خليل عبد الكريم يكتب عن صناديد قريش الديوث

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 11:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-06-2005, 09:13 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خليل عبد الكريم يكتب عن صناديد قريش الديوث

    صناديد قريش الديوث


    تكاليًا على الدخول الريعية التى تأتى بلا تعب لم ير الواحد منهم عارًا فى أن يصير ديوثـًا، فيفشل جواريه العهورة ولا يشعر بادنى غضاضة من الاستحواذ على عرق أفخاذهن البوائس.


    لا يستنفر العجب ولا يدعو للاندهاش ولا يبعث على الاستغراب ان من بين من فعلها عددًا من كبار صناديد بنى سخينة بل ومن فروعها الشامخة. فى مكة / قرية القداسة وُجدت ( تسع صواحب رايات ) لهن رايات كرايات البيطار يعرفونها:


    أم مهدون جارية السائب بنأبى السائب المخزومى ، وام غليظ جارية صفوان بن أمية ، وحبّة القبطية جارية العاص بن وائل. [ أليس من مهازل التاريخ أن هذا الديوث الذى عاش على دخل الإماء القحاب هو والد ( عمرو) الذى غزا مصر أم الدنيا والحضارة، وفعل هو وجنوده فيها الأفاعيل؟.


    كم باحثًا ومؤلفاً .... إلخ سواء من القدامى أو المحدثين كتب فى سيرة هذا الـ ( عمرو ) مُؤلَـفـا أو بحثـًا أو دراسة وذكر أن والده رباه من عرق فخذ أمة قبطية؟.


    هل يمكن أن نرجع أعمال ( ابن الديوث ) التى ارتكبها فى المحروسة إلى نتيجة لعقدة نفسية ترسبت فى أعماقه منذ الصغر وهو يرى ويحس أنه نشأ وترعرع مما تتكسبه الجارية القبطية التى دفعها أبوه لاختراف الدعارة والعهورة".


    لم يكتف العاص بن وائل والد ( فاتح وغازى وقاهر ) مصر المحروسة باحتراف ( الديـاثـة ) بل يُعد فى مقدمة من ناوأ محمد من المشركين فى مكة، وهو يدعو إلى دين الإسلام ومجابهته بكل فظاظة وخشونة بما يكره:


    " ورجع بعض المفسرين أن الآية 78 من سورة يس { وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ } نزلت فى حق العاص بن وائل وأتى إلى رسول الله ـ ص ـ بعظم حائل، ففتهبين يديه ثم ذراه فى الريح فقال: يا محمد من يحيى هذا وهو رميم؟ فقال رسول الله ـ ص ـ الله يحييه ثم يميتك ثم يدخلك النار" [ المختصر فى تفسير القرآن ـ مختصر الإمام الطبرى لابن صمادح التجيبى ـ تحقيق عدنان زرزور ـ عند تفسيره لسورة يس ـ ص 356 ـ الطبعة الأولى 1399هـ / 1979م ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ لبنان ]


    وماذا ينتظر من ذاك الديوث؟

    ومن ناحية أخرى فجماعه يفسر لنا أعمال ابنه سواء فى ( أم الدنيا ) أو فى ( واقعة التحكيم ) بين الطليق ابن الطليق وبين غلأمام على ـ رض ـ صاحب الحق الشرعى فى الإمامة العظمى ا.هـ. ].


    ومرية جارية ابن مالك بن عمثلة بن السباق ، وجلالة جارية سهيل ابن الأسود ، وقرينة جارية هشام بن ربيعة ، وفرتنا جارية هلال بن أنس وكانت بيوتهن تسمى فى الجاهلية ( المواخير). [ أسباب النزول للواحدى ـ ص 211 ].


    ينضم لهؤلاء الأماجد: عبدالله بن جدعان التيمىّ من بنى تيم رهط عتيق بن أبى قحافة ، وعبد الله بن أبى بن سلول له جاريتان: مسيكة وأميمة يشغلهما فى الفجور، فأسلمتا ورفضتا فشرع فى إكراههما وفى شأنهما انبثقت الآية: { وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء } [ النور 33 ].

    ورد هذا الخبر فى العديد من كتب ( أسباب النزول ) و ( التفاسير ).


    عبد الله بن ابى ترأس المنافقين فى قرية الحرتين وقرب وصول ( الحبيب المصطفى ) أوشك بنو قيلة ( الأوس والخزرج ) أن ينصبوه ملكًا عليهم ثم عدلوا لتغير الظروف بالكلية.


    ألا تعجب معى لأولئك العربة؟.

    كيف تسمح لهم نفوسهم أن تملّكوا عليهم ديوثـًا صاحب ماخور؟.

    ألا يقف الحق معنا بكل قوته عندما نقرر ـ من خلال الوقائع الموثـقة ـ أن ذياك المجتمع يختلف عن مجتمعنا المعاصر بصورة جذرية؟.


    ومن ثم يتعين علينا دراسته من كل أقطاره دراسة متأنية كيما ننقـه ( النصوص التأسيسية المقدسة ) على وجهها الصحيح.


    ولنوضح التباين بين المجتمعين:

    هل يقبل اهل قرية مصرية فى الصعيد أو الدلتا أن يُعين ديوث عمدة لقريتهم؟.

    الإجابة لاتحتاج إلى تسطير أو رقم.


    إذن يوجد تباين رئيسى بين الفاعلين فى ذاك المجتمع والفاعلين فى مجتماعاتنا: من نواحى البناء النفسى للفرد، والتقاليد، والقيم والأخلاقيات، والسلوكيات، وهو يحتم ما ندعو إليه.

    النصوص تخلفت فى رحم مُجتمع مباين تمامًا، وفى ظروف تاريخية مغايرة، وفى بيئة مفاصلة وغير مؤتلفة ولا متوافقة.


    فكيف يتم تطبيقها بحذافيرها وحذوك القِـذة بالقِـذة؟.

    وهل من الصواب التمسك بحروفها وأشكالها؟.
                  

09-06-2005, 09:15 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل عبد الكريم يكتب عن صناديد قريش الديوث (Re: Sabri Elshareef)

    الديوثة و الحديث


    ( أخرج النسائى عن عبدالله بن عمرو قال:

    كانت إمرأة يُقال لها أم مهزول وكانت تسافح فأراد رجل من أصحاب النبى ص ـ أن يتزوجها، فأنزل الله: { الزَّانِي لا يَنكِحُ إلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } [ النور 3 ] ). [ لباب النقول للسيوطى ـ ص 122 ].


    أخرج الحديث النسائى أحد أصحاب الستة الصحاح.

    وورد به أن بطل القصة " رجل من أصحاب النبى ".


    تعبير دقيق له مغزى عميق، إذ سوف نرى فى الأخبار التالية جملاً مثل: رجل من المسلمين أو رجال من المسلمين أو الناس.


    هى صيغة تقطع بأنه من أصحاب ( أول من تنشق عنه الأرض ) تمييزًا عن غيره ولو أن الجميع يطلق عليهم لقب صحابى. [ انظر هذه الخصوصية فى السفر الأول من كتابنا ( شدو الربابة ) ـ ابن سينا للنشر ومؤسسة الانتشار العربى ـ بيروت ].


    أورد الحديث ذاته أبو عمر نادى الأزهرى وزاد عليه:

    ( أخرجه النسائى فى الكبرى وفى تفسيره ورواه الإمام أحمد فى مسنده والطبرانى فى الأوسط والحاكم فى المستدرك وصححه وأقره الذهبى والبيهقى فى سننه وجهم عن عبدالله بن عمرو.

    ووصف إسناده بالصحة. [ المقبول ص 475، 476 ـ مع هامش الأول ].

    رقمه أيضًا الواحدى النيسابورى. [ أسباب النزول ص 212 ].


    تأكد الحديث إذن وتوثقت صحته بعد ما نسخناه بشأنه.


    الصحابى لم يشعر أدنى ذرة من حرج أو مُسكه من حياء أو بقية من خجل فى أن يتزوج العاهرة أم مهزول، وتنفق عليه من كسبها الخبيث من التقحب.

    إنه لايرى أى عار فى أن يتحول إلى ديوث يرحب بأى زبون ( عربية فصيحة ) يأتى إلى منزله ليسافح زوجته بل يدله على حجلاتها ... ما دام سيدفع الجُعل.

    ولولا أن المجتمع لا يستنكر هذا الضرب من النكاح لما أبدى الصحابى رغبته فيه.


    فمن المعلوم أن الفرد لا طاقة له بالوقوف فى وجه أفراد المجتمع بالخروج على تقاليدهم، لا يستطيع أن يتحداهم بهذه الصورة السافرة بل الوقحة لو أن العرف يحظره.


    إذن هذا التصرف لا غبار عليه إيانهو فهو مباح ومتعارف عليه بل ربما عد موعًا من الشطارة، ودربًا من الفتاكة.

    وجه من وجوه البينونة الكبرى بين مجتمعهم والمجتمع المعاصر:

    اليوم أفقر مواطن مصرى يفضل الموت جوعًا ولا يتاجر بعرضه.

    قد ينبرى فلحاس ( فلحوص ) فيصيح معترضًا ، أنها حادثة فردية، فلا يصح تعميمها.




    ونرد عليه:

    لولا أنها ظاهرة اجتماعية لما بزغت بشأنها آية من القرآن العجب.

    فلا يعقل أن تتهادى بطلعتها المضيئة لعلاج داء أصاب فردًا واحدا. لا نتعكز على المحاجات المنطقية رغم عرامتها، نلجأ إلى المنقول إذ نعلم أنه أبلغ أثرًا خاصة فى بيئة تغلب عليها الثقافة التقليدية.


    ( نزل ذلك لما هَمّ فقراء المهاجرين أن يتزوجوا بغايا المشركين وهن موسرات لينفقن عليهم ) [ تفسير الجلالين ص 292 ].

    سبق أن أوضحنا بالبراهان أن من بين فقراء المهاجرين أصحاب أسماء لوامع ومنهم من غدا فى مقدم الشموس الساطعة، لأن المشركين المكاكوة لم يسمحوا لهم بأخذ شئ معهم عند نزوحهم إلى أثرب.


    ولنتفرس فى الخبر. فقد ذكر الجلالان ( فقراء المهاجرين ) بصيغة الجمع والشمولية.

    القاضى البيضاوى الإمام ناصر الدين أبو الخير عبدالله ثبت الخبر.


    ( الآية نزلت فى ضعفة المهاجرين لما هموا أن يتزوجوا بغايا يكرين أنفسهن لينفقن عليهم من أكسابهن على عادة الجاهلية) [ أنوار التنزيل وأسرار التأويل: تفسير البيضاوى ص 463 ].

    بداية: الضعيف تطلق على الفقير والمملوك والمرأة، والضعفان بالمعنى ذاته وهى جمع.

    إذن ضعفة المهاجرين: فقراء النازحين ومحاويجهم ومعوزوهم.


    المفسر البيضاوى ذكرها بإطلاق دون تبعيض أو تجزئ.

    وأثره أوسع تبيينا إذ كشف عن العلة: لينفقن عليهن، ومعلومة أخرى وهبها لنا مشكورًا: ( على عادة الجاهلية ).


    أى هو أمر معروف لديهم وليس منكرًا أو مستنكرًا أو مستهجنًا وهذا يؤيد ما ذكرناه عن استحالة إقدام الواحد منهم علبه والهم به والشروع فيه لو أن مجتمعه ينفر منه أو يزدريه ، بل إنها عادة جاهلية معروفة.


                  

09-06-2005, 09:17 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل عبد الكريم يكتب عن صناديد قريش الديوث (Re: Sabri Elshareef)

    الديوثة و التفاسير


    ( قال مجاهد وعطاء بن أبى رباح وقتادة: قدم المهاجرون وفيهم فقراء ليس لهم أموال ولا عشائر وبالمدينة نساء بغايا يكرين أنفسهن وهن يومئذ أخصب أهل المدينة، ولكل واحدة منهن علامة كعلامة البيطار، أنها زانية، وكان لا يدخل عليها إلا زان مشرك، فرغب فى كسبهن ناس من فقراء المسلمين، قالوا نتزوج بهن على أن يغنينا الله عنهن فاستاذنوا رسول الله ـ ص ـ فنزلت هذه الآية ). [ مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير: للإمام فخر الدين محمد بن عمر الرازى 544/606هـ ـ المجلد الحادى عشر ـ ص 453، 454 ].


    الخبر المرقوم رواه مجاهد وعطاء بن أبى رباح وقتادة وهم من سادة التابعين الكبار ومثلهم لا يتصور أن ينقل أثرًا ضعيفًا أو مجروحًا ولا نقول ملفقـًا.


    حمله كتاب ( مفاتيح الغيب ) وهو من أجل التفاسير وصاحبه هو الإمام فخر الدين الرازى من الأئمة الأعلام.

    إذن هو صحيح لا شائبة فيه ولا مطعن عليه ولا قدح يلحقه.


    وعباراته تقطع بأن الحضيض ( الدافع ) عليه هو الرغبة فى كسب العواهر فحسب ونفحنا بمعلومة طريقة هى أن القحاب وأبن على اتخاذ علامة مثل علامة البيطار ليعرفن ولإرشاد الزانين إلى بيوتهن.


    هذه المعلومة تساعد علماء الاجتماع على تحليل ذياك المجتمع تحليلاً موضوعيًا وتقييمه تقييمًا صحيحًا يعاضد المفسر على تفسير النصوص التأسيسية المقدسة، وعلى فهمها على الأوجه ألمثل.


    بلغت الجرأة بأولئك ( الناس ) أن يتوجهوا لـ ( متمم مكارم الأخلاق ) كيما يأذن لهم بنكاح هاته البغايا، ولا أدرى كيف دار بخلدهم أو طاف ببالهم واعتمل فى قلوبهم وحاك فى صدورهم أنه سيوافق، ألا يدل هذا على أنهم يجهلونه؟.


    *******




    تنزيل لحظر نكاح الزوانى


    الأزمة التى طقطقت ( = فرقعت أو سمع لما صوت ذو دوى ) بين صفوف النزحة أو بين الفقراء والضعافين منهم لها دوافع اقتصادية وبيولوجية وعاطفية.




    إذ ليس لهم موارد رزق يقتاتون منها ولا مساكن يأوون إليها، وبين جوانبهم غريزة ماتهبة تمسك بمخانقهم كيما يرووا ظمأهم المتأجج ... ويبغون مثل إخوانهم تأسيس أسرة: زوجة يلقون لديها المودة وأولاد يلاعبونهم، فهداهم حسهم الغليظ ـ إن صح أنه يهدى ـ وأفقهم الضيق وعقلهم العبيط الساذج إلى فكرة الزواج بالزوانى إذ سيوفر لهم كل هذه الرغائب.


    وفقراء النزحة ـ كما رفعنا الستار عن حقيقة توصيفهم ـ هم الأجناد الأوفياء وأعضاء كتيبة الحراسة وأفراد سرية الطوارئ والملبون لأول هيعة والمستجيبون لأول صيحة والمسارعون لأى استغفار.


    فمثلهم لا يرد بعنف ولا يصد بقساوة ولا يصك بغلظة ولا يصت بشراسة وكما هو متبع: لا يدع ( أحسن الحديث / القرآن المجيد ) .. ( سيد الناس وذؤابة العرب ) يواجه الموقف الحساس دون مؤازرة:


    فإما أن يُغضب شطرًا مفرشحًا من عسكره عندما يسفه مراغبهم، وإما أن يلبى طلابهم ويوافق على النزوة الحمقاء الرعناء التى ارتفعت كالنبت الشيطانى فى أدمغتهم الصعلاء والتى تنافى المبادئ السامية وتناقض القيم الرفيعة وتعارض الأخلاق العالية التى نادى بها، وكثيرًا ما علمهم أنه ما جاء إلا ليتمم مكارم الأخلاق.


    إذن لا مشاحة فى ضرورة أن تتلألأ من القرآن آية كريمة توضح للصحاب عمومًا ولكل ضعفان من النازحين أن نكاح الزوانى وزواج العواهر ومباعلة القحاب عمل فسيد وسلوك طفيس وتصرف ممجوج لا يليق بالمؤمن.


    قد يفعله المشرك ويقدم عليه الكافر ويقبله الزانى ويرتكبه الفاسق إنما هو على المؤمنين والتُبّع المخلصين حرام قطعًا. ارتدع فقراء النزاحة وخنسوا وتنازلوا عن طلبتهم الدنسة إذ علموا أن التحريم أو النهى أو الحظر لم يأت به ( الظفور ) إنما سفرت به آية من ( الفرقان / القرآن ) الذى تعنو له جباههم.


    بذا اتحفتنا الآية { الزَّانِي لا يَنكِحُ إلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } [ النور 3 ] ببرهان إضافى على أنه فى علاقة جدلية متجددة الحيوية بالغة النشاط، شديد الآده.


    وأنه متين الآصرة بالمخاطَبين به لا يغفل وحاشاه أن يفعل عن جميع شئونهم لا يتباعد عنها أو ينفصل بل هو حميم القرب منهم.


    *******


    نهب مهر البنت


    نوع آخر من ضروب الحصول على الدخول الريعية التى تأتى دون بذل نقطة عرق: الاستيلاء على مهر البنت.


    ( { وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا } [ النساء 4 ]، أى مهورهن .. قيل الخطاب للأولياء لأن العرب كانت فى الجاهلية لا تعطى البنات من مهورهن شيئًا ولذلك كانوا يقولون لمن ولدت له ابنة، هنيئًا لك النافحة يعنون أنك تأخذ مهرها إبلاً فتضمها إلى إبلك فتنفج مالك أى تعظم ). [ غرائب القرآن: القمى النيسابورى ـ المجلد الثالث ـ ص 483 ].


    من ـ المعلومة ـ الإجتماعية التى نفحنا به القمى النيسابورى اعتبر أولئك العُربان أن نهب صداق الابنة عمل طيب يستحق التهنأة والمهر عباؤة عن إبل. وهو الأصل فى تسميته بالـ ( سياق ) لأن الإبل تُساق إلى بيت ( خباء ) خيمة العروس.


    المعنى من منظور المجاز عند الزمخشرى: أن المهر وصل إلى ولى من عُقد عليها كأنه رزق هبط عليه من السماء كما أن سوق الإبل(المهر) هو المنظور المادى أو العينى. [ أساس البلاغة ـ الجزء الأول ].

    من البديهى أن العرف الاجتماعى الذميم استمر بعد الإسلام وهو يؤكد أن الأنساق الاجتماعية من المحال أن تتغير بمجرد المواعظ والخطب وأنها تظل كامنة فى أعماق الفرد حتى غبّ اكتسابه ثقافة جديدة مهما بلغت من السمو والرقى والامتياز.


    ( أخرج ابن أبى حاتم عن أبى صالح قال: كان الرجل إذا زوج ابنته أخذ صداقها دونها فنهاهم الله عن ذلك فأنزل: { وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ ... } [ لباب النقول للسيوطى ص 28 ].


    يقول القاضى البيضاوى ( والخطاب للأزواج والأولياء لأنهم كانوا يأخذون مهور مولياتهم ) عند تفسيره لسورة النساء. [ أنوار التنزيل وأسرار التأويل للقاضى البيضاوى ].


    ويبين لنا شيخ المفسؤين ما درجوا عليه:

    ( عن أبى صالح قال: كان الرجل إذا زوج أيمه أخذ صداقها دونها فنهاهم الله تبارك وتعالى عن ذلك ونزلت: { وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ ... } إلى آخر الآية ) [ تفسير الطبرى ـ الجزء السابع ـ ص 553 ].


    ويؤكد أبو جعفر ابن جيري الطبرى فى موضع آخر العرف الخبيث ورسوخه فى مجتمعهم: ( { وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً } أولياء النساء وذلك أنهم كانوا يأخذون صدقاتهن ) [ ذات المصدر والصفحة ].


    *******

    زواج الشغار


    بيد أنه أطلعنا على صورة أخرى متفرعة عن الأصل وهى أنه: ( كان ذلك من أولياء الناس بأن يعطى الرجل أخته لرجل على ان يعطيه الآخر أخته على ألا يكون كثير مهر بينهما، فنُهوا عن ذلك ) [ تفسير الطبرى ـ الجزء السابع ـ ص 553 ].


    أى أن الأمر لم يقتصر على اغتيال مهر الوليد أو البنت بل تعداه إلى هبش.

    ثم أردف بأثر آخر يدعمه فى الصفحة التالية برواية مماثلة:


    ( حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال حدثنا المعتمد بن سليمان، عن أبيه قال: زعم حضرمى أن أناسًا كانوا يعطى هذا الرجل اخته وياخذ أخت الرجل ولا يأخذون كثير مهر، فقال الله تبارك وتعالى : { وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً } ). [ القاموس المحيط ـ مهر الأخت ].


    بيد أن تبادل زواج الأخوات أوالبنات بدون مهر نوع من النكاح عرفه العُربان قبل الإسلام ويُطلق علبه ( الشغار ) واسمه كما يدل عليه أى ( الخلاء ) من المهر أو الصداق .

    أى شغر تعنى: خوى وصفُر وفرغ من ...

    ثم حظره ( أول من يفيق من الصعقة ).


    فى هامش الصفحة 553 كتب محقق تفسير الطبرى وهو الشيخ محمود محمد شاكر: ( وذلك هو الشغار / شغار المتناكحين بغير مهر، ألا يضع وليته أو أيمه.


    وكان ذلك فى نكاح الجاهلية فنهى رسول الله ـ ص ـ عنه ).

    ونضيف أنه ورد فى ثلاث من الصحاح الستة .. أبى داود والترمذى والنسائى [ جوامع الكلم من احاديث سيد العرب والعجم: تجميع صلاح الدين سيد التجانى ـ ص 351 ـ طبعة مهرجان القراءة للجميع 2000 ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ].


    ووصف المصنف بأنه: حديث صحيح.

    وعرف الشغار بأنه: وهو يزوجه ابنته أو أخته على أن يزوجه ابنته أو أخته، إذن غدا الخبر الذى ساقه الطبرى موثقًا.


    وبالتالى إذ إن هذا الضرب من حرمان الأيم حقها فى المهر واغتصابه بمعرفة وليها سواء الأب أو العم أو الأخ أو غيرهم، من أشكال الظلم البين، الذى حرص ( المزمل ) على رفع وتطهير المجتمع منه، فقد أشرقت الآية الرابعة من سورة النساء تأمر الأولياء بإيتاء الأيامى (النساء ) مهورهن نحلة أى عن طيب نفس ورضا فهدأ بال ( الذى جعلت له الأرض مسجدًا ) وانشرح صدره ومن رجا آخر سرت وانبسطت النسون بعودة حقهن إليهن.


    وعلى طول المدى يؤكد ( المهيمن / القرآن ) قربه القريب ممن يوجه إليهم الخطاب وعدم انفصامه عنهم، أو غربته عن واقعهم
                  

09-06-2005, 09:26 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل عبد الكريم يكتب عن صناديد قريش الديوث (Re: Sabri Elshareef)

    هل يصلح الإسلام كشريعة الآن


    نزلت الآية: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا } [ النساء 94 ].


    حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }... الآية. قال: بعث رسول الله ـ ص ـ سرية عليها أسامة بن زيد إلى بني ضمرة، فلقوا رجلا منهم يدعى مرداس بن نهيك معه غنيمة له وجمل أحمر، فلما رآهم أوى إلى كهف جبل، واتبعه أسامة، فلما بلغ مرداس الكهف وضع فيه غنمه، ثم أقبل إليهم فقال: السلام عليكم، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله! فشد عليه أسامة فقتله من أجل جمله وغنيمته. وكان النبي ـ ص ـ إذا بعث أسامة أحب أن يثني عليه خيرا، ويسأل عنه أصحابه، فلما رجعوا لم يسألهم عنه، فجعل القوم يحدثون النبي ـ ص ـ ويقولون: يا رسول الله لو رأيت أسامة ولقيه رجل فقال الرجل: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فشد عليه فقتله! وهو معرض عنهم. فلما أكثروا عليه، رفع رأسه إلى أسامة فقال: "كيف أنت ولا إله إلا الله"؟ قال: يا رسول الله إنما قالها متعوذا، تعوذ بها. فقال له رسول الله ـ ص ـ: "وهو شققت عن قلبه فنظرت إليه؟ " قال: يا رسول الله إنما قلبه بضعة من جسده. فأنزل الله عز وجل خبر هذا، وأخبره إنما قتله من أجل جمله وغنمه، فذلك حين يقول: { تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } فلما بلغ: { فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ } يقول: فتاب الله عليكم، فحلف أسامة أن لا يقاتل رجلا يقول لا إله إلا الله بعد ذلك الرجل وما لقي من رسول الله ـ ص ـ فيه.‏ [ جامع البيان عن تأويل آى القرآن : للطبرى ]

    وردت فى بعض الأخبار { فَتَبَيَّنُواْ } وفى البعض الآخر { فَتَثَبَّتُواْ } .....


    ( قال قرأ أبو جعفر: واختلف القراء فى قراءة قوله { فَتَبَيَّنُواْ }.


    فقرأ ذلك عامة قرأة المكيين والمدنيين وبعض الكوفيين والبصريين { فَتَبَيَّنُواْ } بالياء والنون من ( التبين ) بمعنى التأنى والنظر والكشف عنه حتى يتضح.


    وقرأ ذلك عُظم قرأة الكوفيين { فَتَثَبَّتُواْ } بمعنى التثبت الذى هو خلاف العجلة . [ تفسير القرطبى ـ التاسع ـ ص8 ].


    ويؤيد القمى النيسابورى اختلاف القراءتين:

    { فَتَثَبَّتُواْ } من التثبيت وكذلك فى الحُجرات ( هكذا قراها ) حمزة وعلى وخلف والباقون قرأوها { فَتَبَيَّنُواْ } من التبين. [ غرائب القرآن ـ المجلد الرابع ـ ص 64 ].


    هذا ينفحنا دليلاً على أن النص فى بدىّ أمره جاء منفتحًا.

    بيد أنه فيما بعد اُغلق وأحكم إغلاقه ورتاجه ومن ثم فإن ما جاء بمصحف عثمان { فَتَبَيَّنُواْ }


    واختلفت القراء في قراءة قوله: { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ } فقرأ ذلك عامة قراء المكيين والمدنيين والكوفيين { اَلْسِلْم } بغير ألف، بمعني الاستسلام، وقرأه بعض الكوفيين والبصريين: { السَّلاَمَ } بألف، بمعنى التحية.

    ثم ثبت لفظ { السَّلاَمَ } بالألف.

    فمن قرأها { اَلْسِلْم } أراد الانقياد والاستسلام للمسلمين .. ومن قرأها { السَّلاَمَ } بالألف فله معنيان:


    أحدهما: أن يكون المراد السلام الذى يكون تحية المسلمين، أى لا تقولوا لمن حياكم بهذه التحية إنه قالها تعوذصا فتقدموا عليه بالسيف لتأخذوا ما له ولكن كفوا وإقبلوا منه ما أظهره.


    ثانيها: أن يكون المعنى : لا تقولوا لمن اعتزلكم ولم يقاتلكم لست مؤمنًا، وأصل هذا من السلامة لأن المعتزل طالب للسلامة. [ مفاتيح الغيب ـ التفسير الكبير للرازى ـ المجلد الخامس ـ ص 394 ].


    الأخرى: الذى يشدّ الانتباه فى هذا النص هو تفسير الفخر الرازى لكلمة { اَلْسِلْم } أن المراد بها هو الانقياد والاستسلام للمسلمين.


    أى طاعتهم والدخول فى دينهم وقبول الوقوف تحت راية دولة قريش.

    وقد فسر أبا البقاء العكبرى إلقاء السلام بالاستسلام. [ التبيان فى إعراب القرآن: لأبى البقاء عبدالله العكبرى 538/616هـ ـ الجزء الأول ـ ص ـ 191 ـ الطبعة الأولى 1980ـ المكتبة التوفيقية ـ القاهرة ].


    يؤيده ما سبق أن سطرناه وقدمنا الأدلة عليه وهو:

    أن انتشار الدين الإسلامى فى داخل الجزيرة العربية إنما تم بحد السنان.


    ومن البراهين التى طرحناها آية السيف والحديث المحمدى:

    صحيح مسلم باب الإيمان حديث 29، 30، 31، 32، 33، 34:


    النص: { ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُقَيْلٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الزُّهْرِيِّ ‏ ‏قَالَ أَخْبَرَنِي ‏ ‏عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَ‏لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَاسْتُخْلِفَ ‏ ‏أَبُو بَكْرٍ ‏ ‏بَعْدَهُ وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنْ ‏ ‏الْعَرَبِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ‏ ‏لأَبِي بَكْرٍ ‏ ‏كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ ُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَمَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَدْ ‏ ‏عَصَمَ ‏ ‏مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ


    ( وأن عليه القتال بعد البلاغ، والحرب بعد البيان والأكراه بالقتل على الدخول فى الدين )


    [ الناسخ والمنسوخ فى القرآن: للقاضى أبى بكر بن العربى ـ تحقيق د. عبد الكريم العلوى ـ الجزء الثانى ـ ص 345 ـ الطبعة الأولى 1408هـ / 1988م ـ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية ـ المملكة السعودبة ].


    ونصل من هذه الفرشة الوجيزة أن:

    تفسير كلمة ( الإسلام ) بالاستسلام والخضوع والانقياد والامتثال والطاعة .. إلخ

    عبر اعتناق الديانة تفسير له سنده من النصوص التأسيسية المقدسة.

    فضلاً عن أن الحفر عن جذور أمثال هذه الألفاظ والتنقيب عن اصول الوقائع المحايثة لها ومنها قتل المسلمين وطلوع آيات كريمة بسببها يؤيده التفسير.


    فالمغدورون فيها نطقوا بالشهادتين أى أعلنوا الخضوع والاستسلام والطاعة بدخولهم الإسلام ومن ثم لا يصح شرعًا نحرهم، ولو لم يفعلوا لجاز دون لوم أو تثريب أو تعنيف.


    وبمعادلة بسيطة ومنطقية: إلقاء السلام وتلاوة الشهادتين جماعهما تعنى الطاعة والانقياد والاستسلام للدين ، أى اعتناق الإسلام، إذن الإسلام بدوره هو هذه الأمور على وجه التعيين والتحديد.


    هذه هى دالة الإسلام فى جذره التاريخى كما وكّدته الآيات المجيدة ووثقه تعنيف ( صاحب البرهان 9 للصحابى القاتل لأن المقتول وقد أسلم أعلن انقياده واستسلامه وخضوعه وطاعته فلا موجب شرعًا لنحره، هذا المعنى الخالص الصافى الذى لا تشوبه شائبة ولا يكدره عكارة استحال على أيدى المحدثين إلى دالة مغايرة لا صلة لها به:


    ( الإسلام هنا معناه إخلاص الوجه لله تعالى فاليهودية إسلام فى مدتها والمسيحية إسلام فى فترتها والرسالة المحمدية إسلام بمعنى إخلاص الوجه لله تعالى والامتثال لطاعته ). [ تفسير القرآن الكريم : لعبدالله محمد شحاته ـ الجزء الثالث ـ ص 540 ـ الطبعة الأولى 2000م ـ دار غريب ـ مصر ].


    يمكن لنا أن نسأله : على أى بساط يسير من يبغى إخلاص الوجه لله تعالى؟ وأى محجة يسلك؟ وعبر أى بوابة يدلف؟.



    ولو طلب من أهل الكتابين السابقين أن يحضر لهم برهانه على أن اليهودية فى مدتها والمسيحية إسلام فى فترتها ؟ فكيف يجئ رده ؟.



    ولماذا انتهت مدة إسلام اليهودية ثم فترة إسلام المسيحية؟.



    ولماذا خُصّ زمن إسلام الديانة الثالثة بالأبدية والسرمدية؟.



    ألا يعرف الدكتور المفسر أن كل عقيدة من هذه العقائد الثلاث توقن أنها تملك الحقيقة المطلقة السرمدية وما عداها ليس على شئ.


    أليس المعنى الذى قالت به النصوص المقدسة أصح وأيسر فهمًا وأبعد عن الصدام بأصحاب الأديان السابقة.

    أما صاحب الفضيلة الشيخ محمود شلتوت فله تعريف آخر للإسلام:


    ( الإسلام هو الصراط المستقيم وانه لذلك كان الشريعة الخالدة الصالحة لكل مكان وزمان ) [ تفسير القرآن الكريم : للشيخ شلتوت ـ الأجزاء العشرة الأولى ـ ص 39 ـ د. ت . ـ دار القلم بمصر ].

    وبداية فنحن نكن تقديرًا لفضيلة الشيخ شلتوت لأن آراءه فيها قدر لا بأس به من الاستنارة والعقلانية ولو أنه بحكم دراسته بنطلق من أرضية دوجماطيقية مغلقة.

    كذا لجهوده المخلصة التى بذلها فى التقريب بين المذاهب.

    بيد أن هذا التقدير لا يمنعنا من تقييم تعريفه للإسلام تقييمًا موضوعيًا ووضعه على محك النقد.


    قال إن الإسلام هو ( الصراط المستقيم ) وهى عبارة وردت فى القرآن الكريم أكثر من ثلاثين مرة وتدل على العديد من المعانى ومثلها رغم سموها لا تصلح أن تغدو تعريفًا أو تمنح معنى منضبطًا بخلاف المعنى الذى جاءت به نصوص التأسيس وخلاصة الانقياد والطاعة والاستسلام خلال اعتناق العقيدة المخصوصة والمحددة التى بشر بها ( المنصور بالرعب مسيرة شهر ) وفى حال حياته: الاعتراف بالدولة التى أسسها فى أثرب.

    ثم يضيف إلى معنى الإسلام أو التعريف بدالته أنه الشريعة الخادلة لكل زمان ومكان.


    إن الشيخ شلتوت تربع على كرسى مؤسسة التقديس ( الأزهر ) فى مصر أى وصل إلى أعلى منصب دينى فى العالم الإسلامى.


    فالشريعة الإسلامية لا تصلح لكل زمان ومكان، فلنسأل صاحب الفضيلة ما رأيك فى :



    الرق وملك اليمين والإماء والعُبدان ... إلخ ، هل تجرؤ دولة إسلامية الآن على تقنينها؟.



    تقسيم الأسلاب والغنائم على المقاتلين ونصيب الراكب (= الذى معه فرس ) ضعف نصيب الراجل ، أيمكن أن يتم فى أى جيش إسلامى؟.



    صلاة الخوف فى ميدان المعركة بعد استعمال الصواريخ والطائرات ... أيصلح حاليًا لأدائها؟.



    معرفة ما فى الأرحام بعد اختراع السونار ، ما الرأى فيها؟.



    صلاة الاستسقاء بعد اختراع المطر الصناعى ، هل مازال لها وجود؟.



    والظهار بعد إمكانية معرفة من هو أبو المولود بعد تحليل عينة من دمه ونسيج جسمه.



    ما هى ضرورة عدة المطلقة والمتوفى عنها زوجها والأجهزة الحديثة فى دقائق معدودة من الميسور عليها الجزم ببراءة الرحم أو علقه من المطلق أو الزوج المتوفى؟.



    هل من التلازم مرافقة ذى رحم محرم للمرأة فى وسائل النقل الحديثة؟.



    يمكن تخدير السارق تخديرًا كاملاً فلا يشعر بألم قطع يده!.



    أو لا يستطيع الطب الحديث إعادة اليد بعملية جراحية دقيقة.



    هل ـ فى جريمة الزنا ـ من الحتم إقامة الدليل عليها وجود اربعة رجال شهود يرون الميل فى المكحلة أو يجوز شرعًا إثباتها بالتسجيل ( صوت وصورة ) وأيهما أقوى؟.



    الذى يسرق ربع أو نصف طينار أى خمسة جنيهات على الأكثر تُقطع يده والذى يشترى بضاعة بربع مليون جنيهًا ( مثلاً ) ويعطى شيكًا بدون رصيد لا يُقطع يده أصبع واحد وكذا من يختلس مئات الألوف من المال العام ... !


    ويستمر ذلك المتسائل فى إبداء ملاحظاته:



    شهادة المرأة نصف شهادة الرجل، هل هذه القاعدة تتفق مع وضع المراة هذه الأيام بعد حصولها على اعلى الشهادات من أرقى الجامعات؟.



    وكذا نصيبها فى الميراث، هل ينسجم حاليًا بعد أن تغيرت الأوضاع الاجتماعية بالكلية عن مثيلاتها وقت أن ظهرت النصوص التى شرعتها.


    ألا يحتاج التأكيد ت يا صاحب الفضيلة ـ على خلود الشريعة وصلاحيتها لكل زمان ومكام إلى مراجعة مستأنية ؟.

    إن من البديهى أن هذا المتسائل ينتظر ردودًا من الفعل لا من النقل.


    لقد قدمنا هذين المثلين كبرهان على أن النصوص المقدسة التأسيسية أكثر صراحة وأوفى طبيعية وأنضر وجهًا فيما تقدمه من مكان ودوال وقيم مما طرحه ويطرحه المفسرون والأصوليون والفقهاء قدامى ومحدثون.




    *******


    ونختم بأن الآيات المجيدة تنفحنا برهانًا ساطعصا على أن الواقع هو الأساس الذى ينبنى عليه الفكر والأرض الصلبة التى يقوم عليها التنظير والمدماك الشديد الذى يقف عليه الرأى وأن هذه كلها لا تهبط من عل.


    إن الانتباه لهذه الحقيقة الجوهرية هو الباب الملكى والوحيد للخروج من كل الأزمات والانعتاق من سائر المزانق والانفلات من كل القيود.




    *******


    ختام


    تاريخية النص المؤسس لا تجد قبولاً من الدوجماطيقيين، بل إنها تثير حفيظتهم ويعتبرونها بدعة ضالة مضلة.

    يرفعون أمامها مقولة " العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب" وهذه ليست آية كريمة ولا حديثًا محمديًا شريفصا ولم يفه بها واحد من الصحاب.

    على أحسن الفروض أطلقها تابعىّ.

    أبو حنيفة النعمان شيخ مذاهب الأحناف ـ أكبر المذاهب لدى السنة والجماعة ـ حدد الموقف من آرائهم بقوله:


    " فإذا جئنا للتابعين فهم رجال ونحن رجال ".

    أى لا قداسة لطروحاتهم لأنها اجتهاد بشرى فلنا أن نقبلها إن اقتنعنا بها، أو نرفضها إذا افتقرت إلى الحجة وأعوزها البرهان واحتاجت إلى الدليل.


    تقديس تركة السلف أحد روافد جمود الفكر الإسلامى بل بدون مغالاة أهمها على الإطلاق ولو أنه يوسع المحجة لغيره من التحاضيض.


    " العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب" عبارة فضفاضة بالإضافة إلى اتسامها باللامنطقية.

    فاللفظ الذى غطاها أو عبّر عنها ليس فيه عمومية بالمعنى الذى تُوهم به القاعدة.

    كما أن إلغاء السبب مصادرة على المطلوب إذ إنه وحده السبيل الفرد لفهم اللفظ الذى وصفته المقولة ـ دون وجه حق بالعمومية.


    فمثلاً تحلة الإيمان فى { قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ } [ التحريم 2 ]، من العسير استيعابها دون معرفة الواقعة التى سبقتها وبمعنى أدق التى تسببت فى هلّها إو إشراقها وهى حكاية مسّ ( سعد الخلائق ـ محمد ) لجاريته مارية القبطية على فراش العدوية حفصة بنت عمر ، وعودتها الفجائية أو غير المتوقعة ، ورؤيتها على فراشها، فثورتها الغضوب، ثم حلفه لها بعدم الاقتراب من الأمة المصرية القبطية الجميلة البيضاء .. فقدوم الآية بفك الأزمة بتحويلها العهد الذى صدر من إلى مجرد يمين من اليسير التكفير عنها كأى يمين غيرها.




    إذن بدون معرفة هذه الخلفية من المستحيل نقاهة التَحّلة التى تضمنتها الآية، فهى لا تنضوى (=الآية ) على لفظ علم لأو بمعنى أدق حكم عام، ولكن أرقل الفقه بعد حين قصير أو طويل وسحبها على الأيمان الأخريات وسوّى بينها فى الحكم أى التحلل من القسم.


    نخلص إلى أن تعميم اللفظ ليس له وجود وقت أن تلا ( المترحم محمد ) الآية على تُبذاعه وقبل أن يكفّر عن قسمه أو يمينه أو عهده كيما يعود إلى ملامسة مارية القبطية الحسينة، إنما جاءت العمومية والتعميم أو بمعنى أدق القول بهما بعدها بزمان.


    ونحن نؤيد هذا المنحى الذى سار فيه الفقهاء سواء من علماء الصحابة أو من الفقهاء قبل نشوء المذاهب أو من أئمتها ومؤسسى مدارسها.


    لماذا ؟.

    لأن هذا العمل يتسق مع ما نادينا به منذ عشرين عامًا وما زلنا: استخلاص المعنى أو القيمة أو المغزى من النص دون التقيد بحروفه.

    أى لم يشترط الفقهاء حدوث واقعة مماثلة لقصة مارية القطية.

    بل اخذوا الدلالة منها وطبقوها على النوازل التى استجدت فى عصرهم.

    إنما الاعتراض على المقولة أو القاعدة التى وضعت خصيصًا لنفى قاعدة التاريخية التى يبغضها السدنة والمرازبة والدهاقون.


    لماذا ؟.

    لأنهم يعيشون بل يتعيشون على تجريد النص المؤسس وتحويله إلى نماذج متعالية وأمثلة مفارقة وترميزات لا علاقة لها بواقع الناس ولا وشيحة لها بهموم حياتهم ولا صلة لها بمشاغل معاشهم.


    بيد ان سلوك الفقهاء يؤيد من جانب آخر تاريخية النص المؤسس التى رفعنا شعارها منذ سنوات طوال.

    لعل العبارة فى حاجة إلى مزيد من الإيضاح:

    إصرار الفقهاء على استخلاص المغزى أو المعنى أو القيمة هو اعتراف ضمنى بل صريح بأن الآية التى استخرجوا منها الحكم ارتبطت بنازلة معينة تشيأت على أرض الواقع فى زمن محدد وأبطالها هم ( محمد ) وسريته القبطية مارية وبعلته العدوية حفصة، وفى مكان معلوم هو حجرة الزوجة المهرية وعلى فراشها، فهو ـ أى المكان ـ إذن لعب دورًا بارزًا لايقل أهمية عن بقية العناصر التى تتشكل فيها الحكاية، فلولا أنه خاص باينة الخطاب وان باب الحجرة غير محكم ومساحتها محدودة لما تسنى لحفصة اكتشاف وط ( المعظم المعطى محمد ) لأمته المصرية الحسناء الفاتنة على فراشها وسريرها، بالإضافة إلى البلد الذى حدثت فيه وهى أثر بخلاف غبان وقوعها، إذن تارخية الآية أمر ملموس بالحداس قبل أن يدركه العقل أو حتى يمكن التوصل إليه بالحدس أو الانتهاء إليه بالتخمين أو التعرف عليه بالفراسة.


