|
|
 يا جِنيات القُمرى فرا !
|
أحداث يومتا يا جماعة - الله لا عادها - كانت شياله معاها كمية طرائف ومفارقات مضحكة وفى ناس كتبت عنها في المنابر وفى الصحف ومن تلك ما أورده الزميل سعد الدين ابراهيم فى عموده الشهير ( النشوف أخرتا ) بصحيفة الصحافة حيث اورد طرفتين فى عموده الذى حمل موضوعه عنوان ( لسنا اغبياء) وروى الطرفتين قائلا ( الطرفة الاولى حكتها لنا الزميلة «أمل هباني» قالت إنه في يوم الاثنين وجد شاب شمالي نفسه فجأة وسط تجمع من الإخوة الجنوبيين والجنوبيات فلما أصابه الذعر أن يصيبوه بعنف ما كان منه إلا أن قال لهم في صوت مرتعش (باسم الأب والروح القدس) حتى ينجو من بطشهم، وبالمقابل حكي لي صديق – والحديث لسعد الدين إبراهيم - أن جنوبياً كان يمشي ليلة الثلاثاء في طريق خالٍ وفجأة ظهر له كمية من الشماليين يحملون هراوات وعصي وغيرهما فما كان منه إلا ان أخذ يغني بصوت عالٍ:في (هِماك ربنا في سبيل ديننا)
.. والطرائف كثيرة.. وبقول شنو .. يومتا بعد هدوء كدا من الجوطة والخلعة والتوتر قررت المجازفة بحياتى والوصول الى منطقة جبره - واحدة من المناطق الكانت سخنة - عشان اتفقد بعض الاقارب والاهل والاصدقاء ، اها بعد ما مشيت مربع كيت ومربع كذا و(حق الله بق الله ) بقيت مارق عشان الحق المواصلات وارجع امدرمان ، وكانت ملاحظ انو الكافتريات فاضييييييييييه رغم انو فى المنطقة ديك ظهرت كمية مبالغة منها وكانت بتكون مزحومة للطيش ( كل الناس اتنين اتنين ) ولكن الظاهر ( يا جنيات القمرى فره ) فقلت لنفسى يا زول بطل الشمشرة ولم عليك فضولك دا هو الناس بقت فى تولا تانى نفسيات حب وخلط وين يا مان ، المهم الحافلة طبعا ماشية الهوينى والكمسارى يعجبك لو شاف زول حك راسو ساى يقيف ويصيح ( عربى .. عربى ... شتات خالى محطات والبلد آمان ) ولكن كان الركاب بالقطارة وعدم فلقيت نفسي مضطرا للتدخل من مقعدى فى اخر مقاعد الركاب وخط ميه غرب ( يا زول كرهتنا نحن ماشيين اخر الدنيا ياخ امرقنا ) فيرد الكمسارى ( شنو يا عمك ما بنلقط فى الركاب ولا عاوزها فردة سيرة ما تطلع حق العشا ) يقول هذا وهو يقفز قبل ان تتوقف المركبة ( عربى عربى يلا يا خالة اتفكفكى ) وشيييييييييييييت يطلق صافرة رشيقة من فمه عبر اصابعه للسائق .. .. ثم يتوقف ايضا فجاة بعد ان لمح احد جنود شرطة المرور الذى يبدو انه كان فى طريقه الى الخرطوم ويقفز الكمسارى مرحبا برجل المرور . اتفضل يا جنابو ... احوالك ... ودفقة قدرا مهولا من الملق ولكم ان تدركوا ذلك اذا علمتم علاقة المركبات بالمرور وشرطتها و(القطع ) ومضينا حتى وصل ركبنا الميمون الى تقاطع اظنه يمضى شرقا تجاه احياء الصحافة عابرا جبره حيث تتواجد محطة بها عدد مهول من الركشات من كل لون وعرق وماركة وتوقف ركبنا زمنا طويلا كان كافيا لان يلفت نظرى شاب ينحنى جوار مقعد الركاب الخلفي وهو يتحدث بعصبية ويتجادل مع فتاة جميلة ولو نظرت اليها من بعد كانت تجلس داخل الركشة ومن طول فترة انتظار المركبة لراكب لحظ اغلبنا الشاب والفتاة وان هناك نقاش حاد – ربما قدر السائق والمتحصل ان الشاب راكب محتمل فتلكأ فى التحرك – وبالفعل انفلت الشاب وقدم وصعد الى الحافلة و(طوالى ) الى المقاعد الخلفية وركن ( شكرا ) فى كناية الى راكبها فى العادة لا يدفع حين يكون برفقة وصحبة حيث يتولون عنه الدفع كعرف وعادة سودانية اصيلة ( نفرين هنا والتالت ورا هناك ) وتاتيك عبارة.... ( ما تديهو يا فلان او ما تدفع )....... فيجيب الشخص فى العادة ( شكرا )فذهب اسم ذاك المكان والمقعد اسما على ذلك الشكر ومثلها كرسى الشهيد فى عربات الامجاد الصغيرة والذى قيل ان راكبه فى حالات الطؤارى والحوادث يعبر الى الاخرة شهيدا لان موقعه مكشوف وتحت سيوف الحديد ومعجنات الحوادث فى العادة ، اذ يقولون ان السائق فى العادة ( يخارج نفسه ) ومن ثم يضطر للتضحية و(الاستعانة براكب ) يكون هو الجالس فى كرسى الشهادة الى يمينه .
المهم ... جلس الشاب بجوارى ونفس يتهجد وعينيه تلمع ببريق من الحنق والغيظ والاحباط مع خلفية مائية تشير الى انه على حافة الانفجار بكاء ... ثم وضع يديه على المقعد الذى امامه ثم تركهما ومسح راسه ثم نظر الى لمدة من الزمن ولا ادرى لماذا فتتمت (مرحب ) احتمال يكون (بوردابى ) مستغرب فى (العميد بتاع الامن ) البيركب حافلة فى خط جبرة بــ(300 جنيه ) فرد كيفك .. قلت : كويس ماشى الحال ... ثم نظر الى مسافة ...يا للهول ان الدمع ينسال من اعين جارى مدرارا ... ثم ينسال ... وهق هق ... ينفجر باكيا ... وتوتر الجو ..
الكمسارى ترك جدله مع بعض الركاب والصغار الذين رفضوا دفع التعريفة كاملة لانهم ذاهبون الى (ابو حمامة ) ولن يصلوا الى الخرطوم والسوق العربى والسائق اضطر لتخفيض صوت مغنى مشروخة الصوت ردئية الموسيقى كرهتنا وفجعتنا بغناء من شاكلة ( ما قصدى الخيانة بس قصدى امغس فلانه ) فيما ركز بقية الركاب انظارهم علينا وكنا فى المقعد الخلفى (انا ومالك الحزين ) فشعرت بسخونة فى وجهى وصرت انظر اليهم جميعا وشكل وجهى قد نزلت عليه كل طيوف الحيرة المفضية الى بلاهة لا ينقصها سوى نزول (الريالة ) وارتفعت الاصوات ( مالو صحبك يا ولد ) فهممت ان انكر وانا صادق فى ذلك فما اعلم ان مجاورى فى هذه المركبة شيئا وكلانا عابرى طريق و(سكة فايت ) فتداركت الموقف بسرعة ( لا مافى مشكلة ... بس جاهو خبر زول عزيز عليه توفى ربنا يرحمو ) واضطرت لقول ذلك كفا للنقة وكثرة (مالو .. مالو ) فتدخل احد الركاب بجلافة ( ببقى ليهو شنو ... كتلو فى المشاكل دى ولا شنو ) فصمت وانحنيت على الرجل ... يا زول استهدى بالله ... وكل ما اضيف عليه جملة مواساة يرد .. هق هق .. يا لطيف ... قلت فى سرى ... والغريب فى خضم هذه الظروف ان (الكمسارى ) اتى نحوى ( طق طق ) ثم قال ( فردتك دا مالو يا عمك ) فلم اعلق سوى باخراج قيمة (راكبين )..... واثناء ذلك كنا قد تجاوزنا منطقة الخرطوم جنوب.. ( استوب القسم الجنوبى ) وعاد بعض الهدوء لجارى وقتلنى الفضول لاعرف سبب البكا المر منه واستبد بى الفضول و(الشمار ) لكنه ظل ينظر فقط من وراء زجاج النافذة ويمسح حينا وحينا دمعه على خده ... وبعد وصولنا الى (السوق العربى ) ونزلنا وتعمدت ان اسير بجاوره ثم حين شعرت انه سيفلت منى دون ان اعلم كنهة بؤسه وشقائه المفضى لبكائه هكذا على روؤس الاشهاد سالته مباشرة و(تووش ) يا زول لعل مافى عوجة ... اشوف ليك عربية توديك وامشى معاك ولا الراى شنو وكنت قد رجحت فرضية انه يحمل خبر موت .. فقال ... وقد عاد اليه بعض هدوئه ... لا ... متشكر ... المسالة ما موت ... شفت البت الكانت واقفة معاى جنب الركشة ... قلت ليهو باستغراب .. بت !!!!.. ركشة ... ثم استدركت .. اها .. جنب المحطة الركبت منها .. فقال اى .. فقلت اها .. فقال.. دى اميمة .. تصدق دى خطيبتي خمسة سنة من أيام الجامعة وكنا ماشيين كويس و امورنا مرتبة لكن شفت ليها شهر كدا بقت معاى ما مفهومة .. ما بتتصل وما بترد على تلفوناتى ولمن اطلب الاقيها تعتذر كتير ولمن امشى ليهم فى البيت تطنشى وتزوغ منى .. اها الليلة مشيت بيتهم لقيتها طلعت وانا ماشى لاقيتها فى موقف الركشات خاشة على الحلة فوقفتها واتكلمت معاها كتير وكلام سخن ... تخيل بس طلعت الدبلة رمتها لى قدام الجوكية بتاعين ركشات الصحافة وجبره وقالت البيننا انتهى ... انا انصدمت ... ما عملت ليها حاجة .. وهق هق ... عادت نوبة البكاء ... لكن هذه المره كدت ان ابكى انا غيظا وحنقا على هذا البائس ... لكننى لم اجد سوى ان اقول ليهو ... دبلة ... وجوكية ... والله بالغتى يا اميمة ... ثم مضيت الى سبيلى لاعنا مافى الدنيا من عالم ومن اشباح وشعراء وعشاق ومغنون وجوكيه ومحمود عبد العزيز يحتل اذنى بصوته الضخم. من مكبر صوت بمحل لبيع العصير ( حقيقة الريدة بتبكى ). غايتو عيال الزمن ديل .... اخير منهم الفتوات ... والله من الغيظ قربت ارجع اديهو كف ساموطى ... واشيل منو الــ(300 جنيه ) الدفعتها ... هق هق ... اميمة رمت لى الدبلة قدام الجوكية !
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: يا جِنيات القُمرى فرا ! (Re: المكاشفي الخضر الطاهر)
|
| Quote: وشكل وجهى قد نزلت عليه كل طيوف الحيرة المفضية الى بلاهة لا ينقصها سوى نزول (الريالة ) |
محمد حامد والله اتخيلت ناس الكرتون ديييييك 
سلامات وعوافي
والجاتك في مالك سامحتك!
إنت ذاااااتك مالك ومال الحناكيش والشواكيش؟
براك جبتها لي رقبتك
أسمع يا محمد حامد
لا إله إلا الله
محمد رسول الله
يا زول كان جا يوم لا قدر الله لاقيتني في مواصلات جبرة التعيسة دي
لا بعرفك لا بتعرفني
لا تدفع لي لا أدفع ليك
اتفقنا؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا جِنيات القُمرى فرا ! (Re: أيمن جبارة الله الخضر)
|
محمد حامد .. يا رايع
ســـــــــــــــــــــلامات
طبعا دى أول مرّة نتقابل .. لكنى أقرأ كل ما تكتبه أو يكتب عنك
| Quote: بقيت مارق عشان الحق المواصلات وارجع امدرمان |
.. وييين المرسيدس يا سيادة العميد 
إلى الآن لم تقنعنى مبررات الهجوم عليك
ياجماعة الزول دا عميد .. ماشى
ماشى
يعنى عمر البشر رئيسو .. ماشى
ماشى
المشكلة مع رئيسو إنتهت .. ماشى
ماشى
و تييييب
| |
|
|
|
|
|
|
| |
محمد حامد جمعه
abas
عبدالرحمن عبدالله أبوشيبة
ADIL FAIT
المكاشفي الخضر الطاهر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست