على نفسها جنت براقش .. أ. طه حسن طه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 09:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-02-2004, 03:21 PM

Hani Abuelgasim
<aHani Abuelgasim
تاريخ التسجيل: 10-26-2003
مجموع المشاركات: 1103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
على نفسها جنت براقش .. أ. طه حسن طه

    على نفسها جنت براغش ؟ !
    مع دارفور قد يكون هناك أكثر من فور ؟ !
    ما بال بعضنا مثل هرقل ؟ !
    طعم السلام بالتذوق وليس بالشم ؟!

    بسم الله الرحمن الرحيم

    عهد الانقاذ:

    أعوام 15 عجاف أم سمان ؟!

    اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام.

    بقلم: طه حسن طه

    هاهي الانقاذ تحكم البلاد والعباد منذ 15 عاماً وهو عمر مديد بكل المقاييس، لكننا إذا ما اردنا أن نسمي الأشياء بمسمياتها فلابد أولاً من صدق ومصداقية مع الذات ومع النفس ثم مصداقية مع الغير، والأمر كذلك فأنه ينبغي أن نقول بأن الإنقاذ استولت على الحكم بالبندقية واقصت نظاماً شرعياً جاء عبر صناديق الانتخابات بغض النظر عن ماهية وتركيبة وممارسة ذلك النظام ورأي الكثيرين فيه ثم اضفت الانقاذ على وجودها شرعية ومشروعية عبر انتخابات لأنها تعلم بأن هذا هو السبيل الوحيد لحكم الناس (!!) فحجزت لها بذلك استمرارية في السلطة والحكم دامت هذا المدى الزمني ومن يدري متى يكون مرسى سفينة الإنقاذ وقد علمنا متى كان مجراها. نعترف بأن الإنقاذ قد بذلت من الجهد والوقت والعمل والدم الكثير وانجزت العديد من المشروعات في عملية رهان وسباق مع الزمن لتأكيد الذات والوجود في تحد نحو أن تكون أو لا تكون، وهاهي قد كانت وهاهي الآن كائنة وهاهي ربما ستكون إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً، لكن ينبغي علينا في نفس الوقت التذكير بالبيان الأول الذي تلاه العميد آنذاك عمر حسن البشير الذي هو الآن بدرجة فريق كاستحقاق زمني وقيادي طبيعي له؟! ذلك البيان الذي حوى جملة أسباب وأسباب استدعت الاستيلاء على السلطة والتي كان على رأسها مشكلة الجنوب والحالة الاقتصادية ... الخ. وهما دون شك عنصران يأتيان على رأس أولويات قائمة التعاطي مع واقع الأحداث وممارسة الحكم وتثبيت هيبة السلطة وتوضيح مرامي النظام الجديد وفلسفة تعاطيه مع الحقائق والوقائع وقد كان، لكن ظلت الحرب الضروس عاصية على الإنقاذ فأريقت دماء ودماء واهدرت أموال وأموال وتعطلت التنمية وزاد العبء على المواطن المقيم وعلى المواطن الذي هاجر واغترب ووقع كل ذلك على المجتمع عبئاً ورهقا وهي حرب احرجت الانقاذ كثيراً وكشفت عن عجزها في حسمها ووضع حد لها وبالطبع هي حرب لم تتسبب فيها لكنها كانت أحد الأسباب والمبررات القوية جداً لتحريك منجزراتها والاستيلاء على السلطة والوعد بحلها سريعاً لكن شيئاً من هذا لم يحدث، نقول هذا ونحن نحاول أن نلقي نظرة فاحصة ونمعن النظر في الوضع برمته عبر قراءة شاملة للأوضاع الداخلية سياسياً واقتصاديا ومعرفة آثار ذلك على الواقع ومدى ارتباطه بالمرحلة الدقيقة التي يمر بها السودان. في البداية نبارك السلام الذي جاء عبر ولادة عسيرة متعثرة استغرقت مدى زمنياً دل على عملية المخاض التي لازمته وسواء جاء هذا السلام عبر ولادة طبيعية أو عبر عملية قيصرية فالمهم جداً أنه قد جاء وعلى الرغم مما بنا من هواجس وتحفظات وملاحظات ...الخ فاننا نقول مبروك والف مبروك، نقول ذلك غير متناسين تلك التجاذبات النفسية الداخلية التي خلقت لدينا تحفظات خاصة فيما يتصل بالاستحقاقات الرئاسية والسلطوية وقسمة الموارد الاتحادية الاقتصادية وما يتعلق بالقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى وكل هذه الركائز إذا أمعنا النظر فيها وجدناها مكامن للخوف ومدعاة للتحفظ الشيء الذي يجعلنا أن نقول أنها قسمة ضيزى، قسمة تمت بين فصيلين هما المؤتمر الوطني "الإنقاذ" والحركة الشعبية ولا يستطيع كائن من كان أن يملأ فمه ويقول أن هذين الفصيلين يمثلان الشعب السوداني تمثيلاً حقيقياً اللهم إلا إذا أصبح هذا الشعب شعباً متمرداً حرك متمردين في الشمال فاستولوا على السلطة في 30 يونيو 1989م وحرك متمردين في الجنوب فاشعلوا نار الفتنة واضرموا المعارك، ودون شك أن ما اشرت إليه لا يفوت على فطنة القارئ وطالما أن راجل أمنا السودان هو أبونا أو عمنا نقول حباب أسود الغاب وحباب الغاب وجاب، نقول ذلك استسلاماً وإذعاناً ورضوخاً لسياسة الأمر الواقع انطلاقاً من معرفتنا بأن السياسة في النظام الديمقراطي(!!) هي سباق بين الطامحين إلى الولاية والطامعين فيها لكن حبذا أن يكون ذلك على أساس المبادئ والبرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية وليس على أساس النفوذ المفروض وسياسة الأمر الواقع على أمل أن يعترف شركاء الحكم الجدد بحدود صلاحياتهم ويشعروا بوطأة الكوارث السياسية والاقتصادية والاجتماعية النازلة دون هوادة على الوطن والمواطنين حتى لا يجد الشعب السوداني نفسه على حضيض الجمهورية وعلى قارعة الطريق فيها وسط انشغال الحكام بالسيطرة على مرافق الدولة ودوائرها والانشغال بقسمة السلطة (الكيكة) في حين أن المواطنين يدورون حول دائرة واحدة ولا يجدون سبيلا إلى الدخول إليها وهي دائرة الانصاف والحق والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، ومن معايشتي لواقع حكم الانقاذ استطيع أن أقول أنها سلطة لجميع الفصول كيف لا وقد نجحت في اطفاء شمعتها الخامسة عشر وهي تستشرف المستقبل لتطفئ شمعات وشمعات وقد هندست المرحلة القادمة لتمضي على طريق مسيرة عمرها المديد؟ ومن يدري فربما تقوم القيامة وهي في سدة الحكم في حين أن عفراء التي عفرها التراب تبدو ساكته تخلفت عن مناصرة الشعب الحزين، وعزة في هواك ما عهدنا أن نراك على زمانك البائس تسكتين فيا ترى ما خلف السكوت ويا ترى من بربك ترغبين؟! نعود لما اوردناه في صدر هذا المقال حين اعترفنا للانقاذ بتحقيق انجازات، انجاز هنا وهناك انجاز ولكن؟! وتفصيل لكن هذه يتمثل فيما يلي: أن شعارات الانقاذ قد جرت للبلاد والعباد إلى الكثير من المشاكل حيث عزلتنا اقليمياً ودولياً وبدأت الضغوط علينا من هنا وهناك وبدأ التراجع من الانقاذ تحت ضغوط سياسة الجزرة والعصا التي لوحت بها أمريكا ومن خلفها بريطانيا وغيرهما وبدأ التجاوب رويدا رويدا ثم بدأ التجاذب والتراجع تحت ضغوط مراكز القوة داخل نظام الانقاذ مما جعل الجزرة تختفي وتلوح في الأفق فقط العصا والعصا وحدها؟! وفهمت الإنقاذ الرسالة.. ألم أقل لكم أنها سلطة جميع الفصول؟! ومن ثم بدأت تتلاشى رويدا رويدا قوة المناداة بالتوجه الحضاري وقناعة تصدير نموذج الإنقاذ إلى دول أخرى وخفتت أصوات كانت في قوتها ما يجعلها تصل إلى عنان السماء.. تجلت أسماؤه وتقدست صفاته؟! يحدث هذا في ظل فلسفة الانحناء للعاصفة لحاجة في نفس يعقوب عسى أن يقضيها ممتطياً حصان الزمن في وقت لاحق أو في وقت مناسب آخر وحتى لو لم يقضها فقد حكم واستمر في الحكم ردحا من الزمن ويا دنيا ما عليك قدي؟! والحقيقة الساطعة مثل الشمس في رابعة النهار أن حكم الانقاذ وبكل ما يمكن أن يحسب له قد ادخل السودان في مأزق صعب جداً نتيجة لفلسفة الحكم التي لفتت كل الأعداء نحونا وهي فلسفة في تقدير كثيرين لن تجر على السودان إلا المزيد من العزلة والاقصاء والمحاربة والتهميش ونحن كما نحن يا قوم لم نر تغييراً في حياتنا يذكر بل زاد حالنا سوءا ونظام الانقاذ كالمنبت لا ظهراً أبقى ولا واديا قطع، لقد جلب الانقاذ وبمنطق الواقع وليس بحسابات