الظواهري ورؤياه الظلامية للحياة فهل من نظرة فعبرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 10:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-14-2005, 04:02 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الظواهري ورؤياه الظلامية للحياة فهل من نظرة فعبرة

    في كتابه "الولاء والبراء" حشد الدكتور "أيمن الظواهري" أكبر عدد من الآيات التي يثبت بها أن هذا "الولاء والبراء" هو عقيدة إسلامية وأن المسلم حتى يكون مسلماً يفرض عليه عدم موالاة الكافرين / الوثنيين وأهل الكتاب وأن يتبرأ من كل من ليس مسلماً ويتخذه عدواً ، كي يكون هذا إثباتاً لولائه للمسلمين وحدهم . لذلك فأول مشكلة تواجه المختلف مع الظواهري هي ما دعم به وجهة نظره من آيات قرآنية صريحة واضحة ، والتي تبدو فيها كراهية واضحة لليهود والنصارى ، والحض على هذه الكراهية، على نفس الدرجة من الموقف من الوثنيين واختصاراً لعرض الآيات سنكتفي بعرض نماذج لا تهمل ما يريد الوصول إليه ، وترى الآيات تقول بحق الوثنيين :

    "لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أ, عشيرتهم" "22 – المجادلة" .





    وأيضاً : "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون . قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين" "23 – 24 / التوبة" . . وكذلك : "لا يتخذ المؤمنون الكافرون أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة" "28 / آل عمران" .

    أما أهل الكتاب فالموقف منهم تحدده آيات أخرى يحشدها الدكتور الظواهري . . من نماذجها :

    "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض من يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين .. فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين" "51 ، 52 / المائدة" . قال الطبري : "ومن يتول اليهود والنصارى دون المؤمنين فإنه منهم ، فإن تولاهم ونصرهم على المؤمنين فهو من أهل دينهم وملتهم .. "التفسير ج 6 / 277" .

    "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" "120 – البقرة" .. أيضاً : "يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين آمنوا يردوكم بعد إيمانكم كافرين" "100 / آل عمران" .

    ويتوقف الدكتور الظواهري مع أمور رآها جديرة بالتوضيح والشرح ، كما في قوله مثلاً: "فرقت الشريعة بين موالاة الكافرين المنهي عنها وبين اتقاء شرهم ، قال تعالى : "إلا أن تتقوا منهم تقاة" ، أي من خاف من بعض البلدان والأوقات من شرهم فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته ، قال ابن عباس : ليس التقية بالعمل إنما التقية باللسان "تفسير ابن كثير 1 / 358"، ولا تضرهم مخالطة الكافرين إذا كانوا محتاجين إليهم . . وقال الحسن : التقية جائزة إلى يوم القيامة.. قال الطبري : فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم وتضمروا لهم العداوة "3/227" ولا يختلف منهج التعليم الديني في بعض بلاد المسلمين عن هذه الرؤية الكارهة ، فيؤكد منهج التوحيد بالسعودية "1/ث/94" إنه لا مانع من إقامة المسلم في المجتمعات الغربية طلباً للمنافع لكن يشترط لجواز الإقامة أن يكون المسلم مضمراً العداواة للكافرين وبغضهم ، والمصيبة أن مناهج الأزهر تتخذ نفس الموقف ، وتكتفي هنا بالإشارة لعل اللبيب يفهم .

    ويواجه الظواهري مشكلة مع الآيات القائلة : "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم أن الله يجب المقسطين . إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون" "8 – 9 / الممتحنة" .. لذلك يصر تنظيم القاعدة على تصوير حربهم ضد أمريكا حرباً دينية على الطرفين ، وأن الأمريكان يخوضون ضد المسلمين حرباً صليبية فهم بذلك يقاتلوننا في الدين ، ومن جانب آخر يرد الظواهري مسألة عدم قتال من لم يقاتلنا في الدين وبرهم والإقساط إليهم ، تفضيلاً لتفسيره وتاييداًُ لعقيدته ، وتفضيلاً لنصه وأغراضه على النص القرآني ، وذلك في باب يرد فيه هذا الأمر باعتباره شبهة تحت عنوان "رد شبهة" يقول : إن تلك الآيات لا تنقض عقيدته في الولاء والبراء لأن "البر هو إيصال الخير والقسط هو العدل ، ولا يدخلان في الموالاة المحرمة التي تتضمن المحبة والتواد والنصرة باليد واللسان والمتابعة في الاعتقاد والأفعال واتخاذ الأعداء بطانة وإطلاعهم على أسرار المسلمين ، قال ابن كثير : لا ينهاكم عن الإحسان إلى الكفرة الذين لا يقاتلوكم في الدين ولم يظاهروا – أي يعاونوا – على إخراجكم .

    أما تطبيق عقيدته في الولاء والبراء داخل بلاد المسلمين فتأخذ شكل النهي عن تولية الكفار في المناصب الهامة .. عن أبي موسى الأشعري قال : قلت لعمر إن لي كاتباً نصرانياً ، قال : ما لك قاتلك الله .. قلت : يا أمير المؤمنين لي كتابته وله دينه ، قال : لا أكرمهم إذ أهانهم الله ولا أعزهم إذ أذلهم الله ، وأدينهم إذ أقاصهم الله "ابن تيمية" اقتضاء الشرط المستقيم 1 / 50 .. وقال ابن تيمية : ولا يستعان بأهل الذمة في عمالة ولا كتابة ويلزم منه مفاسد أو يفضى إليها ، وإذا كان السلف قد سموا مانعي الزكاة مرتدين مع مونهم يصومون ويصلون ولم يكونوا يقاتلون جماعة المسلمين ، فكيف يمن صار مع أعداء الله "الفتاوي الكبرى 4 / 332" ، هذا مع ملاحظة أن هذا هو ذات موقف الإخوان المسلمين من إخوانهم في الوطن اعتماداً على أستاذهم ابن تيمية ، بل إن الإخوان لا يعتمدون فقط كتاب "الفتاوي الكبرى" بهذا الصدد ، بل أيضاً كتابه "الشروط العمرية" ويشمل اسوأ قواعد ممكنة ليتعامل بها مواطن مع مواطن ، بل إنها هي ضياع الوطن كله لصالح الطائفة ، حتى لا تكاد تجد فارقاً واضحاً بهذا الخصوص بين إخواننا الإخوان وبين إخواننا في القاعدة ، وجماعة التكفير والهجرة والجهاد والجماعة الإسلامية ، مما يشير – مع استشهادهم جميعاً بذات الآيات والمواقف – إلى خلل أصيل في المنهج الإسلامي ، لأنه لو كان القرآن الذي تم سرد آياته يحمل هذه المعاني حقاً ، فإنه لا يسعك إنكار الإرهاب والكراهية في دين الإسلام . خاصة أن الأمر هنا أمر المقدس الأعظم وليس كلاماً في الفقه أو في السنة ، ولكن قبل الاعتراف بهذه النتيجة المفزعة خاصة للمسلمين البسطاء الطيبين ، هناك ملحوظات :

    أولاً : لا مناص من الإقرار بصحة الشهادات القرآنية المقدمة من قبل أنصار عقيدة الولاء والبراء ، لأنها نصوص واضحة فصيحة لا تحتمل تأويلاً ، لكنها تحتمل تفسيراً ربما كان هو الأصدق مما يقدمه أنصار الكراهية والدم ، وهو ما سنأتي عليه بعد قليل .

    ثانياً يلاحظ الجميع – مسلمين وغير مسلمين – ملاحظة شديدة الخطورة في منهج التفكير الإسلامي ، وهي استشهاد الخطابات الإسلامية المتنوعة على اختلافها مذهبياً وتعارضها أحياناً في الأغراض ، بآيات قرآنية لو رصصناها بجوار بعضها لأمكننا أن نرى تناقضاً هائلاً في كتاب الله أو هو تناقض يصبه البشر بأغراضهم المتباعدة على كتاب الله . إلى انتهازية لا تليق بكل هذا الاحتفاء الإسلامي بنصهم المقدس ، وهو لون من قضيحة لضمير نفعى تجده لدى المسلمين على مختلف الدرجات حتى لتجد تاجرين يتنازعان الحقوق وكل منهما يستشهد على شريكه بآيات الله ، وكلاهما نصاب وكلاهما مؤمن وكلاهما يعتقد أنه على حق وكلاهما يعتقد أن الله ناصره ، وهي حالة مستعصية في العقل الإسلامي سببتها تلك الانتهازية المبكرة بين الخصوم السياسيين في دولة الخلافة الأولى منذ أبي بكر واستخدام كل طرف للمقدس مؤيداً ورفيقاً ، حتى كاد أن يكون الأمر تشغيلاً لله عند الناس حسب مصالح ومكاسب وهوى كل طرف ، وقد سمحت هذه الانتهازية طبيعة النص المقدس نفسه الذي تفاعل مع واقع زمن الدعوة عبر ثلاثة وعشرين عاماً ، واقع كان متحركاً كأي واقع لا يعرف الثبات ، فكان أن تغيرت الآيات وتبدلت ونسخت وأنسيت بحسب الظروف مما أتاح لكل صاحب مصلحة اليوم أن يجد في النص ما يروق لمصالحه ، وهي حالة ليست بدينية ولا روحية ولا تحترم النص ولا الله بقدر ما هي لون من العلمانية الفصيحة ، لكنها للأسف أحط أنواع العلمانية طراً .

    حتى إن النصوص المؤولة حسب رأي كل فريق حلت محل النص الأصلي وأصبحت هي المعمول بها عند هذا الفريق أو ذلك على تناقض هائل لا يلتقي أبداً ، بينما توارى كتاب الله وراء نص إنساني يمثل مصالح كل فريق وفهمه ورأيه ليحل الإنسان محل الله لكن بعد أن تلبس بقدسه وتسربل بعباءته ، لكن حتى يجد كل طرف مؤيداته في القرآن على اختلاف الأزمان والأمكنة والظروف السياسية والأهداف المطلوبة ، اتفق الجميع على قاعدة أن العبرة في النص القرآني ليست بخصوص السبب الذي جاء النص بشأنه في أحداث حدثت زمن الدعوة ، إنما العبرة بعموم لفظ النص أي تطبيق النص وتفسيرة مستقلاً من أحداث زمنية وبذلك يكون مصالحاً لكل زمان وكل مكان ، ولكل انتهازية رخيصة ممكنة ، ولكل خصومات محتاجة لسند شرعي حتى أصبح صالحاً للكراهية ولرغبات الدم والذبح والحرق ، وللإشتراكية وللرأسمالية وللحرب وللسلام ومبرراً لكثير من المظالم الفادحة التي ارتكبت بحق المسلمين البسطاء عبر التاريخ ، بقامع داخلي ثم ترويضهم عليه بالدين ، وأصبح المصحف بيد كل طاهر أو شرير أو قاتل أو تاجر أو مصل تقي عارف الله وسيلة لجعل النفس عبدة أو شريرة أو متمردة أو قاتلة أو متسامحة معطاءة . أصبح النص وسيلة دائماً لغرض دنيوي لا لذاته ولا لقدسيته ، وتبجيله بما يليق به من إجلال واحترام ورهبة روحية مفترضة في المؤمن نحو مقدسه .

    ثالثاً : لابد أن يلفت النظر بشدة مأزق الدكتور الظواهري مع الآيات "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولن يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم" "الممتحنة" وهو نص واضح فيه البر إلى من لم يقاتلنا والإقساط إليه في صياغة لا تكاد تكون فقط سماحاً بالبر والقسط ، بل هي ترقي إلى درجة الأمر ، فيقول الظواهري سامحه الله مفرقاً في التفسير "البر هو إيصال الخير والقسط هو العدل ، ولا يدخلان في الموالاة المحرمة التي تتضمن المحبة والتواد والنصرة باليد أو اللسان والمتابعة في الاعتقاد والأفعال ، واتخاذ الأعداء بطانة واطلاعهم على أسرار المسلمين" .

