|
د. التجانى الطيب: انخفاض الدولار يؤثر سلباً على الصادر والخدمات
|
عن الرأي العام السودانية قال ان البنك المركزى يتبع نظرية غير مفهومة بشأن سعر الصرف
الخرطوم سنهورى عيسى
في الوقت الذى يواصل فيه سعر الدولار انخفاضه مقابل الدينار السودانى وتتفاقم فيه خسائر قطاع الصادر وتزداد فيه الواردات و عجز الميزان التجارى، نفى البنك المركزى تدخله بقرار ادارى لتقوية العملة الوطنية مقابل الدولار وانما آلية السوق هى التى تحدد سعر الصرف.
وأعتبر د. الفاتح زين العابدين نائب محافظ بنك السودان الانخفاض المستمر فى اسعار الدولار مقابل الدينار بأنه شئ طبيعي وسعر الصرف تحكمه آلية السوق.
وقال ان البنك المركزى يراقب الموقف وسيتدخل فى الوقت المناسب حتى لا يتضرر المصدرون، وفى غضون ذلك انتقد د. التيجانى الطيب الخبير الاقتصادى المعروف سياسات البنك المركزى بشأن تحديد سعر الدولار مقابل الدينار والتى وصفها بأنها لا تخضع لنظرية اقتصادية محددة او مبررات منطقية وراء صعود وهبوط اسعار الصرف.
وأكد د. التيجانى لـ «الرأى العام» ان سعر الصرف عالمياً يخضع لنظريتين حراً أو موجه وتابع: «اذا كان غير موجه يبقى دور البنك المركزى ثانوياً. وبالتالى يخضع سعر الصرف للعرض والطلب، أما اذا تدخل البنك المركزى فى تحديد السعر يكون سعر الصرف غير حر وهذا يتعارض مع التوجه العالمى فى هذا الصدد».
وأضاف د. التيجانى: الآن اسعار الدولار فى ارتفاع عالمي بينما تنخفض اسعاره فى السودان والذى يعمل بنظرية عكسية حيث ظل سعر الدولار ثابتاً طيلة الـثلاث سنوات الماضية ورغم الانخفاض فى اسعاره دون تعديل فى سعر العملة الوطنية والتى يعمل البنك المركزى على تقويتها فى الوقت الذى بدأ يستعيد فيه الدولار عافيته ويواصل ارتفاعه، اما اليورو المنخفض لاسباب تنافسيه والسودان يعمل الآن بنظرية عكسية ولا يراعى الابعاد التضخمية بالاضافة الى ان بنك السودان الآن توقف عن شراء الدولار من البنوك ورغم ذلك ظل يحدد سعر الصرف وتابع: هذه حاجة فى غاية الغرابة وتؤكد ان البنك المركزى يتبع نظرية غير مفهومة بشأن سعر الصرف خاصة وان الدولار نزل بنسبة «30%» خلال الثلاث سنوات الماضية عالمياً وظل على سعره محلياً وعندما بدأ يرتفع الآن اصبحنا ننزل فى سعره لتقوية العملة الوطنية بدون أي مبرر».
ودعا د. التيجانى البنك المركزى الى تحديد سياسة واضحة بشأن سعر صرف العملات الاجنبية والالتزام بالاتجاه العالمي في هذا الصدد. وأكد د. التيجانى ان انخفاض اسعار الدولار مقابل الدينار تؤثر سلباً علي قطاع الصادرات السودانية والخدمات والمغتربين والطبقات الفقيرة المعتمدة على التحويلات من المغتربين والقطاع المصرفى بخفض نسبة ربحيته وفضلا عن تأثيره على النمو الاقتصادي وزيادة حجم الواردات بجانب حدوث عجز في الميزان التجارى. وقال د. التيجانى ان المخرج من هذه الأزمة يكمن فى اتباع سياسة مصداقية واضحة تحدد بموجبها آلية السوق سعر الصرف وليست بقرار ادارى و تابع: «السياسة الحالية تشجع الواردات وتضر بقطاع الصادر والاقتصاد ونموه ولا تراعى الابعاد التضخمية».
وحول اعتزام بنك السودان الوصول بسعر الدولار الى «230» ديناراً فى موازنة العام 2006م أكد د. التيجانى انه لا يمكن لأي حد فى الدنيا ان يتنبأ بسعر الصرف لان السعر مربوط بتقلبات عالمية وبنك السودان لا يمكن ان يتنبأ بمؤشرات الاقتصاد العالمى وتابع: «من أصعب الاشياء انك تتنبأ بسعر الصرف بالذات فى المدي المتوسط أو الطويل».
وفى ذات السياق اكد د. الفاتح زين العابدين نائب محافظ بنك السودان ان سعر الصرف تحدده آلية السوق وليس بقرار ادارى.
وقال د. الفاتح لـ «الرأى العام» انخفاض اسعار الدولار مقابل الدينار شئ طبيعى والبنك المركزى يراقب الموقف سيتدخل فى الوقت المناسب حتى لا يتضرر المصدرون.
وأضاف د. الفاتح: لم يتوقف البنك المركزي من شراء النقد الأجنبى من البنوك بقصد ان يرفع سعر الدولار وينزل سعر الدينار وانما لاحداث توازن وتابع: هذه سياسات اقتضتها مراحل معينة وكل شئ مستمر حسب العرض والطلب للعملات الاجنبية والدينار».
وعزا د. الفاتح الارتفاع فى سعر الدينار مقابل الدولار الى ما وصفه بامر طبيعي نتيجة لزيادة عائدات البترول وليس لتدخل الحكومة لتقوية العملة والتى قال أنها تقوى بآلية السوق.
|
|
 
|
|
|
|