|
اديب فى ذاكرة المنبر الشاعر /محمد المهدى المجذوب
|
لشاعر محمد المهدى المجذوب ولد عام 1921مدينة الدامر دخل الخلوة وة وحفظ القران ودرس على والده مبادىء النحو واللغه واصل تعليمه حتى انتقل الى العاصمة الخرطوم عام 1927 مع والده الذى كان يعمل بالتدريس والتحق عام 1935 بكلية غردون وتخرج من قسم المكتبه بالكلية وتم تعينه عام 1939 محاسب بحكومة السودان والتى طاف خلالها الكثير من انحاء السودان وخلال تلك افترة التى ظهرت فيها شاعريته والتى سوف اتعرض لها بشىء من التفصيل لاحقا وقد نال جائزة الدولة التقدرية لاداب والفنون وعدة جوائز اخرى . تحدث عنه الشاعر الراحل مبارك المغربى وقال ان صلته بالمجذوب ترجع الى زمن بعيد وهى صلة مودة وزمالة وصداقه امتدت الى اكثر من ربع قرن من الزمان .....رأيته أول مرة فى فناء نادى الخرجين بالخرطوم فى بداية الاربعينات فى الليلة الشعرية التى اقامها النادى تكريما للاديب العملاق المصرى عباس محمود العقاد وقد اشترك بقصيدة بعد ان قدمه سكرتير النادى انذالك الاستاذ داود عبداللطيف قائلا (الان جاء دور صديقنا الشعبى فهلا برز الينا من خلال الاشجار ) وكان شاعرنا المجذوب قد اعتاد ان يزيل قصائده بأسمه المستعار ((الشعبى)) وكانت قصديته قد وجدت حفاوة حتى من المحتفى به ويواصل شاعرنا الراحل مبارك المغربى ذكرياته ليصل الى منتصف الاربعينات ولقائه به فى منزل صديقهما مهدى ابوبكر بالعباسية وتواصلت اللقاءات فى ندوة عبدالله عشرى الصديق بالمورده وقد توطت الصداقة بينهما وكان المغربى وقتها فى بدايات مشواره الادبى وقد استفاد كثيرا من تلك اللقاءات ومن ثم افترقا ليتجدد اللقاء بمدينة الثغر الجميل (بورتسودان وفى حضور الشاعر المبدع المرحوم الناصر قريب الله وكان ذالك فى بداية الخمسينات وفى منتصف الخمسينات تكونت رابطة أدباء السودان وكان المجذوب المشرف على لجنة الشعر وشاعرنا المغربى على لجنة الادب الشعبى وقد اسهمت الرابطة فى دفع الحركة الادبيه الى الامام ومن الصدف ان تنشأ فكرة الرابطة اثناء تواجد لفيف من الادباء فى اجزخانة العاصمة المثلثة فى معية صاحبها منير وخلا ل الاحتفالات التى كانت تقام على شرف ضيوف السودان من الدول العربية انذاك تم اقامة ندوة احتفاءا بالشاعر المصرى الراحل عزيز اباظة بحدائق المقرن عام 1957 وكان بينهم الشاعر محمد محمد على والاستاذ مختار محمد مختار وكانت من أروع الامسيات الشعرية وما زال الحديث للشاعر للاديب الراحل المغربى والذى رافقه ضمن وفد ادباء السودان الى مصر عام 1975 وكان المجذوب رحمة الله عليه يعتز بما قدمه شعراء السودان فى تلك الندوات مبشرا بأن الرياده سوف تكون لهم وكانت كل الندوات واللقاءات عبارة عن محاضرات كما قال اديبا المغربى (ولا ريب فى تلك الندوات والمقابلات النأهل من معية الثر والمعجب بعطائه الوافر من بدائع الشعر فى مختلف الضروب كان المجذوب بطبعه مرحا ودودا مشرق الوجه يتلقاك بالبشر والابتهاج ويحف المجالس دائما بالطرائف مثل ما يحف بروائع الاداب ونفائس الشعر واستشهد شاعرنا المغربى بشخصية المجذوب وتفانيه بالنهوض بالادب السودانى ورفعته وحب البلد اجبيب .... كما ظل طيلى عمره ان سمعت منه كلمة نابية أو قولة جارحة قفد كان حريصا على كريم الاخلاق ونبيل الوشائج بين اصدقائه واحبابه وكان مدرسة متميزة جامعة قوامها الحفاظ على اصالة القصيدة العربية مع المعاصرة والتجديد فلا غرور ان سار على منواله الكثيررون من الشعراء وقد احتفلت بأدبه وشعره أمهات الصحف والمجلات العربية وفى مارس عام 1982 اتقل الى رحمة مولاه بعد ان كان طريح السرير بمستشفى سوبا الجامعى وقد نقل المذباع فى صباح ذالك اليوم فاجعة رحيله . نواصل
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اديب فى ذاكرة المنبر الشاعر /محمد المهدى المجذوب (Re: بلدى يا حبوب)
|
ولشاعرنا المحجوب عشق خاص لذالك الوطن الغالى من السودان الا وهو جنوبه بكل جماله ولوحته الرائعة التى تمثلت فيها قدرة الخالق فى جعل الطبيعه كريمه ومعطاء لارضه وقد عاش شاعرناردحا من الزمان به وكان له الكثير من الذكريات والعديد من القصائد وقد قال فى بعضها
يا ليل الجنوب وانت حان سوادك الحر حصن تستريح به من بارق كذب الاضواء مستلب مافى الشمال ولا الغرب من وطر وضاع امرك بين الزنج والعرب فأصبر لعلك تلقى الشعر تجربة وتستريح من الاشعار فى الكتب
وكان ايامه الاولى فى الجنوب ما زال متاثرا بسياسة الاستعمار (المناطق المقفولة) وفى لقاء مع الصحفى سامى سالم بجريدة الدستور 15/5/1989 انقل اليكم بعضا من ذالك اللقاء الذى كان ينصب كله عن ايام الشاعر المجذوب فى جنوب السودان الصحفى: ولكن الجنوب اليوم اختلف اتقن كل فنون الشمال اهله اصبحوا يلبسون الجلايب ويتاجرون بالاموال المجذوب : لا اصدق الصحفى : ما عادت صورة الجنوب التى رسمتها فى شعرك تجرى على ارض الواقع المجذوب: وهو يجيب مرددا وأرضانى الجنوب فما ابالى بمن يصم العراة ومن ينوم همو عشقوا الحياة فعاشرتهم كم تبقى المشاهد لا الحلوم سؤال : قاطعته ماعاد الجنوب فردوسا يتلف الناس الى دخوله (لم يبأ لكلامى وهو يترنم فليتى فلى الزنوج ولى رباب تميل به خطاى وتستقيم اجمشه فيجعل وهو بشكو كما يشكو من الحمة السليم سؤال: قاطعته لارده الى مائدتى وانا اقول جنوبك كل جنة عدن كان حلما كبيرا سكن فى خيالك اليوم لا جنان فى السودان وواصل تنشاده قائلا وفى حقوى من خرز حزام وفى صدغى من ود نظيم واجترع المريسة فى الحوانى واهذر لا الام ولا الوم طليق لا تقيدنى قريش بأحساب الكرام ولا تميم وأصرع فى الطريق وفى عيونى ضباب السكر والطرب الغشوم ولى شرف .. وما جدوى صباحى بفخر ليس بشربه النديم سؤال :هل عشطت يا مجذوب وقصيدة الجنوب كلها شكوى واشواق وظمأ المجذوب : لا انا الان فى ذروة الروى لا ينتاب روحى جفاف ولا ظمأ كان الجنوب على ايامى جنة عدن فى السودان سؤال: اصبح اليوم بقايا تصاوير ونفايات خيال قديم المجذوب: وهل اصبح عددهم كبيرا فى الخرطوم وهل هجروا جوبا وملكال يوامبيو سؤال: نعم صارت بلدانهم جحيما والعض هاجرها الى نيروبى والبعض يمم وجه شطر اديس ابابا وفقراؤهم كالعاده لازوا بالغابة اما الميسرون فمنهم من جاء الى الخرطوم يسوق خلفه قبائل وبطونا النجذوب: خطفتنى مظنة سالفه ان المشاكل قد حلت والفواصل قد زالت فأندمجنا فى امة واخدة س : الحرب اجبرت القوم على ترك ديارهم المجذوب: كانت الحرب على ايامنا قائمة وكانوا مقيمين فى منازلهم س: هل تتذكر يا عزيزى هذا البيت من الشعر أن رايت الحق فأنظر اقناع أم لباب أم شهيد صلبوه واباحته الذئاب ابتسم المجذوب وقال انه من جنوبياتى واخذ يملىء على كثسرا من الاسئلة حتى انشد قائلا وطنى احبك فى الجهالة عاجزا والحب فوق شكايتى وشقائى تبكى عليه ولا نقيم عثاره أن البكاء هزيمة الاحياء وتصبح فى وجه الصباح جريدة جرباء تجهل اخر الأنباء ماتت قضيته يقوم بدفنها صنم وصاحب نخلة حمقاء شفق يرنق فى الجنوب الثانى هذه هى مقطفات من ذكريات الشاعر الراحل محمد المجذوب عن ايامه التى عاشها فى جنوب السودان وكان وقتها لم تعصف بهدوء الجنوب الحرب كما اكد الشاعر فى اجابته لجريدة الدستور نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|