باول والسودان و"الحرب العالمية النفطية" .......... سعد محيو

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 04:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-04-2004, 04:24 AM

Omar
<aOmar
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
باول والسودان و"الحرب العالمية النفطية" .......... سعد محيو

    باول والسودان و"الحرب العالمية النفطية" .......... سعد محيو
    (I)

    المشهد كان مثيراً حقاً:

    كولن باول، وزير خارجية الدولة الاعظم الوحيدة في العالم، يدير ظهره للانقسامات والانشطارات الخطيرة بين ضفتي القارتين الامريكية والاوروبية فاحشتي الثراء، وييمم وجهه نحو أعمق أعماق القارة الافريقية السمراء فاحشة الفقر.

    ليس هذا فحسب، بل عمد باول أيضا الى تعريض نفسه الى أكبر مخاطر امنية، حين تجوّل في دارفور التي تعج طرقاتها بكمائن الميليشيات المتصارعة. ومن هناك أطلق تحذيرات قاسية الى الحكومة السودانية، بأنها ستكون على موعد مع عقوبات أقسى في مجلس الأمن، ما لم توقف المذبحة الانسانية في ذلك الاقليم.

    ماذا جرى؟ ومن أين أتى باول بكل هذه الشجاعة الشخصية والحماسة الاخلاقية، التي جعلته يقفز فوق طعنات أولاد العم الاوروبيين، وورطات الاقرباء العبرانيين، ليكرّس كل وقته لهذه المهمة الانسانية النبيلة في السودان؟



    (II)

    نسارع الى القول هنا اننا لسنا في وارد الدفاع عن مركزية سياسية استبدادية في الخرطوم، لم تسفر خلال السنوات الخمسين الماضية سوى عن حروب دائمة، عدا حفنة سنوات سلام بين 1972 و1983. فالفيدرالية الديمقراطية قدر سياسي لهذه الدولة العربية- الافريقية، متطابق مع قدرها الجغرافي الذي جعلها الاكبر والاكثر تنوعاً إثنياً ودينياً في القارة الافريقية، والذي حباها بنهرين كبيرين وتاريخيين (النيل الابيض والنيل الازرق) وخيرات زراعية وموارد طبيعية لا حدود لها.

    لكن، وبعض قول كل شيء عن سلبيات وسوءات الحكومة السودانية، نأتي الى موبقات الحكومة الامريكية.

    فلا أحد كان قادرا حتى الآن على إقناع أحد، ان يقظة الضمير الامريكية المفاجئة لحروب جنوب السودان، ثم انفجارات دارفور في غربه، (وربما حروب جبال النوبة وضفاف النيل الابيض)، كانت يقظة ضمير حقاً، لا يقظة نفطية واستراتيجية.

    ولهذا العجز عن الاقناع سبب معروف: كل آثار الأقدام الامريكية في السودان تقود الى حقول النفط لا الى حقول القمح. وبرغم أن اللوبي المسيحي البروتستانتي القوي في الولايات المتحدة الداعم لمسيحيي جنوب السودان (ووثنييه !)، لعب على مدار السنوات الماضية دورا في بلورة السياسات الامريكية الراهنة إزاء هذه الدولة العربية، إلا أن هذه السياسات لم “تنضج” إلا بعد أن وصل بوش الى سدة الرئاسة العام 2000 على أكتاف شركات النفط الكبرى الامريكية.

    وكان لافتاً، على أي حال، أن يدلي الرئيس الامريكي بخطاب في 3 أيار/ مايو 2001 امام اللجنة اليهودية الامريكية، يركّز فيه لا على العراق وإيران والشرق الاوسط الكبير، بل على السودان. فهو اتهم حكومة الخرطوم “بشن حرب ضد مواطنيها المسيحيين والتقليديين”، وأعلن عن نيته “لفت أنظار العالم كله الى الفظائع في السودان”.

    وبقية القصة معروفة: ضغوط أمريكية عنيفة منذ ذلك الحين على نظام عمر البشير لحمله على تغيير لون جلده، ولتكريس التدخل الامريكي في كل شاردة وواردة في الوضع الداخلي السوداني، من أدغال الجنوب الى سهوب دارفور.

    وحصيلة القصة معروفة أيضا: نجاح هذه الضغوط، استسلام البشير، وبدء تحّرك شركات النفط الغربية الرئيسية “إيسكون” و”شل” و”توتال” للعودة الى الساح السوداني لمنافسة (وربما للحلول محل) “سي.ان بي.سي” الصينية، و”أو.ان.جي.سي” الهندية، وبتروناس الماليزية.

    إنتاج النفط السوداني يبلغ الآن نحو 250 ألف برميل يوميا يصدر في معظمه، عدا 60 ألف برميل تخصص للاستهلاك المحلي. لكن رقم الانتاج مرشح للقفز الى 500 ألف برميل العام ،2005 وربما الى أكثر بكثير خلال السنوات العشر المقبلة، لأن المحللين يعتقدون أن مناطق سودانية عدة تسبح فوق بحيرات كاملة من البترول.

    بيد ان اهتمامات واشنطن لا تقتصر على النفط، رغم أولويته القصوى. فكما انها خططت لكي يكون العراق منصة انطلاق نحو السيطرة على الشرق الاوسط الكبير (ومنه الى قارة أوراسيا الاوسع)، كذلك هي تعتبر السيطرة على السودان منصة الانطلاق المفترضة الرئيسية للإطباق على القارة الافريقية برمتها.



    (III)

    هل كان هذا التطابق والتقاطع بين المصالح النفطية والاهداف الاستراتيجية والحماسة البروتستانتية الدينية، المحفز الرئيسي لحماسة باول الانسانية الشديدة في دارفور؟

    حتما. لا بل أكثر: يمكن القول من دون تردد ان المصالح الاستراتيجية والحمى البروتستانتية، تصبان في الواقع في برميل واحد. برميل مملوء بالنفط.

    ومن يشكك في هذه المقولة، ما عليه سوى استعراض ما تفعله الولايات المتحدة في كل بقعة، (مهما صغر حجمها)، تتضمن نفطا (مهما قلت نسبته) من جبال آسيا الوسطى الى صحارى العراق وشبه الجزيرة العربية، مرورا حتى بجليد ألاسكا رغم تمتعه بالحماية البيئية، إذ حينذاك ربما يقترب من القناعة بأن ما يجري الآن، لا يقل كونه حقا “حرباً عالمية نفطية” شاملة.

    والسودان الآن يتربع على رأس أولويات هذه الحرب، في “جبهتها الافريقية”.



    سعد محيو

                  

07-04-2004, 08:56 PM

Omar
<aOmar
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: باول والسودان و"الحرب العالمية النفطية" .......... سعد محيو (Re: Omar)

    شكراً.. باول في دارفور ................ محمد الحسن أحمد
    ظل السودان طوال الأسبوع الماضي في دائرة الأضواء العالمية نتيجة لزيارة كل من كولن باول وكوفي أنان له للوقوف على مسببات وآخر تطورات مأساة دارفور، ومعرفة إمكانية الحكومة ورغبتها في ضبط الأمن وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

    وفي المبتدأ تضاربت الأنباء حول الرسائل التي حملاها إلى الحكومة بين مفسر لها بأنها رسائل إدانة وتهديد وتمهيد لتدخل عسكري، بسبب التهم الخطيرة حول التطهير العرقي والإبادة الجماعية، ومرجح أنها رسائل تعبر عن أمل في إمكانية التوافق مع الحكومة في معالجة الأوضاع المأساوية بالتعاون من الجانبين حفاظاً على الأرواح في دارفور، وكذلك السلام الذي ما زال طرياً في الجنوب، والذي يُراد له أن يستمر ويتعزز حتى يشمل دارفور وكل أرجاء السودان.

    وفي نهاية الزيارة، حسم كولن باول كل المزاعم المروّجة للتطهير العرقي، والإبادة الجماعية بتصريحات أعلن فيها “ انها ليست صحيحة، وان الأزمة لا ينطبق عليها وصف إبادة، حتى وإن بدت خطيرة جداً، وأن ما جرى في دارفور لا يشبه ما حدث في رواندا”.

    وكان باول أكثر تحديداً ووضوحاً في مقابلة مع إذاعة “إن.بي.آر” الأمريكية، عندما قال: “استناداً لما شهدناه، هناك مؤشرات، ولكن بالتأكيد ليس كل المؤشرات حول التصنيف الشرعي للإبادة في هذه المنطقة، وهذا هو رأي الحقوقيين الذين يعملون معي”. وأضاف: “إنه ما كان ليتردد في استعمال كلمة إبادة لو توافرت شروط مثل هذا التصنيف”. ورفض تشبيه ما يجري في دارفور بالإبادة التي وقعت في رواندا ،1994 مؤكداً أن “الوضع ليس شبيهاً بوضع رواندا”. وقال إنه مهتم بشؤون الناس أكثر من اهتمامه بالتصنيفات القانونية واصفاً الوضع في دارفور بأنه كارثة.

    ولا يختلف اثنان مع ما قاله باول من أن الوضع هناك كارثة. ولا بد أن يُشكر باول على صراحته ووضوحه بأن ما جرى ويجري هناك ليس إبادة ولا تطهيراً عرقياً. ولكن تلك التخرصات والمزاعم روّجت لها دوائر معينة في الإعلام الأمريكي وفي الكونجرس أيضاً، فعسى بعد هذه الشهادة من وزير الخارجية أن تكف عن الاستمرار في ضخ هذه المزاعم.

    نحن لا نطالب بذلك دفاعاً عن حكومة السودان، بل دفاعاً عن شعب السودان الذي يؤذيه مثل هذا البهتان، ويلطخ سمعة نسيجه الوطني، فالحكومة بلا شك مقصرة ومسؤولة عن جلّ ما جرى في دارفور، ولكن أن تُنسب أخطاء الحكومة إلى الشعب، وأن تخرج عن سياقها في الوصف، فهذا ما يلزم التصدي له من كل سوداني وطني. وهذا ما نفعله، ولأننا ندرك مرامي تلك المزاعم، ونعرف أن المقصود بها ليس حكومة السودان وإنما العرب عموماً، والسودان والعلاقات العربية الإفريقية على وجه الخصوص، فإننا نتصدى لهذه الهجمة الشرسة ونحسب أن ما ورد على لسان باول هو صفعة لكل الأصوات التي ارتفعت في الولايات المتحدة مطالبة بإنزال عقوبات على السودان وإرسال قوات لمنع ما وُصف بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية.

    ولعل في شهادة كولن باول أوضح إجابة على كل الذين هالهم التضخيم الذي صاحب الحملة الشرسة على السودان حول مأساة دارفور، خاصة أولئك الذين انساقوا وراء تلك الأكاذيب متحسرين على ما حسبوه أصاب أهل السودان من دمار للنسيج الاجتماعي وأولئك الذين اعتبروا أن عرب السودان قد جلبوا لهم المزيد من الأزمات والنكبات بحسبانهم من الذين يمارسون التطهير العرقي ضد إخوتهم الأفارقة والذين من ملّة الإسلام أيضاً.

    وبالطبع ان أهل السودان وعرب السودان براء من هذه التهمة، وغالبيتهم يعلم تمام العلم أن وراء هذه المزاعم جهات يسرّها دوماً النيل من العرب ومن مكانتهم والعمل على تدمير نسيجهم الاجتماعي وتدمير العلاقات العربية الإفريقية، علماً بأن أكثر من ثلثي العالم العربي في القارة الإفريقية، وأن العلاقات العربية الإفريقية مرشحة بحكم الجغرافيا والتاريخ لأن تترسخ وتتقوى وتصبح قوة كبرى ضمن أطر التكوينات العالمية الكبرى.

    لقد وجدت هذه الجهات الخبيثة في هذا الصراع الذي يتجدد من حين إلى آخر بين شرائح من عرب رعاة ومواطنين من المستقرين في دارفور مدخلاً إلى الترويج له بأنه صراع عنصري، وان العرب يحاولون طرد إخوتهم الأفارقة من ديارهم وإحلال عرب آخرين مكانهم، وأن الحكومة تدعم هذا التوجه وتشجع هجرة عرب آخرين من تشاد إلى السودان وتعمل على إبادة المواطنين المتحدرين من أصول إفريقية، وهذه كلها افتراءات ما أنزل الله بها من سلطان لأن معظم القبائل العربية بعيدة عن هذا الاحتكاك، وكذلك غالب المتحدرين من أصول إفريقية غير منخرطين في هذا التراشق المرفوض والمدان من معظم أهل السودان. ولعل أبرز دليل على صدق ما نقول إنه ما من زعيم قبلي بارز ظهر وراء هذه المجموعة أو تلك، بل إنهم جميعاً لم ينزلقوا في هذه المسالك ولم يسمحوا لغالب أهل عشائرهم بالانخراط في أتون هذه الفتنة.

    وإذا أمعنا النظر في خلفيات الحركتين المتمردتين، فالأولى هي حركة “العدل والمساواة” زعيمها الدكتور خليل إبراهيم من أبناء دارفور المنتمين إلى الحركة الإسلامية التي يقودها الدكتور حسن الترابي، وتتمركز حركته حول جبل مرة، وقد كان يشغل مناصب وزارية عدة في حكومة الإنقاذ قبل الانقسام، ما يعني أن ظلالاً من الصراع السياسي بين الحركة الإسلامية وراء اشتعال نار هذه الفتنة ومحاولة توسيع رقعتها وإخراجها من سياقها الطبيعي. أما الحركة الثانية، “حركة تحرير السودان” فيتزعمها عبدالواحد محمد نور المحامي وهو يُعتبر من الناشطين في الحزب الشيوعي، ما يعني أن هذه الحركة أيضاً تنتمي إلى عقيدة أيديولوجية. ولهذا نلمس بين الحين والآخر صراعاً بين الحركتين وصراعاً داخل الحركتين وبيانات تقصي هذا أو ذاك وما إلى ذلك من تناقضات، ما يشي بأن القائمين على هاتين الحركتين يمارسون اللعب على أوتار تمس النسيج الاجتماعي وتحاول استغلال الكيانات القبلية في أبعاد أيديولوجية لا صلة لها بواقع الحال ولا بحقيقة المشكلات التي ينبغي أن تُطفأ لا أن تُستغل على هذا النحو الذي لا يجلب إلا الدمار لأهل دارفور وللسودان ولا يعود بأي نفع على أي من الحركتين.

    إن مثل هذه التنظيمات القصيرة النظر لن يُكتب لها النجاح، ولكنها كما نرى تستطيع أن تسهم بنصيب ضار جداً في تغذية كل القوى المتربصة بالسودان لبث دعايات مغرضة عن سمعة السودان ومكانة السودان، وهي في النهاية ستخسر وتندحر مهما نالت من سمعة ومكانة السودان. وهي بلا شك الآن تلقت صفعة كبيرة من كولن باول وزير خارجية أمريكا، حيث كانوا يأملون أن ينساق وراء دعاوى التطهير العرقي والإبادة الجماعية ويتبنى الدعوة للتدخل العسكري وكل ما سوف يترتب عليه من إلحاق ضرر بمكانة وسمعة السودان، فضلاً عن تمزيق اتفاق السلام الذي ما زال طرياً.



    محمد الحسن أحمد

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de