من قتل قرنق ..موسيفيني ..الحكومة..الحركة....ام الاحوال الجوية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 09:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-20-2005, 01:07 AM

امير عبد الماجد
<aامير عبد الماجد
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 318

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من قتل قرنق ..موسيفيني ..الحكومة..الحركة....ام الاحوال الجوية

    تقرير: أمير عبد الماجد
    لا أصدق انه لم يعد موجودا بيننا .. لماذا تحطمت هذه المروحية من بين ملايين المروحيات في العالم لتأخذ البطل .. كانت الكلمات الصادرة عن الفتاة العشرينية التي وقفت تبكي بشوارع العاصمة الكينية نيروبي حائرة في المها وصدمتها.. كان مشهدا من بين عشرات المشاهد التي يثتها قناة «الجزيرة» القطرية يومذاك .. وهي مشاهد اختلط فيها الخبر بالبكاء والاجندة والتعليق، بعد ساعات قليلة من اعلان وفاة النائب الاول لرئيس الجمهورية د. جون قرنق اثر تحطم مروحية الرئيس اليوغندي يوري موسفيني التي اقلته من رواكيتورا الى منطقة نيو سايت بجنوب السودان.
    د. جون قرنق كان قد غادر الخرطوم متوجها الى نيوسايت .. ويبدو ان مؤسسة الرئاسة السودانية لم تكن تعلم ان الدكتور سيتوجه الى يوغندا للقاء موسيفيني استنادا الي حديث الرئيس لحظة اعلان الخبر اذ قال (ضمناً) ان موسفيني ابلغه ان قرنق كان في زيارة خاصة الى كمبالا.
    هذا الحديث عندما تقرأه مع مغادرة قرنق للخرطوم بطائرة خاصة اوصلته الى مطار عنتبي والرحلة هنا كانت ذهابا فقط استقل بعدها مروحية الى مزرعة الرئيس اليوغندي موسفيني بمنطقة رواكيتورا التي تبعد ثلاثمائة كيلو متر غرب العاصمة كمبالا، تبدو فرضية مغادرته دون علم الحكومة منطقية .. رغم نفي الحركة الشعبية ان زعيمها غادر دون علم الحكومة.
    عموما وصل قرنق الي مزرعة موسفيني والتقي الرئيس اليوغندي وبعض السفراء الاجانب المعتمدين لدى يوغندا وهو لقاء يرى كثيرون ان التساؤلات حوله كثيفة، اذ استبعد قادة الحركة عنه (لم يحضر ايا منهم اللقاء) وعقد بعيدا عن مكاتب الدولة (بمزرعة الرئيس).
    الاخبار التي رشحت قالت انه ـ أي اللقاء ـ ناقش اشكالات جيش الرب الموجود بجنوب السودان، وناقش ايضا مستقبل الاقليم الذي نال حظا وافرا من الامتيازات (السلطة والثروة) في اتفاق السلام الموقع بين الحركة الشعبية وحكومة السودان.
    الثابت هنا ان اللقاء عقد وان د . جون قرنق غادر مزرعة الرئيس واستقل طائرته الرئاسية متوجها الى نيو سايت بجنوب السودان.
    الطائرة التي استقلها النائب الاول للرئيس هيلكوبتر من طراز (م ـ 1 ـ 3) خاصة بالرئيس موسفيني .. غادرت المزرعة يوم السبت حوالي الرابعة الا ربعا بالتوقيت المحلي ليوغندا.
    في الخامسة الا خمس دقائق غادرت مطار عنتبي، بعد ان تزودت بالوقود متوجهة الى نيوسايت وحلقت فوق (كيرنفا) قرب (كيدييو) حوالي السادسة والنصف مساء قبل أن تحاول الهبوط في نيو سايت وهي محاولة فشلت بسبب سوء الأحوال الجوية.
    واصلت المروحية التحليق باتجاه الجنوب الغربي متوجهة الي بيري قرب الحدود الكينية عندما قطع الاتصال بين مطار عنتبي والطائرة.
    تحرك الطائرة ومعاناتها جاء على لسان المتحدث باسم الجيش اليوغندي المقدم شابان بانتاريزا استنادا الى معلومات مطار عنتبي.
    قبل ان نواصل دعونا نتوقف عند بعض المناطق التي ذكرت .. (رواكيتورا) هي المكان الذي اقام فيه الرئيس اليوغندي مزرعته و(كيدييو) هي حديقة وطنية يوغندية محاذية للمكان الذي كان يقصده د . جون قرنق (منطقة نيو سايت) جنوبا.
    في يوغندا كان الوضع مضطربا استنادا لتضارب التصريحات والوقت الطويل الذي اخذته قبل الاعلان عن فقدان الطائرة رسميا، اذ اكد مسؤول يوغندي كبير لرويترز التي قالت انه فضل حجب اسمه (من المحتمل ان الطائرة واجهت مصاعب جوية وهبطت اضراريا بمكان ما ...!).
    جملة مكان ما .. كانت كافية ليبدأ السباق .. الفضائيات (لفحت الخبر) وبدأت تطارده. واعتقد ان الناطق باسم الحركة الشعبية ياسر عرمان الذي زهد في العمل السياسي عقب مصرع قرنق كما جاء في الانباء .. واجه ياسر عرمان ليلة قاسية وواجه ضغوطات كبيرة من وسائل الاعلام التي تحولت الى نيروبي (حيث كان عرمان موجوداً هناك وقتها) .. بحثا عن رقم هاتفه او صوته.
    عرمان لم يجد ما يقوله سوى (قرنق بخير وطائرته وصلت السودان بسلام)، واضاف ان خبر فقدان الطائرة مجرد شائعات لا اساس لها من الصحة. والسؤال المنطقي هنا اين حطت مروحية قرنق ..؟! هنا وجد عرمان نفسه في مأزق فقال بمكان ما في جنوب السودان .. وبدا واضحا انه لا يود الاستماع لاسئلة اخرى، تماما كالقيادي البارز بالحركة سامسون كواجي الذي رفض التعليق على الخبر.
    فقدان الطائرة اربك حسابات الجميع .. الحركة الشعبية دعت ممثليها في الخرطوم لاجتماع طارئ بنيو سايت .. الحكومة يبدو انها لم تكن تعلم.
    اخيرا لملمت حكومة يوغندا اطرافها يوم الاحد وقالت رسميا ان الطائرة التي كانت تقل نائب الرئيس السوداني د . جون قرنق غادرت يوغندا مساء السبت متوجهة الي نيو سايت ولم تصل .. واضافت على لسان الكولونيل شابان بنتاريزا (كل ما نعرفه انهم غادروا من هنا وذهبوا .. لا نعرف اين هم .. ليس هناك اتصال ..؟).
    لم يشر بنتاريزا الى جهود بذلت او ربما تبذل من حكومته، لكن مصدرا امنيا تابعا للامم المتحدة باقليم (كيتجوم) قال ان اربع طائرات هيلكوبتر شوهدت وهي تقوم بما يشبه عمليات البحث فوق الاقليم الواقع شمال اوغندا بالقرب من جنوب السودان.
    الثابت هنا ان وقتا قد مضى بين سقوط طائرة النائب الاول ومعرفة الحكومة بالخبر قدره وزير الخارجية د. مصطفي عثمان اسماعيل باكثر من (24) ساعة، اذ عرف الرئيس خبر اختفاء الطائرة في اتصال هاتفي من الرئيس اليوغندي موسفيني في التاسعة من مساء الاحد. ربما لم يكن متاحا وقتها معرفة ما اذا كانت الاطراف كلها تعلم ان الطائرة تحطمت وان نائب الرئيس قد فارق الحياة برفقة طاقم الطائرة وحرسه الخاص، لكن يبدو هنا ان الاطراف كلها عاشت لحظات عصيبة قبل التأكد من النبأ واعلانه رسمياً.
    حالة من الحزن خيمت على خطاب الرئيس السوداني، مع تأكيده على مسيرة السلام والشراكة مع الحركة الشعبية. وبدأ حديث ربيكا في نيو سايت واضحا (كنا نحاول الاتصال بهاتفه الذي كان يرن دون ان يجيب الدكتور .. لكنني بعد مضي هذا الوقت عرفت ان جون قرنق ليس بخير، لو انه بخير لجاء الى نيو سايت على رجليه .. انه رجل قوي..
    اخيرا .. اصدر موسفيني بيانا نعى فيه د . جون قرنق. وخصص نصفه تقريبا لامتداح طائرته الرئاسية التي اقلت الفقيد. وقبل ان ينهي البيان اعلن عن تشكيل لجنة من ثلاثة خبراء أوكل لوزير النقل مهمة تسميتهم، وقال انه سيطلب عونا من دولة اجنبية محددة.
    لاحظت ان موسفيني في بيانه حاول احتواء مسألة اللجان وجعل لجنته هي المسؤولة عن الامر .. وربما حاول ارضاء اميركا ووجه رسالة مبطنة الى اللجنة بضرورة عدم الخوض في امكانية تعرض حياة جون قرنق للخطر بسبب عيوب في الطائرة، لانها ظلت في خدمته لـ ( سنوات وهي مزودة بتقنية عالية تمكن طاقمها من استخدام الراديو لمعرفة الارتفاع عن مستوى البحر ومزودة براديو لمعرفة نوع الطقس والسحب الرديئة وسلاسل الجبال على بعد مائة كيلو متر، والطائرة مزدوة حسب موسفيني بخارطة متقدمة تمكن السائق من تحديد الموقع في اى وقت. وبها جهاز انذار سماعي في حال اقتربت من الجبال، وهي محصنة ضد الصواعق وقادرة على الطيران اناء الليل واطراف النهار.
    هذه المزايا ختمها موسفيني بعبارة (رغم ذلك لم نكن نحبذ ان تطير ليلا في المناطق الجبلية او المناطق التي تنخفض فيها الرؤية) هذا هو الخطاب الاول (البيان) ولاحظ اهتمامه بنفي اية تهم للطائرة الرئاسية، وهو امر تكرر بعدها عندما دخل الاراضي السودانية وزار مدينة (ياي) بجنوب السودان لالقاء النظرة الاخيرة على جثمان د . جون قرنق.
    في خطابه هناك ركز ايضا على نفي اية تهم قد تطال طائرته. وقال (هذه مروحيتي التي اسافر بها في كل الاوقات). وبدا كمن يبحث عن مبررات لها عندما قفز الى افتراضات (اما ان قائد الطائرة لم يحسن التصرف او ان الرياح تسببت في ما حدث او ربما كان عطلا في الاجهزة .. او عامل خارجي).
    هنا بدأ يبحث عن مبررات للطائرة .. الرياح مع أنه قال انها مزودة براديو لمعرفة نوع الطقس وكشف حتى السحب الرديئة. وبها جهاز انذار سماعي ومحصنة ضد الصواعق .. وقال في افتراضاته ربما كان عطلا في الاجهزة، مع انه اشاد بكفاءة الطائرة ولم يذكر اصلا معلومة عن اعطال بها طوال الـ ( سنوات التي قال ان الطائرة قضتها في خدمته بكفاءة.
    صحيفة صنداي مونيتر اليوغندية، تحدثت عن عيوب بالطائرة وتحديدا في نظام الرؤية الليلية. واشارت الى خلاف حدث داخل الحكومة بين مجموعة تطالب باجراء اصلاحات بالطائرة ومجموعة تطالب بشراء طائرة جديدة. وهو خلاف حسم (والحديث على ذمة الصحيفة اليوغندية) حسم بارسال الطائرة الى روسيا البيضاء لصيانتها، وهي صيانة كلفت الخزانة اليوغندية بداية العام الحالي خمسة ملايين دولار حسب الصحف، ومليونين وخمسمائة الف دولار حسب الحكومة اليوغندية.
    لندع رقم الصيانة المختلف عليه جانبا .. هناك اذن عيوب في نظام الرؤية الليلية للطائرة .. هي عيوب اقتضت اصلاحها بملايين الدولارات؟ هذه المعلومة لم يشر لها موسفيني الذي ظل يمتدح طائرته الرئاسية ويحاول اظهار مزاياها اينما حل.
