من حقنا أن نحزن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 00:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-13-2005, 09:40 AM

هشام عبيد يوسف
<aهشام عبيد يوسف
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من حقنا أن نحزن

    من حقنا عليه .. ومن حقه علينا !!

    من حقنا عليه أن نحزن..
    وأن نصاب بالذهول..
    وأن نحاول التعبير عن هذا الحزن..
    وعن هذا الذهول...

    هذا حقنا المشروع فى التعبير....

    نعلم يقينا أن الحروف لن توفيه حقه "وإن طال وتمفصل الكلام".
    وأنها لن تخفف من فقدنا الجلل.
    ولن يليق به الحديث عنه "والكل يتحدث ويعدد فى الخصال"...
    والكل يذكر "مايجب"،، والكل يذكر "ما يريد"..
    ونعلم كذلك أن البعض لا يقوى على التعبير..
    ولا مجرد الذكرى فى هذا الخضم المؤسف من الأشياء..

    وهذا حقنا على المعرفة..
    بالنقص عن الأداء الكامل...
    فـ"المطلق" هو الذى أخذ..
    وهو الذى أراد..
    وما علينا سوى القبول..
    ويبقى لنا سودان واجم من هول المصيبة.. التى يعلم الجميع أنه أكبر منها.. وأعمق من ملامح الألم الذى بها.. له.. وعنه..

    كل هذا من حقنا..
    سودانيين أو غير..
    شماليين أو جنوبيين..
    فى السلطة أو فى المعارضة..
    فى الحركة الشعبية أو فى التنظيمات الأخرى..
    فى الداخل أو الخارج..

    ولكن ما هو حقه علينا؟؟؟
    هو الذى قال أقرب الناس إليه أنه "كان رجلا وحدويا وما زال حيا بأفكاره"(1)،، وأنه "ذهب ميتا ولكنه ولد فينا جميعا"(2)،، وأنه "صاحب نظرة ثاقبة قادت إلى سلام على أساس جديد أنهى الفوارق المو########"(3)،، وأنه "وهب عمره كله للنضال من أجل السودان الجديد لرفعة وكرامة الإنسان السودانى"(4)،، وأنه "رحل عنا كما يرحل أبطال الأساطير الإغريقية"(5)..
    وقال عنه رجال الساسة السودانيون أنه "سيبقى حيا فينا ما حيينا"(6)،، وأنه "تركنا ونحن فى أحوج الظروف إليه"(7) ،، وأننا " كنا ننظر إليه بأمل لكبير فى إرساء التحول الديمقراطى"(..
    وقال عنه (أصدقاؤه) فى الحكومة "إن فقد قرنق يعتبر خسارة كبيرة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان، خسارة للسودان ولأهلنا فى الجنوب، ولإفريقيا والعالم أيضا"(9)،، وأنه "ترك بصمات واضحة فى دفتر الحياة السياسية السودانية"(10)،،
    وقال غيرهم أنه "المتمرد الإفريقى المحير"(11)،، وأنه "اذهل العالم حربا وسلما وموتا"(12)،، وأنه "برق كالشهاب فى ظلماء حياتنا، وككل الشهب، انطفأ بعد حين قصير"،، وأنه "حارب وسالم بشرف وفى الحالتين استحوذ على الإحترام والتقدير"(13)،، وأنه "كان أمة وشاهدا ثوريا على العصر الحديث"،، وأنه "كان يرنو إلى المستقبل ولكنه فى ذات الوقت كان مشبوبا بماض السودان وسجل مجده العريق"(14)،،

    هو الذى أجمع العالم على أنه كان رجل المرحلة القادمة من تاريخ السودان الموحد، وتاريخ إفريقيا السمراء..
    هو الذى أدخل قاموس الطرفة فى أحلك المواقف سوادا.. وأصعب الأوقات حدة.. واستطاع بذلك أن يدخل القلوب خلسة وبدون استئذان..
    هو الذى تجاوز لم شمل الجنوبيين على اختلاف مشاربهم إلى لم شمل الشماليين على اختلاف "مآربهم"..
    وهو الذى يثق أهل الشرق والغرب والمهمشين فى كل السودان فى مقدرته الفعلية على حل مشكلتهم حلا جذريا فى إطار السودان الموحد..

