|
|
 متى يثب ازلام صدام الى رشدهم
|
يقول العارفون بدهاليز السياسة وحيثياتها بان على السياسي البارع والالمعي ان يقيس افعاله السياسية مثلما يقاس بيض النمل ، بمعنى ان التروي والحنكة السياسية عملان اساسيان في اتخاذ أي فعل سياسي سيما اذا كان هذا الفعل وازن وله تأثير
شديد في تغيير سياسة دولة او اتخاذقرارات حاسمة من شأنها ان تحدد ملامح سياسة تلك الدولة وآفاق العمل الراهن والقادم بقراءآت عقلانية رصينة تأخذ على عاتقها الحفاظ على مصلحة الوطن وحماية البلاد من اية هزة قد تسببها القرارات غير
المسؤولة التي قد تدخل البلاد في متاهات خطيرة لها اول وليس لها آخر كما فعل الاهوج صدام حسين منذ توليه سدة الحكم في عام 1979 او قبل ذلك ، لكن هذا العام تحديدا اتيح له ان يمسك بتلابيب السلطة بقوة وبكل ما اتيح له من سلوك قمعي فكان
بارعا في الامساك بالسلطة بطرق قد يفتقر اليها سواه من الساسة الذين يعرفون مخاطرها ومزالقها الرعناء التي تجلب البلاء للبلاد والعباد ان في الداخل او في المحيط وقد تمتد الى اصقاع الدنيا وبالتالي يصبح الصدع كبيرا والفتق واسعا بعد ان يبلى ولا من عودة الى الوراء والاعلان عن الندم حيث لا ينفع، فما احراك بمعتوه يمسك بزمام الامور ويحيط نفسه باسيجة من رجالات يختارهم هو وعلى شاكلته ويلقنهم رؤياه وفهمه للحكم ويطلب منهم ان يكونوا بيادق شطرنجية يحركهم كيف يشاء
والمصيبة ان هؤلاء البلداء اصلا يقنعون انفسهم بان هذا هو الطريق السوي والوحيد في ادارة كفة البلاد وهم مكلفون بتمرير ما يخطط له سيدهم لانه هو الادرى والاكثر معرفة ببواطن الامور وما عليهم الا الطاعة والتنفيذ الحرفي بطريقة
عمياء و خرساء دون اعتراض او احتجاج او حتى قولة لا . وجدت ان لا مناص من هذا التقديم لانني اظن ان ما حل بالعراق من مآسي ومحن على امتداد عقود المحنة جراء الحكم الصدامي الارعن، كانت الاسباب الاساسية هي صعود ثلة من غير الموهوبين من البعثيين ، اناس لا يعرفون من السياسة غير لغة القتل والبطش والابادة وتصفية الآخر بابشع الصور واقذر الوسائل دون رادع اخلاقي او انساني اوحتى مجتمعي باعتبار ان هذه العينة قد ولدت وتربت في ارض العراق وبحكم ان العراق يحتكم على قيم دينية واخلاقية وعشائرية وسياسية نبيلة والعراق يحتكم كذلك على حضارة ضاربة في العمق الانساني بقوة ويتفاخر العراقي اينما حل بانه الوارث الشرعي لاولى الحضارات الكونية ، علمت الانسانية اولى المبادئ في التعامل مع مفردات الحياة الاساسية من فن وثقافة وقانون وكتابة وزراعة وري وما الى ذلك من انجازات رائعة منذ آلاف السنين ولا زالت البشرية ممتنة لسكان تلك البلاد وتدين بالعرفان لهم . فليس من المعقول والمنطقي ان تستحوذ شلة من البلطجية والخاملين والسطحيين واولاد الشوارع على مقدرات البلاد وان تتسيد برعونة على شعب رائد بطريقة متخلفة
وغبية ولا تفقه من السياسة الا الاسم .
يعجز الباحثون والمؤرخون وعلماء الاجتماع عن تقديم تفسير منطقي لهذه الحالة الشاذة والشائنة ، فمنهم من يوعزها الى الفراغات السياسية الخطيرة التي مر بها تأريخ العراق الحديث وخلو الساحة السياسية من البدائل لسبب او لآخر ومنهم من
يردها الى الاحترابات السياسية التي عصفت بالحركة السياسية في العراق وآخرون يعتقدون بهشاشة البنى السياسية ومحترفيها وعدم قدرتهم على الفهم الحقيقي لطبيعة مكونات الشعب العراقي ومنهم من يقول بعدم وجود الركائز الديمقراطية التي تتطلب مهارة في التعاطي مع الاشياء . وفريق يظن ذلك بسبب الحروب التي عاشها العراق والتطاحن بين الحكومات المتعاقبة والشعب الكردي وهلم جرا ..........
كل هذه التحليلات والتخريجات والتنظيرات قد يصيب بعضها وقد يخطئ وربما هي الاصح مجتمعة ولكن الاهم والاخطر ان النتيجة تقود الى ان مجموعة هوجاء ورثة استغلت كل هذه الهنات والوهن في الحسد العراقي منذ العهد الملكي وحتى سقوط الصنم لتستولي على الحكم وتوظف كل الطرق الشيطانية والخسيسة لتطويق الناس والامساك بالسلطة بقبضة حديدية سببت كل هذه الكوارث والويلات والمحن راح ضحية هذه الافعال البشعة لحكم دكتاتوري فاشي ارعن الملايين من العراقيين الابرياء وظلت البلاد تخرج من محرقة وتدخل اخرى والجميع كان له دور في هذه المسرحية المخيفة والرعناء ،
فالمتضرر الاول هو الشعب العراقي المظلوم الذي لا ناقة له ولا جمل في حروب ومهرجانات دم ومقابر جماعية وتشريد وتقتيل وذبح يومي والثكالى غصت بهن الارض العراقية والارامل توزعن على خريطة الوطن والمنكوبين انتتشروا في اصقاع الدنيا والمطبلين والمزمرين راحوا يرقصون على اوجاع العراقيين وجراحاتهم بعطايا النظام الاكرم ومكرمات سيدهم الجالس على تلال الجماجم بعرشه المهزوز ولا من وازع اخلاقي او انساني يوقفهم عن كيل المديح وتعداد مناقب ازلام النظام وطاغيته وهم فرحون ، يظهرون في الفضائيات الخسيسة وراء اسيادهم ، وآأسفاه كم عانينا من ظهورهم وهم يدافعون عن اشرس وابشع واقذر نظام عرفته الانسانية منذ الخليقة والكارثة ان جلهم من المثقفين والمبدعين والعلماء واعضاء في منظمات دولية وانسانية وساسة ورؤساء دول وزعماء احزاب تدعي اليسار والتقدم والاشتراكية والتداول السلمي للسلطة تمارسه وتقاتل من اجله في بلدها وتحرمه عل الشعب العراقي ، الكل تآمر على الشعب العراقي والكل ساهم في مهرجانات الذبح للعراقيين والكل دفع بسلطة البعث الغبية وراسها الابله الى النتيجة التي آلت اليها من خراب وتدمير لكل مفاصل الدولة العراقية والكل يتفرج الان على نهاية الفصل الاخير من المسرحية .
ترى ماذا تبقى لهم ليكملوا فصل الخراب ؟
والآن تحول القسم الوفي لطاغية العراق الى جولة جديدة للدفاع عنه بعد ان هرب بجلده وترك البلاد في اوتون المحرقة التي اشعلها ولم يتمكن من اطفائها فكان اول الهاربين من ساحة القتال بعد ان اصدر العشرات من قوانين الاعدام بحق من يهرب من ساحات المعارك وفأرة الجحر هذا هو ذاته من وقع على هذه القوانين التي راح ضحيتها الآلاف من الشباب المحتجين على حروب الفتنة الهوجاء . فمن يا ترى اقرب الى حكم القصاص للخيانة العظمى ؟
ان لم تستح فافعل ما شئت وقل ما تشاء .
ولنا جولة في فريق هذا القول لاحقا .
جواد وادي
شاعر ومترجم عراقي مقيم في المغرب
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: متى يثب ازلام صدام الى رشدهم (Re: Sabri Elshareef)
|
الاخ العزيز صبري الشريف
تحية طيبة
هناك مثل يمني يصف هذه الحالة من التكلس الايدولجي المدمر
يقول(يموت الزمار واصابعه تلعب)..ديل ما اقتنعو انه قد تجاوزهم العصر والمغرب والعشا...وان الايدولجية قد ماتت وتم تشيعها الى مقابر النظام العالمي القديم
| |
|
|
|
|
|
|
| |
adil amin
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست