في حضرة من أهوي : ستنا الزهراء (هدية رمضان)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 02:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-26-2005, 03:52 PM

sudania2000

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في حضرة من أهوي : ستنا الزهراء (هدية رمضان)

    السلام عليكم
    شغلت بالي و شغف قلبي بها و كلما قرأت السيرة النبوية وددت ان اجد المزيد و تساءلت لما الاقلال في الكتابة عنها و هي السيدة العظيمة و الحبيبة الكريمة و قرة عين نبينا... و منذ سنوات بدأت في جمع المعلومات و عاهدت نفسي علي المضي قدما في جمع ما يمكن جمعه و كتابة بحث في السيدة التي ملا قلبي حبها و شغل عقلي امرها:::
    من هي السيدة فاطمة الزهراء؟؟

    هي فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشية.
    أبوها رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاتم الأنبياء والمرسلين
    ووالدتها خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية،
    ولقبها الزهراء والبتول، والصديقة والمباركة والطاهرة والراضية والمرضية وكنيتها أم الحسن وأم الحسين،
    وكان يطلق عليها أم النبي صلى الله عليه وسلم، أو أم أبيها لأنها عاشت مع والدها الرسول عليه السلام بعد موت والدتها تراعي أمره وتشد من أزره،
    وزوجها هو أمير المؤمنين وفارس الإسلام علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي كرّم الله وجهه، وابناها هما الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة رضوان الله عليهم أجمعين.
    هذه مقدمة عن السيدة فاطمة بنت الرسول عليه افضل السلام وازكي التسليم
    و نواصل انشاء اللهِ

                  

10-26-2005, 04:24 PM

sudania2000

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة من أهوي : ستنا الزهراء (هدية رمضان) (Re: sudania2000)

    ولدت السيدة فاطمة في مكة المكرمة قبل البعثة النبوية بخمس سنوات، وكانت أصغر أخواتها بعد زينب ورقية وأم كلثوم، ولما بلغت الخامسة من عمرها بُعث والدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتفتحت عيناها على الإسلام، وشاهدت بداياته الأولى وانتشاره بين قومها رويداً رويداً، وكانت تتبع أباها أحياناً وهو يسعى إلى أندية قريش ومحافلها يبشر بالإسلام ويدعو له وترى ما يلقاه من ظلمهم وأذاهم الشيء الكثير. وشهدت مع أسرتها من بني هاشم الحصار الذي فرضته عليهم قريش في شعب أبي طالب ودام ثلاث سنين ولحقها فيه معهم من التعب والمشقة ما أثر على نفسيتها وطاقتها في مستقبل الأيام، كذلك كان لموت والدتها السيدة خديجة وقع بالغ عليها، وكان عمرها لا يتجاوز الخامسة عشرة، فاشتدت المصائب عليها وبلغت ذروتها، الأمر الذي صقلها وزادها نضجاً وتجربة، نشأت السيدة فاطمة وتربت في بيت النبوة، فتشرّبت من جوّه الروحاني وعبقه الإيماني ما جعلها تتحلى بالأخلاق الحميدة الفاضلة والعادات الطيبة الحسنة، وشهدت بعد وفاة والدتها رحمها الله، زواج والدها الرسول عليه السلام من السيدة سودة بنت زمعة، التي احتضنتها مع أخواتها بكل حب وحنان، ولما بلغت الثامنة عشر من عمرها، هاجرت مع أختها أم كلثوم والسيدة سودة إلى المدينة المنورة، وهناك استقر بها المقام في بيت النبوة الجديد، بجوار المسجد النبوي الشريف، وفي أواخر السنة الثانية للهجرة، وكان عمرها نحو عشرين عاماً خطبها أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ردّهما بلطف وقال لكل منهما : انتظر القضاء
                  

10-26-2005, 04:30 PM

sudania2000

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة من أهوي : ستنا الزهراء (هدية رمضان) (Re: sudania2000)

    ثم خطبها ابن عمها علي بن أبي طالب، فتهلل له وجه النبي صلى الله عليه وسلم ووافق على زواجهما، وكان مهرها أربعمائة وثمانين درهماً، فأوصى النبي علياً أن يجعل ثلثيهما في الطيب وثلثهما في المتاع، وخصص لهما الرسول حجرة خلف بيت السيدة عائشة من جهة الشمال مقابل باب جبريل، وكان فيه خوخة على بيت النبي عليه السلام يطل منها عليهما، فجهزها والدها عليه السلام وزوجها علي بجهاز متواضع، حيث فرشها بالرمل الناعم، وفيه من الأثاث: فراش ووسائد حشوها ليف، وجلد شاة للجلوس عليه، ورحى يد، ومنخلاً، ومنشفة، وقدحاً، وقربة صغيرة لتبريد الماء وحصيراً، وقد اتخذت لها في بيتها محراباً لصلاتها وتهجدها، وعاشت رضي الله عنها في بيتها الجديد حياة بسيطة متواضعة، ليس لها خادم يخدمها، وتعمل بيديها كافة شؤون بيتها، فتطحن وتعجن، وتخدم بيتها وزوجها، وتهتم بتربية أولادها وتنشئتهم، وظلت السيدة فاطمة الزوجة الوحيدة لعلي بن أبي طالب طيلة حياتها ولم يتزوج عليها زوجة أخرى، وولدت له الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب، وفي رواية: ومحسن ومات صغيراً، وكان لها رضي الله عنها مشاركات في أحداث المسلمين العامة مثل: حضور الحرب، وبيعة النساء، والمباهلة مع وفد نصارى نجران، وكانت تجاذب أباها وزوجها الشؤون الخارجية للمسلمين.
                  

10-26-2005, 04:33 PM

sudania2000

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة من أهوي : ستنا الزهراء (هدية رمضان) (Re: sudania2000)

    وهي رضي الله عنها البضعة الطاهرة المباركة والأبنة البارة والزوجة المخلصة المتفانية والأم الرؤوم الحانية، والمجاهدة الصابرة والنموذج العالي للمرأة المسلمة، وكانت صوّامة قوامة تكثر من قراءة القرآن الكريم وتديم الذكر، وتهتم بأمر المسلمين وأحوالهم. وقد ورد في فضلها عدّة أحاديث نبوية شريفة، منها ما رواه أبو هريرة وغيره من الصحابة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خير نساء العالمين أربع : مريم ابنة عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة وفاطمة، وعن أم المؤمنين عائشة أنها قالت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر فاطمة رضي الله عنها أنها سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة، وعنها أيضاً أنها قالت: ما رأيت أحداً أفضل من فاطمة غير أبيها، وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما فاطمة بضعة مني) وكانت رضي الله عنها أشبه الناس به عليه السلام، وكان عليه السلام إذا رجع من سفرٍ أو غزاة بدأ بالمسجد فصلّى فيه، ثم أتى بيت فاطمة فسلّم عليها، ثم يأتي أزواجه، وللسيدة فاطمة ذكر في كتب الحديث فقد روت عن النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر حديثاً، وروى لها الترمذي وابن ماجه وأبو داود، وروى عنها زوجها علي وابناها الحسن والحسين وعائشة أم المؤمنين رضوان الله عليهم، وآخرون.
                  

10-26-2005, 04:49 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة من أهوي : ستنا الزهراء (هدية رمضان) (Re: sudania2000)

    انهاحقا
    سيدةالنساء
    الهم صلي عليها وعلى آلها
    امين


    شكرا سودانيه2000

    وعلى ما اذكر بان سادتنا الختميه قد قالوا فيها شيئا من الشعر
    نكون سعدا جدا لو منحتينا اياه هنا


    وربنا بوفقك بجاهها وجاه اهلها
                  

10-27-2005, 06:20 PM

sudania2000

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة من أهوي : ستنا الزهراء (هدية رمضان) (Re: sudania2000)

    اشكرك
    ليتني اجدها
    هل تساعدني
    تسلم
                  

10-27-2005, 06:35 PM

ghariba
<aghariba
تاريخ التسجيل: 03-09-2002
مجموع المشاركات: 13231

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة من أهوي : ستنا الزهراء (هدية رمضان) (Re: sudania2000)

    اختي سودانية
    نشكرك على مجهوداتك
    وبالمناسبة انا لي نفس الاهتمام


    وقد قيل في الطاهرة :



    روى الخوارزمي بإسناده عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو كان الحُسن شخصاً لكان فاطمة، بل هي أعظم، انّ فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً)(1).


    روى السمهودي بإسناده عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لفاطمة: (ان الله غير معذبك ولا ولدك، وفي رواية أخرى: ولا أحداً من ولدك)(2).

    روى الشيخ عبد الله البحراني بإسناده عن ابن عباس، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال : (ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين)(3).


    وروى عنه انه قال (ص) : (حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون... وأفضلهنّ فاطمة)(4).


    وروى عنه عن النبي (ص) انه قال: (يا علي انّ فاطمة بضعة منّي وهي نور عيني وثمرة فؤادي يسوؤني ما ساءها ويسرّني ما سرّها)(5).


    وروى عنه عن النبي (ص) انه قال: (انّ فاطمة شجنة منّي يؤذيني ما آذاها، ويسرني ما سرّها، وانّ الله تبارك وتعالى يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها)(6).


    روى ابن شهر آشوب بإسناده عن عكرمة عن ابن عباس، وعن أبي ثعلبة الخشني وعن نافع عن ابن عمر قالوا: (كان النبي إذا أراد سفراً كان آخر الناس عهداً بفاطمة، وإذا قدم كان أول الناس عهداً بفاطمة، ولو لم يكن لها عند الله تعالى فضل عظيم لم يكن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يفعل معها ذلك إذ كانت ولده، وقد أمر الله بتعظيم الولد للوالد ولا يجوز أن يفعل معها ذلك وهو بضد ما أمر به أمته عن الله تعالى)(7).


    روى البدخشي بإسناده عن ابن مسعود: ان النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (إن فاطمة أحصنت فرجها فحرّمها الله وذرّيتها على النار)(.


