رؤية كاتب سوري:ـ "خطوات متعددة أدت الى أفـــــــــــرقة السودان"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 12:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-27-2004, 06:34 PM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رؤية كاتب سوري:ـ "خطوات متعددة أدت الى أفـــــــــــرقة السودان"

    خطوات متعددة أدت الى أفرقة السودان
    محمد سيد رصاص الحياة 2004/08/28

    كان تمرد شهر ايار (مايو) 1983 بقيادة جون قرنق مختلفاً عن تمرد آب (اغسطس) 1955, من حيث ان الأول غير انفصالي بخلاف الثاني الذي انطلق قبل اشهر من استقلال السودان: اتى ذلك من الدعاوى الإيديولوجية للعقيد قرنق بأن السودان "افريقي" وأنه "يجب تحريره" من "هيمنة الأقلية العربية", وهذا ما جعله يضم في حركته أناساً غير جنوبيين, من بلاد النوبة, وشخصيات مسلمة (منصور خالد, ياسر عرمان... الخ), اضافة الى تحالفه مع قوى تنادي بأفرقة السودان, مثل منظمة "مؤتمر البجا" في الشرق, وقوى متمردي دارفور الذي اندلع النزاع فيه في شباط (فبراير) 2003, اي بعد سبعة اشهر من "اتفاق مشاكوس" الذي ارسى بداية نهاية هيمنة الشمال العربي على مقدرات السودان.

    لم يكن السودان في حال "اندماج مجتمعي" بين مكوناته, بل كان منقسماً بين طائفتي الأنصار والختمية وتعبيريهما السياسيين: "الأمة" و"الاتحادي", وبين الجنوب والشمال. وعانت مناطق كثيرة فيه من التهميش الجهوي (دارفور - النوبة - مناطق البجا عند ساحل البحر الأحمر), فيما كان العامل القبلي اساسياً في رسم الحراك السياسي, كما في الجنوب لما نأت كبرى قبائل الجنوب, اي الدينكا, عن تمرد 1955, فيما شاركت تحت قيادة ابنها قرنق في تمرد 1983, الذي انقسمت حركته لاحقاً على اساس قبلي في التسعينات مع ذهاب النوير (حركة الدكتور ريك ميشار) والشلك (حركة الدكتور لام اكول).

    حاولت ثلاثة اتجاهات سياسية تجاوز او حل هذا "اللااندماج المجتمعي": الحركة القومية العربية عبر نميري و"الضباط الأحرار" المدعومين من عبدالناصر, وعبدالخالق محجوب وحزبه الشيوعي الذي حاول ان يحكم من وراء نميري ليقوم بعد فشله بذلك بانقلاب تموز (يوليو) 1971 الفاشل, ثم الدكتور حسن الترابي وحركته الإسلامية التي ارادت جعل الإسلام "جامعاً قومياً" للسودان من خلال نفوذ الإسلاميين القوي عند أفارقة دارفور حيث ورث الإسلاميون النفوذ عن حزب "الأمة" الذي كان اقليم دارفور من معاقله القوية, الى درجة ان إسقاط حكومة تشرين الأول (اكتوبر) 1964 الائتلافية التي اعقبت الإطاحة بالجنرال عبود, قد تم من خلال استقدام انصار المهدية في الغرب السوداني الى شوارع الخرطوم في شباط 1965.

    فشلت هذه المحاولات الثلاث, ليكون المشهد السوداني, عقب إطاحة الدكتور الترابي بأيدي "تلاميذه" في الشهر الأخير من العام 1999, متميزاً بوصول انفجار مكونات المجتمع السوداني الى درجة الانشطار, سياسياً ومناطقياً وعرقياً وبين الشمال والجنوب, وسط سعي سلطة اسلامية, بعد ان تخلصت من رأسها, الى تقديم اوراق اعتمادها للغرب الأميركي ولمحيطها الإقليمي بعدما كانت صعدت الى السلطة في وقت غير ملائم (صيف 1989) عشية سقوط الكتلة السوفياتية وما ادى إليه من انتفاء حاجة واشنطن الى الاعتماد على الإسلاميين ضد الشيوعيين وحلفائهم اليساريين, دولياً وإقليمياً ومحلياً.

    كان ذلك اساس ضعف المفاوض الشمالي امام الجنوبيين, في جولتي مفاوضات 2002 و2004 في كينيا, فيما لم يكن هذا الوضع قائماً في مفاوضات 1972 التي سبقت اتفاق اديس ابابا بين نميري وجوزيف لاغو, عندما كان حاكم الخرطوم يجد سنداً في القاهرة والرياض وواشنطن ولندن بعد ان تخلى عن الشيوعيين المحليين وموسكو, لنجد الآن ان المفاوض الشمالي يقبل كل ما كان يرفضه (ربما كان ذلك هو سبب تخلي الدكتور غازي صلاح الدين عن رئاسة وفد مفاوضات مشاكوس, ورفضه التوقيع على الاتفاقات) على صعد "المناطق الثلاث" و"تقاسم الثروة", والأهم على صعيد "تقاسم السلطة", الشيء الذي اظهرت مفاوضات 2004 استفحاله في نيفاشا اكثر مما كان قائماً في مشاكوس.

    ربما, كسب الفريق البشير, من ذلك, تفادي مصير الملاّ عمر وصدام حسين, إلا ان تكيفاته ليست محصورة, مثل الجنرال مشرف والعقيد القذافي, في السياسة الخارجية, بل تمتد الى السياسة الداخلية, لأن الخارج الأميركي هو الذي اراد رسم معالم السودان المقبل عبر محطتي مشاكوس ونيفاشا, لتأتي الآن محطة ثالثة اسمها دارفور.

    من الواضح الآن بعد استفحال أزمة دارفور, وتدويلها الواضح, ان موقف قرنق اصبح اقوى امام حكومة الخرطوم, ولم تكن دعوته الأخيرة الى المجتمع الدولي لفرض "اي ضغط يراه ضرورياً لإحلال سلام عـادل في دارفور", ناتجة فقط عن إحساسه بتوحد الحال مع "إخوته الأفارقة" هناك امام العرب, وإنما عن تقديره ايضاً إمكان فرض جدول اعماله القديم لـ"أفرقة السودان" من خلال الظرف الحالي, الذي جعل عرب السودان يجدون انفسهم في اضعف حالاتهم خلال نصف قرن.

    طوال تاريخه الحديث, كان السودان مرآة انعكاسية للعلاقات العربية - الافريقية: استفاد السودان من وضع هذه العلاقات الإيجابي في زمن عبدالناصر وفي ايام صعود وزن العرب الاقتصادي عقب ازمة 1973 النفطية, الشيء الذي تزامن مع تقاطر الدول الافريقية الى قطع علاقاتها مع اسرائيل. الآن, في ظل ضعف العرب الراهن بعد المتغيرات الدولية, التي جعلت الروس والعرب (والمسلمين) من اكثر دافعي ضرائبها, فإن السودان يعاد صوغه من الخارج الدولي ومحيطه الإقليمي (دول الإيغاد التي رعت اتفاقات الجنوب, مع استبعاد مصر والعرب): ألا يعبر هذا عن صعود الأفارقة في سلم العلاقات الدولية, وعن نزول وزن العرب وتأثيرهم؟

    * كاتب سوري
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de