عمرمحقرالسكرتير الخاص للرئيس السوداني الأسبق نميري يفتح صندوق أسراره:2ـ2

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 08:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-13-2004, 10:20 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عمرمحقرالسكرتير الخاص للرئيس السوداني الأسبق نميري يفتح صندوق أسراره:2ـ2

    عمرمحقرالسكرتير الخاص للرئيس السوداني الأسبق نميري يفتح صندوق أسراره:2ـ2
    وصول طائرة نميري قبل ساعة من الموعد أفشل «الغزو الليبي»


    بقلم :منى البشير



    في 25 مايو عام 1969م شهد السودان ثاني انقلاب عسكري في تاريخه الحديث وقد مكث قادتها على سدة الحكم 16 عاماً تعرض خلالها نظام مايو لثلاثة انقلابات عسكرية كبيرة كادت تطيح بها الى جانب عدة محاولات وانتفاضات مدنية مما أسفر عن سفح الكثير من الدماء التي اصبحت سمة تلك الفترة وأكسبها الكثير من الأعداء. ولمايو أنصار ومريدون يرونها منهجاً ويدافعون عنها ويسوقون المبررات لما سفك من دماء ويقولون أنها كانت جزاءً وفاقاً لما صنعت أيدي المتآمرين. ورغم سقوط مايو في انتفاضة شعبية كبيرة في السادس من أبريل من العام 1985م الا أنها ما زالت عند مؤيديها هي الثورة الشرعية الوحيدة وما عداها تخريب لمنجزاتها، وفي هذا الحوار يتحدث رجل كان هو الأقرب جسداً وفكراً للرئيس السابق المشير جعفر محمد نميري الذي قاد انقلاب مايو وهو شخص عرف عنه الصمت ظل يقف دوماً وقفة عسكرية خلف المشير نميري منذ 69 حتى العام 84، أنه اللواء المتقاعد عمر محقر مدير مكتب الرئيس السابق نميري .




    والذي ما أن كان يطل على أي مشهد ليلاً أو نهاراً فيدرك الصحافيون أن نميري سيظهر في أي لحظة. فتح الرجل خزانة اسراره وتحدث عن المحطات الرئيسية في مسيرة النظام باستفاضة، ووضح ادواره الشخصية في كل الحركات المناوئة لمايو بدءاً بيوليو 1971 وانتهاء بيوليو 1976. فالى الجزء الثاني والاخير من نص الحوار: ـ نريد تقييماً عسكرياً لحركة يوليو 1971م خاصة وأن بعض العسكريين اعتبروه انجازاً عسكرياً كبيراً وفيه خدعة استراتيجية كبيرة كأن يتم التحرك عصراً هذا أولاً وثانياً الذي قاد الانقلاب لم يكن في الخدمة.


    ـ أنا ايضاً اعتبره كذلك وأرجع هذا التكتيك الى ذكاء هاشم العطا وهو رجل متميز ويعرف العمل جيداً، وهذا له أثر في التحرك في هذا الوقت. الامر الآخر أن هذا الوقت هو وقت الراحة وأغلب الناس يخلدون فيه الى الراحة ولذلك سهل عليه تنفيذ العملية خاصة الاعتقالات لأنه وقت غير مألوف لأي حركات عسكرية.


    أضافة الى ذلك لابد من الأخذ في الاعتبار مقدرة القيادات الشيوعية في التحرك في الشارع لكسب زخم شعبي قد يؤثر على العسكريين ذلك لان المعروف عن قوات الشعب المسلحة بانتمائها القومي وأنها دائماً منحازة للشعب.


    ـ نتعرف على حقيقة ما حدث في بيت الضيافة ومن المسئول عن قتل الضباط الذين كانوا هناك؟.


    ـ بالنسبة لما حدث في بيت الضيافة كان من الممكن انقاذ الضباط ولكن المسألة كانت مسألة وقت ذلك أن الضابط الذي كان مسئولاً عنهم كان شيوعياً ملتزماً بعكس الذي كان يحرس نميري وأعضاء مجلس الثورة والذي كان مقتنعاً بعدم تنفيذ تعليمات اطلاق النار وأنا كنت قائداً في القوة الرئيسية والوحيدة التي دخلت في صدام وطوال الثلاثة ايام لم يحدث صدام ما عدا في القصر الجمهوري وكنا كقوة وضمن خطتنا بعد تأمين الرئيس نميري واعضاء قيادة الثورة ان تتحرك قوة بقيادة كمال خضر لتأمين الضباط .


    وكان أن ذهب الرائد كمال بقوة الى المدرعات وذلك لاننا لم نجد الرئيس في القصر وكان لابد من الوصول اليه في المكان الذي هو فيه والقوة التي تحركت الى مكان الرئيس كانت هي نفس القوة التي من المفترض أن تتحرك الى بيت الضيافة لتأمين وانقاذ الضباط، ولكن وصلنا بعد فوات الأوان وعلمنا من افراد الحرس الجمهوري أنه عندما بدأت اصوات الذخيرة في القصر انبري الملازم محمد جبارة وامر اثنين من ضباط الصف كانا معه بفتح النار على الضباط في بيت الضيافة وتولى هو شخصياً هذه المهمة ثم هرب وتم اعتقاله بعد ثلاثة ايام وقدم الى محكمة عسكرية حكمت عليه بالاعدام.


    ـ لماذا اعدم المقدم بابكر النور الذي عين رئيساً لمجلس القيادة الجديد بعد حركة يوليو 71 رغم أنه كان مريضاً وهذا يخالف القوانين العسكرية؟.


    ـ أولاً أي قانون موضوع يحمي المريض وبابكر النور لم يكن مريضاً وكان بكامل صحته واذا كان مريضاً كنت أول من سيعرف ذلك اضافة الى ان نميري لم يكن يريد اعدام قادة الحركة ولكن كان هذا حكم محكمة عسكرية لا تراجع فيه ولذلك أقول ان هؤلاء القادة لو حكوموا سياسياً لم يكونوا ليعدموا؟.


    ـ حدثنا عن انقلاب سبتمبر 75 بقيادة المقدم حسن حسين؟.


    ـ بالنسبة لحسن حسين فقد كانت البداية عندما قابلت مدير الاستخبارات آنذاك السر محمد احمد ( السر اب أحمد). وسألته عن ماذا حدث بعد ان علمت ان هنالك تحركاً عسكرياً فقال لي: (يا عمر حسن حسين عملها) فبدأت تحركاتنا شخصياً وكمال خضر بعربة خاصة وعند مدخل معسكر المدرعات بالشجرة ونحن نتجه جنوباً فاذا بأربع عربات جيب عسكرية مسلحة تقابلنا في مدخل المدرعات وكنت اقود العربة فهمس الى الرائد كمال بأن لا اعرج يساراً الى داخل المعسكر وأن أذهب بطريق الشجرة جنوباً فاذا بي المح حسن حسين وهو يستقل واحدة منها في طريقه الى اذاعة امدرمان لاذاعة البيان هنا تبرز اشياء مهمة:


    1 ـ ان تحرك قائد قوة لتغيير النظام لا يمكن أن يكون بهذه القوة البسيطة والتي كانت عبارة عن اربع عربات جيب صغيرة عليها اربعة رشاشات واربعة عشر فرد حراسة والتوجه من معسكر الشجرة الى اذاعة امدرمان.


    2 ـ لفت نظرنا انه لم تكن معه قوة مدرعة فتحركنا الى القصر ووجدنا فيه النائب الأول لرئيس الجمهورية المرحوم اللواء الباقر محمد احمد بالقصر ومعه العميد الرشيد محمد على الذي كان عنصراً مهما في تحريك قوات من منطقة كرري الى الاذاعة وذهبنا نحن الى القيادة العامة وحركنا منها قوة وقابلنا القوات القادمة من كرري في منطقة ود نوباوي (امدرمان) وتحركنا سوياً الى الاذاعة واقتحمناها بعد تدمير دبابة واحدة كانت تقاوم. ثم عدنا الى القيادة العامة وهنالك أنشأنا غرفة علميات بديلة ومنها تحركت القوات الى الاماكن الاستراتيجية.


    ـ 1976م ما القصة الكاملة لهذه الحركة وما هو دور المخابرات الليبية في هذه الاحداث وما هو دور محقر في سلاح المدرعات وكيف قام بتجميع الضباط ومن اين أتى بهم؟.


    ـ ثورة مايو استطاعت ان تثبت أقدامها داخلياً بالآتي:


    1 ـ قيام مشروعات تنموية كبيرة (الرهد ـ كنانة ـ سنار ـ السوكي وعدد من مصانع النسيج في واو وشندي).


    بعد ذلك انشاء عدة جامعات ثم تحقيق السلام في كل السودان حتى انك تستطيع ان تتحرك بحرية في جنوب السودان. وثورة مايو تركزت اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً واستطاعت بناء علاقات قوية مع العالم العربي والبلدان الافريقية. وكان لقائدها مكانة واعتبار في مؤتمرات القمم العربية ووضح خطها القومي في انحيازها للقضية العربية وامتداداً لسعيها في التحرر الافريقي وتوسيع تنظيمها السياسي وعليه رأت الأحزاب السياسية السودانية (الاتحادي ـ الامة ـ الاخوان) أن وصولها الى السلطة لا يمكن أن يتم الا بالقوة وحسبت حسابات دقيقة ونتاجها كان العمل العسكري بقوات كبيرة ذات كثافة نيرانية وأجهزة اتصال متقدمة حتى يمكنها أن تجابه أي قوة مايوية وعليه وجدوا ان المجال مفتوح لهم في الجارة ليبيا للاعتبارات الآتية:


    1 ـ ليبيا كانت في عداء سافر مع السودان.


    2 ـ جغرافياً: يمكن تحريك قوات كبيرة من ليبيا تحت غطاء الصحراء.


    3 ـ سهولة تجنيد قوات مرتزقة من الدول الافريقية تشاد ـ مالي ـ نيجيريا ـ سيراليون ـ بوركينا فاسو وذلك لسهولة الوصول ولتجانس الطبيعة ولسهولة وجود أي عدد مكن بالشراء بالمال للقيام بأعمال عسكرية.


    حاولت ثورة مايو وباستمرار ان تدمج قادة الأحزاب مع تنظيم مايو السياسي وما الاتحاد الاشتراكي الا تجمع لجميع المثقفين والعمال والمزارعين والجنود والرأسمالية الوطنية الا ان قادة الأحزاب لم يتعاملوا مع هذا الطرح تعاملاً مسئولاً. ورغم ذلك قواعدهم ظلت بالفعل في ظل تنظيم مايو السياسي وسارت به حسب ما اتفق عليه في ميثاق العمل الوطني الذي وضع في 10 يناير 1972م.


    وبالاضافة الى ذلك وضع الدستور الدائم للبلاد وقيام منظمات فئوية وجماهيرية ملأت الساحة مما جعل قادة الأحزاب يفكرون في عمل عسكري هم ابعد ما يمكن ان يكونوا قادة له. لذلك اختاروا احد الضباط العميد محمد نور سعد وكان ضابطاً فنياً وهو خبير اسلحة وناجح جداً في مجال عمله ولم يسبق له بحكم وطبيعة عمله وتخصصه ان قاد ولو حتى جندياً في معركة عسكرية وهذا هو السبب الرئيسي في فشل الحركة.


    كانت البداية بتجمع قادة الاحزاب الآتية:


    1 ـ حزب الامة


    2 ـ الحزب الاتحادي الديمقراطي


    3 ـ الاخوان المسلمون


    تجمعت هذه الاحزاب في ليبيا وبرعاية ليبية وبتغطية مادية كبيرة من ليبيا وبتدريب من خبراء ليبيين وبخبراء أجانب وافقت عليهم ليبيا وبتسليح متقدم من الآتي:


    رشاشات كبيرة ـ رشاشات متوسطة ـ قاذفات ـ قنابل ـ راجمات ـ أسلحة مضادة للطائرات ـ أجهزة اتصال متقدمة ـ مركبات صنعت خصيصاً لعبور الصحراء بحمولات ثقيلة ـ وقامت الاحزاب بتجميع قوات في معسكرات في ليبيا وتشاد وتم تدريبهم هناك اضافة الى بعض القادة الاسلاميين الذين تدربوا في أفغانستان وايران جمعوا كل هذه القوات في ليبيا وكان لديهم مجال واسع من الزمن فاتقنوا التدريب وبدأت اعمالهم العدائية بارسال جماعات من قواتهم المدربة تدريباً عالياً والتي اتفق عليها بسخاء الى داخل السودان وانتشرت في العاصمة المثلثة .


    وكانوا متابعين من اجهزة الامن والاستخبارات والشرطة الا ان نجاح هذه الاجهزة لم يكن بالقدر المطلوب في تحديد الاعداد والنوعيات المقاتلة والاسلحة والتمويل. كان قائد هذه المحاولة في اثيوبيا وقواته في ليبيا ودخل السودان عن طريق القلابات ـ دوكة ـ القضارف ـ الفاو (شرق السودان) الخرطوم عن طريق البطانة ـ و دخل السودان قبل ثلاثة اشهر من تاريخ تنفيذ العملية في 2 يوليو 1976م.


    ـ برأيك لماذا فشلت هذه العملية رغم كل هذا التخطيط وهذه الامكانيات؟.


    ـ هنا لابد من ذكر حدث مهم: تحرك هذه القوة في هذا التاريخ بالذات وما تبعها من احداث شاء الله أن تتم وتكون سبباً في فشل هذه العملية. ففي 25 مايو 1976م تصادف افتتاح جلسة لمجلس الشعب القومي «برلمان» في دورة جديدة وفي يوم 26 مايو كان افتتاح دورة جديدة لمجلس الشعب الاقليمي في جوبا ـ شاء الله سبحانه وتعالى ان يكون أحد ضيوف هاتين المناسبتين السيناتور (بلانتون) حاكم ولاية تينيسي الأميركية وشاهد حشداً جماهيرياً كبيراً أعده الاتحاد الاشتراكي لهذه المناسبة .


    واستمع الى خطاب رئيس الجمهورية وفي اليوم الثاني ذهب الى جوبا وحضر افتتاح دورة جديدة لمجلس الشعب الاقليمي واستمع الى خطاب الرئيس ثم بعد ذلك جاء الى مكتبي لوداع الرئيس وقبل ان يدخل اليه قال لي الاتي:


    (لقد سعدت بزيارة الخرطوم العاصمة والعاصمة الاقليمية جوبا وشهدت اللقاءات الجماهيرية الكبيرة في أم درمان وجوبا واستمعت الى خطابي الرئيس في أم درمان وجوبا ووصلت الى قناعة بان للرئيس شعبية تكاد تصل للاجماع وأن ما استمعت اليه اوصلني لقناعة بأن هذا البلد يتمتع بقدر مرضٍ من الديمقراطية وان رئيسكم لا يشبهكم واعتقد أنه من سلالة ملوكية).


    وبناء على تقييمه هذا قدم الحاكم دعوة للرئيس نميري لزيارة خاصة للولايات المتحدة الأميركية ووعد بان يمهد لكي يزور الرئيس اكثر من خمس ولايات. وهذا حدث غير مسبوق وبالفعل جاءت الدعوة في اول يوليو 1976م وقمنا بزيارة الى الولايات المتحدة الأميركية وصدق الحاكم بلانتون ودبر زيارة للرئيس لخمس ولايات أميركية هي (تينيسي ـ كاليفورنيا ـ سان فرانسيسكو ـ اركنساس واريزونا) وذلك بغرض الاتصال بكبريات شركات التنقيب عن البترول والتعاقد معها للعمل بالسودان.


    كما قمنا بزيارة لجامعات متخصصة في تنقيب وصناعة البترول ونتيجة لهذه الزيارة وصلت لاحقاً شركة شفيرون كبرى الشركات الأميركية للبترول وعدة شركات اخرى للعمل في مجال البترول.


    وفي طريق عودة الرئيس من هذه الزيارة الخاصة هبطنا في باريس وكان مقرراً ان نقلع من باريس الى الخرطوم لنصل في السادسة صباح اليوم التالي وقبل ساعة من التحرك حضر الى مدير المراسم العميد عبد الرحيم سعيد ومعه نائب المدير عوض جاد الرب وقال انهما وضعا برنامج العودة ليكون في السادسة صباحاً بالخرطوم وفات عليهما فارق الوقت بين الخرطوم وباريس وعليه اصبح موعد عودته هو الخامسة صباحاً بدلاً من السادسة فاتصلت بالرئيس فقال لي: (هل أخطرتم الفرنسيين بهذا الموعد) فقلت كل الاجراءات تمت لنصل الخرطوم عند الخامسة صباحاً الا اذا أردت تغيير الموعد.


    فقال: (لقد اخطرتم الفرنسيين ولا نريد أن نؤخرهم ساعة في وداعنا اضافة الى اننا متجهون الى بلدنا فما الفرق بين الخامسة والسادسة. في هذه الاثناء كانت القوات «المرتزقة» بدأت في الانتشار بالخرطوم وغطت جميع المداخل الاستراتيجية للعاصمة المثلثة وبدأت في اقتحام المعسكرات جميعها في وقت واحد ( كرري ـ وادي سيدنا القيادة العامة ـ المدرعات ـ السلاح الطبي) ـ ولم يصلوا الى (مظلات بحري، مصنع الذخيرة الشجرة ـ كتيبة القيادة العامة بشارع 61).


    عندما هبطت الطائرة المقلة للرئيس والوفد المرافق في الخامسة صباحاً بدلاً السادسة صباحاً يوم 1 يوليو 76 على حسب الخطة الموضوعة والتي تسربت الى قوات المرتزقة بدأ الضرب على المطار بعد عشرين دقيقة من هبوط طائرة الرئيس وكان في استقبال الرئيس في المطار النائب الأول ووزراء وقيادات التنظيم السياسي والقيادات العسكرية ولاحظت عند سلم الطائرة مدير الاستخبارات اللواء محمد يحيى منور يتحدث مع الرئيس ويطلب منه ان يغادر المطار دون الدخول لغرفة كبار الزوار وحتى دون مصافحة المستقبلين وكان رد الرئيس:


    (أني سأصافح المستقبلين وسأدخل غرفة كبار الزوار وهنالك مجموعة من الصحافيين حضروا باكراً ليعرفوا منا شيئاً وايضاً فانني ارى كاميرات التلفزيون فانسل من مدير الاستخبارات ودخل الغرفة وبعد مصافحة مستقبليه والاستماع للصحافيين والرد على أسئلتهم بدأنا نسمع اطلاق نارٍ من الناحية الشمالية للمطار.


    وبما أننا كنا خارج السودان لمدة شهر بدأنا نستفسر فلم نجد اجابة من احد لا الاستخبارات ولا الأمن وعلى الفور بدأنا في تنفيذ خطط موضوعة سلفاً وكل فرد يعرف واجبه فيها وبالفعل تمت الخطة بنجاح ووصل الرئيس القائد الى مقر آمن. وخرجت مع كمال خضر من المطار لا نعرف عدونا كل الذي نعرفه ان هناك اطلاق نار في المطار وبدأنا نبحث عن عدونا لا نحمل من السلاح الا القليل.


    أول ما فكرنا فيه هو التوجه الى مقر معسكر المدرعات بالشجرة وعندما وصلت لمنطقة الخرطوم (2) رأينا اربعة افراد يلبسون لباساً مدنياً ويحملون (مدفعين رشاشين بحجم متوسط) ومدفعين رشاشين خفيفين).


    توجهنا بعد ذلك الى الخرطوم (3) حيث لاحظنا أن كل شارع يكاد يكون فيه مجموعة من الأشخاص يتراوح عددها بين (3 ـ 4) الى ان وصلنا منطقة السجانة ومنها الى ابو حمامة (وسط شمال الخرطوم) ومنها الى الشجرة (جنوب الخرطوم) لم ندخل المعسكر لان مدخل الشجرة كان به مجموعة من هؤلاء المرتزقة وعندما وصلنا الى نقطة محاذية للسور الغربي للمدرعات.


    أوقفنا العربة فاذا بمجموعات من الرصاص تسقط في اتجاهنا من الحائط الغربي مصدر (النيران) وبعد حوالي دقيقتين نبهني المقدم كمال خضر (بأن في نهاية معسكر المدرعات ثلاثة افراد ظاهر أن أحدهم مصاب لكنهم يرتدون زياً عسكرياً) وتحرك المقدم كمال صوب هؤلاء الأفراد والذين كانوا على بعد 500 متر من مكان تواجدنا .


    وطلب مني ان أحاول التحرك بالعربة لان المصاب ملازم أول من المدرعات والمرافقان جنديان وقدت العربة تحت الضرب المستمر وخرجت الى الشارع ثم تحركنا الى مصنع الذخيرة بالشجرة في هذا الوقت وصلتنا أول معلومة من مصدر موثوق بأن القوات التي تقاتل هي قوات مدنية وغريبة وبعضهم لا يعرف اللغة العربية واسلحتهم كثيرة وعددهم كبير واستولوا على كل معسكر الشجرة والخسائر اربع دبابات ثم احراقها كلياً وقتل طاقمها حتى ان بعضهم تفحم بالاضافة الى بعض الخسائر بين الافراد الا أنها لم تكن كبيرة لأن القوات النظامية التي كانت في المعسكرات قوات خدمات لأن اليوم كان عطلة .


    ووصلنا الى مصنع الذخيرة ووجدنا نقيب بحراسة صغيرة هي الخدمة المختارة في مصنع الذخيرة في الاوقات العادية وسألناه أن كانت لديه أي معلومات عن أي عمل عسكري فأجاب بالنفي وسألناه أن كان سمع أي ضرب في أي موقع فأجاب بانه سمع بعض طلقات هاون حوالي السادسة صباحاً في منطقة امدرمان وبعدها بعشر دقائق سمع صوت انفجارات في اتجاه معسكر مدرعات الشجرة.


    فسألته أن كانت لديهم اسلحة كافية وذخائر فأجاب بوجود كل الاسلحة والذخائر فأمرته باستدعاء اكبر عدد ممكن من قواته وان يشدد الحراسة بالذات على مداخل المعسكر وان يقوم بتسليحها وان يتعامل مع اي فرد نرسله بكلمة سر بيننا وان يرسل من يتم تسليحه الى منطقة الشجرة بالتحديد غرب شارع الاسفلت الذي يربط الخرطوم بالشجرة وفي ظرف ساعة كنا في الشجرة شخصي والمقدم كمال خضر ومعنا سبعين فرد وقررنا ان نقتحم معسكر المدرعات من الناحية الغربية.


    بدأت معركة المدرعات في الثامنة صباحاً بمساعدة دبابة واحدة وجدناها خارج معسكر المدرعات من الناحية الشمالية وعرفنا انها دبابة صديقة نسقنا للمساعدة في تحرك القوة الموجودة من الناحية الغربية للمعسكر واستطعنا الوصول الى السور الغربي لمعسكر المدرعات دون خسائر ولم تكن المقاومة قوية وعند أول مستودع في معسكر الشجرة فوجئنا بأن كل جراجات المدرعات محاطة بمواد ملتهبة في شكل بارود وقمنا بقطع الوصل البارودي حتى تسلم المدرعات وكانت كلها داخل الجراجات وبدأت المعركة تشتد والمقاومة تشتد حتى وصلنا مباني رئاسة المدرعات.


    حيث وجدنا اربع دبابات مدمرة تدميراً كاملاً وطاقمها جثث مفحمة وبدأ اطلاق نار كثيف من الناحية الشرقية من معسكر المدرعات وعند وصولنا الرئاسة بدأ عدد قواتنا يزيد من الذين تم تسليمهم من معسكر الذخيرة ووصلت القوة الى (200 فرد) حاولنا أن نشرك بعض الدبابات حيث كان ضمن القوات التي معنا اطقم جاهزة لادارة المدرعات من سائقين .


    ومدفعجية الا أننا فوجئنا بعدم وجود أبر ضرب نار لمدفعية المدرعات. بعد ذلك عثرنا على مكان الابر و في الساعة العاشرة والنصف صباحاً جهزنا سريتي دبابات مما عزز قوتنا وبدأت المعركة بيننا وبين قوات المرتزقة والتي كانت متمركزة برئاسة اللواء الاول مدرعات بالناحية الشرقية للمعسكر.


    استمرت المعركة حتى الثانية عشرة والنصف ظهراً واستطعنا أن نأسر (42 من المرتزقة) بكامل اسلحتهم ووجدنا أكثر من 20 منهم لا يتكلمون العربية ولا أي لغة مفهومة بل ولا يعرفون الحديث حتى باللغة الدارجة وفي الواحدة ظهراً تم اقتحام جميع معسكرات المدرعات واصبحت قيادة المدرعات بكل ما في المعسكر تحت ايدينا واتخذنا موقعاً قيادياً وبدأ بعض الافراد يصلون الى معسكر المدرعات وأذكر منهم محمد الحسن أحمد الحاج .


    وكان وزيراً برئاسة مجلس الوزراء وعبد الله الطاهر بكر «ضابط بالمعاش» وعبد المنعم احمد بري نائب رئيس جهاز امن الدولة ود. بهاء الدين محمد ادريس وزير برئاسة الجمهورية كان لوصولهم الينا دفعة معنوية ذلك لانهم استطاعوا الوصول الى المعسكر من مواقع مختلفة في الخرطوم وسألنا بري نائب رئيس جهاز الامن عن الموقف الامني خارج المعسكر فطمأننا بأن الشوارع هادئة. في تلك الفترة كان لابد لنا ان نراجع قوتنا .


    وبفضل الله لم تحدث أي خسائر في قوتنا التي كانت تقاتل منذ السابعة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً من نفس اليوم واتصلنا ببعض القادة في معسكر كتيبة القيادة العامة ووصل الينا الفريق محمد عثمان هاشم واللواء محمود عبد الرحمن الفكي و اللواء محمد يحيى منور مدير الاستخبارات وبعض القادة. وفي حوالي الثانية ظهراً وبأمر من القادة الذين حضروا وصلتنا نجدة عبارة عن سرية مشاة من جبل اولياء بعد ذلك استقر الأمر على ان تقوم قوة بتطهير القيادة العامة التي كانت تحت أيدي المرتزقة بما فيها مطار الخرطوم ورئاسة امن الدولة والقسم الشرقي لشرطة الخرطوم .


    وكل المنازل المحيطة بالقيادة العامة حتى جامعة الخرطوم وسلاح الأسلحة وصدر الامر لي بأن اقود هذه القوة واخترت الأخ المقدم كمال خضر عبد الرحيم ليكون قائداً ثانياً وللحقيقة لم يكن لنا خيار في ذلك لانه لا يوجد أي ضابط خلافنا ليقوم بالعملية ودبرنا الأمر ووضعنا الخطة وشكلنا قواتنا واتجهنا نحو القيادة العامة مستفيدين من خروجنا من المطار في السادسة الا الربع من صباح ذلك اليوم. وعبورنا بهذه المنطقة من معسكر الشجرة دفعنا لكي نجعل محور تقدمنا من ناحية المطار في الاقتحام الاخير.


    تحركت القوة والمكونة من سريتي مشاة ودبابات وعبرت الى رئاسة كتيبة الخدمات (شارع 61 الخرطوم) ولابد لي هنا ان اذكر ان صاحب طلمبة ود الحسين شخصياً (محطة خدمة بترول في بداية الدخول الى جنوب الخرطوم) هو من باشر تعبئة المدرعات بالوقود.


    تحركنا بعد ذلك الى ان وصلنا منطقة المطار وبدأنا تشكيل قوة الاقتحام من المطار والمكونة من دبابتين وسبعة أفراد وضابطين واستطعنا بحمد الله أن نصمد في وجه معركة كانت كثيفة النيران وتصميم من جانب العدو واسلحة متنوعة رشاشة ومدفعية ودمرنا المدفعيات الموجودة في بوابة القيادة العامة ولحسن الحظ وجدنا في (قراقول) القيادة العامة 49 من افراد القوات المسلحة محتجزين دون سلاح ومع مدخل القيادة العامة استطعنا ان نقتل حوالي (70) من افراد المرتزقة .


    وقمنا بتسليح افرادنا المحتجزين بأسلحة رشاشة متوسطة ومما ساعدنا على الوصول الى رئاسة القوات المسلحة أن وجدنا 84 ضابطاً كانوا محتجزين في رئاسة قوات المظلات بقيادة العميد يوسف أحمد يوسف وكان معهم كل الضباط الذين يعملون في الخدمة في القيادة العامة وسلاح الاسلحة والاشارة وحوالي الساعة الخامسة والنصف مساء تم تطهير القيادة العامة .


    واستطاع كل الضباط أن يصلوا الى مكاتبهم. وحوالي الساعة السابعة مساء وصلتنا نجدة من القيادة الشرقية وكانت بحق نجده لانها قوة ضاربة بقياداتها وامكانياتها من تسليح وأجهزة و تولت تأمين الناحية الشمالية من القيادة العامة وسلاح الاسلحة وجامعة الخرطوم بشقيها الشرق والغربي وكل المنطقة حولها.


    ـ النهاية واسباب الفشل لحركة 1976م؟.


    ـ القائد المباشر لهذه القوات كان في الخرطوم وتحركت القوات من ليبيا الى ان وصلت امدرمان بدون قائد.


    ـ الذين تولوا قيادة هذه القوات من قيادات هذه الاحزاب لم يكونوا على قدر القيادة وذلك ل:


    ـ عدم كفاءتهم.


    ـ عدم تحرك هذه القوات عسكرياً بحسب المهام الموكولة لها اضافة الى عدم المامهم بقواعد الاشارة.


    ـ القيادات السياسية كانت في ليبيا وقررت عدم الحضور الى الخرطوم الا بعد ان تستولي عليها قوات المرتزقة والسالب في هذا الامر أن هذه القوات كانت على علم بذلك.


    ـ بحكم قربك من الرئيس كيف كانت تتم تعيينات الوزراء وكيف كان سلوك نميري مع كوادره هل كان صارماً أم ليناً؟.


    ـ قبل الحديث عن تعيين الوزراء ينبغي ان نعرف أن مايو ثورة ونظام وحكومة لها ميثاق عمل وطني وتنظيم سياسي قائد وهنالك مجالس للشئون الاقتصادية والاجتماعية والسياسية هذه المجالس هي التي تجتمع وتقرر في ما يخص العمل التنموي والسياسة الخارجية كل ذلك يتطلب كفاءات لتنفيذ ما تخطط هذه المجالس من سياسات .


    ولكل من هذه المهام فارس والفروسية هنا أقصد بها التخصص تبحث هذه المجالس عن الشخصيات التي يمكن أن تقوم بتنفيذ المهام ويطلب منها اعداد سيرة ذاتية عن كل من يقع عليه الاختيار ثم تعرض هذه السيرة علي هذه المجالس ثم الى مجلس استشاري كبير يتصل بالرئيس باعتباره الجهة الدستورية المخول لها التعيين بنص الدستور ثم بعد ذلك يحدث اتصال شخصي بالمرشح، وكنت كثيراً ما أشعر ان الرئيس يلاطف من يختاره للعمل معه و كان الرئيس يعطي وقتاً كافياً للشخص المعني للحصول على موافقته حتى ولو وافق في نفس اللحظة وسياسته ان الترشيح مفتوح لكل القطاعات السودانية.


    ـ هل هناك مواقف تذكرها في تعامل الرئيس مع الوزراء:


    ـ نعم بعد تعيين الدكتور عون شريف قاسم وزيراً للشئون الدينية والاوقاف باسبوع اتصل به الرئيس وطلب منه تخصيص قطعة ارض تابعة للاوقاف لتضم الى مساحة قاعة الصداقة ورفض الوزير هذا الامر باعتبار أنه ليس من حق أحد أن يتصرف في وقف من الاوقاف فوافقه الرئيس في هذا الامر.


    ايضاً هنالك بعض الوزراء كانوا يتقدمون للرئيس بطلب اعفائهم لاسباب صحية اوخاصة او اسرية ولا يحدث الاعفاء غالباً مباشرة فينتظر الرئيس الى ان يحين موعد تعديل وزاري فيتم تنحية الوزير الذي طلب ذلك.


    ـ هل كنتم تقومون بالنصح والمشورة والتدخل لتعديل قرار اتخذه الرئيس بحكم قربكم؟.


    ـ نحن العسكريون لا نعارض اي قرار يصدره القادة وننفذ التعليمات ولكن بعد التنفيذ يمكننا أن نقول رأينا واضحاً وهنا تحضرني حادثة وهي اصدار الرئيس لقرار اعفاء ضابط كبير في الامن وتربطني به صلة قرابة وتربي معي في بيتنا في كسلا وطلب مني الرئيس اعداد القرار وبالفعل اعددته ووقعه وبعد ذلك توليت توضيح الصورة للرئيس وابلغته أنه تحامل على هذا الضابط فاقتنع وطلب مني تغيير القرار ففعلت ولكن الضابط المعني رفض وتمسك بالقرار الاول.


    ـ هل بايعت نميري اماماً للمسلمين في تلك الفترة؟.


    ـ لا لم أبايعه الى الآن لأنني لا أؤمن بالاسلوب الذي اتخذ في هذا الأمر وكان يقوم به من لهم أغراض شخصية ويتمسكون ببقائهم في السلطة بالتملق والكذب والاساليب التي لا تليق بالمسئولين.


    ـ أخيراً اذا عاد بك الزمن الى الوراء هل كنت ستقوم بنفس العمل أم كنت ستعدل عنه؟


    ـ لا لن اقوم بنفس العمل لاني اعطيت ما اعطيت ولم يقدر وضاع كل جهد بذلته من قبل كل الانظمة وذلك بسبب التدمير لكل انجازاتنا من الذين اتوا بعدنا وبذلك ضاع كل انجاز حققناه.






    ---------
    الجزء الاول

    عمر محقر السكرتير الخاص للرئيس السوداني الأسبق نميري يفتح صندوق أسراره -1-
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de