الأستاذ / سيف الدولة أحمد خليل يكتب : - دارفور يا وجعاً في الخاصرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 02:06 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-21-2004, 05:22 AM

democracy
<ademocracy
تاريخ التسجيل: 06-18-2002
مجموع المشاركات: 1707

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأستاذ / سيف الدولة أحمد خليل يكتب : - دارفور يا وجعاً في الخاصرة

    دارفور يا وجعاً في الخاصرة

    العداء النابي ، التضاد المسلح ، وثارات موغلة في القدم ، أضحت اليوم موجهاً للسياسة والسياسيين في سودان المليون ميل مربع . أقوام تقصي أقواماً وتعمل فيهم سيف الخصومة والأحقاد الموروثة ، قتلاً وتشريداً . وما يأسى له المرء أن هذا التضاد الذي يزامن الألفية الثالثة ، تلونه الجهوية وتنبعث منه رائحة العنصرية الكريهة . هكذا أصاب الوجع دارفور ونهكها من جراء ما يدور فيها من اقتتال أزهقت فيه أرواح غالية وأريقت دماء زكية وشرد فيه كرام أعزاء ، فلا زرع يخضر ولا ضرع يدر .
    ولنلقي الضوء على ما يجري في سودان اليوم ، لا محيص لنا من استقراء التاريخ والتلبث عند معالم فيه ، كانت رحماً موبوءاً إنسربت منه الأحداث التي نعاني منها اليوم ، ولا مناص من استقصاء الجذر لما نعايش اليوم سواء أكان قريباً أو بعيداً . ولعلنا هنا في هذه الدراسة نعني أول ما نعني بخاصرة الوطن المجروحة ، بوابة السودان الغربية " دار فور " التي مزقها الاقتتال وشرد بنيها ، وجعل من بناتها ثكالى بلا مأوى ، عرضة لانتهاك الحرمات عنوة واغتصابا .فأصيب الإقليم بالضنى والهزال وأضحى منهكة لكل مرض.
    فدار فور هي آخر الكيانات انضماما إلى السودان الحالي ، ويذكر المؤرخون إن أول عهد لانضمام دار فور إلى السودان كان في العام ( 1916 – 1917 ) ، إذ ظلت دار فور هي المنطقة الوحيدة الأقل استعمارا في السودان بل في أفريقيا قاطبةً ، فهي لم تعرف الاستعمار الأجنبي قبل العام 1916 وهي من ممالك غرب أفريقيا العريقة التي تبنت الإسلام وسيلة لدعم حكمها ، وأول من اشتهر من سلاطينها السلطان سليمان بعد أن أصبح الفور قوة غالبة في المنطقة في عهده وقد عرف بسليمان صولونج (صولونقو) أو سليمان الأحمر ، ويجدر بنا الإشارة إلى أن سلاطين الفور قد رعوا الإسلام ونشروا اللغة العربية وأقاموا الخلاوي والمدارس لتحفيظ القرآن ، في ذات الوقت الذي ظلوا يحافظون فيه على لغتهم المميزة ، فأرسلوا البعوث إلى الأزهر الشريف عبر طريق الأربعين ، وبذلوا النفيس لاغتناء أمهات الكتب في اللغة العربية والعلوم الدينية وقد ذاعت قصة سلطان دار فور الذي بعث بذهب وفير إلى المرتضى الزبيدي صاحب " تاج العروس من جواهر القاموس " ثمناً لنسخة من هذا المؤلف الذي تقارب أجزاؤه العشرون جزءاً ، ولعل هذه القصة توضح بجلاء اهتمام الفور باللغة العربية وتراث العرب ، بل سعيهم وراء ذلك ومحافظتهم عليه وقد إشتان شأنهم من ساكنهم من مجموعات أخر . وزعم المؤرخون أن المذهب الفقهي السائد بسلطنة دار فور هو المذهب المالكي فبمقتضاه كان يجري التقاضي بالأحكام الشرعية المستنبطة منه ، وقد كان التقاضي يجري بلغة الفور بيد أن تدوين الأحكام كان باللغة العربية ، ورغم أن سلاطين الفور قد سعوا إلى تطبيق الشريعة في محاكمهم وفي معالجة خصوماتهم ، إلا أنهم كشأن الكثير من الشعوب التي جاءها الإسلام بآخرة قد تبنوا العرف ،مثال ذلك حرمان النساء من الوراثة استنادا على قانون عرفي موروث منذ القرن الخامس عشر وهو قانون دالي، الذي ينسب إلى سلطانهم دالي .ولقد كانت دار فور عصية على كل أجنبي طامع ، تقف بكل ثقة ومنعة في وجه من تسول له نفسه الاعتداء عليها ، فلنقرأ خطاب السلطان محمد الفضل إلى الباشا محمد على :- " من حضرة من أمن به الله البلد وجعل ملكه مسموعاً من كل أحد ، وصيره في قلوب الأعداء ناراً تستعر وجمراً يتوقد وجعل الله على يده ضرب من طغى وتمرد ، ومن ضل وتعند ، هو شاب صغير السن ولو صار كهلاً لخضعت له الإنس والجن . هو مولانا الفضل بن عبد الرحمن الرشيد " وقوله :- " إنكم طالبون دولتنا وطاعتنا وانقيادنا لكم . هل بلغكم أننا كفار وجب لكم قتالنا وأبيح ضرب الجزية علينا ؟ أو غركم قتالكم مع ملوك سنار والشايقية ؟ فنحن السلاطين وهم الرعية . أورد لك دليل من الله تجد فيه ملكك؟ أم ورد لك حديث من رسول الله تجد فيه تمليكك ؟ أم خطر لك خاطر في عقلك بأن لك رباً قوياً ولنا رب ضعيف ؟ الحمد لله نحن مسلمون وما نحن كافرون ولا مبتدعون ، ندين بكتاب وسنة رسول الله (ص) ونؤدي الفرائض ، ونترك المحرمات ، ونأمر بالمعروف ، وننهي عن المنكر . أما علمت بأن دار فور محروسة محمية بسيوف قطع هندية ، وخيول جرد أدهمية ، وعليها كهول وشبان يسرعون إلى الهيجاء بكرة وعشية ."
    هكذا كان صمود الفور وحفاظهم على سلطنتهم التي دالت لا على أيدي الغزاة الأتراك وإنما على يد الزبير باشا رحمة في معركة منواشي ، حيث قتل آخر سلاطين الفور السلطان إبراهيم قرض لينجح الأتراك في مقبلات الأيام في خداع الزبير باشا رحمة الذي ضم سلطنة الفور إلى سلطانهم ، وما حفظ التاريخ للزبير في هذه المنطقة إلا استرقاقه لرجال آمنوا بالله ورسوله ونساء صرخن بشهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله دون أن تعصمهن ، من الأسر والسبي . ومن لم يقع في أسر الزبير وسبيه فقد آوى إلى الجبال معتصماً بها ، إلى أن جاء السلطان على دينار حفيد السلطان محمد الفضل ، ليعيد أمجاد أجداده السلاطين ،ليقيم الدين و يعمل على المحافظة على التراث العربي ،منشئأ لذلك ديواناً عظيماً ولى عليه الفقيه أبكر السنوسي .
    هكذا كانت العروبة والثقافة العربية محل تقدير وتقديس عند سلاطين الفور وشعوبها ، فما كنوا يوماً عداء للعرب والعروبة ، وما كانوا يوماً دعاة عنصرية لعرقهم أو ثقافتهم ، تحدثوا العربية وكتبوا بها وعظموا العرب وتراثهم وحملوا راية الإسلام ، برفق حتى تماهت فيه موروثاتهم الثقافية ، يحفظون القرآن ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ، ولا يتأخرون في الترخيص لمن أغوتهم شياطينهم وأرهقتهم من الدين العزائم بتلمس الذرائع في نقيبتهم ، لم يكفروهم ولم يؤذوهم ، فأحسنوا صلاتهم وعبوا من "الخبوت" و "الجاجمبا" ( شربوا حار وكتبوا حار ) . إنداح فيهم التصوف فتمتموا بالهيللة وما قصروا في "الوظيفة" و ( صلاة الفاتح ) ولم يؤخرهم أمر عن الترنم "بجوهرة الكمال" يصلون على عين الرحمة الربانية والياقوتة المتحققة الحائطة بمركز الفهوم والمعاني صلاة تعرفهم بها إياه ،يؤدونها وحداناً وجماعات متوسلين بسيدي أحمد التجاني.(راجل فاس الما وراها ناس) تمسكوا بشعائر دينهم وما فاتهم من الدنيا شئ ففرحوا ورقصوا "المندعوز" و "إبرة ودرت" وغيرهما مما دوزنته إيقاعات الزنج الحارة.
    تشرب أهل دار فور بسماحة الإسلام وحبهم للعرب والتراث العربي ، جعلهم يستقبلون من جاءوهم بآخره من مستعربة كردفان ، شمال السودان و تشاد ، فاستضافوهم في ديارهم وتشاركوا معهم الكلأ والماء ، كان الفور وحولهم ، المساليت الذين كانت لهم سلطنة زادوا عن حماها ثلاث مرات في وجه المستعمر الفرنسي وكان البرتي وغيرهم من الأقوام الأفريقية ،فجاءهم بآخره الجلول ، المهرة ، العريقات ، الرزيقات ، التعايشة ، الزيادية ، المعالية ، بنو هلبة وغيرهم من جيوب مستعربة .
    هكذا كانت ملامح سلطنة الفور ، سلطنة ذات شخصية اعتبارية مستقلة نالت الاعتراف الدولي آنذاك ، فقد عرف التاريخ مراسلات السلطان عبد الرحمن الرشيد ونابليون ، مراسلات السلطان محمد الفضل وغردون باشا ومراسلات السلطان علي دينار للخليفة العثماني والملك السنوسي . فهي باستقلاليتها وشخصيتها الاعتبارية وتبنيها للإسلام أسلوبا للحكم وعنايتها بالتراث العربي ، خلقت لها صيتاً في العالم الإسلامي والمحيط العربي فعرفها الناس بمحمل الكعبة السنوي ، وبصرة الحرمين ، وآبار على بالحجاز . وعرفها الناس في قاهرة المعز برواق دار فور في الأزهر الشريف ، كما كان لسلطنة دار فور سطوة جعلت منها دولة منيعة وعصية على من يطمع فيها ، بل أن سطوتها جعلتها تتمدد إلى من جاورها ، فكم من مرة أمتد نفوذها إلى سلطنة كردفان التي تقع على الشرق منها، ومعلوم أن مناوشاتها قد طالت ملوك العبدلاب وغيرهم من ممالك سادت المنطقة إلى شرقها . وسطوة هذه السلطنة شهد بها غردون باشا حينما أقترح على إسماعيل باشا خديوي مصر بعدم فتح دار فور حينما عزم الأخير على ذلك ، وكذلك السير رودلف فون سلاطين الذي أشار على كتشنر باشا حينما عزم على فتح دار فور، وكان ذا معرفة بما يشير به ، أشار سلاطين بأن أهل دار فور أهل منعة وبأس وعداوتهم جالبة للمحن ومن الأجدى أن تترك حواكيرهم تحت رايات سلاطينهم مقابل جزية معلومة يدفعونها للتاج وجلالة الملكة ، فهذا ما كانت عليه السياسة البريطانية تجاه دار فور ، لذا لم يسع الإنجليز إلى ضم دار فور إلا بعد علمهم بأن السلطان علي دينار يراسل الخليفة العثماني في الأستانة والذي كان حليفاً للألمان ضمن دول المحور ضد إنجلترا وحلفائها ، ورأوا فيه خطراً يتهدد هم فقرروا ضم دار فور ،فدخلوا الفاشر 15/5/1916 وهزم السلطان علي دينار في معركة برنجية وبذلك ضمت دار فور رسمياً إلى السودان 1/1/1917 . قبلها لم تخضع سلطنة دار فور إلا تسع سنوات للحكم التركي المصري ، بعد معركة منواشي، وحوالي خمسة عشر عاماً للدولة المهدية ، فقد ظلت دار فور مدى ثلاثة قرون تتعاور حكمها سلطنات الداجو ( القرن الثاني عشر – القرن الثالث عشر ) والتنجر ( القرن الثالث عشر – القرن الخامس عشر ) ثم الفور الكيرا ( منتصف القرن الخامس عشر – 1874 ) وتحديداً 25/10/1874 حيث أنتصر الزبير باشا على السلطان إبراهيم قرض في منواشي وبذلك انضمت إلى الحكم التركي المصري، ومن بعد ،المهدية، إلى أن عادت السلطنة بقيادة السلطان علي دينار (1898 – 1916 ) .
    أوردنا هذه الفذلكة التاريخية لنبين خصوصية هذا الإقليم ، احترامه للتراث العربي ومحافظته على خصائصه الثقافية ، قدرة شعوبه على التعايش السلمي . هذه حقائق أدركها الأتراك ومن بعدهم الإنجليز وعجزت الحكومات التي تعاقبت على الحكم في السودان عن إدراكها ، فكانت الأزمات التي تراكمت وتطورت إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن .
    أما ملامح الإقليم الاقتصادية فهو الأهم في إنتاج الثروة الحيوانية ، إذ أن معظم صادرات السودان من الثروة الحيوانية تأتي من هذا الإقليم ، فضلاً عن مساهمته الكبيرة في صادرات السودان من المحاصيل الزراعية كالصمغ العربي ، والكركدي ، الذرة ، السمسم والفول السوداني . ولا تقف ثروة هذا الإقليم على الثروة الحيوانية والمحاصيل الزراعية ، فهو غني بالبترول والنحاس والعطرون ، وهو صاحب دور في التجارة البينية بين السودان وجيرانه ( ليبيا ، تشاد ، أفريقيا الوسطى ) عبر الجنينة ومليط . وهو بالتالي إقليم واعد اقتصاديا ، استثماريا بل وسياحياً ،فكثير من مساحاته تقع في إقليم السافنا الغنية ، ومنطقة جبل مرة تظل رصيداً كامناً للإنتاج الزراعي والحيواني والسياحة .
    أما موارده البشرية ، فقد شكلت المورد الأهم من بين السودانيين ، إذ أن شعوب دار فور شكلت جل الأيدي العاملة في مشروع الجزيرة والمناقل ومشاريع النيل الأبيض ، كما أنهم مثلوا الثقل الأكبر في جيوش السودان عبر التاريخ ، جيوش المهدية ، قوة دفاع السودان والجيش السوداني لاحقاً .
    إذاً ما الذي جعل من دار فور بؤرة ملتهبة ؟ ما الذي دفع أهلها للإحتراب فيما بينهم ؟ وما الذي دفع أهلها للثورة على المركز ؟ ولعلنا هنا نحاول الإجابة على السؤال الأهم ما الذي دفع أهلها للإحتراب فيما بينهم ؟ وما الذي أطلق عقال الهوس العنصري فيهم ؟ .
    من قراءتنا لهذا الإقليم رأينا بوضوح أن الفور والمجموعات التي تساكنت معهم قبائل أفريقية تمتد أصولها إلى أفارقة غرب أفريقيا ، اعتزوا بثقافاتهم ولغيهم ، ودانوا بالإسلام وحفظوا القرآن وتمذهبوا على مدارسه الفقهية " المذهب المالكي" وتصوفوا على الطريقة التجانية ومن بعدها آمنوا بالمهدية كما أوضحنا أنهم كانوا يقدسون كل ما هو عربي ويحرصون على تعلم اللغة العربية والمحافظة على تراثها ، واحتفوا بمخطوطاتها وعلمائها ، وامتدت صلاتهم بشعوبها ، واستضافوا قبائل ومجموعات مستعربة في ديارهم ، وتداخلوا معهم وتصاهروا . هكذا كان الحال يجري في دار فور تعايش بين الثقافات الأفريقية الأصيلة في المنطقة وما وفد عليها من ثقافات عربية إلى أن جاء العام 1874 ، حيث غزا الزبير باشا سلطنة الفور ، فبدأت حملات الرقيق والاتجار بالبشر ونشأت مؤسسة الرق التي تدعمت بوجود العناصر العربية آنفاً في الإقليم ومن وفد لاحقاً من شمال السودان . كانت هذه اللحظة الفارقة والإسفين الذي دق بإحكام في مسيرة التعايش الاجتماعي والثقافي ، الذي كان سائداً بين المجموعات المتساكنة في هذا الإقليم فلم يشفع للمسترقين إسلامهم ولم يكن حبهم للعرب وتراثهم عاصماً لهم ولم تحميهم استضافتهم للمجموعات العربية في إقليمهم .
    هكذا هجمت الثقافة العربو إسلامية بكل جهالاتها لتبذر الفرقة والبغضاء في نفوس بشر تجاوروا وتساكنوا في وئام وسلام ، ليحل الخراب فتساق الحرائر سبايا والرجال عبيداً يتجر بهم في أسواق السودان الداخلية وأسواق الرقيق في الخارج . ومنذ ذلك الحين تأسست النظرة الدونية لأهل دار فور ، فما كانوا لأهل السودان الشمالي إلا رقيقاً ، وما كانوا للمستعمر ومن بعده الحكومات الوطنية إلا عمالاً للحرث والزرع و " لقيط " القطن ، وما قصرت الطائفية التي استغلتهم أبشع استغلال رغم إيمانهم بها وقتالهم في صفوفها ، فكانوا عبيد أرض في إقطاعيات النيل الأبيض وملازمين في منازل السادة ودوائر الطائفة ، أو في أفضل الأحوال استخدامهم كوقود للمعارك من أجل السلطة كما تخبرنا بذلك أحداث مارس ، الجزيرة أبا 1971 ، حسن حسين 1973 ويوليو 1976 وجاءت الإنقاذ لتعمق من هذه النظرة وتجعل من أهل دار فور قاطبة وقوداً لحرب القصر والمنشية، إذ تبنت الحكومة مستعربة دار فور وتبنى المؤتمر الشعبي المجموعات الأفريقية ، معرضين بذلك أهل دار فور كلهم لأرحية الخلاف والنزاع حول السلطة.
    هذه النظرة الإستزرائية لم تقف عند استغلال أهل دار فور كرقيق أو كوقود يؤجج صراعات السلطة أو في المواقع الهامشية ، وإنما امتدت هذه النظرة لتحكم الرؤية السياسية والإقيصادية والتنموية لكل حكومات السودان تجاه دار فور .
    ففي الجانب السياسي تعرضت دار فور إلى أسوأ أنواع التهميش ، إذ لم يشركوا بعدل في السلطة المركزية بل أغمط حقهم على مستوى الحكم المحلي والإقليمي .ولنا أن نستعرض ما المحنا إليه مقيمين الدليل والحجة ، ولربما صعق القارئ إن أكدنا له إن أول وزير مركزي من أبناء دار فور منذ العام 1954 – العام 1967 هو محمد إبراهيم دريج الذي تسنم مسئولية حقيبة وزارة العمل ، أي بعد ثلاثة عشر عاماً من الحكم الوطني ، مع العلم بأن اقتراح الاستقلال جاء بواسطة النائب عبد الرحمن محمد إبراهيم دبكة ، نائب نيالا غرب ، جنوب دار فور ، بقارة . ولا نظن أن أي إقليم من أقاليم السودان قد حرم من نصيبه في السلطة المركزية مثلما حدث لإقليم دار فور بما في ذلك جنوب السودان ولا نجد عذراً واحداً لساسة الشمال في هذا التجاهل والظلم . إن جاز الاعتذار عن ظلمهم الجنوبيين ، لعدم تعليمهم ، فما هو العذر المناسب لظلم أهل دار فور . ولا يقف الظلم السياسي على مستوى المركز وإنما يتعداه إلى مستوى الحكم المحلي والإقليمي ، وحتى لا يندهش القارئ ، نعلن له حقيقة لا ينكرها التاريخ وهي ، أنه لم يتولى إدارة دار فور على مستوى المحافظين ومديري المديريات واحداً من أبناء الإقليم منذ العام 1954 إلا محمد إبراهيم دريج في العام 1980 بعد انتفاضة دار فور ضد نميري حينما عين عليهم الطيب المرضي حاكماً . أي أنه وبعبارة أخرى، أنه من بعد السلطان علي دينار في العام 1916 لم يحكم دار فور من بنيها إلا محمد إبراهيم دريج 1980. وحتى نزيد من دهشة قارئنا ، نضيف أن ساسة الشمال قد استكثروا على أهل دار فور المشاركة في الحكم حتى على المستوى النيابي ، فبما أن إقليم دار فور كان منطقة لنفوذ حزب الأمة السياسي ومعقلاً من معاقله الجماهيرية ، فقد تعامل حزب الأمة مع دوائر الإقليم كدوائر إشارة ، فللقارئ أن يتساءل أم كدادة ما ذنبها ؟ حتى يترشح فيها عبد الله خليل وله أن يسأل متى رأى زيادة أرباب الجنينة حتى يكون نائباً عنها ؟ ، ويندهش لفوز أحمد المهدي عن دائرة الضعين ويعجب لفوز آخر في دائرة قارسلا . هكذا كانت مظلمة دار فور طوال عهود الحكم الوطني ، تهميشاً بائناً على مستوى المشاركة أو ما أصطلح عليه بقسمة السلطة .
    أما التهميش في التنمية فحديث يطول ، فدار فور التي تقارب مساحتها فرنسا عند مشارف التسعينيات مجموع المدارس الثانوية فيها يقل عن المدارس الثانوية في مدينة واد مدني !
    ولا زالت دار فور ليس على مستوى قراها بل في مدنها ،وإن شئت ففي عواصمها ،تعاني مشكلة العطش ، فقد عجزت أو قل تجاهلت كل الحكومات هذه المشكلة ، ولم تسع لحفر الآبار وإنشاء مشاريع المياه النقية . ولنا أن نعجب أن علمنا أن دار فور قبل أن تشملها خدمات سوداتل في منتصف التسعينيات كان يربطها بالخرطوم خط تلفوني واحد بمدينة الفاشر، أما الإذاعة فحتى يومنا هذا لا تصل إذاعة أم درمان إلى معظم أجزاء دار فور . وعجباً عجاباً إن تحدثنا عن مشاريع التنمية والطرق والخدمات الصحية . والحق يقال ، إن أجرينا أية مقارنات إحصائية في قسمة السلطة والثروة لوجدنا أن دار فور هي الأقل حظاً بين أقاليم السودان ، حتى وإن أجرينا المقارنة بالمناطق التي صنفت بأنها مهمشة كالجنوب وجبال النوبة، لوجدنا مشاركات أبناء هذه المناطق في الحكومة المركزية أو الحكم المحلي أفضل مما هو عليه الحال في دار فور ، ولو نظرنا إلى حظها من الثروة والمشروعات الخدمية والتنموية لظننا أن لها نصيب الأسد مقارنة بإقليم دار فور .
    ويزيد على تهميش دار فور وظلمها على مستوى المشاركة في السلطة والثروة منحى إستهدافياً وسياسة قصدية يشتم منها رائحة الفساد والتحيز ، ولعلنا لا نصدق بأن حكومات المركز قد سعت سعياً حثيثاً لتجريد دار فور من كل مشروع منتج أو يمكن أن يسهم في تنميتها اقتصاديا . فحينما أكتشف البترول في منطقة أبي جابرة التي تقع في جنوب دار فور ، جنوبي منطقة الضعين ، نسبت حكومة نميري المنطقة إلى إقليم كردفان ، وعندما أنشئت مصفاة البترول ، أنشئت في المجلد في إقليم كردفان ولم تنشأ في أي منطقة من إقليم دار فور ، بل لم يحظ الإقليم بإقامة أي من منشآت البترول في أراضيه ولم يتثنى له الاستفادة من عوائده ، بل تعرضت منطقة أبى جابرة إلى إهمال يكاد يكون متعمداً ، ولم تسع أي من الحكومات الوطنية لتطويرها وتنميتها كمنطقة بترولية ، والأدهى، أن سكان المنطقة من قبيلة المعالية لم يشملهم التعويض عن أراضيهم ولم يوطنوا في أي منطقة بديلة ، بل تركوا هكذا !!
    ونأسف مرة أخرى ، لإدخال القارئ في دوامة من الاندهاش والتساؤل ، لو قلنا أن حكومة الإنقاذ الحالية ، ورغم أنها تدعي الإسلامية ، ورغم أن معظم كادرها من دار فور هي أكثر الحكومات إستهدافاً لدار فور،فلا يخفى على أحد سرقة أموال طريق الإنقاذ الغربي ، والسكوت المخزي عن محاسبة الجناة ، ولا يمكن تجاهل تحويل الحكومة للخطة الليبية الخاصة برصف طريق الفاشر الكفرة إلى رصف طريق الخرطوم العيلفون ، ولا يخطئ الراصد مساعي الحكومة لتحويل المحطة الجمركية في مليط إلى مدينة دنقلا ومحاولة تحويل طريق لييبيا مليط إلى طريق ليبيا دنقلا . ولك أيها القارئ أن تنكر علينا قولنا محاولة حكومة الإنقاذ ضم منطقة العطرون التابعة لشمال دار فور إلى الولاية الشمالية ، وتجاوزها بل إهمالها لإقليم دار فور في الإتفاقية الحصرية لتصدير الماشية السودانية ، رغم أنها تشكل المصدر الأساسي لإنتاج الماشية في السودان .
    ولولا أن الحقائق تجبرنا على إيرادها لما خضنا في الحديث عن إستهداف حكومة الإنقاذ للمشروعات التنموية القائمة أصلاً في الإقليم ، فقد قامت حكومة الإنقاذ بتصفية مشروع غزالة جاوزت للإنتاج الحيواني ومشروع غرب السافنا لتنمية الموارد الطبيعية وأمتد إستهدافها بالإهمال المتعمد لمشروعات ساق النعام وأم بياضة الزراعي بل أنها قامت بخطوة غير مسبوقة وحلت مشروع حبل مرة الزراعي وباعت آلياته .
    أما عن أمن دار فور فالحكومات الوطنية لم تجعل منه هماً ، بل تعاملت بعدم مبالاة ولا مسئولية ينقطع نظيرهما ، فقد أسهمت الحكومات المتعاقبة في انتشار السلاح بين مواطني دار فور ، كما أن بعض الأحزاب السياسية لم تقصر عن الإدلاء بدلوها في هذا الأمر ، فضلاً عن مساهمات دول الجوار ،ليبيا وتشاد .
    منذ الأعوام التي تكونت فيها الجبهة الوطنية ، بقيادة الصادق المهدي والشريف الهندي ومعية الأخوان المسلمين ، تدفق السلاح على سكان دار فور حيث كانوا يمثلون قوام جيش الجبهة الوطنية وبعض الأسلحة دفنت في الصحراء وبعضها خبئ بمناطق مختلفة في دار فور ، بعد أن فشلت الأحزاب في حركتها ضد نظام مايو في 1976 ، جاءت وصالحت النظام دون السعي لجمع السلاح من الأيادي التي طالته فلم يكن لهؤلاء القادة هماً غير السلطة ، ولم يتحلوا بروح المسئولية الوطنية ، أوبعد النظر الذي يجعلهم يستقرئون الخطر الكامن في انتشار الأسلحة بين المواطنين. وعند سقوط نظام مايو ، تولى الحكم المجلس العسكري الانتقالي ، و كانت الحركة الشعبية حينها متقدمة في الميدان ، فما كان من المجلس العسكري إلا أن قام بتسليح القبائل العربية الممتدة على شريط التماس بين جنوب كردفان وبحر الغزال للدفاع عن نفسها ومساعدة الجيش في حربه ضد الحركة الشعبية ، كما أن استمرار الحرب بين الحركة الشعبية والجيش السوداني ساعد على تسرب الأسلحة إلى أيادي المواطنين .
    بعد الفترة الانتقالية ،جاءت الديمقراطية الثالثة بالصادق المهدي رئيساً للوزارة ، فأسهم كسابقيه في انتشار الفوضى والسلاح بين المواطنين في دار فور ، بل أن الصادق وحزب الأمة قد أباحا الإقليم للأجانب وجعلا منه مسرحاً لحروب أجنبية .
    ولا مندوحة لنا عن ذكر دور الحرب التشادية الليبية التي دارت رحاها في معظم عقد الثمانينات ، فبحكم جوار ليبيا من الشمال الغربي وتشاد من الغرب لإقليم دار فور وتداخل القبائل بينها وبين الدولتين ، فقد أمتد أثر الحرب على إقليم دار فور تناحراً بين القبائل وانتشارا للسلاح ، وزاد من تأثير هذه الحرب حالة العداء التي تسود العلاقات بين ليبيا وسودان نميري . ففي العام 1982 تمكن حسين هبري ( بدعم المجموعات الأفريقية في تشاد ) وبمساندة سودانية ، مصرية وأمريكية ، من طرد جوكوني عويدي رئيس تشاد ( بدعم المجموعات العربية في تشاد ) الذي كانت تدعمه ليبيا من منطلق أيديولوجي عنصري ، وقد دعمت ليبيا جوكوني عويدي لتحقيق أهدافها الفكرية والإستراتيجية بسيطرة التيار العربي على الحكم في تشاد ، ولمد الحزام العروبي جنوباً في أفريقيا، ومنطقة دار فور بالضرورة تقع ضمن هذا الحزام . لذا تدفقت الأموال الليبية وانتشرت الأسلحة الحديثة بين القبائل العربية السيارة في كل من تشاد ودار فور ، فتمركزت هذه القبائل جنوباً وغرباً من جبل مرة " منطقة الفور " وعلى مشارف ديار المساليت .
    عندما سارت الأمور في تشاد لمصلحة حسين هبري المدعوم بالقبائل الأفريقية وزاد الضغط على المجموعات العربية التشادية لم تجد الأخيرة بداً من الارتحال شرقاً ، متوغلة بذلك في ديار الفور ذات الخصب ، وبما أنها قبائل سيارة ذات سعية ،والفور قبيلة زراعية مستقرة على مناطق خصيبة، حدثت احتكاكات دامية هددت السلام الاجتماعي في المنطقة ، وفي تواتر غريب تحولت الأوضاع إلى ما هو أخطر ، حيث أن حسين هبري المدعوم بالقبائل الأفريقية كان محمياً بالطيران الفرنسي ، ولهذا عجزت ليبيا من التقدم جنوباً داخل تشاد كما فشلت من العبور من ثغرة دار فور لما بينها وبين نميري من عداء ، فزادت من التسليح والدعم للقبائل التشادية العربية المرتحلة إلى دار فور ، بغية قيامها بالحرب وكالة عنها لزعزعة نظام حسين هبري الأفريقي .
    عندما سقط حكم النميري وجاءت انتخابات 1986 بالصادق المهدي رئيساً للوزارة ، تطورت الأمور وتفاقمت ، فالصادق المهدي له ديون على الليبيين وعليه فواتير واجبة السداد ، فهو قد أقام معسكرات التدريب للجبهة الوطنية في ليبيا وتلقى الدعم بالمال والعتاد ، ولما كان العام 1986 تلقى دعماً مالياً كبيراً لإدارة حملته الانتخابية ، لذا غض الطرف عن الممارسات الليبية في دار فور بل بعبارة أخرى أباح لهم التحرك فيها بلا رقابة أو تدخل ، فزادوا من دعمهم للمجموعات العربية التي صعدت الحرب على الفور وأعلنت أن المنطقة أصبحت منطقة عربية بما لهم من عدد وعتاد .
    إزاء هذا لم تقف تشاد مكتوفة الأيدي ، بل كردة فعل تجاه ما يحدث قامت بدعم الفور بالمال والسلاح ودربتهم تحت ستار حماية أنفسهم وتتبع المليشيات التي أتبعت أسلوب الكر والفر.
    لم يحرك الصادق المهدي ساكناً ، ولم يسع لوضع نهاية للحرب التي تدور رحاها وسط قاعدته الجماهيرية ، فكل القبائل عربية كانت أو أفريقية، كانت توالي حزب الأمة . ولربما آثر السيد الصادق الانحياز للمجموعة العربية امتثالا لنوايا لييبيا ، مما يؤكد دعوانا أنه لم يسعى بأي جهد لاحتواء الموقف رغم أن مليشيات الجنجويد قد نهبت وأحرقت قرى الفور وخربت مزارعهم قلعاً للأشجار وحرقاً للزرع ، بل أن الصادق المهدي كان له موقفاً مخزياً ، حين دعمت ليبيا قوات الشيخ بن عمر ( المجلس الثوري الديمقراطي ) وجاءت قوات الفيلق الإسلامي المكون من قبائل عربية وأفريقية إلى واحات شمال دار فور بواحة النخيل ووادي هور ومنطقة سندية ، جاءت هذه القوات لتدعم قبائل دار فور العربية التي انضمت لها قبائل عربية من كردفان لتقوم باجتياح جبل مرة في العام 1989 .
    عند حدوث هذه الأحداث تكون " المجلس الوطني لإنقاذ دار فور " من مثقفي دار فور ، فسعوا للقيام بمسيرة صامته وتقديم مذكرة لرئيس الوزراء ، الذي كان يسعى حثيثاً لمنع هذه المسيرة ، بل أنه منع نواب حزب الأمة من دار فور من المشاركة فيها ، بينما شارك نواب دار فور من الاتحاديين ، وتعمد الصادق ووزراؤه عدم استلام المذكرة ليضطر أحد نواب دار فور الاتحاديين لاستلامها .
    وفي عهد الديمقراطية الثالثة كانت ظاهرة التجمع العربي الذي دعا لأن تعتبر دار فور إقليماً عربياً واقترحوا تغيير أسم " دار فور " باعتباره إسماً عنصرياً .
    هكذا أسهم السيد الصادق وحزبه في تأجيج الأوضاع بدار فور بالتساهل والتعامي والميل إلى طرف من أطراف النزاع دون الطرف الآخر .
    هكذا أنتشر السلاح في دار فور ، لغياب الضمير الوطني عند ساستنا ، ولضيق أفقهم بل وانسداد بصائرهم ، فبوجود السلاح وعندما تعرضت دار فور لموجات الجفاف وشحت الموارد ، كانت ظاهرة النهب المسلح ، وتطورت إلى تصفيات عرقية كان لها جذورها العنصرية منذ أيام الزبير باشا ، مروراً بالمشروع الليبي لإنشاء الحزام العربي ، وعبوراً بصمت الصادق المهدي إزاء ما يحدث وتغاضيه عن دعاوى التجمع العربي انتهاء بالإنقاذ .
    بعد هذا البحث التاريخي عن جذور مشكلة دار فور ، والذي لا نقف عنده حتى نتهم بأننا نسعى لتبرئة الإنقاذ ، بل نتعداه إلى الحاضر لنؤكد أن الإنقاذ هي صاحبة أسوأ سجل في هذا الملف .
    وما نريد توكيده للقارئ الكريم، أننا تجاوزنا منهج المزايدة السياسية , وتحميل الإنقاذ كل المساوئ سعياً وراء الحقيقة العارية، وتوكيداً لزعمنا بأن أزمات الهامش ، هي أزمة الثقافة العربو إسلامية المهيمنة ، ونحن إذ نعكس ما أصطلح الناس عليه " بالإسلاموعربية " إلى " العربو إسلامية " لنؤكد طغيان الثقافة العربية على ما هو إسلامي في شفرة الثقافة العربو إسلامية المهيمنة على السلطة والثروة في السودان . فالثقافة العربية لا تحترم الأغيار ولا تعترف بهم ، والثقافة العربية هي ثقافة السلب ،النهب وأخذ الحقوق ، وهي ثقافة الاستعباد والإستزراء .
    فبالرغم من إسلام الفور واحترامهم للعرب ، بل ادعاؤهم النسبة إليهم ، إلا أن الثقافة العربية لم تتحمل وجودهم ، فاسترقوا على يد الزبير باشا رحمة ، وهمشوا وظلموا في عهود الحكومات الوطنية ابتداء بحكومة الاستقلال ، مروراً بحكم عبود ، الديمقراطية الثانية ، حكم نميري ، الديمقراطية الثالثة ، وانتهاء بالإنقاذ .
    وقد أثبتنا بالحقائق الواضحة مدى الإقصاء الذي تم لأهل دار فور في قسمة السلطة والثروة ، وفي هذا تساوت جميع العهود ، فكلها من شفرة الثقافة العربو إسلامية ، ولعل أزمة دار فور تفاقمت واستفحلت في عهد الإنقاذ لا لأن الإنقاذ قد بدأتها ، وإنما لأن الإنقاذ أسوأ ما أستل من شفرة الثقافة العربو إسلامية . لذا إستمرت في نشر السلاح ، والانحياز لجانب القبائل العربية ودعمها في إبادتها للقبائل الأفريقية .
    وهي زادت في حرمان الإقليم من التنمية بتصفية المشروعات القائمة أصلاً بل وأضافت فناً جديداً ، بسرقة المال العام الموجه لخدمات التنمية في دار فور ، ومصادرة أراضيها والمشاريع المنتجة فيها لصالح أقاليم أخرى تنتمي لمنظومة الثقافة العربو إسلامية . ومن أفانينها تسيس الإدارة الأهلية ومحاولة تحويل ولاءات قيادات الإدارة الأهلية من حزب الأمة إلى الجبهة الإسلامية ، وقد قننت لذلك بقرارات تطلق يدها لتنفيذ ما تنتويه ، ودون القارئ القرار رقم 57 الصادر بتاريخ 13/3/1995 الخاص بتوزيع الإمارات وإعادة تسميتها ، وكذلك القرار رقم 29 يوليو 1996 القرار الذي أدى إلى حرب أهليه في غرب دار فور في منطقة المساليت ، بين المساليت والعرب. كما عملت على تولية المحسوبين عليها مكان أصحاب الولاء التاريخي لحزب الأمة ، مع تركيز خاص على القبائل العربية لدعم التوجه الرسمي للدولة ، هذا أضعف من الإدارة الأهلية وسلطتها رغم ما هو معلوم بأنها صمام الأمان كما أشرنا سابقاً إلى مقولة كل من سلاطين و غردون ، وإضعاف الإدارة الأهلية كان سبباً مباشراً في الصراعات التي جرت مؤخراً في دار فور مضافاً إلى ذلك تجاهل مقررات مؤتمرات الصلح وعدم تنفيذها .
    كما أن حكومة الإنقاذ ضيقت من المساحات الرعوية ،بداعي إنشاء مشاريع الزراعة الآلية ، وأفسدت في التوزيع الذي جافى أسس العدل والرؤية التنموية فمعظم الأراضي قد منحت لللوردات الغائبين. هذا أيضاً، أثر على الرحل ، فالأرض الرطبة كانت مرعى لهذه القبائل في مواسم الجفاف، ولكن بهذا القرار ضاقت المساحات والذي تبقى من الأرض يستغله المواطنون لزراعة الخضر ، وهذا بدوره أدى إلى الاحتكاك بين الرحل "وهم غالباً عرب " وبين مواطني الجبل "وهم فور " وبوجود السلاح وتدخل السياسيين أصبح الصراع أثنياً .
    ونزعم أن مشكلة دار فور جاءت لتؤكد حقيقة هامة وهي أن الأقاليم لا تعترف بسلام نيفاشا وأن مشكلة السودان لم تكن هي مشكلة الجنوب بل هي أعمق وأشمل . وهذا يقودنا دوماً إلى القول بأن الأزمة هي سيطرة الشمال والوسط النيلي على السلطة والثروة في إطار شفرة ثقافية أحادية ، ولا شك أن أبناء الشمال والوسط بما تسنموا من سلطان بالضرورة يتحملون المسئولية بقدر أكبر فيما يجري آنئذٍ من انهيار للمشروع الوطني ، وهذا بالطبع لا يعفي ولا يبرئ أبناء الهامش من مسئوليتهم عما جرى لمناطقهم وأهلهم من تهميش .. وبناء على هذا ،فإن مثقفي دار فور يتحملون جزءاً مما يجري في إقليمهم ، فمنهم من كان له حظ في تسنم المسئولية في كثير من الحكومات التي تعاقبت على حكم السودان ، كما أن معظم مثقفي دار فور لم يوفقوا في خياراتهم السياسية، فكثير منهم أنتمي إلى حزب الأمة الذي جرعهم من كأس العسف الطائفي، بل وأستكثر عليهم أن ينتخبوا من يمثلهم في البرلمان ، بل ظل ولعهود طويلة يحتفظ بإقليمهم ضمن دوائر الإشارة . وأكثرية انتمت إلى الحركة الإسلامية التي كافأتهم بقتل بولاد وسرقة أموال طريق الغرب، وضمت أجزاء من أقليمهم إلى الشمالية ، ووزعت أراضيهم الزراعية لمن لا ينتمون إليهم ، وخلقت لهم حرباً أهلية انحازت فيها للعرب ضد أهل الإقليم التاريخيين . ولازالت الأكثرية من مثقفي الإقليم سواء بوعي أو عدم وعي يقدمون أنفسهم في محرقة الصراع بين طرفي الحركة الإسلامية، فقد تطورت الأحداث ليدعم طرف من الحركة الإسلامية الجنجويد ويتبنى الطرف الآخر الزرقة ، وفي صراع الأفيال هذا تزهق أرواح بريئة لا ناقة لها ولا جمل من الأمر.
    وما يؤسف له أن حكومة الإنقاذ لم تتعامل مع أزمة دار فور بما يفترض وما ينبغي للحكومات أن تفعل ، فالحكومة لم تضطلع بمسئوليتها تجاه جزء من شعبها ومحكوميها ، فقد تركتهم في العراء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ، تمطرهم بنادق ومدافع الجنجويد والمتمردين بوابل من الرصاص . لم تضطلع الحكومة بمسئوليتها الأخلاقية في الإعتراف بأن هنالك أزمة ، وأن هنالك أسباب أدت إليها . لم تعترف الحكومة بأن الأزمة طرف منها سببه سياساتها الخرقاء من ناحية وسببه شح الموارد والتهميش السياسي والاقتصادي من ناحية أخرى، وسببه فشل النظام التقليدي لتوزيع الأراضي وموارد المياه وفشله في حل المشاكل ،وسببه عدم تنفيذ قرارات مجالس الصلح التي عالجت نزاعات 84/1985 في مؤتمر الصلح الذي أنعقد 1989 . لم تعترف الحكومة بمسئوليتها عن تسليح وتجييش القبائل العربية ودعمها لها ضد القبائل الأفريقية لخوفها من استخدام الجيش في ردع المتمردين لثقل قبائل دار فور الإفريقية فيه ،ولم تعترف بأن الأزمة عبارة عن نقل للمعركة بين طرفي الحركة الإسلامية من الميدان السياسي إلى أرض المعركة التي اختاروا أن تكون في دار فور ، ولم تعترف أن الأزمة أزمة ديمقراطية ، حيث تسلطت على البلاد والعباد بنظام حكم ديكتاتوري رافض ومعاد لآليات التعبير السياسي والفكري من أحزاب ومنظمات ، مما صعد ولاءات القبلية والجهة ونشط النزعات العنصرية وولد ثقافة العنف ، والذي أصبح عنفاً ممعناً في الغلاظة مما أدى إلى تسميم المواقف وإشعال جذوة الصراع الراعف .
    الحكومة في موقفها من أزمة دار فور كان شعارها مقولة وزير الإعلام النازي جوبلز إذ يقول :-" تحدث لا لتقول شيئاً ، وإنما لتترك أثراً ، كذب فكلما كانت الكذبة أكبر كلما كان وقعها أقوى " . لذا أدارت الحكومة أزمة دار فور كما يفعل اتحاد طلابي إسلامي يتفنن أعضاؤه في الكذب وإخفاء الحقائق ، وتضارب تصريحات المتحدثين باسمه .. إنكار وجود الأزمة ، نظرية الاستهداف من المعارضة تارة ومن الحركة الشعبية تارة أخرى ، رغم أنها قد تصالحت معها وربطت بينهما أحلاف وشراكة .
    وتارة ثالثة استهداف قوى الاستكبار لإسلام ومسلمي دار فور .. ولا ندري لماذا تترك قوى الاستكبار الإسلام والمسلمين في جزيرة العرب وإيران ومصر وشمال أفريقية ، لتستهدف جياع دار فور؟!! وما ضر قوى الاستكبار لو أسلمت دار فور أو كفرت ؟ .
    وتارة رابعة استهداف قوى الاستكبار لثروات دار فور الغنية بالبترول واليورانيوم وخامسة، استهداف قوى الاستكبار للسلام – علماً بأن دول الاستكبار هي التي أجبرت الحكومة على السلام .الحكومة بمنهجها هذا أظهرت عدم قدرة على إدارة الأزمة وجهل فاضح بمقتضيات السياسة الدولية وفلسفة الأعلام العالمي .
    أن أزمة دار فور لن يجدي الانتظار معها ، فمسئولية الدولة تجاه مواطنيها تحتم عليها التحرك لتحمل أعباءها والتزاماتها الأخلاقية تجاههم ، كما أن المجتمع الدولي وأطراف منه تسعى لحشر أنفها بل ووضع قدمها في أرض دار فور، مما يدول الأزمة ويضع البلاد أمام مهددات تنال من كيانها ، سيادتها ، وأمن مواطنيها ،فدخول الأجنبي عسكرياً في ظل ظروف الفقر والمسغبة مفسدة للأخلاق وسوق لشراء الذمم ،خيانة للوطن وتجسساً وعمالة ، كما أن الأجنبي سوف يجد مقاومة من الأطراف الوطنية وهذا يزيد من الدمار والتقتيل، وربما انفلت العقد وتشظى السودان إلى أقاليم ودويلات تحكمها القبائل ، فضلاً عما ذكرنا فإن الإهتراء الاجتماعي الحادث قمين بأن يورد البلاد ويزلقها إلى حمأة الاقتتال العرقي .
    وإنه لمن سخريات القدر أن يكون الأمل معقوداً على هذا النظام الفاسد، لحل أزمة دار فور ، فإن لم يفعل لقفزنا بمستقبل بلادنا إلى ما لا ندري من ظلام وظلمات .
    ونزعم أن حل الأزمة يتراوح بين ما هو آني وعاجل وما هو إستراتيجي ينجز على المدى الطويل .ولنطرق باب المقترحات لحل عاجل يتمثل في:
     تكوين آلية قومية من الحكومة زائداً الأحزاب السياسية ونخبة من مثقفي دار فور والأطراف المتنازعة ، على أن تقوم هذه الآلية بالآتي:
    - إيقاف الاقتتال بشكل فوري وشامل ويشمل هذا كل القوى المتصارعة بما فيها القوات التابعة للحكومة .
    - نشر قوات إقليمية متفق عليها للمراقبة .
    - إسعاف المتضررين من الحرب ، توطينهم وإعادتهم إلى مناطقهم وتوفير الظروف الملائمة لإقامتهم وتعويضهم ويجب الاستعانة بكافة المنظمات الإنسانية والدولية .
    - حل كافة المليشيات والتنظيمات المسلحة ونزع أسلحتها ، ثم استيعاب الراغبين والصالحين في الجيش السوداني والقوات النظامية الأخرى .
    - تكوين لجنة تقصي حقائق ذات بعد قومي .
    - المحاكمات العاجلة لكل مرتكبي الجرائم ضد المدنيين من قتل ، حرق ، اغتصاب ونهب ، ومحاكمة كل من يقف خلف هذه الجرائم من السياسيين والمسئولين الحكوميين .
    - ضبط الحدود المتاخمة للإقليم ومنع المتسللين والمرتحلين من دول الجوار من الدخول إلى أراضي دار فور .
    - تمكين أهل دار فور من حكم إقليمهم بأنفسهم وفق حكم فدرالي يراعي التمثيل النسبي للكيانات والمجموعات المكونة لسكان الإقليم .
    - إعادة جميع الأجزاء التي أقتطعت من الإقليم بغية ضمها إلى أقاليم أخرى إلى إقليم دار فور وبصورة فورية ، وترسيم حدود الإقليم تطابقاً مع الحدود التاريخية المعلومة له .
    - فتح ملف طريق الإنقاذ ومحاسبة المفسدين .
     أما على المدى المتوسط والإستراتيجي فلا بد من الآتي :
    - إعطاء دار فور حق أن تحكم فدرالياً وتكون حكومة إقليمية جديدة تراعي تمثيل الكيانات المحلية للإقليم .
    - التواطؤ على نسب عادلة تماثل نسبة سكان دار فور إشتراكاً في أجهزة الحكم الاتحادية والوزارات السيادية والإستراتيجية وكافة قطاعات الخدمة المدنية والقوات النظامية .
    - وضع خطة عادلة في الميزانية العامة تمنح دار فور نصيباً من الثروة القومية علاوة على منحها 50% مما تنتجه .
    - وضع برنامج تنموي لموارد الإقليم وتحفيز الإنتاج والإستثمار فيه .
    - الاهتمام بالمشروعات الزراعية القائمة كمشروع جبل مرة ،وتأهيل مشروعات غرب السافنا ، بياضة . ومراجعة الرخص التي منحت على أساسها مشاريع الزراعة الآلية والحيازات الهائلة فيها .
    - عند وضع الخطة الزراعية يجب مراعاة توفر المراعي للقبائل السيارة .
    - الاهتمام بمشروعات الثروة الحيوانية وتقديم العناية البيطرية والعمل على توطين القبائل المرتحلة وتقديم الخدمات الأساسية لها . إضافة إلى ضرورة مواجهة التدهور البيئي والتصحر .
    - الاهتمام بمشروعات توفير المياه وخدمات التعليم والصحة وبرامج التوعية والتثقيف..
    - ربط الإقليم بطرق المواصلات المعبدة داخلياً ومع أجزاء القطر الأخرى ، وتشييد المطارات ومراكز الاتصالات.
    - الاستفادة من حدود دار فور المطلة على ليبيا ، تشاد ، أفريقيا الوسطى بإقامة نقاط جمركية تسهم في دعم الإقليم ، وتطوير هذه النقاط لتصبح مناطق تجارية حرة مع تشجيع وتقنين التجارة البينية بين الإقليم وهذه الدول .
    - العمل على إقامة المشروعات السياحية في جبل مرة وغيرها من المناطق الطبيعية والتاريخية .
    - وأهم ما يجب العمل على إنجازه هو حسم مسألة الديار الخاصة بالقبائل ومشاكل الأراضي وملكيتها ، ويعني هذا الاهتمام بالإدارة الأهلية وإبعادها عن التنافس السياسي ، تقنين وجودها وتحديد صلاحياتها وهياكلها الإدارية مع عدم فرضها على الناس ، والاهتمام بتدريبها وتفعيل قدراتها الإدارية . كما أن الواجب يحتم تكوين آلية عليا للنظار والشراتي في الإقليم لرعاية مصالح القبائل وتنفيذ مقررات مؤتمرات الصلح السابقة ، مع تثبيت إلزامية المقررات المتمخضة عن مؤتمرات الصلح، ويحسن أن توكل لهذه الآلية مهمة تحديد مسارات القبائل المرتحلة وجدولة الترحال زمنياً وخلق آلية للمراقبة وفض النزاعات .
    - ضرورة تضمين ما يتفق عليه في الدستور الحاكم للبلاد حتى يكون ملزما.

    سيف الدولة أحمد خليل

    (عدل بواسطة democracy on 10-21-2004, 05:43 AM)
    (عدل بواسطة democracy on 10-21-2004, 07:23 AM)
    (عدل بواسطة democracy on 10-21-2004, 07:23 AM)

                  

10-21-2004, 07:36 AM

democracy
<ademocracy
تاريخ التسجيل: 06-18-2002
مجموع المشاركات: 1707

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ / سيف الدولة أحمد خليل يكتب : - دارفور يا وجعاً في الخاصرة (Re: democracy)

    نشكر للاخ ابوأحمد (سيف الدولة) تطرقه لهذا الموضوع الذى يعبر عن تحليل وفهم عميق لمايجرى بدرافور العزيزة وبرغم تحفظاتي على بعض ماذكر فيه الا ان الموضوع جدير بالمتابعة وابداء الراى فيه وله منا الشكر اجزله ، وانتهز هذه السانحة لاوجه ادارة البوردة ممثلة فى الاخوة م.بكرى ابوبكر والاخ عادل عبد العاطي باضافة العمق الوطني الاستاذ المبدع سيف الدولة لعضوية البورد ليعطرنا باريجه الطيب وفكره الثاقب وبمتابعتنا لموضوعاته ومداخلاته التى طرحت في البورد عن طريق الاخوة عادل عبد العاطي وعبد المنعم عجب الفياوآخرين،فهو جدير بعضوية البورد وهو لا شك اضافة ثرة للمجهودات المطروحة في البورد.
                  

10-21-2004, 11:55 PM

democracy
<ademocracy
تاريخ التسجيل: 06-18-2002
مجموع المشاركات: 1707

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ / سيف الدولة أحمد خليل يكتب : - دارفور يا وجعاً في الخاصرة (Re: democracy)

    up.......up
                  

10-22-2004, 01:14 PM

democracy
<ademocracy
تاريخ التسجيل: 06-18-2002
مجموع المشاركات: 1707

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ / سيف الدولة أحمد خليل يكتب : - دارفور يا وجعاً في الخاصرة (Re: democracy)

    up
                  

10-22-2004, 07:31 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ / سيف الدولة أحمد خليل يكتب : - دارفور يا وجعاً في الخاصرة (Re: democracy)

    دار فور
    دارفور
    دارفوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور
    انها العار في جبين السلطة وسلالات الاستعلاء

    وعندما يكتب عنها الناس ، فأنهم يكتبون عن نحاس تجلد بدماء القبائل ، وبنوارة التسامح / اين موقع ذلك الان ؟؟
    انها الاسئلة الحائرة التي نطالب الجميع بالاجابة عليها ، دارفور ليست مجموعة غرابة اردوا ان يحملو ا السلاح انها السودان الذي يتمزق امام عيونكم ... شكرا على هذا والقادم اجمل
    لكم ودي
                  

10-23-2004, 07:43 AM

democracy
<ademocracy
تاريخ التسجيل: 06-18-2002
مجموع المشاركات: 1707

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ / سيف الدولة أحمد خليل يكتب : - دارفور يا وجعاً في الخاصرة (Re: democracy)

    العزيز ابنوس
    هلت بشائر النور..ليتك اضفت لنا ..فقد قرأت لك المفيد...عن هذا الموضوع تحديدا.
    اخشي ان يكون تناول مثقفينا وسياسيينا لقضية دارفور ،من باب المزايدة....ولا اشك في ان هنالك قطاعات منهم ،ممن ليس لهم فضل،يرددون في خلواتهم ومجالس انسهم(الغرابة ديل دايرين شنو)...وما يأسي له المرء ان كثيرا ممن يعدون (كمهتمين بالهم العام)...يجهلون دارفور ،تاريخها ،قبائلها والمظالم التي حاقت بها،لذا قصدنا في مقاربتنا هذه بذل اكبر قدر من المعلومات،ليكون القارئ علي بصيرة من الامر،واتفق معك تماما ان ما يجري في دارفور يمكن ان يحدث في اي بقعة من السودان ،فمعظم اقاليم السودان ،تتداخل فيها قبائل شتى ووقع عليها التهميش ردحا من الزمن...ادعوك وغيرك الي تسليط المزيد من الضوء
    لك تشكراتي وكل الود
    سيف الدولة
                  

10-26-2004, 04:24 AM

democracy
<ademocracy
تاريخ التسجيل: 06-18-2002
مجموع المشاركات: 1707

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ / سيف الدولة أحمد خليل يكتب : - دارفور يا وجعاً في الخاصرة (Re: democracy)

    UP
                  

11-07-2004, 08:33 AM

haleem

تاريخ التسجيل: 09-10-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ / سيف الدولة أحمد خليل يكتب : - دارفور يا وجعاً في الخاصرة (Re: democracy)

    up
                  

11-07-2004, 02:04 PM

democracy
<ademocracy
تاريخ التسجيل: 06-18-2002
مجموع المشاركات: 1707

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ / سيف الدولة أحمد خليل يكتب : - دارفور يا وجعاً في الخاصرة (Re: democracy)

    مرحبا بك ...اخي حليم
    زيارتك شرفتنا...
    كنا نتوق لمساهماتك المميزة...فأنت صاحب رؤية في هكذا مواضيع... ليتك تطرق الجوانب القانونية المتصلة بالموضوع ...علي اي شكرا علي رفع الموضوع..الغريب في الامر ان هذا الموضوع قد وجد صدي طيبا عند الاخوة القراء خارج البورد ..وكثير منهم ابدي رايه،اضافته،نقده عبر بريدي الخاص..وعبر القائمة او (قول اللستة)،زارنا هناك الاخوة عمر الدقير،عبد المنعم عمر،بابكر عمر،الدكتور امين كوكو ،ومن عندكم هناك تشرفنا بزيارة الاخوان شوقي عمر وحافظ راشد،عمر حمد النيل ،ومن السودان اخوتنا ابراهيم الشيخ وياسر ميرغني ....يعني(الجدليبة مدورة بي جوة)ولا شك ،كانت مساهماتهم قيمة ومفيدة للغاية ،سلطت الضوء علي زوايا جاءت معتمة في موضوعي ،وربما اسهمت اضافاتهم هذه في تطوير الموضوع الي دراسة اوفي،ان شاء الله لو تمكنت سوف احاول نقل هذه المساهمات في البورد،ادعو لنا (ان نجد الزمن)...(الواحد اصبح زي جمل العصارة يدور في حلقة مفرغة وطبعا مغمض العينين)...طبعا هذه ضريبة ان تكونfamily man.
    لك ودي
    سيف الدولة احمد خليل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de