    ولكن ماهى الحكمة فى التأكيد على التاريخية؟.

    هناك عدة حكم :

    أولاها: أن نفيها من جانب الدجماطيقيين إنكار لما هو معلوم بعدة طرق من وسائل الإدراك وهذا بلا مشاجة أمر ينافى الموضوعية.


    وثانيهما: أنه هدم للعماد الذى ترسخ عليه النص المؤسس.

    وثالثتها: يؤدى إنكارها بطريق الحتم واللزوم غل سوء فهم النصوص المؤسسة، مما يوصل إلى تفسيرات شاحبة وتأويلات ضامرة وتوضيحات هزيلة.

    ورابعتها: أن بترها من سياقها التاريخى سوف يسلم فى نهاية الشوط إلى التعتيم وفى آخر المطاف إلى التضبيب، وفى ختام المضمار إلى الغبشة وبدوره سيجر إلى:

    الخامسة والأخيرة: تضارب التفسيرات وتناقض التأويلات واختلاط الشروحات ومرج الإيضاحات واضطراب الاستخلاصات.




    لماذا؟.


    لأن تاريخية النص المؤسس بمثابة البوصلة التى تحدد للسفينة خط سيرها الصحيح.


    التمسك بتاريخية النص المؤسس يعيد للأذهان حقيقة غدت ملقاة فى مربع النسيان لأسباب عديدة، وهى أن القرآن المجيد بدأ شفاهيًا وحفظ فى الصدور مدة طويلة حت أسرع الأموى عثمان بن عفان وسيّجه وأغلق عله بين دفتين.

    وتحول من القرىن إلى مصحف وهو لفظ لم يرد فى القرآن وإن وردت به كلمة صحف، والمتفق عليه أن كلمة مصحف حبشية، والأشد غرابة انه أصبح يدعى " مصحف عثمان" رغم أنه " المصحف الإمام" ونمتنع عن الخوض فى المعركة التى خاضها الأموى عثمان مع عدد من الصحابة الذين تملكوا مصاحف خاصة بهم ولا بالاختلافات فى هذا الشأن فمن أراد الاطلاع عليها فعليه بكتاب المصاحف للسجستانى وغيره. [ كتاب المصاحف: تأليف أبى بكر عبداله بن أبى داود سليمان بن الأشعث السجستانى ـ باب المصاحف العثمانية / وكذلك كتا فضائل القرآن لابن كثير 700/774 هـ ـ طبعة 1979 ـ الناشر على رحمى ـ مصر ـ من ص 41 إلى ص 59 ـ الطبعة الأولى 1405هـ / 1985م ].


    والذى يهمنا أن تسمية القرآن بـ"مصحف عثمان" تكرّست فى عهد الأسرة المالكة الأموية بديًا بمعاوية بن أبى سفيان، وذلك لأهداف سياسية أقلها تثبيت مكانتها لدىالرعية، وفى مواجهة بنى هاشم أصحاب الحق فى منصب الإمامة الذى اغتصبوه منهم بطرق نعفّ عن تسطيرها.


    ولعلها سخرية من القدر أن يُنسب القرآن إلى فرد من البطن او الفخذ الذى وقف بالمرصاد لـ ( محمد ) وهو ينشر دعوته ويؤسس دولة جده قصىّ، فيقال "مصحف عثمان" لا " مصحف الحبيب المصطفى" ، حتى إن أحد الباحثين المخضرمين لم ير غضاضة فى أن يزبر " وبذلك تمت موافقة الأمة كلها على مصحف عثمان".

    [ تاريخ القرآن: لعبد الصبور شاهين ـ ص 189ـ طبعة ثانية ].


    بعد أن سكّ عثمان القرآن بين دفتين، تحول من نص شفاهى طازج إلى كتاب تعلوه القداسة وتحوط به الجلالة، وبمضى الوقت وكرور الأيام تحلقت حوله كوكبة من السدنة وطائفة من المرازبة ومجموعة من الحجّاب يمنعون الاقتراب منه إلا بإذنهم ويحظرون تفسيره إلا إذا مُهر بخاتمهم ، ويحجرون تأويله إلا على من حاز صفات أو مؤهلات ينفردون هم بتحديدها.




    ومن الطريف، وكم فى مجال الإسلاميات وإن شئت قلت فى الدينيات عمومًا من طرائف وعجائب ومدهشات يحار الفطن ذو اللب والحجى والنهى فى تعليلها أو عقلنتها أو منطقتها، فيعجز، فيقال له:" لا تتعب نفسك فهى كذلك".

    فإما أن تتقبلها على علاتها، وإما حد الردة، وما أدراك حد الردة !!!.


    نعود فنقول أن تلك المواصفات المستحيلة غير متوافرة فيهم هم " السدنة ـ المرازبة ـ الحجاب ".

    هؤلاء الذين يتولونها أو يباشرونها من الطبيعى أن يعادوا " تاريخية النصوص المؤسسة" لأن مصلحتهم المادية والأدبية تتركز فى إفهام عامة المؤمنين أنها مُفارقة ومثفاصلة ولا صلة لها بواقع الناس بل لها آفاقها العالية المرموقة ومجالاتها المثالية السامية .

    وكنتيجة مباشرة يمكنهم تطويعها وفى استطاعتهم تشكيلها وبمقدورهم تلوينها بالصورة التى يريدونها.

    وفريق آخر يشن حربًا لا هوادة فيها على التاريخية وأصحابها، نعنى بهم أولئك الذين يستخدمون النصوص لمآربهم السياسية " كأيديولولله ية" تفتح امامهم طرق السلطةز


    فى هذه الحالة، فإن بقاء "نص التأسيس" فى برج عاجى يتيح لهم اتخاذ النص اداة فعالة لتبييض وجه شعاراتهم وبرقشة لافتاتهم وتجميل ادعاءاتهم.


    فكلما بقى " النص " مجردًا ومفاصلاً وبعيد المنال، صار أصلح للاستخدام وأسهل للاستعمال وأيسر للتوظيف خاصة أن كل ما يمت إلى الدين بصلة ليس ثم ما يدانيه فىالتأثير على القاعدة الشعبية العريضة.


    وسيظل الأمر على منوله إلى أن تتغير أحوالها المادية أولاً ثم الثقافية والمعرفية.

    إذن، ربط " النص المؤسس " بتاريخ هلّه أو إشراقه سيقطع الطريق أمام مساعى أصحاب هذا الفريق، لأنه سوف يعرى شعاراتهم الزيوف، وآخرون غير هاتين الجوقتين ينظرون إلى التاريخية شزرًا لأسباب ثيولوجية. بيد ان حلاس النص المكتوب الذى أغلق بين الدفتين، والمهيجيين والديماجوجيين للسلطة بارتداء الإزاء الدينى هم الفرقتان الأشد عداوة والأد خصومه والأحمى نزاعًا لها.


    يؤكد الزركشى فى برهانه أنه:

    ( فى زمن النبى ـ ص ـ تُرك جمعه فى مصحف واحد )

    [ البرهان فى علوم القرآن: لبدر الدين الزركشى ـ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ـ الجزء الأول ـ ص 235 ـ الطبعة الثانية ـ 1391هـ / 1972م ـ عيسى البابى الحلبى وشركاه ـ بمصر ].


    يفرق السيوطى بين الكتابة والجمع فيؤكد أن :

    ( القرآن كتب كله فى عهد رسول الله ـ ص ـ ولكنه لم يُجمع فى موضع واحد ولم تُرتب سوره ) .

    [ الإتقان ص 57 ـ نقلاً عن " مصحف عثمان " لسحر سالم ص 6 ].


    بيد أن الأمر الثابت أن الاعتماد كليًا على الحفظ فى الذاكرة والجمع فى الصدور استمرا دون غيرهما حتى منتصف خلافة أبو بكر ، أى منذ واقعة غار حرىّ حتى سنة 12هـ أى ما يقرب من 25 عامًا.


    والحجة على ذلك أنه عندما شرع زيد بن ثابت فى جمعه تمهيدصا لكتابته توكأ على محفوظات الرجال، بل إن عددًا من الآيات لم يجدها مكتوبة على اللخاف والرقاع والعُسب والأكتاف، بل عثر عليها عند بعض الصحاب مثل حزيمة بن ثابت وأبىّ بن كعب.


    وإبان ذاك طفق عمر بن الخطاب ـ صاحب فكرة الجمع ـ ينادى بصوته الجهورى فى الناس

    ( من كان تلقى عن رسول الله ـ ص ـ شيئًا من القرآن فليأتنا به ).

    [ كتاب المصاحف للسجستانى ـ ص 14، 15، 16، 17 ].


    ولنلاحظ أنه لم يقل ( من كتب شيئًا من القرآن فليأتنا به ).


    مع صعوبة تصور كتابة القرآن كله على الأدوات الكتابية البدائية إياها!!!.... إلخ، فضلاً عن أن ذيّاك المجتمع المعجب شبه المتبدئ وثقافته الشفاهية فهو يعتمد فى تجميع وتراكم معارفه على الأذن قبل العين ومن ثم فإن وعاءها المعارف الذاكرة والصدرالذى يوسس فيه الشيطان لا المجرة والقلم والورقة !!!.

    إن القرآن ضم شطرًا كبيرًا منه تناول قصص الخلق والتكوين والأنبياء ثم حكايا البطاركة وهذه كلها وردت نظائرها فى الكتاب المقدس خاصة العهد القديمز


    كما قَصّ حكايا عاد وأخيهم هود وثمود واخيهم صالح والناقة المدهشة التى خُصص لها يوم تشرب فيه بمفردها والقرية بأكملها بشرصا وحيوانات لهم يوم وذلك امتحان لهم هل يصيرون أم يكفرون.


    هذه الحكايا عُرفت منذ قرون فى جزيرة العرب وتناقلتها الأجيال وراء الأجيال ( أساطير الأولين ).

    والنوعان كلاهما ( قصص العهد القديم وحكايا الجزيرة العربية لا حاجة لهما بالتنجيم أو التبعيض أو التجزئ.


    وذهب بعض المفسرين أنها أشرقت للعظة والعبرة، وفريق آخر زبر أن القصد منها التسرية عن ( البدر محمد ) وتسليته وتخفيف بعض ما يعانيه، أما الفريق الثال فيؤكد أن غرض شطر منها هو مقارنة حالته بأحوال الكمّل من البطاركة السابقين.


    [ لمزيد من التفصيلات إرجع فى هذه الخصوصية إلى كتاب ( القصص الفنى فى القرآن الكريم ) للدكتور محمد أحمد خلف الله مع شرح وتعليق لخليل عبد الكريم ـ الطبعة الرابعة 1999م ـ سينا للنشر بمصر والانتشار العربى ببيروت ].


    ولنا ملحظ شديد الأهمية ولسنا نغالى إذا قلنا إن احدًا من الباحثين لم يلتفت اإليه من قبل:

    لقد قسموا القرآن إلى : مكى ومدنى، نهارى وليلى، حضرى وسفرى، فراشى ونومى، صيفى وشتائى، أرضى وسمائى ... إلخ.

    لكن قط لم تتم التفرقة بين القصصى والمعاشى أو الحكائى والواقعى أو الروائى والحياتىوإذا وجدت ثمة مشابهة بين النوع الأول ( القصصى الحكائى ) وبين ما جاء فى الكتاب المقدس خاصة العهد القديم وبين الشائع على ألسنة العرب فيما يتعلق ببطاركة الجزيرة العربية.


    فهناك مفاصلة واختلاف شديد بين القرآن وبين الكتب السماوية السوابق عليه فى التاريخ فيما يتصل بهذه القصص ولنتركها للباحثين للتفقه فيها.
























                  

09-06-2005, 09:41 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل عبد الكريم يكتب عن صناديد قريش الديوث (Re: Sabri Elshareef)

    ـ القرآن الكريم


    2ـ ( تفسير ابن جريح ) جمع وتحقيق على حسن عبد الغنى ـ الطبعة الأولى ـ 1413هـ/1992م ـ مكتبة التراث الإسلامى ـ القاهرة.


    3ـ ( لطائف الإشارات لفنون القراءات ) لشهاب الدين القسطلانى 851/923هـ ـ تحقيق وتعليق عامر السيد عثمان وعبد الصبور شاهين ـ الطبعة الأولى ـ 1392هـ/1972م ـ لجنة إحياء التراث الإسلامة ـ المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ـ القاهرة.


    4ـ ( أسباب النزول ) للواحدى ـ طبعة 1388هـ/1968م ـ مؤسسة الحلبى ـ مصر.


    5ـ ( الاتقان فى علوم القرآن ) للسيوطى ـ الطبعة الرابعة 1398هـ/1978م ـ مكتبة مصطفى الباب الحلبى ـ بمصر.


    6ـ ( بنو إسرائيل فى القرآن والسنة ) لمحمد سيد طنطاوى ـ نوفمبر 1997م ت دار الشروق ـ مصر.


    7ـ ( المقبول من أسباب النزول ) لأبى عمر نادى بن محمود الأزهرى.


    8ـ ( لباب النقول فى أسباب النزول ) للسيوطى ـ كتاب التحرير ـ دار الشعب بمصر.


    9ـ ( الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل فى وجوه التأويل ) لأبى القاسم جار الله الزمخشرى 467/538هـ ـ طبعة دار المعرفة ـ بيروتز


    10ـ ( كتاب التسهيل لعلوم التنزيل ) لمحمد بن جزىّ الكلبى ـ دار الكتاب العربى ـ بيروت.


    11ـ ( تفسير القرآن الكريم ) لعبدالله محمود شحاته ـ الطبعة الأولى ـ 2000م ـ دار غريب ـ القاهرة.


    12ـ ( الإصابة فى تمييز الصحابة ) لابن حجر العسقلانى 772/858هـ ـ تحقيق طه عبد الرؤوف سعد ـ د.ت.ن ـ دار الغد العربى ـ مصر.


    13ـ ( السيرة النبوية ) لابن إسحق تحقيق طه عبد الرؤوف سعد وبدوى طه بدوى ـ الطبعة الأولى 1419هـ/1998م ـ القطاع الثقافى بدار أخبار اليوم ـ مصر.


    14ـ ( المحبر ) لأبى جعفر بن حبيب ـ تحقيق سيد كسروى ص 108 ـ ط 1412هـ/2000م ـ دار الغد العربى ـ مصر.


    15ـ ( صحيح البخارى ) نشره دار الشعب بمصر.


    16ـ ( أنوار التنزيل وأسرار التأويل ) تفسير البيضاوى ـ لناصر الدين أبو الخير عبدالله بن عمر الشيرازى البيضاوى ـ د.ت.ن ـ دار الفكر ـ دون ذكر المدينة.


    17ـ ( تاريخ الطبرى ) تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ـ الطبعة السادسة ـ 1990م ـ دار المعارف بمصر.


    18ـ ( مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير ) لفخر الدين محمد بن عمر الرازى ـ 554/606هـ ـ الطبعة الأولى 1412هـ/1992م ـ دار الغد العربى ـ بمصر.


    19ـ ( الجامع لأحكام القرآن ـ المعروف بتفسير القرطبى ) لأبى عبدالله بن احمد الأنصارى القرطبى ـ د.ت.ن ـ كتاب الشعب بمصر.


    20ـ ( التفسير والمفسرون ) لمحمد حسين الدهبى ـ الطبعة الثالثة ـ 1405هـ/1985م ـ مكتبة وهبه بمصر.


    21ـ ( حياة محمد ) لمحمد حسين هيكل ـ الطبعة 11 ـ دار المعارف بمصر.


    22ـ ( نساء النبى ) لبنت الشاطئ ـ د.ت.ن ـ دار الهلال بمصر


    23ـ ( المغازى ) لمحمد بن عمر واقد المعروف بالواقدى ـ توفى 207هـ ـ تحقيق مارسدن جونز ـ د.ت.ن ـ مؤسسة الأعلمى ـ بيروت.


    24ـ ( الخصائص الكبرى ) للسيوطى ـ تحقيق حمزة النشرتى وآخرين ـ الطبعة الأولى 1996م ـ الناشر: حمزة النشرتى ـ بمصر.


    25ـ ( التيسير خلاصة تفسير ابن كثير ) توفى 774هـ ـ بقلم محمود محمد سالم ت طبعة دار الشعب بمصرز


    26ـ ( دلائل إعجاز القرآن ) عبد القاهر الجرجانى ـ قراءة وتعليق أبى فهر محمود شاكر ـ ط2000م ـ الأعمال الدينية ـ مكتبة الأسرة ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب.


    27ـ ( السيرة المحمدية ) لابن هشام ـ تحقيق محمد فهمى السرجانى ـ ط 1978م ـ المكتبة التوفيقية بمصر.


    28ـ ( إمتاع الأسماع ) للمقريزى توفى 845هـ ـ تحقيق محمد النميسى ـ مراجعة محمد جميل غازى ـ ط أولى 1401هـ ـ دار الأنصار مصر.


    29ـ ( سيرة المصطفى ـ نظرة جديدة ) تأليف هاشم معروف الحسينى ت ط أولى ـ 1416هـ/1996م ـ دار التعاوف للمطبوعات ت مصر.


    30ـ ( السمط الثمين فى مناقب أمهات المؤمنين ) تأليف محب الدين الطبرى توفى 694هـ ـ تحقيق حمزة النشرتى وآخرين أ ط أولى 1382هـ/1996م ـ الناشر حمزة النشرتى ـ بمصر.


    31ـ ( المختصر فى تفسير القرآن ـ مختصر تفسير الطبرى ) لابن صمادح التجبيبى تنقيح وتحقيق عدنان زرزور ـ ط أولى 1399هـ/1979م ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت.


    32ـ ( تفسير غرائب القرآن ) لأبى محمد بن مسلم بن قُتيبة ـ تحقيق السيد احمد صقر ـ ط أولى 1398هـ / 1978م ـ دار المكتب العلمية مصر.


    33ـ ( سبل الهدى والرشاد فى سيرة خير العباد ) المعروف بـ ( السيرة الشامية 9 لمحمد بن يوسف الصالحى توفى 942هـ ـ تحقيق مصطفى عبد الواحد ـ ط أولى 1392هـ/1972م ـ لجنة إحياء التراث الإسلامة ـ المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ـ القاهرة.


    34ـ ( مصحف الأزهر وبهامشه التفسير الميسر ) محمد سيد طنطاوى ـ ط ثانية 1420هـ/1999م ـ مجمع البحوث الإسلامية ـ مطبعة الأزهر الشريف ت الأزهر مصر.


    35ـ ( محمد واليهود ـ نظرة جديدة ) تأليف بركات احمد ـ ترجمة محمود على مراد ـ الأعمال الدينية الطبعة الأولى 1998م ـ مهرجان القراءة للجميع ـ مكتبة الأسرة الهيئة المصرية العامة للكتاب.


    36ـ ( السيرة الحلبية ) لعلى بن برهان الدين الحلبى.


    37ـ ( تفسير النسفى ) لأبى بركات عبدالله النسفى ـ د.ت.ن ـ دار إحياء الكتب العربية ـ عيسى البابى الحلبى مصر.


    38ـ ( تفسير سورة الحشر ) لحسن فريد الكلبايكانى ـ ط أولى 1396هـ ـ طهران.


    39ـ ( أم سلمة أم المؤمنين ) إعداد أمينة أمزيان الحسنى ـ ط أولى 1419هـ/1998م ـ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية ـ المملكة المغربية.


    40ـ ( صحيح مسلم ) دار لشعب بمصر.


    41ـ ( المسند ) لابن حنبل دار لشعب بمصر.


    42ـ ( مرويات غزوة بدر ) جمع ودراسة وتحقيق ـ أحمد محمد العليمى بارويز ـ ط اولى 1400هـ/1980م ـ مكتبة طيبة ـ المدينة المنورة ـ السعودية.


    43ـ ( روح المعانى فى تفسير القرآن العظيم والسبع المثانى ـ المعروف بتفسير الألوسى ) لأبى الفضل شهاب الدين محمد الألوسى ـ تحقيق محمود الشرقاوى ـ ط 1415هـ/1994م ـ كتاب الشعب الدينى ـ دار الشعب ـ مصر.


    44ـ ( التفسير الوسيط للقرآن الكريم ) تأليف لجنة من العلماء ـ تحت إشراف مجمع البحوث الإسلامية ـ الأزهر ـ ط اولى 1393هـ/1973م مصر.


    45ـ ( المحرر الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز ) لأبى محمد عبد الحق بن عطية الغرناتى 481/541هـ ـ تحقيق وتعليق أحمد صادق الملاح ـ ط أولى 1394هـ/1974م ـ لجنة القرآن والسنة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ـ مصر.


    46ـ ( احكام القرآن ) لابن العربى ـ تحقيق على محمد البجاوى ـ ط أولى 1407هـ/1978م ـ دار المعرفة ودار الجبل ـ بيروت ـ لبنان.


    47ـ ( أحكام القرآن ) لعماد الدين محمد الطبرى المعروف بالكيا هراسى ط اولى 1403هـ/1983م ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت.


    48ـ (أحكام القرآن ) الجصاص ـ دار الفكر للطباعة والنشر
                  

09-07-2005, 00:13 AM

nazar hussien
<anazar hussien
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 10409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل عبد الكريم يكتب عن صناديد قريش الديوث (Re: Sabri Elshareef)

    هذا هو النص المؤسس ومجتمعه؟؟؟؟
                  

09-07-2005, 06:46 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل عبد الكريم يكتب عن صناديد قريش الديوث (Re: Sabri Elshareef)

    نزار حسين

    نعم جزء من كل وياريت نلقي شدو الربابة في احوال الصحابة
                  

09-07-2005, 06:59 AM

Abdulla Ageed
<aAbdulla Ageed
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل عبد الكريم يكتب عن صناديد قريش الديوث (Re: Sabri Elshareef)

    حسبنا الله ونعم الوكيل

    لعنة الله على كاتب هذا (الخبت) وناقله والمروج له



    عبد الله حمد عقيد
                  

09-07-2005, 10:57 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل عبد الكريم يكتب عن صناديد قريش الديوث (Re: Sabri Elshareef)

    الشكر لك يا عقيد وربنا يهديك ويهدينا


    لا يزعجك كتابتي وكتابة الثقاة وانتظر الكلام كتير وذو شجون


    الي لقيا قريبة
                  

09-07-2005, 01:37 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل عبد الكريم يكتب عن صناديد قريش الديوث (Re: Sabri Elshareef)

    ولكن هل كان عصر الخلفاء الراشدين عصراً اسلامياً ذهبياً كما يتوهم السلفيون؟  فاذا نظرنا لهذا العهد نجد ان الخلاف قد دب بين المسلمين بمجرد ان مات النبي. فنجد ان الانصار والمهاجرين أوشكوا ان يتقاتلوا بالسيوف علي من سيخلف الرسول، هل يكون من الانصار ام من المهاجرين. أراد ألانصار ان يبايعوا سعد بن عبادة، واراد المهاجرون ان يكون الخليفة منهم.  ولما بايع عمر بن الخطاب أبا بكر قال المهاجرون لن نبايع الا علياً، واعتكف قادتهم في منزل علي بن ابي طالب . فذهب عمر بن الخطاب الى منزل علي  وفيه طلحة والزبير ورجالُ من المهاجرين، فقال لهم: والله لتخرجن للبيعة او لاحرقن عليكم البيت. فخرج عليه الزبير مسلطاً سيفه فعثر فسقط منه السيف، فوثبوا عليه واخذوه منه.[5]  
     
    و لما رسا ألاختيار على أبي بكر للخلافة أمتنع علي بن ابي طالب عن مبايعته لمدة ستة أشهر[6]، لاعتقاده أن الخلافة يجب أن تكون في بيت رسول الله.  وكذلك لما أختاروا عثمان بن عفان للخلافة، قال عليّ ان اختيار عثمان كان خدعةً، والسبب في ذلك ان عمرو بن العاص كان قد لقي علياً وقال له ان عبد الرحمن بن عوف، الموكل باختيار الخليفة، رجل مجتهد وانك ان اعطيته العزيمة زهد فيك ولكن اعطه الجهد والطاقة، يرغب فيك. ثم ذهب عمرو الى عثمان بن عفان وقال له: إن عبد الرحمن رجل مجتهد وليس والله يبايعك على الخلافة الا بالعزيمة، فاقبل ما يقول لك. فلما وقف عبد الرحمن بن عوف في المسجد وسأل علياً: هل انت مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه وفعل ابي بكر وعمر؟ قال علي: اللهم لا، ولكن على جهدي من ذلك وطاقتي ( حسب ما أوصاه به عمرو بن العاص). فسأل عبد الرحمن بن عوف عثمان نفس السؤال فقال عثمان: نعم. فاختار عبد الرحمن بن عوف عثمان للخلافة. فخرج علي من المسجد وهو يقول: خدعةٌ وايما خدعة.[7]
     
    ولم تكن هناك مساواة بين المسلمين كما يقول الاسلام. فلما اراد عمر توزيع بيت المال، أعطى العباس، عم النبي، خمسة وعشرين ألف دينار واعطى لكل واحد من الذين شهدوا ( حاربوا في) موقعة بدر خمسة ألاف واهل القادسية والشام ( الذين حاربوا في هذه المواقع) ألفين، واعطى نساء النبي عشرة الاف لكلٍ الا اللائي كن ملك يمينه ( مثل صفية)، فقالت له نساء النبي ان النبي لم يكن يفرق بينهن، فساوى بينهن ولكن زاد عائشة ألفين لمحبتها عند الرسول.[8] فأين إذاَ حديث الرسول   "المسلمون سواسية كأسنان المشط"؟ فهذا هو عمر، الخليفة العادل، يحابي أهل البيت ويفضل بعضهم عل بعض ويفضلهم على المسلمين الاخرين، رغم الحديث بتساويهم. أليست هذه النواة للفساد المالي الذي حدث في عهد الخليفة عثمان وما يحدث ألان في البلاد المحكومة اسلامياً كالسعودية والسودان؟ ففي خلافة عثمان صارت المحسوبية وصرف أموال بيت المال علي أقاربه من ألاشياء المألوفة،  فقد ذكر محمد بن عمر أن عبد الله بن جعفر حدثه عن أم بكر بنت المسور عن ابيها انه قال: قدمت أبل من أبل الصدقة الى عثمان فوهبها لبعض بني الحكم ( من بني أمية) من أقاربه.[9]
     
    وقد حابى عثمان اقاربه في كل شئ حتى ثار عليه الناس فخرج يخطب فيهم الخطبة التي نزع فيها، فقال: أما بعد أيها الناس، فوالله ما عاب من عاب منكم شيئاً أجهله، وما جئت شيئاً الا وانا أعرفه، ولكني منتني نفسي وكذبتني وضلّ عني رشدي، وسمعت رسول الله (ص) يقول: من زل فليتب ومن أخطأ فليتب ولا يتمادى في الهلكة، فأنا أول من أتعظ. أستغفر الله مما فعلت وأتوب اليه، فمثلي نزع وتاب.[10] وفي مرة اخرى عندما اجتمع الناس ببابه لاستيائهم منه، طلب من قريبه مروان بن الحكم ان يخرج للناس فيكلمهم لان عثمان قال انه يستحي ان يكلمهم. فخرج اليهم مروان وكلمهم فانصرفوا. ولما سمع علي بن أبي طالب بذلك جاء الى عثمان وقال له: لما رضيت من مروان ولا رضى منك الا بتجرفك عن دينك وعن عقلك كمثل جمل الظعينة، يقاد حيث يسار به.
     
    ورغم استغفار عثمان الا انه استمر في احاطة نفسه ببطانة من اقاربه مما دعا جبلة بن عمرو الساعدي ان يقول له: والله لاطرحن هذه الجامعة في عنقك او لتتركن بطانتك هذه. فقال له عثمان: أي بطانة، فوالله إني لأتخير الناس. فقال له جبلة: مروان تخيرته! ومعاوية تخيرته! وعبد الله بن عامر تخيرته! وعبد الله بن سعد تخيرته. منهم من اباح الرسول دمه.[11]
     
    وحتى البغاء كان متفشيا في تلك الحقبة الذهبية. ففي سنة سبع عشرة ولى عمر ابا موسى الاشعري على البصرة وامره ان يُشخص اليه ( يرسل اليه)المغيرة، وكان المغيرة يختلف على ام جميل، أمرأة من بني هلال توفى عنها زوجها. وكانت ام جميل تغشى المغيرة وتغشى الامراء والاشراف، تبيع جسدها، وكان بعض النساء يفعلن ذلك في زمانها.[12]
     
    والسرقة كانت متفشية في المدينة في خلافة عمر بن الخطاب. فيحدثنا اهل الذكر ان عمر بن الخطاب جاء الى عبد الرحمن بن عوف في وقتٍ متأخر من الليل، فقال له عبد الرحمن: ما جاء بك في هذه الساعة يا أمير المؤمنين؟ فقال عمر: رفقةٌ نزلت في ناحية السوق خشيت عليهم سُراق المدينة.[13] فالخليفة كان يعلم ان المدينة مليئة بالسارقين، رغم قطع الايدي.
     
    والخلافات بين أصحاب رسول الله وأهل بيته كانت معروفة كذلك، فبعد وفاة الرسول أتت إبنته فاطمة الى أبي بكر ومعها جدها العباس، وطلبا منه ميراثهما من مال الرسول وهما حينئذ يطلبان أرضه في فدك وسهمه من خيبر، فقال لهما أبو بكر: أما إني سمعت رسول الله يقول: لا نُورث، ما تركنا فهو صدقةٌ، إنما يأكل آل محمد في هذا المال. فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت، فدفنها عليّ ليلاً ولم يُؤذن بها أبو بكر.[14]
     
     ويكفي أن نعرف أن كل الخلفاء الراشدين باستثناء أبي بكر ماتوا مقتولين بأيدي المسلمين. فأي عصر ذهبي هذا الذي يتحدثون عنه؟ أنه عصر لا يختلف عن عصرنا هذا، ففيه الخداع والغش والبغاء والسرقة والقتل الذي طال كل الخلفاء الراشدين انفسهم ما عدا واحداً منهم.
     
    ولكن مشكلة السلفيين أنهم أحادي النظرة. لقد نسي هؤلاء أن الأمورَ مرهونةٌ بأوقاتها. فما هو صالح لأمراض زمان معين قد لا يكون صالحاً لأمراض زمان آخر. وقد أدرك الرسول هذه الحقيقة فقال: "أن علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل"، في كثرتهم واختلاف آرائهم. كما فتح باب الاجتهاد لأئمة المسلمين من بعده ليجدوا حلولاً للمشاكل المستجدة.
     
    كذلك رأينا الخليفة عمر بن الخطاب قام بتغيير ما يقارب من أربعين مسألة كانت متبعة في عهد الرسول وعهد أبي بكرالصديق، وذلك حسب إجتهاده ولم يعترض عليه أحد. ومن هذه الإجتهادات: حرم عمر زواج المتعة وألغى حصة المؤلفة قلوبهم من غنائم الحرب.. وغيرهما. كذلك قال علي بن أبي طالب: (لا تربوا أبناءكم على عادات زمانكم لأنهم جاءوا لزمان غير زمانكم.) . من كل ذلك نفهم أن الإسلام أعترف بالتطور الحاصل في المجتمعات البشرية وأباح لأئمة المسلمين إجراء التغييرات حسب متطلبات المرحلة. ولكن الكارثة حصلت بعد غلق باب الإجتهاد والإبقاء على ما كان وجعل كل تغيير بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة صاحبها في النار. 
     
    وبالإضافة إلى دور غلق باب الإجتهاد في الإسلام في تخلف المسلمين، هناك سبب آخر لا يقل أهمية، ألا وهو حرمان المسلمين من النقد. فالنقد في الإسلام محرّم وكذلك سارت الحكومات العربية والإسلامية على منع الشعوب الإسلامية من ممارسة النقد وحرية التفكير والتعبير.
    يقول كارل ماركس: " الدين هو تأوهات المخلوق المضطهد وسعادته المتخيلة، ونقد الدين هو نقد هذا الوادي من الدموع الملئ بالزهور الخيالية، والذي يمثل الدين الهالة الضوئية التي تحيط به. ونقد الدين يقتطف هذه الورود الخيالية التي يراها المضطهد في السلسال او الجنزير الذي يكبله، ولكن لا يفعل النقد ذلك ليحرم الرجل المضطهد من سعادته برؤية الزهور الخيالية، وإنما يفعل ذلك ليمكّن الانسان من التخلص من السلسال الذي يكبله حتى يستطيع الحركة بحرية ليقتطف الزهور الحقيقية "[15].
     
    وقد لعب منع النقد درواً كبيراً في تخلف العرب والمسلمين. ودفع المسلمون الأوائل، كما رأينا، ثمناً باهظاً بسبب نقدهم لبعض التعاليم الإسلامية أو حتى إجتهادهم في بعض المسائل المثيرة للجدل مثل قضية خلق القرآن عند المعتزلة. وهناك عدد كبير من المفكرين المسلمين تم إضطهادهم وقتلهم وحرق مؤلفاتهم مثل إبن الراوندي وأبي بكر الرازي والمعتزلة والأشاعرة وأخوان الصفا وغيرهم كثيرين، ولم تصل لنا من مؤلفاتهم إلا تلك النتف التي ذكرها خصومهم من إقتباسات من أجل الرد عليهم.
     
    لذلك أعتقد أنه لا يمكن حصول أي تقدم في العالم الإسلامي ما لم نجيز النقد. ولعل هذا الكتاب هو الأول من نوعه باللغة العربية الذي يتناول الإسلام بقراءة نقدية علمية محايدة دون أي تطرف أو انحياز لأية جهة. وإني اعتمدت على المصادر الإسلامية الكلاسيكية المحترمة من قبل جميع الفرق والمذاهب الإسلامية، في توضيح وإثبات هذا الرأي أو ذاك. ولكن رغم ذلك سيثور المتزمتون لانهم لا يعرفون التسامح مع الناقدين، وبالتالي سوف اتعرض في جوهر الكتاب الى عدم التسامح في الاسلام والى عدم احترام رأي الغير.
     
    وهذا التزمت وعدم السماح بالنقد يطال حتى النظم السياسية في البلاد المسلمة، فمن المؤسف حقاً أنه لا توجد دولة إسلامية واحدة طبقت الديمقراطية الحقيقية في هذا العصر او العصور السابقة. فهذه شبه القارة الهندية كانت مستعمرة بريطانية لمدة أربعة قرون. وبعد الإستقلال عام 1948 أنفصل الجزء الذي تقطنه الأغلبية المسلمة ( باكستان) عن الهند. وفي البداية كانت باكستان دولة ديموقراطية مثلها مثل الهند، ولكن بعد فترة وجيزة من الزمن فشلت الديمقراطية في باكستان ونجحت في الهند حيث الأغلبية غير المسلمة. والفرق الوحديد بين الدولتين هو الدين. كذلك نلاحظ مقاومة المسلمين للديمقراطية وحقوق المرأة والحداثة رغم ان الاسلام يقول: وامرهم شورى بينهم. هذه الأمور يجب أن تنال إهتمام المفكرين العرب والمسلمين قبل فوات الأوان.
     
    إنه من نافلة القول أن الغرب لم يحقق هذا التطور المذهل في الحضارة والتقدم العلمي والتكنولوجي والإقتصادي وفي مختلف الفنون ومجالات الحياة إلا بعزل السياسة عن الدين وإطلاق حرية الفكر والنقد والتعبير والنشر. وبذلك أعتقد جازماً، أنه إذا أراد العرب والمسلمون اللحاق بركب التطور الحضاري يجب عليهم أن يقتدوا بالغرب في عزل الدين عن الدولة وتبني الديمقراطية الغربية وحرية التفكير والتعبير وإلا سننقرض. وهناك مبدأ إسلامي يجيز ذلك وهو: (حاكم كافر عادل خير من حاكم مسلم جائر).
     
                  

09-07-2005, 01:47 PM

Agab
<aAgab
تاريخ التسجيل: 10-03-2002
مجموع المشاركات: 1185

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل عبد الكريم يكتب عن صناديد قريش الديوث (Re: Sabri Elshareef)

    حسبنا الله ونعم الوكيل

    صبري
    أأنت مجرد ناقلاً له أو موافقاً له
                  

09-07-2005, 04:56 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل عبد الكريم يكتب عن صناديد قريش الديوث (Re: Sabri Elshareef)

    موافق له وهو موافق لكتب السيرة وهو والقمني ونصر حامد ابوزيد

    وفاطمة المرنيسي وكتار وللاسف معرفتنا الاولي كانت انتقائية وهذه

    تعطيك الراي والراي الاخر .


    لك التحايا ولحسين وان شاء الله كانت رحلة ممتعة وتحياتي لمن

    معك .
                  

09-08-2005, 07:46 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل عبد الكريم يكتب عن صناديد قريش الديوث (Re: Sabri Elshareef)

    الأخ صبري الشريف،

    تحية طيبة

    لاحظت أن الكاتب خليل عبد الكريم ينقل كثيرا من كتب التاريخ وكتب التفسير..

    فمثلا هذا هو ما جاء في تفسير الطبري الموجود في الشبكة لآية "الزاني .." إلخ
    http://quran.muslim-web.com/tafseer/TABARY/024003.html

    ولكني عجزت عن فهم مقصد الكاتب من الزراية بأحد الصحابة بما كان يفعله والده في الجاهلية ليقول فيه:
    Quote: كم باحثًا ومؤلفاً .... إلخ سواء من القدامى أو المحدثين كتب فى سيرة هذا الـ ( عمرو ) مُؤلَـفـا أو بحثـًا أو دراسة وذكر أن والده رباه من عرق فخذ أمة قبطية؟.


    هل يمكن أن نرجع أعمال ( ابن الديوث ) التى ارتكبها فى المحروسة إلى نتيجة لعقدة نفسية ترسبت فى أعماقه منذ الصغر وهو يرى ويحس أنه نشأ وترعرع مما تتكسبه الجارية القبطية التى دفعها أبوه لاختراف الدعارة والعهورة".


    "المجتمع الجاهلي" كان مجتمعا فاسدا.. والمجتمع الإسلامي في المدينة لم ينقلب "بجرة قلم" من مجتمع جاهلي إلى مجتمع مسلم.. ولعلنا نلاحظ أن القرآن استمر في النزول في المدينة مدة 10 سنوات.. وقد وجد الإسلام مجتمعا عبوديا به الكثير من الأرقاء والإماء ثم زاد هذا العدد بالحروب.. نعم كان الجاهليون يكرهون فتياتهم [الرقيق والموالي] على البغاء، ولا بد أن هذه العادة قد استمرت أيضا في بداية العهد المدني بدليل أن القرآن نزل وحرم ذلك

    "وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32) وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (33)" [سورة النور]..

    أرجو أن أجد وقت للعودة..

    ياسر
                  

09-08-2005, 01:39 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل عبد الكريم يكتب عن صناديد قريش الديوث (Re: Sabri Elshareef)

    شكرا ياسر علي المرور


    وثقافتنا الاحادية لم تجعل لنا عين مفتوحة لقراءة ما لا نحب


    اذا اتينا للمدح لا احد يستغرب ان المصدر ده وين مرات تجد


    المريح لتفسير ابن كثير ومرات لا , المعرفة والعلم متعة


    للخلق والتجربة لكافة البشر قابلة للاخذ والرد باستثناء النبي

    المعصوم تصحيحو الهي

    نتمني ان نلهم السر والسريرة والبصر والبصيرة
                  

09-19-2005, 04:20 PM

عبدالقادر محمد عبدالقادر

تاريخ التسجيل: 05-05-2005
مجموع المشاركات: 175

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل عبد الكريم يكتب عن صناديد قريش الديوث (Re: Sabri Elshareef)

    فووووووووووووووووووووووووووووووووق
                  

09-12-2005, 11:24 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل عبد الكريم يكتب عن صناديد قريش الديوث (Re: Sabri Elshareef)

    for all
                  

09-19-2005, 06:37 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل عبد الكريم يكتب عن صناديد قريش الديوث (Re: Sabri Elshareef)

    شكرا يا عبد القادر وان شاء الله نرفع معاك في السمح قصدنا


    بهذه الكتابة فك القدسية التي ارتبطت بفقهاء والسابقين في


    الاسلام يعني قداسة وليس الا , لا تستطيع الاجيال القادمة نقد


    شعراوي او قرضاوي وحتي صاحب الفتن عبد الحي يوسف يدخل في


    دائرة المقدس والسلطة لكن انتهي زمن العواطف والان المجال

    مجال العقل ادوهو فرصة لعل الحال يتغير للاحسن معا من اجل

    قراءة نقدية هادفة لكل التجربة الانسانية
                  

09-19-2005, 06:37 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل عبد الكريم يكتب عن صناديد قريش الديوث (Re: Sabri Elshareef)

    شكرا يا عبد القادر وان شاء الله نرفع معاك في السمح قصدنا


    بهذه الكتابة فك القدسية التي ارتبطت بفقهاء والسابقين في


    الاسلام يعني قداسة وليس الا , لا تستطيع الاجيال القادمة نقد


    شعراوي او قرضاوي وحتي صاحب الفتن عبد الحي يوسف يدخل في


    دائرة المقدس والسلطة لكن انتهي زمن العواطف والان المجال

    مجال العقل ادوهو فرصة لعل الحال يتغير للاحسن معا من اجل

    قراءة نقدية هادفة لكل التجربة الانسانية
                  

09-19-2005, 06:37 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل عبد الكريم يكتب عن صناديد قريش الديوث (Re: Sabri Elshareef)

    شكرا يا عبد القادر وان شاء الله نرفع معاك في السمح قصدنا


    بهذه الكتابة فك القدسية التي ارتبطت بفقهاء والسابقين في


    الاسلام يعني قداسة وليس الا , لا تستطيع الاجيال القادمة نقد


    شعراوي او قرضاوي وحتي صاحب الفتن عبد الحي يوسف يدخل في


    دائرة المقدس والسلطة لكن انتهي زمن العواطف والان المجال

    مجال العقل ادوهو فرصة لعل الحال يتغير للاحسن معا من اجل

    قراءة نقدية هادفة لكل التجربة الانسانية
                  

09-25-2005, 09:46 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل عبد الكريم يكتب عن صناديد قريش الديوث (Re: Sabri Elshareef)

    upppppppppppppppppppppppppppp
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de