تصنيف المعارض للنظام أو عدوه إذ ليس في الأمر خصومة أو عداوة، أقول لقد جلب نظام الإنقاذ رغم عطائه الكثير والعديد من المشاكل للسودان وادخلنا في نفق مظلم، ومشكلة الجنوب قد تم تحويلها من حالة تمرد قلة إلى حالة من الحرب الدينية والعرقية والإبادة الجماعية وخرجت من دائرة حدود السودان الداخلية إلى حدود دوائر إقليمية ودولية خارجية وبدأ التدخل وهو تدخل قد اتخذ أشكالا عدة وقد يقول قائل لماذا تكتبون وتنشرون غسيل النظام الحاكم وأرد فأقول بل الإنقاذ هو الذي سمح بأن يتم نشر غسيل السودان وما يتعلق به وعلى عينك يا تاجر ليغطي هذا الغسيل كل رقعة الخارطة العالمية وسمع العالم بالسودان من خلال مشاكله في ظل الإنقاذ ما لم يسمعه طوال حقب طويلة من الزمن وكثيرون لم يكونوا يعرفون السودان ويحضرني في هذا المقام ما قاله الزعيم إسماعيل الأزهري ابان انعقاد مؤتمر القمة العربية في الخرطوم عام1967م حين قال: "فعلى امتداد تاريخنا الطويل وما حفلت به صحائفه من فرح وألم، وما واكبه من نصر أو هزيمة، لم نبتل في وجودنا وكياننا وخصائصنا بمثل ما ابتلينا به هذه الأيام، ولم يمتحن صبرنا وصمودنا واصالتنا بمثل ما نمتحن به الآن" وهو قول يعبر خير تعبير عن الحالة التي نعيشها هذه الأيام بل يقصر التعبير عما نحن فيه حقيقة؟! لقد افسحت سياسات الانقاذ لكل المتربصين بالسودان المجال واتاحت لهم الفرصة للتدخل في شئونه وهو ما لم تفرط به أي حكومة في أي وقت مضى والانقاذ بذلك تتحمل هذه المسئولية الجسيمة بل تتحمل الآثار السالبة الناتجة عن ذلك واعتقد بأن أهل الانقاذ أنفسهم يعرفون ذلك ويعانون منه واستحي أن أقول لهم" على نفسها جنت براغش"؟! بكل تأكيد أن مشكلة الجنوب وما آلت إليه والمكاسب التي ستتحقق للجنوب تحت قيادة التمرد ويا لها من مكاسب وما سيعانيه الشمال من آثار ضاره جراء ذلك سيتم معرفة حجمها لاحقاً قد شجعت أخوتنا في دارفور لحمل السلاح وتوسيع دائرة جرح السودان في ظل الانقاذ كيف لا وهم يرون المكاسب التي يسيل لها اللعاب ومن يدري من سيكون بعد دارفور، قد يكون هناك دار فايف ودار سكس ودار سفن... الخ. على وزن (DAR FOUR)؟‍‍! ودقي يا مزيكه فقد اتسعت دائرة الهجوم والغزو المبطن للسودان والمقصود عديل أو حتى باللفة هو نظام الإنقاذ؟! والضربة ان وقعت أيا كان مصدرها وأيا كانت درجتها وايا كان طابعها أو مرتداتها أو أسلوب تنفيذها ستقع على أهل السودان الطيبين الصابرين المصابرين ووالله العظيم أن قلبي على السودان وهو شأن معظم أهله كيف لا ونحن نرى أن من بيننا من يقلد هرقل داخل المعبد؟! لكن ليس أمامنا سوى أن نقول مرحباً بالموت ونحن داخل معبدنا العظيم السودان ويا هرقل آخر الزمان لطفا بأهل السودان؟! قد يفسر عدد قليل بأن هذا تشاؤم واقول كلا والف كلا، انه الواقع واقرأوا الوقائع بعيداً عن الميل والهوى والعاطفة والانتماء الضيق وستعرفون حقائق الأمور مجردة وفي هذا الصدد اذكركم بما قاله تشرشل وهو يصف المتشائم حيث قال: "أنه الرجل الذي يفضل الماضي على الحاضر، والحاضر على المستقبل" واخشى ما اخشاه أن ينبري لنا أحد أبواق السلطة ويطل ويهل علينا فيقول في مفارقة عجيبة وغريبة واعداً بأن المستقبل سيكون مثل الحاضر والماضي؟ هناك الكثير والكثير مما يمكن قوله وتسجيله هنا من غير خصومة أو عداوة وذلك تفاعلاً وعملاً بالمثل الذي يقول: " الساكت عن الحق شيطان أخرس" وبالطبع نحن لسنا ملائكة لذا فأننا نقول الحق حتى لا نكون شياطين من باب أولى والحق يؤكد بأن الحالة المعيشية للغالبية العظمى لأهلنا بالسودان تقف خير شاهد لحالة التردي التي وصلنا إليها وربما يكون الجميع في انتظار مهدي يهديها للحق ويأخذ بأيديها إلى أسباب العيش الكريم أم أنني يا هؤلاء انطق كفرا؟! استغفر الله.

