الحاج وراق .. هذا (العمى) الاجتماعي !

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 02:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-20-2005, 01:43 PM

مكي النور

تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحاج وراق .. هذا (العمى) الاجتماعي !

    مسارب الضي

    هذا (العمى) الاجتماعي !

    الإشارات الدقيقة في مسألة الشيخ والطريقة

    الحاج وراق

    الحمد لله الذي جعل الطريق الموصلة إليه صراطاً مستقيماً وجعل القدوة إليه والاسوة والمثل رؤفاً رحيماً صلى الله عليه وسلم تسليماً.
    عن عمر بن الخطاب بن نفيل رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الاعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه» الحديث... أو كما قال أي أن حياة المسلم والمسلمة ينبغي أن تكون مرتبة وفق خطط مركزة واهداف محددة بالامر المباشر من ربه (إنما الاعمال بالنيات) وتعلماً من فعله فاطر السموات والارض الذي خلقهن في ستة ايام مع ان شأنه في الامور ان يقول لها كن فتكون ليبعث لنا اول رسالة في لحظة بدء الخليقة بضرورة التخطيط في حقنا نحن والتنفيذ حسب الاولويات المنطقية وضمن ذلك في أسمائه الحسنى الخالق الذي يبدع الشيء أولاً على غير مثال سابق الباريء الذي ينفذ ما خلق وفق الخطة المرسومة والمصور الذي يجمل خلقه عند انفاذه باعطائه الصورة المغايرة فلا يتشابه نمران في تنقيطهما ولا زرافتان في بقعهما ولا حمار وحش في تخطيطهما ولا توأمان في بصماتهما يزيد في الخلق ما يشاء.
    وحتى تنجح مقاصدك ومراميك اجعلها تتفق مع الغاية الاسمى التي من اجلها خلق الله الخلق جميعاً المخلصة في آية الذاريات رقم (51): «وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون».



    * خلد التاريخ الملكة الفرنسية (ماري انطوانيت) نموذجا لانعدام الحساسية الاجتماعية، لانها حين اخبرتها حاشيتها بخروج الحشود الغاضبة الي الشوارع احتجاجاً على انعدام الخبز ، اجابت بمقولتها الشهيرة : «فلماذا لا يأكلون الجاتوه ؟» !!
    والانقاذ، بسياساتها الاقتصادية الاجتماعية ، خصوصا في ولاية الخرطوم، تصدر عن ذات عقلية ماري انطوانيت ، بل وتفوقها، لأنها لا تنصح بأكل (الجاتوه) بديلا عن الخبز وحسب، وانما كذلك تشيد مشاريع انتاج (الجاتوه) من المال العام !!
    * ومن قبيل تشييد مشاريع (الجاتوه) ما أعلنه والي الخرطوم الاسبوع الماضي عن اكتمال تشييد الفيلل الرئاسية ! وقد نشرت السلطات الرسمية اعلانا مدفوع القيمة بصحيفة (الرأى العام) بتاريخ 18/9 يصف هذه الفيلل الرئاسية :
    «... تلاحظ الشكل الاجمالي البديع للتصميمات الهندسية للمباني الرئىسية والحدائق التي تلف الفيلل وتفصلها عن بعضها البعض بالقدر الذي يمنح كل فيلا خصوصيتها، ولا يفصلها عن المنظمومة المكونة من 40 فيلا.
    المهندس عبد الله عباس، المشرف التنفيذي شرح للصحفيين مكونات الفلل وملحقاتها. واوضح أن المشروع يحتوي أىضا على مركز للخدمات الفندقية ... وأوضح أن الطرق الرئىسية بما فيها الجناح الرئاسي تطل على الحديقة الخلفية، واوضح ان عدد الغرف بمجموع الفيلل الرئاسية يصل الى 240 غرفة بما يجعل المشروع عبارة عن فندق ضخم.» !!
    وبحسب الإعلان الرسمي، فقد تم تمويل الفيلل الرئاسية من بنك دبي وحده بمبلغ 35 مليون دولار !.
    * ووحدهم الذين يعانون من (العمى) الاجتماعي الذين يقدرون بأن أولوية البلاد ، أو ولاية الخرطوم، حاليا، تشييد فيلل رئاسية بهذا المبلغ المهول !
    كان الطبيعي أن يخصص مثل هذا المبلغ الضخم لحل مشاكل مياه الشرب بالولاية ! أو لحل مشكلة الاسكان ! فمثل هذا المبلغ يمكن ان يشيد ما لا يقل عن مائة مجمع اسكان شعبي ، كافية لاسكان آلاف اسر العاملين ، وبالتالي تخفيض اسعار الايجارات في الخرطوم التي تزيد عن اسعار الايجارات في القاهرة ولندن ! .. وهذا خلاف مشاكل احزمة البؤس حول العاصمة التي لا توجد فيها مياه صالحة للشرب، كما لا توجد بها مراحيض ، دع عنك المدارس والمراكز الصحية ! .. أو مشاكل المستشفيات في الولاية التي يشكو بعضها من غياب الأجهزة اللازمة لانقاذ الحياة كأجهزة الاوكسجين ! هذا بالطبع اذا لم نحسب مئات الألوف من اهالي دارفور الموجودين حاليا في «شوالات» معسكري كلما وعطاش وغيرهما، بلا سقوف وبلا طعام !!
    أو للمفارقة، كان يمكن صرف هذه المبالغ على الحراسات بالخرطوم ! ففي احداث الاثنين استعجلت النيابات تقديم المتهمين الى المحاكم بسبب عدم كفاية الحراسات ! تصور ! لا كفاية في (القوت) ، ولا حتي حسن تنظيم (النبوت) !!
    * وبالطبع فإن عقلية (الجاتوه) لن تعدم المعاذير ، قالوا بأن الفيلل ضرورية لاستقبال الرؤساء الزائرين في القمة المزمعة بالعاصمة ، ولكن سبق واستقبلت الخرطوم عشرات القمم دون ان تشيد فيللاً رئاسية بملايين الدولارات ! وقالوا بأن العاصمة تفتقر للخدمة الفندقية لكبار رجال الأعمال الاجانب ! وهذه حجة مردودة ، خصوصا وأنها تصدر من ادعياء السوق (الحر)، فلماذا لا يتركون آليات السوق وحدها دون تدخل الحكومة لحل هذه المشكلة ؟ فبحسب منظورهم الاقتصادي، فإن الاستثمار الخاص يتجه تلقائىا الى تلبية الطلب. فمادام هناك طلب على خدمة فندقية ممتازة ، فلماذا لا يترك ليد السوق وحدها ؟! وأما اذا كانت يد السوق (الحر) وحدها لا تستجيب للاحتياجات الضاغطة ، فلماذا تتدخل الحكومة لتشييد الفيلل ولا تتدخل بذات الهمة لصالح الاجندة الاجتماعية ؟!
    * وأما اذا احسنا الظن بنوايا القائمين على هذه الفيلل الرئاسية ، وصدقنا بأن الامر لا علاقة له بالانحيازات الطبقية او الخاصة، ولا علاقة له بالاقتصاد السياسي للعمولات ، أي أنه يتعلق بالمصلحة العامة ، في هذه الحالة فإن الدفع الاساسي لمثل هذا المشروع ، أنه يساعد في توفير بيئة جاذبة للاستثمار ! ورغم ان الاستثمار الخاص، كما اثبتت التجربة العالمية وتجربة الانقاذ خصوصا، غيركاف لوحده في تغيير حياة الغالبية من الناس نحو الافضل ، حيث يمكن ان يحقق اقتصاد ما نسبة نمو عالية، ومع ذلك لا تتسقاط ثمار هذا النمو على الغالبية ، رغم ذلك، الا انه ومن حيث جاذبية الاستثمار، فإن احداثا شبيهة باحداث الاثنين اول اغسطس - والتي نجمت بالأساس عن تجاهل المردود الاجتماعي في السياسات الاقتصادية - مثل هذه الاحداث لكفيلة بنسف أية جاذبية للاستثمار في الخرطوم!
    وهكذا سواء من وجهة لوازم الاستقرار السياسي، أو من وجهة جذب الاستثمار ، دع عنك الوجهة الاجتماعية والانسانية ومقتضيات العدالة في قسمة موارد البلاد ، كان الأولى ان تركز حكومة ولاية الخرطوم استثماراتها في الاولويات الاجتماعية بدلا عن الفيلل الرئاسية ! ولكنه (العمي) الاجتماعي !
    * في عراق صدام حسين ، حين كانت العقوبات الدولية تحصد ارواح الآلاف من اطفال العراق ، وحتي كان المواطنون العراقيون في مدن كالبصرة يعانون لاجل كفايتهم من مياه الشرب ، كان الطاغية العراقي يوظف اموال (النفط مقابل الغذاء) لبناء المزيد من القصور الرئاسية ! .. ولهذا حين جد الجد، وحانت لحظة قصاص التاريخ، لم يجد مكانا للاختباء، في طول العراق وعرضها، سوى حفرة !
    ان تلبية مطالب الشعوب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، خلاف فائدتها في تأمين الأوطان ، وفائدتها للشعوب ، فإنها مفيدة بذات القدر للحكام، فأقله انها تتيح لهم أن يتقاعدوا ورؤوسهم على اكتافهم ، ويتقاعدون في منازلهم (الطبيعية) بدلاً عن الزنازين والحفر !
    ولكنه (عمى) البصيرة !
    * ولا يصيب (عمى) البصيرة الاجتماعية والسياسية الحكام وحدهم ، وانما يصيب المعارضين كذلك ! في عصر ماري انطوانيت ، صاحبة الجاتوه ، وقبل ايام من اندلاع الثورة الفرنسية ـ الثورة التي انهضت الشعب الفرنسي كله ، وكانت من اعمق واكثر الثورات جذرية في التاريخ الانساني ـ تساءلت مدام كوبلان ـ وقد صارت لاحقا من قيادات الثورة ـ تساءلت مستنكرة : «أين الشعب الذي يثور ؟!»
    وقد أجاب التاريخ على ذلك !

    www.sudaneseonline.com[/B]
                  

10-14-2005, 01:31 AM

مكي النور

تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق .. هذا (العمى) الاجتماعي ! (Re: مكي النور)

    مسارب الضي
    هل كنا واهمين؟!

    الحاج وراق




    * كنت من الأكثر المتفائلين باتفاقات السلام، والداعين إليها والمدافعين عنها بحماسة،وذلك بسبب ان الاتفاقات خلاف ايقافها أطول حروب القارة الأفريقية، وانهائها للمقتلة التى اقعدت بالبلاد، وفرت آلية مضمونة وآمنة لانتقال البلاد للديمقراطية، فقد كفلت حقوق الانسان وفق المواثيق الدولية، ونصت على قيام انتخابات حرة ونزيهة ومراقبة دوليا، كما دعت إلى تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة، كفيلة فى حال قيامها بإنهاء الطابع الاحتكارى والاقصائى للانقاذ.
    * والآن، تبدو الأوضاع فى البلاد، بعد بدء نفاذ الاتفاقية، وكأنها تمد ألسنتها نحونا نحن الذين أيدنا الإتفاقات!
    فالواضع أن البلاد ليست فى مجرى تنفيذ الاتفاقات، وليست فى اتجاه التحول الديمقراطى، ولا فى بوابة الانخراط فى مشروع للبناء الوطنى، بل ان أقصى ما يمكن توقعه من الحكومة القائمة والمسماة «حكومة الوحدة الوطنية» أن تدفع إلى تقسيم البلاد إلى شمال وجنوب فى نهاية الفترة الإنتقالية! هذا أقصى ما يمكن توقعه منها! والأرجح أنها ستدفع بالبلاد إلى التشظى الى جهويات عديدة تغرق فى بحور من الفوضى!
    فهل كنا واهمين فى توقعاتنا من اتفاقية السلام؟! أجيب بلا. واضيف بأن الاتفاقات، كانت وستظل، طريق البلاد الآمن نحو السلام والديمقراطية والبناء الوطنى.. وعلى عكس ما يعتقد الكثيرون فإن اتفاقات السلام لم تكن ثنائية، هى على الأقل ثلاثية، فاضافة الى المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية، كان هناك المجتمع الدولى، وقد اضفى هذا الشريك الثالث طابعه على الاتفاقات، فكانت ذات طبيعة ديمقراطية واضحة. ولهذا السبب فإن الاتفاقات تشبهنا وتعبر عنا نحن كقوى ديمقراطية اكثر من شبهها وتعبيرها عن المؤتمر الوطنى الذى وقع عليها!
    * اذن لم نكن مخطئين فى تأييد الاتفاقات. ولكن حدثت متغيرات عديدة عقب التوقيع عليها، جعلت المؤتمر الوطنى فى موقع مواتي للاستمرار فى نهجه القديم، أى فى موقع مواتي للقفز على إستحقاقات الاتفاقية، فأعاد تفصيلها بالقوانين والممارسات التى تصدر عنه تباعا لكى تتماشى مع قامته كمؤتمر وطنى! وبالطبع فإن الاتفاقية المصممة على قامة الوطن لن تكون ذاتها الاتفاقية بعد أن اعيد تفصيلها بمقاس ضيق الافق الاحتكارى والاقصائى! ولكن المؤتمر الوطنى، نتيجة للمتغيرات المشار اليها، والتى سنعرض لها تفصيلا، لم يعد يستشعر ضغوطا كافية تدفعه للايفاء بالعهود التى قطعها على نفسه ضمن الاتفاقات، كما لم يعد يأبه لضرورة اخذ التزاماته مأخذ الجد!
    فلماذا حدث ما حدث؟!
    * أول هذه المتغيرات غياب شهيد الوحدة الوطنية د. جون قرنق، وهو غياب صمم خصيصاً ليحدث تحولاً كاملاً فى توجه الحركة الشعبية لتحرير السودان! فالفريق اللاحق لفريق الراحل قرنق يعبر عن السياسة التقليدية للساسة الجنوبيين التقليديين، سياسة تحركها الأنانية القومية الضيقة، وتكرر بصورة تدعو للشفقة ذات أخطاء تجربة أديس أبابا، اخطاؤهم السابقة التى جعلتهم لا يعيرون انتباها لطبيعة السلطة المركزية فى الخرطوم، فتصوروا بأنهم غير معنيين بالاستبداد فى الشمال ما دام هذا الاستبداد لايتدخل فى شؤونهم الجنوبية الخاصة! وقد قال التاريخ كلمته فى مثل هذه الأنانية القومية، حيث اتضح بعدم امكان الحفاظ على جزيرة ديمقراطية فى الجنوب ضمن محيط من الاستبداد على النطاق الوطنى!
    ولقد كان قرنق، اضافة الى وضوح رؤيته حول ضرورة اجراء تغييرات هيكلية فى السلطة المركزية، كان الاكثر إلتزاما من قادة الجنوب برؤية السودان الجديد، بسبب طموحه الواقعى ومصالحه السياسية، ولهذا كان الاكثر معرفة والتصاقا بما يجرى فى المشهد السياسى فى الشمال وفى المركز!
    والآن فإن الفريق البديل يتعامل مع ما يجرى فى المركز بنفاد صبر واضح ، وبالزهد الجنوبي التقليدى، مما يكشف عن قصر نظر بعيد!
    وهكذا فإن رحيل قرنق، وتهميش فريقه الأساسى، ليشيران الى إنعطاف حاسم فى توازن القوى السياسى فى البلاد لصالح الديكتاتورية!
    * وأما المتغير الثانى فهو الارتفاع الكبير فى أسعار النفط، مما جعل جهاز الدولة، وبصورة لم تعهدها البلاد من قبل ، أكثر «المشاريع» الطفيلية ربحية !
    وتعرف الفئات الطفيلية الموجودة فى أحضان جهاز الدولة معنى وقيمة وآليات التمسك بالضرع الذى يدر اللبن! خصوصا اذا كان ضرعا كالنفظ بات يدر لبناً وافراً وسائغاً!
    وبالطبع فإن النهب الطفيلى لموارد البلاد يتناقض وسيادة مبادئ الشفافية والمساءلة والمحاسبة، أى يتناقض مع التحول الديمقراطي وكفالة حقوق الانسان، بما يعنى ان شرط مواصلة هذا النهب انما هو الانقلاب على اتفاقات السلام وعلى نصوصها القاضية بكفالة حقوق الانسان!
    ثم ان ازدياد مداخيل النفط قد وفر للدوائر المعادية للتحول الديمقراطى موارد اضافية هائلة لتوطيد طابعها الإحتكارى، موارد لتعميم القيم الطفيلية وسط النخبة السياسية والثقافية، وموارد للتوسع فى ممارسات الرشاوى وشراء الذمم! وكذلك موارد لتحييد الطبقة الوسطى ورجال الاعمال باغرائهم بأن الافضل لصيانة مصالحهم، ليس الدفع باتجاه الإصلاح، وانما (التواؤم) مع الاستبداد، بحيث ينالون جزء من (الكعكة)! والناظر بتمعن فى ما يجرى فى صفوف الحزب الاتحادى الديمقراطى هذه الأيام يتأكد من مقدار ما تشكله هذه الموارد الجديدة من اغراء!
    * وأما المتغير الثالث فهو انشغال الولايات المتحدة الأمريكية - وهى اهم شريك من شركاء الاتفاقية - فى همومها الخاصة - انشغالها فى العراق وافغانستان، وفى النتائج المالية والسياسية الباهظة لاعصار كاترينا، مما يعنى بأن الولايات المتحدة لم تعد فى موقع يمكنها من ممارسة ضغوط حقيقية على الإنقاذ، كما انها، وهذا هو الأهم، لم تعد قادرة على تمويل عملية اعادة البناء التى يتطلبها استقرار السلام فى البلاد، وبالتالى لم تعد قادرة على استخدام (الجزرة) لصالح تنفيذ الاتفاقات!
    ويجد العجز الأمريكى الحالى برهانه فى المديح المجانى الذي ساقه (زوليك) لما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية أمام الكونغرس! وهو مديح، يعلم زوليك قبل غيره، بأنه أبعد ما يكون عن الحقيقة! ولكن يبدو ان الإدارة الأمريكية الحالية تنحو الى تبنى آليات خداع الذات بتحويل العجز الى فضيله!
    } ثم اضافة الى هذه المتغيرات المرتبطة باتفاقات السلام ارتباطا مباشرا، حدثت متغيرات اخرى تصب فى ذات اتجاه تحويل موازين القوى لصالح الديكتاتورية، أهمها الصراعات التى نشأت بين الحركات المسلحة فى دارفور، الصراعات بين حركة تحرير السودان والعدل والمساواة من جانب، والصراعات فى داخل حركة تحرير السودان بين رئيسها وأمينها العام، من الجانب الآخر!
    وبالنتيجة فإن الإنقاذ فى موقع يجعلها تتوهم امكان التهرب من الايفاء باستحقاقات الاتفاقية، وهو توهم، لأن الانقاذ إذ تتلاعب بالاتفاقية وتنقض نصوصها، لا تطيح بالاستحقاقات الديمقراطية وحسب، وانما كذلك تطيح بأهم فرصة من فرص البناء الوطنى فى البلاد مابعد الاستقلال. هذا إضافة الى انها ستطيح بوحدة البلاد، بل وستجعل من تطورات طبيعية وحتمية - سأتعرض لها فى الأيام القادمة - ستجعلها تندفع فى مسارب تحول البلاد الى شظايا متناثرة!
    * وهكذا فإنني لست نادماً على تأييدى لاتفاقات السلام، ولكن الاتفاقات لم تجد الشروط المواتية لتنفيذها، كما أنها لم تجد السلطة التى تعبر عنها، وفى حال استمرت الحكومة الحالية قائمة على تنفيذ الاتفاقات، فلن أكون وحدى نادماً، ستندم و«تسف» التراب البلاد كلها!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de