|
الآن .. لا يمكن الاتصال ولا التحدث - عادل الباز
|
الآن .. لا يمكن الاتصال ولا التحدث عادل الباز _ المصدر جريدة الصحافة الالكترونية _ العدد 4410 _ سبتمبر 2005
نبهنا اكثر من مرة لخطور ة المافيا التى تعمل فى قطاع الاتصالات وهذه هى النتيجة . الحكومة لا تسمعنا لان المافيا تسيطر على مفاصل القرار فيها، والامبراطورية سوداتل لن يستطيع كائن من كان فى السلطة أن يسألها عما تفعل. ستحصد الحكومة نتائج غرسها وتدليلها للامبراطورية حينما ترى ان كل انجازاتها التى تفتخر بها تذهب ادراج الرياح وهى تتفرج بل وترتعد .هل تصدقون ان مافيا الاتصالات تسعى الآن للتدخل فى التشكيل الوزارى، من سيأتى ومن سيذهب !!!.تتخوف المافيا من شخصيات رشحت فى وزارتى الاعلام والاتصالات ووزارة العدل . مما تتخوف المافيا يا ترى؟ . ستعلمون حين نطلق حزمة الملفات التى طرفنا قريبا. ستدركون ساعتها ان المافيا التى تمددت فى الاتصالات هى الآن تسعى للتدخلات السياسية ولها الحق، اذن كيف يمكن ان تحافظ على مصالحها دون جذور فى السلطة . هذا هو المنطق السائد فى العالم. سيطِّر على الاقتصاد تسيطر على السلطة، وحينها سيصبح البرلمان قبة بلا فكى، وليس اكثر من مطبخ لطهى التشريعات وتمريرها لتصبح الديمقراطية مجرد ممارسة غوغائية لمحترفى الكلام ليقولوا مايشاءون وتفعل مافيا السوق ما تشاء . الانهيار الجزئى لشبكة موبيتل امس واول امس، هو دليل جديد يثبت ان هذا القطاع من فرط غبائه لا يعرف حتى مصالحه ناهيك عن مصالح البلاد او مصالح مساهميه. ما حدث لا يمكن ان يحدث الا فى هذا المال السايب. بطاريات تعتمد عليها المقسمات الرئيسية فى شبكة الشركة الاولى للاتصالات فى السودان تقبع داخل طابق ارضى بمبانى دار الهاتف التى ورثتها سوداتل من هيئة الاتصالات السلكية واللاسلكية عقب خصخصتها فى التسعينيات . هذا الموقع الذى تحتله البطاريات لا يتبع المواصفات العالمية التى تؤمن الطاقة للشبكة. الحريق الذى نشب داخل مخازن البطاريات او البدروم ركبت فيه بطاريات لا تتوفر لها ادوات الاطفاء الحديثة التى نجدها فى ابسط الفنادق، وهى تقنية لا تكلف شىئا ولكنها العقلية العبقرية التى تتمتع بجهل مركب. عندما سألنا بالامس خبيرا فى الاتصالات قال لنا سبق ان تم تحذير ادارة سوداتل السابقة من خطورة وضع البطاريات فى مثل هذا المكان، ولكن يبدو ان التحذير لم يصل إلى آذان اى من المسؤولين لاسباب يعلمها الله وحده. عجبت للسيد عماد الدين حسين، مدير عام سوداتل الذى يحاول ان يسفّه عقولنا . قال سيادته «ان المبانى جيدة وتم بناؤها بمواصفات خاصة لاجهزة ونظم الاتصالات» . ساعتان من الحريق المتواصل وسيادته يتحدث عن مبنى خاص ونظام خاص. لو كانت هنالك اى نظم خاصة او عامة لفتحت خراطيش المياه تلقائيا بمجرد ان يصل اول خيط من الدخان لجهاز الحريق، ولكن هذا الجهاز الرخيص لم يكن موجودا، ولذا استمر الحريق ساعتين، فكيف نصدق ان هذا النظام حديث و كيف ياترى سيكون الحال اذا لم يكن حديثا؟ .اضاف السيد مدير سوداتل (ان هنالك اجهزة احتياطية لامداد الطاقة للمقاسم الرئيسية اضافة إلى وجود احتياطى لهذه المقاسم ) . حتى لا ندخل مع سيادة مدير سوداتل فى ( غلاط )، اود ابلاغه ان موبايلات خمسين صحفيا فى هذه الصحيفة لم تعمل بكفاءة طيلة يوم امس وأمس الاول .اذن ما جدوى المقاسم واجهزة الطاقة الاحتياطية ان وجدت ؟ . خسر قطاع الاتصالات خمسة ملايين دولار وتعطلت مصالح الناس واضطرب قطاع الاعمال كله بسبب حريق، ولكن الحقيقة ان السبب الرئيسى نقص الكفاءة. الحقيقة التي نحن بصددها ليس حريقا شب فى بطاريات يسعى المسؤولون لتحميله للقضاء والقدر، ولكن فى مصائب هذا القطاع الذى اذا نجا من النهب المنظم، ادركته العطاءات الفاسدة، واذا نجا من هذا وذلك كشرت مافيا العمولات التى تعمل بكفاءة داخله عن انيابها.هل اتاكم حديث يستبشرون وسودابل ؟ اذن انتظروا قليلا.كشفنا من قبل عن 36 مليار جنيه بطرف سوداتل، وعلمت الحكومة بها يقينا و(عملت نائمة).يبدو انها ظنت اننا قد تركنا الموضوع وهيهات، سنلاحق هذه الاموال حتى تدخل خزينة الدولة وليست هذه فحسب، بل هنالك قصة لـ «»18 مليون دولار سنروى حكايتها، فأين المفر ؟ كلا لاوزر . عليهم فقط ان يبحثوا عن طرق اخرى غير تلك التى حاولوا ان يهددوننا بها وسيُخذلون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لو اتى الاستاذ عادل الباز بالادلة والوثائق التى تثبت ماذهب اليه من إدعاء فستكون الطامة كبرى والله يستر
|
|
|
|
|
|