لا حد لمرتد بقلم الكاتب محمد عابدين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 02:21 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-22-2005, 09:40 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لا حد لمرتد بقلم الكاتب محمد عابدين

    إذا تعطل الأصل .. فلا معنى لبقاء الفرع.. ومسألة حكم الردة بحاجة إلى جهد يضمن تحقيق عدالة الله عز وجل ولتحقيق ذلك يجب علينا أولا استبعاد لغة النفى والتكفير من ثقافتنا بما يسمح بتدفق دم جديد فى أوصالها المهيضة ويمتنع معه على أى فرد أو جماعة مفهوم الاحتكار للرأى الأصوب، أعلم أن مدى تقبل هذا الكلام يعد من المستحيل إن لم يخلق من الأصل نفورا ضده كاتجاه نقدى ولكن هذا هو حالنا دائما فقد سبق أن أسس فى ثقافتنا ما يشحن العاطفة ويستحثها للنفور من حرية البحث والتجديد والتطوير والتحليل وبث فيها ما يرهبها بأحكام ترتدع لها أواصر كل من سولت له نفسه بمحاولة السعى فى هذا المجال أما تاريخنا فهو ممتلئ بمثل هذه الأحكام وطرق تنفيذها وسعى من سعى بتوصيل هذا المفهوم للناس بكل السبل سواء عمليا أو فكريا أو ثقافيا أو تعليميا أو سلوكيا فما كان حكم الردة الموجود على متن الشريعة الآن إلا إجماع بشرى على وسيلة للردع السياسى الذى كان مطلوباً دائماً ومازال ليخدم مصلحة سياسية بعينها تحقق حفظ مصالح الخليفة أو السلطان ويحق لنا هنا أن نقول كفانا معاناة وجلد للذات، فإن أول من عانى من هذا التشريع البشرى هم المسلمون أنفسهم، حينما طبقوه لمجرد الاختلاف فى الرأى. فحكم قتل المرتد لا وجود له فى أصل الأصول وأتحدى وبالتالى لامعنى لوجود ما يتبعه من أحكام تطبيقا للقاعدة القانونية التى تقول «إذا تعطل الأصل .. فلا معنى لبقاء الفرع» وهيا نسترجع معا بعض ما لدينا عن هذا الموضوع فتعريف اللغة للردة هو «الرجوع عن الفعل أو الشىء» وقدمه لنا الأصوليون على أنه «الخروج عن الإسلام إلى غيره» وتحت هذا التعريف أدرج العديد والكثير من مبهمات الأحكام ذات المعانى المتشعبة يقع تحت طائلها كل من أتى بفعل يضر بمصالحهم مثل «إنكار ما علم من الدين بالضرورة، إنكار الثابت بدليل قطعى ،إنكار ما أجمع على وجوبه»، ناهيك عن الأحكام الطائرة «الفرعية» الناجمة عن الأحكام السابقة مثل «التفريق بين المرتد وبين زوجته منعه من الزواج، الحجر على أمواله، حرمانه من حقه فى ميراث أقاربه المسلمين، اعتباره فاقدا للأهلية ، تحريم ذبيحته، منع الصلاة عليه بعد وفاته، منع دفنه بمقابر المسلمين»، ما سبق كان تعريفا لمفهوم الردة عند السلفيين وذكر لما يتبعها من أحكام بشرية علما بأنه لم يرد ذكر فى شأن تلك الأحكام بكتاب الله عز وجل ومعظم ما جاء بهذا الخصوص فى محكم آياته لا يتعدى اللعنة فى الحياة الدنيا وعذاب النار يوم القيامة وأنه وحده المختص بهذا العقاب «يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون فى سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم». «ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم فى الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون». «إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا». وعدل كلام الله واستقامة رحمته ما كان منه ألا تتحقق معه شرعية سلطة السلطان الحاكم بأمر الله مما اضطرهم للبحث عن وسيلة أخرى لتحقيق هذه الشرعية الحاكمة وضمان خشوع وخضوع العامة من الناس فلجأوا للأحداث ولو كانت موضوعة أو أخبار أحاد وسنوا منها قوانين تدعم وتخدم مصالحهم ومصالح الحكم والحاكم وترهب الناس وبما أن ما يميز القرآن عن السنة فى الشرع هو أن «السنة لا يجوز أن تراجع فى الفقه مادام القرآن يحوى الحكم» لأنه ثابت مطلق والتفسير والتأويل هو نسبى مطلق فإننا نقول بأنهم تناسوا أنه فى ظل القرآن وما ورد به من آيات محكمات يستحيل عقلا وشرعا ودينا أن يأتى الرسول «ص» بما يناقض كلام الله عز وجل، ولكنا نجد أنه من المقبول عقلا وفى ظل ماكان متبعا وقت التشريع من تفعيل للنصوص فى مجال الخصومات السياسية وخلافات المصالح أن نقول بأن هذه المصالح كانت وراء وجود أحكام على متن الشريعة لا تتوافق والأصل القرآنى أو السنة النبوية، وهذا ما يمكننا من الارتكان إلى إمكانية الاجتهاد فيها بتعديلها أو تغييرها بما يناسب هذه الأصول الطاهرة ويتوافق والواقع الحالى المعاش عالميا، وإن كان هذا القول سيقابل بالاعتراض من الكثيرين فليمهلونى بعض الوقت لحين أن يبين لنا السادة المتخصصون ما معنى وجود أحاديث عن الرسول «ص» لا تتفق وما جاء من آيات قرآنية نزلت عليه كالحديث الوارد عنه «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله...» كيف يتفق هذا الحديث وما جاء فى محكم آيات القرآن : «ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين» يونس 99 ، «ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدى من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون» النحل 93 ، «إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء وهو أعلم بالمهتدين» القصص 56، «وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين» سورة النمل 92. ويبقى لنا أن نوضح للناس بأنه لم تكن نية الله عز وجل إرغام الناس على الإيمان وإلا لما كان هناك حساب ومن عدله ألا يحاسب الناس على ما أرغمهم أو أجبرهم عليه! وما الموجود على متن الشريعة الآن من حكم قتل المرتد وتوابعه إلا تعصب جاء بناء على ما ورد لحديث عن الرسول بصحيح البخارى يقول «من بدل دينه فاقتلوه». فليتفضل علينا السادة علماؤنا بما فضلهم الله علينا من علم ويشرحوا لنا كيف يستوى هذا القول وقول الله عز وجل «ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول منى لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين» السجدة 13 ، «من كفر فلا يحزنك كفره» لقمان 23 ، «فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل» الزمر 41، «هو الذى خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير» التغابن2 ، «فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد» آل عمران 20، ولم يتبق لنا شئ نقوله سوى لو أن السادة فقهاءنا المتشبثين بالتقليد وحولوا أقوال السلف واجتهاداتهم إلى نصوص لا تقبل النقاش أو الاجتهاد قد سمحوا لنا أو لأنفسهم بالنقد والمراجعة والتحليل لكان الوضع مختلفاً الآن، ولولا النزعة التمجيدية وتلك النظرة التقديسية للتراث وحرص السادة التقليديين على الحد من حرية المشرع لكانت بين أيدينا الآن نصوص شرعية تتواءم والواقع المجتمعى العالمى. ومن مفهوم ما سبق يقفز لذهننا تساؤل مهم : إذا كان الله عز وجل وهو أحكم الحاكمين لم يبين حكما جزائيا على المرتد فى الحياة الدنيا وأمهله ما بقى له حتى ينقضى أجله المكتوب، فمن يملك حق إهدار دمه من البشر؟ وإذا لم يشر الله عز وجل فى كتابه عن جزاء محدد لواقعة الردة بعينها وأجل الجزاء إلى يوم الحساب ليتولاه عز وجل بذاته فمن منا يجرؤ أن يتعدى على أحكام الله عز وجل؟ ويتخطى الحدود الإلهية بتأويلات بشرية لا تتمتع بقدسية ولا يمكن أن يكتسب أصحابها العصمة لأن بعضها صادفه الهوى وبعضها موزع على مصالح وحسابات شخصية وطائفية ومذهبية مختلفة تقدم مصالح فئة بعينها على أنها رؤية الدين الوحيدة التى تنطوى على صواب مطلق، وهذا يدخل بنا إلى مدخل نلتقى فيه بأحوال تطبيق كل ذلك فى الحياة العامة وتأثير هذه الأحكام البشرية على السلوك الجمعى للمجتمع المسلم الذى يتساءل علماؤه اليوم باندهاش غريب عن مصدر الإرهاب وسبب تواجد الإرهابيين بداخل هذا المجتمع الذى أسلم وجهه لله.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de