ماذا يريد الخاسرين من اتفاقية السلام (منبر السلام )

Quote: منبر السلام العادل يرى ان برتوكولات السلام الإطارية تشكل تهديدا خطيرا لأمن البلاد وسلامتها الخرطوم 20/7(سونا) جدد منبرالسلام العادل تأكيده علي ان وقف القتال وتحقيق السلام هدف سام ونبيل يتوق اليه كل مواطن سوداني باعتبار ان السلام هو الركيزة الاساسية التي لا غنى عنها لبناء النهضية الشاملة وتوفير الاستقرار السياسي والاقتصادي وسبل العيش الكريم للمواطنين الا ان المنبر ظل يرقب الاحداث التي تجري علي الساحة بعد توقيع الحكومة والحركة الشعبية علي بروتوكولات السلام الاطارية التي يرى انها تشكل تهديدا خطيرا لأمن البلاد وسلامها الاجتماعي وهويتها الحضارية وذلك بالنظر الي ما تحمله اتفاقيات الترتيبات الامنية وتوزيع السلطة والثروة من اخطار بدأت ملامحها تلوح في الافق في شكل احداث يومية مؤسفة آخذه في التصاعد بوتيرة متسارعة حتى قبل ان تطأ قدما قرنق ومليشياته المسلحة مطار الخرطوم. ان التنازلات الكبيرة وغير المبررة التي قدمتها الحكومة ارضاء لحركة التمرد في تغييب كامل للشعب السوداني ومنظماته واحزابه السياسية ومنظماته المدنية والنقابية لم تكن مرضية لشعب السودان الشمالي وليس ادل علي ذلك باي حال من البرود الذي قوبلت به الاتفاقيات الموقعة وما طفحت به الصحف وعجت به المنتديات من نقد متواصل لتلك الاتفاقيات التي نرى انها لن تقود الي سلام واستقرار وانما ستدخل البلاد في طور جديد من الصراع سينتقل لاول مرة الي الخرطوم والسودان الشمالي الذي كان حتى وقت قريب ينعم بامن وسلام تحسده عليه كثير من دول العالم وقد بدت نذر ذلك في تصرفات وافعال واقوال جون قرنق الذي بات لا يكف عن تحدي الحكومة والاستخفاف بقواتها المسلحة وعن توعد شعب السودان الشمالي باقامة سودانه الجديد علي انقاض سودان الآباء والاجداد وقد بدأ ذلك من خلال احداث كثيرة نذكر منهاعلي سبيل المثال لا الحصر مايلي:- 1- اشعال الحرب في دارفور واستمراره في دعمها حتى بعد توقيع الاتفاقيات الاطارية وما ادل علي ذلك من الطائرة التي هبطت بجبل مرة والتي كانت محملة بالسلاح دعما لمتمردي دارفور وتحالفه الخفي والمعلن مع اولئك المتمردين. 2- تصريحات قرنق المتتالية بان هذه الاتفاقية ليست غاية في ذاتها وانما هى خطوة نحو اقامة السودان الجديد الذي سيسعى الي اقامته خلال الفترة الانتقالية بكل مايعنيه ذلك من تهديد لهوية السودان الشمالي المتفق عليها في الاتفاقيات. 3- تهديد قرنق عند زيارته للنيل الازرق وجنوب كردفان بنقل الحرب الي الخرطوم ودارفور وشرق السودان. 4- اصرار حركة التمرد علي الصرف علي قوات الحركة وتسليحها من الموازنة الاتحادية بالرغم من النسبة البالغة 51% التي منحت للجنوب من عائدات البترول. 5- تصريحات قرنق الاخيرة التي اتهم فيها الحكومة بدعم الجنجويد وطالب فيها بتكثيف الضغط الدولي علي الحكومة التي سيكون نائبا اولا لرئيسها لوقف عمليات التطهيرالعرقي والابادة الجماعية وقوله اكثر من مرة انه لن يسمح بذلك خلال الفترة الانتقالية. 6- تصريحات قرنق بان اقوىالضمانات لتنفيذ الاتفاقية مع الحكومة هو احتفاظ الحركة بمائة الف مقاتل في كامل استعدادهم العسكري حتى لا (تتملص) الحكومة من الاتفاقية وقد قال هذا الكلام في رمبيك في اكتوبر الماضي وردده لصحيفة الشرق الاوسط اللندنية يوم 16/7 الجاري حيث قال (هناك ضمانة ذاتية تتمثل في وجود الجيش الشعبي بشكل مستقل لحماية الاتفاقية من الخروقات). 7- الاستعدادت التي تجري علي قدم وساق من قبل قرنق لفتح جبهة جديدة في شرق السودان وما انهيار المحادثات التي جرت في اديس ابابا مع حركات التمرد المسلحة في دارفورالا مقدمة لذلك. ان رد فعل الحكومة ازاء كل هذه الخروقات كان ضعيفا للغاية وهذا ما يغري بالمزيد من الخروقات ومزيد من الضغط الدولي الذي اشتد اواره علي الحكومة وبدا جليا في زيارات وزيرالخارجيةالامريكي والامين العام لمنظمة الامم المتحدة واعضاء الكونجرس الامريكي لدارفور. لقد نبه المنبر في بيان سابق الي تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطون والذي تحدث عما سيترتب علي طول الفترةالانتقالية المحددة بست سنوات والتي قال عنها (انهاستكون فترة مليئة بالتوترات ولا يمكن باي حال استبعاد ان تنتهي التجربة بسيناريو دولة منهارة يسودها اضطراب او دولتين كل منهما بنظام استبدادي على اساس الحزب الواحد) كما نبه المنبرالي المخطط الذي تحدث عنه التقرير المذكور عن نشر قوة التدخل السريع ضمن قوات حفظ السلام وعن المخطط الكبير الذي تغذيه الدوائر العالمية المعادية بما فيها امريكا واسرائيل واليمين الكنسي المتطرف الذي يسيطر ايضا علي حكومات المانيا والنرويج وعن علاقة قيادة حركة التمرد باسرائيل التي تكشفت من خلال اعترافات بعض عملاء جهاز الاستخبارات الاسرائيلي (الموساد) والقيادات العسكرية الاسرائيلية، هاهي الايام تثبت صحة ما نبه اليه المنبر فقد اقر مجلس الأمن ارسال بعثة سياسية تمهد لدخول قوة حفظ السلام وبين هذا وذاك تستمر انتهاكات منسوبي حركة التمرد في تحدي مشاعر المسلمين من نزع لحجاب الطالبات في جامعة النيلين والمجاهرة بشرب الخمر علنا وعلي رؤوس الاشهاد في جامعة الخرطوم والي اقتحام محكمة محلية الازهري واطلاق سراح المتهمين عنوة وبالقوة المسلحة. ان منبر السلام العادل سيظل يحمل راية التنبيه الي المخاطر المحدقة بالسودان وسيظل ينادي بان يكون السلام عادلا ودائما وعزيزا لا سلام ظلم وذل وانكسار وينبه الي ان هنالك اهدافا استراتيجية خطيرة ضد السودان وهويته تتمثل في السودان الجديد الذي ينادي به قرنق. ان امريكا مثخنة بالجراح بعد تجربتها القاسية في العراق ولو استقبل بوش من امره ما استدبر لما غزا العراق الذي يشكل الان خطرا كبيرة علي مستقبله السياسي ولن تكرر امريكا ذلك الخطأ مرة اخرى وعلي الحكومة ان تتعامل مع هذه الحقيقة اسوة بايران وسوريا بدلا من الانصياع الكامل لكل ما تأمر به وعليها ان تحشد جميع عناصر القوة المتاحة لديها استعدادا لاي تطورات محتملة في شرق او غرب او جنوب السودان حتى لا تتعرض للابتزاز المهين الذي يمارسه عليها قرنق والقوىالدولية المتحالفة معه كما ان عليها ان تاخذ زمام المبادرة وتتحرك بفاعلية اكبر بدلا من ترك الساحة لجون قرنق ليسرح فيها ويمرح كما يشاء. ان المنبر لا يزال ينادي بالمبادئ والمطالب التي طرحها في اول بيان له كما انه يجدد طرحه من حين لاخر وفقا للمستجدات وذلك علي النحو التالي:- اولا تجميع اهل القبلة وتكوين جبهة وطنية عريضة تضم كافة الفعاليات والاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني للمشاركة في المفاوضات التفصيلية لبنود البرتوكولات الموقعة بين الحكومة والحركة الشعبية وذلك لتحقيق اجماع وطني يضمن استدامة الاتفاق بقوة العدل الشامل وليس بقوة السلاح ولن يتأتى ذلك الا بتقديم تنازلات مقنعة للفعاليات والاحزاب الشمالية فهى الاولى من قرنق الذي لا يزال يضمر الشر للسودان وهويته. ثانيا : ان يتم استفتاء كل السودانيين حول مصير العلاقة بين شمال وجنوب السودان خلال فترة انتقالية قصيرة لا تتجاوز السنتين. ثالثا: ادخال المناطق الاخرى التي تشعر بالغبن الاجتماعي والسياسي كالغرب والشرق والشمال في التفاوض حتى يتم اقتسام السلطة والثروةعلي اسس عادلة. رابعا: الا تستهدف الحكومة جهة دون اخرى عند التعامل مع قضية دارفور وذلك من خلال نزع سلاح كل المتمردين بمن فيهم حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة. خامسا: بما ان هذا الصراع يستهدف الهوية العربية الاسلامية للسودان فانه ينبغي اشراك الدول العربية وخاصة الشقيقة مصر في التفاوض باعتبار ان التمرد في جنوب وغرب السودان يستهدف امنها القومي خاصة بعد ان ثبت تورط اسرائيل في الصراع الدائر في السودان ودعمها الكبير لجون قرنق. سادسا: استدعاء الوفد المفاوض من نيفاشا والطلب الي قرنق تقديم توضيح حول تصريحاته ودوره وتحركاته في دارفور وشرق السودان. سابعا: عدم التفريض في المليشيات المتحالفة مع الحكومة سواء في جنوب السودان اوغرب السودان والتصدي بقوة للضغط الدولي المتحالف مع قرنق بغرض تجريد المليشيات والقوى المتحالفة من سلاحها. ان منبر السلام العادل يشعر بان الخطر يتعاظم يوما بعد يوم ولذلك فانه يهيب بشعب السودان الشمالي ان ياخذ حذره ويظل يقظا منتبها للمؤامرة الكبرى التي تستهدف هويته ووجوده وذلك حتى لا يؤخذ علي حين غرّه. وبالله التوفيق.