تصطدم ذبذبات الرعد القوية بالزجاج، وتنفذ شعيعات الغروب الواهنة من خلاله، فمن الأقوى؟، صوت الرعد، أم شعاع الغروب الشاعري، وقد ولج جدار الزجاج بلا أثر لكسر أو ضجيج لثقب...
***
مدخل: مسلمة (الحجر)، اي حجر، سمه (معطى)، أو مسلمة، كما تشاء، فالأمر سيان عندي، وبدأنا بالأشياء (الصلدة)، كي تحال، غازاً، تذروه أهون نسمه...
طيب (الحجر)، أي حجر، معروف، شئ متماسك، ويعرف صلادته بغريزته، وتحكمه (كما اتصور)، طاقات تكون تلك الصلادة (بمقاييسها المعروفة)، ولكن للنار رأي أخر، فهي تهدم كل الاشكال، وتحطم كل الفرضيات، فهي تحيله، وبلهبها الشاعري، المؤذي، إلى كائن سائل، ثم تتمادى في طمس هويته، إلى غاز، وكأنه لم يكن، ومع هذا نؤمن بالمسلمات ، هكذا تفعل النار بحجر كان له شكل، ومرسى، وكيان، ومثل (النار)، (ضياء الفكر)، فو ينسف المسلمات، ويطارد الكلمات (كي يخرج منها دلالات ناضرة، وجديدة)، يعني معاني جديدة لمباني معروفة...
فالفحم، والماس (تقديم الفاضل على المفضول)، من مادة واحدة، ولكن (تبلورت في ظروف مغايرة)، ومع هذا (يسيل لعاب الحسان للثاني)، وتسيل دموع أمي (من الأول، وهي تخلق لنا شائ الصباح، في الكانون)..ومع هذا الأصل (الواحد)، تباينت طباقتهما، فلا ماركس يوحد بينهما،ولا الأحزاب الأنشط من عقلها... (برجوازية الماس، وبروليتاريا الفحم)، وكأن غريزة الحياة، هي التي تسعى في ذاك الطريق...
كل المسلمات، والمعطيات، والحتميات، حين نطاردها بالأسئلة، أو نتأملها كرهبان البوذية، والمتصوفة، أو حتى قعدة شاعرية تحت شجرة بائعة شاي، أو عقيب صلاة ذكية، تنهار، وتخر عروشها، فلاشئ ثابت، سوى (التحول)، حتى الإله، وتصوره في العقول، يقفز من مقام لأخر، (فإله الحلاج) الرحيم، لا يشبه (إله ابن تيمية) الباطش، والنيل في نظر (خالي التربال)، يناقض (نيل التجاني بشير الشاعر)، رغم وحدة الموضوع، وعطر الياسمين، تشمه أختي محاسن بلذة آسرة، وتعطس منه (جارتنا)، من حساسية وراثية، حتى الأنوف نسبية، ناهيك عن العقول (سراج المعرفة في ظلمة الوجود)، فنحن نعيش في رمال متحركة، نظرتي (للعجلة ام بدال في الطفولة)، أكبر من إعجابي (بدسكفري، الفضولي، لجس نبض السماء المجهولة)، وداء النسيان، يطمس، ويحمو كالبشاورة كثير من الحوادث والانخطافات اليومية، حتى انطمست ذواتنا، وتحجرت حواسنا، فلم نعد (جذلان يركض في حقولكم كالنسيم مدندنا)، عشان كدة، بدعونا الاخ جوستاف يونج (كي نعيد الطفل السحري)، النائم بدواخلنا، كي نستعيد نشوى، تلمس الاشياء باضطرام لذيذ، فالتحول يمارس سطوته، غير العادية، يخرج مواليد من الارحام، ويدفع أخرى لجوف القبر (القبر روض من رياض الجنة)، هكذا تقول الحكمة الغريزية (ناهيك عن قول المصوم الجميل)، والماء هذا الكائن الشعبي، المحبوب، عيون المايكسروب تراه عبارة عن هايدروجين في حضن اكسجين، وبلون لا علاقه له ب(سائل لا لون له ولارائحة)، والله فيهو جنس لون، وفيهو جنس ريحة، ولكن (صم بكم عم)، تحتوينا، وكلمة وطن (ماذا تعني)، التراب، أم الذاكرة، وياربي أبونا أدم كان ساكن في ياتو قطر، وكيف ترك اولادو يهاجرو، ويغيرو لهجتهم، وشكلهم، ودينهم، وجيناتهم كمان (التحول سيد الموقف)، وبإلقاء نظرة سريعة لخريطة العالم للعالم الفذ (الادريسي)، والله تضحك لم تقع على قفاك، فقد رسم (لا ننسى الظرف والسياق)، جبوتي لصق اندونسيا، أما امريكا واستراليا، فلا يدري (هو)، هل خلقها الله أم لا.... ومريض الهذيان (ملك في مملكته الوهمية)، فهو يربط كل احداثيات وانفعالاات الوجود به، فلم تطير طائرة، أو ترك، أو تتحرك مظاهره، وإلا في سبيله هو (ومن قال عكس ذلك)، ألم تقل الآية (سخرنا لكم مافي السموات والأرض)، أليس الإنسان (بطل المسرح)، وهو الغاية، ولا غاية سواه، وفي الأحلام (حتى الكوابيس)، تتخذ الحياة شكل ثري وغريب ومدهش، وعصى الفهم..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة