دون كيشوت في طنجه ..قصة قصيرة غير منشورة للطاهر بن جلون

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 11:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-06-2005, 11:45 AM

Hatim Elhassan

تاريخ التسجيل: 05-11-2005
مجموع المشاركات: 576

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دون كيشوت في طنجه ..قصة قصيرة غير منشورة للطاهر بن جلون

    Quote: كان يا ما كان مؤرّخ يتمتّع بنضوج مُشعّ. كان اسمه بينينغيلي، ويختزل الى بن بالنسبة للأصدقاء ولدواعي هذه القصّة.

    في صبيحة أحد الأيام التي فقد فيها الزمن صوابه، ذهب بن سيراً على الأقدام الى كاب (رأس) سبارتل. كان يراقب البحر ولاحظ أنّ الهواء يغيّر لون الاشياء. ألجبل شاخ. أصبح يشبه جملاً منكفئاً على ذاته. خسفت البيوت. وحده الزمن لم يكترث للهواء ومزاج الناس. ألسماء أيضاً بدت غريبة، بالرّغم من الغيوم التي عصف بها هواء عنيف آتٍ من الشرق. ما كان مصير طنجة لولا الهواء الشرقيّ الذي يغسل الطرقات والأنظار، الذي ينظّف الهواء من البعوض وغيره من الذباب الجنوبي، والذي يؤدّي الى الصداع ويخربط نظام الأشياء؟

    كان بن يقف مستقيماً بمواجهة الشواطىء الاسبانية البادية بوضوح في هذا النهار الذي كانت فيه حرارة الشمس معتدلة. كان واقفاً هنا، عند الحدّ الأقصى لشمال أفريقيا، حيث يتلاقى البحر المتوسّط بالمحيط الأطلسي. في الجهة المقابلة، كانت تمتدّ اسبانيا. لقد استيقظ الاسبان منذ برهة، وخرجوا جميعهم لرؤية الفارس الحذق دون كيشوت دي لا مانشا. فقد عاد السيد ميغيل دي سيرفانتس. استغرقت رحلته ليالٍ وقرون. عَبَرَ أراضٍ شاسعة وشنّ المعارك وأنقذ الأطفال وساعد النساء. ضاع ثم عاد، نبش قصص الفروسية القديمة وتغذّى من الكلمات، الكثير من الكلمات، أطنان الألفاظ وآلاف الصفحات المكتوبة على يد مجهولين، الآلاف من الكتب التي تمّ انقاذها من المحرقة. ظلّ ضعيفاً وقوياً وكريماً بقدر ما كان عليه يوم تكبّد مهمّة نشر العدل بين الناس. ذلك اليوم، عقصته ذبابة آتية من الهند. قيل أنها حمراء، وادّعى البعض الآخر أنها خضراء وسامّة. استيقظ وارتدى ملابس أحد الفرسان المنتمي الى قرية لم يعد أحد يعرف اسمها، وقرّر أن يصبح مصلح كافة المظالم. واثق من نفسه، ثابت الخطى، صريح النظرة، لا يملك قرشاً، عدّد بعض الدناءات التي قطع وعداً بمحاربتها. إنها لمهمّة كبيرة!. كان يحتاج لأكثر من حياة لتحقيق هذه المهمّة الشريفة. وكان بحاجة لخيالٍ غنيّ وكرم خصب وصبر خارج عن المألوف لإنهاء مشروعه. أنعمَ عليه الله بحياة لامتناهية وأبديّة. وكان فعلاً يستحقّ هذه العناية الإلهية لإصلاح ما كان الله، والشيطان أحياناً، يدفع بالناس للقيام به من أعمال. كان قد ابتلع كمّاً هائلاً من الكتب لدرجة أنه أصيب بعسر في الهضم. كان يحشو تصاريحه بأشعار وأخبار تفوح منها رائحة المغامرة والجنون. كان السامع مضطرّاً الى اللّحاق به لمتابعة وتيرة كلامه واستيعاب مفارقات أقواله. صنعَ لنفسه سيفاً من مجلّدات الكتب، سلاحاً رمزياً، شكل سلاح.

    كان بن ينتظر. كان يعرف بأنّ قدمي السيد دي سيرفانتس ستطآن أرض طنجة في نهاية هذا الصيف. لماذا سيأتي الى هذه المدينة ذات السحر القديم، يجمع الأساطير والخرافات الرخيصة، مدينة للسوّاح الحائرين؟. ذلك أنّ طنجة شهدت حقبة زرعت فيها الدول وتداً، بعضها زرع شجرة، وبعضها الآخر فتح قنصليّة للجواسيس العوران والكتاب المدمنين على الكحول. ذلك أنّ طنجة مرّت بفترة أُبّهة كانت خلالها تقدّم الاستعراضات داخل مسرح يمتدّ بين حائط الكسل وسوق السمك، مسرح ضخم ذو واجهة فخمة، مسرح تحوّل الى صالة سينمائية تُعرض فيها ملاحف نساء الإغريق وأفلام الرّعب، على شاشة باخ لونها الأبيض منذ زمن، صالة مُعتمة يمارس فيها العشّاق الجنس وهم يشاهدون بطرف أعينهم الأفلام الهندية الموسيقية... انه مسرح سيرفانتس!

    تحت ضغط بعض سكّان طنجة الذين حزنوا لحال هذا الصرح، وافق بن على كتابة رسالة للسيد ميغيل دي سيرفانتس طالباً منه المجيء شخصياً ليشهد على تدهور حال الصالة، على أمل أن تدفع زيارته المسؤولين الى إعادة ترميمها. هذه المرّة، لم يقتصر الأمر على إصلاح خطأ ارتُكب بحقّ طفل أو امرأة، إنما بحقّ مكان، صرح، عمارة مُصمَّمة بفنّ لكن مُهمَلة، منسيّة ومُهانَة.

    كان بن يخجل من إزعاج الفارس الشارد بحَمله على زيارة مسرح مُهدَّم... كان بعض المشرّدين يقضون حاجتهم فيه. ووصلت رائحة العطنة الى بولفار باستور مروراً بفندق المنزاح، مكان أسطوريّ آخر انحطّ شأنه منذ أن باعه مالكوه لعراقيّ حقّق ثروته في عهد ديكتاتورية المُسمّى صدّام حسين! يا للعار!. فقد اختارت الجرذان هذا المسرح منزلاً لها، وراحت تقدّم على خشبته، كلّ ليلة، كوميديا حيوانية يظهر فيها الناس بشكل مهرّجين مُتّسخين ومن دون شرف. عقد الجرذان اتفاقية مع كلاب شاردة، على الأرجح أنها مُصابة بالكَلَب. كانوا يعطونهم أكلاً، وفي المقابل كانت الكلاب تمنع المُتطفّلين من الإقتراب من صرح الثقافة هذا، نعني الثقافة الميكروبيّة.

    لكنه لم يكن من المُفترض بالسيد سيرفانتس الاطّلاع على كل هذه التفاصيل. كان سيأتي الى طنجة برفقة صديقه سانشو بانسا الذي وجدَ، في أثناء ذلك، عملاً في سيرك فرقة النجوم الزرقاء. شغل فيه وظيفة "مُصلح الأخطاء"، التي هي عبارة عن حيوانات تنتمي لصنف شائع يتميّز بشكل خارجي ما بين القرد والانسان. كانت مهمّات سانشو كثيرة، لأنّ الأخطاء راحت تزداد شيئاً فشيئاً وتحكم البلاد.

    قام بن بكلّ شيء على أكمل وجه. فقد حضّر الرحلة، وخاصّة الاستقبال، لمن كان يُسمّيه أحياناً ميغيل دي سيرفانتس، وأحياناً أخرى دون كيشوت. قضى بن سنوات في ترجمة مجلّديْ "الفارس الشارد دون كيشوت دي لا مانشا". كان يملك النسخة العائدة الى العام 1605 والتي وجدها موضوعة بشكل مميز. إلاّ أنّ مشكلة بن كانت تكمن في كونه مؤرخاً وليس أديباً، وأقلّ منه شاعراً. لكنّه تماهى مع النصّ بشغف كبير أثار قلق عائلته. فعندما كان يُغلق على نفسه داخل المكتب، مُحاطاً بالمعاجم والموسوعات للتمكّن من ترجمة النصّ بأكبر قدر من الوفاء، كانت تُسمع أحياناً ضحكاته العالية. فكانت زوجته مُزاح تهرع الى مكتبه وتطرق الباب وتسأل إنّ كان كلّ شيء على ما يرام، ثمّ تقترح عليه كوباً من الماء أو فنجاناً من البابونج كي تهدأ أعصابه. لم يكن يردّ عليها لكنه كان يكبت رغبته بالضحك.