    روى الخوارزمي بإسناده عن سلمان قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يا سلمان، من أحبّ فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي، ومن أبغضها فهو في النار، يا سلمان حبّ فاطمة ينفع في مائة من المواطن، أيسر تلك المواطن: الموت، والقبر، والميزان، والمحشر، والصراط، والمحاسبة فمن رضيت عنه ابنتي فاطمة، رضيت عنه، ومن رضيت عنه (رضي الله عنه)، ومن غضبت عليه ابنتي فاطمة غضبت عليه، ومن غضبت عليه غضب الله عليه، يا سلمان، ويل لمن يظلمها ويظلم بعلها أمير المؤمنين عليا، وويل لمن يظلم ذرّيتها وشيعتها)(9).


    وروى الأربلي بإسناده عنه قال: (قال رسول الله (ص) ان فاطمة (عليها السلام) شعرة منّي فمن آذى شعرة مني فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله لعنه ملء السماوات والأرض)(10).


    روى أبو نعيم بإسناده عن أنس قال: (قال رسول الله (ص): ما خير للنّساء؟ فلم ندر ما نقول فسار عليّ إلى فاطمة، فأخبرها بذلك، فقالت: فهلا قلت له خيرٌ لهنّ أن لا يرين الرجال ولا يرونهنّ فرجع فأخبره بذلك، فقال له: من علّمك هذا؟ قال: فاطمة، قال: انّها بضعة مني)(11).


    روى الحضرمي بإسناده عن أنس (ان بلالاً أبطأ عن صلاة الصبح فقال له النبي (ص) : ما حبسك؟ فقال: مررت بفاطمة والصبي يبكي، فقلت لها: ان شئت كفيتك الصبي وكفيتيني الرحا فقالت: أنا أرفق بابني منك، فذاك الذي حبسني قال: فرحمتها رحمك الله)(12).

    روى الوصابي بإسناده عن بريدة (رضي الله عنه) (ان رسول الله (ص) قال لعلي وفاطمة ليلة البناء: اللهم بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك نسلهما)(13).


    روى أحمد بإسناده عن المسور، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (فاطمة شجنة مني يبسطني ما يبسطها، ويقبضني ما قبضها، وأنه تنقطع يوم القيامة الأنساب والأسباب الا نسبي وسببي)(14).


    روى النسائي بإسناده عن المسور بن مخرمة، قال: (سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو على المنبر يقول: (فإنّما هي بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها، ومن آذى رسول الله فقد حبط عمله)(15).


    روى الحمويني بإسناده عن أبي هريرة قال: (لما أسرى بالنبي (ص) ثم هبط إلى الأرض مضى لذلك زمان، ثم إن فاطمة (عليها السلام) أتت النبي (ص) فقالت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما الذي رأيت لي؟ فقال لي: يا فاطمة، أنت خير نساء البرية، وسيدة نساء أهل الجنة قالت: فما لعلي؟ قال: رجل من أهل الجنة، قالت: يا ابة فما الحسن والحسين؟ فقال: هما سيدا شباب أهل الجنة.


    روى ابن حجر بإسناده عن أبي هريرة قال : قال (ص) : (أتاني جبرئيل فقال: يا محمد، ان ربّك يحبّ فاطمة فاسجد، فسجدت، ثم قال: ان الله يحب الحسن والحسين فسجدت، ثم قال: ان الله يحبّ من يحبهما)(16).


    روى النسائي بإسناده عنه، قال: (أبطأ علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوماً صبور النهار فلمّا كان العشى قال له قائلنا: يا رسول الله قد شقّ علينا لم نرك اليوم، قال : إنّ ملكاً من السماء لم يكن زارني، فاستأذن الله في زيارتي فاخبرني وبشّرني، انّ فاطمة بنتي سيدة نساء أمتي، وانّ

    حسناً وحسيناً سيدا شباب أهل الجنة)(17).


    روى الإربلي عنه قال: (إنما سميت فاطمة لأن الله عز وجل فطم من أحبّها من النار)(1.


    روى البحراني بإسناده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أول شخص يدخل الجنة فاطمة)(19).


    روى الطيالسي بإسناده عن أسامة، قال: (مررت بعلي والعباس، وهما قاعدان في المسجد فقالا: يا أسامة، استأذن لنا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا علي والعباس يستأذنان، فقال: أتدري ما جاء بهما؟ قلت: لا والله ما أدري، قال: لكني أدري ما جاء بهما قال: فإذن لهما، فدخلا فسلما، ثم قعدا، فقالا: يا رسول الله : أيّ أهلك أحبّ إليك؟ قال: فاطمة بنت محمد)(20).


    روى الحاكم النيسابوري بإسناده عن عائشة: (ان النبي (صلى الله عليه وآله) قال - وهو في مرضه الذي توفي فيه - : يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين، وسيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء المؤمنين)(21).


    روى البدخشي بإسناده عنها قالت: (قال رسول الله (ص) لفاطمة، يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين، وسيدة نساء المؤمنين، وسيدة نساء هذه الأمة)(22).


    روى الهيثمي بإسناده عن عائشة، قالت: (ما رأيت أفضل من فاطمة غير أبيها قالت: وكان بينهما شيء، فقالت: يا رسول الله سلها فإنها لا تكذب)(23).


    وروى بإسناده عن عائشة، أنها سألت: (أي الناس أحبّ إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) قالت: فاطمة، وقيل: من الرجال؟ قالت: زوجها ان كان ما علمت صواماً قوّاماً، أخرجه الترمذي وقال: حسن)(24).


    وروى بإسناده عنها، قالت: (ما رأيت أصدق لهجة من فاطمة، الا أن يكون الذي ولدها (ص) )(25).


    روى الحضرمي بإسناده عن أسماء بنت عميس (رضي الله عنها)، قالت: (قبلت فاطمة بالحسن فلم أر لها دماً، فقلت: يا رسول الله انّي لم أر لفاطمة دماً في حيض ولا نفاس، فقال رسول الله (ص) أن ابنتي طاهرة مطهّرة لا ترى لها دماً في طمث ولا ولادة)(26).


    روى الخوارزمي بإسناده عن حذيفة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (نزل ملك من السماء فاستأذن الله تعالى أن يسلم عليّ، لم ينزل قبلها، فبشرّني ان فاطمة سيدة نساء أهل الجنة)(27).


    روى الترمذي بإسناده عن زيد بن أرقم: (ان رسول الله (ص) قال لعليّ وفاطمة والحسن والحسين: أنا حربٌ لمن حاربتم، وسلمٌ لمن سالمتم)(2.


    روى ابن الصبّاغ المالكي عن مجاهد، قال: (خرج النبي (صلى الله عليه وآله) وهو آخذٌ بيد فاطمة فقال: من عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد وهي بضعة مني وهي قلبي وروحي التي بين جنبي، فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله)(29).


    قال الشيخ عبد الله البحراني: (سأل بزل الهروي الحسين بن روح (رضي الله عنه) فقال: كم بنات رسول الله (ص)؟ فقال: أربع، فقال: أيتهنّ أفضل؟ فقال: فاطمة، قال: ولم صارت أفضل وكانت أصغرهنّ سنّاً وأقلّهنّ صحبة لرسول الله (ص)؟ قال: لخصلتين خصّها الله بهما: انّها ورثت رسول الله (ص) ونسل رسول الله (ص) منها ولم يخصّها بذلك إلاّ بفضل اخلاص عرفه من نيّتها.


    وقال المرتضى (رضي الله عنه): (التفضيل هو كثرة الثواب بأن يقع إخلاص ويقين ونيّة صافية ولا يمتنع من أن تكون (عليها السلام) قد فضلت على اخواتها بذلك، ويعتمد على أنها (عليها السلام) أفضل نساء العالمين بإجماع الإمامية وعلى أنه قد ظهر من تعظيم الرسول (ص) لشأن فاطمة (عليها السلام) وتخصيصها من بين سائرهنّ ما ربما لا يحتاج إلى الاستدلال عليه)(30).

    الهوامش

    1 - مقتل الحسين : ج 1 ، ص 60.

    2 - جواهر العقدين، العقد الثاني، الذكر الثاني: ص 216.

    عوالم العلوم : ص 44 رقم 1.

    3 - نفس المصدر السابق: ص 46 رقم 5.

    4 - عوالم العلوم : ص 53 : رقم 5.

    5 - عوالم العلوم : ص 53 رقم 5.

    6 - المناقب: ج 3، ص 333.

    7 - نزل الأبرار ص 47، ورواه الحضرمي في (وسيلة المآل) الباب الثالث : ص 150، والشنقيطي في (كفاية الطالب) ص 82 والسخاوي في (استجلاب ارتقاء الغرف) باب بشارتهم بالجنة ص 76، والسمهودي في (جواهر العقدين) العقد الثاني الذكر الثاني : ص 109.

    8 - مقتل الحسين (عليه السلام) : ج 1، ص 59، ورواه القندوزي في (ينابيع المودة) : ص 263 مع فرق.

    9 - كشف الغم: ج 1، ص 467.

    10 - حلية الأولياء: ج 2، ص 40.

    11 - وسيلة المآل: ص 175.

    12 - أسنى المطالب الباب الثاني عشر : ص 75 رقم 15.

    13 - مسند أحمد: ج 4، ص 332.

    14 - الخصائص : ص 36.

    16 - لسان الميزان: ج 3، ص 275.

    17 - الخصائص : ص 34.

    18 - مجمع الزوائد : ج 9 ص 201.

    19 - عوالم العلوم: ص 66 رقم 5.

    20 - مسند الطيالسي: ص 88 ج 2 رقم 633.

    21 - المستدرك على الصحيحين: ج 3، ص 156.

    22 - ينابيع المودة: ص 260.

    23 - مجمع الزوائد : ج 9، ص 201.

    24 - وسيلة المآل: ص 151.

    25 - وسيلة المآل : ص 154.

    26 - وسيلة المآل، الباب الثالث: ص 151.

    27 - وسيلة المآل، الباب الثالث: ص 176.

    28 - سنن الترمذي : ج 5، أبواب المناقب ما جاء في فضل فاطمة (عليها السلام) ص 360 رقم 3962.

    29 - الفصول المهمة : ص 146، ورواه الشبلنجي في (نور الأبصار) ص 53.

    30 - عوالم العلوم : ص 51 رقم 16.
                  

10-27-2005, 07:01 PM

mohamed bakry

تاريخ التسجيل: 02-27-2005
مجموع المشاركات: 112

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة من أهوي : ستنا الزهراء (هدية رمضان) (Re: ghariba)

    دعني أشارك بهذه من حب سيدنا علي ابن أبي طالب لزوجته الكريمة ابنة أطيب من وطأ الثري



    دخل على بن أبي طالب (كرّم الله وجه) على زوجه فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلم ورضي الله عنها فوجدها تستاك بعود أراك فأحب أن يلاطفها فسحب عود الأراك من فيها ووضعه أمام عينيه وقال



    حظيت ياعود الأراك بثغرها .... أما خفت ياعود الأراك أراكا
    لو كنت من أهل القتال قتلتك .... مافاز منّي ياسواك سواكا
                  

10-30-2005, 05:37 PM

sudania2000

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة من أهوي : ستنا الزهراء (هدية رمضان) (Re: sudania2000)

    السلام عليكم
    لكم الشكر اخوتي الكرام
    ...
    نواصل



    السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها
    رَوَى البخاريُّ في صحيحه:
    أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم قال:
    (فَاطِمةُ بِضْعَةٌ مِنِّي فَمَنْ أغْضَبَها فَقَدْ أْغْضَبَني)...
    السيدة فاطمة الزهراء رابع بنات سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم من السيدة خديجة رضي الله عنها، و لدت يوم الجمعة الموافق للعشرين من جمادى الآخرة ، و قريش تبني الكعبة،و ذلك قبل البعثة بخمس سنوات ...
    كانت السيدة فاطمة رضي الله عنها شديدة الشبه بأبيها سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم، إذ كانت بيضاء البشرة مشربة بحمرة و لها شعر أسود...و عن أم المؤمنين أم سلمى رضي الله عنها أنها قالت( كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم أشبه الناس وجهاً برسول الله صلى الله عليه و سلم )) (1).و عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت : (( ما رأيت أحداً من خلق الله أشبه حديثاً و كلاماً برسول الله صلى الله عليه و سلم من فاطمة)) (2).
    1: فتح الباري 97:7
    2:صحيح ابن حبان 403:15 حديث رقم 6953...
    مكان ولادة السيدة فاطمة رضي الله عنه
    ولدت السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عليها في دار والدتها السيدة خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها ، تقع هذه الدار بزقاق الحجر بمكة المكرمة و يقال له زقاق العطارين على ما ذكره الأزرقي و تعرف بمولد فاطمة رضي الله عنها لكونها ولدت فيها هي و سائر أولاد خديجة من النبي صلى الله عليه و سلم...
    كانت الصفة الغالبة لهذه الدار الطاهرة البساطة ،فقد كانت تحتوي على أربع غرف: ثلاث داخليه منها: واحدة لبناته، و الثانية لزوجه و الثالثة لعبادة ربه و الرابعة بمعزل عنها له و لعموم الناس...و هذه الدار لم تعد معروفة اليوم فقد اختفت في باطن الأرض و انهالت عليها الأنقاض
    أسماء السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها
    كان تسميتها فاطمة بإلهام من الله تعالى لأن الله فطمها عن النار! .و اشتقاقها من ((الفطم)) و هو القطع كما قال ابن دريد و منه: فطم الصبي:إذ قطع عنه اللبن. ويقال:لأفطمنك عن كذا أي لأمنعنك عنه.
    لعل أشهر الأسماء التي سميت بها هي فاطمة الزهراء، و لكن كان لها تسعة أسماء...و لم يكن إسم فاطمة غريباً عند العرب،فقد كانت زوج أبي طالب و أم علي كرّم الله وجهه تسمى فاطمة،و فاطمة بنت عتبة، وقد أهدى الى رسول الله صلى الله عليه و سلم حلة استبرق قال اجعلوها خُمُراً بين الفواطم ،فشقت أربعة خمر ، خماراً لفاطمة الزهراء رضي الله عنها، و خماراً لفاطمة بنت أسد أم علي كرّم الله وجهه،و خماراً لفاطمة بنت حمزة عم رسول الله صلى الله عليه و سلم و هي أمامة، و خماراً لفاطمة بنت عتبة.
    و سميت السيدة فاطمة الزهرا رضي الله عنها: الصديقة،و المباركة،و الطاهرة، و الزكية،و الراضية و المرضية و المحدثة، و الزهراء،و كان يطلق عليها أم النبي صلى الله عليه و سلم أو أم أبيها و قد أضاف عليها بعض كتّاب السيرة أنها لُقبت بالبتول...
    عن جعفر بن محمد بن علي رضي الله عنه- عن أبيه- قال: ((سألت أبا عبد الله عليه السلام عن فاطمة:لم سميت الزهراء؟فقال:لأنها كانت إذا قامت في محرابها يزهر نورها لأهل السماء،كما يزهر نور الكوكب لأهل الأرض)).
    و لقبت بالصديقة، و المباركة،و الطاهرة،و الزكية، و الراضية ،و المرضية:و هي آيات على ما اتسمت به رضي الله عنها من الصدق و البركة و الطهارة و الرضا و الطمأنينة.
    و البتول:لأن الله تعالى قطعها عن النساء حسناً و فضلاً و شرفاً،أو لانقطاعها إلى الله...
    و لقبت بالبتول تشبيهاً بمريم في المنزلة عند الله..
    و سميت بأم أبيها لأن النبي صلى الله عليه و سلم ولد يتيماً ، و لم يجد أباه، ثم ماتت أمه و هو طفل صغير، و كان الرسول صلى الله عليه و سلم يعامل فاطمة رضي الله عنها معاملة الأم، و يخصها بالزيارة عند كل عودة منه إلى المدينة و قد توفيت آمنة بنت وهب و عاش في بيت أبي طالب تحنو عليه فاطمة بنت أسد و تعلق قلبه بها آنذاك بها، و لقد كان يناديها يا أماه، و عندما توفيت حزن عليها حزناً شديداً و رزقه الله فاطمة،و كلما رآها ذكر فاطمة بنت أسد،و تسلى بابنته عنها، و لهذا كناها أم أبيها...و لأنها كانت أصغر بنات الرسول صلى الله عليه و سلم و كانت في البيت وحدها بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها فتولت رعاية الرسول صلى الله عليه و سلم و السهر عليه..
    و الألقاب من الأعلام عند النحويين، فيقولون الأعلام ثلاثة أنواع:إسم،و لقب و كنية و كلما كان الإنسان من ذوي المنزلة و المكانة تعددت أسماؤه...
                  

10-30-2005, 05:40 PM

sudania2000

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة من أهوي : ستنا الزهراء (هدية رمضان) (Re: sudania2000)

    زواج فاطمة الزهراء رضي الله عنها من علي بن أبي طالب رضي الله عنه
    بعد أن أن تزوج سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم من السيدة عائشة بنت الصديق بدأ يصل الى مسامعها تقرب علي بن أبي طالب الى رسول الله صلى الله عليه و سلم مبدياً رغبته في الزواج بها،و هو ليس بغريب.لقد تربى معها في بيت واحد ، بعد أن أخذه النبي صلى الله عليه و سلم و هو صغير ليخفف مؤونة العيال عن عمه أبي طالب ، و ليرد له جميل صنيعه معه حين تكفل بتربيته بعد وفاة جده عبد المطلب...كان علياً رضوان الله عليه يتوق للإقتران بفاطمة رضي الله عنها ، لكنه ظل محجماً فترة، لأنه لا يدري بم يمهرها، و ليس بيده مال،ثم زاد احجامه ، حين بلغه أن أبا بكر و عمر رضي الله عنهما قد طلبا يد الزهراء، فردهما سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم في رفق بالغ...عندما تقدم علي رضي الله عنه من النبي صلى الله عليه و سلم طالباً يد فاطمة رضي الله عنها، تهلل وجهه صلى الله عليه و سلم ثم تبسم في وجه علي و قال(هل عندك شئ يا علي؟
    قال علي كرم الله وجهه :لا يا رسول الله، و الله لا يخفى عليك حالي و لا شئ من أمري،غير سيفي و ناضجي...قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: فأين درعك التي أعطيتك يوم كذا؟
    قال علي كرم الله وجهه: تقصد درع الحطمية (1) ، هي عندي يا رسول الله.
    قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:فأعطها إياها..
    (1) الحطمية :هي الدرع التي تحطم السيوف أي تكسرها...
    فانطلق علي كرم الله وجهه مسرعاً ، و جاء بالدرع ، فأمره رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يبيعها ليجهز العروس بثمنها.
    و تقدم عثمان بن عفان رضي الله عنه فاشتراها ، بأربعمائة و سبعين درهماً، حملها علي كرم الله وجه و وضعها أمام المصطفى صلى الله عليه و سلم ، فتناولها بيده الكريمة ثم دفعها الى بلال ليشتري ببعضها طيباً و عطراً...
    كان هذا هو مهر فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه و سلم الهاشمية القرشية، درع حطمية .و قد وفقها الله إلى هذا الفتى الشجاع النقي الذي كرم الله وجهه...
    الزهراء و الجهاد
    لقد كان وجود فاطمة الزهراء رضي الله عنها في قلب المعركة بين الكفر و الإيمان منذ طفولتها، و هو ما جعلها تحيا حياة جادة فلقد نشأت نشأة جادة..و أول مشاركة لها بعد زواجها الجهاد في غزوة أُحُد ، بعدما تأكد لها عزم قريش على الإنتقام من النبي صلى الله عليه و سلم و من آل بيته و أصحابه...
    و خرج الكفار للقاء المسلمين و في صدورهم الحقد الدفين،و خرج المسلمون في شوال سنة ثلاث للهجرة.و خرج عدد من النساء ليس قليلاً لمشاركة الرجال في الجهاد و كان من بينهم الزهراء رضي الله عنها...
    و بدأت المعركة بين الحق و الباطل بين النور و الظلام ..و شاركت الإبنة البارة رضوان الله عليها بقية النسوة المسلمات في تضميد الجراح، و إعداد الأدوية و نقل الشهداء إلى الجبهات الخلفية،و تهيئة الأطعمة و الأشربة... و انتهت المعركة برفع راية النصر للمسلمين...و عاد الكفار و الحسرة تملأ قلوبهم و لم يستطيعوا أسر رجل واحد من المسلمين ...و هكذا نجد ان فاطمة الزهراء كانت في موقع الأحداث مجاهدة في سبيل الإسلام و في إخماد نار الكفر الآثمة...
                  

10-30-2005, 05:44 PM

sudania2000

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة من أهوي : ستنا الزهراء (هدية رمضان) (Re: sudania2000)

    مولد الحسن و الحسين رضي الله عنهما
    في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة، استقبلت الزهراء رضي الله عنها،مولودها الأول.. و زف الخبر السعيد إلى ابيها صلى الله عليه و سلم ،فمشى إليها تملأه الغبطة ، حمل وليدها بين ذراعيه الكريمتين و تلا الآذان في مسامعه...
    يقول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: (( لما ولد الحسن جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال:أروني إبني ،ما سميتوه؟)).
    قلت : ((سميته حرباً،فقال رسول الله:لا بل الحسن)).و احتفل النبي صلى الله عليه و سلم بمولده،فصنع عقيقة يوم سابعه،و حلق شعره وتصدق بزنة شعره فضة.
    كان الحسن رضي الله عنه أشبه خلق الله بالرسول صلى الله عليه و سلم في وجهه.
    فقد روى الزهري عن أنس قال: (( الحسن أشبه برسول الله ما بين الصدر إلى الرأس،و الحسين أشبه برسول الله صلى الله عليه و سلم ما أسفل من ذلك )).
    و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحبه حباً شديداً و ربما جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم ساجد في الصلاة فيركب على ظهره ، و يقره على ذلك و يطيل السجود من أجله،و ربما أصعده على المنبر...
    عن البراء رضي الله عنه قال: (( رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم واضعاً الحسن بن علي على عاتقه،و هو يقول: (( اللهم إني أحبه فأحبه و أحب من يحبه))..
    في شهر شعبان سنة أربع من الهجرة،وضعت السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها وليدها الثاني الحسين رضي الله عنه،طارت البشرة السارة الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فهرول المصطفى صلى الله عليه و سلم إلى بيت الزهراء و حمل الوليد بين ذراعيه الكريمتين و أذن صلى الله عليه و سلم في أذنه..ثم سأل علي كرم الله وجهه: (( ما سميتموه؟)).فأجاب علي كرم الله وجهه : (( سميته حرباً.فقال المصطفى صلى الله عليه و سلم بل هو حسين)).و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم مع حفيديه في قمة العطف و الحنان و الكرم و الرحمة...
                  

10-30-2005, 05:46 PM

sudania2000

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة من أهوي : ستنا الزهراء (هدية رمضان) (Re: sudania2000)

    وفاة فاطمة الزهراء رضي الله عنها و حزن علي كرم الله وجهه
    أصاب السيدة فاطمة الزهراء مرضاً كان السبب في وفاتها ، و لم يطل مقام المرض في جسدها الطاهر طويلاً.و توفيت و هي بنت التاسعة و العشرين ... و قد اختلفت المرويات في تحديد تاريخ وفاتها..لكن الأرجح كان ما رواه المدائني و الواقدي و ابن عبد البر أنها توفيت يوم الإثنين من شهر رمضان سنة إحدى عشر من الهجرة...
    قيل أنها كانت قبل وفاتها فرحة مسرورة لعلمها باللحاق بأبيها الذي بشرها أن تكون أول أهل بيته لحوقاً به..
    سرى خبر وفاتها في المدينة و اجتمع الناس حول علي كرم الله وجهه و هو جالس ،و الحسن و الحسين رضي الله عنهما يبكيان بين يديه فبكى لبكائهما..
    كانت وصية السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها أن تدفن ليلاً بالبقيع،و حملت الزهراء رضي الله عنها إلى مثواها الأخير، في نعش صنعته لها أسماء بنت عميس رضي الله عنها...و كان هذا النعش سريراً ثم يُأتى بجرائد تشد على قوائمه ، ثم يغطى بثوب..و كانت أول من حملت بنعش،و أول من لحقت بالنبي صلى الله عليه و سلم من أهله..حُملت فاطمة الزهراء رضي الله عنها بين دموع العيون و أحزان القلوب، و صلى عليها علي كرم الله وجهه،و نزل في قبرها، ثم وقف على حافة القبر يؤبنها بكلمات تنم عن قلب مفعم بالأحزان على فراقها..و ضم ثرى طيبة جسدها الطاهر كما ضم جثمان أبيها المصطفى صلى الله عليه و سلم و أخواتها الثلاث فيما بعد :زينب و رقية و ام كلثوم رضي الله عنهن..وعاد علي كرم الله وجهه ، محزون القلب دامع العين بعد وداع الحبيبة الغالية الطاهرة ابنة أشرف القوم،عاد الى الى دارهما تملأ الوحشة قلبه ، ثم أحس أن الدنيا على على زوال
    و قد أثرت فيه وفاة المصطفى صلى الله عليه و سلم ثم وفاة الزهراء رضي الله عنها فأنشد قائلاً:
    أرى علل الدنيا عليّ كثيرة و صاحبها حتى الممات عليل
    لكل اجتماع من خليلين فرقة و كل الذي دون الفراق قليل
    و إن افتقادي فاطماً بعد أحمد دليل على ألا يدوم الخليل
                  

10-30-2005, 05:49 PM

sudania2000

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة من أهوي : ستنا الزهراء (هدية رمضان) (Re: sudania2000)



    المرأة في الإسلام.. الزهراء نموذجاً





    تمهيد:
    تتجسم السبل شارعة واسعة ببهارجها وزبارجها أمام المرأة المسلمة المعاصرة، وعلى كل سبيل دعاة ينادونها بكلام ساحر، وخطاب آسر، ويعرضون عليها بضائعهم مزجاة، يسبقها بريقها ولمعانها، وترافقها التزويقات الشهوانية، والتسويلات الشيطانية، والتزويرات التي تبهر العيون، وتأسر القلوب، وتلوي عنان النفوس، والله سبحانه وتعالى يحذرنا اتباع هؤلاء الدعاة، وينهانا عن سلوك سبلهم، واصطناع طرائقهم، وانتهاج مناهجهم الفاسدة المهلكة: (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله).
    ومع أننا - في هذا العصر - قد أفلتنا من أيدينا نواصي وسائل الاعلام، بسعتها وانتشارها، التي يستخدمها أولئك الدعاة إلى سبل الشيطان المتفرقة، ورغم تخلف الخطاب الإسلامي، وقصوره عن تقديم الصورة الصحيحة، عن سبيل الله القويم، وصراطه المستقيم، كما عرضها الإسلام، نصوصاً نظرية وسلوكاً عملياً تطبيقياً، من خلال النماذج الكثيرة التي قدمها في حياة الرسول (ص) وبعد وفاته، فإننا سنحاول أن نقدم للمرأة المعاصرة أنموذجاً واحداً من هذه النماذج الكثيرة، من خلال الحديث عن سيدة نساء العالمين، السيدة الزهراء عليها السلام، ابنة داعية، وزوجة عاملة، وأماً مربية، وامرأة عابدة.
    الزهراء (الابنة الداعية):
    حفلت حياة الزهراء (ع) منذ الصبا وحتى الوفاة، بنشاط واضح ومتميز لدعم رسالة الاسلام، والدعوة إليه قولاً وفعلاً وسلوكاً حياتياً يومياً.
    فلقد (شبت في خضم هذا البحر المتلاطم بأمواج الخير والشر، وفي لجة هذا المحيط الزاخر بالصراع المحتدم، بين حلكة الظلام الدامس، وأشعة النور المتلألئة، ووسط هذه الأجواء الملبدة بالغيوم، الحبلى بالأحداث. شبت وهي تسمع وترى وتحس بكل ما يجري حولها، ويطير قلبها شعاعاً كلما أحست بوطأة الشرك، والعنت الشديد الذي يلقاه أبوها (الرسول) من أولئك الجاحدين المعاندين).
    (وحل المساء على فاطمة ذات يوم، لتجد نفسها وأمها خديجة، وأباها محمداً، وعمه أبا طالب وأبناءه وجميع بني هاشم وبني عبد المطلب، والمسلمين، معزولين عن الناس، محصورين في شعب أبي طالب ، حصاراً ضيق عليهم معيشتهم، وحبس عليهم أنفاسهم، وهدد حياتهم، حتى أكلوا أوراق الشجر وأعشاب الأرض، ويابس الجلود، وطري الحصى، وسفّوا التراب.. وفاطمة الصغيرة ترى نفسها مضطرة لتفعل كما يفعلون، وتأكل مما يأكلون، وتعيش -بينهم ومعهم- الحياة الصعبة التي يعيشون... ولشد ما كانت مرحلة مرة، وفترة قاسية جداً في حياة الزهراء الصغيرة، حفرت ذكرياتها الأليمة في نفس وقلب فاطمة، لكنها(ع) تعلمت فيما تعلمته في تلك المرحلة، أن لا مناص من الصبر، ولا محيص عن التضحية، ولا بديل عن البذل، مهما كانت الظروف والنتائج.. وأن كل شيء على الإطلاق يهون ويرخص، إن كان في عين الله تعالى، وفي سبيله سبحانه).
    لم تعد فاطمة تأمن قريشاً على أبيها بعد الخروج من الشعب، فكانت كثيراً ما تتبعه إلى بيت الله (الكعبة الحرام) دون أن يدري بها، أو كانت ترسلها أمها خديجة تبحث عنه كلما افتقدته، وكثيراً ما كان عتاة قريش يتعرضون لها بالضرب أو بالشتم كلما رأوها، فكانت(ع) تتحمل كل ذلك، وتعود لتطمئن أمها خديجة عن مكان أبيها، وتخبرها بما فعل بها أولئك القساة المشركون.
    وذات يوم وفيما أبوها رسول الله (ص) ساجد لله في البيت الحرام، إذ أقبل أحد المشركين - بإغراء من قريش - فرمى على النبي (ص) سلا جزور وأحشاءه، بين هزأ المستكبرين وضحكاتهم، فما تمالكت أن هرعت إليه باكية، تزيل الأوساخ عن ظهره، وتميط الأذى عنه بيديها الناعمتين، ويرمق النبي الحليم والأب العطوف الرحيم ابنته فاطمة، بكل ما تشع به عيناه من الحب والحنان والرضى، وبكل ما يفيض به قلبه من الثبات والاطمئنان، ثم يأخذها بين يديه الطاهرتين، ويضمها إلى صدره الشريف وهو يقول: (لا تبك يا ابنتي، فإن الله مانع أباك من كيدهم، ومظهر دينه على الشرك كله ولو كره الكافرون).
    وما أقسى ذلك اليوم على فاطمة(ع)، عندما فوجئت بموت أبي طالب عم أبيها، وزعيم قريش وعميد بني هاشم.
    وشعرت فاطمة بجناح من أجنحة أبيها يتهشم، وركن من أركانه يتهدم؛ لقد فقد الحامي القوي، والسند المتين.
    وما هي إلا أيام قلائل، حتى حلت المحنة الأخرى؛ إذ نزلت مصيبة الموت بأمها خديجة(ع)، وهي للنبي (ص) جناح آخر، وتهدم ركنه الثاني.
    أتتلقى فاطمة(ع) العزاء بموت أمها التي لا مثيل لها في الأمهات؟ أم تقوم -رغم ما بها من الوهن- فتعزي أباها الذي لا مثيل له في الآباء، بزوجة لا مثيل لها في الأزواج؟!.
    وتحاملت فاطمة على نفسها، وكبتت دموعها، وانطلقت بعزم ونشاط إلى أبيها تهدهد عنه الحزن، وتمسح عن خديه الدموع، وتمنحه الدفء والحنان والحب؛ علّ ذلك يعوض عنه بعض الذي فقده في أمها خديجة، وكم وجدت الزهراء(ع) نفسها بعد ذلك وهي تنزع الأشواك عن قدمي أبيها، وتمسح الدماء عن رجليه، وتغسل عن يديه ووجهه التراب، وتزيل عن ظهره وصدره وذراعيه الأوحال والأوشاب.
    وما أسعدها يوم رن في أسماعها صوت أبيها (ص)، بلحن عذب يهز القلوب ويطرب الفؤاد:
    (ما أسرع ما أصبحت أم أبيك يا فاطمة!! ).
    وسيان في عمود النور المتطاول برأسه في عنان السماء، أن تكون فاطمة بنتاً لأبيها وأماً له، بنتاً له في الولادة والنسب، وأماً له في الرعاية والحدب، بنتاً له في التربية والاقتداء، وأماً له في الحياطة والاعتناء، وفي الحالين تبقى فاطمة هي فاطمة.
    وفي السنة الحادية عشرة للبعثة، وقد ازداد أذى قريش لرسول الله (ص)، وصحبه الذين آمنوا معه، ثم لم يكتفوا بذلك كله، حتى اجتمعت كلمتهم على اغتيال رسول الله.. وسمعت أباها ذات يوم يأمر أصحابه بالهجرة إلى (طيبة).. الهجرة التي لم تكن قد أدركت معناها يوم هاجرت أختها رقية إلى الحبشة، ولكنها ذاقت ولا تزال مرارة الحنين والشوق لأختها الحبيبة.
    وقفت الزهراء(ع) في بيت أبيها في مكة، تودع المكان الذي عاشت فيه مع أبيها وأمها وأخواتها أعواماً مليئة بالأحداث، حافلة بالمتاعب، وقد أحست أنه الفراق الذي لا لقاء بعده.
    قلبت نظراتها الأخيرة في البيت الذي ولدت فيه وشبت بين جدرانه، ثم لم تلبث أن خرجت باكية تجلل الدموع الغزيرة خديها، وأسلمت نفسها مع الركب لرمال الصحراء المترامية الأطراف، والخطر محدق بها، والمتاعب تحوطها، والأمل يحدوها للقاء أبيها في موطنه الجديد (يثرب)، والأسف يملؤها لهؤلاء الذين حجزتهم مراكزهم الاجتماعية ومصالحهم الشخصية المادية، عن رؤية النور المشع من كلام النبوة، فمضوا في دروب الشك، وآثروا الظلام على النور، وعملوا جادين لإطفاء نور الله، ألا ما ألأم هؤلاء القوم، وما أقسى قلوبهم، وما أجرأهم على الله سبحانه!!.
    الزوجة العاملة:
    بمهر قليل جداً، ووليمة عرس متواضعة، وبأمر من الله سبحانه، تم زواج النور من النور، وضم بيت الزوجية البسيط، فاطمة الزهراء إلى علي بن أبي طالب(ع)؛ ليكون مركز الإشعاع الذي سيستمر العطاء الإلهي من خلاله، فيملأ الأكوان بنور الإسلام والقرآن، بعد أن اكتمل الدين على يدي رسول الله (ص)، وتمت النعمة على المسلمين، ورضي المولى سبحانه وتعالى الإسلام ديناً للعالمين.
    وبكل بساطة رُفض الخاطبون الأغنياء، وقُبل الزواج من الرجل الفقير مالاً، الغني نفساً وإيماناً وعلماً وخلقاً؛ لأنه المرضي عند بارئه، فلا كفء للزهراء سواه؛ وترسخت القاعدة الإسلامية في بناء الأسر المسلمة (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).
    وتقاسما العمل فيما بينهما، علي يكفيها من العمل ما كان خارج البيت، وما يستوجب مزاحمة الرجال ومخالطتهم ومخاطبتهم؛ فإن ذلك كان أبغض ما يكون إلى الزهراء، وهي التي كانت تقول: (خير للنساء أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال).
    والزهراء(ع) تكفيه من العمل ما كان داخل البيت، مما اعتادت النساء أن يقمن به دون رجالهن، وبذلك تقر المرأة في معقلها الطبيعي، بعيداً عن عيون الرجال، مرتاحة من مخالطتهم، متجنبة أن تزاحم بمنكبيها مناكبهم.
    علي (ع) يحتطب ويسقي النخل، ويستسقي الماء ويأتي بالطعام، وفاطمة تطحن وتعجن وتخبز وتغسل وتكنس وتطبخ.
    وهكذا دأبت فاطمة(ع) على عملها داخل البيت، تنظفه وترتبه، وتدير بيديها الناعمتين رحى ثقيلة، لتحصل على طحينها فتعجنه وتخبزه، لتقدمه لبعلها كلما عاد إلى البيت، وتقدم له معه كل وسائل الراحة النفسية والجسدية، والمحبة القلبية، والسعادة في الحياة، وتخفف عنه الهموم، وتغسل عن قلبه صدأ الأيام وخُلف الرجال، وانقلاب الناس على الأعقاب.
    ودأب علي (ع) على أن يحوطها بكل العناية والرعاية، ويقدم لها ما وسعه من العون والمساعدة في حصتها من العمل داخل البيت، ولا يخفي عنها ما يكنه لها من الحب والتقدير والود والاحترام.
    وسارت الحياة بينهما سعيدة لا يعكرها الفقر الذي كانا عليه، ولا الحرمان الذي أحاط بهما من كل جانب، ولا التعب الذي كان ينالهما في كل يوم، حتى مجلت يداها من الطحن بالرحى، واغبرت ثيابها من الكنس، وأثر في صدرها الاستقاء بالقربة، وهي تداري عن علي تعبها، وتخفي عنه آلامها، ولا تشكو إليه ما بها، حباً له ورحمة به، وخوفاً على مشاعره وأحاسيسه وعواطفه، وحرصاً على رضاه.
    ولم يكن علي بالذي يجهل ما بفاطمة أو يتجاهله؛ فلقد كان يحس من أعماقه ما تعانيه زوجه فاطمة من تعب، وما تلاقيه من نصب، وكان يرى بعينيه الآثار ظاهرة في يديها البضتين، والتعب يلوح في عينيها المرهقتين؛ فيسرع إلى معاونتها في أعمالها داخل البيت، كلما وجد إلى ذلك سبيلاً.
    وهكذا قاسمها علي (ع) العمل، وقاسمته الهموم، وذاقا معاً مرارة الصبر على المعاناة والألم والجوع، وحملا مسؤولية التربية والتعليم للأولاد ومن بعدهم، وعن طريقهم، للأجيال قرناً بعد قرن، وجيلاً بعد جيل، فكانا طرفي الرحى التي تدور بالحياة، وترمز إلى العلم والعمل، وتبشر بالأمل، وكانا شمس الكون وقمره، اللذين ينيران الوجود في الليل والنهار، وينثران الكواكب في سماء المجد، ويقودان سفن النجاة في البحار اللجية الهوجاء.
    بهذه الروحية الطاهرة استمرت حياة الزوجين؛ كل منهما يشعر أن الآخر وديعة عنده، وأنه مكمل له، وأنه لا يستطيع إلا أن يقدم له كل المشاعر الصادقة في انسجام متناغم، وتقابل متكافئ متعادل الدم، متوازي التوجه، متماثل الجهد والقصد، كل يعرف قدر صاحبه ومكانته، ويعرف موقعه وإمكاناته، ويعرف ما أنيط به من أعباء ومسؤوليات.
    أيّ بيت مسلم ذلك الذي انطوى على معصومين مطهرين منزهين؟! فكانا أنموذجاً كاملاً للبيت الإسلامي المبارك؟.
    وأيّ زوجين مسلمين كاملين ضم بيت فاطمة وعلي (ع)، فانطوى على الصفاء و النقاء، والتفاني والاخلاص، والألفة والمودة، والتعاون والرحمة، والمحبة والطاعة؟!.
    وكيف لا يكونان كذلك، وقد تربيا معاً في حجر النبوة، يشمان ريح الوحي، ويعيشان شكله وصوته، وتتلقى أذناهما الواعيتان آيات القرآن الكريم من فم رسول الله (ص)، ترنيماً وترتيلاً وصلاة، وتتردد في قلبيهما خضوعاً وخشوعاً، وترف في جوانحهما بمعانيها المقدسة، ولباب جواهرها وكنوزها، فتفيض على الجوارح علماً وعملاً وأدباً وسلوكاً، ليكون علي (ع) نموذجاً كاملاً لكل زوج مسلم، وتكون الزهراء(ع) أسوة وقدوة لكل زوجة مسلمة، ولتكون أسرتهما الصورة النموذجية الكاملة للأسرة المسلمة.
    الأم المربية:
    من بيت الرسالة والنبوة حيث يشع نور الهداية، انتقلت السيدة الزهراء(ع) لتستقر في دار الإمامة والولاية، حيث يتلألأ الضياء الرباني والهداية المحمدية، ومن كريمة للنبي (ص) إلى قرينة للوصي(ع)، إلى أمّ مطهرة للأئمة الأطهار، والقادة البررة الأخيار(ع)، الجوهر هو الجوهر، والنور هو النور، لكنها نقلة طويلة بعيدة، من طور إلى طور، ومن دور إلى دور، إنها مسؤوليات جديدة، وتبعات جسام من نوع آخر، إنها مرحلة العطاء بعد أن تم واكتمل البناء، إنها فترة الإثمار بعد أن غطت الأزهار هام الأشجار، وانتشرت رياحينها على الأقطار.

    وهكذا جاء الحسن ثم الحسين(ع) سيدا شباب أهل الجنة، وريحانتا رسول الله (ص) من الدنيا، ثم تلتهما الحوراء زينب الكبرى(ع)، وزادت الأعباء على كاهل الزهراء، وبات عليها أن تتفرغ للاعتناء بالغرس النبوي المبارك، والنسل العلوي المطهر، وتربيته وتعليمه، بالإضافة إلى الاعتناء بالزوج، وتهيئة كل أنواع الراحة المتاحة -ولو نفسياً على الأقل- للزوج الودود العطوف، وللأولاد الذين سيهيئون لما رسم الله لهم من أدوار في قيادة سفينة الإسلام التي لا نجاة لمن تخلف عنها من المسلمين.
    وقد أبلت الزهراء -مع زوجها- البلاء الحسن في تهيئة أنقى الأجواء التعليمية والتربوية لأئمة المستقبل، الذين سيستمر بهم الدين إلى أن يظهر على الدين كله ولو كره المشركون والكافرون.
    وقد مارست دورها التربوي هذا، عملياً قبل أن يكون نظرياً، وبالأفعال قبل الأقوال؛ فكانت الأم العالمة والعاملة، والقانتة العابدة، والكريمة الباذلة، والمنفقة المؤثرة -على نفسها وزوجها وأولادها- كل يتيم وأسير ومسكين وفقير، المتحملة شظف العيش ومر الحرمان، الزاهدة في الدنيا ومغرياتها، الراغبة في الآخرة ونعيمها.
    الــــــزهراء العابــــــدة
    ما ترانا نستطيع أن نقول في عابدة آل محمد (ص)؟ وبأي عبارة نصف عبوديتها لله سبحانه وعبادتها له؟ أهناك كلام يفي القانتة العابدة حقها؟.
    لنسأل الحسن البصري، فلقد بلغه شيء عن عبادتها، وسنسمعه يجيب قائلاً: (ما كان في هذه الأمة أعبد من فاطمة بنت محمد، كانت تقوم حتى تتورم قدماها).
    هذا والحسن البصري لم ير الزهراء(ع)، ولم يكن في عصرها، وإنما بلغه ذلك سماعاً عن غيره؛ فلا بد أن ذلك كان مشهوراً متناقلاً بين الناس، أما ابنها الإمام الحسن بن علي(ع)، فيصف لنا ما رآه عياناً وشاهده مراراً وتكراراً، يقول: (رأيت أمي فاطمة (ع) قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح، وهي تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم).
    وحينما سأل النبي (ص) علياً (ع) بعد زواجه من ابنته الزهراء: (كيف وجدت أهلك؟) لم يكن جوابه وجدتها جميلة أو وجدتها لطيفة، أو..أو... وإنما كان الجواب بما يليق بالزهراء وعلي، وبما هو الحق والصواب: (نعم العون على طاعة الله).
    هكذا ينبغي أن تكون الزوجة المسلمة، وهكذا ينبغي أن يكون مراد الزوج من زوجته؛ طائعة عابدة لله، ومعينة لزوجها -وأولادها بالطبع- على طاعة وعبادة الله سبحانه.
    هذا وقد كان للزهراء(ع) تسبيح عند النوم وعقب كل صلاة، عرف بين المسلمين واشتهر، اسمه (تسبيح فاطمة) ، تعلمته من أبيها رسول الله (ص)، وقد قال عنه الإمام الباقر (ع): (ما عبد الله بشيء أفضل من تسبيح فاطمة كل يوم دبر كل صلاة، ولو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله ابنته فاطمة).
    وكانت (ع)كثيرة الدعاء مع الصلاة والتسبيح، تكثر منه إكثارها منهما، لأن الدعاء مخ العبادة، فكانت إذا جنّ الليل وانتشر الظلام، وشرعت في الصلاة، ترفع يديها وينطلق لسانها بليغاً فصيحاً تناجي ربها.. توحده وتنزهه وتسبحه، وتحمده وتشكره، وترجوه وتدعوه، وتتزلف إليه وتتقرب، وهي سيدة النساء القريبة إلى الله، وترتجف أوصالها خشوعاً وبخوعاً وخضوعاً، وهي الآمنة من غضب الله الواثقة برضاه، المبشرة بجنته ورضوانه، ولكنه خشوع الحب والوجد، وبخوع العرفان والصلة، وخضوع الإيمان واليقين.
    فهي تسبح الله تعالى بقولها:
    (سبحان ذي العز الشامخ المنيف، سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم، سبحان ذي الملك الفاخر القديم).
    أو تدعوه: (يا من ليس غيره رب يدعى، يا من ليس فوقه إله يخشى، يا من ليس دونه ملك يتقى، يا من ليس له وزير يؤتى، يا من ليس له حاجب يرشى، يا من ليس له بواب يغشى، يا من لا يزداد على كثرة السؤال إلا جوداً وكرماً، وعلى كثرة الذنوب إلا عفواً وصفحا).
    أو تسأله: (يا من لا يعلم كيف هو وحيث هو إلا هو، يا من سد الهواء بالسماء، وكبس الأرض على الماء، واختار لنفسه أحسن الأسماء، اللهم إني أسألك بحق كل اسم هو لك، يحق عليك فيه إجابة الدعاء إذا دعيت به، وأسألك بحق كل ذي حق عليك، وأسألك بحقك على جميع ما هو دونك، أن تفعل بي كذا وكذا).
    أو تناجيه: (اللهم سيدي، من تهيأ أو تعبأ، أو أعد أو استعبد، لوفادة إلى مخلوق، رجاء رفده وفوائده، ونائله وجوائزه، فإليك يا الهي كانت تهيئتي وتعبئتي، وإعدادي واستعدادي، رجاء رفدك ومعروفك، ونوائلك وجوائزك، فلا تحرمني ذلك يا من لا تحفيه مسألة سائل، ولا تنقصه عطية نائل).
    هكذا كانت فاطمة(ع): ابنة داعية، وزوجة عاملة، وأماً مربية، وقانتة عابدة، وكانت إلى ذلك، المتكلمة الفصيحة، والمتحدثة البليغة، والعالمة العارفة.. وصفات أخرى لا يبلغ كنهها المتكلمون، ولا يصل إلى مداها العادّون، ومن أحق أن يكون كذلك سواها؟! وقد استقت من فيض النور الإلهي الذي خلقت منه، وحباها الله به، وقبست من شعلة النبوة التي عاشت في كنفها، ورضعت لبانها الصافي، ونهلت من نبع الإمامة، تشهد تفجره في بيتها، وتسعد بتدفقه وجريانه من بين يديها. ولم لا تكون كذلك؟ وهي بنت سيد المرسلين، وقرينة سيد الوصيين، وأم الأئمة الأبرار المطهرين، وهي في نفسها سيدة نساء العالمين..
    فهي الرمز المقدس، والأنموذج الكامل، والمثال الذي يقتدى، والأسوة التي تحتذى، سلام عليها في الأولين، وسلام عليها في الآخرين.. والحمد لله رب العالمين
                  

10-30-2005, 05:50 PM

sudania2000

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في حضرة من أهوي : ستنا الزهراء (هدية رمضان) (Re: sudania2000)



    المرأة في الإسلام.. الزهراء نموذجاً
    تتجسم السبل شارعة واسعة ببهارجها وزبارجها أمام المرأة المسلمة المعاصرة، وعلى كل سبيل دعاة ينادونها بكلام ساحر، وخطاب آسر، ويعرضون عليها بضائعهم مزجاة، يسبقها بريقها ولمعانها، وترافقها التزويقات الشهوانية، والتسويلات الشيطانية، والتزويرات التي تبهر العيون، وتأسر القلوب، وتلوي عنان النفوس، والله سبحانه وتعالى يحذرنا اتباع هؤلاء الدعاة، وينهانا عن سلوك سبلهم، واصطناع طرائقهم، وانتهاج مناهجهم الفاسدة المهلكة: (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله).
    ومع أننا - في هذا العصر - قد أفلتنا من أيدينا نواصي وسائل الاعلام، بسعتها وانتشارها، التي يستخدمها أولئك الدعاة إلى سبل الشيطان المتفرقة، ورغم تخلف الخطاب الإسلامي، وقصوره عن تقديم الصورة الصحيحة، عن سبيل الله القويم، وصراطه المستقيم، كما عرضها الإسلام، نصوصاً نظرية وسلوكاً عملياً تطبيقياً، من خلال النماذج الكثيرة التي قدمها في حياة الرسول (ص) وبعد وفاته، فإننا سنحاول أن نقدم للمرأة المعاصرة أنموذجاً واحداً من هذه النماذج الكثيرة، من خلال الحديث عن سيدة نساء العالمين، السيدة الزهراء عليها السلام، ابنة داعية، وزوجة عاملة، وأماً مربية، وامرأة عابدة.
    الزهراء (الابنة الداعية):
    حفلت حياة الزهراء (ع) منذ الصبا وحتى الوفاة، بنشاط واضح ومتميز لدعم رسالة الاسلام، والدعوة إليه قولاً وفعلاً وسلوكاً حياتياً يومياً.
    فلقد (شبت في خضم هذا البحر المتلاطم بأمواج الخير والشر، وفي لجة هذا المحيط الزاخر بالصراع المحتدم، بين حلكة الظلام الدامس، وأشعة النور المتلألئة، ووسط هذه الأجواء الملبدة بالغيوم، الحبلى بالأحداث. شبت وهي تسمع وترى وتحس بكل ما يجري حولها، ويطير قلبها شعاعاً كلما أحست بوطأة الشرك، والعنت الشديد الذي يلقاه أبوها (الرسول) من أولئك الجاحدين المعاندين).
    (وحل المساء على فاطمة ذات يوم، لتجد نفسها وأمها خديجة، وأباها محمداً، وعمه أبا طالب وأبناءه وجميع بني هاشم وبني عبد المطلب، والمسلمين، معزولين عن الناس، محصورين في شعب أبي طالب ، حصاراً ضيق عليهم معيشتهم، وحبس عليهم أنفاسهم، وهدد حياتهم، حتى أكلوا أوراق الشجر وأعشاب الأرض، ويابس الجلود، وطري الحصى، وسفّوا التراب.. وفاطمة الصغيرة ترى نفسها مضطرة لتفعل كما يفعلون، وتأكل مما يأكلون، وتعيش -بينهم ومعهم- الحياة الصعبة التي يعيشون... ولشد ما كانت مرحلة مرة، وفترة قاسية جداً في حياة الزهراء الصغيرة، حفرت ذكرياتها الأليمة في نفس وقلب فاطمة، لكنها(ع) تعلمت فيما تعلمته في تلك المرحلة، أن لا مناص من الصبر، ولا محيص عن التضحية، ولا بديل عن البذل، مهما كانت الظروف والنتائج.. وأن كل شيء على الإطلاق يهون ويرخص، إن كان في عين الله تعالى، وفي سبيله سبحانه).
    لم تعد فاطمة تأمن قريشاً على أبيها بعد الخروج من الشعب، فكانت كثيراً ما تتبعه إلى بيت الله (الكعبة الحرام) دون أن يدري بها، أو كانت ترسلها أمها خديجة تبحث عنه كلما افتقدته، وكثيراً ما كان عتاة قريش يتعرضون لها بالضرب أو بالشتم كلما رأوها، فكانت(ع) تتحمل كل ذلك، وتعود لتطمئن أمها خديجة عن مكان أبيها، وتخبرها بما فعل بها أولئك القساة المشركون.
    وذات يوم وفيما أبوها رسول الله (ص) ساجد لله في البيت الحرام، إذ أقبل أحد المشركين - بإغراء من قريش - فرمى على النبي (ص) سلا جزور وأحشاءه، بين هزأ المستكبرين وضحكاتهم، فما تمالكت أن هرعت إليه باكية، تزيل الأوساخ عن ظهره، وتميط الأذى عنه بيديها الناعمتين، ويرمق النبي الحليم والأب العطوف الرحيم ابنته فاطمة، بكل ما تشع به عيناه من الحب والحنان والرضى، وبكل ما يفيض به قلبه من الثبات والاطمئنان، ثم يأخذها بين يديه الطاهرتين، ويضمها إلى صدره الشريف وهو يقول: (لا تبك يا ابنتي، فإن الله مانع أباك من كيدهم، ومظهر دينه على الشرك كله ولو كره الكافرون).
    وما أقسى ذلك اليوم على فاطمة(ع)، عندما فوجئت بموت أبي طالب عم أبيها، وزعيم قريش وعميد بني هاشم.
    وشعرت فاطمة بجناح من أجنحة أبيها يتهشم، وركن من أركانه يتهدم؛ لقد فقد الحامي القوي، والسند المتين.
    وما هي إلا أيام قلائل، حتى حلت المحنة الأخرى؛ إذ نزلت مصيبة الموت بأمها خديجة(ع)، وهي للنبي (ص) جناح آخر، وتهدم ركنه الثاني.
    أتتلقى فاطمة(ع) العزاء بموت أمها التي لا مثيل لها في الأمهات؟ أم تقوم -رغم ما بها من الوهن- فتعزي أباها الذي لا مثيل له في الآباء، بزوجة لا مثيل لها في الأزواج؟!.
    وتحاملت فاطمة على نفسها، وكبتت دموعها، وانطلقت بعزم ونشاط إلى أبيها تهدهد عنه الحزن، وتمسح عن خديه الدموع، وتمنحه الدفء والحنان والحب؛ علّ ذلك يعوض عنه بعض الذي فقده في أمها خديجة، وكم وجدت الزهراء(ع) نفسها بعد ذلك وهي تنزع الأشواك عن قدمي أبيها، وتمسح الدماء عن رجليه، وتغسل عن يديه ووجهه التراب، وتزيل عن ظهره وصدره وذراعيه الأوحال والأوشاب.
    وما أسعدها يوم رن في أسماعها صوت أبيها (ص)، بلحن عذب يهز القلوب ويطرب الفؤاد:
    (ما أسرع ما أصبحت أم أبيك يا فاطمة!! ).
    وسيان في عمود النور المتطاول برأسه في عنان السماء، أن تكون فاطمة بنتاً لأبيها وأماً له، بنتاً له في الولادة والنسب، وأماً له في الرعاية والحدب، بنتاً له في التربية والاقتداء، وأماً له في الحياطة والاعتناء، وفي الحالين تبقى فاطمة هي فاطمة.
    وفي السنة الحادية عشرة للبعثة، وقد ازداد أذى قريش لرسول الله (ص)، وصحبه الذين آمنوا معه، ثم لم يكتفوا بذلك كله، حتى اجتمعت كلمتهم على اغتيال رسول الله.. وسمعت أباها ذات يوم يأمر أصحابه بالهجرة إلى (طيبة).. الهجرة التي لم تكن قد أدركت معناها يوم هاجرت أختها رقية إلى الحبشة، ولكنها ذاقت ولا تزال مرارة الحنين والشوق لأختها الحبيبة.
    وقفت الزهراء(ع) في بيت أبيها في مكة، تودع المكان الذي عاشت فيه مع أبيها وأمها وأخواتها أعواماً مليئة بالأحداث، حافلة بالمتاعب، وقد أحست أنه الفراق الذي لا لقاء بعده.
    قلبت نظراتها الأخيرة في البيت الذي ولدت فيه وشبت بين جدرانه، ثم لم تلبث أن خرجت باكية تجلل الدموع الغزيرة خديها، وأسلمت نفسها مع الركب لرمال الصحراء المترامية الأطراف، والخطر محدق بها، والمتاعب تحوطها، والأمل يحدوها للقاء أبيها في موطنه الجديد (يثرب)، والأسف يملؤها لهؤلاء الذين حجزتهم مراكزهم الاجتماعية ومصالحهم الشخصية المادية، عن رؤية النور المشع من كلام النبوة، فمضوا في دروب الشك، وآثروا الظلام على النور، وعملوا جادين لإطفاء نور الله، ألا ما ألأم هؤلاء القوم، وما أقسى قلوبهم، وما أجرأهم على الله سبحانه!!.
    الزوجة العاملة:
    بمهر قليل جداً، ووليمة عرس متواضعة، وبأمر من الله سبحانه، تم زواج النور من النور، وضم بيت الزوجية البسيط، فاطمة الزهراء إلى علي بن أبي طالب(ع)؛ ليكون مركز الإشعاع الذي سيستمر العطاء الإلهي من خلاله، فيملأ الأكوان بنور الإسلام والقرآن، بعد أن اكتمل الدين على يدي رسول الله (ص)، وتمت النعمة على المسلمين، ورضي المولى سبحانه وتعالى الإسلام ديناً للعالمين.
    وبكل بساطة رُفض الخاطبون الأغنياء، وقُبل الزواج من الرجل الفقير مالاً، الغني نفساً وإيماناً وعلماً وخلقاً؛ لأنه المرضي عند بارئه، فلا كفء للزهراء سواه؛ وترسخت القاعدة الإسلامية في بناء الأسر المسلمة (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).
    وتقاسما العمل فيما بينهما، علي يكفيها من العمل ما كان خارج البيت، وما يستوجب مزاحمة الرجال ومخالطتهم ومخاطبتهم؛ فإن ذلك كان أبغض ما يكون إلى الزهراء، وهي التي كانت تقول: (خير للنساء أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال).
    والزهراء(ع) تكفيه من العمل ما كان داخل البيت، مما اعتادت النساء أن يقمن به دون رجالهن، وبذلك تقر المرأة في معقلها الطبيعي، بعيداً عن عيون الرجال، مرتاحة من مخالطتهم، متجنبة أن تزاحم بمنكبيها مناكبهم.
    علي (ع) يحتطب ويسقي النخل، ويستسقي الماء ويأتي بالطعام، وفاطمة تطحن وتعجن وتخبز وتغسل وتكنس وتطبخ.
    وهكذا دأبت فاطمة(ع) على عملها داخل البيت، تنظفه وترتبه، وتدير بيديها الناعمتين رحى ثقيلة، لتحصل على طحينها فتعجنه وتخبزه، لتقدمه لبعلها كلما عاد إلى البيت، وتقدم له معه كل وسائل الراحة النفسية والجسدية، والمحبة القلبية، والسعادة في الحياة، وتخفف عنه الهموم، وتغسل عن قلبه صدأ الأيام وخُلف الرجال، وانقلاب الناس على الأعقاب.
    ودأب علي (ع) على أن يحوطها بكل العناية والرعاية، ويقدم لها ما وسعه من العون والمساعدة في حصتها من العمل داخل البيت، ولا يخفي عنها ما يكنه لها من الحب والتقدير والود والاحترام.
    وسارت الحياة بينهما سعيدة لا يعكرها الفقر الذي كانا عليه، ولا الحرمان الذي أحاط بهما من كل جانب، ولا التعب الذي كان ينالهما في كل يوم، حتى مجلت يداها من الطحن بالرحى، واغبرت ثيابها من الكنس، وأثر في صدرها الاستقاء بالقربة، وهي تداري عن علي تعبها، وتخفي عنه آلامها، ولا تشكو إليه ما بها، حباً له ورحمة به، وخوفاً على مشاعره وأحاسيسه وعواطفه، وحرصاً على رضاه.
    ولم يكن علي بالذي يجهل ما بفاطمة أو يتجاهله؛ فلقد كان يحس من أعماقه ما تعانيه زوجه فاطمة من تعب، وما تلاقيه من نصب، وكان يرى بعينيه الآثار ظاهرة في يديها البضتين، والتعب يلوح في عينيها المرهقتين؛ فيسرع إلى معاونتها في أعمالها داخل البيت، كلما وجد إلى ذلك سبيلاً.
    وهكذا قاسمها علي (ع) العمل، وقاسمته الهموم، وذاقا معاً مرارة الصبر على المعاناة والألم والجوع، وحملا مسؤولية التربية والتعليم للأولاد ومن بعدهم، وعن طريقهم، للأجيال قرناً بعد قرن، وجيلاً بعد جيل، فكانا طرفي الرحى التي تدور بالحياة، وترمز إلى العلم والعمل، وتبشر بالأمل، وكانا شمس الكون وقمره، اللذين ينيران الوجود في الليل والنهار، وينثران الكواكب في سماء المجد، ويقودان سفن النجاة في البحار اللجية الهوجاء.
    بهذه الروحية الطاهرة استمرت حياة الزوجين؛ كل منهما يشعر أن الآخر وديعة عنده، وأنه مكمل له، وأنه لا يستطيع إلا أن يقدم له كل المشاعر الصادقة في انسجام متناغم، وتقابل متكافئ متعادل الدم، متوازي التوجه، متماثل الجهد والقصد، كل يعرف قدر صاحبه ومكانته، ويعرف موقعه وإمكاناته، ويعرف ما أنيط به من أعباء ومسؤوليات.
    أيّ بيت مسلم ذلك الذي انطوى على معصومين مطهرين منزهين؟! فكانا أنموذجاً كاملاً للبيت الإسلامي المبارك؟.
    وأيّ زوجين مسلمين كاملين ضم بيت فاطمة وعلي (ع)، فانطوى على الصفاء و النقاء، والتفاني والاخلاص، والألفة والمودة، والتعاون والرحمة، والمحبة والطاعة؟!.
    وكيف لا يكونان كذلك، وقد تربيا معاً في حجر النبوة، يشمان ريح الوحي، ويعيشان شكله وصوته، وتتلقى أذناهما الواعيتان آيات القرآن الكريم من فم رسول الله (ص)، ترنيماً وترتيلاً وصلاة، وتتردد في قلبيهما خضوعاً وخشوعاً، وترف في جوانحهما بمعانيها المقدسة، ولباب جواهرها وكنوزها، فتفيض على الجوارح علماً وعملاً وأدباً وسلوكاً، ليكون علي (ع) نموذجاً كاملاً لكل زوج مسلم، وتكون الزهراء(ع) أسوة وقدوة لكل زوجة مسلمة، ولتكون أسرتهما الصورة النموذجية الكاملة للأسرة المسلمة.
    الأم المربية:
    من بيت الرسالة والنبوة حيث يشع نور الهداية، انتقلت السيدة الزهراء(ع) لتستقر في دار الإمامة والولاية، حيث يتلألأ الضياء الرباني والهداية المحمدية، ومن كريمة للنبي (ص) إلى قرينة للوصي(ع)، إلى أمّ مطهرة للأئمة الأطهار، والقادة البررة الأخيار(ع)، الجوهر هو الجوهر، والنور هو النور، لكنها نقلة طويلة بعيدة، من طور إلى طور، ومن دور إلى دور، إنها مسؤوليات جديدة، وتبعات جسام من نوع آخر، إنها مرحلة العطاء بعد أن تم واكتمل البناء، إنها فترة الإثمار بعد أن غطت الأزهار هام الأشجار، وانتشرت رياحينها على الأقطار.

    وهكذا جاء الحسن ثم الحسين(ع) سيدا شباب أهل الجنة، وريحانتا رسول الله (ص) من الدنيا، ثم تلتهما الحوراء زينب الكبرى(ع)، وزادت الأعباء على كاهل الزهراء، وبات عليها أن تتفرغ للاعتناء بالغرس النبوي المبارك، والنسل العلوي المطهر، وتربيته وتعليمه، بالإضافة إلى الاعتناء بالزوج، وتهيئة كل أنواع الراحة المتاحة -ولو نفسياً على الأقل- للزوج الودود العطوف، وللأولاد الذين سيهيئون لما رسم الله لهم من أدوار في قيادة سفينة الإسلام التي لا نجاة لمن تخلف عنها من المسلمين.
    وقد أبلت الزهراء -مع زوجها- البلاء الحسن في تهيئة أنقى الأجواء التعليمية والتربوية لأئمة المستقبل، الذين سيستمر بهم الدين إلى أن يظهر على الدين كله ولو كره المشركون والكافرون.
    وقد مارست دورها التربوي هذا، عملياً قبل أن يكون نظرياً، وبالأفعال قبل الأقوال؛ فكانت الأم العالمة والعاملة، والقانتة العابدة، والكريمة الباذلة، والمنفقة المؤثرة -على نفسها وزوجها وأولادها- كل يتيم وأسير ومسكين وفقير، المتحملة شظف العيش ومر الحرمان، الزاهدة في الدنيا ومغرياتها، الراغبة في الآخرة ونعيمها.
    الــــــزهراء العابــــــدة
    ما ترانا نستطيع أن نقول في عابدة آل محمد (ص)؟ وبأي عبارة نصف عبوديتها لله سبحانه وعبادتها له؟ أهناك كلام يفي القانتة العابدة حقها؟.
    لنسأل الحسن البصري، فلقد بلغه شيء عن عبادتها، وسنسمعه يجيب قائلاً: (ما كان في هذه الأمة أعبد من فاطمة بنت محمد، كانت تقوم حتى تتورم قدماها).
    هذا والحسن البصري لم ير الزهراء(ع)، ولم يكن في عصرها، وإنما بلغه ذلك سماعاً عن غيره؛ فلا بد أن ذلك كان مشهوراً متناقلاً بين الناس، أما ابنها الإمام الحسن بن علي(ع)، فيصف لنا ما رآه عياناً وشاهده مراراً وتكراراً، يقول: (رأيت أمي فاطمة (ع) قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح، وهي تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم).
    وحينما سأل النبي (ص) علياً (ع) بعد زواجه من ابنته الزهراء: (كيف وجدت أهلك؟) لم يكن جوابه وجدتها جميلة أو وجدتها لطيفة، أو..أو... وإنما كان الجواب بما يليق بالزهراء وعلي، وبما هو الحق والصواب: (نعم العون على طاعة الله).
    هكذا ينبغي أن تكون الزوجة المسلمة، وهكذا ينبغي أن يكون مراد الزوج من زوجته؛ طائعة عابدة لله، ومعينة لزوجها -وأولادها بالطبع- على طاعة وعبادة الله سبحانه.
    هذا وقد كان للزهراء(ع) تسبيح عند النوم وعقب كل صلاة، عرف بين المسلمين واشتهر، اسمه (تسبيح فاطمة) ، تعلمته من أبيها رسول الله (ص)، وقد قال عنه الإمام الباقر (ع): (ما عبد الله بشيء أفضل من تسبيح فاطمة كل يوم دبر كل صلاة، ولو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله ابنته فاطمة).
    وكانت (ع)كثيرة الدعاء مع الصلاة والتسبيح، تكثر منه إكثارها منهما، لأن الدعاء مخ العبادة، فكانت إذا جنّ الليل وانتشر الظلام، وشرعت في الصلاة، ترفع يديها وينطلق لسانها بليغاً فصيحاً تناجي ربها.. توحده وتنزهه وتسبحه، وتحمده وتشكره، وترجوه وتدعوه، وتتزلف إليه وتتقرب، وهي سيدة النساء القريبة إلى الله، وترتجف أوصالها خشوعاً وبخوعاً وخضوعاً، وهي الآمنة من غضب الله الواثقة برضاه، المبشرة بجنته ورضوانه، ولكنه خشوع الحب والوجد، وبخوع العرفان والصلة، وخضوع الإيمان واليقين.
    فهي تسبح الله تعالى بقولها:
    (سبحان ذي العز الشامخ المنيف، سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم، سبحان ذي الملك الفاخر القديم).
    أو تدعوه: (يا من ليس غيره رب يدعى، يا من ليس فوقه إله يخشى، يا من ليس دونه ملك يتقى، يا من ليس له وزير يؤتى، يا من ليس له حاجب يرشى، يا من ليس له بواب يغشى، يا من لا يزداد على كثرة السؤال إلا جوداً وكرماً، وعلى كثرة الذنوب إلا عفواً وصفحا).
    أو تسأله: (يا من لا يعلم كيف هو وحيث هو إلا هو، يا من سد الهواء بالسماء، وكبس الأرض على الماء، واختار لنفسه أحسن الأسماء، اللهم إني أسألك بحق كل اسم هو لك، يحق عليك فيه إجابة الدعاء إذا دعيت به، وأسألك بحق كل ذي حق عليك، وأسألك بحقك على جميع ما هو دونك، أن تفعل بي كذا وكذا).
    أو تناجيه: (اللهم سيدي، من تهيأ أو تعبأ، أو أعد أو استعبد، لوفادة إلى مخلوق، رجاء رفده وفوائده، ونائله وجوائزه، فإليك يا الهي كانت تهيئتي وتعبئتي، وإعدادي واستعدادي، رجاء رفدك ومعروفك، ونوائلك وجوائزك، فلا تحرمني ذلك يا من لا تحفيه مسألة سائل، ولا تنقصه عطية نائل).
    هكذا كانت فاطمة(ع): ابنة داعية، وزوجة عاملة، وأماً مربية، وقانتة عابدة، وكانت إلى ذلك، المتكلمة الفصيحة، والمتحدثة البليغة، والعالمة العارفة.. وصفات أخرى لا يبلغ كنهها المتكلمون، ولا يصل إلى مداها العادّون، ومن أحق أن يكون كذلك سواها؟! وقد استقت من فيض النور الإلهي الذي خلقت منه، وحباها الله به، وقبست من شعلة النبوة التي عاشت في كنفها، ورضعت لبانها الصافي، ونهلت من نبع الإمامة، تشهد تفجره في بيتها، وتسعد بتدفقه وجريانه من بين يديها. ولم لا تكون كذلك؟ وهي بنت سيد المرسلين، وقرينة سيد الوصيين، وأم الأئمة الأبرار المطهرين، وهي في نفسها سيدة نساء العالمين..
    فهي الرمز المقدس، والأنموذج الكامل، والمثال الذي يقتدى، والأسوة التي تحتذى، سلام عليها في الأولين، وسلام عليها في الآخرين.. والحمد لله رب العالمين
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de