|
أمازيغيون ينفون أي علاقة لهم بالعـــروبة.. وفقهاء يشددون علي الطريقة المحلية في التجويد والآذان
|
دعوات مغربية لقطع الصلات بالمشرق ولكنها لا تجد آذانا صاغية في عالم الغناء والموضة 2004/12/24 أمازيغيون ينفون أي علاقة لهم بالعروبة.. وفقهاء يشددون علي الطريقة المحلية في التجويد والآذان الرباط ـ القدس العربي : أصبح العديد من المغاربة هذه الأيام يديرون ظهورهم للمشرق، محاولين قطع كل الصلات التي تربطهم به ما عدا صلة العقيدة. ولم يعد الأمر يقتصر علي حالات فردية، بل اتخذ شكل مواقف يعبر عنها ـ تصريحا حينا وتلميحا حينا آخر ـ في بعض المنابر الإعلامية والمنتديات السياسية والاجتماعية والثقافية. وتبدو المسألة الأمازيغية كأحد أبرز تجليات هذا الصراع والتموقف من الشرق. فالعديد من أنصار هذه القضية يرددون في أكثر من مناسبة: ما لنا ولهذا المشرق، فنحن مغاربة أمازيغ، والعربية دخيلة علينا؟ . وينعتون كل من يتمسك بالعروبة بـ القومجي . ولذلك، ما فتئوا يجاهرون بالرفض لسياسة تعريب المعاملات الإدارية والمناهج التعليمية التي تغلب عليها اللغة الفرنسية. وقد كسبوا في الآونة الأخيرة معركتين: معركة إدراج الأمازيغية في التدريس بالتعليم الابتدائي ومعركة اعتماد حرف تيفيناغ ـ وليس الحرف العربي ـ للكتابة بلغتهم، وتبقي أمامهم معركة الاعتراف الدستوري بالأمازيغية وإقرارها كلغة رسمية في البلاد إلي جانب العربية، وكذا معركة إضفاء المشروعية علي ترجمة معاني القرآن الكريم إلي هذه اللغة. ومن ثم، سيقفلون كل الأبواب والنوافذ في وجه المشرق، علي حد تعبير أحد الملاحظين. ويري بعض المهتمين أن هذا البعد الأمازيغي يجد مصداقيته ومسوغاته في المواقف السياسية للدولة المغربية إزاء المشرق العربي، إذ يلاحظون أن الساسة المغاربة أصبحوا يتعاملون بفتور مع القضايا العربية، ويستدلون علي ذلك بتراجع الموقف الريادي للمغرب من القضية الفلسطينية، وكذا بحالة البرود التي تشهدها العلاقة بين الرباط وبعض البلدان الخليجية التي كانت مثالا لـ علاقة الصداقة والأخوة ، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية. وعلي ذكر هذا البلد، فالملاحظ أن أغلب الصحف المغربية ما فتئت ـ خلال الشهور الماضية ـ تنشر غسيل مسؤوليه وبعض مواطنيه الذين يفدون إلي المغرب، إما بغرض المتع الحسية، أو استغلال الكرم المغربي لربح مشاريع استثمارية بطرق ملتوية. وبلدان الشرق عموما والسعودية خصوصا صارت في المغرب ـ خاصة في بعض الصحف ـ مرادفة للوهابية والتطرف والإرهاب. ومن ثم، لا غرابة إن لوحظ أن كل المدانين بقضايا إرهاب في الرباط تحتوي ملفاتهم علي صلة ما بمملكة آل سعود ومذهبها العقائدي. فكل مغربي مغترب وافد إلي وطنه من هناك يحمل ـ في تقدير تلك الصحف ـ تأثيرات وهابية، إلي أن يثبت العكس. ولذلك، أصبحت السلطات المغربية تشن خلال معارض الكتب الدولية حملة متشددة للحيلولة دون عرض الكتب والمطبوعات والأشرطة التي يُشكّ في مضامينها الدينية. ولم يسلم من ذلك حتي القرآن الكريم، فقد سبق لوزارة الثقافة أن منعت في إحدي دورات معرض الدار البيضاء عرض المصاحف القادمة من السعودية، بحجة أنها مكتوبة بطريقة حفص . وهي الطريقة نفسها التي كان يستبعدها أعضاء لجنة تحكيم في مسابقة لتجويد القرآن الكريم نظمتها قناة اذاعية مغربية أثناء ليالي رمضان الأخير، حيث كانوا ينصحون الشباب المتبارين بعدم تقليد المشارقة، وبالتجويد اعتمادا علي رواية ورش عن نافع من منطلق كونها طريقة مغربية أصيلة . كما يروي أن الدوائر العليا في البلاد تنصح دائما بضرورة التقيد بالطريقة المحلية في رفع الآذان والتمسك بالترتيل الجماعي قبل إقامة صلاة الجمعة. وبخلاف ذلك، لوحظ أن عالم الموضة في المغرب اقتحم بالأسلوب المشرقي، فقد اكتسحت الأزياء النسائية الخليجية وطريقة تصميمها الأسواق المغربية، بفعل الإقبال الكبير عليها من السيدات المغربيات. وفي الوقت نفسه، انتشرت أشرطة وأسطوانات الأغاني المشرقية لدي الباعة، فما إن يظهر صوت جديد في لبنان أو مصر أو غيرهما حتي يجد المعجبين به في المغرب. وعن هذه الظاهرة يعلق أحد المهتمين: لقد نجحت القنوات الفضائية والاشرطة في تأكيد الروابط القوية بين ضفتي الوطن العربي، في الوقت الذي يحاول بعض الساسة والمتعصبين عرقيًا إلغاءها أو تجاهلها.
|
|
|
|
|
|