صوت الموسيقى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 10:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-05-2004, 12:54 PM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صوت الموسيقى

    صوت الموسيقى
    قصة قصيرة


    إهداء
    إلى روح الموسيقار الراحل
    محمد إسماعيل المشهور بمحمد فوله



    الساعة الثانية بعد منتصف الليل، الشارع المؤدي إلى السوق الكبير هادئ تماماً.. القمر المكتمل يرسل خيوطه البيضاء لتجعل الرؤية ممكنة في الأزقة الضيقة المتفرعة منه، الزمان منتصف التسعينات من القرن المنصرم، المكان أحد أقدم أحياء المدينة وقد تَوَزَّعت في أركانه أعمدة الكهرباء التي افتقدت جميعها لمبات الإنارة.
    فجأة يشق سكون الليل سعال حاد تتبعه صرخات مكتومة:
    - آآه... آآه ه ه آخ آآه ه ه.....
    دَبَّ النشاط في الكلاب المتسكِّعة وبدأت تطلق نباحاً متقطعاً، ثم أخذت تعدو.. تغدو وتروح في حَلْقَة بيضاوية قطرها لا يزيد عن عِدَّة أمتار.. عم إدريس كان أول من خرج إلى الشارع، أضاء لمبة الكهرباء التي في مدخل بيته لينير الطريق. مصدر الصرخة كان من أمام منزله تماماً، خرج وبيده عصا غليظةً ومن ورائه ابنه إسماعيل يجر خلفه قضيباً مُدَبَّبَاً من الحديد الصلب.
    وأمام المنزل وجَدَا رجلاً يرتدي جلباب أبيض مُسَجَّيَاً على ظهره والزبد المختلط بالدم الأحمر يتدفق من فمه وبعد أن دنوا منه تبَيَّن لهم أنه إبراهيم الموسيقي عازف البوق والمعروف بإبراهيم النجَّار وكان قد فارق الحياة.. وما هي إلا ثوانٍ وتدب الحياة في أوصال الشارع من جديد.

    خمس ساعات للوراء
    يمرُّ إبراهيم بَادٍ التعب وقد عَصَف به المرض على مجموعة من الصبية يجلسون القرفصاء ويُشَكِّلون دائرة يصعب اختراقها وأياديهم ممتدة إلى طبق ممتلئ بالفول أمام دكان عبد الحفيظ يبادر أحدهم بعد أن شاهده:
    - أتفضل يا أستاذ.
    يهتف أحد الصبية، فيرد إبراهيم النجار:
    - شكراً.. شكراً يا شباب.. تعبان وما شي أنوم.
    فردد أحد الصبية الخبثاء همساً:
    - هو الغبيان دا ما عارف نفسو إنو رحل من الحله دي وألا شنو!؟
    "أي انتقل من هذا الحي"، فرد عليه أكبرهم:
    - أنت ما بتعرفه.. الغبيان الما عاجبك ده أعظم عازف ترامبت أنجبته البلد.
    فسأل أصغرهم:
    - الترامبت دا شنو؟ صُفَّارة يعني؟
    فرد الصبي الخبيث خاتماً الحديث:
    - يا أخوانا سيبكم منو ومن صفافيرو وخلونا مع الفول المصلح دا.
    يواصل الصبية أكلهم ويواصل إبراهيم سيره في الطريق الذي يُؤَدِّي إلى بيتهم القديم قرب النادي... ولكن هل يعقل أن يكون إبراهيم قد أفقده المرض بوصلته حتى يتيه عن داره التي انتقل إليها منذ أكثر من أربعة أو خمسة أعوام في ذلك الحي البعيد الواقع خارج حدود المدينة... أم أنَّ العشق قد اتقدت شعلته فيه من جديد.
    خمسة أيام للوراء
    اشتدت على إبراهيم آلام الصدر، فذهب إلى المستشفى العمومي الكبير يحمل معه رسوم العلاج حيث رأت الحكومة أنَّ العلاج المجاني لا يتناسب مع التوجُّه الحضاري للبلاد ولا يستحقه إلا المقربون ممن رَضُوا عنهم، وبعد ملهاة الانتظار الطويل في ذلك الطابور المأساوي حيث كل فرد فيه هو ما بين ميت وحي وإبراهيم يتلوَّى ويبصق دماً وقف أب في كامل فحولته يبكى ويستغيث وهو يحمل طفله الذي التهم الحريق جسده البض، الرجل ما بين عويله وصراخ الطفل فَهِم منه إبراهيم بأنه غادر بيته حافياً، حتى صاحب سيارة الأجرة الذي أوصله للمستشفى عَذَره وأعفاه من قيمة المشوار بعد أن رأى حالة طفله ولكن هنا.. في هذا المستشفى العمومي الذي شُيِّد بالجهد الشعبي قبل أكثر من سبعين عاماً.. هنا في عنبر الحوادث.. وقف الأطباء صاغرون عاجزون على مد يد الرحمة للطفل الباكي أو مسح دموع الأب المكلوم.. ليس لأن الأمر أكبر من قدراتهم أو لعجز في الإمكانيات، بل لأنَّ الأمر ليس بيدهم.. الصبية الذين عَيَّنتهم الحكومة، لهم سلطات أعلى منهم، سيطروا على المكان وفرضوا إتاوات على إنقاذ حياة البشر.. وأعلنوا للملأ بأنه لا علاج إلا لمن يملك قيمته.. منعوا أيادي ملائكة الرحمة أن تمتد لمساعدة الطفل المسكين.. انهار الأب تحت صراخ الطفل.. والأطباء مشدوهون.. في تلك اللحظات ودون تلكؤ أو تردد وقف إبراهيم وأدخل يده في جيبه وأخرج ما معه من مال كان قد أحضره ليعالج به، أخذه ووضعه بين يدي الأب الجاثي على الأرض وغادر المستشفى وهو يبصق دمه على ذلك الحال والمآل.
    وما هي إلا لحظات حتى نهض معظم طابور المرضى وأخرجوا ما معهم من مال ووضعوه بين يد الأب الباكي الذي ازداد بكاءاً، وبعد أن جمع ما طلب منه من مال حمل طفله وذهب به عَدْوَاً إلى حجرة العلاج.. لكن الطفل لم يصمد أكثر وأعلن الطبيب المناوب بأن الطفل فارق الحياة.. أتى صبي الحكومة ليواسي الأب وأطلعه على وجود مكتب بالطابق الثالث لصندوق الزكاة يمكن لموظفيه أن يساعدوه في مأتم طفله.. جَفَّف الأب دموعه بطرف قميصه ثم نثر فوق رأسه النقود التي جمعها المرضى لعلاج ابنه، حاول صبي الحكومة أن يستهين بفعلته بأن يبتسم في وجهه لكنه ارتعد رُعْبَاً تحت نظرات الأب وتمتماته المبهمة.
    خمس سنوات للوراء
    قد يعشق القلب عدة مرات، لكن العشق الحقيقي لا يكون أكثر من مرة والذي يتذوَّق طعمه لا يقبل عنه بديلاً، وإبراهيم عَشِق مرة.. عَشق وعٌشق، عاش قصة حب صارت مضرباً للأمثال في الحي مثلها مثل قصص قيس وليلى وروميو وجوليت. وفي ذلك يكمن سر عدم زواجه حتى بلوغه هذا من العمر.. وكبار الحي مازالوا يُرَدِّدون في مجالسهم قصة افتنانه بعائشة.
    عائشة تجاوزت الآن العقد الرابع أو الخامس من عمرها لكنها لا تزال تحمل بين جنباتها ذلك الحُسْن البهي الذي يندر وجوده وهو مزيج مدهش من الحزن والفرح، الجرأة والحياء، الأصالة والحداثة.. أنثى قد لا تشتهيها من أول نظرة.. ولكن إن أمعنت النظر فيها وأصابك سهم لحاظها، فسوف لن ترغب في سواها ولكن ومهما بلغ أوج رغبتك فيها فلن تملك من أمرك شئ لأنها تفرض عليك الطريقة التي يجب أن تعاملها بها.
    عندما كانت صبية وقع إبراهيم في حبائل ودها وعشقها حتى الثمالة وبادلته حُبَّاً بحب وولهاً بوله وكأي علاقة معافاة تقدَّم إبراهيم للزواج منها فرفض أهلها تزويجها له بحجة أنه صايع ويكسب قوته من المشاركة في أحياء الأفراح، ولم يشفع له خُلقه ومروءته ولا حتى أنه عضو بأوركسترا الإذاعة.. رفض أهل عائشة تزويجه منها واشترطا عليه أن يبحث عن رزقه بعيداً عن الموسيقى وبيوت الأفراح كي يزوجوه بها ولكن المسكين لم يكن له أي خبرة إلا في العزف على آلة الترامبت ولا مهنة إلا الموسيقى.. عندما علمت عائشة بحرمانها ممن تحب قَرَّرت أن تضع أهلها أمام الأمر الواقع وأن تهرب مع حبيبها وتتزوجه وعندما عرضت عليه ذاتها وهي بكامل فتنتها رفض إبراهيم مجاراتها واغتنام الفرصة ليس لخوف أو ضعف أو لعدم ثقة في ذاته، بل لرفضه أن يبني سعادته على حساب شقاء الآخرين لأن هذا الفعل حتماً كان سيشقي آخرين وإن كان هؤلاء الآخرون هم غرماؤه الذين حرموه ممن يحب ولكن ما العمل وهم أهل من يحب؟ قَرَّر الابتعاد عنها لعل في ذلك بعض من مصلحتها وهي بكل ما تحمل من صفات حتماً ستجد من هو أفضل منه لتتزوجه. ترك الحي والمدينة واتَّجه شرقاً صوب البحر الأحمر لعل بعض مائه الأُجاج يُخْمِد لهيب الحب الذي يشتعل في قلبه، عاش لسنوات متجولاً في مدن شط البحر الأحمر حتى استقر به المقام جوار الميناء.
    ولكن عائشة كان لها رأي آخر في فكرها وروحها التي رفضت هذا الرأي فمرضت حتى دنت من شفرة الموت ولكن وبعد مضي عامين أو ثلاثة وهي مسلوبة الإرادة، بعد أن أصابها اليأس من عودة حبيبها، زَوَّجها أهلُها من الطبيب الذي كان يعالجها. بعد أن سمع إبراهيم بخبر زواجها أخذ آلته الموسيقية ودفنها مع أحزانه، والتحق بورشة للنجارة وعَمِل فيها وصار يُعْرَف بإبراهيم النجَّار والقليلين فقط يذكرون مدى عبقريته في الموسيقى.
    كل ذلك جرى منذ سنوات بعيدة ولكن ما جرى تحديداً قبل خمسة أعوام وهو الحدث الذي أعاد للحي سيرة إبراهيم وعائشة من جديد كان ما جرى في حفل عرس شقيق عائشة وكان إبراهيم بالمدينة والعرس كان بجوار منزلهم القديم قرب النادي...
    بعد أن امتلأ الصيوان بالحسان واعتلى الموسيقيون المسرح الخشبي الصغير الذي أُعِدَّ بطرف الصيوان، بينما يجلس العروسان على المقاعد المُزَيَّنة بالأنوار وأغصان النخيل، وتسلق الصبية الحوائط على جانبي الشارع وجلس الرجال مقابل النساء وقبل أن يختلطوا في المساحة المُخَصَّصة للرقص والهز والتبشير وبعد أن صعد المطرب الذي أحيا الحفل وانتهى من فاصلته الغنائية الأولى، وإبراهيم ما زال يستلقي فوق سريره القديم في وسط حوش البيت تنهش فيه الذكريات، تؤانسة زجاجة من عرقي البلح، متردداً هل يذهب للعُرْس ويلبي الدعوة من غرمائه السابقين أهل عائشة أم أن الجراح التي أبت أن تندمل ستلتهب من جديد.
    في تلك اللحظات سمع طَرْقَاً على الباب.. ودون أن يلتفت إليه نادى على الطارق بالدخول وكان آخر ما يرغب فيه تلك اللحظة زائراً.. ولكن ليس من طبعه أن لا يأذن للطارق بالدخول، استمر الطَرْق على الباب، وإبراهيم مازال مستلقياً على سريره
    - يا أخي أتفضل.. أدخل الباب فاتح.
    لكن الطَرْق استمر حتى أجبره على النهوض، وضع الكأس من يده واتجه للباب وعندما فتحه ورأى زائره تَسَمَّر كمن أصابته صاعقة.. كانت هي بشحمها ولحمها عائشة الإنسانة التي هام بها وهام الدنيا بسببها.. أتته دون سابق وعد.. لم يلتقيها لأكثر من عشرين عاما لكن طيفها لم يفارقه لحظة.. هي بنفسها الآن أمامه،هي كما هي يا ألهي.. اختلطت الأمور عليه وقف صامتاً فاغراً فاهه من الدهشة ولم يفق إلا على صوتها.
    - متأسفة.. يمكن أكون جيت في وقت غير مناسب.
    - معقول.. عائشة.. معقول..
    وأخذ يردد عبارات مبهمة وكلمات مثل عائشة .. معقول.. دقيقة.. عائشة.. دقيقة، ورَدَّت عليه بابتسامة عذبة حتى تضع حَدَّاً لحيرته:
    - على كل حال أنا مستعجلة وجيت أطلب منك أن تحضر العرس.. ونحنا.. ومهما حصل زمان برضو جيران وأهل...
    قبل أن يفق إبراهيم من آثار الصدمة كانت قد أعطته ظهرها وعادت صوب مكان العرس.
    كانت عائشة في تلك الليلة أجمل جميلات العرس، السنوات التي تراكمت على كاهلها لم تزد إلا هيبة لحسنها وألق لجمالها.. لَبَّى إبراهيم نداء قلبه وجاء لمكان الحفل ووقف في طرف الصيوان يتلصص النظر بين الحسان يبحث عن عائشة..
    ما هي إلا دقائق والمطرب يغني إحدى الأغاني الشعبية والتي جعلت الشبان والشابات يتراجعون إلى مقاعدهم وأخلوا الساحة الصغيرة التي أمام المغني للرجال بعمائمهم وجلابيبهم البيضاء يحملون عصيهم يبشرون ويعرضون أمام المغني، والنسوة الكبار بثيابهم المُلَوَّنة يرقصون رقص العروس في السباتة التي وضعت في الساحة الصغيرة، يخطرون كما الحمام. عندها تقدمت عائشة وتوَسَّطت السباتة، وأنزلت طرف الثوب من على رأسها، أفردت شعرها الليلي الطويل على أكتافها، ثَنَت خصرها وأمالت عنقها للوراء، أرخت ساعديها حتى بانت كفاها المنقوشتان بالحناء، ورفعت صدرها صوب السماء ، ثم أخذت تتمايل وتهتز مع إيقاع "التمتم" في تناغم شجي مع صوت المغني.. في تلك اللحظات لا يدري أحد كيف حدث ما حدث أو أين كانت البداية، أو ماذا كانت النهاية.. لكن إبراهيم تقدم ودنا من وسط الساحة ووقف يتمَعَّن في الإنسان الذي شَكَّل وجدانه وسيطر على عواطفه طوال السنين الماضية، ووقف دون حراك وكانت هي أكثر منه جرأة، تقَدَّمت وخَطَت نحوه في تأنٍ يحفظ إيقاع الأغنية وفمها ينفرج عن ابتسامة عذبة.. أمالت رأسها ذات اليمين وذات اليسار ورمت بشعرها فوق صدره فيما يعرف "بالشَّبَّال".. في تلك اللحظة أحس إبراهيم كأن الزمن قد توقف وأنه طائر كان محبوساً ومنتوف الريش وفجأة وجد نفسه مُحَلِّقَاً وأجنحته لا تتوقف عن الخفقان.. وأن الذي ألقت به فوق صدره، أحاسيس جياشة غمرته مع الشعر المسكوب عليه.. لم يكن شَعْرَاً بل شلال فرح متدفق من الفردوس، وابتسامتها لم تكن ابتسامة بل نور إلهي انبثق ليشرح له صدره، تَقَدَّم نحو المسرح.. صَعِد إليه حيث الفرقة الموسيقية وهو بكامل الإرادة كان دون إرادة، طلب من عازف الترمبت أن يعطيه الآلة الموسيقية، تَرَدَّد العازف الشاب لكن المغني أومأ له بالموافقة فقد كان الوحيد من بينهم الذي تعرف على إبراهيم النجار.. أمسك إبراهيم بالترمبت.. تحسسه.. مسح على طرف فمه بيده اليسرى، ورفع الآلة ووضعها بين شفتيه.. ثم انحنى فوقها.. ولفترة طالت كأنها دهراً والجميع ينتظر سماعه كان هو يكتفي فقط بأن يُمَرِّر أصابعه فوق مفاتيحها، يضغط عليها في رفق دون أن تُصْدِر أي نغمة.. والموسيقى تصدح من الفرقة التي وراءه حتى تعجب العازفون فيها، وإبراهيم مازال منحنياً على الآلة.. والأغنية على وشك الانتهاء.. وعائشة ترقص وإبراهيم مازال يتلَمَّس الآلة الموسيقية، معطياً ظهره للمغني والآلة بين يديه لا تُصْدِر أي صوت، وفجأة أطلقت الآلة النحاسية نغمة أشبه بالنداء.. نغمة واحدة طويلة.. طويلة كأنها صدرت من أحشاء الأرض واستمرت لعدة دقائق دون انقطاع، لم تكن نغمة بل صرخة، لا بل عواء وإبراهيم مازال منحنياً فوقها، قابضاً عليها كأنها مُهْر فالت يودُّ ترويضه من جديد، ثم توَقَّف عن النفخ ورفع رأسه ووجَّه فوهة الترمبت النحاسي صوب السماء وأطلق العنان لمخيلته كمن يُؤَدِّي في قُداس، عندها صمتت الفرقة الموسيقية وتوَقَّف المطرب عن الغناء والراقصون في وسط الحَلْبَة عن الرقص عَدَا عائشة التي كأن أصابها مس من الزار.. حتى الأطفال والصبيان الذين كانوا يجلسون فوق حائط النادي يتبادلون الضحكات مع أنفاس أعقاب السجائر وقفوا على قوائمهم غير عابئين بالسقوط من على الحائط، والذين كانوا منشغلين بالحكي أو تناول الطعام صمتوا عن الكلام وعن الأكل وانشدهوا في مزامير داود التي أطلق معاقلها إبراهيم في تلك الليلة.. عزف ولم يعزف بل كأن الملائكة كانت هي التي تعزف، استمر إبراهيم في تثنيه مع آلة الترمبت.. يميل معها حيث تميل.. وتلبي أصابعه نداء مفاتيحها ويضغط عليها حيث ترغب والآلة بين يديه تستغيث وتطلب المزيد.. عائشة ترقص وإبراهيم ينفخ دون هوادة ينفخ وينفخ والآلة تصدح وتصدح بين راحتيه غير مبالٍ بآلام رئتيه بل تراه كأنما تلبس عشرات الرئات الجديدة.. تَجَمَّع الناس من كل حدب وصوب.. أهل الحي والأحياء المجاورة جذبهم صوت الموسيقى.. حتى السيارات العادية بالطريق العمومي توَقَّف أصحابها عن السَيْر وأرخوا آذانهم لتلك النغمات السماوية التي عبأت المكان، بعد زمن لا يدري أحد طال أم قصر أخذت الآلة تئن وتنوح.. والصمت يُلْجم الجميع.. جلس المغني تحت قدمي إبراهيم وترك العنان لدموعه لتعبر عنه وتغسل أحزانه، ثم تلاه عددٌ من أفراد الفرقة الموسيقية والحاضرون ولم تتوقف الدموع إلا بعد أن سقطت عائشة مَغْشِيَّاً عليها، عندها توقف إبراهيم عن العزف، ووضع الآلة برفق ورَبَّت عليها وتسَلَّل من بين الحضور والجميع مشغولون بعائشة ولم يره أحد بعد ذلك حيث غادر الحي، ثم سُمِع عنه بعد عدة أشهر أنه باع البيت القديم واشترى آخر على أطراف المدينة ولم يُسْمَع عنه أنه عَزَف الموسيقى من جديد ولم يره أحد من الحي عدا ذلك اليوم الذي تاه فيه عن بيته.
    عدة أعوام للوراء، عشرة، عشرون، خمسون أو ربما مائة، غير مهم، فما بات أحد يحسب أو يَعُدّ: شاب نحيف دون العشرين من العمر يرفع آلة الترامبت عالياً وينفخ فيها بملء أشداقه السلام الوطني، وعَلَم البلاد يهفو ويصعد السارية وعَلَم المستعمر ينزوي ويُطوى إيذاناً ببدء عهد جديد.. ذلك الشاب كان هو إبراهيم النَجَّار.


    عاطف عبد الله
                  

08-05-2004, 01:17 PM

Elnasri Amin

تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 1748

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: عاطف عبدالله)

    الاخ عاطف

    عمل جميل..

    قراته اكثر مره

    Quote: شكراً.. شكراً يا شباب.. تعبان وما شي أنوم.
    فردد أحد الصبية الخبثاء همساً:
    - هو الغبيان دا ما عارف نفسو إنو رحل من الحله دي وألا شنو!؟
    "أي انتقل من هذا الحي"، فرد عليه أكبرهم:
    - أنت ما بتعرفه.. الغبيان الما عاجبك ده أعظم عازف ترامبت أنجبته البلد.
    فسأل أصغرهم:
    - الترامبت دا شنو؟ صُفَّارة يعني؟
    فرد الصبي الخبيث خاتماً الحديث:
    - يا أخوانا سيبكم منو ومن صفافيرو وخلونا مع الفول المصلح دا.


    حوار يعكس تعاملنا مع مبدعي بلادنا

    الف شكر

    النصرى امين
                  

08-06-2004, 09:49 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: Elnasri Amin)

    عزيزي الأستاذ النصري
    لك شكري على وقفتك بمحطتي المتواضعة هذه
    وتعاملنا مع مبدعيي بلادنا كما يقول المثل " الصندل عند أهله حطب "
    أكرر شكري لك
                  

08-05-2004, 05:10 PM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: عاطف عبدالله)

    سلام عاطف
    أعتقد أن تكنيك العودة للوراء بالزمن تكنيك
    جيد في هذا العمل صانه من الملل!
    هذا النجار لم يكن يريد سوى أن يصدح بمن
    شكلت وجدانه و قد فعل!
    وأمثاله كثر في أمدرمان و حري بنا أن نوثق
    لهم فلك التحية في سلوك هذا الدرب!
    في أضانك: بقيت تحب الماضي؟ أهلا بك في النادي!!
                  

08-06-2004, 09:57 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: mustafa mudathir)

    أستاذي وصديقي مصطفي
    أنضمامي للنادي فرضته الظروف التاريخية والموضوعية والذاتية ، وطبعا هذا الحديث لا علاقة له بالمادية التاريخية ولا الديالكتيك ولا أمين الشوافعه..
    سؤال .. أين وصلت مجموعتك القصصية وأين تود نشرها ومتى؟؟؟
    تحياتي للجميع ويابختكم في هذه الأيام بالدكتور حيدر الخير المنور كندا لاشك ومعه العميد هاشم ..
                  

08-06-2004, 05:07 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: عاطف عبدالله)

    استاذ عاطف
    عوداً حميداً
                  

08-06-2004, 10:02 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: الجندرية)

    الجندرية
    وجودك في هذه المحطة جعل منها حديقة
    شكرا لتشريفك لي بهذه التحية
                  

08-06-2004, 05:32 AM

لؤى
<aلؤى
تاريخ التسجيل: 06-01-2003
مجموع المشاركات: 14343

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: عاطف عبدالله)

    عاطف العزيز

    قرأتها وانتقلت معها خمسة ساعاتٍ للوراء ، ثم خمس أيام للوراء ، ثم خمس سنواتٍ للوراء ، ثم عدّة أعوام للوراء ، ثم عُدت للآن لأقرأها من جديد . التحيّة لك وأنت تلوّن المكان بقلمك المُعبّر وقدرته الرائعة على الإمتاع . التحيّة لك على كل هذه الألوان والألحان التى تزيّن المكان .

    أهلاً بعودتك
    لك الوُد وكل الإحترام
                  

08-06-2004, 10:07 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: لؤى)

    أبن الركابية وفخرها
    لؤي
    لك الود كله ..
    الألحان والألوان هي حقيقة وجودك بهذا المنبر الحر
    أكرر لك شكري .. وتحياتي للأسرة الكريمة
                  

08-06-2004, 10:13 AM

TahaElham

تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: عاطف عبدالله)

    هذا الجمال المذهل استاذي عاطف
    جمال بحجم كل الامال و الالام مجتمعة
    جمال يرحل مغادرا زحمة الواقع بالاحزان من العلاج الاقتصادي الي الاولاد المنصبين و كتوفهم مقصبة بالدبور هو الدبور و نحن نحلة الاحزان انا النحلة و انت الدبور هكذا اغتصبوا كل جمال الوطن و مارسوا معه العدوان الفاشي الوحشي .
    سافر ابراهيم النجار في غياب ليس بعده رجوع ؟؟؟؟لكنه عاد كطيف شفاف او روح و اخذت الغيبوبات الجامحة عائشة و بكي الناس و توقف السير من هول الحب و الجمال من لنا بحراك يدفع بالدماء في هذه الاجساد المنهكة بحب الوطن و المقتولة بكره الغازي و المستبد
    كتابة جميلة
    طه جعفر
                  

08-06-2004, 11:18 AM

mustadam
<amustadam
تاريخ التسجيل: 08-05-2003
مجموع المشاركات: 292

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: عاطف عبدالله)

    well done
    والماضي حاضر في الآن وغدا
    مآل المبدعين ، النجار ، رمضان ومن ما زال بسعى بين طوابير الققر والكرامة الأصيلة تمتد عبر سهول ووديان الوطن ، إلى النسيان ما لم نوثّق ياعاطف ومصطفى وجميع المهمومين بهذا الأمر.
    مع المودة
    مصطفى آدم
                  

08-06-2004, 01:43 PM

تولوس
<aتولوس
تاريخ التسجيل: 06-06-2004
مجموع المشاركات: 4132

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: mustadam)

    اخب الحبيب عاطف
    تحياتي وعودا حميدا يارجل..
    قراتها واعدت قرائتها ...

    هذه تحيتي لك ...حق العودة
    وسوف اعقب عندما انتهي من قرائتها مرة اخري...
                  

08-07-2004, 06:28 AM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: عاطف عبدالله)

    تحية لقراء هذا البوست
    يا صديقي مصطفى ادم الكتابة من منظور اجتماعي
    من النوع دا, مما يعد زيارة أخرى للواقعية
    (وامكن الاشتراكية في حالة عاطف!), صعبة جدا.
    أنا شخصيا من ضحايا الكتابة بلا منظور!
    لكن أمكن باكر أطيب و مين عارف المصاير!
    (حتى الطيف رحل خلاني
    ما طيب لي خاطر!!!)
    مصطفى مدثر
                  

08-08-2004, 00:46 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: mustafa mudathir)

    أخي طه جعفر
    هذا الجمال هو قليل مما لديكم
    حديثك كالدعاش على صدري .. وهو ذاد القلب ومداد لمزيد من الكتابة
    لك شكري وودي


    أخي مصطفى آدم
    أحييك تحية الهم المشترك والمتبادل
    هم التوثيق لمن شكلو وجداننا
    لك الشكر كله


    أخي تولوس
    أتمنى أن تعود .. ورأيك يهمني ..
    لك شكري وحبي

    أخي أبوطارق
    لو كنت أنت من ضحايا الكتابة بلا منظور " كما تقول "
    بماذا تفسر لنا أو تصنف ( رؤى لا تطرف لها عين )
    أنا أعتقد أنهامش كتابة بمنظور بل هي المنظور نفسه
                  

08-08-2004, 04:19 AM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: عاطف عبدالله)

    الاخ عاطف
    شكرا لك ولعودتك الجميلة..وللنص الرائع

    لك الود

    عبد الله جعفر
                  

08-08-2004, 07:23 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: Abdalla Gaafar)

    الشكر لك أخي عبدالله جعفر
    وأما سعيد بطلتك وسعيد بأن النص وجد تقديره عندك
    لك الود
                  

08-08-2004, 11:52 AM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: عاطف عبدالله)

    عزيزي عاطف
    المنظور الذي أتحدث عنه هو مسألة رصد
    مصائر البشر على خلفية الواقع نفسه
    بتحولاته و بانحياز تام للأنسان البسيط
    في صراعه مع القوى الاجتماعية ذات المصلحة
    في استغلاله ثم اقصائه.
    دا منظور بعيد مني نوعا لاني أهتم أكثر
    بتناول الظاهرة النفسية.
    رؤى لا تطرف لها عين كانت كتابة في السيرة
    والسيرة الذاتية.
    ان الوظيفة المعرفية للأدب لا تشغلني كثيرا!!
    تحياتي لك و لمصطفى ادم و باقي الاصدقاء.
                  

08-09-2004, 07:16 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: mustafa mudathir)

    عزيزي د. مصطفى
    فهمت وجهة نظرك .. ولو اني مازلت أفسر المنظهور على أساس المعنى البسيط الظاهر أي وجهة النظر أو الرأي واظن معالجة رؤى لا تطرف لها عين ليست فقط كأدب للسيرة أو التجربة الشخصية بل تلخص صراع حاد مع واقع حياتي فيه كثير من الأجحاف وهي بالمناسبة لم تأخذ حقها بعد من القراءة أوالنقد وأتمنى أن تعيد نشرها من جديد في البورد وأعتبرها طبعة ثانية بناء على رغبة القراء
                  

08-08-2004, 01:46 PM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: عاطف عبدالله)

    اعجبني اسلوب الفلاش باك في هذه القصه
    لو انا فهمتها صاح ورغم اطلاعي غير الموسع في مسألة القصة
    الا انني اعتبر هذا تجديدا

    شكرا عاطف
                  

08-09-2004, 08:52 AM

tmbis
<atmbis
تاريخ التسجيل: 10-19-2002
مجموع المشاركات: 24862

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: Elmosley)

    استاذ عاطف عبدالله ..
    مرحب بعودة الحيوية والنصوص المريحة ..

    وكان عندي اعتقاد ومعاهو شك خفيف .. بعلاقة الآلة النحاسية تحديدا .. ( ساكس ، فلوت ، ترامبت ) مع افراز التعبير في قمة مصداقيتو .. وبعديها دائما بيكون الحكم الظالم ده .. يا موت ياجنون .. وده طبعا بتوقف حسب علاقة المتعاطي مع الالة.. في تجارب كتيرة جدا. لكن جميل أنو النص اثبت لي أنو ممكن ( الشكوك ) مرات بتكون محل التأكيد.. مع الاجتهاد طبعا..
    والحاجه الغريبة أنو النص اتلاقي معاي في مكان ضيق جدا .. وانا في حالة تنقيب ارشيفية عن نفس الرؤية التي لم تطرف لها عين بعد.
    ح اتابع محاولتك المستميته . لاستفزاز دكتور مصطفي مدثر .. فيما يتعلق بالرؤية .. وياريت الرؤية تكون واضحة اكتر من كده وما اظنو بتحرمونا من متعة الحوار الجميل .. وأهو بتجي منكم في السنة مره
    شكرا استاذ عاطف..


    يادكتور درش
    الرؤية
    وكوب الشعير .. يعني فرملت بينا هنا ؟؟

    غايتو ذنبنا معلق في رقبت نصوصكم.. كان بتخافةو الله فينا

    (عدل بواسطة tmbis on 08-09-2004, 09:06 AM)
    (عدل بواسطة tmbis on 08-09-2004, 09:11 AM)

                  

08-09-2004, 06:19 PM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: tmbis)

    تمبس يا طريف كبفك؟
    تعرف أنا كنت عايز أتكلم عن الطرمبة باعتبار انها
    اله زاعقة و مرتبطة بالأثارة (مثلا في أفلام الكاوبوي
    الاسباقيتي بتاع ترنس هيل و كلنت ايستوود) و كمان
    في أغاني الجاز السودانية ( مش الجاز بت عبدالماجد- فاهمني؟)
    و الطرمبة أو الترمبت مرتبطة بالشجن ( البروجي في الجيش لما
    يودع جندي مات!) ياخي دي من أعظم الالأت!!
    فكلامك صاح!
    أما حكاية رؤى لا تطرف لها عين فأنا لا أمانع في أعادة نشرها
    النص الحاسم الأن-عندي- الsetting بتاعه في سنجة و بما أني بعيد بذاكرتي عن سنجة يا ريت لو أنت أو أي واحد من قراء هذا البوست
    يفتح بوست عن سنجة!!
    دا كلو و أعتذاري لعاطف على أحتلال البوست و تحياتي ليك و
    بعدين الصورة دي شيك خالص!!
                  

08-10-2004, 06:22 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: tmbis)

    الشفيف تمبس
    هناك بعض الأصدقاء الذين أطلعوا عاى النص قبل نشره وأختلفوا معي حول آلة الترمبت لأعتقادهم بمحدودية أمكانياتها رجوعا للثلاثة مفاتيح التي على ظهرها وتمسكت بها لعلمي بأمكانياتها الهائلة ولا غرو أن يطلق أهل الفن على الترمبت أسم الصداح
    الأستاذ حمزة سليمان قال لي معلقا على النص قبل نشره لو وقع أختيارك لأي آلة أخري غير الترمبت لما كنت ستتوفق في التعبير مثل اختيارك وتوظيفك لهذه الآلة .. طبعا هذا لعلمه عن أمكانياتها الهائلة
    شكرا لمداخلتك القيمة أخي تمبس وأكرر النداء معك

    د.مصطفى هل لنا برؤى لا تطرف لها عين ..
                  

08-10-2004, 06:27 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: tmbis)

    الشفيف تمبس
    هناك بعض الأصدقاء الذين أطلعوا عاى النص قبل نشره وأختلفوا معي حول آلة الترمبت لأعتقادهم بمحدودية أمكانياتها رجوعا للثلاثة مفاتيح التي على ظهرها وتمسكت بها لعلمي بأمكانياتها الهائلة ولا غرو أن يطلق أهل الفن على الترمبت أسم الصداح
    الأستاذ حمزة سليمان قال لي معلقا على النص قبل نشره لو وقع أختيارك لأي آلة أخري غير الترمبت لما كنت ستتوفق في التعبير مثل اختيارك وتوظيفك لهذه الآلة .. طبعا هذا لعلمه عن أمكانياتها الهائلة
    شكرا لمداخلتك القيمة أخي تمبس وأكرر النداء معك

    د.مصطفى هل لنا برؤى لا تطرف لها عين ..
    أخي أبو طارق لك هذا البوست ولك البورد كله فقلمك مركز أشعاع أينما حل
    وسأغيب لعدة أيام وذلك بسبب السفر حيث سأكون في السودان غدا في رحلة أستكشافية لمدة عشرة أيام وذلك بعد غيبة طويلة جدا جدا وسأدون أنطباعاتي وملاحظاتي وسأعود لكم بالكثير
    تحياتي لكم أجمعين
                  

08-09-2004, 09:53 PM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: Elmosley)

    الشكر موصول لك أستاذ موصلي
    مسألة الفلاش باك .. مستخدمة بشدة كما تعلم في السينما وأكيد موجودة في الأعمال الروائية الطويلة .. وأعتقد الأستخدام الجيد لها وتوظيفها في خدمة العمل هو الأمر المهم وأتمنى أن أون قد وفقت في توظيفها هنا

    لك التحية والشوق
                  

08-19-2004, 10:17 PM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: عاطف عبدالله)

    ***
                  

08-24-2004, 00:37 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: الجندرية)

    الجندرية
    شكرا لرفع النص
                  

08-24-2004, 00:48 AM

بنت الاحفاد 2001
<aبنت الاحفاد 2001
تاريخ التسجيل: 04-21-2002
مجموع المشاركات: 693

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: عاطف عبدالله)

    اهلين استاذ عاطف عبد الله

    وينك مسجل غياب

    وحارمنا من كتاباتك الشيقة
                  

08-24-2004, 05:55 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: بنت الاحفاد 2001)

    أختي بنت الأحفاد
    غبت لفترة قصيرة في زيارة الأهل والأحباب بالسودان الوطن الغالي
    وغبت من قبل لأنشغالي في عمل روائي طويل مازلت أعمل عليه ..وأتمنى أن يري النور قريبا
    لك جزيل الأمتنان لترحيبك بي من جديد
                  

08-24-2004, 02:51 AM

أحمد طه
<aأحمد طه
تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 580

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: عاطف عبدالله)

    يا عاطف ... ياصديقي
    عدت أنت الى صهد الغربه دون ان نلتقي قي الوطن الحبيب الرطيب بخريفه ووريفه وعيناته السكوبه. وكانت هديتك الى أهلك هذا العمل الرائع .... أكرمتنى بالاطلاع عليه فى ابوظبى وحدثتك عن انطباعى ووقفتى المتأمله فى الفلاش باك .... ولازلت انتظر منك روايةطويله ترافق البقع السوداء فى مسيرة أعمال عاطف عبد الله الابداعيه.....
    ترى هل الهمتك زيارتك الاخيره بعد طول غياب عمل جديد؟ .. أتمنى ذلك.
                  

08-24-2004, 10:58 PM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: أحمد طه)

    أخي الصديق الصدوق
    أحمد طه
    لسؤ حظي لم ألتقيك في وطن أرمة ذات العماد..الموجودين فيه بالداخل غرباء أومتغربين رد الله غربتنا جميعا لنعود لوطن صحى معافى ومتعافي
    أخي هناك رواية طويلة جديدة أعمل عليها حاليا تستوعبني تماما وأتمنى أن تنال رضاكم بعد الأنتهاء منها وبالطبع ستكون بين يديك قبل ذلك التاريخ
    زيارتي القصيرة كانت أستكشافية لجس النبض بعد الغيبة المديدة لكني سأعود قريبا في أجازة برحة لأتمددبطول أمدرمان وكسلا وساعتها لو كنت أنت هناك حتما سنلتقي
                  

08-24-2004, 03:57 AM

willeim andrea
<awilleim andrea
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 3813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: عاطف عبدالله)

    رائع يا استاذ بروعة السرد وروعة امدرمان واهل امدرمان .... ثلاثين سنه للوراء وناس نجار ... وعوده للحاضر ... وين ناس نجار وتلك الازقه والاطلال القديمه وتشويه غابات المسلح تحكي تلك الفتره القديمه ..... رائع رائع يا استاذ
                  

08-24-2004, 11:07 PM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: willeim andrea)

    أخي وليم أندريا
    الروعة مجسدة في حبك لتلك المدينة التي فقدت بكارتها حين أزيل عنها التراب وشيدت القلاع وسط بيوت الجالوص والتي ألغت أي خصوصية للذين ما زالو مدفونين تحت التراب وحرمتهم من التمدد في الحيشان ليلا إلا لمن رضى أن يتدثر بكفنه كي ينام
    التحية والشكر لك وأنا سعيد بمداخلتك وسعيد أكثر بأن القصة نالت رضاك
                  

08-25-2004, 06:12 AM

عبدالماجد فرح يوسف
<aعبدالماجد فرح يوسف
تاريخ التسجيل: 05-06-2004
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: عاطف عبدالله)

    يا ســــــــــــــلام ياعاطف
    ياخي مليتنا صدق وحب وحسرة ودموع
    ولماذا
    شكرا مائة عام في الماضي وكل الزمن الآتي
    واصل من كل الإتجاهات
                  

08-25-2004, 01:41 PM

عبدالماجد فرح يوسف
<aعبدالماجد فرح يوسف
تاريخ التسجيل: 05-06-2004
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: عبدالماجد فرح يوسف)

    فوق عشان توما
                  

08-27-2004, 10:38 PM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صوت الموسيقى (Re: عبدالماجد فرح يوسف)

    أخي عبد الماجد
    أشكرك مثنى وثلاث ورباع
    وأتمنى أن أكون دوما عند حسن الظن
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de