اساطير النزاعات من بلاد الرافدين الى النيل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 07:15 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-04-2004, 05:49 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اساطير النزاعات من بلاد الرافدين الى النيل

    العراق والطريق الطويل الى الديموقراطية


    في أرض وادي النيل شديدة الخصوبة كانت الحياة تتبع نظاماًً ثابتاً ومبتكرا باسطة في الزمن ما كان مقدراً منذ الأزل. كان الآلهة أقوياء دون أن يكونوا مفرطين في العنف. وكانت الخلافات فيما بينهم وخلافاتهم مع البشر ( غير الخالدين ) تحل عادة بالطرق السلمية. لكن في بلاد مابين النهرين ( ميسوبوتاميا ) الوعرة التي تنهبها الرياح , فان المجلس المقدس للآلهة والبطلة الإله مردوك اضطر لخوض غمار حرب يائسة ومسعورة ضد القوى الهائلة للفوضى والتحلل التي تمثلها تيامت, الأم التي أنجبت الآلهة والشياطين بطريقة مسرفة جعلت عطاءها اللامحدود يبلغ حد الكون نفسه, إلى أن قتلها مردوك ومزق جسدها إربا.
    ذلك يعيننا على أن ندرك أن الحضارتين لم تتوصلا, حتى في مهد الإنسانية, إلى رؤية متطابقة لمعنى الكون وبالطبع لم تعانيا من المشكلات الوجودية نفسها؛ كما أنهما بالتأكيد لم تتفقا تماماً على أنجع الطرق لمعالجتها . ففي وادي النيل كان الحل المتدرج الودي بين التنازعين والمتنافسين والخصوم من الممارسات المعتادة في مواجهة النزاعات, بينما سادت المذابح وعمليات الإبادة بلاد مابين النهرين منذ تلك الحقب والى يومنا هذا. وفي وادي النيل أعتبر " أغدود" إله الفوضى والتحلل صديقاً ومتعاوناً اذ انه هو الذي أنجب الشمس الخالقة مانحة الحياة؛ بينما كانت قوى الفوضى في بلاد مابين النهرين تعتبر قوى معادية للحياة. لقد هاجم مردوك الأم العظمية تيامت بوحشية ومزق جسدها إلى الآف الأشلاء.
    إن الحضارتين, وادي النيل وبلاد مابين النهرين, تمثلان طريقتين ( أو آليتين , إن شئت ) شديدتي التعارض في حل النزاعات. كيف في إمكاننا إذن, ونحن نعيش في زمننا المضطرب والمعقد هذا , أن نعثر على الخيط الأحمر الرفيع الذي يجمع ويمر عبر كل مظاهر هذا السلوك الاجتماعي شديد التعقيد والمتنوع مثل الصراع الجماعي المسلح؟
    بالطبع, فأن التعقيد والتنوع في الأسباب وأشكال الإدراك والتجليات لعنف الجماعات يتعب ويتخطى المعالجة العقلانية. كما أن العمليات والظواهر الاجتماعية المعقدة,والتي تعتمد هي نفسها على العديد من العوامل الذاتية والموضوعية تضفي سراباً من عدم اليقين على فهم دوافع العنف وتفجر عمليات الصراع المسلح وبالتالي علي قدرتنا بل محاولاتنا لفهم هذه النزاعات بوصفها سلوكاًً فعلياًً لبشر حقيقيين.
    وعلى أعتاب الألفية الثالثة, السابعة في تقويم حضارة وادي النيل الزماني, كنا نعتقد بأننا سائرون نحو التقدم والعيش الرغيد إلى ما لا نهاية, وإن عهد المجاعات والحروب الهمجية والعصبية المقيتة قد ولى إلى غير رجعة. ولكن استمرار مسلسل المجازر التي ذهب ضحيتها الملايين من الناس زعزع ثقتنا بإمكانيات التقدم الاجتماعي السريع الوتائر. ففي المقاربة الأولية يبدو العنف سلوكاًً همجياً لاعقلانياً وكارثياً لا ينزعه منازع. يؤكد من ذلك بشاعته على المستوى الإقليمي كما شاهدنا في القرن الإفريقي, وعلى الساحة الدولية كما عاصرته الشعوب الأوروبية والآسيوية اللاتينية خلال حروب عالمية ومنازعات داخلية دامية. لكننا الآن ندرك أن الكارثة تدل على وضع متأصل يسمح لنا يتبين نسق متكرر وأن الصدفة والضرورة تعملان, بكل تأكيد, متلازمتين في نسيج جدلي شديد الاتساق,وحتى على المستوى الاجتماعي فان الضرورة الباطنية المتأصلة تقدم نفسها على شكل صدفة. لذلك فليس من المستغرب أن نجد أنه وفي النطاق نفسه الأكثر تعقيداً للعنف الاجتماعي فان البعد الذاتي لم يقض تماماً على البعد الموضوعي, وان انساقا معتادة ومألوفة وسمات متشابهة ربما يصبح من الممكن إدراكها وتمييزها.
    ونحن لا نعتقد بان البشر يحملون بشكل فطري في أعماقهم جرثومة التصفية الذاتية والاستمتاع بفواجع مجتمعاتهم, بقدر ما لا نفهم لماذا يعتقد بعض أن روح الانتقام والتشاؤم تسيطر على مستقبل حياتنا وعلى أبعادها المادية والروحية. حقيقة أننا لا نستطيع تقديم تبريرات عقلانية للعنف على مستوى الأفراد, لكننا نملك حظا أوفر في سبر غور الظاهرة إذا حاولنا فهمها كسلوك جماعي وإذا ربطنا المناهج المتعلقة بالبحث الاجتماعي بتطورات النظريات العملية العامة مثل "نظرية الفوضى"؛ إن ذلك يمنحنا فرصة مناسبة لفهم بعض جوانبها الغامضة بوصفها سلوكاًً ذي وتائر منتظمة, لكنه سلوك يمكن فهمه واستيعابه, أيضاً, كرد فعل لأوضاع الجماعات الإنسانية التي تتعرض لشتى أنواع الضغوط والتميز والعنف.

    نتعمد الاسراف
    كى نستر الفاقة
    الزاد خبز حاف
    والنفس افاقة
                  

12-04-2004, 07:47 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اساطير النزاعات من بلاد الرافدين الى النيل (Re: adil amin)

    مرحبا بالاستاذ عادل امين ومساهماته الغنيىة

    عادل
                  

12-06-2004, 02:40 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اساطير النزاعات من بلاد الرافدين الى النيل (Re: Abdel Aati)

    الاخ العزيز عادل عبد العاطى
    سلام عليكم
    نعزيكم فى وفاة امنا الوالدة نورا..وانى آسف لهذا العزاء المتاخر...لقد عدت من اجل اهداف محددة ان شاء الله ستجدنى حيث تحب..متابع معك خارطة لطريق ولكن لازالت قيد للدراسة والتمعن...ويا ريت لو اهلنا السودانيين يتبعون من لهم مشاريع حقيقية..
    *************
    نعود للموضوع اعلاه لنواصل الغوص فيه عسى ولعل نضىء جوانب من تعاسة شعب البلادين العراق والسودان..
    *************


    تبرز اشكالية الهوية كما يراها الايدولجيين(الاسلاميين والقوميين) فى البلدين ...كانها وجدت فى الماضى واكتملت هناك واضحت جوهرا صافيا يجب ان لا نسعى لعصرنته وذلك لانهم لم يسهموا فى الحاضر فقد اصبحو مستهلكين للفكر اكثر من من مبدعين له وهذا شيء طبيعى ما دامو على المستوى الاقتصادى يستوردون اكثر من ما يصدرون ويستهلكون اكثر من ماينتجون وتلتهم الزيادة السكانية النمو المتواضع وقد وقعو اسرى الماضى نتيجة شيوع اعتقاد بل رسوخه بانه بوسعهم فصل التكنلوجيا التى يستهلكوا آخر صيحاتها وا حيانا باسراف وتباهى عن القيم والافكار التى انتجت هذه التكنلوجيا... الا وهى قيم المعاصرة والديموقراطية والمجتمع المدنى وحرية التعبير والبحث العلمى والراى والاعتقاد والضمير..وحب المعرفة ..المعرفة الاجتماعية والتاريخية التى تعرض على اسس عامة وعالمية فى علوم التاريخ والسياسة والمجتمع....ونواصل
                  

12-07-2004, 06:36 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اساطير النزاعات من بلاد الرافدين الى النيل (Re: adil amin)

    مقالات حرة:ونواصل مع الاحباب....

    كما قلنا فى المداخلة السا بقة...ان الفصل بين التكنلوجيا والقيم التى انتجتها ناجم من رسوخ الطابع الخرافى للزمن فى الذهنية الايدولجية العروبية /الاسلامية على حد السواء حيث الايمان العميق على استعادة الزمن الماضى يوما...وينشا ما نسميه نحن فى هذا المنبر الشيزفرنيا السياسية التى تجعل صاحبها يعيش ضحية لزمنين او زمن مزدوج سريع /بطيء..سريع لانه وقعيا فى عصرنا بجسده فقط بطىء لانه يعيش فى الماضى بوعيه
    وهذا الحالة المتكلسة من اللا وعى اكبر تجسيد لها هو رواية دون كيويكزوت لسرفانتيس وذلك الرجل الذى اراد ان يحي عصر الفرسان النبلاء فتجرد سيفه يحارب طواحين الهواء...للاسف ما لا يعرفه العروبيون والاسلاميون ان ان الزمن لايرجع الى الوراءابدا حسب القانون الثالث للدنميكا الحرارية... فقط يسير الى الامام لذلك لا يجب علينا ان نعيش على اننا كنا وكنا..وبالامس القريب كنا مستعمرون..حالنا شان الاخرين وكنا نحتمى من الثقافة الوافدة بماضينا التليد..واضحى هذا المفهوم جامدا حتى بعد الاستقلال الذى لا ليته كان..واضحت هويتنا ايضا ماضوية ...لقد كانت الهند ايضا بدورها مستعمرة ولها ماضى عريق ومع ذلك استطاعت ان تبتدع هوية جديدة متطلعة الى المستقبل وتستلهم من الماضى دون ان يقيدها...ودخلت حضارة الالكترون من اوسع ابوابها النادى الذرى وتكنلوجيا البرمجيات...ونحن نرفل فى نعيم سباتنا الايدولجى...وبوصلتنا علماء الغرائزreligous erotica...ونواصل احاديث الدرب الاخضر ان شاء الله
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de