إنجيل يوحنا (8 : 42) 6 – روح القدس أن يرسل برسالة من الله تعالى إلى رسله لتبليغ رسالة إلى الناس
    3 – إنجيل يوحنا (16 : 13) أما روح الحق فهو من الله تعالى المنزل على الرسل.
    وصدق الله العظيم ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )(1).
    المسيح وأسماء الناس
    تبين الأناجيل أن المسيح اعتاد أن يطلق اسما آخر على بعض أحبابه، يرى فيه دلالة صادقة تميز شخصية كل منهم. فلقد فعل ذلك مع بعض تلاميذه الإثنى عشر، إذ ( جعل لسمعان اسم بطرس، ويعقوب ابن زبدى ويوحنا أخا يعقوب وجعل لهما اسم : بوانرجس، أى ابن الرعد)(2) ومن هنا كان إطلاق المسيح اسم: أحمد - بصيغة أفعل التفضيل هذه – على محمد رسول الله، الآتى إلى الناس من بعده، متفقا تماما وما عرف عنه وهو بـرهان واضح، يضاف إلى البراهين الأخرى التى تؤكد انطباق النبوة التى نطق بها المسيح فى إنجيل يوحنـا على محمد الرسول روح الحق، إذ تقول إنه ( لا يتكلم من نفسه ، بل كل ما يسمع يتكلم به).
    لقد عرف بين الناس، قبل النبوة باسم محمد، وعرف بينهم بعد النبوة، باسم محمد، وذكره القرآن بهذا الأسم أربع مرات، وعلى هذا فإن المنطق البسيط يقول إنه لو كان القرآن من عند محمد لكان أولى به يذكر فى تبشير المسيح به -الذى ذكره القرآن - اسم: محمد وليس اسم: أحمد(3).
    وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
    * شكرا للواء / احمد عبد الوهاب .
    * والآن الشيخ / جعفر السبحانى فليتفضل .
    بسم الله الرحمن الرحيم أيها الأحباء جميعا السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
    إن كلمة ( فارقليط ) لفظ من اللغة السريانية التى كان يتحدث بها أهل سورية آنذاك حيث نرى اللفظ مستخدما في الأناجيل التى كٌتبت بالسريانية ويتفق علماء الإسلام و مفسرا الإنجيل على أن هذا اللفظ معرب عن اليوناني الذي كتب يوحنا به إنجيله، ولكنهم يختلفون في معنى هذا اللفظ في اللغة اليونانية. والآن سوف نترجم النصوص.
    1 - ( إن كنتم تحبونني ، احفظوا أحكامي ، حتى أطلب من الأب لكم " فارقليط " آخر، سيكون معكم إلى الأبد، إنه روح الحق والحقيقة لا يقبله العالم بسبب عدم رؤيتهم له - معرفتهم به، أما أنتم فتعرفونه لأنه سيبقى معكم وفيكم )(4) طبعة لندن عام 1837 ميلادي وباقي الجمل نقلت أيضا من هذه الطبعة، ومن أجل التأكد أكثر طبعنا ما لدينا مع التراجم الفارسية الأخرى عن اللغة السريانية والكلدانية.
    2 - ( إن هذه الأحاديث قلتها لكم عندما كنت معكم ، ولكن ذلك " الفارقليط " الذى سيبعث من قبل الأب بأسمى وهو الذي سيذكركم بما تعلمتموه وما علمتكم إياه )(5).
    1 – سورة الحجر (الآية 9) 3 – النبوة و الأنبياء فى اليهودية و المسيحية و الإسلام (ص ص 145 – 165)
    2 – إنجيل مرقس (3 : 16 – 17) 4 – إنجيل يوحنا (14 : 15 – 17) 5 – إنجيل يوحنا (14 : 25 – 26)
    3 - ( ولآن وقبل الوقوع أخبرتكم ، وما إن يقع عليكم أن تؤمنوا )(1).
    4 - ( وسأبعث لكم " الفارقليط " من جانب الآب والذي ستأتيكم روح حقيقية من جانبه تشهد بصددى )(2).
    5 - ( والحقيقة أقول إن ذهابي عنكم سيكون مفيدا لكم، وإذا بقيت فلن يتاح لذلك " الفارقليط " المجيء إليكم، وإذ ما ذهبت فسوف أبعثه لكم. ولكنه عندما سيأتي سيلزم العالمين بالمعصية وبالصدق و بالإنصاف بالمعصية لعدم أيمانهم به، وبالصدق لأنني سأذهب إلى الأب وسوف لن تروني بعدها. وبالإنصاف لأن الحكم جرى على كثيرة رئيس العالم وعندي أشياء أريد أن أقولها لكم ولكنكم لا تتحملون ذلك، وإنه سوف يأتى ويخبركم بجميع الإرشـادات وإنه لن يقول شيئا من عنده، بل سيقول ما سيسمع، وسيخبركم بما ستؤول إليه الدنيا وستمدحني ويمجدني لأن ما سيخبركم به سيكتسب منى وكل ما كان عندي هو من الأب، ولهذا قلت إنه يأخذ عنى ويخبركم )(3).
    " ما هو الفارقليط " ؟
    أولا : يجب الالتفات إلى أن بعض التواريخ المسيحية استخدمت قبل الإسلام بين علماء ومفسري الإنجيل تشير إلى أن " الفارقليط " هو الرسول الموعود، وقد أساء البعض استخدامها فادعى بأنه " الفارقليط " الموعود.
    فعلى سبيل المثال، " منتس " الرياضي الذى عاش فى القرن الثانى الميلادي والذي أدعى فى عام 187 ميلادي فى آسيا الصغرى الرسالة قائلا: بأنه الفارقليط الذى أخبر عنه عيسى وقد تبعه وقتها أناس وفرق.
    ثانيا: يستفاد من الآثار والتواريخ الإسلامية ما ذكر عن انتظار القادة السياسيين وعلماء الدين المسيحي لأيام الرسول الأكرم وإنهم كانوا ينتظرون موعود الإنجيل، ويذكر صاحب الطبقات الكبرى موقف ملك الحبشة بعد أن قرأ كتاب النبى محمد صلى الله عليه وسلم الذى أرسله بيد سفيره إليه والتفاته بعد انتهائه من القراءة إلى السفير ليقول له: " أنا أشهد على أنه الرسول الذى وعد به أهل الكتاب كما وعد موسى وأخبره بنبوة عيسى فى توراته وقد وعد عيسى فى إنجيله عن نبوة آخر الزمان وأعطى علائم وشواهد الرسول الذى سيأتي من بعده " وكذلك عندما وصل كتاب الرسول إلى قيصر الروم وأتم قراءته حقق فى أمر الرسول الأكرم وأجاب بكتاب جاء فيه: قرأت كتابك وتعرفت على دعوتك، وكنت أعلم أن رسولا سوف يرسل، ولكنى كنت أظن بأنه سوف يأتى من الشام، يستفاد من هذه النصوص التاريخية إنهم كانوا ينتظرون نبيا، ومن المؤكد إن مثل هذا الانتظار له جذور إنجيلية.
    1 – إنجيل يوحنا (14 : 29) 3 – إنجيل يوحنا (16 : 7 – 15)
    2 – إنجيل يوحنا (15 : 26)
    شرح للقرائن :
    ا - بدأ المسيح حديثه هكذا " إن كنتم تحبونني، احفظوا أحكامي، وسأطلب لكم من الأب " فارقليط " آخر(1).
    أولا :-
    نفهم من الطريقة التى تحدث بها المسيح، حيث جعل المحبة أول كلامه، أن هناك احتمالا لعدم قبول البعض للشخص الذى سيأتي من بعده والذي بشر به لذا حاول المسيح تحريك العواطف حتى يدفع ذلك البعض إلى القبول. فإذا كان المقصود بهذا التحريك هو "روح القدس" الذى تصور البعض إن لفـظ الفارقليط يعنيه – ففي هذه الحـالة – لا موجب لتهيـئة الأرضية من أجل روح القدس بهذا الشكل العاطفي، لكونه لا يحتاج إلى ذلك، لأن " روح القدس " بعد النزول كان له فى القلوب والأرواح أثر عميق أزال معه كل الشكوك و الإنكارات، ولكن إذا كان المقصود هو النبى الموعود لا تأثير له بغير طريق البيان لكسب القلوب والأرواح، وبناء على هذه الملاحظة فإن قسما منصفا يتقرب وينجذب إليه والقسم الآخر يبتعد عنه.
    إن المسيح لم يكتفي بهذا المقدار فى التذكير بل أصر فى الجملة 29 من الباب 14 قائلا ( أما الآن وقبل الوقوع أخبرتكم لكى يتسنى لكم الأيمان حين الوقوع ) فى الوقت الذى لا يحتاج الأيمان بروح القدس إلى توصية لكن الذى حدث هو إصرار المسيح بالمقدار الذى يدلل على أن المقصود ليس روح القدس.
    ثانيا : -
    لقد جاء فى حديث المسيح جملة تقول ( سوف يعطيكم " فارقليط " آخر ) فإذا قلنا إن المقصود من ذلك رسول آخر أصبح كلامنا معقولا وصحيحا ولكن إذا قلنا بأن المقصود هو روح القدس الآخر سوف لن يكون كلامنا معقولا ولا صحيحا، لأن روح القدس واحد وغير متعدد.
    ب - ( كل شئ قلته لكم سوف يذكركم به )(2)
    ( وإن الروح الحقيقية من طرف الأب سوف تشهد لى بذلك ) نحن نعلم أن الروح القدس نزل على الحواريين بعد خمسين يوما من صلب المسيح، فهل يجوز أن يكون هؤلاء المنتخبون الخلص قد نسوا جميع الأحكام التى علمها لهم المسيح فى هذه المدة القصيرة حتى يعلمهم روح القدس إياها مرة أخرى؟
    وهل يحتاج المسيح إلى شهادة أصحابه ؟ ولكن المقصود بهذه الشهادة هو الرسول الموعود، وبهذا تصبح الجملتان صحيحتين، لأن الأمة المسيحية على أثر طول الزمان وسرقة البعض لصفحات من الإنجيل وللتحريف الداخل عليه أصبحت أحكامه فى عالم النسيان، وقد أجاب الرسول محمد على عامة الأحكام التى ينبغي أن يعمل بها إضافة إلى شهادته على نبوة عيسى
    1 – إنجيل يوحنا (14 : 15) 2 – إنجيل يوحنا (14 : 26)
    عليه السلام، وتبرئته من التهم المنسوبة إليه بإدعاء الألوهية والربوبية أو ما شابه ذلك فبرئت ساحة المسيح المقدسة من التهم والأقاويل.
    ج - ( إذا لم أذهب لن يأتى فارقليط )(1)
    إن ذهابه مشروط بمجيء " فارقليط " ومجيء فارقليط مشروط بذهاب المسيح، فإذا كان المقصود روح القدس، فإن نزوله على المسيح أو على الحواريين ليس مشروطا بذهاب المسيح، لأن روح القدس كان قد نزل بعقيدة المسيحيين حينما أرسل المسـيح حـوارييه مـن أجـل نشر الدين. وبناء على هذا فإن نزوله ليس مشروطا بذهاب المسيح، ولكن لو قلنا إن المقصود هو نبى وصاحب شريعة عالمية، لأصبح الأمر منطقيا ومعقولا لأن مجيئه مشروطا بذهاب المسيح لكونه سينسخ رسالته.
    د - على أثر نزول " فارقليط " ستعرف ثلاثة أشياء لكل العالم، وسيلزم الناس إذا أخطئوا أو أساءوا ( عندما سيأتي سيكون الناس ملزمين بالمعصية والصدق والإنصاف، بالمعصية لعدم إيمانهم بي ) الجملة 7.
    لقد جاء فى أكثر الأناجيل القديمة كلمة " توبيخ " بدلا من كلمة " ملزم " والكلمة الثانية أنسب وأوضح لأن البعض من المفسرين والكتاب المسيحيين عندما يصلون إلى هذه الجملة يرون إنه ليس من المناسب استخدامها مع روح القدس لأنها تجرؤ على مقامه وإن المقصود من رئيس العالمين هو الشيطان الذى يلزم الناس بالمعاصي وشاهد هذه الجملة يأتى على لسان المسيح فى الآية 30 حيث جاء فيها ( يأتى رئيس العالم وليس له حصة منى ) أى لا يتمكن من غلبة المسيح، ومثل هذا التفسير لا يتعدى أن يكون فكرا شيطانيا محضا، وعلى سبيل الفرض أن ذلك الرئيس يلزم الناس المعاصي، فكيف يمكنه إلزامهم بالصدق والإنصاف؟ والإلزام، وكلمة " ملزم " هنا جاءت بعنوان توبيخ وهى موجودة فى أغلب الأناجيل القديمة، وأما الجملة التى جاء فيها ( رئيس العالم وليس له حصة منى )، أى إن الذى سيأتي من بعده شخصية مستقلة تماما وليس فرعا من نبوة المسيح بل هو مكمل لشرعة المسيح. نحن نعلم أن " روح القدس " نزل على الحواريين بعد خمسين يوما من صلب عيسى ولم يلزمهم أبدا بالمعصية والصدق والإنصاف إذا انه لم ينزل على الحواريين الذي لم يكذبوا المسيح طرفة عين بل إن نزوله على المنكرين والجاحدين لرسالة المسيح.
    هـ – ( فارقليط يشهد لى )(2)، ( وسينبئكم بمستقبلكم علاوة على تمجيده لى )(3) إن الشهادة للمسيح لا يمكن أن يقوم بها روح القدس لأن الحواريين لا يحتاجون إلى من يشهد للمسيح بأنه نبى لكونهم صدقوه من قبل وساروا على نهجه ، وكذا التمجيد والثناء عليه ، وهذا ما قام به رسول الإسلام محمد حيث شهد له بالنبوة وأثنى عليه من خلال إكمال رسالة جديدة إن التدقيق
    1 – إنجيل يوحنا (15 : 7) 2 – إنجيل يوحنا (15 : 26) 3 – إنجيل يوحنا (16 : 14)
    فى هذه القرائن يمكن أن يوصلنا إلى الحقيقة التى وصل إليها علماء ومحققو الإسلام العظيم، وإن هذه القرائن غير منحصرة بما قيل ، بل يمكن من خلال تدقيق أكثر وبحث أعمق – العثور على قرائن أخرى والآن ماذا قالت دائرة المعارف الفرنسية الكبرى ج 23 ص 4174 " محمد مؤسس دين الإسلام ، ورسول الله وخاتم النبيين " كلمة " محمد " بمعنى محمود بكثرة ، ومصدرها " حمد " التى تعنى التمجيد والتجليل والعجيب وعلى وجه الصدفة إن اسما آخر يترادف مع لفظ محمد ينتمي إلـى نفس المصدر " حمد " وهـو " أحمد" الذى يحتمل احتمالا قويا بأنه هو المستخدم من قبل العيسويين الذين كانوا يقطنون شبه الجزيرة العربية والذين كانوا يبحثون عنه لتعيين " فارقليط " ، فأحمد تعنى محمودا جدا وجليلا جدا وهو ترجمة للفظ " باراكليتوس " والتى تقرأ خطأ " بريكليتوس " ولقد طرق سمعنا هذا الترتيب للكتاب المسلمين مرار حيث قالوا إن المراد من هذا اللفظ هى البشارة على ظهور رسول الإسلام وقد أشار القرآن المجيد أيضا وبشكل علني إلى هذه الآية العجيبة فى سورة الصف التى تهتم بهذا الموضوع . انتهى .
    هناك أسئلة حول الفارقليط
    السؤال الأول :-
    قال المسيح صراحة إن الفارقليط روح حقيقية ، وهذه الآية لا يمكن أن تتعلق بمحمد لكونه إنسانا وليس روحا .
    الجواب :-
    إن لفظ الروح التى استعملت فى روح القدس يمكن استخدامها فى مطلق الإنسان الذى يمتلك روحا ملهمة بالفجور والتقوى وإن استعمال لفظ الروح فى المعنى الثانى وفى كتب العهدين كثيرة ، فعلى سبيل المثال ما جاء فى الرسالة الأولى ليوحنا كما يلي : " أيها الأحبة لا تصدقوا كل روح ، بل عليكم اختبار الأرواح على أنها من الله أومن غيره ، لأن الأنبياء الكذابين ازدادوا فى العلم " فمن هنا نعلم أن كل روح تتجسد فى عيسى المسيح هى من الله ، وكل روح تتنكر لتجسد عيسى ليست من الله وهكذا تلك الروح المخالفة للمسيح ، وأن الدجال الذى سمعتم به بأنه سيأتي ، موجود فى العالم.
    نحن من عند الله وكل من يعرف الله يسمع حديثنا ، ومن لم يكن من عند الله لا ينصت لنا ، ومن هنا تمكن من التمييز بين روح الحق وروح الضلالة (رسالة الأولى ليوحنا 4 / 12- 7) هذه الجمل تشير إلى استخدام لفظة " الروح " وإشاعتها فى غير " روح القدس " وإن ذيل الآية يشير بصراحة إلى أن كل شخص يدعو إلى الحق والصواب ، يكون روحا حقيقية وكل فرد يدعو إلى الضلالة تكون روحه روح ضلال .
    وبناء على هذا ، تكون المقولة المطلقة على النبى الموعود من أنه روح حقيقية ، لكونه سيدعو الناس إلى الحق والحقيقة ، وإن هذا النوع من التعبير بين شعوب العالم كثير "وسائغ"، وإن التدقيق فى ذلك يبتعد كثيرا بالمدقق عن الشك والشبهة.
    السؤال الثانى :-
    هكذا قال المسيح بحق الفارقليط : إن العالم لا يتمكن من قبوله لأنهم لن يرونه ولن يعرفونه فى الوقت الذى عرف فيه النبى محمد  وشاهده الآلاف من الأشخاص فكيف ذلك ؟
    الجواب : -
    إن المقصود من المشاهدة أو الرؤية هو المعرفة ببصيرة الفؤاد وهذا ما حصل بالفعل للمسيحيين الذين لم يتعرفوا على رسول الإسلام أو لم يروه. و إن الاستعمال بين الناس معروف ويرى بكثرة حتى فى العهدين ، فمن باب المثال : يقول البعض أن فلانا يمتلك فهما ولا يفهم ويمتلك عينا ولكنه لا يبصر بها ، وهكذا قال أشيعا بحقهم ( ستسمعون باتصالهم ولكن لن تفهموا ، نظروا ولكنهم لم يروا شيئا أو يسمعوا شيئا )(1).
    وكذا الأمر بالنسبة للمعرفة حيث لم يتعرفوا على حقيقة رسول الإسلام بشكل كامل كل أولئك الذين يعيشون على سطح العالم ، وفى أغلب الأحيان لم يتقبلوه ، أى : لم يتعرفوا عليه . وهذا الاستعمال موجود بكثرة فى كل اللغات وحتى فى نفس الإنجيل فمثلا التصريح الذى يقـول: لا يعرف الابن " المسيح " غير الله ، على الرغم من أن المسيحيين كلهم عرفوه " لا يعرف الابن غير الأب "(2).
    " قالوا له : أيها الأب أين أنت ؟ فأجاب عيسى أنتم لا تعرفوننى ولا تعرفون أبى ، ومتى ما تعرفتم على تعرفتم على أبى "(3) ، وبناء على هذا فإن القصد من عدم رؤية العالم للفارقليط تعنى عدم إدراكهم لحقيقته الكاملة .
    السؤال الثالث :-
    إن المسيح وعد الحواريين وبشرهم فى الوقت الذى جاء محمد  بعد 600 سنة من ذلك الوعد ، وفى زمانه لم يبق أحد من الحواريين.
    الجواب :-
    لقد كان المخاطب " وهم الحواريون " ظاهرا ولكن المقصود الحقيقى هم أمة عيسى إن جميع المصلحين والمحدثين العالميين يستعملون هذا الأسلوب فى الخطاب فتراهم يتحدثون إلى جمع من الناس وهم يقصدون كل البشر بذلك ، وهذا كثير فى الإنجيل حيث جاء " وأقول لكم أيضا إن إنسانا سوف يأتى بعد هذا الابن وعلى يده اليمنى تأتى القوة كما تأتى غيوم السماء"(4).
    1 – إنجيل متى (13 / 13 – 14) 3 – إنجيل يوحنا (8 / 19)
    2 – إنجيل متى (11 / 27) 4– إنجيل متى (26 : 64)
    إن الذين خاطبهم المسيح حيينها لم يشاهدوا شيئا من هذا الوضع الذى جاء فى خطابه بل لم تشاهد أمة عيسى إلى الآن ذلك وبعد مضى ألف وتسعمائة وتسعين عاما .
    على أية حال ، إن النتيجة التى يمكن أن تتوصل إليها هى : إن خطابات وأحاديث الرسل والأنبياء والمصلحين يقصد بها عامة البشر ، وإن كانت تلك الخطابات فى مجالس صغيرة لا يتعدى جلساؤها عدة أفراد .
    السؤال الرابع :
    إن آخر سؤال هو إن المسيح قال بصدد الفارقليط " سيبقى معكم وفيكم " فهل يمكن أن يبقى محمد فى شخص ما ؟ لأنه فى الإمكان أن يكون شخص مع شخص آخر ولكن كيف يكون أحد ما فى شخص آخر ؟
    الجواب : -
    إن جملة " فيكم سيبقى " تعنى أحكامه وقوانينه ستبقى إلى الأبد بينكم و بين ظهوركم وإن أحكامه سوف لن تنسخ ولن تتمكن هذه النوعية من الشبهات الصبيانية آن تقلل من قيمة الآيات التى تتطرق إلى ظهور الرسول الموعود مع كل هذه القرائن(1)
    والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
    * شكرا للشيخ / جعفر السبحانى
    * وأجد البروفسيور / عبد الأحد داود يريد أن يعلق فليتفضل .
    بسم الله الرحمن الرحيم بالنسبة للمذاهب التى وصمت بالهرطقة مثل الغنوصيين Gnostics و الأبوليناريين Appolinarians و الدوكيتيين Docetas وغيرهم وقد اتخذ أحد زعماء تلك المواهب لنفسه اسم " البراقليوس " وأدعى أنه النبى ( أل أحمد ) الذى تنبأ به المسيح وصار له أتباع عديدون .
    أما بالنسبة لعلامات ( البرقليطوس الآخرى )
    ( أ ) أنه ( سوف يوبخ العالم لأجل الخطيئة والاستقامة والعدالة )(2) أما تفسير ( الاستقامة ) بما نسب إلى عيسى فى قوله ( لأنني ذاهب إلى أبى )(3) فهو تفسير غامض مبهم . إذ يجعل عودة عيسى إلى ربه سببا كافيا لتأنيب العالم بواسطة ( البرقليطوس ) لماذا ؟ ومن الذى أنب العالم بسبب ذلك ؟ لقد اعتقد اليهود أنهم صلبوا عيسى وقتلوه ولم يؤمنوا أنه رفع إلى السماء . ثم عاقبهم محمد ووبخهم بشدة بسبب كفرهم هذا . وقد أصاب هذا التوبيخ النصارى الذين يعتقدون أنه صلب ومات على الصليب وأنه إله أو ابن الله وقد أوضح القرآن هذه النقطة بقوله تعالى ( وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبـه
    1 – أحمد موعود الإنجيل (ص ص 89 – 102) 3 – إنجيل يوحنا (16 / 10)
    2 – إنجيل يوحنا (16 /
    لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه مالهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما )(1)
    علما أن الكثيرين من النصارى الأوائل أنكروا صلب المسيح وأصروا على أن أحد أتباعه ( يهوذا الاسخريوطى ) أو شبها له ألقى القبض عليه وصلب بدلا منه كما أن الكورنثيون cornithians و البازيلديون Basilidans و القربوبقراطيون Corpocations وغيرهم كثيرون كانوا من نفس الرأى .
    (ب) من أهم علامات ( البركليتوس ) أيضا أنه (سوف يؤنب العالم لأجل الدينونة)(2) ( لأن رئيس هذا العالم قد أدين )(3) لأن العالم كان خاضعا له .
    وفى الفصل السابع من سفر دانيال يصف النبى دانيال كيف عقدت الدينونة الكبرى وصدر الحكم الإلهي بتحطيم ديانة الشيطان على يد البر ناشا ( ابن الإنسان ) محمد ويستخدم دانيال تعبير مشابهة جدا لتعبير القرآن الكريم عن يوم الحساب أو الدينونة وعن الدين الحق أى الإسلام وأن استعمال القرآن لكلمة ( دين ) الواردة فى سفر دانيال ( بالآرامية دينا ) بما يعنى الحكم أو الدينونة أو الدين أمر فى غاية الأهمية لأنه فى رأى من أحد البراهين على الحقيقة التى أنزلها الروح القدس جبريل على كل من دانيا ل وعيسى ومحمد إذ لم يكن باستطاعة محمد أن يختلق هذا أو لفقه حتى ولو كان فيلسوفا ضليعا كأرسطو .
    (ج) والعلامة الأخيرة للبرقليوس هى أنه ( لا يتكلم من عنده ، بل يتكلم بما يسمع ، ويخبركم بما يأتى )(4) وهكذا كان محمد ينطق الوحى كما يسمعه من جبريل وكان الوحى يدون على يد الكتبة المختارين حتى تم جمع القرآن .
    هذا هو البركليتوس الحقيقى إذن فهل باستطاعتكم أن تدلونا على أى شخص آخر تنطبق عليه كل هذه الصفات والعلامات والمميزات التى للبركليتوس ؟ إنكم لا تستطيعون(5) .
    وشكرا لكم جميعا والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
    * شكرا للبر فسور / عبد الأحد داود
                  

10-05-2004, 01:49 AM

Elkhawad

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 2843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة بين مجموعة من القساوسة و علماء المسلمين (Re: مهاجر)

    الاخ مهاجر
    هل لي ان اسألك خدمة
    هل يمكنك التحصل علي هذا الكتاب باللغة الانجليزيه
    اكون شاكر ليك لو وريتني القاها وين
                  

10-06-2004, 02:13 AM

مهاجر
<aمهاجر
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 2997

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة بين مجموعة من القساوسة و علماء المسلمين (Re: Elkhawad)

    الاخ الخواض
    لا يوجد معي نسخة بالانجليزي لكن سوف ابحث لك في الممكلة وانت حاول موقع احمد ديدات او مراكز اسلامية خاصة الهندية تجد فيها نفس المادة والمناظرات.


    شكرا وأجد البر فسور عبد الأحد داود يريد أن يتحدث فليتفضل .
    بسم الله الرحمن الرحيم كان يحيى من طائفة دينية يهودية تسمى الأسينيين (Essenes ) الذين ظهر منهم النصارى الأوائل ( الإبيونيون Ebionites) وقد أعلن أنه كان يعمدهم بالماء كرمز لتطهير القلوب بالتوبة ولكن نبيا آخر قادما بعده سوف يعمدهم بالروح القدس والنار وسوف يجمع القمح إلى مخزنه ويحرق القش بنار لا تخمد . كما أعلن أن القادم بعده سيكون أعلى منه مكانة من حيث السلطة والكرامة لدرجة أن يحيى قال عن نفسه أنه : ( لا يستحق شرف الانحناء وحل رباط حذاء ذلك النبى )(2).
    وقد وردت إشارة مبهمة فى الأسئلة التى وجهت إلى النبى يحيى من قبل الكهنة واللاويين ، فقد سألوه ثلاثة أسئلة على التوالي ( هل أنت المسيح ؟ هل أنت إيليا ؟ هل أنت ذلك النبى ؟ ) وعندما أجابهم على كل سؤال بالنفي قالوا له : ( إذا لم تكن المسيح ولا إيليا ولا ذلك النبى ، إذن فلماذا تعمد ؟ )(3) وهكذا فإنه حسب الإنجيل الرابع لم يكن يحيى المعمدان هو المسيح ولا إيليا ولا ذلك النبى ، وإنني أسأل الكنائس المسيحية التى تؤمن أن ملهم جميع هذه الأقوال المتضاربة هو الروح القدس ، أى ثالث الآلهة الثلاثة ، من يعنى أولئك الأحبار اليهود واللاويون بقولهم ( وذلك النبى ؟ ) فإذا كانت الكنائس تدعى عدم معرفتهم ( بذلك النبى ) فما هى الفائدة من هذه الأناجيل المحرفة المشكوك فيها ؟ أما إذا كانت الكنائس تعرف من هو ( ذلك النبى ) فلماذا تبقى صامتة ؟.
    لقد اعتاد يحيى فى البرية أثناء مواعظه للجماهير أن يصرخ بصوت عال ويقول : ( أنا أعمدكم بالماء للتوبة وغفران الخطايا ، ولكن هناك شخص قادم بعدى أقوى منى لدرجة أنني لا أستحق حل رباط حذائه ، وهو سيعمدكم بالروح والنار )(4) هذه الكلمات رويت بصور مختلفة فى الأناجيل ولكن بنفس المعنى ، مما يدل على أكبر قدر من الاحترام والتقدير للشخصية القوية ذات الكرامة الرفيعة التى يتمتع بها النبى القوى المتنبأ عنه . وهذه الكلمات الصادرة عن يحيى المعمدان تصف الأسلوب الشرقي فى استضافة وتكريم الضيف عند دخوله منزل مضيفه حيث يسارع المضيف أو أحد أفراد عائلته لخلع حذاء ضيفه و مـرافقته إلـى
    1 – الاختلاف و الاتفاق بين إنجيل برنابا و الأناجيل الأربعة ( ص ص 163 – 16 2 – إنجيل متى (3 : 11)
    3 – إنجيل يوحنا (1 : 19 – 25) 4 – إنجيل متى (3 : 11)
    مجلس مريح . وعندما يغادر الضيف يتكرر التكريم حيث ينحني المضيف ثانية لعقد رباط الحذاء .
    والذي قصده يحيى المعمدان من قوله أنه لوقدر له أن يقابل ذلك النبى العظيم فإنه سوف يعتبر نفسه غير جدير بشرف الانحناء وحل رباط حذائه ، ومن هذا الولاء الذى قدمه يحيى سلفا يبدو أن النبى الذى بشر بقدومه كان معروفا لدى كافة الأنبياء بأنه سيدهم وسلطانهم وكبيرهم وإلا لما قال نبى من أنبياء الله – مثل سيدنا يحيى – هذا القول المتواضع .
    والآن بقيت مهمة تحديد هوية " ذلك النبى "
    (ا ) النبى الذى جرى التنبؤ عنه لماذا لم يكن عيسى المسيح ؟
    (ب) النبى الذى جرى التنبؤ عنه هل هو محمد بالذات ؟
    إن عيسى لا يمكن أن يكون موضوع نبوءة يحيى للأسباب التالية :
    إن كلمة ( بعدى ) تستبعد عيسى أصلا لأن عيسى ويحيى ولدا فى سنة واحدة وعاصر أحدهما الأخر ، يقول يحيى ( إن ذلك الآتى بعدى أقوى منى ) وكلمة ( بعدى ) هذه تدل على مستقبل غير محدد وبلغة النبوءة فهي تعبر عن دورة أو أكثر من دورات الزمن . ومن المعروف جيدا لدى المتصوفة أنه فى كل دورة زمنية تقدر بنحو خمسة أو ستة قرون يظهر نبى لامع يمتد أثره فى أنحاء العالم وتدوم إصلاحاته عدة أجيال إلى أن يحين ظهور نبى آخر. وهكذا فقد ترصع تاريخ الدين الحق من إبراهيم إلى محمد بأسماء بارزة منها إبراهيم وموسى وداود وعيسى ومحمد . وجد يحيى أمته تعانى من حكم الإمبراطورية الرومانية وملوك اليهود الأشرار ، وشاهد رجال الدين الفاسدين يضللون الشعب اليهودي ويفسدون الكتب المقدسة ويروجون الأساطير الخرافية حتى فقد اليهود كل أمل إلا أملهم بأن أباهم الأكبر لإبراهيم سيخلصهم ، فقال لهم يحيى إنهم لا يستحقون أبا مثلا إبراهيم وإن الله قادر على إنهاض لإبراهيم من الحجارة ( متى 3/9 )وكان اليهود آنئذ ( كما هم اليوم ) ينتظرون مسيحا من سلالة داود ليأتي ويعيد لهم مملكة داود فى القدس . وعندما وجه الوفد اليهودي السؤال إلى يحيى : ( هل أنت المسيح ؟ ) أجاب يحيى بالنفي على هذا السؤال وما تلاه من أسئلتهم ( يوحنا 1 / 20- 21 ) وإذا أهملنا المبالغات الواضحة التى أضيفت إلى الأناجيل فمن المؤكد أن يحيى قدم عيسى إلى الجماهير على أنه المسيح الحقيقي ونصح الناس بطاعته واتباع تعلمياته وإنجيله ، كما أخبرهم أن هنالك نجما أخيرا ، من العظمة عند الله وفى الدنيا ، بحيث أن يحيى لا يستحق حل رباط حذائه .
    لو كان عيسى المسيح هو المقصود بعبارة يحيى فالمفروض أن يلتحق يحيى بعيسى ويخضع له كتلميذ وتابع ، ولكنه لم يفعل ذلك بل على العكس نجده يعظ ويعمد ويستقبل التلاميذ ويوبخ الملك هيرودس ويقرع الطبقات الحاكمة اليهودية ويتنبأ بمجيء نبى آخر أقوى منه دون أن يعير أدنى التفات لوجود ابن خالته عيسى فى يهودا أو الجليل .
    لقد جعلت الكنائس النصرانية من عيسى المسيح إلها أو ابن إله رغم كونه مختونا مثل كل الإسرائيليين ومعمدا على يد النبى يحيى مثل اليهود العاديين مما يثبت عكس ذلك ، والكلمات التى قيل أنه جرى تبادلها بين يحيى وعيسى فى نهر الأردن تبدو تحريفا وابتذالا واضحا فلو كان عيسى حقيقة هو الشخص الذى تنبأ به يحيى على أنه (أقوى) منه لدرجة أنه لم يكن أهلا للانحناء وحل رباط حذائه وأنه ( سوف يعمد بالروح والنار ) لو كان الأمر كذلك لما كان هناك أى معنى لتعميد عيسى فى النهر كأى يهودى آخر على يد شخص أقل منه ، أما التعبير المنسوب لعيسى ( يجدر بنا أن نحقق كل العدالة ) فهو غير مفهوم بتاتا فلماذا تتحقق كل العدالة لمجرد تعميد عيسى ؟ هذا التعبير تحريف وتشويه واضح ومتعمد .
    ومن وجهة نظر إسلامية فإن المعنى الوحيد لهذا التعبير أن يحيى أدرك الطابع التنبؤى لعيسى واعتقد لأول وهلة أنه النبى العظيم خاتم رسل الله وبالتالي أحجم عن تعميده ولكن حينما أخبره عيسى بهويته الحقيقية وافق يحيى على تعميده .
    عندما كان يحيى فى السجن أرسل تلاميذه إلى عيسى يسألونه : ( هل أنت النبى الموعود ؟ أم ننتظر واحد غيرك ؟ ) ( متى11/3) مما يظهر بجلاء أن يحيى لم يكتشف نبوءة عيسى إلا بعد أن سمع عن معجزاته وهو فى السجن ، وهذه الشهادة من متى تناقض الإنجيل الرابع ( يوحنا1/29 ) الذى يدعى أن يحيى عندما رأى عيسى قال : ( انظروا حمل الله الذى يمسح ( أو يتحمل ) خطيئة العالم ) ، كما يبدو أن كاتب الإنجيل الرابع لم يعرف شيئا عن استشهاد يحيى ( متى 14/10-12 ، مرقص 6/14-29).
    ومن وجهة نظر إسلامية بحتة فإنه يستحيل على نبى كيحيى أو أى نبى آخر أن يستخدم تعبيرا إلحاديا كهذا عن عيسى المسيح ، لقد كان لب رسالة يحيى الحض على التوبة بمعنى إن كل شخص مسؤول عن خطيئته وعليه أن يتحمل وزرها أو أن يمحوها بالتوبة ، فالمعمودية كانت عبارة عن وضوء يرمز إلى طرح الخطايا بالإضافة إلى الإقرار بالذنوب وتعويض من تضرر بها أو طلب السماح منه والعزم على عدم ارتكاب الذنوب ثانية ، ولو كان عيسى ( حمل الله ) الذى يمسح خطايا العالم لكان وعظ يحيى بالتالى سخيفا وعديم الجدوى ، إن الخطأ الذى شوه دين الكنائس هو نظرية التضحية التى تتم نيابة عن الآخرين وهى نظرية سخيفة ، فهل مسح ( حمل الله ) خطايا العالم ؟ إن صفحات التاريخ الكنسى المظلمة ستجيب على ذلك السؤال بالنفى القاطع و ( الحملان ) فى مقصورات الاعتراف يخبرون أن النصارى – رغم علمهم وحضارتهم – يرتكبون من الخطايا وأعمال القتل والسرقة والانغماس فى الشهوات والزنا والحروب والمظالم وحب المال ما هو أشد هولا مما ترتكبه بقية البشرية جمعاء .
    إن يحيى المعمدان لا يمكن أن يكون السلف المبشر بعيسى على النحو الذى تفسره الكنائس الأناجيل تقدمه لنا على أنه ( صوت يصرخ فى البرية ) كتحقيق لعبارة جاءت فى ( سفر إشيعاء 40/3 ) ، وكممهد لبعثة عيسى المسيح استنادا إلى قول النبى ملاخى ( ملاخى 3/1 ) ولو كانت مهمة يحيى إعداد الطريق لعيسى الذى سيجيء فجأة إلى هيكله فاتحا منتصرا حيث يقيم دين ( السلام ) ويجعل القدس بهيكلها أكثر مجدا من ذي قبل ( حجى2/7-9) فإن تلك المهمة قد لاقت الفشل الذريع والإحباط الكامل فبدلا من أن يستقبل يحيى أميره مظفرا فى القدس عند بوابة الهيكل بين جموع اليهود فإن يحيى يستقبله عاريا مثله فى نهر الأردن ثم يقدم سيده بعد تغطيسه فى الماء إلى الجماهير بقوله : ( هذا هو ابن الله ) أو فى مكان آخر ( انظروا حمل الله ) مما يعنى تحقيرا لشعب إسرائيل أو الكفر أو السخرية من عيسى ، أو يعنى كل هذه الأمور معا ، أو أنه يجعل من نفسه أضحوكة.
    لقد أساءت الكنائس فهم الطبيعة الحقيقية لرسالة يحيى والمعنى الحقيقي لمواعظه .
    عندما أتأمل قول يحيى ( إنه أقوى منى ) وأتخيل النبى يحيى وهو يوجه مواعظه بصوت عال فى البرية أو على ضفاف الأردن إلى جماهير اليهود الذين وراءهم حوالي أربعة آلاف عام من التاريخ الديني ، ثم أستعرض الأسلوب الهادئ المنظم الرزين الذى كان يعلن فيه محمد الآيات السماوية من القرآن على العرب الجاهليين ، ثم عندما أتفحص تأثير كل من هاتين الدعوتين فى ضوء النتيجة النهائية لكل منهما حينئذ أتفهم ضخامة الفرق الشاسع بينهما وأدرك أهمية الكلمات القائلة ( إنه أقوى منى ) .
    وعندما أتخيل قصة القبض على يحيى المعمدان الأعزل من قبل هيردوس أنتيباس ثم قطع رأسه بصورة وحشية وعندما أتابع الروايات المضطربة والمأساوية لعيسى ( أو يهوذا الإسخريوطى ) من قبل بيلاطس وتتويجه بتاج من الشوك على يد هيرودس وما تبع ذلك فى كالفارى ، وبالمقابل أتأمل الدخول المظفر لسلطان الأنبياء إلى مكة وتدميره جميع الأصنام وتطهير الكعبة ، ومنظر أعدائه المدحورين بقيادة أبى سفيان وهم على قدمي ( الشيلواح ) رسول الله المظفر يطلبون منه العفو والرحمة ويعلنون إيمانهم بالدين الجديد ، وعندما أتأمل خطبة الوداع لخاتم الأنبياء ( اليوم أكملت لكم دينكم ..) الآية ، عندئذ أفهم تماما معنى كلام يحيى حين قال : ( إنه أقوى منى ) .
    ما هى حقيقة التعميد التى كان يمارسها كل من عيسى ويحيى عليهما السلام ؟
    لقد أعترف مؤلف الإنجيل الرابع أن عيسى وتلامذته اعتادوا أن يتعمدوا بالماء مع يحيى المعمدان ( يوحنا 3/22-23) مما يناقض النص الذى ورد فى نفس الإنجيل : ( إن عيسى لم يعمد نفسه ولكن عمد تلاميذه فقط )(1)، لقد مارس عيسى المعمودية تماما كما كان يفعل يحيى فى جداول المياه وأمر تلاميذه أن يفعلوا الشيء نفسه مما يبين تماما أنه لم يكن الشخص المقصود بنبوءة عن النبى القوى الذى يعمد بالروح وبالنار ( متى 3/ 11 ) .
    ولا يحتاج الأمر إلى ذكاء خارق لفهم هذه الحجة . وإذا كانت الكلمات والمواعظ والنبوءات تحمل أى معنى أو هدف أو مغزى فإن كلمات يحيى تعنى أن التعميد سوف يستمر بالماء حتى ظهور ال ( الشايلوه ) أى رسول الله وعندئذ يصبح التعميد بالروح والنار . هذا هو الاستنتاج المنطقي الوحيد والمفهوم الذى يمكن استخلاصه من موعظة يحيى كما هى مدونة فى الفصل الثالث من إنجيل متى . إن التعميد بالماء يختلف تماما عن التعميد بالروح والنار . فالأول يتم عن طريق التغطيس أو غسيل الجسم بالماء كعلامة على التوبة أما الثانى فلم يعد يتم بالماء ولكن بالروح القدس والنار وتأثيره يتجلى فى تغير كامل للقلب والإيمان والمشاعر . الأول يطهر الجسم والثانى ينير العقل ويثبت الإيمان ، الأول يغسل السطح والثانى يغسل اللب . وقد حل الغسل والوضوء فى الإسلام محل المعمودية اليهودية النصرانية وهو أمر لا يحتاج لنبي أو لكاهن كي يؤديه للآخرين ولكن يقوم به المؤمن نفسه ، ولذا لم يعد النصارى أى مبرر للتمسك بمعموديتهم بالماء إلى ما لا نهاية طالما أن أناجيلهم تنبأت بأن هذه المعمودية سوف تلغيها معمودية أخرى غير الغسل بالماء ، ولمزيد من الإيضاح أطرح الملاحظات التالية :
    ( أ ) لقد وصفت الأناجيل معمودية كل من يحيى وعيسى بوضوح وهى منافية تماما لمعمودية الكنائس . إن الأصل العبري أو الآرامى لكلمة baptismos اليونانية ليس معروفا على وجه التأكيد ، علما أن نسخة ( البشيتا ) الآرامية تستخدم مقابلها كلمة ( معموديثا ) من الفعل (عمد) و ( عمد) الذى يعنى الوقوف كالعمود ، وفى صيغة السببية ( عامد ) معناها : ( ينصب ، يقيم ، يؤسس أو يثبت ) وهكذا مما ليس فيه أية دلالة على التغطيس أو الرش أو الاستحمام ولكن الأفعال العبرية : ( رحص ) بمعنى يستحم ( وتفل) بمعنى يغمس أو يغطس قد تعطى معنى الكلمة اليونانية "Baptismos " رغم أن الفعل (عمد) فى جميع اللغات السامية بما فيها العربية يعنى ( الوقوف منتصبا كالعمود ) ولا يحوى معنى الغسل أو الغطس ، ولذلك فإن كلمة ( معمودية ) لا يمكن أن تكون هى الكلمة الآرامية الأصلية التى ترجمت إلى baptismos اليونانية ، كما أنه لا داعي لإيضاح أن كلا من يحيى وعيسى لم يسمعا قط كلمة baptismos بصيغتها اليونانية وأنهما لم يستعملا كلمة ( تعميد ) لأنها لا تؤدى المعنى .
    1 – إنجيل يوحنا (4 : 2)

    (ب) إن الدلالة الكلاسيكية لكلمة "Baptismos " اليونانية تحمل معنى ( صبغة ، وتلوين ، وتغطيس ) وأن الكلمة المقابلة بالآرامية لا يمكن أن تكون سوى ( صبأ ) وبالعربية ( صبغ ) ومن الحقائق المعروفة جيدا أن الصابئين الذين ورد ذكرهم فى القرآن وعند آباء الكنيسة النصرانية القدامى ( مثل أبيفانوس وسواه ) كانوا من أتباع يحيى ، كما أن اسم الصابئة نفسه الذى جاء فى الفصل السادس من كتاب ( حياة يسوع ) لمؤلفه الشهير ( أرنست رينان ) يدل على المعمدانيين الذين مارسوا المعمودية وكانوا يعيشون حياة تقشف كالهسائيين Essenians أو Al-Chassaites والأبيونيين Ebionites وإذا ما تذكرنا أن مؤسس جماعتهم (بوداسبBudasp ) كان أحد حكماء الكلدان فإن التهجئة الصحيحة لإسمهم تكون ( صباغى) بمعنى الصباغين ( أى المعمدانيين ) ، وكان مار شمعون من رجال الدين الكلدان الآشوريين المشهورين فى القرن الرابع يدعى ( بارصباغى ) أى ابن الصباغين ويحتمل أن أسرته كانت تنتمى إلى الصابئة ، ولأن القرآن يورد جميع الأسماء الأجنبية كما كان يلفظها العرب فقد ورد اسم ( الصابئين ) مع همزة بدل الغين وهى فى الآرامية الأصلية ( الصابغين ) وهناك بعض التفسيرات الأخرى لكلمة ( صابئى ) فمثلا يفترض بعض المؤلفين أنها مشتقة من ( صابىء بن شيت ) ومع أنه لم يكن لدى الصابئة أية أمور مشتركة مع الكنائس النصرانية سوى معموديتهم التى كانوا يسمونها ( السبعوثا ) إلا أنهم كانوا يدعون خطأ : نصارى يحيى المعمدان .
    لقد كانت هناك ثلاث صيغ للمعمودية : واحدة لليهود والثانية للصابئة والثالثة للنصارى . أما المعمودية اليهودية التى لم يكن لها أصل فى كتب اليهود المقدسة فقد اخترعت بشكل رئيسي من أجل المعتنقين الجدد لليهودية وكان الكاهن اليهودى يعمد الذى يحوله إلى الدين اليهودى باسم الله ، أما الصابئة فكانوا يعمدون باسم الله ويحيى ، ولكن القسيس كان يعمد باسم : الأب والابن والروح القدس ولا يذكر اسم الله وعيسى صراحة ، ومن ذلك يظهر التباين بوضوح بين الأنظمة المعمدانية الثلاثة . فاليهودى كموحد حقيقى لم يكن ليتحمل اقتران اسم يحيى مع اسم ( الإلوهيم ) أما الصيغة النصرانية فكانت منافية لعقيدة اليهود والصابئة معا ، إن هذه الأشكال المختلفة للمعمودية كانت عبارة عن عملية رمزية وقد استعملت الماء كمادة لمعموديتها وبأسلوب متشابه وقد أطلق كل من الأديان الثلاثة عليه اسما مختلفا عن الآخر ، فالصابئة استخدموا كلمة ( سبعوثا ) الآرامية التى تعنى "baptismos " باليونانية . ويحتمل أن النصارى من الساميين اتخذوا اسم ( معموديثا) الذى لا توجد له أدنى علاقة من ناحية لغوية مع الغسل أو التغطيس أو التطهير لمجرد تمييز معموديتهم عن معمودية الصابئة . وهكذا حلت كلمة معموديثا محل ( سبعوثا ) ، والملاحظ أن ترجمة ( البشيتا ) الآرامية استخدمت كلمة معموديثا بمعنى بركة أو حوض الغسل ( يوحنا 5/2) وهناك تفسير آخر قد يؤدى إلى حل المشكلة وهو أن يحيى وأتباعه وعيسى وتلاميذه كانوا يجعلون التائب أو المعتنق الجديد للدين يقف فى النهر مستقيما كالعمود أثناء غسله ومن هنا جاء لفظ ( عمد ) و ( معموديثا ) .
    (ج) لقد لعن ( مجمع ترنت Council of trent ) كل شخص يقول إن المعمودية النصرانية تشابه معمودية يحيى وأتجرأ فأقول إن المعمودية النصرانية ليست خالية من الأثر الروحى وحسب بل هى أيضا دون مستوى معمودية يحيى وإن مزاعم القساوسة النصارى عن المعمودية أنها تطهر الروح من الخطيئة الأصلية هو ضرب من الدجل والشعوذة ، فالمعمودية بالماء كانت مجرد رمز للمعمودية بالروح القدس والنار وبعد قيام الإسلام كمملكة الله الرسمية لم يعد لوجودها أى مبرر إذ حلت محلها معمودية الله أى صبغة الله .
    (د) لقد اتضح لنا أن الكلمة اليونانية " Baptismos " هى المرادف الدقيق لكلمة ( سبعوثا ) الآرامية أى المعمودية ليست غسيلا أو تغطيسا أو حماما ولكنها ( سبعوثا ) أى صبغ وتلوين وكما يعطى ( الصباغ ) لونا جديدا للثوب بغمسه فى غلاية الصبغ فإن يحيى المعمدان كان يعطى التائب أو المعتنق الجديد للدين لونا روحيا جديدا ، وهكذا فإن كلمة ( صبغة ) فى القرآن ( سورة البقرة الآية 138 ) قد كشفت الغموض عن نبوءة يحيى كما أثبتت أن القرآن تنزيل مباشر من الله وأن الرسول الذى أنزل إليه القرآن هو الذى تنبأ به يحيى .
    لقد كانت معمودية يحيى وعيسى رمزا لدخول التائبين فى المجتمع الذى تعهد بالولاء لرسول الله الذى تنبأ كل من يحيى وعيسى بقدومه ، وكما كان الختان علامة على دين إبراهيم ومن تبعه كذلك كانت المعمودية ( السبعوثا )علامة على دين يحيى وعيسى ، وكان ذلك تمهيدا لكي يتوقع الجميع النبى الموعود ويدخلوا دين الإسلام .
    (هـ) حسب شهادة القديس مرقص (1/4-8 ) فإن معمودية يحيى كانت تمحو الخطايا إذ يذكر مرقص أن سكان يهودا والقدس ذهبوا إلى يحيى فعمدهم فى نهر الأردن وهم يعترفون بخطاياهم أى أن المعمودية محت خطاياهم ، ومن المعروف أيضا أى العبارات الاثنتى عشرة الأخيرة التى أضيفت إلى الفصل السادس عشر من هذا الإنجيل ( مرقص 16/9-20) لم تكن موجودة فى أى من المخطوطات اليونانية القديمة وحتى فى هذه العبارات المضافة لم ترد عبارة ( باسم الأب والابن والروح القدس ) إذ يقول عيسى ببساطة : (اذهبوا وعظوا العالم بإنجيلى ، فمن يؤمن ويعمد ينجو ، ومن لا يؤمن سوف يلعن )(1).
    وطالما أن معمودية عيسى كانت نفس معمودية يحيى وطالما أن معمودية يحيى كانت كافية لغفران الخطايا فـلا معنى للقول بـأن حمل الله يتحمل خطايا العالم ( يوحنا 1/29 ) . و إذا
    1 – إنجيل مرقس (16 : 15 – 16)
    كانت مياه الأردن فعالة لدرجة غفران خطايا الجماهير الكثيرة نتيجة تعميدها فلا مبرر لسفك دم " إله" لأجل نفس الغرض .
    وقد ظل أتباع عيسى يمارسون معمدانية يحيى حتى ظهور القديس بولس على مسرح الأحداث . والمعروف أن بولس كان فيسيا من أتباع الطائفة اليهودية المعروفة بالفريسسيين الذين ندد بهم كل من يحيى وعيسى وسمياهم ( أبناء الأفاعى ) ، والملاحظ أيضا أن مؤلف الكتاب الخامس فى العهد الجديد المسمى ( أعمال الرسل 8/16-17،19/2-7 ) ليس عن طريق التعميد باسم عيسى ولكن بواسطة ( وضع الأيدى ) وقد ذكر بوضوح أن معموديتى عيسى ويحيى كانتا متماثلتين فى طبيعتهما وفعاليتهما وأنهما لم تنزلا الروح القدس على الشخص الذى جرى تعميده من قبل عيسى أو يحيى أو باسم أى منهما . ولكن بوضع أيدى الحواريين على الشخص المعمد يمس الروح القدس قلبه فيملأه بالإيمان ومحبة الله ، وحتى لو كان ذلك صحيحا فإن هذه الهبة الإلهية التى يحتمل أن تكون أعطيت للحواريين فقط لا يمكن أن يدعيها خلفاؤهم المزعومون فى الكنيسة .
    (و) وإذا كانت الأناجيل فى حديثها عن المعمودية تعنى أى شىء فإنها تعطى الانطباع أنه لم يكن هنالك فرق بين المعموديتين سوى أنهما كانتا تمارسان باسم يحيى أو عيسى ، ولكن الفريسى الكبير بولس ( شاؤول ) لم يذكر كلمة واحدة عن يحيى المعمدان الذى وصم طائفة الفريسيين بالوصف الكريه ( أبناء الأفاعى ) وتلاحظ لمسة من الحقد ضد يحيى ومعموديته فى الملاحظات التى أبداها لوقا فى ( أعمال الرسل ) لأن لوقا كان تلميذا ومرافقا لبولس ، غير أن إقرار لوقا بأن المعمودية باسم عيسى لم تكن تتم بالروح القدس يعتبر برهانا حاسما ضد الكنيسة التى حولته اعتباطا إلى ألغاز وطقوس سرية . إن معمودية عيسى كانت استمرار لمعمودية يحيى لا أكثر أما المعمودية بالروح القدس وبالنار فقد اختص بها الإسلام . وأن ما كتبه لوقا فى أعمال الرسل عن أثنى عشر شخصا من السامرة لم يتلقوا الروح القدس لأنهم عمدوا فقط باسم عيسى ( أعمال الرسل 8/16-17) دليل حاسم على بطلان مزاعم الكنيسة .
    لقد أطلت عليكم شرح قضية التعميد حتى نتفهم ما هو الهدف من التعميد .
    لم يتبقى إلا شرح التعميد " بالروح القدس وبالنار ".
    كثيرا ما كنت أعجب من الصابئة الذين انتشر مذهبهم فى شبه جزيرة العرب وما بين النهرين . كيف أنهم لم يعتنقوا النصرانية مع أن المفروض أن يحيى أعلن على الملأ أن عيسى كان النبى الأقوى منه وأن عيسى كان المسيح الذى لم يصل يحيى إلى درجة تسمح له بحل رباط حذائه ؟ ( متى 3/11) .
    فلو كان عيسى هو رسول الله الذى تنبأ به يحيى والذي جاء ليعمد بالروح والنار فى الوقت الذى كان عيسى يعمد الجموع بماء الأردن لو كان ذلك صحيحا لنشأ التساؤل : لماذا لم يعمد بالروح والنار . ولماذا لم يتغلب على الوثنية فى الأراضى التى وعدها الله لسلالة إبراهيم ثم يؤسس مملكة الله بالقوة والنار ؟ وكيف يمكن تفسير أن أتباع يحيى لم يتبعوا عيسى مع أن المفروض أن يحيى قدم عيسى للجمهور على أنه سيده والأعلى منه مرتبة . وقد يعفى أتباع يحيى من الدخول فى الكنيسة النصرانية فيما لو جاء عيسى بعد قرن مثلا من مجىء يحيى . ولكن الأمر لم يكن هكذا فقد عاصرا بعضهما البعض حتى أنهما ولدا فى نفس العام وتعمدا بالماء وبشرا أتباعهما بمملكة الله الوشيكة والتى لم تظهر فى عهدهما .
    لقد كان الصابئة أو ( الصباغون ) أو ( المعمدانيون ) أتباع يحيى المخلصين ومن المحتمل أنهم وقعوا ضحية للخطأ والأساطير ولكنهم كانوا يعلمون تماما أن عيسى لم يكن الشخص المقصود بنبوءة يحيى وكذا دخلوا الإسلام عندما جاء محمد .
    يختلف المفهوم الإسلامى واليهودى للروح القدس جذريا عن المفهوم النصرانى . فالروح القدس ليس شخصا مؤلها فى إله ثلاثى ، والاعتقاد النصرانى إن الروح القدس أى ثالث الثالوث ينزل من عرشه السماوى رهن إشارة قسيس من أجل تقديس بعض العناصر وتغيير جوهرها وخصائصها إلى عناصر أخرى فوق الطبيعة كتغيير ماء المعمودية إلى دم إله مصلوب ومحو ما يسمى بالخطيئة الأصلية أو تحويل العناصر المادية للقربان المقدس إلى دم وجسد إله ، إن ذلك مناف لعقيدة كل موحد يهوديا كان أو مسلما ، كما أن هذه الاعتقادات معاكسة تماما لتعاليم العهد القديم وهى تزوير للعقيدة الحقيقية ليحيى وعيسى . فالاعتقاد بأن بعض القسس يستطيعون تعويذ الأفراد بحيث يحل فيهم الروح القدس ولكنه لا يضمن عصمتهم ، خال من أى معنى . وفى سفر أعمال الرسل يقال لنا أن حنانيا وزوجته سفيرة عمدا وبالتالي امتلئا بالروح القدس وهو الشخص الإلهى الثالث الذى ألهمهما أن يبيعا حقلهما ويضعا ثمنه من النقود تحت قدمي الحواري بطرس ولكن الشيطان أغراهما بالاحتفاظ بجزء من النقود فكانت النتيجة أن أصابهما الموت المفاجئ ( سفر أعمال الرسل 5/1-11).
    كيف يمكن ل ( ثالث الآلهة ) أن ينزل على البشر ويقدسهم ثم يسمح لهم بعدئذ بالخطأ والكفر والزندقة ويتركهم يقترفوا الحروب والمذابح ؟ هل يستطيع الشيطان إغراء الإنسان المملوء بالروح القدس فعلا فيحوله إلى شيطان ؟ إن القرآن الكريم واضح جدا فى هذه النقطة إذ يقول الله تعالى مخاطبا الشيطان :
    ( إن عبادى ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين )(1)
    1 – سورة الحجر ( الآية 42 )
    إن الشخص المستقيم يكافح ضد الخطيئة والشر ما دام فى هذا العالم المادى وإذا وقع فى الزلل نهض ثانية لأن الندم والتوبة هى عمل الروح الطيبة التى تعيش فينا . أما الكنائس فتقول أنه إذا عمد نصراني بالروح القدس والنار وفق المعنى الذى يتضمنه ( سفر أعمال الرسل ) سواء كان المعمد لاتينيا أو يونانيا أو حبشيا أو غير ذلك فإنه يصبح ليس فقط قديسا طاهرا بل أيضا عالم لغات ونبيا موهوبا .
    والحقيقة أنه ليس لدى النصارى مفهوما محددا أو دقيقا عن الروح القدس التى تملأ النصرانى المعمد . لو كان إلها لما جرأ الشيطان على الاقتراب من هذا الرجل المقدس أو المؤله نوعا ما وإغرائه وغوايته وأكثر من ذلك : كيف يمكن للشيطان أن يطرد الروح القدس ويحل محله فى قلب المعمد فيحوله إلى مجرم وزنديق ؟ ولو كان الروح القدس يعنى جبريل أو ملاكا آخر، فإن الكنائس تمعن فى الخرافات لأن الملاك ليس دائم الحضور فى كل مكان . ولو كانت هذه الروح التى تطهر النصارى المعمدين وتملؤهم هى الله نفسه كما هو اعتقادهم فى الشخص الثالث من الثالوث فمن حق جميع النصارى أن يدعوا أنهم مقدسون أو مؤلهون .
    وهنالك أيضا مفهوم البروتستانت عن الروح القدس الذى يملأ قلوب الذين يعتقدون أنهم ولدوا من جديد ، ثم يتدهور الكثير منهم بعد ذلك ويعودون كما كانوا من قبل .
    والواقع أن الروح القدس مع ( الـ) التعريف تعنى شخصية ملائكية معينة قد تكون جبريل أو غيره من الأرواح النقية التى أوكل لها أداء عمل معين ، وإن نزول الروح القدس على كائن بشرى معناه أنه يلقى إليه الوحى بأمر من الله فيكون بذلك نبيا . وإن نبيا هذا شأنه لا يمكن أن يغويه شيطان أبدا .
    إن التعميد ( الصبغ ) بالروح القدس والنار الذى جاء به محمد ، يفسره لنا التنزيل الإلهى فى آية واحدة : ( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون )(1).
    وقد فهم المفسرون المسلمون وهم محقون فى ذلك ، كلمة صبغة بمعناها الروحى أو المجازى وهو ( الدين ) وهذه الآية القرآنية تنسخ وتبطل أديان ( السبعوثا ) و ( المعموديثا ) أى أديان الصابئة والنصارى معا . إن ( صبغة الله ) هى معمودية دين الله ليس بالماء ولكن بالروح القدس والنار . إن الدين الذى آمن به كل من صحابة الرسول هو نفسه الدين الذى يعتنقه اليوم كل مسلم ، فى حين لا يمكن أن يقال هذا عن الدين التعميدى . لقد انعقد حتى الآن أكثر من ستة عشر مجمعا كنسيا مسكونيا لتحديد وتعريف دين المسيحية وفى النهاية يكتشف مجمع الفاتيكان عام 1854م أن السيدة العذراء قد حملت بلا خطيئة ويكتشف أيضا فى العام 1870م أن البابا ( معصوم عن الخطأ ) كل ذلك مما لم يكن معروفا للحوارى بطرس ولا للسيدة مريم
    1 – سورة البقرة ( الآية 138 )
    العذراء . إن أى دين يعتمد على مداولات وقرارات المجامع العامة المؤمنة أو الملحدة هو دين مصطنع .
    ونعود إلى موضوع المعمودية :
    إن المعمودية الروحية هى الهداية الإلهية فكما يصبغ الصباغ الصوف أو القطن بصبغة تعطيه لونا جديدا وكما يمحو المعمدان الخطايا السابقة للمؤمن الحقيقي التائب فإن الله تعالى لا يصبغ الجسم بل يصبغ روح الشخص الذى يتولاه برحمته فيهديه للدخول فى دين الإسلام .
    هذه هى صبغة ( معمودية ) الله التى تجعل المسلمين الحقيقيين جادين ومواظبين على وإجاباتهم تجاه الله وتجاه رفاقهم من البشر وتجاه أسرهم ولا يدفعهم ذلك إلى حماقة الاعتقاد بأنهم أكثر صلاحا من معتنقي الديانات الأخرى ليستأثروا عليهم أو يتخذوا لأنفسهم مركز السيادة على الآخرين ، فالتعصب والغرور الديني ليسا من صفات الإسلام ، كما أن المسلم ليس بحاجة إلى وساطة من رجل دين ، فكل مؤمن متعلم يمكن أن يصبح إماما أو داعية أو واعظا حسب تعليمه وحماسه الديني ، وباختصار فإن كل مسلم سواء ولد على الإسلام أو اعتنقه بعد ذلك يطهر روحيا ويصبح فى مملكة الله .
    لقد نسب يحيى هذه المعمودية بالروح والنار لرسول الله العظيم ليس باعتباره كائنا إلهيا أو إلها أو ابن إله ، ولكن باعتباره رسولا من الله ووسيلة يتم عن طريقها ذلك الصبغ الإلهى ، لقد بلغ محمد رسالة الله وكان يؤم الصلوات ويؤدى الشعائر الدينية ، ويخوض الحروب ضد الكفرة والوثنيين للدفاع عن قضيته ، ولكن النجاح والنصر اللذين تحققا كانا من عند الله . وبنفس الطريقة وعظ يحيى وعمد ، ولكن قبول التوبة والكفارة وطرح الخطايا لم تكن من عنده ولكن من الله ، وإن نبوءة يحيى : ( إن الذى يأتى بعدى أقوى منى ، وسوف يعمدكم بالروح وبالنار )(1) قد تحققت ونفذت عن طريق محمد فقط .
    ومن الواضح أن شكل ومضمون هذه المعمودية غير حسي لأنه يتعلق بالمغيبات فنحن نشعر بالآثار المترتبة على مسبب حقيقى لكنه غير محسوس فالماء لم يعد هو المادة الظاهرية المسببة كما أنه لم يعد هناك حاجة إلى معمدان ولكن الله هو الذى يهدى من يشاء وحسب نبوءة يحيى فإن وسائل ( صبغة الله ) هى الروح القدس والنار أما طريقة الصبغ فهي خاصة بالله وحده ولا نستطيع أن نعزو لله تعالى عملا ما سوى قوله للشيء ( كن ) فيكون ، ولكننا نستطيع أن ندرس النتائج المترتبة على صبغة الله :
    1 – إن الروح القدس سواء كان جبريل أم غيره من المخلوقات العليا يبارك روح المسلم عند مولده أو عند دخوله فى الإسلام و هذه المباركة تعنى :
    1 – إنجيل متى ( 3 : 11 )
    ( أ ) تثبيت الإيمان بإله حقيقى واحد : إن صبغة الله تجعل روح المسلم الحقيقي تؤمن بوحدانية الله المطلقة و تعتمد على الله و تعترف به وحده كسيد و مالك و رب.
    (ب) صبغة الله تطبع روح المسلم بالحب والخضوع لله وحده . إن الله تعالى لا يغفر أن يشرك به شيئا أو كائنا ما من الكائنات ، وحب المسلم لله ليس نظريا أو مثاليا بل واقعي يترجم إلى أعمال .
    2- إن المعرفة الحقيقية بالله وبمشيئته بالقدر الذى يمكن للبشر أن يحيطوا بها لا تشاهد إلا عند المسلمين .
    إن جوهر الذات الإلهية أمر لا يمكن الإحاطة به ولكن كما أن الرضيع يعجز عن فهم طبيعة والديه وشخصيتهما فإنه مع ذلك يعرف أمه من بين جميع النساء الأخريات وهذا التشبيه دون الحقيقة بكثير . إن كل مسلم يرى فى كل ظاهرة من ظواهر الطبيعة آية تدل على الله . فالله حاضر فى ذهنه دائما وشهادة أن ( لا إله إلا الله ) هى إنكار أبدى لأي معبود آخر غير الله واجتماع ضد الذين يشركون بالله شيئا أو أشياء لأن كل مسلم يقر ويشهد أن الله وحده هو المستحق للعبادة .
    إن المعمودية بالنار هى صبغة الله التى تحصن المسلم ضد الباطل والخرافة والوثنية من كافة الأنواع . وهى التى تذيب نفس المسلم وروحه وتفصل عنصرها الذهبي الخالص عن الشوائب، وهى قوة الله التى توطد العلاقة بين العبد وخالقه وتعده لنشر رسالته .
    لقد أطلت عليكم كثيرا لكن كان لابد من شرح البشارة شرحا وافيا كافيا شكرا لكم والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته(1).
    * شكرا للبروفسور عبد الأحد داود
    * وأجد الباحث عن الحقيقة يريد أن يتكلم فليتفضل .
    بسم الله الرحمن الرحيم كان يجب بعد الشرح الكامل للبشارة لا أحد يتكلم لكنني أجد نفسي مضطر إلى الحديث بالنسبة لسيدنا يحيى وعيسى عليما السلام كانت دعوتهم متشابه تماما ومتفقين تماما ومتفهمين كمثال على ذلك ( وفى تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان يكرز (أى يبشر ) فى برية اليهودية . قائلا توبوا لأنه قد أقترب ملكوت السماوات )(2) ونفس الشيء بالنسبة لعيسى ( من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز ويقول توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات )(3) ثم تطور التبشير بقولة ( وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم فى مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت )(4) أى أنه كان يبشر ببشارة الله فكلمة يكرز ( تحمل معنى التبشير أو ينادى ) وكلمة ( ملكوت ) تحمل أيضا معنى ( مملكة ، ملك )أى أن عيسى عليه السلام كـان
    1 – محمد  كما ورد فى كتاب اليهود و النصارى (ص ص 107 – 131) 3 – إنجيل متى ( 4 : 17 )
    2 – إنجيل متى ( 3 : 1 – 2 ) 4 – إنجيل متى ( 4 : 23 )
    ( ينادى ببشارة الملك ) فما يا ترى بشارة الملك التى تخص الله وحده .
    سوف نستعرض البشارة عبر الإنجيل مستدلين هل تخص محمد صلى الله عليه وسلم أم لا ؟
    أولا : ( أنا أعمدكم بماء للتوبة ، ولكن الذى يأتى بعدى هو أقوى منى الذى لست أهلا أن أحمل حذاءه . هو سيعمدكم بالروح القدس ونار الذى رفشه فى يده وسينقى بيدره ويجمع قمحة إلى المخزن . وأما التبن فمحرقه بنار لا تطفأ )(1).
    ثانيا : ( وكان يكرز قائلا يأتى بعدى من هو أقوى منى الذى لست أهلا أن أنحنى وأحل سيور حذائه أنا عمدتكم بالماء وأما هو فسيعمدكم بالروح القدس )(2).
    ثالثا : ( وإذا كان الشعب ينتظر والجميع يفكرون فى قلوبهم عن يوحنا لعله المسيح أجاب يوحنا الجميع قائلا أنا أعمدكم بماء ولكن يأتى من هو أقوى منى الذى لست أهلا أن أحل سيور حذائه هو سيعمدكم بالروح القدس ونار )(3).
    رابعا : ( فسألوه وقالوا له فما بالك تعمد إن كنت لست المسيح ولا إيليا ولا النبى . أجابهم يوحنا قائلا أنا أعمد بماء . ولكن فى وسطكم قائم الذى لستم تعرفونه . هو الذى يأتى بعدى الذى صار قدامى الذى لست بمستحق أن أحل سيور حذائه )(4).
    خامسا : (يا محمد ليكن الله معك وليجعلني أهلا أن أحل سير حذائك لأنى إذا نلت هذا صرت نبيا عظيما وقدوس الله ) (5).
    بعد استعراض هذه الفقرات من الأناجيل المختلفة ألا تلاحظ شىء وهو أن سيدنا يحيى وعيسى كانا يبشران معا برسول قادم هو سيدنا محمد  .
    بالنسبة لشرح البشارات السابقة فهي لا تستدعى لشرح حيث شرحت شرحا وافيا إلا أنني سوف أعلق على فقرتين فقط .
    1 - (فى وسطكم قائم الذى لست تعرفونه ) هذه البشارة ما ذكر فى سفر التثنية لوصف رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم ، مثلك وأجعل كلامي فى فمه ، فيكلمهم بما أوصيه به ، ويكون الإنسان الذى لا يسمع لكلامه الذى يتكلم به ، أنا أطلبه )(6)
    فعبارة لستم تعرفونه هل المسيح لم يعرفوه لقد عرفوه لكن البعض أنكر عليه أن يكون هو المسيح عليه السلام وجميع الذين استمعوا إلى سيدنا يحيى وهو يعظ عرفوا سيدنا عيسى إذا هذه البشارة لا تخص عيسى عليه السلام .
    2- (الذى يأتى بعدى هو أقوى منى ) نعلم جيدا أن سيدنا يحيى وعيسى عليهما السلام من سن واحد بينهم شهور معدودة وعندما بشر يحيا كـان عيسى موجود فـلو أن البشارة تخص
    1 – إنجيل متى ( 3 : 11 – 12 ) 4 – إنجيل يوحنا ( 1 : 25 – 27 )
    2 – إنجيل مرقس ( 1 : 14 – 15 ) 5 – إنجيل برنابا ( 44 : 29 – 31 )
    3 – إنجيل لوقا ( 3 : 15 – 16 ) 6 – سفر التثنية ( 18 : 18 – 19 )
    عيسى لقال ( الذى أتى معي أو الآتى معي ) ولم يقل الذى يأتى بعدى والاثنين بدأو بشاراتهم فى وقت واحد بدليل تبشيرهم باقتراب ملكوت الله .
    3- بشارة إنجيل برنابا مع عدم التصديق من قبل الأخوة المسيحيين فأننا نسترشد بها فقط حيث تشرح لنا ما يوازي البشارات السابقة لكن هنا تنسب إلى عيسى مباشرا وهناك احتمال كبير حيث شرحنا سابقا إن ما كان يقوله ويفعله يحيى كان عيسى يفعله تماما سواء فى بشارات سواء فى تعميد وهنا لا نستبعد أن البشارات أو بعضها كانت من قول عيسى عليه السلام مباشرا .
    وليس لدى تعليق على ما تم شرحه لجميع البشارات أشكركم جميعا متمنيا أن ألقكم فى مناظرات أخرى والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
    * شكرا لجميع الحاضرين ونختم هذا اللقاء بكلمة للشيخ أحمد ديدات فليتفضل
    بسم الله الرحمن الرحيم . لقد استمعنا إلى جميع الآراء لقد أثبتنا أن " المعزى " ليس " الروح القدس " وأثبتنا أنه شخص وليس شبح وقد قام البر فسور /عبد الأحد داود بإثبات أن الترجمة خاطئة " المعزى " وأن الكلمة الأصلية هى " الباراقليط " ، وقد أثبت المستشار / الطهطاوى أن روح الحق ليس هو الروح القدس وقام د / السقا بشرح وافى للبشارة، وبعد ذلك قام الأستاذ / خليل بشرح وافى لكلمه " الباراقليط " مع شرح وافى أيضا للبشارة ، وأثبات لنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وقام الأستاذ / احمد عبد الوهاب بشرح وافى للبشارة أيضا ورجع إلى النص السنيائى الذى يخلو من كلمه " القدس " فى البشارة السابقة وبعد ذلك قام الشيخ / جعفر السبحانى قام بقرائه النصوص الأنجليه التى كتبت بالسريانية والكلدانية والفارسية وشرح ما هو ( الفارقليط ) وتسائل بأربعة أسئلة من الأسئلة التى أثارها القساوسة ورد عليها وقام مره أخرى البروفسيور/عبد الأحد بالتعليق على ما قله الشيخ وسمعنا الجمهور الذى أشترك بمشاركات عظيمة ثم استمعنا لبشارتان غير التى تكلمنا فيها شرحت شرحا وافيا " الحجر الذى رفضه البناؤون " لقد تم بحث البشارة بحثا طيبا وبشارة " هل أنت النبى ؟ " وتم شرحها شرحا وافيا أيضا أنه حقا حوار طيب كما أتمنى من الأخوة المسيحيين أن يرجعوا إلى المخطوطة السنيائيه ومخطوطات البحر الميت كذلك هناك نسخه فى المتحف القبطي من أقدم النسخ كتبت باللغة القبطية أن كل هذه المخطوطات لهى كفيله لأن تنير لكم الطريق وتعرفكم بحقائق كثيرة أننى أشكر الجميع لسعه صدركم جميعا وشكرا لكم والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
    شكرا لكم جميعا أيها الحاضرون متمنيا لكم أن تكونوا قد استفدتم جميعا إننا لن نفرض على أحد أن يقتنع بالرأى من الآراء ولن نعلن انتصار رأى على رأى ولكن نترك ذلك إليكم أنتم الحكم فى ذلك .
    شكرا لكم والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
                  

10-06-2004, 02:15 AM

مهاجر
<aمهاجر
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 2997

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة بين مجموعة من القساوسة و علماء المسلمين (Re: مهاجر)

    المراجع
    1 - القرآن الكريم
    2 - الكتاب المقدس ، طبعة العيد المئوى ، دار الكتاب المقدس ، مصر
    3 - مباحث المجتهدين، للقس نقولا غبريال
    4 - شبهات وهمية حول الكتاب المقدس، د.القس / منيس عبد النور، كنيسة قصر الدوبارة ج.م.ع ، سنة 1992
    5 – اللقاء بين الإسلام و النصرانية، بين الدكتور/ أحمد حجازى السقا و الأنبا / غريغريوس دار البشير
    6 – هل المسيح هو الله ؟، د.القس / لبيب ميخائيل، الطبعة الخامسة
    7 – المسيح بين القرآن والإنجيل، السيد بسام مرتضى، الطبعة الأولى، 1994، دار الحق بيروت
    8 - قاموس الكتاب المقدس، تحت أشراف علماء الكتاب المقدس، 1997، دار الثقافة القاهرة
    9- محمد المثال الأسمى، للشيخ / أحمد ديدات، دار المختار الإسلامى
    10 - محمد  الخليفة الطبيعي للمسيح، للشيخ / احمد ديدات، دار المختار الإسلامى
    11 - عيسى عليه السلام رسول الإسلام، للقس سابقا / سليمان شاهد مفسر، الطبعة الأولى، 1993، بيت الحكمة، القاهرة
    12- محمد  كما ورد فى كتاب اليهود والنصارى، تأليف / البروفسيور عبد الأحد داود، 1995، دار نهضة مصر
    13 - محمد  فى الكتاب المقدس، تأليف / عبد الأحد داود، ترجمه / فهمي شما، دار الضياء والتوزيع، الأردن
    14-البرهان بورود اسم محمد وأحمد فى الأسفار، تأليف المستشار /محمد عزت الطهطاوى، الطبعة الأولى، 1981، مطبعة التقدم، القاهرة
    15- بيروكليت اسم نبى الإسلام فى إنجيل عيسى عليه السلام حسب شهادة يوحنا، د/احمد حجازى السقا، الطبعة الثانية، 1988، مكتبه المطيعى
    16 - محمد  فى التوراة والإنجيل والقرآن، إبراهيم خليل احمد، 1989، دار المنار، القاهرة
    17 - محاضرات فى مقارنة الأديان، إبراهيم خليل احمد، الطبعة الأولى، 1989، دار المنار، القاهرة
    18- النبوة والأنبياء فى اليهودية والمسيحية والإسلام، لواء / احمد عبد الوهاب، الطبعة الثانية، 1992، مكتبة وهبة
    19 - أحمد موعود الإنجيل، للشيخ /احمد السبحانى، الطبعة الأولى، 1993، دار الهادى، بيروت
    20 - الفهرس العربي لكلمات العهد الجديد اليونانية، للقس غسان خلف، 1979، دار النشر المعمدانية، بيروت، لبنان
    21 – محمد  نبى الإسلام فى التوراة و الإنجيل و القرآن، المستشار / محمد عزت الطهطاوى، الطبعة الثانية، مكتبة النور، القاهرة
    22 – اللقاء بين الإسلام و النصرانية، د / أحمد حجازى السقا و الأنبا / غريغريوس، 1994، دار نشر البشير، القاهرة
    23 – المسيحيه المحقة كما جاء بها المسيح بين الالتزام .. والتحريف .. ودعوه الإسلام علاء أبو بكر مكتبة وهبة.
    24 – بشارات الإنبياء بمحمد صلى الله عليه وسلم عبد الوهاب عبد السلام طويلة دار السلام الطبعة الأولى 1990 م .
    25 – الاختلاف والاتفاق بين إنجيل برنابا والأناجيل الأربعة محمد عبد الرحمن عوض دار البشير القاهرة
    26 – يوحنا المعمدان يحيى عليه السلام بين الإسلام والنصرانية د/ احمد حجازى السقا دار التراث العربى الطبعة الأولى 1978
    27 – إنجيل برنابا










    الفهرس
    1 – المقدمة للشيخ / معوض عوض إبراهيم
    2 – الإهداء
    3 – المقدمة للمؤلف
    4 – مشاركة القس / نقولا يعقوب غبريال
    5 – مشاركة القس د / لبيب ميخائيل
    6 – مشاركة القس د / منيس عبد النور
    7 – مشاركة الأنبا / غريغريوس
    8 – مشاركة السيد / بسام مرتضى
    9 – ما قاله قاموس الكتاب المقدس
    10 – مشاركة الشيخ / أحمد ديدات
    11 – مشاركة السيد / سليمان شاهد مفسر
    12 – مشاركة البروفيسور / عبد الأحد داود
    13 – مشاركة المستشار / محمد عزت الطهطاوى
    14 – مشاركة د / أحمد حجازى السقا
    15 – مشاركة الشيخ / خليل إبراهيم أحمد
    16 – مشاركة اللواء / أحمد عبد الوهاب
    17 – مشاركة الشيخ / جعفر السبحانى
    18 – الإجابة على الأسئلة التى أثارها القساوسة
    19 – تعليق البروفيسور / عبد الأحد داود
    20 – مشاركة أحد الجمهور
    21 – مشاركة الجمهور بالأسئلة
    22 – كلمة الختام لرئيس الجلسة
    23 – كلمة ختامية للمؤلف





    هذا الكتاب
    حوارا حرا فى صيغة مناظرة من واقع كتب المشتركين فى هذه الندوة. و لقد أدرت هذا الحوار الذى أهديه إلى كل البشرية و إلى كل الأديان نموذجا لعدم التشنج و الحوار الهادئ الذى يولد الإحساس بالاحترام المتبادل و قد أشركت كل من :
    الشيخ / أحمد ديدات
    البروفيسور / عبد الأحد داود (قسيس سابق)
    الشيخ / إبراهيم خليل أحمد (قسيس سابق)
    السيد / سليمان شاهد مفسر (قسيس ساق)
    المستشار / محمد عزت الطهطاوى
    الدكتور / أحمد حجازى السقا
    اللواء / أحمد عبد الوهاب
    الشيخ / جعفر السبحانى
    القس د / منيس عبد النور
    الأنبا / غريغريوس
    القس د / لبيب ميخائيل
    القس / نقولا يعقوب غبريال

    لعلنا نستفيد من جمل الآراء و لعل هذا الرأى المخالف يكون مصباحا يضىء لنا طريق الحق و أسأل الله أن يوفقنى إلى ما يحب و برضاه.

    المؤلف
                  

10-06-2004, 07:35 AM

مهاجر
<aمهاجر
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 2997

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة بين مجموعة من القساوسة و علماء المسلمين (Re: مهاجر)
                  

10-11-2004, 01:22 AM

مهاجر
<aمهاجر
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 2997

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة بين مجموعة من القساوسة و علماء المسلمين (Re: مهاجر)

    الاخ الخواض والاخوة في اوربا
    هذا عنوان مؤسسة بافاريا للاعلام والنشر الاسلامي
    تعمل في مجال ترجمة ونشر الكتب الاسلامية

    العنوان
    treibstr.13
    d-80993 munchen
    www.skdbavaria.de

    tel:+49 089 333 567
    fax: +49 089 340 1411
    e-mail :[email protected]

    مع خالص تمنياتي لكم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de