|
|
 الامير الاسمر عبد المنعم سليمان بعض من مقالاته
|
الاخوة الاعزاء
رمضان كريم
تعرض الاخ عبد النعم سليمان لحادث كاد ان يودي بحياته لولا لطفا وسترا من الله
ولقد انزل الاخ عبد العظيم والاخت تراجي بوستات عده للتضامن معه ولكننا سنتضامن معه بطريقة اخري فلقد اقترح لي الاخ عبد المطلب جامع والذي نتشارك معا في صداقة العزيز منعم سليمان والذي كان يتحفنا دوما بكل مقالاته في بريدنا ونكون اول القارئين
لذلك ساعمل هنا علي انزال اعماله التي ارسلها لي وللصديق عبد المطلب
وهي لعلم الجميع اعمال الاخ عبد المنعم سليمان
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الامير الاسمر عبد المنعم سليمان بعض من مقالاته (Re: محمد ادم ابوكيفو)
|
الاخ محمد ابو كيفو
تحياتنا اليك
لقد تابعت ردودكم الجميلة ومداخلاتكم في بوسط سودانيز واولان بخصوص الاخ الكاتب منعم سليمان وما رد الجلابة به عليه ، واني ارى خدمة لقضية المهمشين و لللاخ منعم ان نعيد نشر كل ما كتبه في كل موضع سياسي او ادبي بما يسمح في البوست ، وانا معجب بشعره وتقديماته لشعراء واحتفظ بكل ما ينشره في الموقع وهو يراسلنا باستمرار ، واقترح ان اقوم بنتسق ذلك وانت تقوم بنشرها باسمه بصفتك مشارك في المنتدى
تضامننا مع الاخ الكاتب منعم سليمان وتيحاتي اليه عبرك
عبد المعطلب جامع
قراءة في شعر الشاعر السوداني إبراهيم شرف الدين
شعر ما قبل الثورة
شرف الدين الرابع أو شرف الغريد نظم مقطوعة شعرية أول ما نظم كان هو لم يزل في السنة الحادية عشر من عمره ، وكانا بالرابعة ابتدائية (شكشكو ) حين قرأ الأولاد نشيده الجزل ، و تغنى خواجة ببلدة (طويلة) محط عشقنا باكرا حين دفعته الأيام إلى أوسط طويلة شرق ، وما أن ادلف إلى ثانوية الفاشر العليا حتى لقب فيها( بالشاعر) عن جدارة واقتدار . لم يزل حاضرا توصيفه إبان الشدة في أقطار العالم الثالث مأساة الصومال كالبوسنة في ظل عالم متغير حاضر غائب السمع والبصر .
صومال يموت والبوسنة تحتصر والعالم اجمع فقيد السمع والبصر
صومال يا معقل الأوجاع في زمن أضحى العالم نصير الموت و القهر
ضمته كلية الآداب بجامعة الخرطوم ضمن القلة التي يسمح لها القدر السوداني المهمش بالدخول إلى الجامعات السودانية في صيف 1994 م ، فهناك عجم عوده واستقام غريده ، ونضجت قريحته ، وتفننت كلماته ومواضيع شعره .
إذا سألته كيف نظمت الشعر يرد متمثلا بقول الشاعر لقديم :
يقولون ممن أخذت الغريد ومن تعلمت نظم الدرر
فقلت أخذت الغريد وأنا صبي عن الطير وهي تغني السحر
وعن قطرات عليلي النسيم يمر فيشفى عليل البشر
وعن ضحكات مياه الجداول فوق الجلامد تحت الشجر
كان لساننا الناطق و المعبر عن ضياعنا في بطن ضياع المشرق العربي المتهالك ، فإبراهيم شرف الدين أول من ذهب يسال العرب عن أشياء جميلة في دنيا الإنسان ، وعن فضائل ومكارم محشوة بالمنهج التعليمي في السودان اقراونا إياها في كتب المدارسة ، دونما ندرك من نحن ، و أثقلوا عقولنا عن ماضي مجهول عنا بعيد بغرض تعميق تجهيلنا عن أنفسنا وماضينا ، فذهبوا بأذهاننا إلى صحراء العرب القاحلة فكرا وبيئة في وقت كانت الحاجة ملحة إلى معرفة تاريخ السهول الخضراء والأودية التي نقف فوقها لنحيا، وتعليم ماضي أجدادنا الممددين تحت التراب التي نهواها وتحبنا ، وذهبنا عبر كلمات شرف الدين إلى المشرق العربي متسائلين عن ذلك الماضي وعن تلك القيم في قصدته ( نكسة العرب) :
ذهبت اسأل العرب إذا بينهم شهم كريم أو بطل
يحمل الحمل إن حفت في الطريق الوعر أخفاق الإبل
ويخف لصراخ حرة تستغيث مثلما كان الأول
ويهب لنداء الجاري إذا جارت الدنيا عليه والدول
عن أبي فارس ذي همة يهوى تقبيل الصوارم والاسل
عن أمير عادل مرقده ظل سدر في فلاة أو نخل
لما يخشى صولة من غادر أو يخشى من أقام وعدل
عن مهر جامح لم يثنه عن منى فارسه وقع النبل
عن شاعر لبيب ذي منطق يرسل القول لهيب يشتعل
لكنه مع الأسف لم يسمع الإجابة الشافية من احد غير البكاء على الأطلال وذكر الماضي والحق انه كان ببحث عن صور ة الإسلام النقي الوارد في السيرة فالعرب حالة مستمرة منذ قبل مجيء الإسلام وبعده ليست لديهم إجابة واضحة وكذالك قال شرف الدين :
لم يجبني منهم من احد بل تواروا في حياء وخجل
لم يجبني غير رسم دارس وبقايا مكرمات وطلل
كانت الصورة مغلوطة بين ماهية العروبة العنصر وبين اللاسلام الحضارة انه يصف حالة القوم وحالتنا نحن التبع معهم :
ويحي قومي قد تهاوى مجدهم فمصاب القوم والله جلل
ضل هاديهم وحار ركبهم حين حاديهم عن الدرب عدل
فتراهم نحو غرب تارة وأخرى نحو شرق في وجل
إنها حالة مأسوية وصورة محزنة انتهت إليها هذه الأمة العربية بعد أن كانت يوما في أعالي المجد وقمم الحضارات يوم أن كانو امة إسلامية دون إضافة أو نقصان ، انه يصف لهم الطريق مذكرا إياهم بتلك الحالة الذهبية في الماضي
امة كانت زررى المجد لها ولها القدح المعلى المكتمل
ويحهم ناموا فنام عزمهم فتراهم بين باس وأمل
ويلكم فرو إلى الله فما خاب يوما من عليه اتكل
وأقيموا أمركم واعتدلوا تجودن كل عسير قد سهل
كان الشجب والاستنكار والإدانة هي آخر الأسلحة في خزائن المشرقيين العرب ، وقدرنا أن نقحم إليهم إقحاما فما كنا يوما عرب غير تبع ، وما كانوا سودانيين بالإحساس والانتماء ، ووجمت عنا نصفنا الإفريقي حينا وهكذا ظللنا في متاهات الضياع سنين عددا.
ولما سئمنا و سئم شرف الغريد الهزيج والضجيج بالشارع السياسي الذي يعبي المشرق العربي في ظل النكبات والاحتلال والهيمنة من امبريالية الغرب المتوحشة صرخ وصفا حالنا في ( الشجب سلاحنا) :
قوم كغثاء السيل نحن ولكن إن نبا الدهر قليل
إذا ما مسّ مكان العز منا خرجنا في مسيرات تسيل
والق الحاكمون في حياء خطابات مزخرفة تطول
وهل رد الخطاب سليب ارض أم التنديد والشجب الخجول
فأين ذلك الشهم الأبي وأين ذلك السيف الصقيل
وأين خالد وأين عمرو وأين ذلك الركب النبيل
لقد سبقه الشاعر الهندي محمد إقبال في تحسره وبكاءه على الإطلال الإسلامية والبحث عن المروة والندى ، فقيم الإسلام تلك التي جمعت بين الشاعرين رغم بعد المسافة وفارق الزمن ، وتلك التي يبحثان عنها في عالم متغير شديد التعقيد . لكن موضع خطا واتجاه خطاء حين توجه تلك النداءت إلى العروبة والعرب فمحمد اقبل يقول في رائعة شعرية تحت عنوان ( معذرة ):
منذ الذي رفع السيوف ليرفع اسمك فوق هامات النجوم منارا
كنا جبال وفي الجبال وربما صرنا على موج البحر بحارا
بمعابد الإفرنج؟؟.. كان آذننا قبل الكتائب يفتح الأمصار
لن تنسى إفريقيا ولا صحراءها سجداتنا والأرض تقذف نارا
وكأن ظل السيف ظل حديقة خضراء وتنبت حولنا الازهارا
لم نخش طاغوت يحاربنا ولو نصب المنايا حولنا أسورا
ندعو جهارا لا اله سوى الذي خلق الوجود وقدر الأقدار
كنا نر الأصنام من ذهب فنهدمها ونهدم فوقها الكفارا
ولو كان غير المسلمين لحازها كنزا وسقى الحلي والدينارا
ولعل الوصال بينهما رغم المدى هو رباط النقاء والطهر الذي يتميز بهما الرجالان ، فإبراهيم شرف الدين لنقاء عباراته وصفاء تعبيره وطهر كلماته اخذ لقب (شرف الغريد) ، ومحمد إقبال هو الذي يصف العلاقة بينهما بقوله في ( شكوى وجواب ):
حديث الروح للأرواح يسري وتدركه القلوب بلا عناء
هتفت به فطار بلا جناح وخط أنينه صدر الفضاء
معدنه رخامي ولكن لقد سرت فيه لغة السماء
ويكرر إبراهيم شرف الدين تلك الحالة المأسوية بشكل آخر ولعلى الأرق وطول الليل يملان دنياه وحالتنا تزداد سؤا ، في قصيدة قريبة العنوان لمقطوعة محمد إقبال (معذرة ودعاء):
حتام تعفوا والظلام مخيم والليل داجي والأعادي همو هم
ودماءنا جل تراق رخيصة وبيوتنا فوق الرؤوس تهدم
غدونا أذلاء وكنا أعزة بدين يعز به من كان يحكم
ولكن عزاءنا أننا لم نشيب فقد نشبت ثورة تطوي الفيافي والقفار سريانا وسط البيئة المهمشة أمل إلى رسو أنفسنا في قالب سوداني النسق غني القيم أمل في بناء حضارة سودانية تعانق شعب العصر الجديد فزارنا شرف الغريد بكلماته ليقول لنا:
فتية العدل سلام المجد والسكني
قد رأيت العزم في أعينكم حين
حئت فهتفت فيكم ليتني
لي مثلكم همة إلى العلا وشباب يدفعني
بقلم عبد المنعم سليمان
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الامير الاسمر عبد المنعم سليمان بعض من مقالاته (Re: محمد ادم ابوكيفو)
|
الاخ محمد ابو كيفو
كتب الاخ منعم سليمان هذه الورقة و نشرت في الصفحة العربية في صحيفة لاورشين لومتان عن ديوان الشاعرة روضة الحاج قبل سنة وارى انه من الافضل نشره بوسطة اونلاين
رسالته في شعر الشاعرة الكسلاوية روضة الحاج
عبد المعطلب جامع
شعرها في مساء منمارتار
عن ديوان الشاعرة روضة الحاج
بمنتدى منمارتار بالحي اللاتيني خلف جامعة السوربون في قلب العاصمة باريز الجمال تقام احتفالات الأسبوع ، الكثير منها للأدب والفن . فبينما تنفرد اوبرا كارمن بروائع التمثيل في العالم الغربي ، ظلت منمارتار منبر للادب الحر الشعر والرواية والقصة القصيرة .
كان الحفل هادئ ذاك المساء ، والأصدقاء يوسف انباي و محمد دياني ونانا موسى ومعتوقة عبد الكريم وآخرين يتبادلون أغاني لليبولد سيزر سنغور أعظم من تغنى لإفريقيا السمراء ، الشاعر والرئيس السنغالي الراحل .
ويستمتع الحضور بذالك وبنقده أيضا .
حتى مع انك تستأثر في مثل عشيات باريز الباردة كهذا المساء بشاعرك المفضل - مثلا - محمد المفتاح الفيتوري . إلا إنهم يظلون يسألونك عن المدى الذي انتهى إليه القصيدة السودانية كالرواية والقصة .
كان الشاعر محي الدين فارس هنا ذات يوم وجال بمدينة ( ليل) الساحرة عابرا مستمتعا بحلاوة الريف الفرنسي . وطلبة كثيرون من السودان هذه الأيام في السربون وما حولها يقتدون بأثر فارس : وشعره المشرقي الطابع وغيره ، وهو حاضر بحلاوته وصفائه.
العصر الحديث وبداية القرن الجديد شهدت أمور ومفاجئات عدة بالسودان . لكني حسبت أن المزرعة الأدبية السودانية لم تنتج شعر أو نثرا أو رواية . بالعربية أو غيرها.
جالت بخاطري في مساء ذلك (الديماش) الصاعق آخر إصدارة يومئذ (( عِش للقصيد )) أي أحيا من اجل القصائد)) ، وقد يقرا خطا ( عُش القصيد ) أي بيت طائر ، حتى الكبار الذين يرون في الديوان ما يستحق جائزة يخطئون في نطق عنوانه. وهم في دولة تدعى الانتماء إلى العربية زورا . (أرجو أن أكون مخطئا).
أظن (عش للقصيد) باكرة إنتاجها الأدبي . وقصائدها الرائعات ساهمن بلا شك في إظهار هذه الصبية ساحرة الكلمات إلى الوجود.
وهكذا استمتع الحضور بكلمات سمراء قدمت من دولة سمراء ترقد في قلب القارة السمراء الشاعرة روضة الحاج محمد من السودان اول مواليد الشعراء في مطلع الالفية الجديدة وبعقبها شقيقها ابراهيم شرف الدين / وكلهما لم يرى الاخر .
شعرها عاطفي جامح ، كثيرا ما استحضرت حالة صحراء العرب القاحلة و استلهمت الدين إنها تعيش مع الأقدمين شعرا:
قد كنت ألقاك حينما أغدو هاجرا ..
والقلب كإسماعيل...
يستجدي السقي في ذلك القفر السحيق.
و الباريزيين كباريز في المساء ، روعة في الأدب وغني في العاطفة ، واستمتاع بكل جديد وهكذا تجد بعض كلمات ديوانها المرتجم إلى الفرنسية طريقها ومكانتها في قلوبهم دونما إذن فينتشون دفئا بها ، كلمات تقايس الهجران والتعذيب وتستنجد بدمع الشوق .
رغم أني لم ارتاح لمديح الطغيان يوما- المناسبة - لكن مدام ( ريشيل تاسيه) انتحبت بالبكاء حينما تلي مرثيات روضة الحاج الشجية :
نبكي ونعلم انه لا يجدي البكاء...
ونبكي ونخجل من رسول الله حب الله تاج الأصفياء...
لكنما عذرا رسول الله هدتنا الجراح
وفشت فينا الجراح
غرباء نسعى في دروب الناس لا زاد ولا صحبا
والأحباب والخلان يرتحلون ما طلع يرتحلن ما طلع الصباح...
وشاركها زوجها العجوز (ميسو تاسيه ) التشنج بالبكاء فسكنت القاعة ثم صفقت ترحيبا بروعة الكلمات .
طالبت مدام تاسيه الفتيان بنقشها لها على جدران بيتها قديم الطراز
ما أعجبكم أيها الباريسيون!!
أنهما يحسبان أن الشاعرة تصلي لله على بؤساء إقليم دارفور ، ذلك الاقليم شديد البؤس في عالم متغير ، و تجزم أنهما تذكرا حالة البؤساء للأديب فكتور هيجو.
بؤساءنا في اقليم دارفور ينتظرون من يحفظ لهم ذكرى بؤسهم في الأدب شعرا ونثرا !!!
(عيش للقصيد ) ديوان كله تعبير عميق يصف الوجدان ، وترثي العاطفة المغدور بها ، تصوير رائع للحب العفيف، رثاء الشوق الدفين ، أسف على محب غادر، تراها تتلو خطاياها
خطئ أنا ...أنى نسيت معالم الطرق التي لا انتهى فيها إليك
خطئ أنا
أنى لك استنفرت ما في القلب ما في الروح منذ طفولتي
وجعلتها وقفا عليك
ثم تسترشد رحمة الهوى متعاتبا:
فأنا تركت أحبتي ولديك أحباب وبيت
وأنا هجرت مدينتي واليك - يا بعضي - أتيت
وأنا اعتزلت الناس والطرق والدنيا
فما أنفقت لي من اجل أن نبقى؟!!
وماذا قد جنيت ؟؟!!
وأنا وهبتك مهجتي جهرا
فهل سرا نويت؟؟!!!
ثم توقع بحبر ابيض على ورقة بيضاء ، وقيل إنها هتفت مسرعة عنه
أن قلت وان لم تقل
أنا قد مضيت … !!!
لا تنسى الشاعرة أن تجعل من كل وقفة تمر بها زمن جميل للذكريات وشوق وحنين تقرا في :
عامنا الرابع جاء
وكلانا تعب ومصلوب على باب الرجاء
عامنا الرابع يا روحي يطل.
(عيش للقصيد) يجعل من الفؤاد مخاطب و تغرق في حوار وعتاب بين المضي في دروب الشوق الوعرة أو التعقل :
كم قلت لك إني أخاف عليك من درب طويل
كم قلت لك عنت مسافات الطريق وزادنا دوما قليل.
وتكتب امرأة غير عربية نطقت العربية ، متجارية ماضي بعيد عنها جغرافية وتاريخ ترسم ذلك في ( إفادات امرأة عربية ) .
سقط النصيف ولم أرد إسقاطه.
وقد قيل :
سقط النصيف ولم ترد إسقاطه فتناولتها واتقنا باليد
والوصف الأخير للنابغة الذبياني ، والفارق بين الوصفين أن الواصف الأول رجل يصف امرأة والأخير تعبير نسائي عن نفسها حينما يعجز المتكلمين عن وصفها.
يقول ( عش للقصيد )أن الشاعرة تعذبت مليا . تلك الصبية التي دخلت المدينة من بابها الشرقي ، والشرق يسعدني كثيرا: ذكره وشعبه وشعره ونضاله.
من هناك غنا الشاعر محمد سعيد بازرعة .
ومن الشرق ايضا عطرمسامعنا الشاعر الحلنقي بعذوبة كلماته وقدسية مواضيعها
ومن كسلا بوابة الشرق صوت الصديق حيدر شقاق وهو يناجي كسلا :
كسلا ارض الملاحم و السنا ..
ما أجمل شروق الشمس حين تشرق من هنا ..
ما أزلفكم إلينا أيها الكسلايين!!! ..
وما احبكم الينا يا اهل الشرق
فطوكر او القاش كالفاشر او مليط حي في القلب وحاضر في كل حالة وثورة تطالب بالحلال من الحياة.
والخرطوم مدينة الغرباء العابرين ، وقاتلة المواهب والإبداعات ، وهي متخصصة في التعذيب
يخرج منها وعنها إلى الغابة كالقامة بازرعة وأخريين .
غلب على شعر الشاعرة الشابة روض الحاج عموما صفتين :
1- صارت الشاعرة على نهج الاقدميين في ربط السودان كله بالمشرق العربي ، وهو خطا تاريخي . وأهملت شقها الإفريقي كليا ، كان يمكن لها أن تأخذ مكانتها في الريادة الأدبية من المحيط إلى الخليج إن صدق توهما. وهي معاناة حكاها لنا المعلم الكبير الفيتوري.
2- . كثير ما تميل في شعرها غير العاطفي إلى تقارير المناسبات، ومدح الحاكمين وبذا رهنت جزء كبير من انتاجها الادبي في مدح الرؤساء ، مما يجعل للشاعر تعريف: ( من يكتب ليأكل).
مهما يكن فانك تختم كلامك جهرا لذاك المساء الشاعري بباريز إنها ميلاد شاعر جديد . و المساء طالما تردد في شعرها والديون !!!. وتقرا ان الديون وهي ما انتهى إليه شعرنا السوداني.
وينتظر من شعارنا الأب مكوي أتوت وشرف الدين ألهمنا بروائع الأدب السوداني المعاصر بلون جديد .
السلام على الشاعرة روضة الحاج في كل مساء . والتحية عبرها إلى صابر وإخوانه.
منعم سليمان
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: الامير الاسمر عبد المنعم سليمان بعض من مقالاته (Re: محمد ادم ابوكيفو)
|
شكرا ابوكيفوا
وهكذا ننتقل للجانب الايجابي للتعاطي مع اصابة منعم
فبدلا عن النواح والحزن هانتذا تعرفنا باعماله وادبياته
فشكرا لك وهذا هو المطلوب.
استمتعت جدا بالقراء له
واصل السرد يا اخي.
تخريمه:
سطرت لك مداخله في بوست نداء المحبه من اجل منعم سليمان
ارجو ان تقرأه.
سلامي له ولك مره اخرى.
تراجي.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الامير الاسمر عبد المنعم سليمان بعض من مقالاته (Re: Tragie Mustafa)
|
الاستاذه تراجي مصطفي
لك كل التحايا
شكرا لمرورك
صدقيني هؤلاء الذين يتحدثون والشماتة تحتضنهم لا يعرفون هذا الامير الاسمر
هذا الشفيف الذي تنداح مقالاته عذوبة وشاعرية
وما هذا البوست الا ليقرءه الاخرون قرائة صحيحة بعيدا عن هذه الغشاوة
العنصرية التي تعمي ابصارهم وسوف لن نتدخل هنا كثيرا الا بقدر معلوم
حتي نسمع اراء المتداخلون واولئك الذين عبروا عبر مقال واحد الي
بحار عبد المنعم سليمان
تخريمة
لقد قرات كلامك الجميل في بوستك الانيق
ولعلمك سابعث لك برقم تلفوني حتي تتحدثين مع الاخ عبد المنعم اذا رغبتي
ابوكيفو
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الامير الاسمر عبد المنعم سليمان بعض من مقالاته (Re: محمد ادم ابوكيفو)
|
الاخ محمد ابوكيفو
هذه رسالته في الفن حينما ارسله للاخ الفنان حمد الريح ورد عليه الفنان حمد الريح بعبارات جميلة ارجو نشره ايضا
جامع
الى الفنان حمد الريح والعملاقة الكبار
منعم سليمان
ظلت الأغنية السودانية طوال عهد عرف بالوطني وقبله بقليل لصيق الارتباط بالمشرق العربي الفني . والسودان ليس قطر عربي ثقافته وشعبه ، ولكن جزء من السودان ينتمي إلى المشرق العربي ويتفاعل معه .
وان تميزت الأغنية السودانية عن أغاني المشرق العربي في شي فقد نطقت عن وسط ثقافي محدود في السودان ينتشي لها الذي يجد معها الانسجام و هو من عاش في الشمال ، وقلة سودانية من بقية أقاليم أخرى تخرطمت.
لم يستطيع الشعر المغنى في السودان عن يعبر عن كل السودان البلد الغني بالتنوع الاثني والثقافي : الإفريقي الخالص والخليط المولد والعربي السوداني، وكذالك عجز الفن الظاهر عن استحضار الوطن بأقاليمه المختلفة الوعرة من دون الخرطوم -الشبيهة بالعاصمة- فلم تتواصل أغاني المغنيين أو أدب الأدباء خارج الخرطوم مع سكان الجبال والوهاد والغابات والسهول في بقية أقاليم .
ويأخذ الفن السوداني : تمثيلا وغناء مثيلاته في الثقافة -عناصر الأدب- إلى سوق التهميش والابتعاد ، الشعر والنثر والرواية والقصة القصيرة لأن جميعها أبناء بيئة واحدة وهي لا تنفصل عن كل التفاعلات الحياتية الأخرى للإنسان : السياسية والاقتصادية.
انعدم الإنتاج الأدبي والفني - بالكاد نهائي- في السودان ما غير الشمال الحقبة كلها ، و أصاب الإنتاج في الشمال نفسه ضعف متدرج زمنيا حتى الزمن الذي نعيشه فهبط الى القاع.
و أسباب ضيق مواعين النشر للمنتوج من الأدب والفن السوداني فيما غير الشمال شريكة و عوامل الانعدام نفسه : انشغال الناس بالفقر والموت والجهل من جهة ، ومن جهة أخرى محاربة ما ينتج من الأدب من قبل صانعي الفقر والموت والجهل : تجاهلا ، ازدراء ، واتهام بعدم مجارات الذوق و ومخالفة المواصفات والمقاييس في دواوين الرقابة .
وانصراف مديري الدولة عن قضايا الثقافة والانغماس في ممارسة أهواء السياسية حلقة دائرة مغلقة عامل ملحق للعوامل الاخرى.
من الذي منع الناس أن ينتجوا فنا اوأدبا ؟ هكذا يتبادر السؤال الى رأس الذي يشعر بأنه المعني . وأخريين يتساءلون : لماذا لم ينشر إنتاج أهل الجنوب والغرب وسكان الشرق الأدبي والفني في السوق السوداني ؟؟ ومن المسئول عن ذلك ؟
الماساة كلها من مصدر واحد.
الأغنية وشقيقاتها : - المسرح و التلفزيون والسينما- أيضا كان يمكن أن تكون عاملات وحدة إذا ما عبرت عن حقيقة الوطن بكامله لا جزء منه وضعيف !! . إذا ما غابت أجزاء رئيسية في حضور جزء يسير حتما يحدث اختلال مظهر لعدم وحدة الوطن.
ليس مفروضا على المغنيين أن يغنوا لكل الوطن وبه وله وإلا يبطلوا الغناء واسبابه!! ، الفنان ليس مجبورا في أدائه .
ولان المغني كما الشاعر يعبر عن إحساس لديه و يجده الآخرين شارحا لأحاسيس مماثلة في نفوسهم . وإذا ما وجد المغني في نفسه شعورا يدفعه للتغني بالوطن وله وفيه حتما عبر عما يجيش بنفس غالبية مستمعة ويجد الناس له حضور بحماس ، وتميزت شعبيته .
الأغنية المعبرة عن ذوق الجماهير : الوطنية والعاطفة وغيرهما يسرع انتشارها ويعلو صيت مغنيه ، وكذا فنون الأدب الأخرى.
ومثل الغناء وشقيقاته بقية بطون الأدب في عالم الثقافة.
أغاني المغني السوداني حمد الريح عبرت عن سودان المشرق العربي بما لا شك فيه ، وساهم الريح وجيل سودن المشرق الفني الراحلين والحاضرين بعمل فني ثري ضخمت - بلا شك- من رصيد الأغنية السودانية وفي نشرها خارج القطر كما داخله .
إن الريح وجيله الفني الحان عذبة للجزء المشرقي في سوداننا ، إنهم حاضرون جدا للناطقين بالعربية في هذا الوطن . وقائمته تضم : احمد المصطفى ، العاقب محمد حسن ، عبد الكريم الكابلي ، عبد الرحمن عبد الله مثال لا حصر.
وبغانيهم سار به السائرون مترنمين وسكنت منازل انس وبهة.
و عبر أغنياتهم ارتبط السودني المهاجر -أنى يكون- بوطنه ، وكلما مضى متغربا تذكره الأغنيات العذبة أن له وطن هو جزء منه ولابد من الأوبة إليه.
يتردد اصداء اصوات حمد الريح و كقمر يطل على دنيانا.
يماثل أصوات المغنين ، الأصوات المقرضة للشعر العربي و نثره . و من ذات الثقافة المشرقية في السودان : الراحلين والحاضرين : ، إدريس جماع ، المحجوب ، مصطفى سند ، محي الدين فارس مثال لا حصر.
أجد حمد الريح أيضا ضمن باقة من الفنانين الناطقين بالكلمة العاقلة في الفن السوداني، وهم جيل أدرج البعض على إطلاق لفظة عمالقة الفن عليهم ، لتميزهم عن المطربين ومستخدمي الكلمات قليلة التذوق .
غناء العمالقة بالعربية لها سلس الماء وعذوبة الشهد ، يداعبون الذوق الرفيع . اما باقاتهم الغنائية بالعامية الخرطومة :مميزة.
هذا الجيل من المؤسف في طريقه إلى الانقراض وذلك ما يجعل ذكر أي منهم له تقدير ممزوج بالإكبار، و غياب اي منهم فله بالنفوس فراغ ،وحسرة للفن .
ولقد افقد رحيل الراحلين جانبنا المشرقي في السودان بريقه الذي علا في عقود الفن المنصرمة.
استميح في حضرة الفنان حمد الريح في إرسال محاولات في معالجة الفن الكامل على غرار السياسية الكاملة في معرض عبارة السيدة منصور (وطن للأغنيات ).
انه من المنتظر من الفن والأدب في دنينا الحاضر واللاحق في السودان المجيد استحضار جوهر السودان بكامل تنوعاته اللغوية والثقافية : يحس المغني والشاعر -من أي جهة يكون في السودان أو من أي عنصر هو - أن كلماته لها وجود - على الأقل - في نفوس سكان بادية ابقي راجل في غرب السودان ويترنم بها البدوي في صحراء البجة الشرقية، ويسمع عنها في رمبيك - علم ما عاد في حاجة إلى التعريف- ، وتقربها الوسائل المتوفرة في قرى المناصير.
ليس كل مغني مطالب بذلك ولكن كل أغنية بقدر الوطن يكون مغنيها بقدر أذواق جماهير ممتدة بطول وعرض الوطن لنحيلها أغنيات للوطن.
سيكون للأغنية حضورها المميز في الحياة ، ولها مساهمتها المنشودة في صناعة الوطن ، حينها نجد نكهتها السودانية الخاصة المميزة عن أقطار المشرق وإفريقيا الأخرى .
ينتظر بعث مغنين ومغنيات : من شرق وغرب وجنوب وشمال القطر على درجة واحدة ـ ومنتظر أغانيات لها أساليبها وطرق أداءها ومواضيعها وأغراضها معبرة عن التنوع الذوقي في وطن متنوع.
نشرحها مجاز على درجة واحدة ما الناس يعيشون درجة واحدة من الحياة بقانون المواطنة في دولة تنمي مقدرات وإبداعات مواطنيها وذوقهم الفني والأدبي .
اهلا بدولة تفسح المجال لنشر فن وادب شعبه دون محاربتهما بلغة ، ودون طغيان من ثقافة ، ودون تسلط من عرق ، ودن فرعنة من جهة. انه وطن جديد
عبد المنعم سليمان
--------------------------------------------------------------------------------
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الامير الاسمر عبد المنعم سليمان بعض من مقالاته (Re: محمد ادم ابوكيفو)
|
تابين القائد القروي ....جندي مجهول
يا شهيد العلاء ..ورمز الفداء ..لك منا تحية البسلاء
انزلوك التراب من غير اسم ولك اليوم اشرف الاسماء
.قائد فذا لم يذل قبل اصابته وبعد الاصابة ايضا ، .. لكن جرحه فسد وتغير وكان ذلك سبب في جعله يكره المشفى ويكره الطبيب ويغادرهما إلى الأعالي حيث فجر من ورود في انتظار القادمين إليه من المجابهة الضيقة في مواجهة الرصاص.
كان التابوتي يدخن كثيرا ، وهو يخرج الموتى المرصوصين في دواليب الأموات واحدا بعد الآخر حتى توقف عنده ، كنا في ضيافته في ركن المستشفى (هاوس أوف ديت بودي) ، كان قد تبدل ، لكنه لم يتغير عني كثيرا بدأت لي شعر رأسه كأنما ريش بلله المطر، كان مزجيا يسبت في نومه السرمدي . لم يسمعني حين دنوت منه وناديته ، وهمست إليه أن ينتظرني إنني قادم إليه .
ودعنا القروي اليوم .. لقب لحبيب : اخ وشقيق في الضال. وقائد عسكري تحجب الاقدار ذكر اسمه الى مدى.
دفناه في مقابر عامة اعتاد إخوان من الشطر الجنوبي دفن موتاهم فيها ، اؤلائك الذين كنا نطلق النار عليهم بالأمس من الشمال بأسم الوطن تارة وباسم الله أخرى. كانوا معنا يبكون على القروي ، فهم يعتادون زيارة موتاهم ، كل يبكي القروي ، حثونا عليه التراب، كأني سمعته كان يضحك، انه يسخر من الموت مثلنا .
لم يلتفت احد إلى قبره ونحن عائدون، الكل كان مشغول بالاعداد لثاره وثار امة ، و البكاء عليه ، وحدي الذي التفت لألقي التحية على قبر الغريب المتروك بتلك الأرض الغريبة . وحدي الذي لم يبكى عليه حينها . انه فقد ومصاب نجده في أعماق أعماقنا .
هكذا نودعه!! لملمنا بقايا لحمه لدفنه كأي قطعة لحم فاسدة . اي قدر تضعنا الاقدار نفسها فيها؟؟؟
القروي كان يعمل بولاية أريزونا بأمريكا الشمالية ، التحق إلى هناك بعد أن أكمل دراسته الجامعية بإحدى مدارس نظام الخرطوم بغرب السودان تلك التي تلقب بالجامعات . فهو من سلاسل قرى تورنتونغ . قرى تصنع الرجال غربي جبال مرة جنة الغرب. لكنه اثر أن يكون بجانب إخوانه الذين حرمهم القدر ، اؤلائك الذين لم يعرفوا كيف يمسك القلم . لم يعرفوا الطريق إلى الجامعات .
كان يتحفنا بالرسائل من بلاد الغرب الحرة ، كان يتمثل بشعراء الرابطة القلمية في نيويورك : ايليا وميخائيل . لكنه كان اقرب فكرا لشعر العصبة الأندلسية بأمريكا الجنوبية : عريضة وانطوان ، وللشبه الذي كنا نجده بينه و بين الشاعر القروي معلوف الكبير أطلقنا عليه اللقب .
ولكنز من الشوق أحفظه له تدحرجت فرحا من باريس عبر ليل عبر استراسبوغ لنتشابك تحية ووداد ، في صالة مطار فرانكفورت الدولي ثم في الحدود الجرمانية لفرنسا ، تسامرنا كأي طفلين يحبان اللعب ، استدعينا ما في نفوسنا من سماحة الشعب السودان وانسه .
كان يحلم بالبقاء في الميدان مقاتلا . ووصل إلي المسرح في الجبال والسهول الغربية قائدا.
في الجولة النادرة التي حملنا فيها رسالتنا إلى العالمين ضمن رحلات كانت محفوفة بالمخاطر غصنا الى عمق افريقيا السمراء . ألقى القروي بالإنابة عنا خطاب الثورة في داكار - غانا ، كان يردم الانجليزية على الطريقة الأمريكية ردما ، وهو كذالك الذي قدمناه عنا إلى طلبة جامعة دار لسلام في تنزانيا ضلع القارة السمراء في الشرق .كان لقاء قارنهم معا السودان والسودان المعاصر.
كان يحسبونه زنجي من اريزونا كما اخوانه كنتاكنتي هناك، انه يشبه لي أبطال كنتاكنتي لالكس هيلي كثيرا . وهو يميل كثيرا إلى تمثيل مارتن لوثر كنج الداعية المفوه. والحقوقي نادر المثال.
حياة الميدان لها سحر وألفة ، حيث انك تعود إلى معانقة القمر من جديد ، الفارق أن القرى التي كنا نسهر فيها ذات يوم في الماضي قد دمرت بقذائف ظلت تمطرها الفراشات الكبيرة من السماء، تلك التي تمطر الماساة . والفتيان و الفتيات الذين كنا نسهر سويا نرتوي من الق الاغاني الحية في ليالي القرى ، عادوا مقسمين بين: مقاتل او قتيل اوشريد .
لكننا عدنا إلى الطبيعة والفيافي حيث انك تجوب السهول والأودية في كدنجر وكوقي وباري وأزوم ودهوش واب درنقل . حيث انك تعانق قمم كاركو ، وجلي ، ومون ، وجو ، وتقالي مع مقالي ، وترشف من صقيع قولو من سلسلة جبال مرة .حيث انك تشتم رائحة الدم المخلوط بعبير الطين ورائحة الحشائشة الخردة . وتسمع صوت الرعد ممزوجا وانين الجرحى ، وحيث انك ترى أطراف القتلى الشهداء المتطايرة إن أردت ذلك أو لم ترد.
تكون برفقة جند مجهولون اعتادوا ارسال الرعب الى نفوس الاعداء،
لم تكن الحرب شئ نحبه وكذالك حكت عنا الآيات الكريمات (كتب عليكم القتال وهو كره لكم ) لكنه قدرنا الذي لا مفرة لنا منه وكذالك اردفت الكريمات (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم).
القروي لم يكن مثل الشقيقين جلول الذين قدما إلى الميدان مثله وتركا دعة الدراسة والعمل ، الأول كان في ملبورن باستراليا يكابد عنت الحياة الى عنت جديد . وكنا وجلول الصغير في ليون بفرنسا في ذلك الشهر ، وتعاهدنا جميعا على المضي قدما نحو فجر يبزغ لشعبنا بعزمنا.
لكن القروي كان شبيه لهما في الكثير ، فهو قادم من القرية ريفي الطباع مصبوغ بسذاجته الدارفورية، أمريكي إلى حد في الديمقراطية واحترام الرأي الآخر . أما جلول فقد كان بدوي ، يجنح إلى القوة وتلك طباع البادية ، فالشقيقين جلول نشا تحت رعي الإبل وعشقا البادية والطبيعة ، يستقربون بادية العرب الأجلاف فيقرضون الشعر .
كان القروي يجنح الى الليبرالية وتقليد مؤسسات الغرب ، وكان جلول الكبير وصديقه مهاجر يساريان متطرفان في الماضي السحيق.
العدالة مؤسسة فريدة تلك التي تجمع في أطيافها كل طالب عدل ، وكل باحث عن حق. جمعهم تحت لوائها : مهاجر ، كريم ، الشهيد ، الأشقاء جلول ، رحال ، والقروي ، والعقد الفريد الممتد ، الأخوة بين القروي و جلول الكبير كبيرة جدا ، فجلول من قام بتقديمه في نشر ديوانه الأول ، ولصديقين حياة عميقة من السعادة .ورسائل معمقة بالود والإخاء.
لم يكنوا حاضرين يوم دفنه فاختار جلول الصغير ومهاجر وكريم أن يؤبنوا القروي الشهيد بطريقتهم الخاصة ، فهم بين جندهم أرسلوا إلى الهواء عشرون طلقة من كل بندقية تكريما لذكر رفيقهم الراحل .
حزن جنود القروي الذين كان يقودهم بصدق ، وتواثقوا على المضي قدما في الطريق المستقيم.
رحال كعادته يطاطي رأسه في كل حزن ، ويرفعه في كل مواجهة . فهو حينما يحزن لا يقول شيء ، وهو يقاتل صامتا كصقر يجول بناظريه في الميدان ويحزن بالصمت ويفرح مبتسم فقط . ذلك رحال فهو قد أطال من صمته حزنا للقروي اليوم .
إنني حين انعيه انعي شبابه ، انعي نفسي بفقده ، اهنئء جيش من جيله شبان وشابات ، بما اعطى وقدم ، وأبارك استشهاد القروي الجندي المجهول في طلب العدل والمساواة ، الى كل حر وشريف . كان برعم لم يزل على غصن الدهر جديد الامل والامنيات .
كنا نستعد للاحتفال بيوم يدخل الثلاثين من عمره في فبراير القادم . ولكنه اثر الرحيل في اخر العشرين.
اخص بالتباريك شعبه السوداني المرتجي للفضيلة عبره : قلم ولسان ودم . ابارك استشهاده للثورته الفاضلة الناشدة لسودان فاضل .و ازف التهاني الى عائلته بالانابة عن كل العوائل الصابرة في دولة تنتظر الاستقرار : ام في الخمسين ، وشيخ بالغ الكبر ، و العذراء التي ظلت تنتظره أن يعود حتى الصباح ... ولكنه لم يعود.
لا يتصور ابدا ان من ينتهج الطريق القويم الموصل الى دولة فاضلة و مجتمع كريم في السودان سيفقد في سبيله اقل من فقدنا للقروي ، فان الثورة ابدا لم تكن نزه يسوح فيها الشبان بين السهول والجبال هكذا تقول العدالة لكل من يلتحق بها.
الخلود للشهداء الافاضل . والسلام على روح كل جندي مجهول في سبيل سودان معاصر ، والسلام على روحك يا القروي
منعم سليمان
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الامير الاسمر عبد المنعم سليمان بعض من مقالاته (Re: محمد ادم ابوكيفو)
|
جرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور في ذكرى مجزرة اتشفست في بولندا
تقرير اسبوعي من مركز دراسات السودان المعاصر .
منعم سليمان
تمر هذه الأيام الذكرى الستين لضحايا محرقة اتشفست بمقاطعة بيكناوى ببولندا على أيد النازيين الألمان . اتشفست تلقب بمصنع الموت ، حيث جرت أكبرى مجزرة في التاريخ ، وفيها قضى سبعة ملايين وخمسين ضحية معظمهم من الأطفال والنساء ، من بينهم 76 ألف يهودي . وذلك قبل تحرير المعتقلين على أيدي الجيش السوفيتي عام 1944 م .
حضر الاحتفال الذي أقيم في موضع المعسكر اتشسفت كل رؤساء وممثلي العالم الحر ، رؤساء الدول التي تملك ضمير إنساني في عالم اليوم ، وحضر أيضا بعض من الناجين من تلك المحرقة .
وكان ذلك تذكيرا للناس بالتوحد ضد التوحش والعنصرية التي تمارسهما الدول ضد الشعوب .
بذكرى اتشفست يذكر العالم أكبر كارثة حلت في التاريخ الحديث وهي مأساة اقليم دارفور غربي السودان على أيدي النازيين الجدد وهم من في مؤسسة الجلابية الحاكمة من حكام الجبهة الاسلامويين ، آخر حكام من الإقليم الشمالي بالسودان.
منذ ما يقارب العاميين بدأت المأساة بإقليم دارفور. مع بداية ثورة مسلحة نظمها أبناء الإقليم سعيا لإنهاء سيطرة ما اسمهم ( بالمستعمرين الداخليين ) ، ونشطت حركة من اجل تحرير السودان وحركة من اجل العدالة والمساواة .
فقامت الخرطوم بقصف القرى الفقيرة بالطيران وحرق المزارع وطمر الآبار وتسميم موارد المياه ، واعتقال أبناء الإقليم وسجنهم وتعذيب بالرحمة بعضهم حتى الموت ، كما واطلاق النظام يد جيشه ومليشياته واسراب منظمات مرتزقة تتعاون معها بعمليات قتل ونهب واغتصاب وحرق ضد سكان الاقليم .
وتسببت الكارثة في مقتل 70 ألف انسان و يتوقع المراقبون أن يرتفع العدد إلى ربع مليون ضحية بالإقليم مع حلول شهر مارس القادم.
ونزح خلال حرب الابادة هذه مليوني لاجئ ومشرد داخل وخارج السودان يتوزعون في معسكرات تطلق عليها ( زرائب الموت ) وهي اقرب شبها بمعسكرات النازيين في أوربا منها معسكر اتشسفت (مصنع الموت ) في بولندا.
ارتكب أيضا خلال الحرب جرائم غير أخلاقية شملت العنف و الاغتصاب ضد النساء وهما سلاحان لم يستخدمها حتى النازيون ضد ضحاياهم . مما يجعل من حكام الخرطوم أسؤ حكام في الوقت الحالي.
جرائم الابادة الجماعية في إقليم دارفور رصدتها منظمات محلية وأجنبية. وقدمت اللجنة الدولية للتحقيق في جرائم حرب الابادة في الإقليم التي شكلتها الأمم المتحدة برئاسة قاضي إيطالي تقرير مفصل عن ذلك وثبت بالأدلة والبراهين مدى قساوة الإنسان لأخيه الإنسان .
من المنتظر أن يقدم الأمين العام للأمم المتحدة السيد كوفي عنان تقريره إلى مجلس الأمن مطلع الشهر المقبل سعيا لاتخاذ خطوات في حق حكومة الخرطوم.
كما أيضا رصدت الجرائم منظمات أخرى مثل منظمات مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية ومنظمة العدل الدولية. وفي مركزنا ( مركز دراسات السودان المعاصر) فعبره اول ما تم اعلانه للعالمين عن وجود انتهاكات ضد الإنسان في دارفور.
النظام السوداني على لسان طه نائب الرئيس ( وجزار النظام) اعترف بوجود ظلم على سكان الإقليم و لقبها ب(ظلامات) ولكنه لا يزال يعترف باليسير من تلك الجرائم الأخلاقية ، معتبرا أن كل ما يهدف إليه في الإعلام هو حرب دبلوماسية و ذريعة سياسية تستهدف الدولة السودانية . وفي ذلك تهميشا لأهل الإقليم حتى وهم أموات.
ومن المصادفات الغريبة أن المتهم الأول في ارتكاب جرائم الحرب في دارفور كان في بر وكسل بالقرب من محكمة جرائم الحرب في ذكرى اتشفست ، والمتهم الأول وهو نائب الرئيس السوداني على عثمان طه سالف الذكر . المنعوت لدى بعض دوائر الثورة بالشر ، وله اسم خاص ( يهوذا بن الشيطان او شارون السودان.
منذ 26 من شهر الجاري لا تزال معارك مندلعة بين الثوار السودانيين في الإقليم وجيش ومليشيات النظام في مناطق شرق جبال مرة : هسكنيتا والحمرة والجرف والملم ( 80 كلم) جنوب مدينة الفاشر عاصمة الشطر الشمالي من الإقليم. وكذالك معارك ضارية في جنوب الإقليم في مناطق طوال ابونبلل وكتيلة( 60 كلم) من مدينة نيالا.
استخدم النظام فيها كالعادة الطيران والقصف المدفعي الثقيل . وتفيد التقديرات أن عدد ضحايا الهجوم الأخير على المواطنين في تلك المناطق فوق المئتا قتيل .
لم تنته لجنتي مراقبة وقف إطلاق النار والتحقيق في جرائم الحرب التابعتين للاتحاد الإفريقي بعد من عمليهما بدارفور فقد أعلنت مصادر مقربة من حركة من اجل تحرير السودان أن النظام السوداني قام بنبش ثمانية مقابر ضمن المقابر الجماعية في دارفور ،وتم حرق رفاتها ونثرها في الصحراء ،وذلك بغرض طمس الحقائق ودفن أثار الجريمة ، وتقول الحركة أنها تمكنت من الحصول على وثيقة سرية ومهمة من داخل النظام.
جرائم ضد الإنسان في إقليم د ارفور يشمل الآتي:
تطهير عرقي
ابادة جماعية
اغتصاب
التطهير العرقي الذي مارسه النظام شمل قتل القبائل العربية وغير العربية أيضا .فقد قامت الدولة العاجزة عن حماية رعاياها بتسليح البعض لقتل البعض الأخر . وهي نفسها عجزت عن نزع أسلحة البعض الذي تسلح من اجل الحصول على حقوقه بالقوة بعد أن عقمت الحلول السلمية .
وهو ما يعني أن الدولة قد قررت مسبقا تطهير عرقي لكليهما و ما يساوي في النهاية ابادة جماعية ضد شعب الإقليم بكامله.
وفي مذكرة رفعتها رابطة أبناء القبائل من ذو الأصول العربية الراحلة بالخارج إلى الأمم المتحدة ذكروا أن النظام استخدم أهلهم طعمة في حربه ضد المعارضين له في دارفور ، واستخدم ذويهم كدروع بشرية في حماية الدولة المتهالكة بترويج الأكاذيب ونشر الفتن ، و يدخل العمل من هذا القبيل في قائمة جرائم أخلاقية ضد الإنسان.
من المنتظر أن يمثل أمام المحكمة الدولية لجرائم الحرب في لاهاي عدد 23 شخص ، هم أعضاء في حكومة الخرطوم الحالية ، متهمين بارتكاب الجرائم ضد الإنسانية ،على رأسهم نائب الرئيس على عثمان طه . وأبناء أعمامه وزير النفط عوض احمد الجاز وهو الشخصية المكلفة بالإشراف على الأجهزة الأمنية بالسودان . ورئيس جهاز الأمن العام اللواء صلاح محمد احمد الملقب ب (قوش )،
وشملت القائمة ايضا أقرباء الرئيس الصوري البشير :الوزير السابق للأمن العام نافع على نافع ، وزير الدفاع بكري حسن صالح ، ورئيس جهاز الأمن الخارجي السابق اللواء عبد الكريم عبد الله . ووزير الداخلية عبد الرحيم محمد حسين.
والقائمة التي تضم 32 فردا يذكر أن ثلاثين منهم يتنمون إلى الإقليم الشمالي هو الإقليم المتهم بالتغول على حقوق بقية الأقاليم السودانية الخمسة الأخرى منذ 50 عاما.
ويذكر ان الحركة الشعبية لتحرير السودان التي وقعت قبل أسبوعين اتفاق مع حكومة الخرطوم هي الأخرى تسعى لفتح ملف جرائم حرب ارتكب بحق سكان الإقليم الجنوبي وسكان جبالا النوبة خلال الحرب التي استمرت عشرين عاما. شملت قتل وتعذيب واغتصاب ونهب للممتلكات.
أهل دارفور والشباب منهم يلبسون الأكفان من اجل الثأر والانتقام لموتاهم . ومن اجل عدم نسيان دماء الأبرياء في جريمة دارفور يسعى البعض ليكون لذكرهم ذكرى ضحايا الهولكوست على أيدي النازيين الألمان مع اختلاف في نوعية الضحية ولكن المأساة واحدة .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الامير الاسمر عبد المنعم سليمان بعض من مقالاته (Re: محمد عبدالرحمن)
|
الاخوان الاعزاء الذين مروا من هنا وتركوا شذي تضامنهم النبيل مع الاخ عبد المنعم
سليمان لكم كل التحايا
وعزرا لتاخري في الرد وتلك لمشاغل الدنيا الكثيره
العزيز تولوس سلام ورمضان كريم كلنا معك ندين التصفيات مهما كانت الاسباب ولك تحايا من الاخ عبد المنعم
الراقي خالد عويس شكرا لذهرتك الناديه واتفق معك والي ابعد الحدود ان هذا الفتي الاسمر لديه كلمات جميله نديه ولديه باذن الله مستقبل مشرف علي هذا الدرب فقط نسال
الله ان يحفظه
العزيز محمد عبد الرحيم شكرا علي مرورك وعلي زهرتك الجميله بعبيرها الفواح
السلطان Shao Dorsheed
تحايا خاصة من عبد المنعم
ابوكيفو
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الامير الاسمر عبد المنعم سليمان بعض من مقالاته (Re: محمد ادم ابوكيفو)
|
لهذا المقال الذي كتبه الاخ عبد المنعم
وارسله لي الاخ عبد المطلب جامع له وقع عزيز علي نفسي فهذه المدينه احبها كثيرا
رغم مرور عقود علي فراقنا انزلها واتمني ان تعجمبكم مثلما اعجبتني
ام المدائن السودانية الفاشر أبو زكريا
تفضلوا بزيارة أم المدائن ، للذين يأتون إلى إقليم دارفور لأول مرة عليهم البدا بلوحة زهرة المدائن (نالا) في صحيفة لاورشين لومتان ليكونوا حاضرين في مدينة الفاشر أبو زكريا
تحيته:
سلامُ الله يا فاشرْ سلامٌ ما له آخرْ
كانت سهلا خصبا مرجا ممتد ، صلح مرعى و مأوى حينا فضمها الصحراء ، تحف (أم المدائن) مدينة الفاشر Phashir )) ( أبو زكريا كثبان رملية من الشمال الغربي ثم مرتفعات (فشار) في الشرق تحوطها غابات صنوبرية من أشجار مناخ شبه الصحراء تمتد في الجنوب والجنوب الغربي ، جغرافيتها مثل حالة مدن وقرى الشطر الشمالي من إقليم دارفور - السودان القديم والحديث – كلما توغلت شمالا حتى حدود الإقليم وأم الدنيا (مصر) حيث عمق الصحراء ، والرمال عاشقة للقرى ومدن في هذا الجزء من دارفور كحالة قرى مدينة النخيل الغائصة في كثبانها العفر البهية كما وصفها محمد سعيد العباسي محييا:
حياك مليط ثوب العارض الغادي وجاد واديك ذو الجنات من وادي
كم جلوت لنا من منظر عجب يزجي الخلية ويروي غلة الصادي
كثباك العفر ما أبهى مناظره انس لذي وحشة زاد لمرتاد
لئن كانت مدينة ( نالا ( Nhala) حاضرة الشطر الجنوبي من إقليم دارفور قد استحقت لقب ( زهرة المدائن) في غرب السودان لجمالها وبهائها فان مدينة الفاشر ( أبو زكريا ) تفردت بلقب ( أم المدائن) لأنها تمثل - حتى اليوم أقدم المدن التاريخية في السودان ، وقد سبق أن أطلقنا عليها في معرض رصدنا المستمر لمدن السودان التاريخية (العاصمة الحضارية للسودان) وذلك في ثورة إعادة تدوين تاريخ البلد شبه القارة.
فالسودان الوطن القارة إذا رغبت في معرفتها عن كثب تجده مجسد في إقليم دارفور ، باعتبار وجود الإقليم ديمغرافيا وسيلثقافيا في كل السودان بقدر اكبر من وجود بقية شبه القاره السودانية بتكاثف في كل أرجاء الإقليم .
ومن بين مدائن الإقليم العريقة وتأخذ أم المدائن (الفاشر ) مكانتها اللائقة بها على رأس قائمة المدائن التاريخية والحضارية .
كانت العاصمة السياسية لسلطنة الفور العظيمة التي تعرف عليها الزمان في أول القرن الحادي عشر الميلادي، مع اعتبار انتقال السلطة إليها جاءت في زمن متأخر . وأدارت المدينة دولة إسلامية عظيمة في إفريقيا ربطت بين المشرق العربي في عصره التنويري ، ودول غرب إفريقيا في ذهبيات عهدها ، فعرفتها : مملكة كانم برنو ، وحضارة الوداي وحضارة التمبكتو في السودان الغربي (مالي) . ودولة جلالة السلطان دان فوديو في نيجيريا . و مثلت الفاشر معبرا للحجيج الأفارقة من غرب القارة وهم في طريقهم إلى زيارة بيت الله الحرام في مكة المباركة.
في إقليم دارفور كل مدينة ريفية لها وشائج قربى بتاريخ ومكانة الاثنية التي تشكل غالبية سكانها ، والمدن كالقرى في هذا الإقليم السوداني، فهي اغنيات تروي حضارات الناس وعاداتهم وتقاليدهم ، وتعلق على أسوارها عناوين قيم الإنسان في تقديس الإله و احترام الآدمية . ويشاطرهم السكن فيها الصفات الإسلامية المباركة كالصدق والإخلاص في النيات و السلوك ، وحين تتلى على العالمين قائمة أخلاق شعب السودان في حسن المعشر يذكرون في توقيع اللائحة أن مصدرها هذا الإقليم شبه الدولة .
ومدينة الفاشر تميز حظها بين الأمصار أنها تجمع تلك المدائن والقرى في قالب ريفي يقترب إلى المدنية الحديثة فتخرجها للناس ، فهي حديقة القيم الإنسانية ،وعرين سماحة التعامل بين المسلمين ، ومجمع الأعراف و التقاليد الريفية في السودان.
ينشى الاولا د في أم المدائن على أنفة سلاطين الفور العظماء فلا يرضون بالتذلل إلا لله ، ويكبرون على كبرياء سكان المملكة العتيقة فليس من هم في مطاردة الدنيا ، فالدنيا هنا هي التي تجتهد في مطاردة الناس .
وكانت الفاشر المكان الذي استقر به أولا الطرق الصوفية بنقاوتها وصفائها في عبورها من المغرب الإفريقي إلى المشرق العربي ، ومع الطرق الروحية سبقتها وأعقبتها القراءت السبعة للقران الكريم والمذاهب الفقهية الأربعة ، وعلم الحديث وضورب اللغة العربية . مما يجعل من ( أبو زكريا) ضمن مدن تتقدم لتأخذ موضع الريادة الدينية لتعليم الإسلام الحنيف في القارة الإفريقية تنافس في ذلك (كانوا) و(ما يدقري ) في نيجيريا ،و تفوق ( كولخ) في السنغال و( فأس) في المغرب ، ولا تتأخر في شيء عن الأزهر الشريف في قاهرة المعز بأرض الكنانة .
فعلى ربوة من الجزء الشرقي من المدينة تأسس معهد العلمي على يد المرحوم عوض الله دفع الله يوسف بحي أطلقوا عليه (شوبا) تيمنا بالعاصمة الأولى للسلطنة وهي على مقربة من مدينة التيجانية المباركة بالحي الذي يحمل ذات الاسم . وان كان لمعهد عوض الله المرحوم مكانته في ريادة الفقه الإسلامي وعلوم العربية فان لمشيحة التيجانية تحت لواء عائلة المرحوم سيدى الريادة الكبرى في التدين الصوفي و أسرار الحياة الروحية لدى المسلمين السنة.
ففيها نبغ الراحل الشيخ مصطفى منقى الشاعر والمادح والصوفي الزاهد ، وفيها أشاع الشيخ الفاضل الشاعر والصوفي المتبتل ، وهو ابن الشيخ عوض الله دفع الله تربع على كرسي الفقه والعربية فجمع الفاضل إليه من علوم أبيه -عميد المعهد العلمي - القران و اللغة و صدق التدين وعاصر مصطفى منقى فنهل من غريضه ، وصاحب إبراهيم سيدي ، فسار علم على رأسه نار.
بينها وباريس
لقبوها بباريس في الليل ، مدينة يشيع منها النور والجمال ، يأخذك الطريق من قيادة وحدة مشاة الغربية العسكرية في الجزء الغربي من المدينة إلى وسطها مبهور بأنوارها المتلالاة في كل الجهات مثلما يأخذك الممر الضيق من (اورينو) إلى متحف قصر أللوفير وأنت تعبر الجسر على نهر السين في قلب باريس .
ووصفوها بالتضاريس في النهار، إذا يتوسطها ساحة ضحلة يحوطها المياه من كل جانب على طريقة قصور العرب الفخمة في اشبيلية أو غرناطة بيد أن تجمع مياه الأمطار الغزيرة في الخريف تحيل المكان إلى وحل طائن، فالمدينة تقوم على أعمدة من الصخر الرملي اغلب الظن أنها نتجت من عوامل نحت مستمر تعرضت لها الصخور الرسوبية في عصور جيولوجية مضت ، فصنعت منها جروف متباينة الارتفاع . و هكذا تحدثنا (50 قدم تحت البحر) من الآبار الجوفية في قلب المدينة فهي أبار استقامت على صخور صلبة فأخذت منها الاسم ( حجر قدوه) ، يفصل بين جروف الصخر الرملي وادي برزخي يبد سريانه من حي ( خور سيال) في الوسط الشمالي متخذا طريقه إلى البحيرة الطينية ثم يأخذ مسار أوسع إلى الجنوب الغربي لينتهي خارج المدينة ، صنعوا له جسر يفصل بين البحيرة والوادي.
ما أن ينتظم الشتاء حتى يتبارى الأهالي من سكان المدينة إلى ري بزور الخضر والبقوليات في مرج شديد الخضرة يقع بين حي (أولاد الريف) وامتداد أحياء (مكركا) إلى (المواشي).
وتعج بأم المدائن خليط مركب من السكان من شتى الأعراق ، ومن كل الأقاليم السودانية ويهدؤون في تناغم فريد المثال ، يجعل منها أمثولة التمازج بين الحضارة المحلية ذات البعد الإفريقي والثقافات التركمانية والمصرية والليبية الواردة منذ أمد و ذات الطابع العربي . لتعطينا خصوصية الفاشر أبو زكريا.
يتحدث الشعب في عاصمة سلطنة الفور اللغة العربية الإفريقية بلكنة أهل شمال دارفور ، وهي عبارة عن عربية مركبة بمصطلحات و تعابير محلية ، فهي هجينة التربية ، ركيكة المسمع لكنها سلسة الإيقاع ، مفككة لا تخضع لقوانين الإعراب كالتأنيث والتذكير لكنها عذبة ، إنها نتاج بيئي امتداد لغوي للهجين العربي في السودان الإفريقي.
حين تنشى في مدينة الفاشر ( أبو زكريا) فانك لن تجد الشعور الذي يجعلك تحي في أي مدينة أخرى في مدن شبه القارة السودانية الأخرى أو غيرها شعور لا يضاحيه إلا تلك التي يجدها السناريون النائيون عن مدينة سنار في الشرق السوداني . وحين تزور أم المدائن فقد لا تستطيع الإقامة بإحساس جميل بعد انتهاء فترتك دونما أن تخطط من جديد لتكرار الزيارة إليها والى أهلها .
المتحف كان قصر السلطان
وإرشاد للزوار. إن تكن سائحا ، فأول ما عليك القيام به وأنت تطع أرضها المبارك هو البدء بتقديم التحية إلى قصر السطان السابع والثلاثين في سلسلة سلاطين مملكة الفور العظيمة ، انه السلطان علي دينار باعتباره آخر السلاطين وزيارة مسجده الذي يرقد قرب دور العرض الكبير على النصف الغربي من المدينة .
وقصة القصر هي قصة المكان وهى شبيه بقصة القلعة التي تحولت إلى قصر ، تحول بدوره إلى متحف ، تلك قصة متحف اللوفير في عاصمة النور باريس .
ولقد شهد مكان قصر السلطان مرور الأباطرة والملوك والرؤساء والوزراء من شعب الفور وساهم كل من مر به ، بشكل أو بآخر ، في الإضافة إليه .
و يقع القصر في الجزء الغربي من مدينة ، يحده من الجنوب ( أولاد الريف) وهي عوائل ثرية من المستوطنين الحلب الذين عاشوا في كنف السلطنة ، خليط مركب من الأعراق المشرقية ، تمازجوا مع سكان المدينة الآخرين، كانت مساهمة سكانية في تكوين ( أبو زكريا ) انه أمر نلتزم فيه ما التزامنا بأرومة سلطاننا الشهيد علي دينار عليه رحمة الله.
من هذا القصر خرج السطان تيراب في القرن السابع عشر لزيارة مسبع ثم العروج قبالة النهر الأبيض في الشرق إلى ملمة الأنهر فسمى (سندي ) و( إلاّ نما تمن جا) فجاءت ( المتمة) ثم لم يعد السلطان الظافر وعاد إلي أم المدائن سطان جديد .
من هذا القصر خرج السلطان الشهيد إبراهيم قرض على رأس جنده في حملته التي لم يرجع منها ، وقد لاقى هول الترك وأشياعهم في ملحمة الاستشهاد في منواشي (1873م) ليلقى حتفه غدرا فكان في مثل وضع القائل فيه:
ولقد لاقيت الترك يا عازم وجيوشهم تضيق عنها البيد
تموج موج البحر إلا إنها لاقت اسود فوقهن حديد
فسطع عليه الدهر سطوة غادر والدهر يبخل تارة ويجود
كل الملوك في هذا الإقليم العجيب يلاقون أعداءهم وهم على رؤوس جيوشهم نتيجة معركة الموت المقدس أو الظفر، الهروب من المعركة كلمات غير موجودة في قواميس الملوك الشجاعان ، وعلى تاريخ مثل قرض وبحر الدين – مثالا لا حصر- ، يتربى الأجيال السودانية في معنى حب الوطن والموت في سبيله.
كانوا كقول القائل :
ملوكا سرير الغرب تحتهم فهل سالت سرير الشرق ما كانو
عاليين كشمس في سماء دولتهم في كل ناحية ملك وسلطان
من هذا القصر خرجت جيوش القادة العظام في حملات داخلية واسعة وخارجية :
الأمير المحارب حسب الله
القائد رمضان برة
القائد أبكر ود الشريف
القائد حميدان سلم
والقائد سالم أبو حواء البدي
والأمير هاشم بن إدريس حراب
كان ذلك القصر عظيما قبل أن يحث التراب على آخر ملوكها. ومن ذلك القصر كانت تخرج القوافل الدينارية المحملة بالذرة والشعير والفاكهة القوية إلى والهدايا الثمينة من سلطان إفريقيا المسلم إلى أمير مكة الحسين بن علي في أول القرن التاسع عشر . مصحوبة بقوافل حولية محملة بصرة الحرمين وكساء البيت الحرام.
تقليد القوافل امتداد لعرف سلطاني في مملكة الفور منذ أول زيارة قام بها السلطان سليمان العربي ( سولنغ) إلى الكعبة في القرن الخامس عشر الميلادي.
ومن ذلك القصر صدر أمر بحفر أبار جوفية تعين الحجيج وهم في طريقهم إلى زيارة قبر و مدينة الرسول الكريم من بيت الله الحرام في مكة المكرمة ، أسموها (أبار علي) ، ويحفظ ذكرها للرجل العظيم إن أضيف إليها عبارة ( أبار علي دينار).
استقبل هذا القصر العظيم الوفود الرفيعة من مملكة كانم برنو من قلب إفريقيا في التاريخ المحفوظ قريبا ، ووصلها من مدينة (مايدوقري ) الدينية في نيجريا وفد من طلبة العلم والفقهاء ، كما استقبل القصر سفارات دبلماسية من جلالة ملك تمبكتو في السودان الغربي (مالي)، ورجال من تونس وشمال إفريقيا. وكان حفاوة الاستقبال بقدر حفاوة استقبال وفود السطان العثماني القادمين من أستانة أو الحجيج الأزهريين الزائرين من ارض الكنانة.
ولمثل أم المدائن (أبو زكريا) تشد الرحال في إفريقيا ، والى قصر السطان المظفر الذي سار متحفا يضم مقتنيات السلطنة ، في الوقت الذي حيينا فيه لخوض الثورة بدأت الزمن في إعادة بث الروح في مفهوم جميع التحف الفنية من ألبسة ومقاعد وأسرة ومواعين وأسلحة حربية . تلك من تحف القصر.
كان يحج إليه السياح من كل مكان قبل زمن الانحطاط ، حج وزيارة يقدر أهمتها شعور المسلم الذي يزور مكة المكرمة و بقدسية حجيج النصارى إلى قدس الأقداس في الشرق الأوسط
للبقاء أكثر في هذا القصر المتحفي نضطر نعود مرة أخرى إلى مدينة باريس لنمر بجنبات متحف قصر اللوفير حيث تسكن الحضارات وتقيم التماثيل من منتجات أمم الشرق والغرب وماضي فرنسا ، قصر يجسد مكانة الدولة الفرنسية ويزيد من مقدار شعبها لدى الشعوب الأخرى في حبها للفن والجمال وحفظها للتراث والحضارة ، مع أن المسافة كبيرة بين القصرين و الفرق اكبر في المحتوى لكن مكانة الذات الماضي والحاضر في النفوس الجماعية ومستوى تقديس تقاليد وتراث الأمم أشياء متساوية لدى كل شعوب الدنيا ، لا يجد الاحترام من يحتقر أصله وتراثه.
تحس وأنت تجوب زوايا قصر الشهيد علي دينار صوت السلطان في جنباته ، وتسمع أذان في المسجد المجاور للقصر على بعد فرسخين شمالا ، وتعيش حينا في المجلس السياسي كأنك تسمع مقترحات الأجاويد في مجلسهم العامر وتحس بحركة الغادين والرايحين من خدم القصر وحراسه فكأنما الملك لم يزل يعيش في القصر فقد مات الزمن وهو حي .
وبعد
إن مدينة بهذه العظمة والمقدار لا يمكن لها أن تبقى في زيل المدن تقودها مدن رزيلة هشة الثقافة والتكوين الاجتماعي ، ولا يجوز أن يحي شعبها غرباء في وطنهم يتذللون العطية ، فكان ذلك قصة الطلقة الحمراء التي انطلقت من جبال مرة و حق لها أن تنجب من يأخذ لها بحقها ويثار لتهميشها .
بنيت زرائب إنسانية لتضم المؤمنين الذين يسكنون قراها المحيطة بها بعد هجرات تظاهرت العامين ، و في محطات (أبو شوك) غرب المدينة ، و(خسار مريسة ) جنوب المدينة ، وحين زارها وزراء ومسئولين من الدول التي تملك ضمائر إنسانية حية لم يفرقوا بينهما ، فالمدينة ومنازلها في عصر الانحطاط الأخلاقي للحكام في الدولة تبدو لناظر من الأعلى امتداد لزرائب الموت البطيء في (أبو شوك ) و(خسار مريسة ) ، هذه الصورة جعلت السيد كولن باول يعتقد أن معسكرات النازحين تقع شرق المطار لا غربها.
تلك الحياة والفاشر حينما ننعى عنها ونغلو في متاهات الأزمنة ، ويظل صوت إبراهيم شرف لسان معبر عن دواخلنا من شوق و في بث تحياتنا وودادنا إلى أم المدائن مدينة الفاشر أبو زكريا.
.سلامُ الله يا فاشرْ سلامٌ ما له آخرْ
سلامٌ من لدي صبًّ بعيدٌ حظُّه عاثرْ
سلامٌ من أخ وجدٍ على كيد النوى صابرْ
سلامٌ ما بد فجرُ يسوق نوره الباهرْ
سلامٌ ما انثنى غصنٌ وغنى فوقه الطائرْ
سلامٌ ما جرى نسمٌ عليل بالشذى العاطرْ
سلامٌ أنت إنشادي ولحن المطربُ الشاعرْ
سلامٌ أنت أشواقي وحُبِّي المخلص الطاهرْ
سلامٌ يا رُبا روحي سلامٌ مجلسي العامرْ
سلامٌ ما سرى نجمُ يناجي جمعك السامرْ
منعم سليمان
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الامير الاسمر عبد المنعم سليمان بعض من مقالاته (Re: محمد ادم ابوكيفو)
|
هذا المقال هي احدي مقالاته التي جعلت الكثيرون يعاتبونه ويرمونه بالكثير من الاوصاف
غير المهذبه وخاصه من يدعوهم الاستاذ منعم بالجلابه ويسل سفيه عليهم ما يعجبني في هذا
الفتي جراته في نشر ارائه ويشاركني في هذا الاعجاب الصديق عبد المطلب جامع الذي بعث
لي بهذا المقال
ابوكيفو
قراءة اولى في قائمة مرتكبي ضد الإنسانية في إقليم دارفور
1. عمر حسن احمد البشير فريق رئيس الجمهورية
2. علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية
3. نافع علي نافع لواء امن وزير الحكم الاتحادي والمسئول الثاني في ملف دارفور ورئيس جهاز الأمن السابق
4. عوض احمد ابو الجاز وزير الطاقة والتعدين – مشرف على الأجهزة الأمنية
5. بكري حسن صالح لواء وزير الدفاع
6. الطيب إبراهيم محمد خير لواء المستشار الأمني لرئيس الجمهورية
7. عبد الرحيم محمد حسين لواء وزير الداخلية
8. صلاح عبدالله غوش لواء امن رئيس جهاز الأمن الوطني والمسئول الثالث في ملف دارفور
9. محمد عطا لواء نائب رئيس جهاز الأمن الوطني
10. عبد الكريم عبد الله لواء رئيس جهاز الأمن الخارجي سابقا
11. عوض أبن عوف لواء مدير جهاز الأمن العسكري
12. قطبي المهدي لواء مسئول الأمن الخارجي السابق
13. مطرف صديق لواء امن وكيل وزارة الخارجية
14. علي احمد كرتي نائب وزير الدفاع
15. مجذوب الخليفة احمد وزير الزراعة
16. كمال علي محمد منسق الدفاع الشعبي
17. عصمت عبد الرحمن لواء قائد المنطقة العسكرية الغربية
يصفون بانهم مصدر القرار في قمة الهرم السلطوي بالسودان ، وحول كل واحد منهم جملة مساعدين ومعاونيين هم ايضا بالضرورة من الجلابة الشماليين . نشا هؤلاء في بيئة واحدة وتشربوا بثقافة مجتمعية وحدة ، وكانت لهم ذاكرة جماعية مشتركة . فتكونت لهم صيغة إجرامية شاذة سيست بها الدولة ، فانعكست إجراما في أداءهم طوال حقبة تقلدهم للمناصب العامة في الدولة السودانية .
