|
الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي .. بمركز عبد الكريم ميرغني الثقافي
|
يستضيف مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي ـ امدرمان ، الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي يوم بعد غد الخميس ، عقب صلاة التروايح في امسية شعرية وحديث حول تجربته في كتابة الشعر بالفصحي والعامية . تميم البرغوثي قدم الي الخرطوم مؤخرا" في سياق عمله ضمن بعثات الامم المتحدة ولقد قدم للمكتبة العربية دواوين شعرية من لدن ( مقام عراق ) و ( قالوا لي بتحب مصر ) و ( المنظر ) بالاضافة الي ان له مساهمات في الكتابة الصحفية ببعض الصحف العربية . الي جانب ذلك الشاعر تميم هو ابن الشاعر الفلسطيني المعروف مريد البرغوثي والروائية المصرية المعروفة رضوي عاشور .. ثمة في سيرة حياته حادثة يوكل تميم امر شهرته اليها وهي طرد السلطات المصرية له من مصر اثر مشاركته في مظاهرة تندد بالعدوان الامركي علي العراق ..، ولقد نشرت بعض الصحف خبر ذلك علي النحو الاتي :
(داهم أربعة اشخاص (ادعوا انهم من رجال الأمن) بيت تميم البرغوثي واقتادوه، كان اثنان منهم بالزي العسكري والآخران بالثياب المدنية. حصل هذا فجراً.
والجديربالذكر ان الأربعة رفضوا ابراز أي بطاقة تشي بهويتهم او إذن بالمداهمة. تميم البرغوثي شاعر بالعامية المصرية، لقيت قصائده المجددة التفاتا في الأوساط الشعرية والنقدية وهو ابن الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي والروائية والناقدة المصرية رضوى عاشور. ولا يبعد ان يكون لهذا الاعتقال صلة بالمظاهرات المصرية الأخيرة ضد العدوان الأميركي على العراق.) *عن موقع التجديد العربي
هذا وكان الملحق الثقافي لصحيفة الاضواء ـ السودانية . قد اجري مقابلة مع الشاعر ، في جزءين ، خلال الايام الفائتة . نقدم للشاعر قصيدته ( قالوا لي بتحب مصر )
قالوا لي بتحب مصر بتحب مصر
فقلت مش عارف
تميم البرغوثي
قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف
المعنى كعبة وانا بوَفْد الحروف طايف
وألف مغزل قصايد في الإدين لافف
قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف
أنا لما اشوف مصر ع الصفحة بكون خايف
ما يجيش في بالي هرم ما يجيش في بالي نيل
ما يجيش في بالي غيطان خضرا وشمس أصيل
ولا جزوع فلاحين لو يعدلوها تميل
حكم الليالي ياخدهم في الحصاد محاصيل
ويلبّسوهم فراعنة ساعة التمثيل
وساعة الجد فيه سخرة وإسماعيل
ما يجيش في بالي عرابي ونظرته في الخيل
وسعد باشا وفريد وبقيّة التماثيل
ولا ام كلثوم في خِمسانها ولا المنديل
الصبح في التاكسي صوتها مبوظُّه التسجيل
ما يجيش في بالي العبور وسفارة اسرائيل
ولا الحضارة اللي واجعة دماغنا جيل ورا جيل
قالولي بتحب مصر أخدني صمت طويل
وجت في بالي ابتسامة وانتهت بعويل
قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف
لكني عارف بإني إبن رضوى عاشور
أمي اللي حَمْلَها ما ينحسب بشهور
الحب في قلبها والحرب خيط مضفور
تصبر على الشمس تبرد والنجوم تدفى
ولو تسابق زمنها تسبقه ويحفى
تكتب في كار الأمومة م الكتب ألفين
طفلة تحمّي الغزالة وتطعم العصفور
وتذنِّب الدهر لو يغلط بنظرة عين
وبنظرة أو طبطبة ترضى عليه فيدور
وأمي حافظة شوارع مصر بالسنتي
تقول لمصر يا حاجّة ترّد يا بنتي
تقولها احكي لي فتقول ابدأي إنتي
وأمي حافظة السِيَر أصل السِيَر كارها
تكتب بحبر الليالي تقوم تنوَّرْها
وتقول يا حاجة إذا ما فرحتي وحزنتي
وفين ما كنتي أسجل ما أرى للناس
تفضل رسايل غرام للي يقدّرها
أمي وأبويا التقوا والحر للحرة
شاعر من الضفة برغوثي وإسمه مريد
قالولها ده أجنبي، ما يجوزش بالمرة
قالت لهم ياالعبيد اللي ملوكها عبيد
من إمتى كانت رام الله من بلاد برة
يا ناس يا أهل البلد شارياه وشاريني
من يعترض ع المحبة لما ربّي يريد
كان الجواب ان واحد سافر اسرائيل
وانا أبويا قالوله يللا ع الترحيل
دلوقت جه دوري لاجل بلادي تنفيني
وتشيِّب أمي في عشرينها وعشريني
يا أهل مصر قولولي بس كام مرة
ها تعاقِبوها على حُبَّ الفلسطيني
قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف
بحب أقعد علىالقهوة بدون أشغال
شيشة وزبادي ومناقشة في مآل الحال
وبصبصة ع البنات اللي قوامهم عال
لكن وشوشهم عماير هدها الزلزال
بحب لمعي وحلابِسَّة ومُحِّب جمال
أروح لهم عربية خابطة في تروللي
كإنها ورقِة مِسودّة مرميّة
جوّاها متشخبطة ومتكرمشة هيّه
أو شلّة الصوف، أو عقدة حسابيّه
سبعين مهندس ولا يقدر على حلي
فيجيبوا كل مفكّاتهم وصواميلهم
ويجرّبوا كل ألاعيبهم وتحاييلهم
ساعات كمان يغلطوا ويجربوا فيّه
بس الأكيد أنهم بيحاولوا في مشاكلي
وإنها دايماً أهون من مشاكلهم
أحب اقعد على القهوة مع القاعدين
وابص في وشوش بشر مش مخلوقين من طين
واحد كإنه تحتمس، يشرب القرفة
والتاني غلبان يلف اللقمة في الجرانين
والتالتة من بلكونتها تنادي الواد
والواد بيلعب وغالبهم ثلاثة اتنين
أتوبيس كإنه كوساية محشي بني آدمين
أقول بحكم القاموس، إن الهواء جماد
واشم ريحة شياط بس اللي شايفه رماد
عكازة الشيخ منين نابت عليها زناد
يسند على الناس ويعرج من شمال ليمين
والراديو جايب خبر م القدس أو بغداد
قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف
قطر الندى قاعدة بتبيع فجل بالحزمة
أميرة عازز عليها تشحت اللقمة
عريانة ما سترها الا الضل والضلمة
والشعر الابيض يزيد حرمة على حرمة
والقلب قايد مداين زي فرشة نور
والفرشة واكلاها عتة والمداين بور
اللي يشوفها يقول صادقة حكاوي الجن
واللي يشوفها يقول كل الحقايق زور
عزيزة القوم عزيزة تشتغل في بيوت
عشر سنين عمرها لكن حلال ع الموت
صبية تمشي تقع ويقولو حكم السن
وسِتّها شعرها أصفر وكلّه بُكَل
كإنها مربية فيه اربعين كتكوت
ووشها زي وش الحاكم العربي
كإن خالقها راسمها على نبوت
تحكم وقطر الندى تسمع لها وتئن
أصل البعيدة وليّة أمرها، عجبي
على الهوا بحجة الكسوة يقيموا له سور
أحكي يا قطر الندى والا ما لوش لازمة
حكاية ابن الأصول تفضل معاه لازمة
فيه ناس بتلدغ وناس ليها البكا لازمة
ياللي سطلت الخليفة بجوز عينين وشعور
كنت سما للأغاني والأغاني طيور
مين اللي باعك، عدوك، بعض أولادك
مين اللي كانوا عبيدك صاروا أسيادك
مين اللي سمى السلاسل في إديك دِبَل
مين اللي خط الكتاب مين كانوا أشهادك
وازّاي متى سألوكي "هل قبلتِ به"
سكتِّ ومشيتِ يا مولاتي في الزفة
لبنان وغزة وعراق فينا العدو تشفى
حطوا جثثنا يا حاجة تحت سجادك
ووقفت تستنى خيط الدم يبقى بحور
قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف
لا جيتها سايح ولاني أعمي مش شايف
بلد علمها انمزع والرفّا في المساجين
ومهر مربوط في كارو وباله في البساتين
وابو زيد سلامة على كرسي وكيس جلوكوز
لجنة مشايخ تناقش فتوة الأراجوز
سؤال نعيش أو نموت، فيه لا يجوز ويجوز
لو السقوف خايخة نسندها بحجارة وطوب
لكن ده لوح القزاز كله ضرب تشريخ
لو الولد حرف في الآية، ها يبقى يتوب
بس المصيبة إذا الآية اخترعها الشيخ
يا مصر كومة حروف إبر المعاني فين
إبر بتجرح إيدينا قبل ما بتبان
نسرك في بال السما بيقول حدودها منين
نسرك بياكله الصدا في بدلة السجان
يا قلعة السجن يا قلعة صلاح الدين
أنا بقولك وأهلي ع الكلام شاهدين
لو كنت حرة ما كناش نبقى محتلين
والناس شكاير صريخ رابطين عليها سكوت
آهات سَكوتَة كإن الأرض مستشفى
مطرودة منها الدكاترة ف سجن أو منفى
والناس بتسأل هنصبر والا نتوفى
فيه ناس تقول زي بعضه دول نوعين م الصبر
وناس تقول زي بعضه دول نوعين م الموت
يا مصر بعض التسامح يبقى عار وبأجر
إفتكري "لا تحسبّن" مكتوبة فوق كام قبر
والتار يبات يصحى تاني لو يشيب الدهر
والتار حصان غير لصاحبه ما يلين ضهر
والتار تار العرب وعشان كده تار مصر
قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف
لا جيتها سايح ولاني أعمى مش شايف
ولاني هايف اردّ بخفّة وبسرعة
وكل من رد يا كذاب يا هايف
أصل المحبة بسيطة ومصر تركيبة
ومصر حلوة ومُرَّة وشِرْحة وكئيبة
دا نا اختصر منصب الشمس وأقول شمعة
ولا اختصر مصر وانده مصر يا حبيبة
يا أهل مصر اسمعوني واسمعو الباقيين
إن كنت انا رحّلوني كلنا راحلين
يا أهل مصر يا أصحابي يا نور العين
يا شنطة المدرسة يا دفتر العناوين
يا ضغطة البنت بلكراسة ع النهدين
ترقص قصاد المراية، واحنا مش شايفين
يا صحن سلطان حسن يا صحن كحك وتين
يا ألف مدنا وجرس، لألف ملّة ودين
يا أهل مصر اسمعوني، والكلام أمانات
قلتولي بتحب مصر فقلت مش عارف
روحوا اسألوا مصر هيّه عندها الإجابات
تميم البرغوثي، عمان، 1 إبريل 2003
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي .. بمركز عبد الكريم ميرغني الثقافي (Re: Bashasha)
|
Bashasha لا اعرف عن اي انبتات وانفصام تتحدث ؟ ليس لي علاقة بمركز عبد الكريم ميرغني سوي اني واحد ممن افادوا دائما" مما يعقده من ندوات وسمنارات ثقافية مهمة .. اري انك تفكر في العمل الثقافي بوصفه ( سباق حسانية ) ؟ اري ـ يا سيدي ـ انك لا تري في الحقيقة ؟؟! المركز يعمل بجد ويسد نقصا" حقيقا" نتمني ان يستمر والا يتأثر بهكذا نظر .. مع احترامي .
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي .. بمركز عبد الكريم ميرغني الثقافي (Re: عصام ابو القاسم)
|
Quote: اري انك تفكر في العمل الثقافي بوصفه ( سباق حسانية ) |
نعم ياعصام العمل "الثقافي" وعلي مدي نصف القرن الماضي، ظل سبق حمير حساني انصرافي، والي هذا التاريخ، ناس بشري الفاضل، الخواض، الفكي، او عجب الفيا، مدورين سبق الحمير، وهم بعض البناء الفوقي للسودان المصري الجهوي.
رغم كده، الوجهة العامة للمنبر الشمالي ده، ماشة في اتجاه المسار العام لحركة التاريخ في بلدنا... وان كان ببط شديد.
فمركز عبدالكريم ميرغني، ماجزيرة معزولة في محيط جلابي، هادر!!!
| |
 
|
|
|
|
|
|
|