بدأت الصحافية المميزة والمحققة البارعة بصحيفة الراى العام السودانية حاليا..سلمى التجانى.. تشق طريقها الصعب فى عوالم الصحافة(التى وصفتهابالمشى بين الشوك بقدمين حافيتين)..وانطلقت من اول وهلة بقوة وسرعة مذهلة هى قوة وسرعة الصاروخ .. وكانت يومها فى الشارع السياسى ..فجعلت منها شارعا بالجد "يجدع بالحجار" فيما يلمها الآخرون!!.. جعلت منها صحيفة تخرج الآخرين عن صمتهم .. ولكنها فجأةانتقلت الى الرأى العام وفق راتبا شهريا ..ليس هينا حسب ما اعلم .. ورتب النقلة المثيرة هذه احد كبار الصحفيين .. ممن اعجبوا بجرأتها واسلوبها الصحافى المميز وذكائها الأخاذ فى الربط (كيميائيا) بين الأشياء ونقل ملاحظاتها الدقيقة بعبارات ادق (على حد قول احدهم).. ومان يردد الجميع .. ما شاء الله .. وعيننا باردة عليها, فيما ظل يحسدها ضعاف النفوس واعداء النجاح !!.. المهم ..انتقلت سلمى الى الراى العام .. مؤسسة العتبانى .. التى عرفها فيما بعد على حقيقتهااهالى دارفور .. وقد تزامن هذا مع اندلاع ثورتهم.. فانعطفت سلمى ( يمينا ام يسارا لا يهم) .. وقررت فى نفسها ذاك اليوم المضى الى هذا الطريق .. وهو طريق صعب .. عانت فيه ما عانت .. فى الإتصال والمتابعة .. ونقل اخبار (التمرد) وتجاوزات المليشيا الشهيرة فى دارفور ..الجميع يعرفونها طبعا.. ثم بدأت رحلاتها الميدانية الى هناك بحثاوراء عوالم الأشياء وكشفا للخبايا.. فكتبت سلمى من اصعب المواقف فى الميدان .. اخطر التقارير .. واثارت (الراى العام) الشعبى وليس الصحيفة.. كصحافية استطاعت اختراق الجدران الساخنة والمولعة من وراء الأحداث .. كما عملت سلمى صداقات وعلاقات حميمية مع ناس دارفور والقادة البارزين منهم فى الحركات على وجه الخصوص .. لدرجة يقال انها: ( فى البيت وبعد تجى من (الراى العام) الجريدة وتقدم ما كتبته من تقارير عامة او خاصة بدارفور الى رئيس التحرير ادريس حسن الذى سلمها للرئيس الجديد كمال بخيت.. تتكىء سلمى على فراشها لتنام بعد يوم مرهق بالعمل وملىء بعناء الصحافة الذى لا ينتهى .. فتجىء (الشافعة) جارية شايلة الموبايل وهويرن لعشر دقائق او اكثر : سلمى تلفون عشانك ..( من خليل ، ومرة من حرير ، وتارة من حسين آدم ، ومحجوب ..الخ/هم)!!! وكم وكم .. يتصلون ايضا من جهة الحكومة .. مصطفى الوزير وهارون وزير الدولة .. ومفوض الشئون .. ومرات عديدة .. ماعارف نافع .. و بعدين الطيب سيخة ..و..و..الخ/ هم ايضا!!! لقد استطاعت هذه الصحافية ان تحقق نجاحا باهرا !! ففى الوقت الذى ترهق كاهل الصحف الأخرى - غير الراى العام طبعا- نثرية الإتصال الدولى (الثريا) التى تعطى عادة لمحررى الملفات الزى دارفور وما شابهها (فما ظلم!) .. كانت تنهال على سلمى اتصالات قادة الحركات .. وقادة الحكومة على حد السواء .. وارفع المسئولين كانوا يتركون رسائل ما وغالبا ما تصحى سلمى من نومها وتلقى كومها(كما قالوا لى).. تجد التصريحات النارية من اطراف النزاع او رؤوس المواضيع الصاخبة فقط على هيئة رسائل ومسيجات!! ويوميها برزت سلمى الى دائرة الضوء .. وانتبه لها ناس الأمن وتعرفوا على الخطورة الكامنة فى مثل هذه الصحافية ، وبدأوا موسم الشغل معها حينا بالترغيب وحينا بالترهيب الذى يمثل شاكلة الإستدعاء والتحرى والتحقيق .. والحبس احيانا (شتلها لساعات طوال دون ..ودون ).. وبالرغم من هذا تنقالت الصحف تقارير انها تعرضت ايضا الى مضايقات احدى الحركتين (تحرير السودان) فى احدى زياراتها الميدانية للمناطق المحررة والتى تمت باذن من الأمين العام للحركة بحر ادريس وبترتيب من الشهيد الفقيد محمد احمد بخت .. وكانت مثار احتجاج من حركة التحرير فى وجه حركة العدالة بوصفها عضوة فى جهاز الأمن والإستخبارات الوطنى ..وانماهى الا ناقل للتقارير الأمنية (مصدر)اكثر من كونهامحققة صحافية .. ووصفها البعض انها كانت ناقل للعدوى .. عندما اشتعلت الحرب على الدشمان فى مهاجرية بين الحركتين وانتهت باجلاء قوة العدل وسيطرة التحرير وقد كتبت سلمى هى نفسها عن تلك التجربة وقالت انها تعرضت الى ما لا تحتمله انثى كما تعرض امين الإعلام السابق لميدان جنوب دارفور الشهيد محمد احمد بخت الى الإعتقال والمحاسبة ووصفت كيف انه تحمل العقوبات القاسية بسبب احتجاجات حركة التحرير وكان بخت عضوا بحكة العدل.. وفى اعتقال سلمى الأخير من قبل جهاز صلاح قوش كتبت بعض المواقع اخبارا لتقريب حالة ما تعانيه الصحافية : سلمى التجانى، فوصفتها بالباحثة عن الحقيقة ، والمحققة البارعة ،التى لا يرحمها الجميع فى اشارة الى الحكومة والحركات فى دارفور، من واقع انها برزت وعلا كعبها فى كشف ادق التفاصيل وخفايا واسرار العلاقة البينية المتوترة بين الجانبين، واستطاعت تشخيص الحالة الدارفورية بموضوعية متناهية وجرأة تحسد عليها.. .. سلمى يااخوة ويااخوات .. بعد كل المكاسب الكثيفة التى ما تتحققت لغيرها،من بنات الوطن، نامت اخيرا ، وخفت نجمها .. او لعلهاخضعت سلمى ، الى الأمر الواقع ، وبطلت مغامراتها الشيقة ورحلاتها المكوكية فى ارخبيلات ومغاوير دارفور .. بحثا عن منافذ للحلول السلمية !! السهول والوديان افتقدت سلمى لأشهر واخريات معها.. وانجامينا .. وطرابلس ..و..و.. والأراضى التى تحررت .. كما نسميها ! لقد ظلت سلمى تتحفنا وتذهلنا كل يوم بالجديد من الإضاءات حول المشكلة .. انها تساعد كثيرا-هذه الفتاة الرائعة- وقد تنجح .. لقد عمل قلمهاالجرىء .. ما نحتاج لعمله فى اشهر وسنين عددا.. اذن سقفوا لها وشدوا من ازرها فهى تحتاجكم الآن !!!
صدقونى البت نحن نحتاجها فى الحقيقة ونحتاج لمثلها من بنات حواء السودانية نشد من ازرهن فى هذا المرحلة الفاصلةالتى يجب ان تتساوى فيها جهود نساء السودان وحقوقهن جنبا الى جنب الرجال .. وسنحتاج الى شفافية اكثر.. الشفافية هذه مربض الفرس والوضوح .. والنقد.. حبله المتين النقد الذاتى .. ونقد الآخر بامانة .. وفى دارفور.. الكثير مما يخفى .. ويطغى .. ويحتاج لمن تهز الأرض مثل سلمى وغيرها فنكتشفه ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمدين ايدام
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست