ونسة بائعات طواقى وستات شاى

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 10:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-17-2005, 09:46 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ونسة بائعات طواقى وستات شاى

    Quote: رحيل قرنق يضع حداً لنشاط الحركة الشعبية في الشمال


    --------------------------------------------------------------------------------

    لماذا غابت مجموعة بور عن حفل

    تنصــــيب الـــنـــائـــب الأول ؟


    --------------------------------------------------------------------------------

    هــــل يصبح فـــاولينو حــــليف

    ســلـــفـــــاكــير الأســـــــاسي ؟


    --------------------------------------------------------------------------------

    صــــمــــت ســلفــــــاكـــــير

    ينـطــوي عـلى ســـر مكــنــون

    --------------------------------------------------------------------------------

    ... من ملامح ما يدور في الذهن الشعبي سيل الأحداث الدرامية في حلبة التدافع السياسي التي في كثير من تفاصيلها تمثل صورة للامعقول السياسي الذي لم يحسب له حساب ذلك أن حسابات البشر تقصر دائماً عن تقديرات الخالق تعالى ومشيئته وهم لا يملكون إلا أن يسألوا الله سبحانه اللطف في قضائه لارده أو تأجيله . والعبد في التفكير والرب في التدبير كما يقولون

    ويجتاح القلق كثيراً من المهتمين بالشأن السوداني على مستقبل السودان السياسي بعد النظر إلى تحديات الوحدة والانفصال ومن يملأ الفراغ الناجم عن غياب قائد الحركة الشعبية الشهيد الدكتور جون قرنق وسبق أن قلنا إن هذا الفراغ لا يمكن ملؤه الا بالمؤسسية. ولعل كل صالونات العاصمة ومنتدياتها تتحدث عن تداعيات أحداث الاثنين الأسود والمزاج الانفصالي الذي برز شمالاً وجنوباً .. وما حدث من حرق للاسواق في الخرطوم وجوبا . ومن المؤكد أن لهذه الاحداث تداعياتها ودلالاتها وهي احداث محزنة ومؤسفة وموجعة.

    ولكنه لا تمثل التحدي الوحيد أو الأخير الذي شهده السودان. فالسودان مر بظروف صعبة وقاسية وإمتحانات كثيرة . ولقد سبق أن مرت (الانقاذ) بثلاثة امتحانات عسيرة ولكن حفتها الألطاف الإلهية فحولتها برداً وسلاماً كما حدث لإبراهيم عليه السلام (يانار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم).

    وتجلى اللطف الإلهي الأول بعد المحاولة الفاشلة التي تعرض لها الرئيس حسني مبارك في (أديس ابابا) حينما صدرت قرارات مجلس الأمن بإدانة السودان وتمت الترتيبات لفرض حظر على تدفق السلاح إلى السودان وفرض حظر على الطيران وعلى الخطوط الجوية السودانية وعقوبات إقتصادية . وكان حينها ممثل (مصر) في الامم المتحدة ووزير خارجيتها هو الامين العام الحالي للجامعة العربية السيد عمرو موسى. وكانت الحملة من (الشراسة) بالقدر الذي تعذر على السيد عمرو موسي نفسه الوقوف امامها ووجد نفسه مؤيداً للعقوبات على السودان. وتكون (التجمع الديمقراطي) ضد حكومة السودان وبرزت مقولات رئيس التجمع السيد محمد عثمان الميرغني (سلم تسلم). واعتمدت الحكومة الأمريكية مبلغ (20 مليون) دولار لدول الجوار لعمل إستعدادات عسكرية في مواجهة السودان وحكومته وجيشه ومجاهديه. وتحركت الجيوش الأريترية والامدادات الاثيوبية والدبابات اليوغندية وبدأت الزحف نحو الحدود السودانية في حقبة التسعينات.

    وفجأة انقلبت الموازين أولاً بفعل الصمود الضاري لقوات الشعب المسلحة وللمجاهدين في الجنوب وفي (الميل 40) وفي غيره من المواقع . وفي ظل هذا الصمود القوي جاء اللطف الالهي المتمثل في نشوب الحرب (الاثيوبية - الاريترية) وقد استبان آنذاك ما أعد للسودان في تلك الحرب وحجم العتاد الحربي الضخم من المدافع والراجمات والصواريخ والطائرات وهي تقذف حمم اللهب على بعضها البعض داخل الاراضي الاثيوبية والاريترية وجاءت فعلاً برداً وسلاماً على السودان الذي سلم بتغير الموقف الدولي وانخفضت موجة العداء على السودان في الاجندة الدولية وفي ترمومتر العداء الدولي إذ ما عادت القضية الساخنة هي المسألة السودانية وإنما القضية (الاثيوبية - الاريترية) .و كان هو اللطف الالهي الأول الذي نحمد الله عليه حمداً كثيراً.

    أما اللطف الإلهي الثاني فتمثل فيما حدث من أمر إنشقاق الحركة الإسلامية وكان الناس يتوقعون سيناريو مماثلا لما حدث في اليمن الجنوبي خصوصاً وأنهم اعتقدوا ان مجموعة الترابي لها امتداداتها الأمنية والعسكرية والسياسية. وكلنا يعلم ما حدث في اليمن الجنوبي من تصفيات ومجازر ولكن شيئاً من هذا لم يحدث في السودان وتم لعق الجراح وكان أقصى ما حدث هي المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جاءت بعد سنين والتي كان لها أيضاً توجهاتها العرقية ولم تستطيع ان تقنع العقل الاسلامي أو تؤثر على الاقل على التداخل والتواصل الاجتماعي في الصف الاسلامي.

    أما اللطف الالهي الثالث فقد جاء مع ماحدث في دارفور ونحن نعلم أن قضية دارفور تمثل في بعدها الإستراتيجي (حرب مياه مبكرة).. وهذه الحرب على المياه التي يسمع عنها الناس في الصحف والتي تهييء لها إسرائيل الظروف الموضوعية وتشحذ بها الاذهان لأنها تريد أن تجبر (العسكرية المصرية) إلى أن تتجه إلى الشرق وإلى الجنوب حتى تتبدد طاقاتها في حرب المياه بدلاً من مواجهة إسرائيل وحراسة الحدود معها كما تبددت من قبل واستنزفت في حرب اليمن. والمهم أن حرب دارفور برزت وفي جوهرها (حرب المياه) لأنها إندلعت بين الرعاة الذين كانوا يطلبون المرعى والماء والمزارعين الذين كانوا يجدون (حواكيرهم) وأراضيهم ومزارعهم عرضة لما يسمى بالرعي الجائر.

    وتم توظيف هذا النزاع بين الرعاة والزراع توظيفاً سياسياً كما حدث من قبل الحركة الشعبية والمؤتمر الشعبي ومن قبل السياسيين من الشماليين والجنوبيين. ودخلت هذه الحرب إلى كل بيت أوروبي وأمريكي عن طريق الفضائيات والاعلام الصهيوني وعن طريق إسرائيل التي بعد أن فرغت من دول الطوق تريد أن تفرغ كذلك من دول الدائرة العريضة وكانت تعتقد أن أهم دولة يجب تأديبها واخضاعها وارجاعها إلى بيت الطاعة الاسرائيلي هو السودان. ولنا دلالات كثيرة في ذلك عددناها في كثير من المقالات ولذلك لا نريد أن نمضي وراءها في هذا المقال.

    وكان من المفروض أن تنزل قوات حلف الاطلسي في دارفور وتصبح مهدداً ليس فقط للسودان ولكن حتى لليبيا خصوصاً وأن قوات حلف الاطلسي تملك قواعد أساسية ممثلة في القوات الفرنسية في تشاد والسنغال والجيش البريطاني في سيراليون كما أن الامريكان يوجدون في أعالي البحار المحيطة بالقارة الافريقية سواء كان البحر المتوسط أو البحر الأحمر أو بحر العرب أو المحيطين الهندي أو الأطلسي.

    وهنا برز اللطف الإلهي الثالث متمثلاً في المقاومة العراقية التي شغلت العقل العسكري والسياسي الأمريكي والبريطاني والفرنسي بعيداً عن السودان وبددت جهد هذا العقل وأصبح منغمساً في حرب شرسة دعت حلف الاطلسي بأن يفكر في حفظ الأمن في السودان بالوكالة وينتدب في ذلك الاتحاد الافريقي الذي لا يستطيع هو الآخر أن يصرف على البنية التحتية لتواجد جنوده . ومن المؤكد أن قوات الاتحاد الافريقي لن تصبر على لأواء غرب السودان أكثر من عام آخر في وقت تزداد فيه المقاومة العراقية وتبرز إيران عضلاتها بالإستمرار في تخصيب اليورانيوم لتشغيل محطاتها النووية وتلوح أيضاً بسلاحي المقاومة العراقية والنفط .. ولذلك نحن نقول انه باللطف الالهي تحولت وستتحول انظار الحلف الاطلسي عن السودان . وفي الوقت الراهن اخذت قضية دارفور تفقد قيمتها وما عادت تشكل أولوية في أجندة حلف الأطلسي ولا تشكل الأجندة العليا للنظام الدولي الجديد.

    ومن الألطاف الإلهية كذلك أن إنتهت دراما طائرة الرئيس اليوغندي الرئاسية التي كانت تحمل النائب الأول الراحل القائد الفريق د. جون قرنق على ما انتهت عليه.

    وفي هذا الإطار فاننا نحمد الله سبحانه وتعالى أن هيأ لنا رئيساً في مثل حكمة الرئيس عمر البشير الذي تميز خطابه بالأناة وحسن العبارة والرصانة والدبلوماسية واستطاع أن يرتفع فوق العواطف وفوق الاضطرابات المجنحة التي تكلمت عن منطق المؤامرة في الحدث لكن الرئيس تكلم بلسان رئيس الدولة وكون لجنة تحقيق وتحدث عن اليوغنديين وذكر إستعداده للتعاون مع (الأخوة) اليوغنديين وهي كلمة صعبة تأتي من من هو في قامة الرئيس لأن يوغندا لم تساعده منذ قيام الانقاذ على أن يختار مثل هذه الكلمة كما أن منطق الرئيس اليوغندي لم يدفعه أبداً لأن يستخدم كلمة (أخ) أو (صديق) أو حتى (قيادة) بل أن الخطاب اليوغندي كان مرتبكاً وغير مرتب فمرة يتحدث عن مؤامرة ومرة يتحدث عن حادث عرضي ومرة يتحدث عن وجود جثة زائدة ومرة يتحدث عن أن الرئيس موسفيني لم يحضر مراسم دفن حليفه السابق الدكتور جون قرنق لأنه كان مكتئباً ومحبطاً وحزيناً ثم يتم نفي ذلك ولا نزال في هذه الدائرة التي تثير كثيراً من علامات الشك والاستفهام كما تشير إلى حقيقة أنه مهما أحسنا النوايا فإن الرئيس موسفيني يستبطن في نفسه شيئاً.

    وأنه يعرف شيئاً ولا يريد أن يبوح به ولذلك فإنه يطلق مثل هذه السحب التي تخلق اجواء قاتمة من الدخان ليغطي الحقيقة ويجعل الجو ضبابياً ولا يساعد على إلتماس الحقيقة خصوصاً وأنه تأخر كما قلنا سابقاً عن إبلاغ المجتمع الدولي والمحلي (26 ساعة) بخبر اختفاء طائرته الرئاسية التي كانت تحمل النائب الأول لرئيس الجمهورية الدكتور جون قرنق.