    ختاماً آمل أن يكون فيما تم من اتفاق إطاري وبروازي وحقيقي وجوهري محطة حقيقية وليس "سنده" لالتقاط الأنفاس وذلك بهدف خلخلة الكثير من المشاكل التي يعاني منها الشعب السوداني ومن ثم حلها وهذا لن يتم إلا إذا تم الوفاء بالتزامات اقتصادية داعمة تحرك حلقات التنمية الراكضة على أن تكون هناك إصلاحات وفق رؤية حقيقية لتحقيق إصلاح اقتصادي ومالي وإداري وسياسي اذ بدون إيجاد حلول لهذه المشاكل المزمنة يتعذر أن يقبل الناس طعم السلام وسيعتبرون ما تم هو مجرد صمام أمان لاستمرارية الحاكمين وبقاؤهم في السلطة كمن يطلب سنوات إضافية في الحكم لكي يكمل الأزمات التي صنعها؟!

    هذا ما أراه وما أكثر ما نعانيه ويقصر المجال عن ذكره وفوق كل ذي علم عليم والله من وراء القصد وهو المستعان في كل الأحوال وكفى.
    ------ انتهى------

    أ. طه حسن طه - رئيس الاتحادي المتوالي (الرياض)

    (عدل بواسطة Hani Abuelgasim on 07-02-2004, 03:25 PM)

                  

07-02-2004, 04:03 PM

Hani Abuelgasim
<aHani Abuelgasim
تاريخ التسجيل: 10-26-2003
مجموع المشاركات: 1103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على نفسها جنت براقش .. أ. طه حسن طه (Re: Hani Abuelgasim)

    براقش جنت علينا نحن أبناء الشعب السوداني .. كانت هي الجاني وكنا نحن من جني عليه .. أما الجناية ، يطول أمرها بطول عمرها لا مده الله
    جنت علينا وجلست في صفوف المتفرجين على إحدى الأفلام الكوميدية بالنسبة لها والتراجيدية بالنسبة لشعبنا المقهور ....

