ثلاثون ألفا من المارينز في طريقهم لدارفور

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 00:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-16-2004, 05:34 AM

كمال حسن
<aكمال حسن
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 1352

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ثلاثون ألفا من المارينز في طريقهم لدارفور

    عفوا حقيقة أنا لست من أنصار إستعمال المانشتات المهووسة والجاذبة، عندما يكون جوهر الخبر فارغا، ولكن أعتقادي بكون المقصد السليم لإستعمال هكذا مانشيتات إذا كان يهدف إلى مصلحة الوطن العليا فإن ذلك قد يعتبر من باب الضرورة التي تبيح المحظور، ويجب أن يقيّّم بقدر ما يمكن أن يستفيده الوطن من تفاعل أبناءه البررة والمخلصين.
    أولا أعتقد أن هنالك مقدمة يتوجب علي البدء بها لأنها بالتأكيد ستكون السبب في قراءة ما أكتب دونما حكم مسبق من القارئ الحصيف، وبالتالي التفاعل وفق ذلك، في غياب تلك المقدمة تتضرر نيتي الحقيقية في إجتذاب الآراء الإيجابية، التي قد تجنب الوطن الدخول في دهاليز وأنفاق وكهوف أشد ظلاما مما هو عليه الآن، وحرب قد تفضي إلى (صوملة) أو (عرقنة) السودان، لا لشئ إلا لأن أبناءه إختاروا الإحتراب على المضي الجاد نحو إزالة الغبائن، والتعايش السلمي الذي هو فعلا سمة مميزة للسواد الأعظم من أبناء الوطن ـ يفتقده فقط قلة من أولئك الذين إمتهنوا السياسة بمعناها الآخر فباعوا أنفسهم وضمائرهم لمصلحة ذاتية، لايهمهم ما قد يجر ذلك من إيلام وويلات على البسطاء من أبناء السودان وأصلابهم، الزاد الحقيقي لسودان الغد، ومستقبله الواعد.
    ما أردت أن أبدأ به، ونتاجا لمتابعة متأنية لمداخلات وتفاعلات متباينة في الشأن السوداني، على منابر شتى، فقد لاحظت كما لاحظ غيري، إن إختلاف الرأي وتباين وجهة النظر ترمي بصاحبها في الطرف الآخر من نقيضي الإختلاف، ويوصم صاحبها بأشد الصفات بعدا عن الوطنية، منطلق ذلك ـ في رأيي ـ ضيق أفق وإختزال الوطنية في منظور واحد لا بديل له.
    لكل هذا وذاك أجد نفسي مرغما على أن أستجدي القارئ العزيز، بأن ينأى بنفسه عن الإجتهاد والغوص لمعرفة دواعي خبيئة للكاتب، وأجندة سرية تتخفى خلف أطروحتي هذه، وأعلن لكم على توافق سري وعلني نحو غاية واحدة هي عدم قراءة المانشيت أعلاه في صحف اليوم كواقع.
    لست من المتشائمين، ولكن واقع الأحوال والسيناريو المحتمل يكاد يكون واحد لا ثاني له:ـ
    أمريكا وحدها هي التي تقرر الحرب، وليس المجتمع الدولي، وبالتالي ما تضعه أمريكا مشروع قرار اليوم فلابد أنه صائر غدا

    * مشروع عقوبات على صناعة النفط السوداني، تقابلها في الحرب على العراق سابقا عقوبات على صناعته النفطية
    * وضع السودان على قائمة الدول المصدرة للإرهاب، كما كان العراق.
    *وضع السودان على قائمة الدول التي تنتهك فيها الحريات الدينية، العراق كان كذلك.
    * مشروع قرار بالحظر الجوي على مناطق من السودان، العراق أيضا عاش تلك التجربة.

    فما هي النتيجة التي حدثت تبعا لذلك على العراق
    وما هي النتيجة التي ستحدث وفقا لذلك على السودان

    عندما أقول بأنني لست من المتشائمين فإنني أقر حقيقة بأنني ـ كذلك ـ لست من المتفائلين إذا ما مضى الحال كما هو عليه الآن، وأقر بأن الحرب على وطننا هي مسألة وقت، إلا إذا إستوعب السودانيون (حكومة وجماعات) تجربة ودروس العراق والصومال وأفغانستان، وقرروا بأنفسهم (إن كان ذلك في إمكانهم وليسوا أدوات لجهات أخرى) أن يضعوا حدا لمبررات الغزو الأمريكي القادم.

    في حالة العراق وأفغانستان كانت الدولة تقوم على نظام الحزب الواحد(الصومال القبيلة) والحال كذلك في السودان يقوم على النظام نفسه(الحزب الواحد) الذي إنقسم على نفسه، الباقون في السلطة منهم تشبثوا بمقاعدهم، وتوهموا بأن الأرض قد دانت لهم، والمبعدون منهم طفقوا يبشرون بفتنة ونعرات قبلية، فظهر الوجه الخفي للجبهة الإسلامية عندما إختلفا فبان المسروق.
    في حالة العراق وأفغانستان، عولت بعض فئات المعارضة على التدخل الأجنبي، وصفقت له، تبين لها فيما بعد أنها الخاسر الأول بجانب الشعب الذي لازال يعاني برغم تحقيق الأمريكيون لغاياتهم غير المعلنة، بعد إزالة نظام الحزب الواحد ، وتحقيق نظام الفوضى الحتمية!!!!
    وفي حالة السودان اليوم، أعمت المصالح الذاتية كثير من فئات المعارضة، وغضوا الطرف عن ما هو ماثل للعيان في تجارب الغزو الأمريكي المختلفة، وأصبحوا يبشروننا بقرب حلول الديمقراطية على صهوة الجواد الأمريكي.
    لعمري إني أرى الغد كاحل السواد، إذا لم يتنادى الخيرون من أبناء وطننا، لما فيه مصلحة الوطن وإبعاد غول الحرب اللعينة، وتحقيق كلمة السواء.

    لدي رؤية مقترحة للحل أعد بإنزالها متى ما سنح لي الوقت بذلك، ولكن دعوني أستفز أقلامكم اليوم، عسى أن يكون في مداد أحدنا كلمة البداية في قاموس السلام السوداني/السوداني

    كيف يتجنب الســــــــــودان مشروع الحرب الأمريكية؟

    في ضوء رؤوس المواضيع التالية وما تقترحون غيرها

    *الحكومة أبدت حسن نية ليس مسبوق بمحاولة الإتفاق مع كل أجزاء المعارضة ( حركة تحرير السودان ـ التجمع ـ الأمة ـ الإتحادي ـ العدل والمساواه ....)، ولكن ما قدمته الحكومة لا يزال تحت السقف المطلوب.
    * معظم أحزاب المعارضة تعي تداعيات أي غزو أمريكي محتمل على السودان وقدمت تنازلات في هذا الإتجاه إلا إنه لا يرقى إلى المستوى المرغوب.
    * بعض أجزاء المعارضة بدأت بمطالب مشروعة ونية حسنة، ولكنها دخلت في مدارات أكبر من حجمها فجرفتها جازبية كواكب أخرى، لها أجندتها ومسوقاتها الخاصة، لاتفعل ذلك بأي حال من الأحوال من أجل مصالح المواطن السوداني البسيط.
    * الحكومة لاتزال ترى الحرب بعيدة ونراها قريبة، وأتمنى أن لاتكون وجهة نظرها نفس وجهة نظر صدام حسين ( إن الحرب ستبدأ بعد سقوط بغداد).
    * الحرب ليس فيها كاسب...

    ولكم الود
                  

09-16-2004, 05:37 AM

abdalla BABIKER

تاريخ التسجيل: 09-14-2003
مجموع المشاركات: 2260

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثلاثون ألفا من المارينز في طريقهم لدارفور (Re: كمال حسن)

    ربنا يستر السودان

    ربنا يخفظ السودان

    ربنا يدمر اعذاء السودان

    ربنا يدمر الامريكان اليهود

    ربنا يدمر اليهود
                  

09-16-2004, 05:54 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثلاثون ألفا من المارينز في طريقهم لدارفور (Re: كمال حسن)

    ربنا يدمر الكيزان

    ربنا يدمر حكومة الجبهة الظالمة

    ربنا يدمر كل ظلامي منافق

    دينق

    (عدل بواسطة Deng on 09-16-2004, 06:58 AM)

                  

09-16-2004, 06:45 AM

كمال حسن
<aكمال حسن
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 1352

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثلاثون ألفا من المارينز في طريقهم لدارفور (Re: كمال حسن)

    رغما عن أننا ندري بأن الدعاء مخ العبادة
    إلا أنني لم أكن أتصور أن هذا كل ما أستطعت أن أستفزّه فيكم
    الدعاء لوحده لايدخل الجنة، كما أن الإيمان هو ما صدقه العمل
    فأين العمل؟
                  

09-19-2004, 11:22 AM

كمال حسن
<aكمال حسن
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 1352

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثلاثون ألفا من المارينز في طريقهم لدارفور (Re: كمال حسن)

    ًٌهل القضية حقيقة لا تعني أحدا أم ماذا في الأمر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                  

09-20-2004, 01:57 PM

Muhib
<aMuhib
تاريخ التسجيل: 11-12-2003
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثلاثون ألفا من المارينز في طريقهم لدارفور (Re: كمال حسن)

    Quote: هل القضية حقيقة لا تعني أحدا أم ماذا في الأمر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


    القضيه ان الكتابه هنا صعبه جدا ..بوستات معينه تجدها فوق لاسماء معروفه هنا وهناك . معظم الكتابات تدور حول المنبر نفسه واعضائه .. شكوي هنا واخري هناك ..اعضاء جدد ترحيب ..اعضاء قدم بعودون واخرون يغادرون واعضاء اخرين بين الفريقين ... ولي عوده لموضوع البوست الاساسي ..وشكرا محب من اهل الهامش ..
                  

09-20-2004, 08:51 PM

Zoal Wahid

تاريخ التسجيل: 10-06-2002
مجموع المشاركات: 5355

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثلاثون ألفا من المارينز في طريقهم لدارفور (Re: كمال حسن)

    ما كتبته يا اخي قيم جدا ولكن المشكلة في هذا البورد هي الشللية

    اذا اردت ان تجد محاورين لك ، ابدأ بمعركة وبعدها ستجد اي غثاء تكتبه يجد متسعا في الساحة للتداول
    اما ان تجي داخل توووووووش كده فمصير موضوعك القيم اسفل الصفحة

    لا مانع لدي لاضيفك لقائمة المهمشين في البورد الى ان نتمكن من التمرد واحتلاله بالحسنى طبعا

    بخصوص موضوع التدخل الامريكي فالحكومة راكبة رأسها رغم الاحاديث الكثيرة والتنازلات التي ابدتها المعارضة وكما قال الصادق المهدي ان محاورة الحكومة له بمثابة علاقات عامة - يعنى ما في ثمرة. الحكومة تريد ان تحتفظ بالكعكة وان تمنح الآخرين ولكنها تفعل الاولى فقط.

    طالما القيادة السياسية بهذا القصر والضيق في الافق فان علينا ان نتذكر المثل القائل: المكتولة ما بتسمع الصايحة
                  

09-20-2004, 09:02 PM

saif massad ali
<asaif massad ali
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 19127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثلاثون ألفا من المارينز في طريقهم لدارفور (Re: Zoal Wahid)

    الاخ كمال الحكومة لن تتنازل عن ما هي ساعيه فيه , تظن بذلك سوف يركن التجمع اليها وكل احزاب المعارضة , ولكن لا احد حتي الان قدم تنازل. فباللتالي كل شي متاخر .
                  

09-20-2004, 11:58 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثلاثون ألفا من المارينز في طريقهم لدارفور (Re: saif massad ali)

    ما قلته كلام كبير لا يقوله الا عاقل ملم بالاحداث ...فعلا ما ذكرته متوقع ..ولكن نعمل شنو مع ناس السياسة القديمة ساسة الهيمنة واحراج الاخرين وسياسة ابراز العضلات السائدة اليوم ..
    رغم ان الحكومة وبعد ضغوط شديدة بدات التفاوض مع كيانات المعارضة المختلفة الا انها متهمة على الدوام بعدم الجدية ... ورب ضارة نافعة فالخلاف الذى حدث فى الجبهة الاسلامية بين الترابى وعلى عثمان قد يضغط اكثر على المجموعة الحاكمة لتكون اكثر جدية فى محادثاتها مع القوى الاخرى وهذا ما ادركه الاخوة فى التجمع من خلال محادثاتهم مع الحكومة مؤخرا فى القاهرة ..
    مشكلة السودان مشكلة داخلية وحلها يكمن فى فيدرالية حقيقية فى اطار نظام ديموقراطى تعددى لو وافقت كل الكيانات السياسية فى السودان عليه نكون قطعنا نصف الطريق فى الحل والباقى كله ممكن فعله بايسر السبل ..
    الحكومة بعد نيفاشا بدات تتضح لها الامور وهناك مجموعة فيها بدات تتحدث عن فيدرالية حقيقية ..
    وحكاية المزايدة بالدين انتهت وانكشف امرها واصبح من يزاود به يحتقر وينفر منه خاصة بعد 11 سبتمبر وانكشاف هذا الزيف الذى غشى الشعوب العربية والاسلامية منذ الثورة الايرانية سهل علينا كثير فى ان نتوجه نحو العقل والتعقل لنرى العالم بعيون جديدة ..اين نحن لماذا يتسلط علينا امثال اسامة بن لادن والترابى وعباس مدنى وغيرهم من المخربين لعقول الشباب ..اصبح الشباب يتساءل اين نحن من علم الكمبيوتر وثورة الاتصالات لماذا نضيع زمننا فى النقاش والجدل العقيم عن هل هذا الفعل اسلامى او علمانى مع الغرب ام ضده مع الله ام الشيطان نتناقش ونتناحر ونقتل بعضنا البعض فى مثل هذه الامور التى تؤخرنا ولا نرجو من ورائها الا الموت والدمار ....الكلام كتير يا كما على العموم الوليد مبروك وانا طولت من السودان لكن فى احدى المرات قابلت صلاح اخوك فى النادى السودانى فى ابوظبي وعلمت بانك فى المانيا ويا اخى اعزيك فى الوالدة وربنا يسكنها فسيح جناتها مع الصديقين والشهداء وانا لله وانا اليه راجعون ... كانت اخر الراحلين من نساء حى مربع 22 العظام رحلت قمر ورحلت نعمة واخيرا سيدة واصبح الفريق خلا كما يقول الفنان وهذا من اسباب او احد الاسباب المحزنة التى لا تحفزنا للذهاب للسودان ...الكلام يطول
                  

09-21-2004, 00:33 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثلاثون ألفا من المارينز في طريقهم لدارفور (Re: الكيك)


    مسارب الضي
    قاعدة للتحول أم ضحية له؟!

    الحاج وراق




    * في مناقشة مع احد المحللين السياسيين المعروفين ذكر مشخصاً الأوضاع في البلاد: «هناك مجموعة تقبض على السلطة في الخرطوم، وليس من قوة سياسية قادرة على إسقاطها، كما ليس من أحد قادر على نصحها او دفعها للتعقل! ولذا لا سبيل الى تخطي الاحتباس السياسي القائم الا بتدخل خارجي»!
    وقد نختلف مع روشتة العلاج التي يوصي بها هذا المحلل، كما نختلف في تقديره لقدرة الانقاذ على الامساك بالسلطة في مواجهة الازمة الاجتماعية والسياسية الحالية، ولكن مع ذلك، فان لهذا التحليل صدقية لا يمكن انكارها- من حيث ان الانقاذ وبعملية اختطاف ناجحة استطاعت ان توحد بين مصيرها ومصير البلاد، مما يرجح بان اسقاطها سواء بالقوة المسلحة او عبر انتفاضة شعبية، غالباً ما يؤدي ليس فقط إلى سقوط الحكم وانما كذلك الى سقوط الدولة نفسها!.. ولكن، وللمأساة، فان الانقاذ، بدلاً من البناء على هذه الحقيقة وقيادة التحول في البلاد، فانها تستغلها ككرت ابتزاز، لتوطيد احتكارها للسلطة من جانب، ولرفض اي خطة للاصلاح من جانب آخر! مما يؤدي الى أحد احتمالين، الأول مفاقمة الازمة الشاملة القائمة حالياً، والى تنامي احتمال الانفجارات العفوية وغير المنظمة، والتي غالباً ما تؤدي - في ظل عجز المجتمع المدني الراهن والناجم عن شدة وتائر القمع والافقار- الى انفلات عشوائي والى انزلاق البلاد في سيناريو الصوملة..! أو الاحتمال الثاني وهو فتح الطريق امام تدخل عسكري دولي!!
    * وتطفح الصحف السودانية منذ سنوات، كما تذخر تصريحات القيادات المعارضة، بآلاف النصائح والمناشدات والتحذيرات، ولكن ظلت قيادة الانقاذ تسد آذانها عنها بعجين الاستخفاف وطين اللامبالاة! مثلها مثل اي فرعون لا يرى وميض النيران الا بعد فوات الأوان- حين تصل الى اخشاب كرسيه!... دخل صدام حسين الكويت مملوءاً بغطرسة وبجنون القوة، وظل واثقاً مطمئناً الى نجاح مغامرته حتى بعد ان قدم له اصدقاؤه السوفيت صور الاقمار الصناعية التي توضح انفتاح القوات الدولية للهجوم على قواته! لقد ظل على قناعته التي لا يتطرق اليها شك بان التحركات الدولية لا تعدو كونها «تهويشات»! وفي الحرب الثانية كان يردد في يقين تهديداته بانتحار المغول على اسوار بغداد! ليس بسبب جاهزيته وكفاءة خططه للتصدي، وانما لسبب مختلف: اوهامه عن انهم لن يقربوا تلك الاسوار اصلاً! ولم تنقشع اوهام الغطرسة تلك الا والقوات الغازية على مشارف بغداد! والآن، اذ انفتحت «أبواب جهنم» على القوات الاميركية في العراق، فليس ذلك بسبب تجهيزات صدام، وانما لاسباب اخرى من بينها «انفتاح» حفرة الخزي على صدام نفسه!.. تماماً كفرعون، رمز الطغيان السياسي في كل زمان ومكان، ظل يسعى خلف طغيانه، ويطارد النبي موسى، الى ان انشق له البحر! ومع ذلك لم يستيقن الامر الا بعد فوات الأوان، بعد ان بدأت الأمواج تطبق عليه! والامر هنا لا يتعلق بالذكاء او بحجم المعلومات، وانما بالكوابح النفسية للمعرفة، فالهوى يعمي البصيرة! وذلك لأن المعرفة تشترط الاحساس بالنقص وبالجهل، وبالتالي تشترط التواضع، ولكن الطغاة يتشابون غروراً نحو السماوات، فيتعالون على كل شيء، بما في ذلك الحقائق الموضوعية على الأرض!.. ولهذا السبب فإنهم ينتهون في الحضيض - تحت سطح الارض-: اما غرقاًَ كفرعون، او في حفرة المجاري كهتلر، او حفرة الخزي كصدام، او في كهف الهزيمة كطالبان!
    * والانقاذ اقل طغياناً من صدام، وبالتالي اقل غباء منه، ولكن بوشيجة الاستبداد ظلت تسلك ذات مسلكه، والآن، بصدور قرار مجلس الأمن الدولي الأخير، فان ظهرها على الحائط، إما ان تواصل نهجها المعتاد في المغالطة والانكار، فتنتحر وتنحر معها البلاد، وإما ان تواجه الأزمة الحقيقية الماثلة ببرنامج اصلاح شامل، أهم اجندته التالية:
    ـ فيما يتعلق بالمجتمع الدولي، فلابد من اقناع مجلس الامن بجدية وصدقية السعي لحماية المدنيين، واضعين في الاعتبار المهلة الزمنية الضيقة، فلا يمكن احداث اختراق حقيقي الا بقبول زيادة وتوسيع صلاحيات قوات الاتحاد الافريقي، وهو خيار لم يكن مرغوباً، ولكنه الآن الخيار الوحيد الممكن لتلافي العقوبات وما يترتب عليها من هزات سياسية وأمنية، خصوصاً وان قرار مجلس الأمن يربط ما بين التلويح بالعقوبات وما بين قبول دور موسع لقوات الاتحاد الافريقي!
    ـ ولابد كذلك من استكمال مفاوضات نيفاشا على وجه السرعة، فسلام في الجنوب يمكن ان يفرغ التعبئة الدولية الحالية من كثير من حمولاتها.
    ـ وبدلاً عن المفاوضات المزمعة مع التجمع التي يبدو انها تستهدف كسب الوقت والتخدير، فالافضل الشروع الفعلي في الدعوة لمؤتمر الحوار الجامع الذي يشمل التجمع - التيار الرئيسي للقوى السياسية في البلاد-، كما يشمل اكبر حزب في الشمال «الأمة» وأخطر حزب «الشعبي»، اضافة الى القوى والحركات الأخرى غير المنضوية في التجمع.
    ولا معنى للحوار مع القوى السياسية الاخرى اذا لم تقبل الانقاذ العديد من التنازلات فيما يتعلق بمطلوبات التحول الديمقراطي كالحقوق والحريات العامة والدستور الديمقراطي والانتخابات الحرة النزيهة والحكومة الانتقالية ذات القاعدة العريضة.
    - وكذلك القبول المبدئي بإعادة النظر في العلاقة القائمة حالياً والفاشلة بين المركز والاطراف... والآن، إما ان تراجع هذه العلاقة وإما انها ستؤدي الى تحطيم المركز من أساسه، وبالتالي فان مصلحة المركز نفسه تقتضي فيدرالية حقيقية ومبدعة ومتوائمة مع اوضاع البلاد. والخطوة الاولى في اعادة النظر هذه، الدعوة الى مؤتمر علمي سياسي حول الفيدرالية المرغوبة.
    ـ ولن تنجح التسوية بين النخب المختلفة، بما في ذلك بين نخب المركز والاطراف، اذا لم تترافق مع تسوية اجتماعية مع المواطن العادي، بمراجعة السياسات الاقتصادية الاجتماعية، وبمواجهة القضايا الاجتماعية الضاغطة، كالفقر والبطالة وتدهور الصحة والتعليم وشُح المياه النظيفة وتدني اجور العاملين.. الخ.
    * وبالطبع فان هذه الاجندة ليست جديدة، وانما ظلت متداولة ومنذ زمن، بل مل الناس من تكرارها، ولكن الانقاذ لم تكن تسمع، واذا كانت تتحجج في السابق بانها لا تسمع النصائح «الملغومة»!- كنصائح الديمقراطيين- فان الازمة المستحكمة الآن تدفع مثقفيها وكوادرها نفسها لتكرار ذات النصائح! وليتهم يستمعون الى د. محجوب هارون- اسلامي ملتزم- الذي قال لهم أخيراً ان التحول حتمي والانقاذ إما ان تكون قاعدة للتحول او ضحية له!
                  

09-21-2004, 05:11 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثلاثون ألفا من المارينز في طريقهم لدارفور (Re: كمال حسن)

    الأخ كمال حسن
    تحية طيبة
    علمت من مداخلة الأخ الكيك خبر وفاة والدتك.. لك حار التعازي ونسأل الله أن يسكنها فسيح جناته وأن يلهمكم والأسرة والأهل الصبر والسلوان..


    بعد أن أرسلت أنت هذا البوست صدر قرار مجلس الأمن بالتهديد بالعقوبات، وهذا قد وضع الكرة في ملعب الحكومة.. والحل الوحيد الذي يمكنها أن تفعله هو التعاون مع المجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة من خلال الاتحاد الأفريقي.. ولا أظن أن الولايات المتحدة من الغباء لدرجة المخاطرة بإرسال قوات إلى السودان بعد تجربتها في العراق وأفغانستان..

    الحكومة مسلحة، والحركة الشعبية مسلحة ومستعدة لنقل الحرب إلى الشمال كما صرح بذلك باقان أموم إذا أصرت الحكومة على اللعب بالوقت، والحركات المسلحة في دارفور أيضا تطالب بتنحية الحكومة.. الجهة الوحيدة الغير مسلحة، هي التجمع الديمقراطي، أو على الأقل هكذا يظهر.. فماذا يتوقع المرء إذا سقطت هذه الحكومة؟؟

    كما قلت مرارا، وأكرر هنا، أن أفضل سيناريو هو بتدخل الأمم المتحدة ووضع السودان بكامله تحت الانتداب، في وجود رأس السلطة الحالية طبعا، حتى يأخذ كل
    ذي حق حقه من السلطة والثروة.. ديمقراطية فيدرالية بإشراف دولي، وليس بإشراف أمريكي..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de