    ومع ذلك فإن الأمور الآن تمضي بسلاسة وهاهو النائب الأول للرئيس الجديد الفريق سلفاكير ميارديت يؤدي القسم في أجواء هادئة رغم علمنا بأنه جرت محاولات كثيرة لإضعاف موقف سلفاكير وجرت محاولات لتلميع ربيكا أرملة الشهيد جون قرنق بل أن البعض رشحها لأن تكون أحد نواب سلفاكير.

    ونعلم أن أحداث الاثنين الأسود كانت أحداثاً منظمة وجاءت بتعليمات من بعض الجهات.. بل كان بعض الشماليين هم الذين يحرضون .. ونحن نعلم أن الحزب الشيوعي بعد أن فشلت إستراتيجيته القائمة على إستلام السلطة بالانقلاب العسكري في أعقاب إحباط حركة الرائد هاشم العطا وبعد أن تمزق الاتحاد السوفيتي وسقطت الاشتراكية والشيوعية ، دخل في تحالفات تارة مع (منقستو) وتارة أخرى مع (أفورقي) ودخل في تحالفات مع الاحزاب الشيوعية الافريقية. واخترق الحركة الشعبية لتحرير السودان عن طريق خمسة من كوادره نمسك عن ايراد اسمائهم الآن ولكنهم معروفون . وأن هؤلاء الخمسة وحفاظاً على مواقعهم في الحركة إرتضوا أن يسيروا خلف الدكتور منصور خالد الذي كان عدوهم وخصمهم السياسي منذ الخمسينات. ومهما يكن فإن وفاة الدكتور جون قرنق وبالطريقة الدرامية التي تمت بها قد وضعت حداً لنشاطات الحركة الشعبية في شمال السودان ونحن نعتقد الآن أن الشيوعيين الشماليين داخل الحركة وخارجها وبعد الاحداث الدامية لا يستطيع من قادوها أن يجابهوا الشعب السوداني ولا يستطيعون مخاطبته كما أنهم أصبحوا غير مرغوب فيهم داخل البيت الجنوبي الذي أصبحت له الآن أولوياته واجندته الخاصة.

    كما أننا نعلم وبناء على معلومات أن القائد الفريق سلفاكير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب يقوم الآن بدراسة خارطة التحالفات الجديدة على مستوى الجنوب وعلى مستوى الشمال وعلى المستوى الاقليمي على ضوء المتغيرات الحادثة ولذلك لا عجب أن لاحظ الناس غياب مجموعة (بور) الا واحداً عن حفل أداء مراسم القسم.. بل ان أكبر أبناء قبيلة دينكا بور وهو شخصية محترمة وحكيمة ظهر مقعده بارزاً ومكتوباً عليه اسمه ولم يحضر مراسم أداء القسم.

    ومع ذلك هنالك غموض الآن بالتفويض الذي منح إلى سلفاكير هل - كما سمعنا - يمتد الى شهرين فقط كما تروج بعض الدوائر أم أنه يمتد إلى ستة شهور؟

    ونرجو أن يكون لمدة ستة شهور لأن الشهرين أو ثمانية أسابيع لاتعني شيئاً في السودان .. ومع ظهور هذا المقال يكون قد مضى منها اسبوع.. وماذا يعني الشهران فخلالهما يكون فقط قد فرغ من تكوين حكومته الانتقالية ومجالسه التشريعية الانتقالية.. إذاً نرجو أن يمتد التفويض إلى ستة شهور ويعقبه إمتداد آخر إلى سنوات.. لأن مما يساعد سلفاكير الآن تواضعه وأناته من ناحية ومن ناحية أخرى كذلك هيمنته على المؤسسية العسكرية داخل الحركة الشعبية ورغبته في اجراء حوار (جنوبي - جنوبي) . ومن المؤكد أن حليفه الاساسي سيكون اللواء فاولينو ماتيب. الذي يضع يده على المناطق حول آبار البترول وهو يعبر عن قبيلة قوية هي قبيلة النوير كما أن له مليشيات مسلحة ومدربة وليس كالدكتور رياك مشار الذي لا يملك جيشاً إنما هو مجرد مثقف واكاديمي ممتاز لكنه يقف بعيداً عن المنطقة.

    وفي هذا الإطار فإن الرزانة التي يتصف بها سلفاكير وخفض خطابه يدل على أنه ينطوي على سر مكنون وأن هذا السر المكنون سيبرز في الوقت المناسب وسيكتشف الناس أنه مسكون بالجنوب وأنه مشغول بتنمية الجنوب وأن الذين يراهنون على توظيف الحركة الشعبية لمصلحة سياسيي الشمال ومصلحة أجندة الحزب الشيوعي واليساريين أو ما يسمى بالتجمع الديمقراطي هي من الأمور الخيالية التي تدخل في باب التمنيات.

    ولذلك نقول ان من الأفضل للتجمع واليساريين وغيرهم أن يصرفوا النظر عن توظيف المسألة الداخلية ومسألة دارفور وأن يدخلوا في حوار حقيقي وجاد مع المؤتمر الوطني. وفي ذات الوقت فإننا نثمن كلمات الدكتور نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني للشئون السياسية والتنظيمية حول الوحدة وأن المؤتمر الوطني تبنى خط الوحدة الاستراتيجية وأنه يريد أن تبرز رؤية سياسية واحدة وأن الذين يتكلمون بغير منطق الوحدة من ابناء المؤتمر الوطني عليهم أن يختاروا منبراً آخر ويختاروا طريقاً آخر وهذه رسالة واضحة وقطع للبلبلة وحسم وتأصيل للاستراتيجية الممضاة.

    ومن ناحية أخرى فاننا كذلك نثمن الدور الذي قام به نائب الرئيس الاستاذ علي عثمان محمد طه في زيارته إلى جوبا وتقديمه العزاء الى أسرة الفقيد الشهيد جون قرنق ولاعضاء الحركة الشعبية .. رغم مسئوليات نائب الرئيس والضغوط المتزايدة عليه في ظرف خلو منصب النائب الأول وخصوصاً في ظرف وضغوط إعادة ترتيب البيت وتشكيل الحكومات الانتقالية على مستوى المركز والولايات والوفود الاجنبية والترتيبات الداخلية والخارجية.

    ومع ذلك وفي اشارة قوية فإن نائب الرئيس علي عثمان كان يعطي الجنوب دوماً الأولوية وحينما برزت قضية التجار الشماليين أو الجلابة إنتهز فرصة تواجده في جوبا ووقف على ما حدث فيها وذهب ومعه فريقه الذي قاد التفاوض وكأنه يريد أن يرسل رسالة قوية للجنوبيين أننا مع اتفاقية السلام وأن كل ما قلناه وقطعنا عليه العزم لابد أن يتنزل على أرض الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي وأن هذا الفريق الذي كان معنا في المفاوضات سيكون حاضراً معنا في كل مراحل تنزيل الاتفاقية وهذا من ناحية.

    ومن ناحية أخرى فإن تحدي اعادة بناء السوق وتعويض التجار والجلابة وجبر الضرر هو من اولويات الحكومة الجديدة . فبدون سوق ماذا سيساوي الجنوب وبدون سوق لن تكون هناك سياسة.. وبدون سوق لن يكون هناك معاش.. وبدون سوق لن يكون هناك إستقرار.. وبدون سوق يبقى البديل بأن تتدخل الدولة بنفسها لتصبح التاجر.. مما يعني بروز ملامح الفساد وهضم حقوق المواطنين وذلك إنشغال الدولة بتوزيع السلع التموينية وممارسة التجارة وغيابها عن حقوقها الاساسية من شق الطرق ونزع الالغام وبناء المدارس والمستشفيات وبناء القدرات وتأسيس الخدمة المدنية والعلاقات مع المركز.

