مواقف لا مثيل لها

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 03:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-27-2005, 05:42 AM

الرشيد حسن خضر
<aالرشيد حسن خضر
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 280

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مواقف لا مثيل لها

    سمي التصوف الإسلامي فيما سمي به بعلم الذوق ، وهو علم يستفاد من إدراك المعاني العظيمة الواسعة بنور القلب ويستكشف به ما دق ورق من المعاني وما استبطن من جليل الفهم والفقه في الدين والأخلاق والقيم الرفيعة ، لذا قالوا هذه معاني لا تسعها العبارة أو تفسدها .
    ولم يبق من روح الدنيا إلا قيام الليل والتهجد بالقرآن ولقاء الإخوان . ومن هذه المآثر الفاخرة والمواقف العظيمة النادرة معرفة مقادير الرجال . لقد عرف أهل الفاشر قدر العلم الباذخ والقدوة المثلى الباهرة الشيخ بشير مالك البشير( ركابي من أهل فداسي ) ذلكم الأزهري النادر الذي أمضى نحوا من أربعين عاما بمدينة الفاشر ينشر علوم الإسلام وهدي سيد الأنام وكان طودا أشماً في دقة إتباع السنة المطهرة وحسن تأليف الناس والنصح لهم وإرشادهم فهدى الله على يديه خلقا كثيرين وكان أمة وحده يحبه عامة الناس وخاصتهم ويميل إليه أهل كل طائفة لشدة إستقامته على صراط الشريعة وعلو همته في الدين ، وكان إماما لمسجد الختمية الكبير ، وعند عودته لموطنه فداسي أرض آبائه ومهد أجداده الركابية الصالحين ( جدهم الشيخ محمد أبي حليمة الذي تسمت به بلدة أبي حليمة المعروفة شمال الخرطوم وبها قبره ظاهر يزار ) ، وهي سلالة كريمة نورانية تنتهي إلي الجد غلام الله بن عائد الزيلعي المقبور بناحية دنقلا والذي قدم السودان من بلدة الحليلة ببلاد اليمن كرجل من العترة الطاهرة والسلالة الفاخرة فعقد مجالس العلم وأوقد نار القرآن وأولد بالغدار أبناءه الإثنين المباركين – رباط و ركاب الذي تنتسب إليه قبيلة الركابية . نعود لعودة الشيخ البشير لفداسي وقد زفه أهل الفاشر بالدموع إلى مطار الفاشر في موكب لم يشهد له مثيل في منتصف السبعينيات ولسان حالهم يقول : غاب البدر ( عنا ) ، حتى أن المحافظ الجديد قبيل هبوط طائرته مطار الفاشر وهو يطالع تلك المواكب الهادرة المرابطة لإستقباله بالمطار قال للطيار : هذا إستقبال حاشد لعله غير مسبوق ، فرد عليه الطيار : تستحق يا سيدي ولكنهم أهل الفاشر يودعون شيخ بشير مالك عالمهم وحبيبهم ، فرد المحافظ بقوله : والله إنما هو رجل . فحين حطت الطائرة وصعد الشيخ وترك الحبيب حبيبه تعلق بعض الناس بإطارات الطائرة ورووها بدموعهم الحرقي وسكبوا فيها عبراتهم الولهى.
    وجاء شيخ بشير مالك لموطنه وتوسط أهله ونشر علومه وإرشاده فحاز شقاف القلوب وعاش مبجلا ليس له مثيل ولا نظير حتى توفاه الله وقبر بها فعز فقده على الناس وتسابق العلماء في العزاء بذكر مناقبه ومآثره فما وسعهم أكثر مما قالوا : كان شريعة ناطقة أو سنة متحركة أو قرآنا يسعى بين الناس وهلمجرا . ولقد حرص نفير كثير من العلماء والأخيار على إهداء رسائلهم العلمية العليا لحضرة الشيخ البشير المربي والمرشد النادر وممن يوقرونه حق التوقير ويعرفون فضله وتتلمذوا عليه من اهل الفضل د. احمد علي الإمام مستشار الرئيس البشير للتأصيل . هذا غير مجيء الصالحين إليه جهرة وخفية ومنهم طيب الذكر الشيخ دفع الله الصائم قدس الله سره والشيخ يوسف بقوي والشيخ البرعي _ رحمهم الله تعالى ونفعنا بهم .
    ولقد إستغرق الشيخ محمد علي مجذوب رحمه الله( والد د. مبارك وزير الدولة للتعليم العالي ) في محبة الشيخ البشير وتوقيره حتى قاده ذلك لخطبة إبنة الشيخ البشير لولده الفاتح وكان ذلك بعد وفاة الشيخ البشير ، وفور حصوله على موافقة عائلة الشيخ – وكان يمثلها صهره العالم الرباني والفقيه المالكي الذي لايدنيه مداني ، أديب العلماء الأزهري النوراني- إبن الخالة - الشيخ عوض عبد الرحيم الإمام – فور ذلك إنطلق بسيارته صوب قبر الشيخ بشير وهو يهمهم ويجهش بالبكاء : جيد لي أنا ناسبت شيخ بشير وكان ود مجذوب أجود الناس ببلدتنا حفظا للقرآن المجيد متوشحا حلل الصلاح مذكورا بالخير بين الناس .
    ثم توالت نوادر العشاق وترادفت مآثر الأحباب حتى إنعقدت قبل شهور قلائل خطبة العصر حين إتصل بعائلة الشيخ رجل من أبناء فداسي ( المغتربين طويلا بالسعودية ) محمود السيرة أجمع الناس على فضله ونبله وحسن ديانته وطلب خطبة إبنته ( الأخرى ) ولم يسبق له رؤيتها ولا سماع شيئا عنها غير أن له بنتا لم تتزوج فكان رائده شرف الإنتساب لأسرة الشيخ التي ما مر بها أحد إلا وصبغته بأنوارها وعمته بحسن نوالها وصار يتردد عليها تردد الأقربين الأرحام . وكادت روح نور الدين صالح تزهق حين أبلغوه بالقبول وبكى وتململ تململ السقيم في الليل البهيم في مثل زماننا الذي يفعل فيه البعض الدواهي إغراء للنساء بالفكاك من أزواجهن ليستأثروا بحسنهن ويسجلوا على صفحات الأيام سوء المثالب وسود السرائر . إنها حقا زيجة العصر من حيثية ضخامة المعني وعمق غور الذوق وجسامة الدلالة .
    خطبة لا تعدلها بالقطع خطبة الملوك ولا الأمراء ولا الرؤساء بيقين وإن تصدرت وسائل الإعلام وروجت لها الفضائيات . هنيئا أخي نور الدين وأختي زينب بل وعامة المسلمين .



    (عدل بواسطة الرشيد حسن خضر on 10-27-2005, 05:47 AM)
    (عدل بواسطة الرشيد حسن خضر on 10-27-2005, 05:48 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de