|
إلى شهرزاد
|
بعد قطر من المطر .. أشرقت كلماتك من بين غيوم الصمت .. وادركت انا حينها انك تتكونين من سبعة ألون، من التميّز.. وأن ثمة علاقة بينك وبين قوس قزح .. أتكئ على مرفق الدهشة، وأسألك (كيف أوراقك لا تعد .. وانت بهذا التوحيد مثل شجرة!) .. اللون الأبيض هو بشراك بالعالم الجديد .. الذي يسكنه،أبنائك، وبناتك الطيبين .. وعتبات اللون الأبيض من سبعة درجات!! هل حقا التوحيد بهذه الغرابة!!
......انتظروني لأسن القلم
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إلى شهرزاد (Re: محمد هارون حميدان)
|
أنا تحركت نحوك في عتبة اللون الأخضر .. تهت في درجات الألوان الأخرى .. عنادك برتقالي لذيذ الحموضة .. أحبه ولكني لا استطيع ان امنع تعابير وجهي من الارتعاش لدى تذوقه .. سأهجر البرتقال اذا تخلى عن حموضته .. بعض الإجابات بـ(لا) .. أحلى كثيرا من (نعم) .. فقط دعي العناد ينضج في شجرته، وتسقط ثماره من تلقاء نفسها بفعل النضج .. حينها تكون حموضتها بطعم البرتقال.. وتكون (لا) التي يرسم معها شعرك دائرة من الرفض، قطرها أنا .. تكون حقل برتقال .. محيط حبنا الزمان والمكان، وانت مركزي .. بعض الزوايا الحادة (تجارب) .. أنا وانت مهندسان .. أشواقنا مباني كثيرة شيدناها، ولم نسكنها .. الليل "مقاول" يأتي بالرمل، و"خرصان" الذكري .. الذكرى ليست ناقوس يدق .. هي رسومات قديمة نفذناها على أرض الواقع .. والعمال المهرة كلماتنا.. أقول لك، وانا أعقد ساعدي مهندس بارع (عشرة طوابق من الأشواق تكفي .. هم في مصلحة إطفاء الحريق يخلون مسؤليتهم من الطابق الحادي عشر .. يسيطرون على الشوق الذي يصل الى درجة الوجد .. أما الهيام فليس من إختصاصهم .. حجتهم أن المياه لا تصل الى ذلك الإرتفاع .. ما رأيك وقد بلغت من شوقي الطابق العاشر .. هل اواصل صعودي الى سماء قد تحترق؟!).
مازال عندي ما أقول لها....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى شهرزاد (Re: محمد هارون حميدان)
|
مرحباً بك يا محمد هارون
و الله سعدت بدخولك للمنبر و هذه أول مره أقرأ لك فيها و بهرني قلمك الأخاذ و هو يحاور شهرذاد بلغة الألوان و يدعوها للصعود الروحي و التسامي الأنساني. لعمري تلك هي محبة ما بعدها محبة.. واصل الكتابة و اتحفنا بالمذيد
الصاوي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى شهرزاد (Re: محمد هارون حميدان)
|
كفنان يعجبني النظر الى الافق .. لا تحده حدود .. لا يقيد مقدرتي في التحديق .. ويتركني اقدّر مسافته الحقيقية ، بمزاجي ، وبما تسمح به عيناي .. هو التقاء حقيقتين .. حقيقة الوجود .. وحقيقتي كناظر لهذا الوجود . ديمقراطي جدا الافق .. وليس مثل غرفة تحدها حيطانها ! كذلك يريحني دينيا .. اذ انه التقاء الأرض بالسماء .. لذلك هو مشوار بعيد ، ولا ينتهي .. بل يمتد في في إماكن أخرى .. هي بالتعبير الصوفي عوالم أخرى في الملكوت . أو هي الإطلاق . في غرف صغيرة ، ضيقة ، التقيت اخريات .. ولكني لم التقيك الاّ حينما نظرت الى الأفق . لا يعرف الحرية ، الاّ من ذاق السجن .. اقدّر جدا ان حديثي عن قضايا ، وسجون مظلمة ، قديمة ، يخدش الحياء العام لدولة يحكمها الدستور ، ويذهل أطفالها اذا انقطع التيار الكهربائي .. بعض البدو، الذين اطلق سراحهم في العام 2002 ، تحدثوا في ( ميدان الحرية ) وأمام جمع من الطلاب ، عن ذكرياتهم تلك .. آسف لكونهم نسوا غرابة المصطلح .. هنا شرح لبعض الذي قالوه .
للحديث بقية....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى شهرزاد (Re: محمد هارون حميدان)
|
أبي شديد الثقة من استعداداتي لهذا العام .. يعرف انني احرز نجاحات في أجواء عالية من الثقة .. في أول يوم ذهبت الى المدرسة ، وانا أحمل عدتي الدراسية كاملة .. أضحك على نفسي .. من بتين الجدية يا ولد .. كانت الجدية التي تبدوا على وجهي ، فيها كسر شديد للروتين ، حيث مكثت لاكثر من اربعة سنوات اتصرف بإهمال شديد مع مواد الدراسة .. أبي يعاتب قليلا .. تعجبه نجاحاتي في أشياء أخرى .. رغم انه استاذ ثانوي .. كنت الأول في أشياء كثيرة .. في النادي انا الأول على الشطرنج .. طيلة اربعة بطولات لهذه اللعبة ، وانا احتفظ باللقب .. كذلك في الرسم ، انا الاول لسنوات متتالية .. لدي جانب آخر في الفنون اليدوية ، هو التصميم .. اصمم أشكال مجنونة من الكرتون .. وقد طورت هذه المهارة لحد بعيد .. أخترعت مواد اخرى للعمل .. وكنت في اجازاتي في الخرطوم ، أصمم لطلاب كلية الهندسة النمازج المعمارية التي تطلب منهم .. يعطوني خريطة معقّدة .. مرسومة بالقلم الرصاص .. أعطيهم مواعيد للتسليم .. لم أكن أطلب نقود .. ولكنني أعمل حسب المزاج .. اذا لم تعجبني الخارطة لا أنفزها .. كانوا يثقون في زوقي جدا .. يفرحون للغاية بمجيئي الى الخرطوم .. لم أكن أبقى طويلا .. جميع الذين عرفوني ، بما في ذلك أصدقاء والدي ، كانوا يحاولون اقناعي ان أمتحن رياضيات لأدخل كلية الهندسة .. بعض المهندسين اصدقاء والدي عرضوا المساعدة ..... كنت أرفض مجرد الفكرة .. أنا على كرهي للرياضيات أتخصصها ! كذلك الفيزياء لا افهمها مهما شرحوها لي .. المهم في الأمر أنني تركت كل شئ أهتم به ، واتجهت الى دراستي التي اخترتها .. كان جدولي ثابت طيلة عام .. المدرسة قريبة جدا من البيت .. استيقظ في السادسة .. ادرس لساعتين . اذهب الى المدرسة .. اعود في الواحدة والنصف .. اذاكر نصف ساعة وانام .. استيقظ في الرابعة الاّ الربع .. استحم ( كان شيئا مهما ) آكل سريعا .. أخرج الى الجبال التي خلف البيت .. اتجول بين الجبال وانا احمل المعلّقة .. المكان ساكن وجميل الى حد بعيد .. اظل هناك حتى مغيب الشمس .. اعود الى البيت .. اضع المعلّقة ، واحمل مذكرة التاريخ .. المدرسة خالية ، انا والغفير ، وثلاثة طلاب من المساكن الشعبية .. ادرس لاربعة ساعات واعود الى البيت .. اتعشى بسرعة ، واعود الى المدرسة .. يكون الجميع قد ذهبوا ، نظل انا والغفير .. ارفع راسي كل ساعة ، وامازحه من شباك الفصل .. اسمه عم جمعة .. ابنه زميلي .. اقول له ( لسة ما اقنعت مهدي يجئ يذاكر معاي ) يقول لي ( والله مهدي تعبت منه .. عايزك يا ولدي تكلمه .. تنصحه ) بعد حوالي شهر تمكنت من اقناع مهدي .. وصار رفيقي ... كنت انا أعلى مجموع في المدرسة .. ومهدي نمرة اثنين .. عم جمعة كان يبكي بحرقة وهو يحتضنني .. يقول لي من خلال دموعه ( والله يا ولدي بتذكر ابوك الله يرحمه لما كان بجي في المدرسة ، ويشاغلكم انت ومهدي .. انا ابوك يا ولدي ) .
للحديث بقية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى شهرزاد (Re: رحاب بنت المكي)
|
رحاب .. الصديقة الوفية.. أشكرك على الدعاء الصادق المُستجاب بإذن الله...
التحايا إليك... .. ولم ننسك يا رحاب...
سأواصل فيما بعد
محمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى شهرزاد (Re: محمد هارون حميدان)
|
سلامات وعوافي محمد هارون يشهد الله يارجل انك ليست بالهين يااخي الكريم كتاباتك جميلة وقوية ومتماسكة وربما الايام القادمات سيطلع عليها الناس وحينها فقط ستدري انت كم هي جميلة كتاباتك اتمني ان تواصل هنا في البورد بلاغيبة واتمني كذلك مشاركة الزملاء النقاد فحتما ستسفيد انت ونستفيد نحن فتجربتك جديرة بالمتابعة والغد يحمل لك باقات من النجاح فانتظره منتصب القامة واليراع ولك خالص الاماني بالتقدم وسنقتفي اثرك الي حين اكتمال مشروعك الادبي فسر بخطي حثيثة ملاحظة بسيطة اتمني ان تصغر الخط قليلا حتي لايكون حجم البوست اكبر من الشاشة ارجو ان لاتضايقك ملاحظتي ملاحظة اخري لك مشاركات من قبل ابان الايام الاولي لتسجيلك في البورد قدر قراتها كلها ولكن ربما البورد بشكله الجديد قد جعله في الارشيف اتمني ان تعيد نشرها هنا لانها لم تجد الحظ الكامل لمتابعته نسبة للتعديلات التي حدثت للمنبر الحر مع فايق حبي وتقدري عبدالرحيم عبدالله عبدرالرحيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى شهرزاد (Re: ودرملية)
|
العزيز ود رملية (عبد الرحيم)
مشاركتك معي فخر كبير لي.. وأشكرك جداً على تسجيل حضورك في دفتر الغياب... ملاحظاتك هي محط تقدير.. وقد حاولت أن أصحح من مشكلة الخط.. أتمنى أن تكون بهذه الطريقة أفضل..
بالنسبة لمشاركاتي السابقة.. أشكرك على الاهتمام.. سأحاول أن أتبع نصيحتك..
في الوقت الحالي .. سأكتب إلى شهرزاد
محمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى شهرزاد (Re: عبدالله عثمان)
|
سلامات وعوافي عنقي يتأنق بهذه القلادة يامحمد اشكرك الان وبعد اكتمالك وترانيم النشيد الشهرزادي فعلا هي امراءة لكل المعطيات السياسة والادب والفن ..الخ.. هي امراءة تسرج نحوها خيول الدهشة وعند الوصول صهيل الامنيات سيخترق المدي فلا صوت يعلو سوي صوت الحب ..فهو حق..والحق يسود.. مع فايق حبي واهتماماتي..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى شهرزاد (Re: محمد هارون حميدان)
|
الأخ محمد هارون حميدان ، تابعت هذه الكتابات ، ذات المزاج المتجاذب بين الحزن والتفكر والدعابة ،وان فيها الكثير مما يلامس القلب ( مشهد العناق بين الأم وابنها يوم نجاح الأخير ) وغير ذلك مما أوصلته لنا التداعيات الحية . هل قصدت جعلها متفرقة ؟ وهل يمكن ربطها بالمناخ الأول الذي تواترت بعده الخوطر ؟ هذه أيضا مجرد خواطر ، أقول لك من خلالها اني قد تابعت البوست ،وأرجو أن تواصل .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى شهرزاد (Re: محمد هارون حميدان)
|
الاستاذ عبد الله عثمان .. شكرا مرة اخرى على متابعتك لما اكتب ، وهذا عهدي بك دائما .. وعاجل الشفاء للصديق محمد عبد الرحمن ( جمهوري ) .. وعلى ذكر مقولة العارف بالله لأبي ذيد البسطامي ، التي اوردها ابن عربي في متن حديثه عن الغربة ، فإني لارجو الله ان يكون ما ابحث عنه أمامي ، و إمامي ، فتكون شهرزاد ( شهرا زاد .. وتكون في زيادة حتى تبلغ الف شهر ، فتكون ليلة قدري .. وتكون اصباحا جديدا .. وتكون كل ما ارجو لها ان تكون . فكن هنا ، وكن الآن ، وقل الله ( بمعنى …) .
العزيز ودرملية .. بحرارة دعني اشكرك على إطلاعك الدائم لما اكتب .. واعتزر عن غيبتي ، وصوارفي .. ساعود لأكتب مرة اخرى ، اتمنى ان تكون هنا ، وأن تتابع معي ، ولا يفوتني أن اعتزر عن غياب شهرزاد ، وهي لن تأتي قريبا .. هل تسمحوا لي ان اكون بينكم حتى تعود !
الأخت رقية وراق .. سعدت بتعقيبك ، وتحفيزك لي كي اواصل .. فيما يخص سؤالك ( هل قصدت جعلها متفرقة ؟ وهل يمكن ربطها بالمناخ الاول الذي تواترت بعده الخواطر ؟ ) اقول لك .. كلمة ( تداعي ) التي تكرمت بها اراها اعمق في وصف رسائلي لشهرزاد .. أنا لم اقصد جعلها متفرقة ، وغير ذلك صحيح ايضا .. بمعنى آخر انا خلقت الزمان والمكان في نص هذه الرسائل ، واضعته .. وكل عملي انني ابحث عنه في الثلث الاخير من ليل شهرزاد ، قبل ان يطلع الصباح فتسكت .. رغم ان سكوتها كلام ( يا حلو دا السكوت مرات كلام .. وعدم الملام هو كمان ملام .. يا سلام عليك يا سلام ) او كما يغنيها مصطفى سيد احمد . سعيد بمداخلتك ، وارجو حقا ان تتابعي ، وأن اتلقى منك مزيدا من التعليقات على الرسائل .
محمد
| |
|
|
|
|
|
|
|