    لقد اختتمت مراسم أسبوع العزاء فى أسمرا بأن لحظات التعبير عن الحزن المشروع والفقد العظيم قد انتهت،، بالتزامن مع مواراة الفقيد الثرى فى جوبا، وبدأت لحظات أخرى أهم وأعظم،، هى التى نثبت فيها لأنفسنا وللعالم بأننا لم نفقده،، وأنه حى فى دواخلنا..

    "ورغم الغناء الحزائنى لفرقة الصبايا ساعة الوداع الأخير،، الا ان الارتياح كان باديا على وجوههن، وفى رأيى انه التعبير الخلاق يسعدك وجدانيا ولكنه يطغى على الوجوه حزناً عميقا.. وعندما يتمكن الارهاق منهن.. تسقط احداهن على الارض فى نحيب مستمر وصراخ عميق"(15).

    حالات الإغماء بالعشرات..
    الوجوم على ملامح الجميع..
    حشد القادة والزعماء الأفارقة عبر عن الكثير..
    الغياب العربى عبر ان الأكثر..

    وفد نقد الذى انتظر فى مطار الخرطوم منذ الرابعة صباحا وعاد بعد ان فشل فى الحصول على فرصة السفر للمشاركة فى التشييع ..
    الغياب المحير لمولانا محمد عثمان فى هذا اليوم بعد أن صرح للعالم أجمع بأنه سيكون على رأس المشيعين..
    الوفد الإرترى الذى وصل إلى جوبا "بعد رحلة شاقة عبر الاراضي الكينية بعد رحلة شاقة استمرت اكثر من 8 ساعات، بينما كانت الرحلة المباشرة من اسمرة الى جوبا لا تستغرق اكثر من ساعتين." بعد أن رفضت الحكومة السودانية مرور طائرته عبر الاجواء السودانية"(16)..

    إن الحق الواضح له علينا جميعا هو أن نحافظ على ذكراه ونخلدها قبل أن تصبح ذكرى تفتقد إلى مجرد مشاعر الحزن على رحيله، أو الأسف على ما كان من الممكن أن يفعله (لو) كان على قيد الحياة.
    وإذا كان من الممكن تفكيك هذا (الحق)، فمن دور الساسة فى المعارضة التوحد الفعلى والحقيقى لا كما كانوا يتوحدون من قبل فى أكثر من مكان وأكثر من موقف، لتصبح لهم القوة فى مجابهة سطوة النظام . وبهذا تبقى ذكرى الراحل مقيمة، ويبقى (مقيما) بالفعل لا بالإصطلاح الزائف. ومن ثم فإن إمكانية إنجاز مشروع التحول الديمقراطى (الذى هو السبيل الوحيد لتحقيق الوعى الجماهيرى) يصبح ممكنا وتفتح به أبواب التقدم لسودان جديد حقيقةً.
    ومن دور النظام الحاكم إثبات مصداقيته تجاه مشروع السلام واتفاق نيفاشا، وبهذا - فقط - يزيل بعض الشكوك حول دوره فى سقوط الطائرة، وأكثر من هذا فإن عليه أن يتخلى عن عنجهيته وتعاليه التى تصب فى مصلحة المؤتمر الوطنى كتنظيم فى المقام الأول ثم بعدها مصلحة الوطن - إذا كانت غير بعيدة عن مصلحة التنظيم - ، وأن يعمل على أن إعطاء كل ذى حق حقه فى القيام بدوره فى صياغة مصير السودان لتكون من ثم المساءلة تاريخيا بصورة مباشرة عن المشاركة لا أن تتم المساءلة عن عدم المقدرة على المشاركة.