لا يسند العقل فكرة أن العدد الذي يتجاوز الواحد شذوذا، ولان كانوا كذالك فان المجتمع الذي أخرجهم مجتمع يتميز بالشذوذ كله إذ يتصف بأنه المكان الامن لإنتاج المجرمين .
ما زلت عند رأي . أن الذين يشملهم الاتهام في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور ( مارس 2003- مارس 2005) ، ويخص بالذكر الوارد أسماءهم في اللائحة الدولية ومعاونيهم ، أنهم يجتمعون سايكلوجيا في صفات لا أخلاقية .
ولهذا فان سؤالا جوهريا يجب على اللجنة المختصة في التحقيق في جرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور .و المحكمة الدولية التي تختص في محاكمة المجرمين في ( لاهاي) أو ما سيتشكل على غرار محكمة ( لا روشا ) لمحاكمة مجرمي جرائم الحرب في ( رواندا)(1994) أن يأخذ في الاعتبار : الاسئلة الاربعة التالية تشكل جوهر الدوافع التي كانت وراء ارتكابهم للفظائع في اقليم دارفور :
1- ما الدافع وراء قتل الأبرياء بدون تميز من سكان إقليم دارفور بطريقة وصفت بأنها ترتقي إلى درجة الإبادة الجماعية والتطهير عرقي؟
2- ما الدافع وراء تجنيدهم للمتخلفين من الاعراب البدو في إقليم دارفور بهدف القيام بهجمات انتقامية ضد الأبرياء من السكان الأصليين مع العلم ان لهذا الاجرامي افراز سالب هو تطهير عرقي يستهدف الاعراب البدو انفسهم في تلك العمليات ؟
3- ما الدافع وراء تقسيهم لسكان إقليم دارفور إلى صنفيين (عرب – وأفارقة) ( زرقة – وحمر) وإشاعة التقسيم بين الناس واذكاء نار العنصرية بين سكان الاقليم ؟
4- ما الدافع وراء تجنيد( جهاز الامن الداخلي انذاك )ل فرقة خاصة من اجل القيام بعمليات الاغتصاب – أحيانا جماعيا في حق نساء الاقليم و انتهاج سياسة العنف ضد المرأة في إقليم دارفور ؟
لم تكن دارفور ضحية هؤلاء المجرمون الاولى فبين يدينا العديد من الوثائف والتقارير التي تثبت ان تلك الجرائم مورست من قبل ضد سكان منطقة النوبة الجبلية (1991)، وفي اكثر من منطقة في جنوب السودان طوال اعوام التسعين ، وفي جنوب النهر الازرق والانقسنا ، كما ان سياسية الابادة والتطهير لا يزال يمارس ضد شعب البجا في شرق السودان بطريقة تزيد بشاعتها عما حدث في اقليم دافور.
بين يدي تقارير وتواثيق واعترافات لاكثر من ضحية ومجرم ، ومما بات يوصفون بالجنجويد في التعريف العام . لم يخفي الكثير عني بصفتي البدوية واؤلاءك هم مني ، وبصفتي اكثر اهل الدنيا ضررا وتاثرا من هذه الكارثة الكونية.
بعد تاريخي للإبادات الجماعية
على الجهات الدولية المختصة – اللجان الدولية الخاصة و محكمة جرائم الحرب – منوطة :
1-بمراجعة سايكلوجية هؤلاء المجرميين ، مع تقيم ثقافة بيئة المنشأ وعوامل التكوين النفسي لديهم.
2-مراجعة الماضي الإجرامي الذي قد تميز به بعض من هؤلاء،إبان توليهم للمنصب العامة أو قبل توليهم بالدولة .
يعرف القانون الدولي جرائم الحرب وذلك - بالاستدلال على المحكمة الدولية المشكلة ضد مرتكبي جرائم الإبادة في يوغسلافية السابقة ، و جرائم رواندا - يعرف جريمتي الإبادة الجماعية اوالتطهير العرقي ، بأنها عملانتقامي يقوم به أفراد فئة بعينها ضد فئة أخرى، أو ضد جزء من فئة بعينها يقصد منه إهلاك تلك الفئة أو اهلاك جزء منها. سوا كان عمل مباشر أو غير مباشر .
كما يرى خبراء القانون الدولي أن يكون لجرائم الإبادة والتطهير العرقي أيضا أبعاد تاريخية في حقب الصراع بين الفئتين.
هنا يجب ألأخذ في الاعتبار :
الخلفية التاريخية للصراع بين أبناء الغرب وأبناء البحر ( الجلابة ) منذ حقب المهدية . والوارد أسماءهم أعلاه جلهم من (مؤسسة الجلابة الاستعمارية الحاكمة) لم تكن صدفة قدومهم من إقليم يتهم بأنه وقف إلى جانب احتلال السودان بينما كان أبناء الإقليم الضحية جزء من السلطة يومها (1896م ). وإقليم وقف ضد استقلال السودان كذالك . و ومقارنة باقليم دارفور الذي قدم جل شهداء الاحتلال والاستقلال ،والاقاليم الاخرى التي خربها هؤلاء وقتل شعوبها فان الاقليم الشمالي هو الاقليم الوحيد الذي ينعم بالهدؤ والاستقرار .
جرائم حرب ضد البدو في دارفور
استخدام البدو الرحل في الشطرين الغربي والشمالي من إقليم دارفور في حرب الإبادة الجماعية ليس بغرض إبادة السكان الأصليين في شطري الإقليم فقط ، ولكنه أيضا استهداف آخر من اجل إبادة اؤلاءك البدو هم أنفسهم في حرب لا ناقة لهم فيها و لا جمل ، وصراع ليسوا هم طرف فيه ، وماضي لم يكونوا جزء منه، ومن هذا يتضح نوايا هؤلاء المجرمين في تخريب اقليم دارفور وتشتيت كلمة شعبه وقتل كل من ثار منهم ( وبين يدي خطابات المتطرفين منهم ووثائقهم لدى الاعراب البدو وافتاءت دينية لبعض شيوخهم بحل دماء الثائرين واموالهم )
وقد استخدمت الفئة الحاكمة – الوارد أسماءهم في اللائحة اعلاه - الأكاذيب الإشاعات سند في إظهار الحركات المسلحة في الإقليم على أنها حركات عنصرية وتستهدف العنصر العربي لتجني من وراءه مكاسب رزيلة . جاء ذلك عبر إعلام الفئة الحاكمة المرئي والمسموع والمقروء ، وعبر جلسات خاصة بين القادة الوارد أسمائهم أعلاه وبين زعماء عشائر البدو الرحل . هناك بينات تثبت ذلك كما اسلفت .
يتهم الوارد أسمائهم في القائمة بأنهم قاموا بجريمة إبادة جماعية مزدوجة في حق سكان الإقليم. بتقسم السكان دارفور ثم استهدافهم مجتمعين في فرقتين.
منعم سليمان
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الامير الاسمر عبد المنعم سليمان بعض من مقالاته (Re: محمد ادم ابوكيفو)
|
اي سلام لا يمكن نائب الرئيس من تناول فنجان قهوته بالمتمة
((هاك من دار جعل ، هاك من دار جعل . لقرنق مكتوب من الجيلي الى دامر المجذوب. جبنتك جاهزة لك بالبان ، لماذا تأخرت، أمرك خلاص همانا . لا ارجع واشرب جبنتك في بور ، بور حيث ولدت )).
بينما كانت الحرب في الجنوب تشتد فتصل حممها الى أقصاها كانت نعرة التميز العنصري في بعض جيوب الشمال تشتد أيضا فتصل حممها إلى أقصاها . توحي بصورة او بأخرى أن أجندة سكان قصر غردون و من كان خلفهم من الأهل تكن وطنية او دينية في الحرب كما كانت توصف حينها ، بل كانت الوطنية والدين في حد ذاتهما موظفتان في اكبر معركة للتصفية العرقية عرفتها المنطقة.
فيما كان الغرابة العسكر يقعون على نارها في طابور أشبه بأسراب من الجراد المتدافع للمحرقة النفس بالريش – في نعت سياسية ضرب العبد بالعبد - كانت نسوة في ذلك الجزء المحدود من السودان النيلي شمال الخرطوم يقتلن الوقت بتأليف وتلحين أغنيات و أناشيد تحض بعض من غير القاعدين من غير أولى الضرر من بعولتهن وأبناءهن و أولى الإربة من الرجال على الجهاد وتحفز على الشهادة في سبيل (دار جعل) ، وهن على ظلال فنجان قهوة عصرية. في زمن يخيم الحزن بيوت الغرابة ، وعلى نحو متصل يقم نساءهم سرادقة البكاء على أبناءهن و آباءهن وإخوانهن و أزواجهن و أبناء إخوانهن و أبناء إخوانهن والذين لم يبلغ الحلم.
حرب ويلات و حزن في شق منه وفرح ونغم في آخر . تمعن أغنيات الفرح في إثارة الكراهية الدينية و العرقية في أوضح معانيها . يعيد أشباه رجال لهن إنتاج ألحانها على موسيقى البيانوا بمؤسستي مليشيات الدفاع الشعبي ومؤسسة ذكور النساء وتتطور الى فرق منشدة ، فيكون إيقاعها اكثر جاذبية واكمل سحرا ، ولطالما أدمن الحاكم العسكري وجنرالاته وشيوخه الرقص على أنغامها فصار جنرالهم مضرب المثل للراقصين في زمن البكاء في هذا العصر.
لم يعمل سكان أي بلدة في اراضي ما كانت تعرف سياسيا بالسودان الشمالي على مهنة حياكة أغنيات وأناشيد وقصائد من القبائلية والجهوية كتلك : لا دار حمر ، لا دار دارفور ،لا دار البجا ، لا دار نوبة لا دار المسبعات ، او حتى دار البطاحين.
المقطوعة مطلع النص تمثل ترجمة تقريبية لنشيد كان يحكى بلغة قبائل الشمال على اذان السودانين قصرا، وهو مقطع مشابه لمقاطع كثيرة تتلوها بعض قبائل الشمال على طريقة ترانيم صلوات اليهود في كنساتهم. مرفق بلحن تعزف على آلة تسمى (الربابة) ،و صلوات قبائل الشاكية في الشمال السوداني مثلا وفي عصر تحكم التلمود الجلابي على السلطة في السودان فانها مقدسة صارت ،و برامج الإذاعة والتلفزيون بالدولة تستفتح بتلك الصلوات وتغلق بها على نهج الأديان السماوية الثلاثة ولا سيما استفتاح المسلمون أعمالهم بآيات من القران الكريم. ويتخلل فترات النهار تلك الصلوات الشاقية.
من الأغنيات الحماسية الشجية التي لم يذكر فيها الجنوب ابن الحرب أيضا ( هيا يا دينار هيا يا دقنة هيا يا مهيرة جهزي الحنة) ليس ثمة رابط بين رجلين وامرأة حيثما يذكرون اكثر مفارقة من مفارقة الجمع بين السلطان الفوراوي والأمير البيجاوي في جملة يقرن اسميهما بمعدة زينة النساء كما وصفت ، سيدة وصفها أحد الشعراء المعاصرين بقوله : مهيرة بائعة المريسة وهوى ، أول سلطة للبغي المستغاث دعارة ، لنكون جميعا أولاد حرام ، فطوبى لنا .
إن نضب معين الرجال النظراء في الإقليم الشمالي للسلطان و الأمير فكان الأفضل إمتهان فضيلة السكوت على كلام فيها اكبر إساءة قصد للغرابة و أهل الشرق السوداني في أغاني لا معنى لها سوى عجز القادرين على التمام.
لم يكن قد دخلوا عصر الفضاءات حيث يمكن أن ينقل عبر الفضائيات وساحات الفداء الجلسات الإيمانية لمجاهدي الجيش الشعبي لتحرير السودان كي يستمع الجمهور أيضا الى أغانيهم وأناشيدهم الحاضة للجهاد والاستشهاد في سبيل ما يؤمنون به. وكذا أي دار في السودان الجنوبي سياسيا لم يعمل على رد القبائلية بالمثل : لا دار دينكا ،ولا دار النوير،لا دار الزاندي.
ما لم يظهر من يعارض تمجيد الشماليين من الشمال فان الحالة تجعل من المنطقة المذكورة على أنغام نسوة الشمال وبعولتهن منطقة شاذة وشعب يشتد شذوذه.
قبل أن يدعوهم أحد وهو يترسما لهم خطى الفضيلة على طريق السودان الجديد يفضل المرور على تاريخ تلك البيئة فالإنسان ابن بيئته.
