الجمـالية وأبعـادها الكـونية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 11:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-25-2004, 00:32 AM

aboalkonfod
<aaboalkonfod
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 534

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الجمـالية وأبعـادها الكـونية


    الجمـالية وأبعـادها الكـونية
    ـــــــــــــــــــــــ

    وهيب كيروز

    (1)
    المسألة الجمـالية:

    الجمالية، بين دُرَب العقل المتشعِّبة، مسألة مفتوحة. وكونها هكذا فهي أبداً سؤال يتوالد. وجواب العقل هو، بدوره، تفتيح أبعاد جديدة. إنها مسألة متحرِّكة في آن معاً. هنا جدليَّتها الدائمة، إنْ في مقوِّماتها التي تفلت من المعايير أو في أبعادها، كونية كانت أو فوق كونية.
    وإذا كل دُربة من درب العقل تجهد لتحدِّد كيانها فالجمالية هي الأصعب. إنها، بأبعادها تصدُم. إنها تأبى الإطارية كما أنها لا تُحدُّد في موضوع. وهي، على أية حال، لا تستسلم لأي منهجية. لذا:
    الجمالية لا نهائية. ولا نهائيتها تُهمك العقل. تضنيه، تقرِّبه منها فلا يكاد يعقل أفقاً منها حتى يشفَّ ذلك الأفق، في ملء وضوحه، عن آفاق متلاحقة ضبابية، سرابية. وكونها قائمة في الوعي فالعقل لا يكف عن المحاولة. إنها هوى العقل وغُصَّته معاً.
    والعقل في محاولته، إذا تناول الجمالية عِلماً، يعجز لأن المعيارية – خاصية العِلم الأولى – تقضي على الذاتية مصدر الحس الأوَّلي، وما يلازمه من انفعال ومن حياة جوَّانية خزينة. وإذا تَدَاوَلها حياة جوَّانية تمْس الذاتية موضوعَه فيميل ناحية علم النفس، كما أنه يلغي ما تبلور جمالاً ظاهراً ويُيُس الذات في إخضاعها له مفهوماً. والشعورية، بحد ذاتها، عاجزة عن تبرير ذاتها. وهكذا: أمام مسألة الجمالية يتساءل العقل: أهي فلسفة؟

    (2)
    تقرب من المسألة الجمـالية بالمقابلة:

    العقل، في أرقى معاناته المعرفية، عرّف بالفلسفة أنها تبرير شيئية الشئ أكانت فلسفة محضة أم فلسفة شخصية. فالفلسفة هي عقلُ العقلِ موضوعه، أي تعليل وجوده بما هو موجود.
    فالفلسفة إذاً بحث عن الحقيقة. إنها اكتناه تعليلي. وهكذا بدأت "فيلوصوفيا" عشقَ الحكمة. وواصلت وستبقى، بمعارفها الموسوعية التصاعدية، مشدودة لعقل الموجود حتى تحدده بمقوِّماتها، نافذة من وجوده إلى كيان هذا الوجود. فمبدأ وجوده حتى وُجد. هكذا الفلسفة.
    والجمالية؟ هل موقفها من الجمال – موضوعها – موقف الفلسفة من الموجود لمعرفة الحقيقة.
    قيل فيها: هي حصر الجمال في شروطه للحكم على قيم الآثار الفنية.
    وفي تصنيف الدُرب الفكرية، هي، أكاديمياً، باب من الفلسفة ذو وجهين: الأول، نظري موضوعه الصفات المشتركة بين الأشياء الجميلة التي تولِّد الشعور بالجمال. (المعجم الفلسفي، صليبا، مادة "جمال")؛ الثاني، عملي مادته النقد الفني.
    وفي الوجهين دور العقل تفسير طبيعة الجمال فلسفياً، لأن "قيمة الأثر الفني لا تُقاس بما يولِّده في النفس من الإحساس فحسب بل تُقاس بنسبته إلى الصور الغائية التي يتمثَّلها العقل." (المرجع السابق)
    وفي التصعيد الفلسفي للجمالية حاول العقل إبراز قدرته على عقلنة الجمال فولد مصطلح "الجماليانية" التي، بمغالاتها، قد تعني فلسفة مفهوم الجمال، وهكذا:
    المصطلح الغربي اليوناني الأصل aesthesis الذي يعني التأثر بانطباعات حسية جميلة تبعث اللذة والرضى، انتهى للإدلال على توق العقل ليعقل الجمال. هذا المصطلح يقابله في العربية فعل "جَمُلَ" المستند إلى أثر مستحب يولِّده الحسن أو الملاحة وقد انتهى "جماليانية". إذاً: الجمال، مادة، وعقلنة هذه المادة، هما حقل الجمالية. فهل هي فلسفة؟ لا أراني أصعِّد البحث إلى معقولات المعقولات، وأترك الجماليانية لمقام آخر. لذا: الجمالية هي الطرح. ومعاً نبقى في حقل طرفاه الجمال وطبيعة العقل الذي قد يسعه وعي الجمال. من هنا:
    الجمال منطلق الجمالية. والجمالية انعكاس العقل عليه. والمنطلق أسبق. الانعكاس أحدث. والمنطلق بَلْور الملكة القادرة على الانعكاس. المسلَّمة هي أساس عديد من مسلَّمات تعنينا منها واحدة: نموّ ملكة الجمال.

    (3)
    العقـل: فلسفي وجمـالي:

    هذه المَلَكة، هل تبلورت مجانبةً للعقل، أم لازمته في وحدة الحياة الصاعدة التي، بقدر تساميها في الوعي، تصبح أقدر على وعي تنوِّعها وتفريع حقول وعيها؟
    إن التسليم بالتلازم يحملنا حتماً على القول بوحدة العقل وقدرته على تنويع محمولات معقولاته. في هذا التنويع يسعنا الإدلال على عقل فلسفي وعقل جمالي وعديد من العقول هي ميِّزات أفراد البشرية. ولكن:
    هذه الوحدة المتنوِّعة هي التي تبرِّر السؤال عما إذا كانت الجمالية فلسفة. ذلك أن هذه الوحدة مشتركة وعامة، والتنوُّع هو الخصوصية. من هنا منطقية استنتاج فلسفة الجمال، أي الجمالية، وجمال الفلسفة، أي الفلسفة التي حققت شروط جمالها. فما العلاقة بينهما؟
    كل من الفلسفة والجمالية فعل انعكاس على موضوع. وقد يجعل عقل الواحدة منهما عقل الأخرى موضوعاً له. وهكذا تغدو الفلسفة موضوع الجمالية، كما تغدو الجمالية موضوع الفلسفة. فإذا كانت العلاقة ممكنة على صعيد العقل يمكن تعميمها على صعيد موضوعات العقل، أي الموجودات التي تصبح مسائل كلٍّ من الفلسفة والجمالية، وذلك لأنهما وَعْيان قادران على فهم الموجودات ولكنهما يتنوَّعان بهوية العقول. لذا:
    إذا كان المعقول مطلوباً لحقيقته الوجودية بما يكتَّنهُه هو فلسفة حقَّانية. وإذا كان المعقول مطلوباً لجماله، فما يبلوره العقل هو فلسفة الجمال. وتلك العلاقة على صعيد العقل (أي الوحدة العاقلة والمتنوِّعة) هل تمتد إلى المعقول مطلبها؟ باستفهام آخر: هل المعقول هو بدوره موجوداً حق دون جمال، أو جمال صرف دون حق؟
    هذا الاستفهام الذي لا يتناول إلا أقنومي الحق والجمال من الموجود المعقول، مِحْوره العلاقة التكوينية بين الموجود حقاً وجميلاً والموجود جميلاً وحقاً. وبقدر ما يتسع العقل لإدراك وجود هذه العلاقة يدرك وجهي الكينونة؛ فلا موجود دون جمال ولا جمال دون وجود. هذه العلاقة عرفها الفكر الفلسفي في تاريخه، لكنه عرفها في وحدة العقل أكثر مما عرفها في كينونة الموجود حقاً وجمالاً. وحتى معرفته إياها في وحدة العقل جاءت أقرب إلى الحقَّانية منها إلى الجمالية. من هنا اتَّسمت المعرفة الحقَّانية بالعقلانية، بينما المعرفة الجمالية اتَّشحت بالحدسية. فالأولى أكثف موضوعية ومنطقاً، والثانية أعمق ذاتية وقداسيّة.
    لماذا هكذا؟ وما كانت النتيجة؟
    الجواب على الـ "لماذا" يوجب معرفة طبيعة العقل ومبدئه. أما النتيجة فتقتضي بمعرفة طبيعة تاريخية التراث الفلسفي الجمالي.


    ،،، نواصل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de