    أما الجماهير المكلومة المغلوبة على أمرها فما أعظم وما أخطر حق الفقيد عليها،، أولا على الجنوبيين الذين أعترف بأنهم (أهل الوجعه)، أكثر من غيرهم فإن حق الفقيد عليهم هو فى التوجه إلى استعادة حقهم مع الإنتباه إلى أن هذا الحق ليس من المواطن المهضوم مثلهم فى الشمال، وإنما من السلطة الحاكمة بغض النظر عمن يملك زمام الأمر فيها(17).
    هذا الحق الضائع الذى كان معولا على الفقيد استعادته (من الشماليين)، والذى كان قد اتجه لاستعادته منهم عن طريق التوحد معهم لفائدة أكبر لكل من الجنوبيين والشماليين على حد سواء، ولعلمه أن غالبية النخب التى أسهمت فى التأسيس لهذا التهميش- الدينى، السياسى، الإثنى، الإقتصادى - وسلب الحقوق، كانت لا تعى بمآلاته ولا الخطورة التاريخية للفعل (خاصة النظام الحالى الذى أشعل نيران الفتنة والغبن بين كل القبليات السودانية بلا استثناء).

    أما الشماليين فإن أول ما عليهم القيام به هو الإعتراف بالظلم التاريخى الواقع على إنسان الجنوب، وهو - أى الظلم - الذى جعل المواطن فى الجنوب من الدرجة الثانية، وهو الذى جعله يحارب من أجل إزالة هذا الظلم الواقع عليه، وهو الذى جعله يغضب ويثور عندما رأى رمز أمله يتحطم مع طائرة هليكوبتر، وهو قاب قوسين أو أدنى من تحقيق آمالهم واستعادة حقوقهم.

    هؤلاء الشماليين الذى ساهموا فى هذا الظلم بحكم انتمائهم للشمال (بكل أشكاله الجغرافية، الإثنية، الثقافية، الدينية، ....)، يعلمون جيدا أن جنوب (السودان) يمكن أن يصبح بعد عدة سنوات دولة منفصلة لها سيادتها التامة على كل شبر فيها، لا علاقة لها بشمال السودان الحالى سوى حق الجوار فقط، ومع العلم بأن الأفضلية لكل من الشمال والجنوب تكون فى التوحد إلا إن احتمال الإنفصال يبقى قائما، لذا فعلى على المواطن الشمالى الإنتباه إلى حقيقة أن الجزء الجنوبى من الوطن (بما فيه الإنسان)، قد فقد الكثير من حقوقه خلال حرب أُجبر على الدخول فيها، وأن أول الحقوق التى يجب أن تعاد طواعية هى الإعتراف بمساواة هذا المواطن الجنوبى مع المواطن فى بقية أنحاء السودان فى كل الحقوق والواجبات.

    هشام عبيد

    هوامش:-
    1- ربيكا قرنق.
    2- فاقان أموم.
    3- منصور خالد.
    4- نيال دينق.
    5- ياسر عرمان.
    6- د. مصطفى عوض الكريم.
    7- محمد عثمان الميرغنى.
    8- حاتم السر.
    9- مصطفى عثمان إسماعيل.
    10- على عثمان محد طه.
    11- جراى فومبيا.
    12- حنان باشرى.
    13- هلال زاهر الساداتى.
    14- إدريس إبراهيم رزق.
    15- الصحافة- عارف الصاوى: قرنق، لا نبكيك ولكنا نغنى لك.
    16- الشرق الأوسط – عبد العليم حسن.
    17- فى هذا إشارة إلى الأحداث التى جرت فى الخرطوم وغيرها من المدن السودانية والتى نتناولها فى مقال آخر.
                  

08-13-2005, 01:51 PM

ahmed haneen
<aahmed haneen
تاريخ التسجيل: 11-20-2003
مجموع المشاركات: 7982

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من حقنا أن نحزن (Re: هشام عبيد يوسف)

    اي حزن هذا يا هشام

    انه حزن قاتل مميت

    ولكنا سوف نغني من اجل الوحدة

    بجيك بي رواقة

    تحياتي للجميع
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de