    كان بن يقرأ ويُعيد قراءة الصفحات، ويتوقّف ليتذوّق كلّ جملة. كان يضحك الى حدّ البكاء، الأمر الذي كان يؤخّر عمل الترجمة. كان ينساق وراء الأحلام وينسى أن يأكل. إلاّ أنه لم يكن يشعر بالجوع أو بأنه نسي أن يتناول وجبة ما. عندما كان الأمر يُقلق زوجته، كان يقول لها: "أتعلمين، أنا أشبه ضيفنا الآتي، أفضل أن أتغذّى من الذكريات الشهيّة!".

    كانت مُزاح على اقتناع بأنها كانت جزءاً من هذه الذكريات الحلوة التي كان يبتلعها بن وهو يفرك يديْه. لكن، على غرار بعض المؤرّخين، كان بن يحبّ أن يغيّر مسار الحقيقة التاريخية ويختلق أحداثاً وذكرياتٍ كان من الممكن أن تحصل. نادى زوجته وقرأ لها هذه الجمل التي كتبها سيرفانتس: " الزوجة الصالحة هي كمرآة من البلّور، صافية وبرّاقة، لكنها تصبح شاحبة وسوداء فور تعرّضها للّهاث. لذا يجب التعامل معها كما لو كانت ذخيرة: التعبّد لها دون لمسها. يجب المحافظة عليها والإعجاب بها كما لو كانت حديقة جميلة ملأى بالورود وشتّى أنواع الأزهار...". قالت له مُزاح وهي تضحك: "أحبّ أن أكون حديقة، انما حديقة عطرة، تدوسها رغبتك ومشيئتك بتملّكي حتى ولو فقدت الزهور جميع بُتيْلاتها!".

    لم يقمْ بن فقط بترجمة كتاب سيرفانتس من الإسبانية الى العربية، بل كان أيضاً يجد وقتاً لكتابة قصّة موازية ينوي تقديمها لصديقه بترجمتها من العربية الى الاسبانية. هكذا اعترف سيرفانتس فيما بعد أنّ سيدي أحمد بينينغلي هو الذي أوحى اليه بعنوان كتابه.

    كان الهواء يعصف بقوّة غير مألوفة. كانت الشبابيك والأبواب تصفق. والسنونوّات تنتشي والغيوم تسقط وتتبدّد في رغوة لامتناهية.الصيّادون يتمسّكون بقواربهم، وحرّاس الشواطىء يصفرون وعملاء الشرطة الوطنية يدخلون الى المنارة ليدخّنوا.

    كان بن يكتب. وسيرفانتس ينتظر أن تهدأ العاصفة كي يبحر. كان واقفاً على شاطىء مرفأ طريفة. وكان هنالك لافتة تفاخر بسرعة الرحلة: "ثلاثون دقيقة فقط تفصل أوروبا عن أفريقيا."

    في غضون ذلك، ذهبت زوجة بن لرؤية الوالي، وهو الحاكم الأعظم للمنطقة، لإقناعه بإقامة حفل استقبال على شرف السيد سيرفانتس.

    السيد من؟

    ميغيل دي سيرفنتس، مؤلّف كتاب "دون كيشوت دي لا مانشا".

    أتسخرين مني؟. دون كيشوت غير موجود، إنه مجرّد وهم، استعارة تمثّل محاربتنا لطواحين الهواء.

    ليس دون كيشوت الواصل انما الفارس الشارد الذي ألّفه.

    وسيضيع في شوارعنا الوسخة التي يحتشد فيها الباعة على عجل، لأنّ التجار لا يدفعون الضرائب، ولأنّ المُنتخَبين في مجلس البلدية لا يكترثون إلاّ بمصالحهم الخاصّة ويُهملون نظافة المدينة وراحة سكّانها؟

    كلا، السيد سيرفانتس آتٍ للاستفسار حول حال المسرح الذي يحمل اسمه. سيضع حدّاً لمشاكل المدينة أثناء زيارته. لن يرى شيئاً. في المرفأ، سيمتطي الجواد الذي جهّزته أخوية "بُتيْلات الورد". ثمّ سيتوجه مباشرة الى مدخل المسرح. هناك، بامكانكم التدخّل. سيُطلب منكم قراءة صفحة من "دون كيشوت" بالعربية أمام السيد سيرفانتس. ثمّ تنسحبون على السكت.

    ماذا؟ هنالك مسرح في طنجة وأنا لا أعلم بذلك؟

    كان هنالك مسرح، مكان مذهل بناه الاسبان يوم كانوا يحتلّون شمال المغرب؛ في الواقع، إنه الإنجاز الثقافي الوحيد الذي خلّفوه وراءهم في المدينة؛ طبعاً هنالك المستشفى والمعهد التقنيّ لسوق العجول، لكن التشبيه غير وارد.

    القراءة بالعربية؟ أفضّل أن أقرأ بالفرنسية. لا أحبّ أن أعرّض نفسي للسخرية. ما الذي أستطيع فعله لكم خارج هذه المهمة؟

    التحضير لحفل استقبال جميل للكاتب الكبير ميغيل دي سيرفانتس في قصر الحاكم في الجبل القديم.

    أتسخرين مني؟ عندما كنتُ في المدرسة، درسنا بضعة صفحات من "دون كيشوت"، الآن تذكّرت، تريدين أن تقنعيني بأنّ هذا الرجل الذي عاش منذ ثلاثة أو أربعة قرون سيأتي اليوم لزيارتنا؟ ما دمتِ تقولين هذا، فلمَ لا ندعو غارسيا لوركا، بيكاسو، دالي والكثير غيرهم من الأموات؟

    السيد دي سيرفانتس سيصل فور هدوء الهواء الشرقيّ.

    أتصوّر بأنه سيأتي على بساط الريح.

    تصوّر أننا فكرنا بهذا الأمر، إذ هنالك قرابة بين كتابه وكتاب ألف ليلة وليلة، لكنّ المتخصّصين بأحوال الطقس نصحونا بالعدول عن ذلك. فالأمر خطر جداً بالنسبة لرجل هزيل كالسيد دي سيرفانتس. عندها وقع خيارنا على الزلاّقة المائية السريعة، تلك التي تعبر مضيق جبل طارق في غضون ثلاثين دقيقة.

    ماذا أرتدي؟

    الجلاّبة البيضاء، الطربوش الأحمر والبابوج الأصفر.

    سأُعلم وزير الثقافة!.

    لا تفعلوا، فالسيد سيرفانتس يكره الواجبات واللّغة الخشبية.

    صعد الوالي في سيّارته وطلب من السائق إنزاله في بولفار باستور، قبل "الكافي دو باري". نزل لوحده شارع أنوال وصولاً الى مسرح سيرفانتس. كان يستدلّ على الطريق من رائحة البول. لدى وصوله أمام تلك الواجهة التي يبدو أنها كانت جميلة جداً فيما مضى، سدّ أنفه وانحنى ليرى ما الذي تجمّع عند المدخل. هنالك بقايا من كلّ شيء. هرّ ميت، جرذان مقتولان، عشرات أكياس الأقذار، كرسيّ حديدية قديمة، بزّة تعود لإحدى الشخصيات التاريخية أكلها العثّ...

    كان مُشمئزّاً ويائساً.إذ يجب تنظيف هذا كلّه في أسرع وقت ممكن. دفع الوالي المال الى أفارقة اقامتهم غير شرعيّة، مُشاركين في العبور السرّي لمضيق جبل طارق، وذلك من أجل تنظيف المسرح خلال الليل. وأخذ يراقب العملية بنفسه وهو جالس داخل السيارة؛ كان يقرأ دون كيشوت وهو يُلقي نظرة على عمل الأفارقة. في الصباح، أصبح كلّ شيء نظيفاً.

    بعد ثلاثة أيام، توقّف الهواء وهدأ البحر. راحت الأشجار تعدّ أغصانها والعصافير تُعيد بناء أعشاشها. كانت السماء زرقاء، والبحر يلمع كمرآة قبضت على السماء. كان بن ومُزاح مُستعدّيْن. وصل الوالي أيضاً الى منزل المؤرّخ، حاملاً بيده ناضوراً عسكرياً. صعدوا جميعهم الى الشرفة لتقصّي الأفق. كان السيد ميغيل دي سيرفانتيس في طريقه اليهم.

    لم يصل وحده. كان يرافقه سانشو بانسا، وزورا الجميلة، ووالدها، حدجي مراد، الذي بدا غير راضٍ لأنه تمّ هديها الى المسيحية، ولالاّ مارين (التي تُكتب اليوم مريم) المسؤولة عن هذه المأساة، وشقيقان توأمان يشبهانها بصورة غريبة.

    أُطلقت سبع طلقات مدفعيّة للإعلان عن وصول السيد دي سيرفانتس. توقّفت حركة السير، وتصدّرت الموكب جوقة البوّاقين. كان سيرفانتس يمشي سيراً على الأقدام وينظر الى الأعلى ليرى النساء على الشرفات. كان بن ومُزاح سيستقبلانه عند مدخل المسرح. وأمام الحشد المدهوش، فتح الوالي كتاب "دون كيشوت" على الصفحة 450 وألقى:

    "أهلاً وسهلاً في مدينتنا بمن أشهد بشرفي أنه المرآة والمنارة والنجمة ومرشد الفروسية الشاردة!. أهلاً وسهلاً بالفارس دون كيشوت دي لا مانشا؛ لا المزيّف والوهميّ الذي وصفوه لنا مؤخّراً في قصّة كاذبة، إنما الأوحد والحقيقيّ والشرعيّ: ذاك الذي وصفه لنا سيدي أحمد بينينغلي، الموجود بيننا!"

    بعد لحظة صمتٍ وذهول، ألقى الكاتب الكبير خطاباً على غرار أيام زمان:

    "كلّ من ينتقِ الشجرة المناسبة، يحظَ بظلّ وارف. حالفني الحظّ بالعثور على الشجرة المناسبة، شجرة النشوة والخيال، شجرة تعطي ثمارها الجرأة والقوة، الشجرة التي تغذّي أذهاننا بالأحلام والجمال. لقد تركت القصّة لقوانين النسيان. لا أتبع سوى كتاب، مؤلَّف واسع رسمه الزمن وكتبتْه الحياة. أعرف بأن الكتب هي حرّيتنا، حتى ولو ادّعى البعض أنها مجرّد أكاذيب. فإنّ الكتب تمنحنا إمكانية الدخول الى حصن أو قصر مذهل، حيطانه من الذهب المصمّت، شرفاته من الماس وأبوابه من الياقوت... وليس هذا كلّ شيء. أخيراً، ومع أنني متّ، فالموت لم ينتصر أبداً. الى اللقاء يا رفاقي!"

    ثمّ ذهب كما جاء. اختفى في البحر لحظة هبوب الهواء الشرقيّ ليُحيّي مروره.
                  

09-06-2005, 11:59 AM

ايهاب
<aايهاب
تاريخ التسجيل: 05-06-2002
مجموع المشاركات: 2878

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دون كيشوت في طنجه ..قصة قصيرة غير منشورة للطاهر بن جلون (Re: Hatim Elhassan)

    شكرا على الامتاع
                  

09-07-2005, 06:16 AM

Hatim Elhassan

تاريخ التسجيل: 05-11-2005
مجموع المشاركات: 576

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دون كيشوت في طنجه ..قصة قصيرة غير منشورة للطاهر بن جلون (Re: Hatim Elhassan)

    Thanks Ihab

    up


    more readings

    hatim
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de