    إن كان من باع القضية بيننا
    يقتات ما نقتات
    ويبيح ظلك يا وطن
    قل لي إذا بالأمس ثرنا ضد من
    بالأمس أوضعنا الحراسات المهينة!!
    أونرتضي ذل السؤال؟؟؟
    للشعب .. للشعب المكرم نرتضي ذل السؤال!
    واليوم يا وطني البريء
    يجيء يمتحن الرجال؟؟ يأتي يشرع للنضال؟؟
    وهو الذي ما خط حين البأس
    في سفر المسرة عرضحال!
    وهو الذي لم يبلغ المعشار من عشر النضال!
    كلا! .. فذاكرة الشعوب حصيفة
    والسيف صاح لا يزال!!
    ودم الشهيد يسبنا ويعيد بالصمت السؤال..
    إن كان من باع القضية بيننا
    يقتات ما نقتات ويبيح ظلك يا وطن
    فهو الذي قبض الثمن
                  

07-06-2004, 11:20 AM

Hani Abuelgasim
<aHani Abuelgasim
تاريخ التسجيل: 10-26-2003
مجموع المشاركات: 1103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على نفسها جنت براقش .. أ. طه حسن طه (Re: Hani Abuelgasim)


    عنان وباول بالسودان

    الكلام على اللون؟!

    بقلم: طه حسن طه

    ابناء عمومتنا كولن باول وزير خارجية أكبر دولة متسلطة على العالم وكوفي عنان أمين عام اكبر هيئة دولية مهمشة ومغلوبة على امرها ؟! ولكلا الوصفين حديث يطول ويطول ربما نعود الى توضيحه لاحقاً أن استدعى الأمر رغم قناعتي بأن هناك كثيرين يعلمون تمام العلم ما أقصده وارمي اليه... كلاهما سافر الى السودان ليريا بأم اعينهم واقع الحال في دارفور بعد ان سمعا الكثير والكثير عن حجم المشكلة وآثارها وتداعياتها وليس من رأى كمن سمع ، ومهدا قبيل سفرهما باطلاق صواريخ حاملة رؤوس تحذيرية وتخويفية وتهديدية نحو حكومة الخرطوم عملاً بمقولة :" دق القراف خلي الجمال تخاف" ؟! يا لها من سمرة ويا له من سواد على عكس الحمرة التى تعتريني مما جعل البعض يناديني يا حلبي ؟! هذا الحلبي يأسف لما آل اليه حال السودان حيث اصبحنا ملطشة وصار ظهرنا مكشوفاً وحالنا مفضوحاً ، تماماً مثل حال رقصة "الكشف" في بعض الاعراس والمناسبات الخاصة ؟! وبهذه الزيارة يتم حجب بعض الفرح عن الانقاذ واهله وهم يحتفلون بعيدهم الخامس عشر ، العيد الأخير من عمر ثورة الانقاذ ولقد رأيت وتابعت بعض رموزهم عبر التلفاز فكأني بهم في حرج ما بعده حرج ، وكأنما على رؤوسهم الطير وفي بعض اللقطات بدا لي السيد وزير الخارجية السوداني كمن يغالب التعب أو النوم أو الاثنين معاً ورغم انها كانت زيارة قصيرة الا إنها قد بدت للمسئولين وكانها اطول من ذلك بكثير حيث حملت كل دقيقة فيها ترقباً وتوجساً ومحاذيراً عما ستتمخض عنه من اتخاذ خطوات لاحقة لا شك أن حكومة الانقاذ في غنى عنها حيث أنها مثخنة بجراحات كثيرة وتسعى جاهدة لسد الثغرات ومعالجة الاوضاع هنا وهناك والفيها كافيها ؟! اليست زيارة هذين الشخصين وما يحتلانه من موقعين هامين وما يمثلانه من ثقل وتأثير مدعاة لنا جميعاً للتفكير مليا ومن ثم تحليل الموقف والوضع وإعمال العقل للخروج بتفسير عقلاني يقربنا من قراءة بعض النتائج المتوخاة على المدى القصير أو البعيد والشاطر يفهم؟! إن مشكلة الجنوب بجلالة قدرها من حيث المضمون القتالي والخسائر البشرية والمادية والمدى الزمني الذى أستغرقته لم تستصرخ تجاوبا بهذا الحجم رغم استخدام وسائل أخرى نحوها لذا يبقى الباب مفتوحاً للاجتهاد ومحاولة معرفة مايدور وراء الاكمه.... اعني بذلك مشكلة دارفور واعترف بان الانقاذ تملك مقدرة كبيرة في المناورة وتعرف كيف تستغل الامور لتديردفة سفينتها وضمان سلامة إبحارها ومن ثم بقاء طاقمها في أمن وأمان وسلام حتى ولو لم يتمتعوا باستقرار نفسي وراحة بال وهذا طبيعي ،انها ضريبة رفع راية وجعلها مرفوعة عالية خفاقة والانقاذ انسان َقبِلَ ان يحمل الأمانة التى ابت السموات والارض والجبال أن يحملنها. وحقاً ان هذا زمان الانقاذ رغم المضايقات من هنا وهناك ورغم الحصار ورغم ضعف المعارضة وقلة حيلتها وإنقسامها على نفسها ولكل زمان رجاله وبالطبع لكل زمان ادبياته السياسية وتقاليده واخلاقياته الخاصة به والانقاذ غامرت واستولت على السلطة حيث ان الطموح الى السلطة حق مشروع لكل مواطن وقد نفذ مواطنو الانقاذ طموحهم بالقوة والماعاجبوا ينفلق وقد انفلق كثيرون والى يومنا هذا؟! والانقاذ صامدة رغم "جهنم" السلطة ذلك انها متمسكة باطروحاتها رغم العواصف لكنها تنحني فتمر العاصفة بسلام أو محدثة اقل الخسائر ويختلف بعض كوادرها لكنه ليس اختلافا في الجوهر وإنما صراع حول الكيفية التى يتم بها التعاطي مع الاحداث حيث يكون الصراع مجرد دوران في مأزق سياسي ومالي واقتصادي واجتماعي كل يدلو بدلوه محدداً مخرجاً له مقترحاً اسلوب علاجه لكن تبقى راية الانقاذ يتحلق من حولها النحل يتغذى منها في ثبات ليس فيه تنافر قلوب وبالطبع لا بأس من شئ قليل من الخلاف يتبعه غسيل قلوب وتفاهم ومن ثم المزيد من الثبات ايا كانت نتيجة ومحصلة "ربح من ربح وخسر من خسر في لعبة السلطة" المهم أن تظل السفينة مبحرة حيث لا يريد لها احداً منهم ان تستوي على الجودي وعلى اسوأ الفروض أن رست على شاطئ أو حتى على جبل فليكن رسواً سالماً آمناً (smooth and safe berth) والى حين ؟! وياباول وياعنان مافيش مشكلة ننزع اسلحة كل الفصائل المسلحة بما فيها "الجنجاويد" وان دعا الأمر ننزع حتى اسلحة القوات المسلحة في هذا المنطقة؟!! لعبة عظيمة وتكتيك متكتك من قادة الانقاذ به تم امتصاص ردة فعل كانت متوقعة من الرجلين ومات الكرت في ايدي المعارضة والمتمردين وكأني بعبد الواحد وأركوي مني و محمد نور وأحمد حامد وآدم واشيقر وهارون واساغة وغيرهم يصرخون قائلين لهذين القائدين :" ده شنو يا أولاد العم " ؟! وفى ظل استقبال حار جاءت تصريحات الرجلين هادئة بعض الشئ وانطوت على تعليمات بتهديئة اللعب ونفث نفس جديد وتنفست الانقاذ الصعداء فان كان الكثيرون من ذوي السحنات السمراء أو السوداء او غير ذلك فالانقاذ لديها جلود كثيرة ومختلفة الالوان وبشراتها وسحناتها يمكن ان تكتسب لون الموقف والمرحلة والبيئة ،وأحد زملائي قال لى يعني تقصد أن تقول "حربوية" قلت له حرام عليك ياشيخ "الكلام على اللون" وكلمة اللون هذه متروك تفسيرها للقارئ الكريم حسب فهمه، فأهل الانقاذ يفهمونها وغيرهم عندهم فهم آخر لها جد مختلف فإن كان أهلنا في غرب السودان يتوقعون بعد هذه الزيارة اجراءً أو تصرفاً ما حسب فهمهم أيضا لمعنى " الكلام على اللون" فأننا نقول لهم قد تأتي الرياح بما لا تشتهى السفن وما عليكم سوى أن تصبروا وتصابروا فأن مع العسر يسراً فقد يأتيكم الخير وإن تأخر بعض الشئ وما قصرتم ابداً فى توصيل معاناتكم الى أعلى المستويات وهذا فى حد ذاته نصر كبير لكم والأيام حبلى تحمل الكثير ومن يعش يرى؟!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de