يرد في سفر التكوين الإصحاح الثاني من الكتاب المقدس وصف ارض كوش موطن الإنسان الأول بأنها ((ارض الأنهر والجنات و الأودية والشعب الأجر )) وهو وصف يطابق حالة السهول الخصبة و الأودية الخضراء ، تتدفق بركاتها على ما حولها من قلب القارة منذ تخوم حوض البحيرات في النيل الأعلى حتى يبلغ الوادي في جريانه مجمع النهرين ، فكأنما النعمة تتوقف بأمر ربها هناك فلا تمضي قدما ، وتبد مسيرة من القحط ترافق الوادي في مملكة جرداء قاحلة تصر الآذان وترمد البصر ، لا يرمى الرب بها خلق الا كانوا في تعداد المراجعين عن رحماته سلفا. ويظل امواه النهر كأنما تعاني تجد في المسير للخروج من بيئة الغضب الالهي حتى ترد ارض الكنانة ، تلك الأرض المباركة نيلها وماءها ، و يرد ذكر ام الدنيا بالكتاب المقدس لدى المسلمين القران العظيم في اكثر من موضع.
مثلما أن خضرة الطبيعة وانسياب المياه يعملان على تفتح الزهرات فيشب من يعيش حولها على حب الحق والخير والجمال ، قلوب لا تلهيها نعمة الغير فتحسده عليها فان الجفاف والشحط يعملان على إخماد البصائر و قساوة القلوب وعمي الأبصار عن الخير والحقيقة والجمال.
بين وصفي الكتابين المقدسين يؤمن اتباع الديانتين من النصارى والمسلمين الساكنين على طول نهر النيل و يختفي فقط بلاد ما بعد مجمع النهرين وبين ارض الكنانة ، كأنما يتناقض قولي على بعضه حين نقول أن أغانيهم وأناشيدهم يجد مكانته من الاستحسان رغم بشاعتها . ومن هنا يجيء هؤلاء التلموديون في مؤسسة الجلابة الاستعمارية قساة بالحقد حتى لا يجد الخير والرأفة موضعا في قلب أحدهم .
من الجزء حيث صارت تعرف بنهر النيل جاء بدا من ضاحية (حوش بانقا) مسقط راس الجنرال الراقص يستمر مقربيه المدمن بكري صالح ،وجبريل عوض الكريم ،و الأحمق المطاع نافع ، ويهوذا على طه ، وعوض الجاز ، وذو العين الواحدة صلاح قوش مطرف وصولا الى الدامر حيث قطبي المهدي. وستجد في تفاصيل البلاد تفاصيل الرجال التعساء .
هؤلاء ضمن أعضاء الطاقم ألإبليسي الذي يدير السلطة في الخرطوم قد شبوا على ثقافة جماعية واحدة كانت أساسها جهل الفضيلة ، وتكونت لديهم عقليه جمعية ساهمت تلك الأغاني و رويات من التقاليد والخرافة في صناعة شخوصهم فجاءوا مجرمين بجدارة.
في حدود منتصف القرن التاسع عشر كانت شندى البلدة التي تتوسط الوصف وما جاورها من الأمصار الوحيدة في شبه القارة السودانية ظلت تعارض الإجماع الوطني وتقاتل لمصالحة الشيطان.
فإلى هناك أرسل الخليفة الإمام أبو عثمان عبد الله بن تور شين التعايشي (1844-189 عليه رحمات الله وبركاته في ديسامبر من عام 1896م فرقة على رأسها من يؤدب عبد الله بن سعد زعيم قبائل الجعليين الذي ارتد عن المهدية بعد وفاة الأمام ورفض دفع الزكاة واستعد لحرب الخليفة ، ثم قاد اكبر ملحمة سجلها التاريخ الحديث في قصص العمالة والارتزاق لصالح المستعمر الإنكليزي و على أعقابها جثت مجزرة كرري على ركبتيها .
لم تكن شندي هي الخيانة الوطنية الأولى حينذاك في صلب الوطن ولكنها مثلت حينها كما تراءت لنا قبل الأخيرة .
قبل ذلك بثمانية عقود كانت المنطقة مساهمة فعالة في إسقاط اربعة حكومات وطنية من اصل سبع وعشرين نظام أهلي وطني في شبه القارة السودانية بالتعاون تارة و التآمر مع الغزاة في كل الأحايين.
تقدمت حكومة المقدوم مسلم بمملكة المسبعات في إقليم كرفانستان (1712-1820م) بوسط السودان، وتلاها حكومة السطان بادي آخر ملوك السلطنة الزرقاء بمدينة سنار (1505-1821 م). ثم حكومة الشهيد إبراهيم قرض بأم المدائن الفاشر أبو زكريا حاضرة مملكة الفور العظيمة (1641-1874م)،
وبعد ذلك بربع قرن من الزمان كانت المنطقة شندي والمتمة وأمصارهما حاضرات في إهلاك دولة الشهيد على بن زكريا بن محمد فضل الملقب بعلي دينار التي استمرت بين عامي (1896-1916م).
وعقب زوال المستعمر الإنكليزي كانوا خلف لشر سلف في دواوين الدولة وانتشر سكان مملكة القحط على طول السودان انتشار القراد في الكلب الأجرب.
بعد انتهائهم من مجزرة ام دبكيرات ، تركوا الأجساد الطاهرة للجوارح و الغربان و سباع البراري . تسنم عبد الله بن سعد و زمرة من معه مكانة بين حاشية الغزاة اعتقد انه بلغ المأمن من سيف أبى عثمان الخليفة الشهيد واستبدل بعدوه صديق . يقول الأمير عثمان دقنة حين لقيه يوم ادخل الى الأمير الانكتاري وجنت باشا وكان مكبل بالسلاسل . ودقنة المحارب الأسير يعتقد انه لم يزل بعزه رغم ثقل القيود على يديه ، ويرى في بن سعد الذل رغم ما يدو عليه من اعتزاز يخاطبه في مرثية مطولة منها:
لقيته يا ليتني ما كنت ألقاه يمشي وقد اثقل الكبر ممشاه
فالرِجل حافية وهو منتعل وثوبه مشقوق حتى بان جنباه
يا ابن سعد ابعت الدين بالدنيا ويل لمن يبيع دين بدنياه
أذل تفخرون به يا بني جعل ؟ واه من لذي ذلة واه
يفرض على عقول التلامذة في المدارس السودان بقوة حجب سيرة أبطال معارك الاحتلال ومعارك التحرير السودانية جهادهم و أدبهم ومآثرهم ، ويثبتوا ترهات في المنهج الدراسي ليشب الأطفال ممسوخي الوطنية و الانتماء.
فإلى عهد الشهيد أبى عثمان الخليفة يعود تاريخ الصراع الدائر في إقليم دارفور بين الغرابة الدارفوريين والجلابة الشماليين في شقه الإقليمي ، وعاجز في تفسير كل وقائع الأحداث بالإقليم من لم يعطى التاريخ دوره في الصراع . وكثير ما تسائل المراقبون المحلييون والدوليون عن الأسباب الكامنة وراء وحشية الدولة في التعامل مع ثوار إقليم دارفور على نحو مغاير للتعامل مع أي ثورة في أي إقليم آخر في السودان؟
وقبله من يتسائل الكثير عن أسباب الحفاظ على الفقر والتخلف والمرض بإقليم دارفور من قبل الدولة و أنظمتها طوال تاريخ تقلده من بعد البيض ، والاجتهاد في رسم خطط التهميش المتعمد على أبناء الإقليم ثقافيا وسياسيا واقتصاديا ، ثم سياسية قتل من نطق؟
وليس كل من ثار اليوم بإقليم دارفور يدرك أبعاد القضية وخلفيتها التاريخية بإقليم دارفور لكن الكثير أخرجهم الظلم والاحتقار ، والبعض يدافع عن نفسه في عالم مجنون.
وكان الطاقم الإبليسي من غير التلموديين في سدة الحكم يعرفون مكامن من نعتوهم بالجبال قطاع طرق وما كانت حاجة تدفعهم لاستخدام الطائرات وكل آلة الدولة الحربية في التعامل مع الأبرياء و سحق أعشاش القرويين وتشريد الأهلي وتجيش المليشيات للفساد في الأرض سوى تصفية حساب جهوي قديم . وبورك التلمودين من أبناء الشمال إذ لم ينسوا ما كان بين أسلافهم أولاد البحر وأسلافنا أبناء الغرب . ولكن ما هو الحساب القديم بين دار جعل وآهلي مدن بور وضواحيها لترسل إليها برقيات عنصرية ( هاك من دار جعل) غير جرعة عنصرية ذائدة ؟؟
وكجيل استقام عوده رخوي على أفكار وقراءت تاريخية على السنة المعلمين من الجلابة يجهل نفسه وماضيه . ولكن صورة المأساة الماثلة فينا اليوم وضعت في الذاكرة بالقوة مشاهد مجازر كرري وام دبيكرات تلك التي لم نشهدها وقد قدر لبعضنا سماعها في رويات المتقدمين جدا في السن من الأجداد .
فقراءتنا المتأنية للتاريخ يجب أن لا تشكل مصدر في تشكيل مستقبل الوطن الواحد ، فأسلافنا كانت فتلك أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ولا تسألون عما كانوا يعملون هكذا يقول الذين لا يتعمقون في حكمة التاريخ . و الغرابة بطبيعتهم الطيبة ظل بعضهم منتظر تعاطف قرى قد تكون بريئة من جرم أبناء قرى أخرى مجاورة لها بتلك البيئة في الشمال ، ووهما ينتظرون خروج مسيرات تتعاطف مع حقوق دارفور او جبال النوبة مثلا او تناوئ سياسيات الحقد الأعمى المنصب على أبرياء البشر من قبل الطاقم الإبليسي بقصر غردون ، وقد انهمك الجلابة الرجال في وصف صورتهم بصورة قبيحي المناظر واغبياء العقول الابكريين المضخمين.
فالأرض الوحيدة التي لم ولن تشهد كلمة (ثورة) في عمرها كانت الإقليم الشمالي في السودان ، لا يثور من يرث تركة ضخمة كالفرار . والذي ينهمك في قتل الابرياء يعني في اوضح ما يعنيه صناعة مستقبل لا يقوم على الوحدة والاستقرار والاحترام المتبادل بين سكان الإقليم. وكأنما يردون نطق عبارة تقول اننا في اتم الجاهزية لحرب تجري فيها الدماء مجرى النيل.
لا لوم على أحد واحسب أن من بينهم من يتقى فتنة لا تختصر أذاها على الذين ظلموا من مثقفيهم و متعلميهم خاصة والله مع المتقين ، كأن المعركة الى هنا قد انتهت.
ذي كولونيل جان دي مابيور هذا الذي كانت ترسل نسوة الشمال إليه باقات اغانيات شجيات تسكر سامعها من قبل أن يخلق الكرم ، هو الآخر سبق أن أعلن من غاباته عن نية لديه في تناول فنجان من القهوة الشندية التي اشتهرت بها هذه المدينة العتيقة في الشمال، ويدعى الرجل أن بنات جدة له كانت تسكن الأرض في قديم الزمان ، يجدن إعداد القهوة ويأمل أن يقدمنها إليه في جلسة مسائية هادئة ، لا تكدر صفوها معزوفات (ار. بي . جي ) كالتي كان يرقص على أنغامها أهل بلدة بور مسقط راس ال دي مابيور.
وللتذكير فقط فان في إحدى مدن الريف الشمالي وجد الكلونيل بيو يكوان أروب مصرعه على اثر تناول فنجان قهوة مسمومة في جانوير عام 1990م كما يقول الرواة . وبيو يكوان أحد ابرز القادة العسكريين من المديرية الاستوائية شارك في انقلاب عام 1989م ، يرشح بقوة وقتها أن يلعب دور مهم في قضية السلام في الجنوب السوداني ودور سياسي في الشمال ، ويفترض به أن يكون النائب الأول لرئيس مجلس الثورة والوزراء . وخلف أبواب مغلقة تم موارة جثمانه الثرى ومعه دفنت ملابسات مقتله.
كي يأخذ السلام المنشود حجمه ومكانته وتمهيدا لورود ال دي مابيور قهوتهم و إمعانا في الأيمان بوحدة الوطن وشعبه فانه منتظر من الحاخام الأكبر للتلمودين في مؤسسة الجلابة الذي هو أحد خئولة الجنرال الراقص التراجع عن أفكاره السامة القائلة بتبجيل شعب الله المختار ، ويرى فضيلته ايضا ان ينكس ال ديمايبور رؤوسهم في دروب مدن الشمال ويلبسون ازياء تظهر من حقارتهم تلك فكرته في الحياة المستقرة بين ابناء السودان ، كانت دافعة له رغم تطرفه إلى جمع الصف بينهم وعدوه في أيدلوجيا وأخيه في الدم (كدودة) مختلفين في المذاهب الدينية ومتفقين في مستقبل شعبهم ويفصح المجال لعقله كي يشم هواء نقيا من رحيق السلام .
يتخيل البعض عنترية جعل لم تهلك ذبابة ستنتظر ال دي مابيور لو حاول تحقيق ما يصبو إليه . ويقولون لي صفهم فاني بوصفهم خبير وعندي بحالهم علم !! سيكون ال دي مابيور اكبر حبشة في العصر الحديث يهرب كبار رجال الدار إليه من بشاعة أفعال صنعتها أيديهم في جبن ممتاز.
فهنا بهذه البيئة خرج إلى الحبشة من يفرض على عقول تلامذة المدارس مرة أخرى القبول بأن يستقيم بها ملكا يهرب عن رعيته وحاشيته وأصوات نسائه وأطفالهن لا يمكن بأي حال أن يفارق أذنيه مهما كانت سرعة تيار الرياح المعاكسة لحركة ساقيه العاديتين .
لا يرتاد آفاق الهروب من المعركة عن عدوه الا من خانته شجاعته فتسلل غدرا ليغتاله ويسرق عمدا أمتعته ، ويترك العجزة من شعبه فيهم الضعيف والحمل والرضع و أطفاله تحت رحمة أسياف المنتقمين .
تقول أساطير لدى المحاربين الغرابة أن بركة الثبات في الصفوف كنقمة الفرار من الزحف وريثتان بلا فقه وراثي ، فحسب أحفاد( نمر الفار) من مهرب في هذه الدنيا أن يكون ملتجأهم إليه عدوا كان شريفا لكنه يجهل سبل الانتقام، فلا منجى لهم من جرائمهم في ال ديمابيور الا إليه.
الأخلاق النبيلة مثل الأخلاق الرذيلة عبر الاعصر و الأمكنة في الحياة الدنيا ، تجرى العروق مع الدماء يرثها الأبناء أبا عن الأجداد. فخلق بحر الدين المحارب الإفريقي في وسط القارة السمراء مثلا كشاكا من الزولو في أقصى جنوبها كدانفودي كطارق الامازيغي يرث أنجالهم من ضمن ما يرثونه من مآثر الكرامة الخلق النبيل والمرؤة والبسالة في الله والوطن ،هذه الأرض التي تنجب أحدنا وترضعه لبانها.
لو وجدوا مغارات او مدخلة لولوا إليها وهم يجمحون ، وان داؤب البحث عن وليجة عند بوابات ال ديمابيور من سيئات الأفعال ستظل برنامج حياة يعده ويخرجه الذين لا يجدون الانتماء الى الأرض. وأيضا لا مخرج يجدونه من جرائمهم في أهل دارفور الا الى ال دي مابيور.
ولما لم يعرف دِين لنمر الفأر ( قُرأ بالهمزة في روية وبدونه في أخرى والروايتان صحيحتان ) يدافع عنه ويموت شهيدا في سبيل الله كان مخرجه الحبشة ، ومخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا.
يستحسن من مفتي الديار الشمالية واحد ابرز شيوخ مؤسسة الجلابة المعاصرين البروفسير الديني بقصر غردون إصدار فتوى يجوز تناول ال دي مابيور القهوة في بلدة ( المتمة) على الطريقة التي يشتهيها فخامة نائب الرئيس الأول ، إذ انه لا قيمة للسلام الموقع بين الشمال والجنوب لو أن نائب الرئيس لا يستطيع أن يتناول مجرد فنجان قهوة في أي قرية من قرى الدولة التي هو يرأسها بالإنابة . وبالمقابل لا قيمة من بقاء البروفسير الديني بقصر غردون إذا ما عجز في تأصيل فنجان القهوة لنائب رئيس هو مستشاره للشئون الاستجلاب والإستشمال الديني.
عشية دخول ال ديمابيور الخرطوم فاتحا شوهد أبا سفيان ابن حرب يهرول بشوارع المدينة ، ما كان يدعو الناس الى قصره كما تعود العالمين في كل فتح ، وعشيته اتخذت عدة تدابير إجرائية لصالح مدن وقرى الشمال من أبناءها في الجيش والساسة وظباط الأمن ، منها استقالة الحاخام الأكبر للتلمودين من مناصبه كافة . ليتم تكليفه بالإشراف على توزيع أسلحة اتومتكية ورشاشات من طراز (م.ط)ومدافع (م.د) على سكان مقطع الأغنية من الجيلي ، المتمة ، و شندي حتى دامر المجذوب ، وربما أراضي النوبة الأدنى . استعدادا لمنع هذا الذي يستقبله ست مليون مشاهد من أن يرد قهوته بالمتمة . من اجل فنجان قهوة لا تشحز السيوف ، وقد قيل أن من كتبوا قصة فنجان قهوة دار جعل المسمومة كانوا من العوام.
منعم سليمان
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الامير الاسمر عبد المنعم سليمان بعض من مقالاته (Re: محمد ادم ابوكيفو)
|
فتح الخرطوم علي يد ال ديمابيور
بينما فضلت مؤسسة الجلابة الحاكمة استقباله بدار الحزب الوطني فاحش الثراء ذهب جميع السودانيون إلى الساحة العامة بوسط العاصمة الخرطوم إلى لقاء الكولونيل جان قرنق ال دي مابيور اتيم وتحيته .
واللافت للنظر أن الجلابة وكالعادة متميزين في إظهار أنفسهم وغبائهم وحتى النفاق بشكل جيد، فقد اصطفت السيارات الفارهات أمام دار الحزب الوطني بالنادي الكاثلوكي سابقا ، ومحاولين عبر الشاشات الصغيرة والكلمات فارغة المحتوى إظهار شيئ ما يمكن ان يسجله لهم التاريخ غدا، والحالة ظاهرة في اجتهادات على طه وجهالات مذيعي التلفزيون.
اما الساحة العامة الملقبة بالخضراء وسط جوهانسبورغ السودان ( الخرطوم) صبيحة الثامن من جوليه 2005م فقد عمها الملايين من شعب السودان الأجرد في تظاهرة احتفالية لم يسبق لها مثيل في تواريخ الدولة السودانية ، ولربما أتت مثيلات لها في التاريخ السوداني القادم . واغلب اهل السودان القادمون لاستقبال ال ديمابيور اتيم كانوا من سكان مدن الصفيح المتراصة بأطراف العاصمة جوهانسبورغ الكالحة شديدة الحر والجبروت ، كما قدم ارتال من الاقاليم الست وكانوا جميعا من طبقة من الاكثر فقرا ، والبؤس بادي عليهم ، واثار المخمصة والعنت ، واللاعظم من الشبان في حالة الحرمان و البطالة .
و من الناحية الاجتماعية فان المستقبلين كانوا جلهم من السود القادمين إليها من الشطر الجنوبي حيث موطن ال ديمابيور ومن الغرب ومن جبال النوبة و من سهول النهر الأزرق، تواضعت الحياة لهم بعيش حول شبه العاصمة في الحاج يوسف والامبدات ودار السلام والكلالكلات وسوبات ...الخ
ومن بين اللافتات الكثيرة وسط اعلام حركة السودان الجديد برزت لوحة كتبت عليها بالخط العربي عريضا ما اذكره : ( أبناء اقليم دارفور بسوبا الاراضي يرحبون بك ). ولعبارة سوبا الارضي دلالات وعبر في النفس والوجدان كلما ذكرت ذكرتنا بخرابها على أيديهم وايدي اجوبا. ودارفور هو الذي اهدى ال دي مابيور السلام ورسم الفرحة مثل قوته وحضوره زمن الحرب .
تعمدت ذكر اسم (الحزب الوطني) بدل اسم (المؤتمر الوطني) الذي فضله المستعمرون الجلابة لقب لحزبهم العنصري ، وذلك لوجه الشبه العميق بينه وبين الحزب الوطني للأقلية البيضاء في جنوب إفريقيا القرن المنصرم ، وليس الله وحده الذي يعلم حتى الحجر والشجر بات يدركان ان حزبهم برئي من الوطنية والسودانية.
لقد تعمدت أيضا قول أن مستقبلي ال دي مابيور اتيم كانوا سودا اذ ان اسم الارض التي تضمهم مستمد من سحنتهم السمراء ( السودان ) ارض الأنهر وشعب كوش ومحط الإنسان الأول . ومن كان من سواهم اما ضيف مستقبل او لقيط مجار.
واذ ان تاريخ دخول الفاتح جون جارنج العاصمة جوهانسبورغ السودان يعتبر فيصل في التاريخ السوداني الحديث ، و هي بداية انهيار بناء المستعمرة السودانية من يد الانكلتار الى يد الجلابة ، وبداية نهاية الحقبة العنصرية لاؤلجاركية الشمال الحاكمين منذ نصف قرن بالتخبط والفشل والازدراء.
الكولونيل كان يوصف في الشمال بالمتمرد الخائن ولا يوجد نعت سئ في الارض الا ووصف الرجل به.
ولم يقف الجنرال الراقص طيلة بقائه في السلطة موقفا حرجا ما وقفه غداة دخول الكلونيل ال دي مبيور اتيم الخرطوم ، فهو مع جهله وبلاهته صوره الجلابة الاعلاميون والساسة مسيح القرن ومنقذ الوطن ، ولكن الكلونيل جارانج لم يكلف نسفه عناء الهرولة نحوه واخذه بالاحضان او تحيته على اعتبار أقدمية المناصب والرتب العسكري او ان يمطره بكلمات ارا على نحو كان مامول و منتظر، والى هذه الدرجة من السخافة.
اما هو أي الجنرال الماجن ونائبه سيئ الصيت والعمل فما يذكراني الا بقول الشاعر الحديث:
راقص طار يحلم بجسد يرتديه.
وملك يدعي ان حلم المغني قد تجسد فيه.
الملايين التي خرجت الى الساحة العامة كانت اشبه بملايين السود الذين هاجوا وماجو الى استقبال الاسطورة نيلسون مانديلا غداة عبوره من سجن جزيرة ربن في اقصى الراس الصالح الى العاصمة بريتوريا وهو يردد كلماته الساحرات الخالدات:
(( ناضلت ضد سيطرة البيض ، وناضلت ضد سيطرة السود انني اؤمن بدولة ديمقراطية موحدة تضمنا في هذا الجزء من افريقيا لا هيمنة فيها لعرق على عرق ، واستحقار للون من لون )).
خرج ال ديمابيور الى الغابة وحيدين قبل ثلث قرن ، و بالكاد يعرفه الناس يومها ولم يحظى بالتشيع ، وعاد منتصرا فاتحا في جمع غفير وبالكاد يجهل احد. كانت عودته اشبه ما تكون وهو على راس عشرة الالف مقاتل من جنده بعودة محمد النبي الى مكة بعد عقد من الزمان ، مكة تلك القرية التي اضطهدته واخرجته وحاربته والبت عليه القبائل والامصار والامم ، عاد اليها منتصرا فاتحا متناسيا الماضي .ليت شعري لعرفت موقف ابا سفيان يوم الفتح وموضع من كان يسمه غرابا قبل ذا.
انني غير مؤمن بما باتت تعرف بالمرحلة الانتقالية القادمة من الحياة السياسية السودانية اذ كل ما افهمه سياسيا عن تلك المرحلة هي عبارة عن محاولة استعمار ثنائي بين حركة التحرير الشعبية التي يقودها ال ي مابيور ممثلين لشعب الجنوب فقط ، وبين مؤسسة الجلابة الحاكمة التي تقاد بواسطة زمرة الحزب الوطني ، معظم اهل السودان لا ناقة لهم بهذه الشراكة أو جمل كما يقول المثل العربي القديم . بيد أنى مؤمن بعد الله تعالى بفكرة مهمة في عقيدتي الثقافية والاجتماعية ان السودان لا يمكن ان يبلغ مصاف الاستقرار السياسي والاجتماعية ما بقى المستعمرون الجلابة بعقليتهم المتطرفة في مصادر القدرة للدولة ومؤسساتها.
النية الشعبية للمخلوقات الشمالية ذات الحظوة في الاقتصاد والسياسية ترفض اتفاق نيفاشا وتصف الفتح غزوا ، وهذا ما يجعل من ال دي مابيور اكبر من احجامهم الطبيعية بنسبة الي والى الملايين التي خرجت لاستقباله.
وهنا ايضا نجد انفسنا و مؤسسة حركة التحرير الشعبية في ثقافتها وادبياتها العامة قرباء، واننا شركاء مرحلة السودان المعاصر الذي يمثل كل منا وجهه الاخر وجزء من الاخر ، انني ابن للسودان المعاصر الذي هو الجديد في فكرهم وثقافتهم .
ولذا فانني استعيير مصطلح ( التطهير السياسي) من ادابير كتب علم الاجتماع السياسي لوصف مهمة فريق ال ديمابيور فاتحي جوهانسبورغ السودان في الفترة القادمة. أي التطهير الثقافي الفكري ضد الجلابة : ثقافتهم وشخوصهم سرمديا ، والى ما نسبته 5 % من حصص السلطة والثروة لاحقا وهي نسبة الجلابة الشماليون والمستوطنيين الغجر من النسبة الديمغرافية الكلية في الدولة شبه القارة .
وهي مهمة ليست سهلة او هينة بالمعاير الامكانياتية ولكنها سهلة وجدية بالحسابات الثورية،ولقد كلفت قادة المؤتمر الوطني الإفريقي عقب توقيع برتكول بريستول هول بالعاصمة بريتوريا مع حكومة ديكليور العنصرية عام 1990 م الكثير من الروح والجهد ، ولكنه لم يمضي غير اربعة اعوام تلتها أي في عام 1994م فقد استقر السجين المناضل نيلسون هيل شاشا مادنديلا رئيسا لافريقيا الجنوبية لاول مرة في التاريخ الافريقي ، ليخلص الى الافارقة دولتهم والى الابد في السنوات اللاحقة من سيطرة الافريكانوز الى عهد الرئيس ثابون بيكي.
اتفاق نيفاشا مع اعتراضي السياسي عليه كغرابي- أي رجل من غرب السودان -اذ لم اكن حاضرا ساعة القسمة ، لكنه معبر مهم يظل يمثله لنا كجيل سوداني في معناه الاستراتيجي فقد قرر الاتفاق التخلص من حكم الأولجاركية الجلابية والى الابد وعلينا التفريق بين مضمون الاتفاق الاستراتيجي وبين معناه السياسي.
بدات مؤسسة الجلابة بالتداعي والسقوط ، فالملايين التي خرجت الى استقبال ال دي مابيور اتيم اكدت رسالة مهمة جدا وهي ان فكر اهل السودان -وهو اسم مشتق من السواد- جميعا يجنح نحو بناء دولة سودانية حقيقة بقوة وجدية لا حضور فيها للعقلية الجلابية المتعنصرة. وذلك منحى يمقته الجلابة حتى الثمالة بمقدار مقتنا لهم.
فليس غريبا ان تعميها الحقد والعجز عن المجارة الشريفة في الممارسة الراشدة للسياسة فقد عقمت مؤسسة الجلابية الاعلامية ان تنقل خطاب الكلونيل ال دي مابيور حيا في الساحة العامة ظهر وصوله الى الملايين من محبيه وجماهير التحرير في العالم ، ولانهم صدموا في ضخامة المستقلين وصدقهم ففعلت الغيرة فعلتها.
لم يحضر الكلونيل جان جارنج ال دي مابيور الى الخرطوم راقصا على عادة رقص الجنرالات في شمال السودان ولكنه جاء فاتحا ومقاتلا على عادة نضال الجنرالات في الجبال والغابات خارج جوهانسبورغ السودان ، مالم يحدث نقض متعمد من الجلابة على نفاشه – وهو امر متوقع- فان ما قلته صحيح وهي معبرة عن عطش الملايين الست التي خرجت صبيحة الثامن من جوليه الى الساحة العامة ، وان لم
تصدق فارجو اعادة قراءة المقال من جديد.
منعم سليمان
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Tragie Mustafa
تولوس
محمد عبدالرحمن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست