الغرب ينتهى الآن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 00:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-08-2005, 08:58 AM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الغرب ينتهى الآن





    ( الغرب ينتهي الان!! )



    دكتور " هاني حجاج "



    "موت الغرب" هو عنوان اكثر الكتب اثارة للجدل و الخلاف بين جموع القراء و النقاد علي حد سواء ،و صاحب اعلي نسبة مبيعات بين الكتب التي صدرت معه في بداية هذا العام. و عنوان الكتاب يعيد الي الاذهان فورا دراسة "اوزوالد سبنجلر"الكلاسيكية "رفض الغرب"؛ و بينما كان كتاب "اوزوالد"يتحدث عن رفض الاخرين للغرب فان عمل " باتريك بوكانون" مؤلف "موت الغرب" موجّه الي قاعدة اعرض من الجمهور اغلبهم من اهل الغرب الذين لا ينكر "بوكانون"اتهامه لهم في كتابه الهام و الجاد.والسبب في شهرة و سرعة انتشار هذا الكتاب ليس فقط في عنوانه الصادم الغريب الذي يبشر بأنهيار النصف الاكثر قوة و صلابة من العالم ، و الشطر المتحضر الجبار من الكرة الارضية ؛ و انما في التساؤلات الصعبة التي يطرحها "بوكانون" في كتابه الذي وضعه في ثلاثمائة و ثماني صفحات مقسمة الي مقدمة و عشرة فصول زخرت بحقائق مؤلمة فاجعة قررت الاجيال الحالية و السابقة لها من المجتمع الغربي ان تنساها رغم انها مسجلة تاريخيا و اثرها يستمر و نتائجها تتفاقم في كل لحظة .

    و لقد بدأ تألق ( بوكانون) واضحا عندما دخل غمار مناقشات الاحداث التاريخية التي خلقت للولايات المتحدة موقفها الثقافي و السياسي في العصر الحديث. عشرات المفكرين اختلفوا مسألة هل ان التغيير يسير الي الافضل ام الي الاسوأ مما كان عليه في الخمسينات ، اما ما لا جدال عليه فهو ان التغيير موجود و حاسم. ( بوكانون) بحرص و صبر يرصد عوامل هذا التغيير و الاحداث المعاصرة له و اجاب علي اسئلة كثيرة بدأت بلماذا و كيف تحولت امريكا الي ما هي عليه الان . و هو ايضا يثير موضوعات اعتبرها الكافة منتهية او من غير اللائق الخوض فيها ، فعلي سبيل المثال هو يقفز في مناقشة عن جرائم الكراهية بسؤال عن احصائية عدد العناصر البيضاء في الجرائم التي يقوم بها السود او يروح ضحيتها السود.و انه اذا قتل الابيض زنجيا ؛ فهل تعتبر هذه ايضا جريمة كراهية ؟ و اسئلة جريئة اخري عن كيف انحرفت الولايات المتحدة و كيف انغمست في مستنقع الفحش .

    " بوكانون" لا يتبأ في كتابه بانهيار الغرب ، و انما هو يقر هذه النتيجة المؤلمة و يناقش مقدماتها و ابعادها ؛ اما النبوءة فقد جاءت في الزمن القديم بسفر التثنية بالكتاب المقدس : " و سوف تتركون قلة في العدد بينما كنتم كالنجوم في السماء كثرة؛ ذلك بأنكم لم تطيعوا الله ربكم "



    في عهد الاقتصاد الزراعي كان مكان العمل هو البيت المحاط بالمزرعة ، حيث الزوج و الزوجة يرعيان ابنائهما في اطار الاسرة المتحابة القوية الصحية ،وعندما انتهي هذا العهد بحلول عصر الاقتصاد الصناعي غادر الرجل البيت للعمل في الورشة او المصنع و لم يبق في البيت سوي الزوجة .

    عهد الاعتماد علي النشاط الزراعي منح الاسرة جذورا طيبة ممتدة، و الاقتصاد الصناعي اعطانا الاسرة النووية المنفصمة . اما في العصر الحديث ، عصر ما بعد الاقتصاد الصناعي فان الزوج و الزوجة غادر كلاهما البيت للعمل في المكتب ، و تركوا الاطفال للجليسة او للشارع حيث يبدأون طريقا غامضا مع الانحراف و المخدرات و الرزيلة .

    كما قال (جيمس كيرت) استاذ العلوم السياسية: " كانت اعظم حركة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر هي حركة الرجال من المزرعة الي المصنع ، و كانت اعظم حركة في النصف الثاني من القرن العشرين هي حركة النساء من البيت الي المكتب !. هذه الحركة التي عزلت الوالدين عن ابنائهما ، و فصلت الزوجة عن زوجها !"

    و يبدو ان خطة تدمير الاسرة تسير علي نحو مذهل ، فبعشرات الملايين تركت النساء الامريكيات بيوتهن للعمل في المكاتب لاثبات و جودهن الي جوار الرجال ، و بعشرات الملايين اجّلت خريجات الكلية و الجامعة زواجهن ربما الي الابد! و التي تريد يقال لها : ايتها المرأة العصرية يمكنك ان تحصلي علي الاثنين معا ، الطفل و النجاح المهني !. فتظهر مرلابيات الاطفال و تنفتح الحدود التي تترك الزوجة و الام تسهر خارج الدار حتي بعد منتصف الليل . و اليوم فان نسبة اربع و ستين بالمائة من النساء الاميريكيات ذوات الاطفال تحت سن السادسة هن في قوة العمل ! و عندما اضطرت النساء الي الاختيار اخترن المسار الوظيفي ، و هكذا فقد تأجل انجاب الاطفال ، فالبنات اللواتي يتمتعن بصحة جيدة من الطبقة الوسطي و في العشرينات من اعمارهن لا ينجبن ، لماذا؟ لان شغلهن الشاغل هو العمل و جني المال .



    ياللغرابة! ان المجتمعات المنظمة لتضمن اقصي قدر من المتعة و البهاء و السعادة لجميع افرادها ، هي في الوقت نفسه تدق مسامير نعشها الخاص، و في صراحة تامة يقول ( بوكانون) في كتابه انه قد يعوّض القدر الشعوب الاسلامية و الشرق الممثل في الهند و الصين و اللاتينيين عن الفقر و المرض و المصاعب التي يرزحون تحتها في هذا القرن بأن يمنحهم الهيمنة علي الارض في القرن القادم! الا يملك الغرب اصلا هذه المرجعية الدينية الغالية :" مباركون هم المتواضعون...فانهم سيرثون الارض"؟

    في الثلاثينات حذر اتحاد التجارة في فيلادلفيا اعضاؤه من الخطة الخبيئة لما عرف بأسم (رأس المال الجشع) فقال: " عارضوا استخدام نسائنا بكل قوتكم و بكل عقولكم لان استخدامهن سيبرهن علي ان فيه خرابنا . يجب ان نكافح من اجل حصولنا علي اجور كافية في مقابل عملنا من اجل ابقاء زوجاتنا و بنات شعبنا و اخواته في بيوتهن ...ان رأس المال الجشع سوف يجعل كل رجل و كل امرأة و كل طفل يكدح،و لكن دعونا نبذل الجهد مع اسرنا لكي تعارض مخططاته الدنيئة.

    و يؤكد (بوكانون) ان فكرة الاسلام عن المكان الرئيسي للمرأة و هو بيتها يتضح انها الفكرة الوحيدة السليمة بين كل النظريات الاقتنصادية و الاجتماعية للعصور الحديثة في العالم ، و هذا مؤكد من خلال المفارقة الساخرة التي حدثت من تطابق اشهر مذهبين متضادين في العالم ( الغربي تحديدا. )، ففي عام 1848 و هو العام الشيوعي ل(كارل ماركس) فان مطبوعة العمل المطالبة بعشر سنوات كتبت في افتتاحيتها :

    " نأمل بالا يكون بعيدا اليوم الذي سيكون فيه الزوج قادرا علي توفير العيش لزوجته و اسرته بدون ارسال ( الزوجة) الي العمل الشاق لتعاني منه في محالج القطن ."

    هذه الرؤية الرأسمالية للعمل الامريكي الحر كانت في حرب مع وجهة نظر ( ماركس) و نصيره(فريدريك انجلز) الذي اعلن ان اول شرط لتحرير الزوجة هو ان نحضّر كل الجنس الانثوي الي الصناعة العامة و هذا بدوره يتطلب الغاء اسرة الزواج الاحادي بصفتها الوحدة الاقتصادية للمجتمع .

    و لقد استسلم اكثر المحافظين للبدع الجديدة للمذاهب الاقتصادية الغربية و هو انعكاس للماركسية التي تري ان الانسان حيوان اقتصادي و ان التجارة الحرة و الاسواق الحرة هي الطريق الي الرفاهية و السلام و السعادة اذا ما استطعنا فقط ان نجعل هامش معدلات الضريبة صحيحا و ان نلغي الضريبة علي ارباح رأس المال ؛ فان الجنة في متناول اليد! و هكذا يتم الغاء كافة القيم الاخلاقية لتحل محلها القوة الرأسمالية.





    عبادة الثروة هي الوثنية الجديدة التي تظهر في امريكا بالقرن التاسع عشر كما يراها (اورستيس بروانسون) المتبع المسيحي و المصلح الراديكالي الذي يعلن ان عبادة الثروة هي دين مملكة الساكسون الجديد ، و لم يعد الله في افكارنا .

    لقد فقدنا ايماننا بكل قيمة نبيلة و جميلة و نظيفة . المعني نفسه قاله_(ويتكر تشامبرز)بعد قرن كامل : " الاقتصاد ليس هو المشكلة المركزية لعصرنا ، انه الايمان."



    التاريخ السياسي للولايات المتحدة هو مقياس كبير و دقيق لتاريخ وحشية نحو العبيد و الضعفاء . و يؤكد المفكرين انه لا توجد مؤسسة اميريكية واحدة الان ليست مؤسسة عرقية تعتمد علي تقليل القيمة عرقيا لغير البيض و لثقافات غير البيض و تقليل القيمة جنسيا للمرأة ، و الماضي الامريكي ماض مخجل مليء بالجرائم الشريرة و الرق و الاستعمار والمجازر و الاعمال الوحشية، حتي ان(سوزان سونتاك)كتبت تقول :"العرق الابيض هو سرطان التاريخ الانساني ، و العرق الابيض هو وحده فقط يمسح الحضارات ذاتية الحكم حيثما ينتشر ." اذ ان اميريكا لم تقم الا علي ابادة الجنس اساسا، اميريكا هي البلد العرقي و هي تفخر بذلك ، و كل ما قدمه العلماء و الفنانين و الادباء لن يفتدي ما جلبته هذه الحضارة التدميرية علي وجه العالم من اضرار.

    في السياسة فان الايمان الجديد هو ايمان عولمي اساسا متشكك بالوطنية، و انانية السياسيين الاميريكان خلقت الشك في جيرانها و من ثم جاء الحرب ، و امام محكمة التاريخ ، اشارت الولايات المتحدة باصابع الاتهام رغم اعترافها بابادة السكان المحليين للارض التي اقامت عليها حضارتها ؛ الهنود الحمر .

    الاوربيون و الاميريكيون مذنبون بابادة جنس السكان الاصليين لهذه القارة ، ثم نقلوا ملايين من الافارقة في سفن الموت الي العالم الجديد لاسترقاقهم و تحويلهم الي عبيد يقومون بالاعمال الشاقة ، فقتلوا منهم الملايين و اصابوا الباقيين بالعجز ، و الامم الاوروبية فرضت انظمة عرقية علي الشعوب الملونة و بصفة خاصة افريقيا ، و سرقت منها ثرواتها من ذهب و ماس .

    و الشكل الضعيف للمساواة يعود في الاصل الي الثورة الفرنسية و ليس الي الثورة الاميريكية ، يرجع الي اشتراكيي القرن التاسع عشر و ليس الي الوطنيين الاميريكيين في القرن الثامن عشر .و مادام الجميع لديهم مواهب و قدرات محدودة ، فالحل الوحيد الذي وجدت به امريكا هو الاستبداد ثم يعلنون بسماحة نفس تقبّلهم للعناصر الملونة .

    ان مجرد التسامح – كما قال (جي كي تشسترتون)-هو فضيلة الرجال الذين ما عادوا يؤمنون بأي شيء . و لكن ايمان امريكا الجديد يتسامح فقط مع ما تعتبره تافها من جنس و مؤلفات داعرة و لغة فاحشة و ملابس فاضحة قذرة ، و فن عاري و سلوكيات نابية .

    و في ختام كتابه يعلن ( بوكانون) انه في القرن التاسع عشر كان الكفر بالله يعتبر جريمة في معظم الولايات الاميريكية و اليوم يمارسون الكفر و الفحش في الجرائد و المجلات و القنوات الفضائية الرسمية طوال اربع و عشرين ساعة يوميا ، فضلا عن هيمنتها علي الثقافة الغربية و العالمية و الاعلام الدولي ما حدا بالماركسي الايطالي ان يقول :"من خلال سيطرة الغرب علي الثقافة ؛ فانه لا يملي الاجوبة فقط ، بل و يملي الاسئلة المطروحة كذلك. و باختصار ، فان اليسار يسيطر علي الجهاز الكوني الذي يفهم به معظم الاميريكيين معني الاحداث.

    و القاعدة التي تتبعها الولايات المتحدة بحماسة و انفعال هي: لتصفية شعب ما ؛ دمّر ثقافته و كتبه و تاريخه ، ثم اجعل شخصا يكتب كتبا جديدة و اصنع له ثقافة جديدة ، و اخترع له تاريخا جديدا ، و لن يمر وقت طويل حتي تبدا الامة بنسيان ما تكون .

    و الاعمال الارهابية التي حدثت لمركز التجارة العالمي و البنتاجون و غيرهما يجب ان تكون دعوة ليقظة الجيل الجديد من الامريكان ان التمسك بالحدود المفتوحة و سياسات العولمة هي فكرة ساذجة تنذر بالخطر.

    ان ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر عام الفان وواحد كان النتيجة المباشرة و الحتمية لسياسة امريكية استعمارية تدخلية في عالم اسلامي ليس فيه تهديد لمصالحها الحيوية يبرر تدخلها علي هذا النحو ، تنسي الولايات المتحدة انها جمهورية و ليست امبراطورية . و تنسي انه اذا ماذهب الايمان فالاشياء تسقط مبعثرة و المركزلا يتماسك .

    امريكا تموت و لا تريد للاخر ان يعيش ، و امريكا القديمة ترفض علي امريكا الجديدة حياتها المفككة الرثة القذرة و حياة وجبات الطعام الجاهزة، و زجاجات الكولا و التبغ و الكحول و الاجهاض و الزنا و تجارة اللحم الابيض و افلام البورنو و المجلات العارية .

    و جيل فييتنام الحامل لذنب هذا الشعب الذي غرقت امريكا في مستنقعه ورّث للاجيال التالية موسيقي الروك و ال ( هيفي ميتال) الشيطانية و موسيقي الشوارع في قاع المدينة ، و تجارة المخدرات علي يد احداث،و بيع السلاح و حرية البغاء .

    و الحقيقة هي ان امريكا هي بيت منقسم ، و الامريكييون لا يشتركون باهداف و مثل و قيم اخلاقية ، و اذا كانت لا تستطيع ان تنفصل عن الثقافة الجديدة المهيمنة ، فانها لا تستطيع ان تهرب من السياسة ، و المشكلة هي انه حتي السياسة لا تستطيع ان تنتشل الغرب لتخرجه من ازمته ، لان هذه الازمة ليست ازمة عن الاشياء المادية ، و لكنها ازمة روح .



    "تم بحمد الله".



    منقول من هنا
    http://airss-forum.com/Details.asp?id=119379
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de