    دعونا نذهب للسيناريوهات المتداولة او التي افرزها حادث مصرع النائب الاول لرئيس الجمهورية دكتور جون قرنق.
    الصحف اليوغندية تحدثت عن فرضية تسلل بعض افراد المخابرات الرواندية الى مطار عنتبي. وتقول انهم ربما نجحوا في وضع قنبلة بالطائرة، ومعلوم ان العلاقات الرواندية الاوغندية ليست على ما يرام. وبعض هؤلاء روايتهم بالقول ان اوراق الطائرة او لنقل الكتيب الذي يحوي المعلومات الاساسية عن الطائرة مفقود منذ عام 2002م. ويؤكد هؤلاء ان المستهدف بالقتل لم يكن د . جون قرنق وانما الرئيس اليوغندي موسفيني. هذه الرواية قد تبدو منطقية الي حد ما، لكن بالنظر الى شخصية الرئيس موسفيني الذي لا يتلاعب في امنه الشخصي وطائرته، يصعب النظر اليها بجدية، فالرئيس موسفيني مهموم جدا بأمنه وامن اسرته، الى درجة انه ارسل ابنته بطائرة مروحية الى المانيا لتضع مولودها. وعندما واجهته الصحافة المحلية قال انا لا اثق بالاطباء اليوغنديين، وكان من الضروري لي ولافراد اسرتي اتخاذ احتياطات امنية، فأنا مستهدف دائما من اشخاص يريدون قتلي وقتل افراد اسرتي باساليب عديدة قد يكون من بينها استخدام هؤلاء الاطباء.
    من الصعب تصور ان شخصا بهذه الذهنية الامنية قد يفرط في أمن مروحيته، كما ان د. جون قرنق نفسه كما يقول بيتر فيرني رئيس تحرير خدمات المعلومات السودانية المستقلة، كان رجلا ذكيا جدا عرف بعد ان تعرض لمحاولات قتل عديدة في السابق، كيف يحمي نفسه وغالبا باجراءات أمنية ـ ذكية ـ تحيط به، بالاضافة الى ان قرنق الحاصل على شهادة عليا في الاستخبارات وخاض دورة لما يسمى بالتقديرات الاستخباراتية، من الصعب الحديث عن امنه الشخصي بسهولة.
    هناك سيناريو سقوط الطائرة بفعل الظروف الجوية، وهو سيناريو قد تعضده رواية صحيفة صنداي مونيتر اليوغندية، التي ذكرت ان الطائرة عانت في وقت سابق من اعطال في نظام الرؤية الليلية استدعت ارسالها الى روسيا البيضاء لصيانتها.
    وهناك سيناريو يقول ان الحكومة السودانية ربما كانت وراء مقتل د. جون قرنق. ومصدر هذا السيناريو ربما بعض السياسيين الجنوبيين، او القوى التي تحمل السلاح كتصريح عبد الواحد محمد نور من حركة تحرير السودان الذي اتهم الحكومة، لكن هذا السيناريو يصطدم بحقيقة ان الحكومة ربما كانت لديها مصلحة في قتله سابقا. وهي مصلحة انتهت بتوقيعه لاتفاق سلام معها. وهي حسب المنطق وحسب مصلحتها ربما كانت الجهة الاحرص على حياة قرنق بعد توقيع الاتفاق لانه الاقدر على توحيد الصف الجنوبي، وباعتباره الشخص الذي وقع الاتفاق معها ووصل معها الى السلام. وتدرك الحكومة جيدا ان وفاته قد تهدد مسيرة السلام، وتدرك ايضا ان وجود د. جون قرنق في الحكومة سيخفف من الضغوطات الدولية التي تواجهها الخرطوم من المجتمع الدولي واميركا على وجه الخصوص.
    وهناك سيناريو يتحدث عن خلافات داخل الحركة الشعبية ربما قادت احد الاجنحة الحانقة عليه الى تصفيته او ربما لجأت الفصائل الجنوبية الاخرى ـ غير الحركة ـ لتصفيته. ويقول اصحاب هذه الفرضية ان الحركة عانت في اوقات سابقة من خلافات في اشارة لما حدث في عام 1991م بين قرنق ورياك مشار ولام اكول، او ربما لخلافات اخيرة روجت لها الصحافة السودانية بين قرنق وبعض قيادات الحركة الشعبية. ويشير هؤلاء الى صراعات بين دينكا بور ودينكا بحر الغزال واتهامات من بعض قبائل الاشولي والباريا واللاتوكا والزاندي الذين يعتقدون ان الحركة ظلمتهم، وان ابناء الدينكا سيهيمنون على المواقع القيادية في الحكومة الانتقالية المقبلة.
    هذا السيناريو ضعفه ربما في اظهاره الحركة الشعبية كجزر معزولة، وهو ما ثبت بالتجربة انه غير صحيح، اذ تماسكت الحركة واجمعت على سلفا كير الذي يتحدث عن قرنق بحرارة الآن، ويتعهد بالمضي قدما في تنفيذ رؤية جون قرنق، رغم ان احتجاجات سلفاكير هي التي دفعت قرنق لعقد اجتماع ازمة الخريف الماضي برومبيك، لكن جون قرنق عين فيما بعد سلفا كير نائبا له في حكومة الجنوب.
    وكانت هناك انتقادات وجهت لجون قرنق طوال الـ 21 عاما التي قاد فيها الجيش الشعبي، فقد قام بداية هذا العام مثلا بحل مجلس التحرير الوطني للحركة، قائلا انه ادى غرضه خلال الحرب وعين قادته في المناصب القيادية، لكن ذلك لم يوقف الاعضاء عن الاحتجاج، فقد قال لوال دينق وول (71) عاما عضو الدائرة الداخلية لقرنق.. ذهبت اليه في الخرطوم وسألته لماذا حللت المجلس .. فأجابني لقد قررت.. ويعلق لوال على المسألة بالقول (المشكلة انه يقرر وحده).
    رغم ذلك تظل فرضية تصفية نائب الرئيس وقائد الحركة الشعبية من قبل مجموعات بالحركة ضعيفة، لان وجود مجموعات أمر مستبعد بعد ان اثبتت انها متماسكة، كما ان من يؤيدون هذا السيناريو لم يقدموا دليلا واحداً يشير الى مكاسب قد تحققها قيادات الحركة في حال رحيل قائدها د. جون قرنق.
    نصل الى جيش الرب الاوغندي الذي قد يكون حطم الطائرة بواسطة صاروخ انطلق من الارض، ويعتقد اصحاب هذه الرواية أن طائرة جون قرنق التي تعرضت لسوء الاحوال الجوية ربما حاولت الهبوط على الارض وتعرضت لصاروخ او رصاص من قوات جيش الرب الذي ينشط بالمنطقة، خاصة ان جيش الرب يملك الدوافع التي تجعله يستهدف طائرة موسفيني الرئاسية ايا كان الشخص الذي يستقلها، بالاضافة الى ان قرنق كان حدد خيارات واضحة لجيش الرب، اما الانسحاب من الجنوب او توقيع اتفاق سلام فوري مع الحكومة اليوغندية. وكان قرنق قد اكد اكثر من مرة ان خروج جيش الرب من شرق الاستوائية من اهم اولويات حكومة الجنوب، بالاضافة الى ان البند المعلن للقاء قرنق وموسفيني كان جيش الرب الذي يعتقد أن صفقة ما قد عقدت بين موسفيني وقرنق، لذا بدأ ينشط في الهجوم على مواقع عسكرية ومدنية بين بحر الغزال وشرق الاستوائية. والثابت ان قوات كوني نصبت عدة كمائن لناقلات تجارية اخيراً من اجل الحصول على الطعام والمواد التموينية، كما استهدف جيش الرب سيارة مسؤول سوداني بمدينة توريت وهاجم سيارة تابعة لولاية شرق الاستوائية.
    واول مؤشر لضعف السيناريو جاء من الحركة الشعبية التي اعلنت انها تسيطر تماما على المنطقة التي سقطت فيها الطائرة. وهذا يعني ببساطة ان جيش الرب غير ناشط هناك.
    د. حسن مكي ذهب الى سيناريو اشعال الفتنة وتصاعد الصوت الانفصالي. ويبدأ السيناريو بمعلومة تقول ان المطار الذي اقلعت منه طائرة د. جون قرنق كان محطة مهمة لاحداث كبيرة وقعت بجارة يوغندا «دولة رواندا» التي عاشت احداثا لا تنسى، بعد ان تعرضت طائرة الرئيس الرواندي لصاروخ دمرها تماما بعد لحظات من مغادرتها لمطار عنتبي اليوغندي.
    بعدها اشتعلت رواندا ودارت حرب البحيرات الشهيرة التي اودت بحياة مليون شخص من ابناء رواندا «حوالي ربع السكان». وعندما انتهت هذه الدراما الدامية تولى وزير الدفاع اليوغندي السابق بول كيقامي وهو يوغندي من اصل رواندي، منصب رئيس رواندا، وسط تعاطف دولي كبير بعد الابادة العرقية التي تعرض لها التوتسي.
    فهمت السيناريو كالتالي .. ضرب الطائرة .. ثورة شعبية جنوبية واحداث عنف عرقي، ثم ردة فعل حكومية وشمالية غاضبة ومذابح.. وزير دفاع يتولي الرئاسة وسط تعاطف دولي واسع مع مواطنين تعرضوا للمذابح من الحكومة والمليشيات.
    هذه الفرضية تبدأ بكيف تنظر يوغندا لجنوب السودان... وهي نظرة لا تغفل طبعا الجوانب الأمنية والاقتصادية او ما قدمته يوغندا للحركة الشعبية في السابق.وقد لا تنتهي بسوال عن العلاقه التي ربطت قرنق وموسفيني منذ ايام الدراسه بالعاصمة التنزانية دار السلام
    د. حسن مكي يقول إن المعادلة الجنوبية معقدة وتقف خلفها قوى دولية كان لها استثمارها في الحرب الاهلية، وليس منطقيا ان هذه القوى ستتخلي الآن عن مكاسبها، خاصة والجنوب منطقة بترول وثروات.
    يوغندا مثلا سكانها حوالي «26» مليون نسمة ومساحتها «95» الف ميل، في حين يسكن خمسة ملايين نسمة هم سكان الجنوب في مساحة «250» الف ميل.. هذا الوضع يجعل من الجنوب «أرض ميعاد» ليوغندا التي تحتاج الى ثروات تدعم اقتصادها.
    أول من وجه اتهاما لجهة ما رسميا حتى الان صحفي يوغندي اسمه «موندا»والاتهام وجه لموسفيني
    بعد ان تسلمت حكومة يوغندا جثامين طاقم الطائرة الرئاسية الذين رحلوا بعد تحطم المروحية، اعلنت يوم وداعهم عطلة رسمية بيوغندا، وذهب موسيفي لإلقاء خطاب بهذه المناسبة.
    في هذا اليوم خصص الصحافي موندا الذي يقدم برنامجاً يحمل اسمه بمحطة «FM» حلقته لمناقشة الموضوع تحت عنوان «هل يمكن للحكومة تبرير العطلة العامة اليوم».
    موندا استضاف في الحلقة مساعد الوزير الخاص للشؤون السياسية مؤسس بيروهانقا، والعضو التشريعي أوكومو ريفان وشارك بالهاتف رئيس منظمة الأمن الخارجي السابق ديفيد بيكول.
    موندا وضيوفه استمعوا لحديث موسيفني الذي شن فيه هجوماً عنيفاً على الصحافة من داخل الاستديو،حيث قال موسفيني انه يتوجب على صحافيي «الريد بيبر» ان يتوقفوا. واضاف هؤلاء اولاد صغار مشغولون بالفتيات العاريات، ويجب الا يتدخلوا في الامن الاقليمي ليوغندا. واشار الى صحيفة الاوبزرفر
    قبل ان يهاجم (موندا) الذي قال عنه (لقد شاهدت هذا الشاب موندا يكتب عن رواندا والسودان وال(ـ (VPDF) يجب ان يتوقف.. هذه ليست طريقة تدار بها البلاد.. اذا تدخلوا في الامن القومي فإنني ساغلق هذه الصحف) واضاف (اذا ارادوا الاستثمار بيوغندا يجب الا يتدخلوا في الشأن الاقليمي للمنطقة..)
    موندا رد علي موسفيني من الاستديو بالقول (لا احد سيتوقف على الاقل انا لن اتوقف.. اذا اغلق الصحيفة وخرجت من المنطقة ساسعى للحصول على وظيفة) ويضحك موندا قبل ان يقول (هذا الرجل يريدني ان انافسه على وظيفته.. عليه ان يأتي ويغلق المونيتور) وتدخل بيروهانقا الموجود في استديو الاذاعة محاولا ايقاف تهديدات موندا.. بالقول (جميل استمر وافعل ما تريد وانتظر)
    * استمر موندا في هجومه على موسفيني وقال لبيروهانقا (رئيسك ليست لديه الصلاحية لاغلاق صحيفة ولو ليوم واحد.. مشكلة موسفيني انه يجلس في القصر ويقول لكم اقفزوا، فتسألون الي اية درجة من الارتفاع. ويقول اصرخوا فتسألوا الي اية درجة صوتية.
    حاول بيروهانقا الدفاع عن موسفيني لكن موندا استمر واتهم حكومة يوغندا بقتل جون قرنق عندما قال (هل تزعمون ان المونيتور هي التي تسببت في موت قرنق.. ام انه سوء ترتيبكم.. ان امن قرنق تعرض للخطر بسبب حكومتكم التي وضعته في مروحية بالية وجعلته يمر عبر جبال الاماتونج ليلا. واضاف: انتم تعلمون ان كوني يملك صواريخ استنقر (ارض جو) هل انتم مدركون لحقيقة ان جون قرنق مات على جبال الاماتونج، حيث تشكون دائما من وجود كوني هناك.. وتساءل موندا (الموجود بالسجن حاليا) هل تعلمون ان حكومتكم قتلت قرنق بسبب العجز وعدم الكفاءة، لقد تسببتم في وفاة الرجل بسبب عدم الكفاءة.
    * حاول بيروهانقا التدخل مجددا، وطلب من موندا ان يسحب كلامه لكن موندا قال (لن اسحب كلامي) واذا استدعتني الشرطة سأقول ان حكومة يوغندا تسببت في موت قرنق لعدم كفاءتها. الرئيس قال ان الطائرة قادرة على اكتشاف سوء الاحوال الجوية لمسافة مائة كيلومتر.. لماذا لم تكتشف سوء الاحوال الجوية.
    * بعدها وصل خطاب من الـ بي سي اولو مورا بصورة الى وزير الدولة بوزارة الاعلام بصورة الى المفتش العام للشرطة، الخطاب قال (قرر المجلس تعليق سريان رخصتكم الاذاعية فورا حتى تجرى تحقيقات اكثر حول الامر) وبالفعل توقفت الاذاعة بعد ان اتهمها المجلس بانتهاك بنود من قانون الاعلام الاليكتروني اليوغندي.
    موندا استبق الجميع واتهم حكومه يوغندابقتل قرنق ودخل عليها من المكان الذي تخشاه وهو هليكوبتر موسيفيني
    موندا يواجه الان تهما بالسجن قد تصل الي خمس سنوات في انتظار ان تعلن لجان التحقيق ما توصلت اليه .
    تبقى السيناريوهات مفتوحة امام اللجنة الوطنية السودانية التي يرأسها القاضي ابيل اليرالمتواجدة الان علي بعد خطوات من مقر اقامه موسفيني بكمبالا .لاشك انها مطلعة علي السيناريوهات ولاشك انها ستلتقي الخبراء الاجانب الموجودين بكمبالا وقد تسأل كل التساؤلات القلقة التي ذكرناها وقد تطلب لقا موندا الذي سبقها ووجه اول اتهام علني في سياق الاجابة علي السوال من قتل قرنق؟
    عن جريدة الصحافة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de