أغنية حب لبيروت / محمود درويش

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 10:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-23-2004, 11:40 PM

Nejmuddin Hassan
<aNejmuddin Hassan
تاريخ التسجيل: 10-04-2002
مجموع المشاركات: 91

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أغنية حب لبيروت / محمود درويش

    أحبائي في البورد ..

    أعلم جيداً بأن هذا النص قديم .. وكل ما نقرأه نحس بأنه يعنينا .. ومكتوب قبل لحظات .. فهل تغير الأجندة ؟ أم ما زال التحقيق جارياً .. فهلا قرأناه سوياً ..

    بيروت نجمتنا الأخيرة
    محمود درويش

    تفاحةٌ للبحر، نرجسة الرِّخامْ
    فراشةٌ حجريةٌ بيروت ، شكل الرّوح في المرآة
    وصفُ المرأة الأولى ورائحة الغمامْ
    بيروت من ذهبٍ .. ومن تعبٍ .. وأندلسٍ .. وشامْ
    فضةٌ .. زبدٌ .. وصايا الأرض في ريش الحمامْ
    وفاة سنبلةٍ.. تشرّد نجمةٍ .. بيني وبين حبيبتي
    بيروت لم أسمع دمي من قبلُ
    ينطق باسم عاشقة تنام على دمي .. وتنامْ
    من مطرٍ على البحر اقتطعنا الإسمَ
    من طعم الخريف وبرتقال القادمين من الجنوبْ
    كأننا أسلافنا .. نأتي إلى بيروت .. كي نأتي إلى بيروت
    من مطر بنينا كوخنا
    والريح لا تجري .. فلا نجري
    كأن الريح مسمارٌ على الصلصالْ
    يحفر قبونا .. فننام مثل النمل في القبو الصغير
    كأننا كنا نغني خلسةً
    بيروتُ خيمتنا
    بيروتُ نجمتنا
    ******
    سبايا نحن في هذا الزمان الرخو
    أسلمنا الغزاة إلى أهالينا
    فما كدنا نعضُّ الأرضَ حتى انفضَّ حامينا
    على الأعراس والذكرى
    فوزّعنا أغانينا
    على الحرّاس .. من ملكٍ على عرشٍ
    إلى ملكٍ على نعشٍ
    *******
    سبايا نحن في هذا الزمان الرخو
    لم نعثر على شبه نهائي سوى دمنا
    ولم نعثر على ما يجعلُ السّجانَ ودياً
    ولم نعثر على شيء يدلُّ على هويتنا
    سوى دمنا الذي يتسلق الجدران
    ننشد خلسةً
    بيروت نجمتنا
    *******
    ونافذة تطل على رصاص البحر
    يسرقنا جميعاً شارعٌ وموشحٌ
    بيروت شكل الظِّلّ
    أجمل من قصيدتها وأسهل من كلام الناس
    تغرينا بألف بدايةٍ مفتوحةٍ
    وبأبجديات جديدة
    بيروت خيمتنا
    بيروت نجمتنا الوحيدة
    هل تمددنا على صفصافها
    لنقيس أجساداً محاها البحرُ
    جئنا إلى بيروت من أسمائنا الأولى
    نفتش عن نهايات الجنوب
    وعن وعاء القلب
    سال القلب سالْ
    وهل تمدده على الأطلال كي تزن الشمالْ
    بقامة الأغلال ؟
    مالَ الظلُّ مالْ
    كسّرني وبعثرني
    طالَ الظلُّ طالْ
    يسرو الشجر الذي يسرو
    ليحملنا من الأعناقِ
    عنقوداً من القتلى بلا سببِ
    وجئنا من بلاد لا بلاد لها
    وجئنا من يد الفصحى ومن تعبِ
    *********
    خرابٌ هذه الأرض التي تمتدُّ
    من قصر الأمير إلى زنازننا
    من أحلامنا الأولى .. إلى الخُطَبِ
    فأعطينا جداراً واحداً لنصيح يا بيروت
    أعطينا جداراً كي نرى أفقاً
    ونافذةً على اللُّعبِ
    وأعطينا جداراً كي نعلق فوقه سدّومَ
    تلك التي انقسمت إلى عشرين مملكة
    تبيع النفط والعربي
    وأعطينا جداراً واحداً لنصيح في شبه الجزيرة
    بيروت خيمتنا الأخيرة
    بيروت نجمتنا الأخيرة
    أفق رصاصي تناثر في الأفق
    ظرف من الصدف المدوّر في الطرقْ
    ومن المحيط إلى ..... الجحيم
    ومن الجحيم إلى ..... الخليج
    ومن اليمين
    إلى اليمين ..... إلى الوسطْ
    شاهدت مشنقةً فقطْ
    شاهدت مشنقة بحبل واحد
    من أجل مليون عنق
    بيروت
    من أين الطريق إلى نوافذ قرطبة ؟
    أنا لا أهاجر مرتين
    ولا أحبك مرتين
    ولا أرى في البحر غير البحر
    لكن أحوِّم حول أحلامي
    وأدعو الأرض جمجمةً لروحي المتعبة
    وأريد أن أمشي
    لأمشي
    ثم أسقط في الطريق إلى نوافذ قرطبة
    بيروت شاهدةٌ على قلبي
    وأرحل عن شوارعها وعني
    عالقاً بقصيدة لا تنتهي
    وأقول ناري لا تموت
    على البنايات الحمامْ
    على بقايانا السلامْ
    ********
    أطوي المدينة مثلما أطوي الكتابْ
    وأحمل الأرضَ الصغيرةَ مثل كيسٍ من سَحابْ
    وأصحو ثم أبحث في ملابس جثتي عني
    فتضحك ...
    نحن ما زلنا على قيد الحياة .. وسائر الحكّامْ
    شكراً للجريدة لم تقل أني سقطت هناك سهواً
    أفتح الطرق الصغيرة للهواء وخطوتي
    والأصدقاء العابرين .. وتاجر الخبز الخبيث
    وصورة البحر الجديدة
    شكراً لبيروت الضبابْ
    شكراً لبيروت الخرابْ
    تكسرت روحي ..
    سأرسي جثتي لتصيغني الغزوات ثانية
    ويسلمى الغزاة إلى القصيدة
    أحمل اللغة المطيعة كالسحابة
    إن هذا البحر يترك عندنا آذانه وعيونه
    ويعود نحو البحر بحرياً
    وأحمل أرض كنعان التي اختلف الغزاة على مقابرها
    وما اختلف الرواة على الذي اختلف الغزاة عليه
    من حجر ستنشأ دولة العشاق
    إرتحل الوداع
    وتغرق المدن الصغيرة في عبارات مشابهة
    وينمو الجرح فوق الريح أو يتناوبان عليّ
    حتى ينتهي هذا النشيدْ
    وأهبط الدرج الذي لا ينتهي بالقبو والأعراس
    أصغي مرةً أخرى على الدّرج الذي لا ينتهي بقصيدة
    أهذي قليلاً كي يكون الصحو والجلاد
    أصرخ
    أيها الميلاد عذبني لأصرخَ
    أيها الميلاد
    من أجل التداعي أمتطي دروب الشام
    لعل يوحَنّا يؤجرني بإثم واحد .. رؤيا
    ويخجل من صدى الأجراس وهو يجيئني .. صدا
    وأصرخ في أثينا .. كيف تنهار فينا ؟
    ثم أهمس في خيام البدو:
    وجهي ليس حنطياً تماماً
    والعروق مليئة بالقمح
    أسأل آخر الاسلام
    هل في البدء كان السخط
    أهذي ؟
    ربما أبدو غريباً عن بني قومي
    فقد يفرنقع الشعراء عن لغتي قليلاً
    كي أنظفها من الماضي ومنهم
    لم أجد جدوى من الكلمات
    إلا رغبة الكلمات في تغيير صاحبها
    وداعاً للذي سنراه
    للفجر الذي سيشفنا عما قليل
    لمدينة ستعيدنا لمدينة
    لتطول رحلتنا وحكمتنا
    وداعاً للسيوف وللنخيل
    لحمامة ستطير من قلبين معروقين بالذكرى
    إلى سقف من القرميد
    هل مر المحارب من هنا
    كقذيفة في الحرب ؟
    هل كسرت شظاياه كؤوس الشاي في المقهى ؟
    أرى مدناً من الورق المسلح بالملوك
    وبدلى الكاكي
    أرى مدناً تتوج فاتحيها
    والشرق عكس الغرب أحياناً
    وصورته .. وسلعته
    أرى مدناً تتوج فاتحيها
    وتصدر الشهداء كي تستورد الويسكي
    وأحدث منتجات عذابنا
    هل مر المحارب من هنا
    كقذيفة في الحرب ؟
    هل كسرت شظاياه كؤؤس الشاي
    في المقهى ؟
    أرى مدناً تعلق عاشقيها
    فوق أغصان الحديدْ
    وتشرد الأسماء عند الفجر
    عند الفجر يأتي سادن الصنم الوحيدْ
    مليون مفتاح
    ومشنقة وحيدة
    ماذا نودع غير هذا السجن
    ماذا يخسر الشهداء ؟
    نمشي نحو أغنية بعيدة
    نمشي إلى الحرية الأولى
    فنلمس فتنة الدنيا لأول مرة في العمر
    هذا الفجر أزرق
    والهواء يُرى ويُؤكل مثل حب التّين
    نصعد
    واحدٌ
    وثلاثةٌ
    مائةٌ
    وألفاً
    باسم شعب نائم في هذه الساعات
    عند الفجر
    عند الفجر
    نختتم القصيدة
    ونرتب الفوضى على درجات هذا الفجر
    بوركت الحياة
    وبورك الأحياء
    فوق الأرض
    لا تحت الطغاة
    تحيا الحياة
    تحيا الحياة
    قمر على بعلبك
    ودم على بيروت
    يا حلو من صبك
    فرساً من الياقوت
    قل لي ومن كبك
    نهرين في تابوت
    يا ليت لي قلبك
    لأموت يا حبي تموت
    تفاحة في البحر
    إمرأة الدم المعجون بالأقواس
    شطرنج الكلام
    بقية الروح
    أستفاقات الندى
    قمر تحطم فوق مصطبة الكلام
    بيروت .. والياقوت .. حين يصيح
    من وهجٍ على ظهر الحمامْ
    حلم سنحلمه
    ونحمله متى شئنا
    نعلقه على أعناقنا
    بيروت زنبقة الحطامْ
    وقبلة أولى
    مديح الزنزلخت
    معاطف للبحر والقتلى
    سطوح للكواكب والخيامْ
    قصيدة الحجر
    ارتطام قبرتين تختبئان في صدر
    ما تأكل .. جلست على حجر تفكر
    وردة مسموعة بيروت
    صوتٌ فاصلٌ بين الضحية والحسامْ
    ولذا
    أطاح بكل ألواح الوصايا
    والمرايا
    ثم نامْ.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de