    كذلك مهما كان حجم المشروع الوحدوي فإنه لا يستطيع أن يفعل أكثر مما فعلته مائة سنة من الوحدة وتراكم الخبرات في أن يوفر الظروف الطيبة لآلاف التجار في العمل بالجنوب.. ومهما كان حجم المشروع الانفصالي فانه لن يعدو أن يكون مسبباً للضرر بالجنوب اكثر من حرمانه من خبرة التجار وحرمانه من السوق وها نحن نرى المناطق كرمبيك وياي ويامبيو وطمبرة وماحدث فيها بعد غياب السوق .. لأن غياب السوق يعني أيضاً غياب التعليم وغياب الابداع والتبادل والتواصل التجاري ويعني أن يعود الجنوب إلى مجتمع ما قبل بروز (النقود) . ونحن لا نريد أن يكون الجنوب كذلك في ظل تفجر البترول وفي ظل ميزانيته التي تفوق مئات الملايين من الدولارات بالاضافة إلى ميزانيات الضرائب وغيرها. فلذلك نعتقد أن الاستاذ علي عثمان نائب رئيس الجمهورية كان يحمل في ذهنه كل هذا وهو يزور جوبا ونرجو أن يتابع برنامجه في تعمير السوق ليس فقط في جوبا ولكن في كل مدن الجنوب وهذه فرصة لتعويض التجار في كل تلك المناطق وأن تعود شبكة التجارة لتكون سنداً للوحدة والتواصل مع الشمال.


    ونحن متأكدون وبناء على معلومات بأن حزب الوحدة هو الغالب لأن الجنوب ومهما قيل عن المزاج الانفصالي المؤقت الآن إلا أننا ننظر إليه كجزء من النسيج الاجتماعي والسكاني في فترة الحرب التي دامت اكثر من خمسين سنة وللحرب افرازاتها السالبة.

    فهاهم الجنوبيون الآن بيننا في المدارس.. وها هي مظاهر التفلت الأمني التي حدثت قد إنتهت الآن وعاد الجنوبيون لمواصلة حياتهم الطبيعية كعمال وطلاب وموظفين وجنود وغيرهم وهذا من ناحية.

    ومن ناحية أخرى فإنه لا قوام للشمال ولا الجنوب إلا بالوحدة.. ولم تكن المرارات والأحزان في يوم من الايام هي آلية القياس أو (الترموميتر) لقيام الدول وبناء المدارس والمستشفيات وتكامل الظروف الموضوعية لقيام النهضة ، وخير مثال على ذلك رواندا التي حدثت فيها الحرب الأهلية بين الهوتو والتوتسي وفقدت ربع سكانها في الحرب الأهلية وقتل الهوتو من التوتسي اكثر من مليون نفس .. وقتل التوتسي من الهوتو اكثر من نصف المليون.. أي بين كل ثلاثة روانديين بينهم واحد إما مقتول أو مجروح وإما موتور. وذلك ما دفع (بول كيجامي) لأن يعمل ليس فقط على توحيد رواندا بل توحيد كل منطقة البحيرات بما فيها بوروندي ويوغندا والكنغو.

    ولو كانت الأحزان والمرارات هي التي تحكم أمر الشعوب لما ظل شعار الوحدة مرفوعاً في الصومال.

    إذاً نحن نهنيء نائب الرئيس الاستاذ علي عثمان على ذهابه إلى جوبا واعطائه اولوية لمسألة التنسيق واهتمامه بملف الجنوب.. ونهنيء السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير على فروسيته وكياسته وحسن عبارته وتدبيره وعلى حسن دبلوماسيته مما يكشف بأنه مستوعب لدرس التنوع في السودان ومستوعب لدرس التعامــل مع العالم الخـــــارجي ومستوعب لدرس الخــطاب الخارجي.

    على اسماعيل العتباني الرأى العام
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de