    إن الدكتور أيمن هنا يخلط الأمور كلها ببعضها رغم إدراكه الباطني النصيع لوهن حجته التي يساوي فيها بين "المحبة والتواد" بين المسلم وغير المسلم ، وبين الاعتقاد والأفعال وإطلاعهم على أسرار المسلمين ، في تلفيق لا يليق بنفس ترى أنها تجاهد في سبيل الله ، وتزور على نفسها معاني كتاب الله لتحقيق شهوة القتل والانتقام ليس أكثر ، بلا نفع يتأتى للمسلمين بل الحاصل هو مزيد من الانهيار والحصار والركوع .

    وليس أدل على ما نقول من التفسيرات التي ألحقها الدكتور الظواهري بالآيات التي حشدها في كتابه ، كمثال تفسير "قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب غليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله" بأنها جاءت بشأن الصحابي أبي عبيدة بن الجراح عندما التقاه أبوه في غزوة بدر وهو مشرك ، فجعل أبوه ينصحه ويتقرب إليه ويحبب له آلهة مكة بينما يحيد عنه ابنه أبو عبيدة حتى قصده ابنه فقتله "برواية الحافظ البيهقي من حديث ابن شوذب" .

    ولعل أول اعتراض اليوم على التأسب بفعل أبي عبيدة وأن يقتل الأبن أباه في سبيل الدين ، هو أن ذلك لم يعد مقبولاً لإنسانياً أو قانونياً أو أخلاقياً ، لقد كان الحدث يليق بزمانه وقيم ومانه وأحوال زمانه ، وربما كان مطلوباً لإثبات الإخلاص للدين وللدولة حينذاك بموالاتها والتبرؤ من الأهل ، لكنه من أخلاقيات اليوم شيء نكير ومنكر ومستنكر وساء سبيلاً ، خاصة أن أخلاق والإسلام نفسها تكره أن يبدئ الرجل أباه من المشركين فيقتله لقوله تعالى : "وصاحبها في الدنيا معروفاً" "15 / لقمان" "الهداية في الفقة الحنفي 2 / 139" وقال الشيرازي : ويكره أن يقصد قتل دي محرم لأن الرسول منع ابا بكر من قتل ابنه في غزوة أحد ، وعن أبي الزناد عن ابيه قال "شهد حذيفة بدراً ودعاه أبوه إلى البراز "المبارزة" فمنعه رسول الله "المجموع للنووي 19 / 295" ، وهكذا يبدو لنا ان أخلاق الإسلام تأبى ما يريده الظواهري بل وترفضه ، والواضح فيها أن القرار كان قرار أبى عليه كما أبى على أبي بكر وأبي حذيفة ، وهكذا وبتلفيق بسيط يمر على العقل البسيط أيضاً يتم تحويل فعل أبي عبيدة إلى فعل إسلامي عظيم مبهر تم في سبيل الدين فقتل الابن أبه حباً في الله وتطبيقاً لعقيدة الولاء والبراء بكل إخلاص وتفان والله ورسوله من تلك الأخلاق براء يا دكتور الظواهري .

    رابعاً : إن ما قدمه الدكتور الظواهري من آيات تؤكد عقيدته في الولاء والبراء تتضح فيها سمات لا يمكن بحال تعميم معناها في الزمان المطلق والمكان المطلق بحجة قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فالآيات تحدثنا عن زمن بعينه ترتبت عليه الأوامر والأحكام الخاصة به خصوصية تلازمية ، فالنهي عن المودة الآباء والأبناء والإخوان والعشيرة من غير المسلمين . لأن الظرف حينذاك فرق بين الأب والإبن عندما أسلم أحدهما وهاجر إلى المدنية ، وين الأخ وأخيه وبين الفرد وسائر عشيرته في بيئة تشكل العشيرة فيها لبنة أساسية في بناء المجتمع . ومنعاً لوصول أسرار الدولة الناشئة عبر حالة عاطفية بين أخوين أو أي رحمين فقد نهى القرآن عن موالاتهم نصاً ولفظاً ومعنى واضحات كل الوضوح ترط الآيات بزمتها وظرفها ومكانها وليس بعد ذلك أو قبلة أبداً . خاصة مع الإشارات إلى النوازع النفسية لدى المهاجرين من عطف على أهلهم غير المسلمين أو محبة ، أو حنين إلى أموالهم التي تركوها في مكة أو مساكنهم التي تركوها مهاجرين إلى بلدغريب ضيوفاً على أهله والضيف ليس كمالك . "قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضون بها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين" "24 / التوبة" أي أن كان ينكم أي لون من هذا الحنين . فانتظروا عندما يأتي الله بأمره ويقوي الإسلام كيف ستكون عقوبتكم خاصة مع وصفه لهم بالفاسقين "والله يهدي القوم الفاسقين" .

    وبشأن غير المسلمين لا تجد في النهي عند المولاة غير صنفين هم الكافرون أو المشركون ، وأهل الكتاب من اليهود والنصارى وهو أيضاً ما يشير إلى ارتباط الآيات بزمنها وظرفها حيث لم تعرف جزيرة العرب غير اليهود والنصارى من أصحاب الأديان الكبرى في ذلك الزمان ، رغم أن هناك أياناً كبرى أخرى كانت موجودة ولم تعرفها جزيرة العرب كالبوذية والشنتوية والكنفوشيوسية والهندوسية ولم يعرفها أيضاً القرآن ومن هنا ارتبطت الآيات ليس باليهود والنصارى في المطلق ، لأن التحديد هنا مؤطر جغرافياً بمكانه في الجزيرة ، وأن يهود ونصارى شعور أخرى خارج الجزيرة مثلهم مثل أصحاب الديانات الكبرى الأخرى التي لم يذكرها القرآن معبراً عن مكانية وظرفية خاصة بالحزيرة العربية وحدها وفي زمن الحدث لا بعده ولا قبله . ومما يؤكد ظرفية الآيات وجود آيات أخرى بالقرآن تناقضها تماماً وتتحدث عن اليهود والنصارى والتوراة والإنجيل بكل مودة وموالاة بل وتبجيل ، وما حدث من ظهور تناحر سياسي رفض بموجبه أهل الكتاب من أهل الجزيرة الانطواء في الدولة بعقد الصحيفة وتطور الأمر إلى حرب عسكرية تحول فيها الموقف من المودة والموالاة إلى الكراهية والعنف والإقصاء.

    خامساً : يلفت النظر بشدة أن هؤلاء الذين يزعمون التبحر في الدين والرسوخ في العلم عادة ما تحولت مواقفهم من النقيض إلى النقيض ، وهو حال واضح في بعض مشايخ السعودية ، والجماعات التائبة في مصر ، والإخوان لأنهم يريدون أن يلعبوا السياسة لابد أن يتقلب الدين . فكان القتل وسفك الدماء بادعاء الرسوخ في العلم وأن فهمهم لنصوص الدين هو الفهم الصح بالإطلاق ، وذبح الناس في الطرقات والشوارع ، وقتل الأبرياء من ضيوفنا داخل اعز حرماتنا التاريخية حيث كانت تمارس العبادة في قدس الأقداس . ثم وبالرسوخ في العلم وان فهمهم هو الصواب بإطلاق تراجعوا عن فهمهم الأول إلى فهم جديد يدين ما فعلوه من قبل ، دون أن نجد أي تعويض لما خسرته البلاد من مال وعباد وهيبة واحترام في نظر العالم سوى أنهم تكرموا علينا قتابوا وقرروا عدم ذبحنا الآن على الأقل ، لأنك لا تعلمم كيف سيكون الرسوخ في العلم غداً ، ودون أن يواجه أحدهم نفسه مرة ويقول : إن الأمر ليس أمر الدين وشأنه بل هو أمري وشأني وأين احترام الدين من ظاهرة الرسوخ هذه عند كل مدع راسخ؟ وكيف نضمن دماءنا ومستقبل بلادنا ورسوخهم هكذا يوم وليس هكذا يوم آخر ؟!! ألسنا بحاجه إلى احترام حقيقي لكتابنا المقدس ولربنا ولحرمة دمائنا ودماء الإنسانية ؟!

    أستاذنا العفيف الأخضر عندما واجهته هذه الآيات مع آيات السيف التي نسخت آيات السلم رأى أن الحل هو إعادة النظر في القرآن بما يفي بمطالب زماننا مستخدمين أدوات النسخ التي سبق استخدامها في زمن الدعوة عندما كانت تنسخ آية آية أخرى لتغير الظروف والأحوال الأرضية ، ولكن بالعكس ، أي أن تنسخ نحن آيات الحرب والقتال والكراهية ، وأن نستبعد لفظ الكافر من حياتنا نهائياً ، لكن ستواجه أستاذنا هنا عدة مشاكل غير قابلة للحل بإطلاق ، لأن النسخ حسب آيات القرآن كان يتم بإرادة إلهية لا إنسانية ، ومن ثم ليس بيد المسلم هنا القول بنسخ آيات ، كذلك لا يمكن حذف أي لفظ في القرآن بوضعه الحالي المتوافق عليه منذ الزمن العثماني . ويبقى حل آخر هو ما طرحته هنا وهو ألا نركب الآيات بل أن نتعامل معها مجردين من أغراضنا فنجدها تفصح بغير حاجة لبرهان آخر عن ظرفيتها ومكانيتها ، لكن يمكننا القول بملء الفم لا لقواعد الفقة البشرية مثل قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، ولا طبعاً لقاعدة لا اجتهاد مع نص . ويقصدون بالنص تفسيرهم الذي غداً بديلاً للنص ، لأن النص واضح بذاته لو خلعنا عنه تفسيرهم الذي ساد عبر الأزمان ، ويبقى الحل بالقراءة الزمنية المكانية (التاريخية) للآيات هو الأمثل لأنه لا يرد الآيات ولا ينسخها لأنها كانت صالحة في زمانها متوافقة مع واقعها منسجمة مع محيطها ، لكن تطبيقها اليوم يصبح عزفاً نشازاً يفتئت على الله وعلى قرآنه . ومن ثم تظل الآيات معبرة عن زمن وحدث حدث في تاريخ الملسمين ، فيه تاريخ ، فيه عظات ، فيه حكم ، فيه بطولات ، لكن ليس فيه ما يطلب مني اليوم كراهية أهلي في الوطن لأنهم غير مسلمين ، لأن لهم دينهم ولي دين ، وأن الله لا ينهانا عن برهم والإقساط إليهم أبداً تعالى عن ذلك ، أما كونهم كفروا أو لم يكفروا فنحن المسلمين في نظر كل أديان العالم كفار ، وهو أمر ليس محلاً للفعل والعباد واستعداء العالم ضدنا ونحن في الدرك الأسفل لسلم تطور الإنسانية ، فهذه هي الجريمة ، ويضاعف جرمها استخدام الله وسيلة وهو الغاية العظمى .

    ملحوظة : وأنا أكتب هذه السطور شعرت بمضض شديد من سادتي الأزاهرة الذين يعيشون في نعيم البلهنية بضرائب من جيوبنا تمر إليهم عبر بنوك ربوية يكفرونها ، أنهم عليهم الوطن نعيماً عظيماً ولا نسمع لهم صوتاً في مثل هذه القضايا ، وإن سمعنا فالركون إلى السهل البسيط ، بالرجوع إلى الآيات المكية حيث التسامح والسلام دون بذل أي جهد لتناول القضايا تناولاً باحثاً محترماً !! أين هم من الإخوان المسلمين ؟ أم أنهم قد قرروا السكوت في موطنالكلام الجهير الواضح ؟ أم قد تركوا المهمة لغيرهم .. هل أنتم معهم أم معنا .. إذا كان ذلك ليس كذلك فإني أبتهل إلى الله أن يلهمهم فضيلة الاستقالة .. استقيلوا يا سادة يرحمكم الله ويرحمنا .
                  

08-15-2005, 01:57 AM

Siham Elmugammar
<aSiham Elmugammar
تاريخ التسجيل: 06-18-2004
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الظواهري ورؤياه الظلامية للحياة فهل من نظرة فعبرة (Re: Sabri Elshareef)

    UP
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de