اتِّحَادُ الكُتَّاب .. المُسْتَعْرِبِين !:كمال الجزولي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 03:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-27-2004, 04:41 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52548

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اتِّحَادُ الكُتَّاب .. المُسْتَعْرِبِين !:كمال الجزولي


    27 Dec 2004 20:43:18 GMT
    الحُكومَةُ والكُتَّابُ في السُّودانْ (2)
    اتِّحَادُ الكُتَّاب .. المُسْتَعْرِبِين !


    بقلم :كمال الجزولي

    تحدَّثنا فى المقالة السابقة عن مشروعيَّة غضب الذين فوجئوا، مِن أعضاء (اتحاد الكتاب السودانيين المحلول)، بأسمائهم منشورة فى الصحف السيَّارة كمدعوِّين إلى محفل حكومى انتظم خلال يومى 8 ـ 9/12/2004م تحت عنوان (المؤتمر التأسيسى للاتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين)! وقلنا إن هؤلاء ظلوا غاضبين، أصلاً، مُذ جرى، فى العقابيل الأولى لانقلاب الثلاثين من يونيو عام 1989م، حلُّ اتحادهم (الأهلى) .


    وطردهم من الدار التى كانوا قد أسَّسوها بالتقطيع من الجلد (كجغرافيا) تحتضن نشاطهم (المستقل)، والذى لم يكن من الممكن أن تقوم له قائمة بدونها.ونحاول فى هذه المقالة أن نفترض، جدلاً، أن ثمَّة من يأنس فى نفسه (الكفاءة)، من أعضاء الاتحاد المحلول، لكى (يدوس) على كرامته .


    و(ينسى) ذلك العدوان غير المُبرَّر، (فيتنازل)، بالتالى، ولو على مضض، عن (حقه) المخصوص فى المطالبة بإزالة آثاره خلال الفترة المقبلة، ضمن السياق العام للتسوية المأمولة باتجاه السلام والتغيير الديمقراطى.


    وأن (يتخلى) فوق ذلك كله، وبتجرُّع الغصَّة تلو الغصَّة، عن طابع (الأهليَّة) و(الاستقلال) اللذين وَسَمَا دائماً نشاط الاتحاد المُعتدى عليه، وأن (ينخرط)، من ثمَّ، وبمثل هذه الذاكرة الخربة والارادة المستلبة، فى ترتيبات هذا الهيكل الحكومى الرَّسمى المستحدث، فهل يترك (دستور) الاتحاد الجديد نفسه، (بالخلفيَّة الفكريَّة) التى تأسَّس عليها، مُبرِّراً معقولاً، ولو بالحدِّ الأدنى، لمن أراد الركون إلى خيار كهذا؟!


    نحمد، ابتداءً، للأمانة العامَّة لفعاليات (الخرطوم عاصمة للثقافة العربيَّة لسنة 2005م) أن قد يسَّرت الاجابة على السؤال بنشرها لكتيِّب حوى كلا (الدستور) و(خلفيَّته الفكريَّة) كما حدَّدتهما وصمَّمتهما ما سُميَّت باللجنة التحضيريَّة (المنتخبة) للمؤتمر التأسيسى المذكور.


    وقد جرى التعبير عن هذه (الخلفيَّة الفكريَّة)، بصورة وافية، من خلال الكلمات والأوراق التى قدمت بين يدى التأسيس، حيث تكفي مجرَّد نظرة عابرة لإدراك أن (الثقافة العربيَّة)، من دون الثقافات السودانيَّة الأخرى، هى التى تشكل لحمة وسداة الذهنيَّة الكامنة وراء هذا الكيان التنظيمى الجديد!


    وقد لا يحتاج المرء إلى بذل جهد يذكر لالتقاط رموزيات هذه الذهنيَّة، سواء فى الكلمة الافتتاحيَّة لرئيس اللجنة التحضيريَّة الفريق د. عمر قدور، ومساهمته الأخرى ضمن الاوراق المُقدَّمة، أم فى كل من ورقتى د. عون الشريف قاسم واللواء الركن (م) أبو قرون عبدالله، وقد تبوَّأ ثلاثتهم، فيما بعد، مناصب رفيعة على مستوى المجلس التنفيذى للاتحاد. ولا يُعقل، بالطبع، أن يكون ذلك قد وقع مصادفة.


    خاصة وأن كلَّ الذين (دُعوا) لاعتلاء منصَّة المؤتمر خلال اليومين اللذين استغرقهما، بفتراتهما الصباحيَّة والمسائيَّة الأربع، وعددهم حوالى العشرين، هم من ممثلى الجماعة المستعربة والثقافة العربيَّة، وليس بينهم ولو ممثل واحد لأيَّة جماعة إثنيَّة أو ثقافة أخرى فى السودان، مِمَّا لا يُعقل أيضاً أن يكون قد وقع بمحض الصدفة!


    وإذن فالأدب، لدى الفريق د. قدور، هو (اللسان المُبين) المعبر عن ثقافة الأمَّة (الكتيِّب، ص 14). ولعل الإيماءة إلى (اللغة العربيَّة) واضحة هنا بمجرَّدها، وبما لا يحتاج إلى الاطناب فى إضاءتها، تماماً كما فى الاشارة القرآنيَّة «لسان الذى يلحدون إليه أعجميٌّ وهذا لسان عربيٌّ مُبين» (103، النحل). والخرطوم، لدى د. عون الشريف، «رمزيَّة ثقافيَّة للبلاد..


    (و) قيام مشروع الخرطوم عاصمة للثقافة العربيَّة يحقق جملة الأهداف الوطنيَّة والاقليميَّة والدوليَّة.. (و) يهدف.. إلى إدارة حوار ثقافى عربى فى مواجهة صراع الحضارات لتوحيد الرؤى الثقافيَّة العربيَّة حول المرتكزات الأساسيَّة للأمَّة العربيَّة» (الكتيِّب، ص 2425). وتمضى فى نفس الاتجاه كذلك ورقة اللواء (م) أبو قرون (ص 3149).


    أما الاشارة للثقافات السودانيَّة الأخرى فلا تكاد ترد فى كلِّ هذه النصوص إلا (كموضوع) لتأثير الثقافة العربيَّة، أو من باب (المضمضة اللفظيَّة) المحضة ـ فهى مكبلة جميعها بالقيد الفكرى التاريخى (لمركزويَّة) الثقافة العربيَّة بالنسبة لثقافات (الهامش). وثمَّة أدلة ثلاثة قويَّة على ذلك:


    الدليل الأول: أن المحور الفكرى الافتتاحى لاحتفاليَّة (الخرطوم عاصمة للثقافة العربيَّة)، والتى تأسَّس الاتحاد الوليد بمناسبتها، يدور حول إبراز «دور السودان فى (نقل) و(توطين) الثقافة العربيَّة فى المحيط الأفريقى» (الكتيِّب، ص 27). وما تلك، فى الواقع، سوى إعادة إنتاج لذات أطروحات التيار (السلطوى/التفكيكى) القديمة التى اصطدمت تاريخياً بصعوبات معرفة (الآخر) القائمة فى حاجز اللغة والثقافة والمعتقد.


    فاستسهلت التفسيرات التى تصوِّرها كمجرَّد «حواجز صناعيَّة أقامها المستعمرون لتجزئة القطر الواحد» (محمد فوزى مصطفى، 1972م)، أى كمحض مؤامرة استعماريَّة قطعت الطريق أمام التحاق الاثنيات الافريقانيَّة بحركة الاستعراب والتأسلم التى استكملت نموذجها الأمثل.


    بحسب زاوية النظر هذه، فى الشمال والوسط. وثمة مقدمات فكريَّة لذلك الاستسهال بلورتها، قبل الاستقلال، الاتجاهات الغالبة على فكر وثقافة المستعربين. ففى عام 1921م كرَّس الشيخ عبد الله عبد الرحمن الأمين كتابه (العربية فى السودان) لإثبات (نقاء) اللسان العربى فى السودان (كله)!


    وفى ذات الاتجاه انطلق الشعر (العربى) ليمثل صورة الفكر (السودانى) الرئيسية، من خلال الموالد وفعاليات الخريجين والمناسبات الدينية والاجتماعية المختلفة. وفى عام 1941م حدَّد محمد احمد محجوب، وكان من أبرز مثقفى تلك الحقبة ثم أصبح، لاحقاً، من أميز قادة الفكر السياسي فى حزب الأمة.


    وأحد الزعماء المرموقين الذين تقلدوا الوزارة، شروط المثل الأعلى للحركة الفكرية «فى هذه البلاد»، على حدِّ تعبيره، بأن «تحترم تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وأن تكون ذات مظهر عربي فى تعبيرها اللغوي، وأن تستلهم التاريخ القديم والحديث لأهل هذه البلاد وتقاليد شعبها. هكذا يمكننا أن نخلق أدباً قومياً، وسوف تتحول هذه الحركة الأدبية فيما بعد الى حركة سياسيَّة تفضى الى الاستقلال السياسى والاجتماعى والثقافى».


    ومن نافلة القول بالطبع أن المحجوب لم يكن يرى فى كل البلاد سوى (تاريخ) و(ثقافة) و(لغة) المستعربين المسلمين وحدهم! وتكتسى، بلا شك، دلالة خاصة فى هذا السياق عودة السيِّد الصادق المهدى، رئيس حزب الأمَّة، بعد ما يربو على نصف القرن، لينتقد ما أسماه (الأحاديَّة الثقافيَّة) لدى القوى السياسيَّة الشعبيَّة التى حكمت السودان بعد الاستقلال مما أدى إلى استقطابات دينيَّة وثقافيَّة حادة (ورقة «تباين الهويات فى السودان:


    صراع أم تكامل»، ندوة مركز دراسات المرأة بقاعة الشارقة بالخرطوم، 23/3/2004م). هكذا، وبإزاء مصاعب البناء الوطنى بعد الاستقلال عام 1956م، وبدفع من الجامعة العربيَّة والمنظمات الاسلاميَّة التى انتمى إليها السودان ضربة لازب، والتى أناطت به مهمة (تعريب) و(أسلمة) الأفارقة على مبدأ القهر والغلبة (عبد الله على ابراهيم، 1996م)، فقد أفرغت تلك الاطروحات فى:


    (1) إعلان (العربية) لغة رسمية، فيما أسماه بعض نقاد هذه السياسة «بالجبر اللغوى» (المصدر نفسه)، الأمر الذى تسبَّب فى إقصاء كلِّ أقوام التنوُّع الثقافى، باعتبار خاصيَّة اللغة كحامل للثقافة، وأحالها إلى مجرَّد هدف (للأسلمة) و(التعريب)، كما شكل إهداراً مبهظاً لكلُّ ثراء البلاد من جهتى التعدُّد والازدواج اللغويَّين، حيث توجد فى السودان ممثلات لكلِّ المجموعات اللغويَّة الأفريقيَّة الكبيرة، ما عدا لغات الخويسان فى جنوب أفريقيا (سيد حامد حريز ـ ضمن عبد الله على ابراهيم، 2001م).


    وبحسب إحصاء 1956م فإن اللغات التى يتحدث بها أهل السودان تبلغ المائة وأربع عشرة لغة. وقد صنف جوزيف غرينبيرج كلَّ المجموعات اللغويَّة الكبيرة فى أفريقيا فى أربع أسر. وباستثناء الأسرة الخويسانيَّة، فإن الأسر الثلاث الأخرى جميعها متوطنة فى السودان، وهى ميزة لا تتوفر فى أى قطر آخر فى أفريقيا.


    وتكمن أهميَّة مثل هذه الحقائق فى أنها تشير إلى عمق الصلات التاريخيَّة بين السودان وجيرانه القريبين والبعيدين، كما وأنها تشكل عنصراً مهماً فى تواصل السودانيين مع هذه الشعوب (الأمين أبو منقة، صحيفة الأضواء 16/2/2004م).


    (2) المراهنة، بعين البعد الواحد، على إدراج السودان بأسره تحت شعارات (العروبة) و(القوميَّة العربيَّة) و(الوحدة العربيَّة) وما إليها، واعتبار ذلك كله بمثابة (الممكن) التاريخى الوحيد المتاح لحلِّ مشكلة (الوحدة السودانيَّة)، فإذا بمردوده العكسيِّ الفادح يتمثل فى استحالته لدى (الآخر) إلى محض ترميزات ناجزة بنفسها للتيئيس من هذه (الوحدة)، وحفز الميل (للانفصال)، مِمَّا دفع ببعض المفكرين العرب، حتى ممن يرون أن «القوميَّة العربيَّة..


    لا تزال قوة حيَّة ومحرِّكة»، لأن يدقوا أجراس التنبيه إلى هذه «الخاصِّيَّة القطريَّة.. فى التفكير القومى العربى، وما تقدمه لذلك الفكر من أمثولة هو بأشد الحاجة إليها» (إيليا حريق، مقدمة فى: عبد الله على ابراهيم، 1996م). فالحقيقة أن الفكر القومى العربى «عالج.. تلك المشكلة بشئ من الخفة إن لم نقل العداء.. (و) التجاهل أو التهوين.. مدعياً.. أن الأقليات لا تختلف فى الرأى عن النهج القومى العام..


    (لكن) الطريق القويم للقوميَّة العربيَّة اليوم.. هو احترام الفروق القائمة فى المجتمع والدولة القطريَّة ومساعدتها على التكامل والنمو والازدهار لكى تستطيع.. تشييد البناء القومى الذى يقوم على قاعدة وحدات من الدول القطريَّة. فبدل أن نسعى إلى القضاء على الدولة القطريَّة وعلى خاصيَّتها، فالأحرى بنا أن نعمل للاحتفال بها والاعتماد على مقدراتها، فهى الأساس الذى نرتقى منه نحو البناء القومى الأعلى» (المصدر نفسه).


    ورغم أن السودان لم يُشرَك أحياناً فى بعض المنظمات العربية بسبب وضعه الطرفى، أو لعدم (حسم!) مسألة العروبة فيه (محمد عمر بشير، 1991م)، إلا أن العروبة والديانة الاسلاميِّة ترسختا، مع ذلك، لا (كخيمة) يؤمَّل أن تسع قضيَّة (الوحدة) بقدر ما تسع، كما ينبغى، حركة المثاقفة الطبيعيَّة بين مُكوِّنات التعدُّد السودانى، وإنما كأيديولوجية قامِعة فى أيدى نخب المستعربين الفكريَّة والسياسيَّة.


    هكذا تمدَّد تيار التعريب والأسلمة اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا وثقافياً، جاعلاً من الاسلام إطاراً وحيداً لمنظومة القيم فى كل البلاد، ومن العربية وسيلة وحيدة للصحافة والراديو والتلفزيون ودواوين الحكومة ومناهج التربية والتعليم، كما جرى «تأطير المجتمع.. على تلك الأسس..


    (مما) أعاق.. فرص الأقليات التي لا تتوافق مع النموذج السائد فى مجالات التطوير الذاتى.. و.. تكّون حاجز نفسى/سلطوى.. فى وجه أي مراجعة.. للشأن الداخلي يُظن أنها قد تمس جوهر الانتماء العربى».


    ولأن الثقافات (الأخرى) غير منسجمة فى السياق، بل وقد تتسبب فى إرباكه، فقد جرى إقصاؤها عملياً أغلب الأحيان، كما فى حالتى الدين واللغة. وزاد الأمر تعقيدًا عجز هذه النخب عن إنجاز القدر المطلوب من التنمية الشاملة، وتأسيس نظام للحكم يلبي طموحات الأغلبية. وفى ظل أوضاع التخلف، وتدهور الاقتصاد والظروف المعيشية.


    وارتفاع معدلات النمو السكاني، توسعت تلقائياً بؤر الصراع الاثني والجهوي والثقافى، مما تجلى فى تبني مواقف سياسية وثقافية مغايرة للسائد، بحمل السلاح فى مواجهة السلطة المركزية، وإشعال الحروب الأهلية والصراعات القبلية التى تتفاقم أبعادها وآثارها يومًا بعد يوم (المصدر نفسه).


    الدليل الثانى: أن أوراق الأساتذة الأجلاء لا تتردَّد فى وصف هذه المقاصد والأهداف الثقافيَّة العربيَّة (بالقوميَّة)، كما عند السيِّدين قدور (الكتيِّب، ص 11) وعون الشريف (ص 27)، جرياً على تقليد شائع فى حقل الفكر والسياسة فى السودان، حيث تستخدم هذه الكلمة وقرينتها (وطنى) أو (وطنيَّة) بصورة ملتبسة.


    ومدلولات مخادعة، خصوصاً حين يُراد تحشيد الذهنية والوجدان العامَّين حول قبول ودعم قيُّومِيَّة (المركز) المستعرب المسلم على ما (دونه) من (هامش) فى جبهة العلاقات الاثنيَّة: (وفاق وطنى، زى قومى، شخصيات قوميَّة.. الخ).


    فغالبيَّة الجماعة المستعربة المسلمة فى بلادنا انحدرت، فى الأصل، بثقلها الاقتصادى السياسى والاجتماعى الثقافى، من العنصر النوبيِّ المنتشر على امتداد الرقعة الجغرافية من الشمال النيلى إلى مثلث الوسط الذهبى (الخرطوم ـ كوستى ـ سنار)، وهو العنصر الذى تنتسب إليه غالب الطبقات والفئات والشرائح الاجتماعية التى تمكنت، على مدى خمسة قرون، من تركيز الجزء الأكبر من الثروة فى أيديها.


    والتى تشكلَ فى رحمها، تاريخياً، التيار (السلطوى/التفكيكى) المستعلى بالدين والعِرق والثقافة واللغة. فعلى الرغم من تلك الأصول النوبيَّة القديمة لأغلب المنتمين لهذه القوى الاجتماعية، إلا أنهم كفُّوا، منذ زمن بعيد، عن استبطان الوعى بهذه (الهويَّة) التى استحالت هى نفسها إلى (هامش)، وأضحوا يدركون فقط أن تشكلهم (القوميِّ) محدَّد بالعروبة والاسلام، وهذا حقهم بلا أيِّ جدال.


    ولكن المشكلة لا تكمن فى هذه السيرورة الهويويَّة التاريخيَّة نفسها، بقدر ما تكمن فى الأسلوب القمعى الذى انتهجته هذه القوى الاجتماعيَّة فى الاستعلاء بتأسلمها واستعرابها على سائر من تتوهَّم أنهم (دونها)، ضربة لازب، من أهل الأعراق والأديان والثقافات واللغات الأخرى. لقد ذوَت الهويَّة القديمة، إلى حد بعيد، فى وجدانها، ولم يعُد لنوبيَّتها أيُّ معنى حقيقى، ولكنها انطلقت تقدم نفسها ولغتها وثقافتها .


    ودينها فى مقام النموذج (القوميِّ) السائد ، دون أن تستوفى أشراط التمثل الكليِّ لمجموع الثقافات الأخرى، أو ما يمكن أن يختزل (منظومة التنوُّع) السودانى، فما تنفكُّ تعبِّر، فحسب، عن محض «إدراك نيليٍّ شماليٍّ لهذه الهويَّة السودانيَّة الصاعدة» (دورنبوس، فى بارنت وكريم ـ ضمن ب. ودوارد، 2002م).


    الدليل الثالث: أن المادة (4/12) من دستور الاتحاد الجديد نفسه تزيل الشكَّ باليقين، وتقطع، فى هذا الشأن، قول كلِّ خطيب، حيث تجعل من أهداف الاتحاد الرئيسية «أن تكون اللغة العربيَّة الفصحى هى الأداة الأساسيَّة للتعبير الأدبى»، الأمر الذى لا يمكن أن يعنى، عقلاً ومنطقاً، سوى افتراض أن يكون الأديب أو الكاتب الجدير بعضويَّة الاتحاد من المستعربين أهل اللغة العربيَّة والثقافة العربيَّة!


    ولنا أن نتأمَّل، بعد ذلك، فى حقيقة المعنى الذى تذهب إليه بقيَّة المادة بقولها «.. ويعمل الاتحاد على رعاية الابداع الأدبى والفكرى باللهجات المحليَّة وتشجيع اللهجات واللغات الأخرى بفنون الابداع»! فإن لم تكن تلك هى (المضمضة اللفظيَّة) بعينها، فكيف تكون إذن؟!


    هكذا انصبَّت مواضعات (الخلفيَّة الفكريَّة) لدستور الاتحاد (الحكومى) الجديد للادباء والكتاب على ترسيخ تلك الرؤية القديمة القائمة فى كون السودان هو وطن الجماعة المستعربة المسلمة فحسب، والهويَّة العربيَّة الاسلاميَّة وحدها.


    وهى ذات الرؤية البالية التى أفضت بنا، من فوق خمسة قرون من الاستعلاء على (الآخر)، إلى هذا المآل البائس من التشرذم المأساوى والحرائق المستفحلة. (نواصل).


    ـ كاتب سوداني


                  

12-27-2004, 09:54 PM

Nagat Mohamed Ali
<aNagat Mohamed Ali
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 1244

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اتِّحَادُ الكُتَّاب .. المُسْتَعْرِبِين !:كمال الجزولي (Re: Deng)

    الأخ دينق
    تحياتي
    هذا هو الجزء الأول من مقال الأستاذ كمال الجزولي.


    الحُكومَةُ والكُتَّابُ فى السُّودانْ (1) مَشْرُوعِيَّةُ الغَضَبْ!
    كمال الجزولي
    الحوار المتمدن - العدد: 1053 - 2004 / 12 / 20

    مفهومة ، تماماً ، مشاعر الغضب النبيل التى استقبل بها أعضاء وأصدقاء (اتحاد الكتاب السودانيين المحلول) المحفل الذى نظمته الحكومة ، خلال يومى 8 ـ 9/12/2004م ، عبر آليَّة (الأمانة العامَّة لفعاليَّات الخرطوم عاصمة للثقافة العربيَّة) ، وسعت من خلاله لتحشيد أكثر من سبعمائة شخصيَّة مِمَّن تأنس فيهم (هىَ) كفاءة (الأدب) و(الكتابة) ، وبعضهم أكفاء ما فى ذلك شك ، بتوجيه الدعوة إليهم عن طريق إعلانات صحفيَّة مدفوعة الأجر ، وفيهم من قضى محسوراً ، ومن ينتظر مشلولاً ، ومن شرِّد فى الآفاق ، ومن توزَّعته المنافى والمغتربات ، بل ومن لم يسمع بالمحفل ، أصلاً ، أو بلجنته التحضيريَّة (المنتخبة) ، أو بأنه ، شخصياً ، مُصنف ضمن حضوره ، إلا عندما قيل له ، بالمصادفة ، إن اسمه منشور فى عداد (المطلوبين) للمشاركة فى ما سُمِّىَ (بالمؤتمر التأسيسى للاتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين)!
    مفهومة ، تماماً ، كلُّ ردود الفعل العفويَّة الغاصَّة بالحنظل فى الصحف والمنتديات ومجالس الأنس وشتى مواقع الحوار السيبيرىِّ على الشبكة العالميَّة. فأصحابها مبدعون تتحشَّد أعصابهم الاستثنائيَّة بالرنين ، ولا تخبو ذاكرتهم الوضيئة بالتقادم. واتحاد (كتابهم) الشرعى تعرَّض للحلِّ العدوانىِّ السافر ، قبل أكثر من خمسة عشر عاماً ، بإجراءات (عمليَّة) لا تخفف من وطأة ظلمها ، بعد كلِّ هذا الزمن ، شنشنة المغالطات (الاداريَّة) فى ذكر ما جرى ، أو طنطنة التأويلات (القانونيَّة) لدلالات (الفرمان السلطانىِّ) الذى سُلم لهم فى هذا المعنى ، ثم ما لبث أن تأكد بواقعة طردهم المزرى من (دار المقرن) التى شهدت ، فى زمانها ذاك ، من النشاط الأنيق ما ليس بمسبوق ، ومن الجهد الخلاق ما ليس بملحوق ، والتى لطالما جلس الناس فى نجيلها المضياف يتفيأون أعلى أفواف الثقافة السودانيَّة ، وأسمق نخيل الفكر الانسانى عربيَّاً وأفريقيَّاً وعالميَّاً. وهىَ هىَ (الدار) التى كانوا قد اكتتبوا بالتقطيع من الجلد كى تصبح حاضنة لتفاعلاتهم المباشرة مع بعضهم البعض ومع الجمهور ، ولتأسيساتهم الجمعيَّة للوجود السودانىِّ المغاير ، بكلِّ ما فى ذلك من احلام عبقة ، وآمال دبقة ، واحتمالات لانهائيَّة يتبحبحون فى أكناف مقاصدها احتفاءً بالآخر ، وبديموقراطيَّة التنوُّع الثقافى ، وبحريَّة البحث والاكتشاف والتعبير ، فإذا بها تنتزع ، بغتة ، من حدقات عيونهم كى تخصَّص لبعض تنظيمات أهل الولاء الطلابى للسلطة الجديدة التى ما كانت قد انقضت ، وقتها ، سوى بضعة أيام على إذاعة بيانها الأول صبيحة الثلاثين من يونيو عام 1989م! ولولا بعض الفطانة واتساع الرؤية لقال الناس إن قيامتها ما قامت إلا لأجل ذلك! على أن الفطانة واتساع الرؤية يوجبان أيضاً ألا نغفل استبصار جدل العلاقة بين العدوان على (اتحاد الكتاب) والعدوان على (الديموقراطيَّة)!
    إذن فقد كان تجريد (اتحاد الكتاب) من (داره) فعلاً سياسياً استهدف ، أول ما استهدف ، تنفيذ (حلِّ) الاتحاد بتجريده (عملياً) من أهمِّ أسباب منعته الثقافيَّة الديموقراطيَّة التى شهد بها القاصى والدانى أوان ذاك. وقد تكون محاولة الكشف عن جوهر المسكوت عنه (سياسياً) بمسبار المُفصَح عنه (إدارياً) منطوية ، لدى البعض ، على قدر من الغرابة ، للوهلة الأولى ، سوى أن شرح هذا لا يطول. ذلك أن الكتابة الابداعيَّة ، مثلها مثل ضروب الابداع الأخرى ، هى ، من قبل ومن بعد ، نشاط اجتماعى فردى يمارسه منسوبو شريحة اجتماعيَّة محدَّدة وواسعة ، دون أن تضمُّهم ، فى العادة ، جغرافيا واحدة. فالكاتب ، مثلاً ، قد يكون موظفاً فى مصلحة ما ، وقد يكون عاملاً فى مصنع ما ، وقد يكون طبيباً فى مستشفى ما ، وقد يكون معلماً فى مدرسة ما ، مثلما قد يكون عسكرياً أو مدنياً ، ريفياً أو حضرياً ، مقيماً أو متنقلاً ، وما إلى ذلك.
    مثل هذه المهن والفضاءات الديموغرافيَّة غالباً ما تتيح لكلِّ المنتمين إليها ، سواء كانوا من الكتاب والمبدعين أم من غيرهم ، فرصاً لعُشرة اجتماعيَّة حميمة مع أناس تتخذ القواسم والمصالح والاهتمامات المشتركة بينهم شكل التواصل اليومىِّ والمنهجىِّ المنتظم ، ولو بالحدِّ الأدنى الذى توفره (جغرافيا) العمل نفسها ، بما يرعى هذه المصالح والاهتمامات ، بالحدِّ الأدنى ، ويضمن القدر المعقول من إمكانات تفتحها وازدهارها على كلا المستويين المهنى والانسانى.
    لكن (جغرافيا) مثل هذه لا تتوفر ، فى العادة ، لكتابنا الذين لم تبلغ مهنيَّتهم ، بعد ، ولأسباب اقتصاديَّة سياسيَّة معلومة ، مستوى الاحتراف. فهم إنما يكتبون تحت شروط الفرجات الشحيحة التى يصطنعونها اصطناعاً بين تقاسيم الوقت الاجتماعى الضرورى لكسب العيش ومكابدة شواغل الحياة الأخرى ، مثلهم فى ذلك مثل سائر الخلق. لذلك ، ومهما يكن من شئ ، فإن الكاتب أو المبدع لا يكفُّ عن التشوُّق إلى مناخ آخر هو مناخ (الاتحاد) الذى يوفر له التضام والتواصل المنهجى المطلوب بإلحاح مع غيره من الكتاب والمبدعين ، خدمة لقضايا أخرى تتسِمُ بقدر هائل من التشعُّب الكمى والتميُّز النوعى. ومن نافلة القول أن أول أشراط هذا المناخ ، ليس فقط الوجود (القانونى) ، أو توفر (التمويل) ، أو الحد الأدنى من (الحريَّات الديموقراطيَّة) ، بل ، وبدرجة لا تقلُّ أهميَّة ، وجود (الدار) ، أو (الجغرافيا) الحاضنة والمُيَسِّرة لوحدة النشاط على تنوُّعه ، تحت ظرف لم تنمح فيه ، بعد ، (الأميُّة السيبيريَّة) لدى معظمنا ، كى نقول إن بمستطاعننا أن نخلق من (الكونفرنس) و(الماسنجر) و(الايميل) وسائر ما توفره وسائط الاتصال الحديثة (جغرافيانا) البديلة ، عِلماً بأن (اتحاد الكتاب) منظمة مجتمع مدنى مفتوحة بطبيعتها ، وشرط العلنيَّة لازم ، بالتالى ، لنشاطه الاجتماعى المطلوب ، فلا يتوهَّمَنَّ كريم إمكانيَّة أن يتحرَّك ، قيد أنملة ، بشروط السِّريَّة!
    لذلك كله فما من شكٍّ يخالطنا فى أن الذين اجترحوا تلك الاجراءات التى عصفت (باتحاد الكتاب السودانيين) عملياً ، تحت شرط الشموليَّة التى عصفت بالديموقراطيَّة ذاتها فى خواتيم ثمانينات القرن المنصرم ، كانوا يعلمون ، يقيناً ، مثل علمهم بجوع بطونهم ، أن ذلك كله قد كان بمثابة الفصل للتيار الكهربائى عن جهاز لا يعمل إلا به! فمن ذا الذى تراه يقتنى ، مثلاً ، جهاز تلفاز ، بالغة ما بلغت جودته ، ليضعه فى بيت لا تصله كهرباء؟! وبذات المنطق ، من الذى يمكن أن تنشرح حماسته للمشاركة ، وفق شروط الشموليَّة والطوارئ وغياب الديموقراطيَّة ، فى إدارة (اتحاد للكتاب) بلا ضمانات للحقوق والحريات من جهة ، وبلا دار أو (جغرافيا) تجمع الكتاب ، من الجهة الأخرى ، فلا يدرى ، أصلاً ، متى أو أين أو كيف سيتواصل مع الآخرين ولو إنسانياً ، دع أن يتفاعل معهم مهنياً ، وبالصورة المنهجيَّة اللازمة لزوماً لا بديل له سوى التشظى والشلليَّة وإهدار الوقت فى المعارك الدونكيشوتيَّة وسوء التفاهمات غير المرغوب فيها!
    تلك هى أهمُّ الأسئلة التى ظلت تشغل تفكير هذه الشريحة من المبدعين السودانيين. وقد تعلقت آمالهم ، مؤخراً ، كما وآمال قطاعات الشعب كافة ، بما يمكن أن تسفر عنه جهود إيقاف الحرب الأهليَّة من اطفاء للحرائق المشتعلة ، أو التى تنذر بالاشتعال ، فى طول البلاد وعرضها ، وإحلال السلام ، والتغيير الديموقراطى ، وبما سيترتب على كلِّ ذلك ، حتماً ، من اتساع فى الفرص الجديدة للسير بطريق دستورىٍّ آخر يسمح باستعادة الكتاب وكلِّ المبدعين لاتحاداتهم الأهليَّة وروابطهم الطوعيَّة فى أجواء الحريات العامَّة والحقوق الأساسيَّة ، ناهيك عن استحقاقهم لتلقى (اعتراف) رسمىٍّ علنى مخصوص (بحقيقة) العدوان الشمولى الذى وقع على (اتحادهم) قبل عقد ونصف من الزمن.
    لكن ، ها هم ، وبدلاً من ذلك ، يتلقون دعوات ، عن طريق الصحف السيارة ، لمؤتمر تأسيسى (لاتحاد جديد) تحت إشراف الحكومة ، وبترتيب مباشر منها ، فلكأن شيئاً لم يكن ، ولكأن (اتحادهم الأصلىَّ) لم يكن واقعاً ، بل محض (حُلم ليلة صيف) ، ولكأنهم لا يَعْدون ، فى الحساب الحكومى الختامى) ، محض زر تضغطه لينغلِق ، ثم تضغطه لينفتح ، وهكذا دواليك!
    أفلا يتبقى لديهم ، بعد هذا كله ، مجرَّد الحق الانسانىِّ البسيط فى أن .. يغضبوا ، دَعْ حقهم الأصيل فى أن يمتنعوا عن المشاركة للحدِّ الذى تراجع فيه العدد المتوقع فى الجلسة الافتتاحيَّة من أكثر من سبعمائة كان يُفترض حضورهم ، حسب الدعوة ، ولو من .. المقابر ، ليتقلص إلى أقلِّ من ثمانين ، بما فى ذلك الرسميون والموظفون العموميون وإداريو (الأمانة العامَّة لفعاليَّات الخرطوم عاصمة للثقافة العربيَّة) ، ثم ليتقلص العدد أكثر ، بعد انفضاض سامر الجلسة الافتتاحيَّة وبدء جلسات التأسيس الفعلى ، إلى أقل من .. عشرين؟! وهل ، يا ترى ، أدرك هؤلاء السادة المنظمون ، مِمَّن أطلقوا على أنفسهم إسم (اللجنة التحضيريَّة المنتخبة) ، معنى أن يخلص كلُّ الوقت والمال المبذول إلى محض جهد مُهدَر؟! (نواصل)
                  

12-28-2004, 00:46 AM

Mannan
<aMannan
تاريخ التسجيل: 05-29-2002
مجموع المشاركات: 6701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اتِّحَادُ الكُتَّاب .. المُسْتَعْرِبِين !:كمال الجزولي (Re: Deng)

    الاستاذ كمال الجزولى ذو قلم رشيق وصاحب ادب غزير اتابع بكل اهتمام ما يكتبه فى شتى المواضيع باسلوب شيق.. تحدث الاستاذ عن دور المستعربين من ذوى الاصول النوبية الذين حملوا لواء التعريب والاسلمة الى داخل السودان.. خدث كل هذا وبوتائر عالية بعد خراب سوبا واجتياح التحالف العربى الزنجى لآخر الممالك النوبية المسيحيةفى عام 1505م والناظر فى محتويات طبقات ود ضيف الله يلحظ ان اللغة العربية كانت مشوبة بكثير من العجمة وان الثقافتين العربية والاسلامية كانتا تنهضان من مرحلة جنينية وبرافد اسلامى وعربى خاصة من الازهر (الرواق السنارى) والحجيج الذين كانوا يزرعون ارض السودان جيئة وذهوبا من اقاصى غرب افريقياالى الحجاز وفى ظل اضمحلال الثقافات المحلية اصبح السودان وجبة سهلة للثقافتين الاسلامية والعربية ولم تجد مصر ادنى صعوبة فى إلحاق السودان بالصف العربى ليكون مخزنا خلفيا (عمقا استراتيجيا) لمصر وانضم العرب السود ( السودان والصومال وجيبوتى ) الى الجامعة العربية رغم اعتراضات بعض الدول العربية على عروبة السودان واخواته السود.. انها ثقافة خمس قرون استطاع خلالها العروبيون تعريب السودان .. وصارت الخرطوم يوما من الايام عاصمة للصمود العربى وحاضنة لمؤتمر اللاءات الثلاثة.. اصبح السودان عربيا اكثر من العرب .. اصبحنا نشاهد الافلام العربية ونحب نجمات الشاشة العربية فاتن حمامة وسعاد حسنى ونطرب لآحمد سعيد وسعد غزال وصوت العرب وركن السودان واشعار نزار قبانى وخطب الزعيم جمال عبدالناصر.. وتستقبل الخرطوم القائد المنهزم استقبال الابطال..الفاتحين ويلتقى ناصر والقذافى ونميرى فى الخرطوم ويستقبل السودانيون الزعماء الثلاثة(بحب عربى جارف) ويهتفون (ناصر.. قذافى نميرى!!) وتستمر عمليات غسيل العقل السودانى Brain Wash ويدعى البعض ان اصولهم من الحجاز ومن البيت النبوى الشريف وكأن الآخرين ليس لهم ذلك الحق والشرف الإلهى والانتساب الى ارومة العروبة وبيضة الاسلام.. من لا يجيد اللغة العربية لا يعمل فى الوظائف الحكومية.. ويجلد النوبيون (كلمة نوبية بجلدة) فى المدارس يوميا إلى ان حققت بحت الرضاء فى اقل من اربعة عقود انجازا فى مجال التعريب لم تحققه فرنسا فى مستعمراتها..وكملها طيب الذكر محي الدين صابر.. وعن اتحاد الكتاب والادباء والشعراء فحدث ولا حرج.. فقد كان وسيظل اتحادا بلسان عربى مبين يجتر ويلفظ الثقافة العربية ويسدى خدمة مجانية للعروبة بتعريب السودان بالاقساط.. كمثل الحمار يحمل اسفارا.. وصبى يا سحابة أنى شئت فسيذهب خراجك للعرب!!!!!

    هنيئاللخرطوم تتمخطر فى حلتها العربية..عروس من الزنج عليها قلائد من جمان وحلة عربية تكاد بالكاد تغطى سوأتها وثقافتها السوداء...


    نورادين منان
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de